فيتامين الشمس

[الدكتور أحمد باذيب]

تلعب العظام دورا هاما في حركة الجسم وفي تركيب الهيكل العظمي والعمود الفقري والمفاصل واللثة والأسنان، وعظام الجسم عبارة عن أنسجة حية يحدث بها يوميا عملية دقيقة ومعقدة يتم فيها إحلال وتبديل للكالسيوم فيخرج منها كالسيوم ويترسب مكانه كالسيوم جديد.


وللمحافظة على العظام يجب توفير احتياجات الجسم ليس فقط من الكالسيوم ولكن أيضاً من الفوسفور وفيتامين (د).
وترجع أهمية فيتامين (د) في تقوية العظام الضعيفة إلى فائدته في امتصاص الجسم للكالسيوم والفوسفور من الأمعاء والعمل على تقليل إفرازهما في البول كما أنه يحول الفوسفور غير العضوي إلى فوسفور عضوي في العظام.

ولذلك فعندما ينقص محتوى الطعام من فيتامين(د) - بالرغم من توافر الكالسيوم والفوسفور في الوجبات الغذائية- ينخفض امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء ويزيد إفرازهما في البول والبراز فينقص مستواهما في الدم مما يسلتزم امتصاصهما من العظام للمحافظة على مستواهما في الدم، وهذا يسبب ضررا للعظام في صورة لين عظام وضعفها وتشوه شكلها.

ويصبح من الضروري للمحافظة على العظام تناول الأغذية الغنية بكل من الكالسيوم والفوسفور وفيتامين (د)
ومن أغنى الأغذية بالكاسيوم السمسم والجبن وورق الكرنب الطازج وورق العنب والملوخية واللبن وصفار البيض.

أما الأغذية الغنية بالفوسفور فأهمها الكاكاو وصفار البيض والعدس والفاصوليا الخضراء والجبن والسردين والتونة وسمك البلطى والشيكولاته، أما بالنسبة لفيتامين (د) فهو لا يتوافر بكثرة في الأغذية حيث توجد كميات صغيرة منه في صفار البيض واللبن والزبد والجبن، بينما تكون مصادره الرئيسية هي سمك السمك القرش وزيت كبد الحوت والسلمون والسردين والرنجة.

وليس غريباً عدم توافر فيتامين (د) الهام للعظام بكثرة في الأغذية المعتادة لقدرة الجسم على تكوين هذا الفيتامين طبيعيا من بعض المركبات التي تتواجد تحت الجلد مثل مركبات سيترول وأرجوسيترول ودهيدروكوليسترول.

وتتحول هذه المركبات إلى فيتامين (د) بتعرض الجلد يومياً لفترة مناسبة للأشعة فوق البنفسجية من الشمس بطريقة مباشرة وليس من خلال زجاج النوافذ مع عدم ارتداء الملابس الثقيلة وقت التعرض للشمس، ولهذا كان الفلاح المصري قديما صاحب أقوى عظام لأنه دائم التعرض للشمس أثناء عمله.

وهكذا – من بين جميع الفيتامينات – يكون فيتامين (د) هو الفيتامين الوحيد الذي يمكن توافره للجسم مجانا بشرط حسن التعرض للشمس ومحاربة تلوث البيئة لمنع تلوث الجو الذي يقلل من التعرض الكافي لأشعة الشمس الضرورية للجسم.