أحمد عوض باوزير .. يروي رحلته مع الصحافة في حضرموت

[حد من الوادي]

أحمد عوض باوزير .. يروي رحلته مع الصحافة في حضرموت


المكلا اليوم / نزار باحميد


استضاف مركز ابن عبيداللاه السقاف لخدمة التراث و المجتمع بمدينة سيئون في أمسية الأربعاء الماضي الأستاذ الصحفي المخضرم أحمد عوض باوزير الذي تحدث عن " رحلته مع الصحافة " في خمسينيات القرن الماضي .. و قد استهل المحاضر موضوعه بمقدمة عن ارتباطه بالعمل الصحفي في مدينة عدن للفترة من 1954 _ 1958 مع صحيفتي النهضة و الأيام

ليبدأ بعد ذلك مشواره الصحفي بحضرموت من خلال إصدار صحيفة الطليعة في 28 مايو 1959م و قال : لقد تميزت صحيفة الطليعة بنهجها الوطني ذي الطابع التقدمي في تلك الفترة ( 1959 ـ 1967م ) حيث كنا ننتقد بعض الأوضاع الخاطئة من عادات و تقاليد و ممارسات بهدف إصلاحها و بأسلوب صحفي راقي بعيدا عن المهاترات و المماحكات الضيقة ، كما أن هناك مقالات لعدد من الكتاب المرموقين أمثال الباحث محمد عبد القادر بامطرف و المؤرخ عوض سعيد باوزير و عبدالقادر الصبان الذين كان لهم دور كبير في استمرارو صمود الطليعة و غيرهم من الذين كانوا يكتبون بأسماء مستعارة ، تنادي بجلاء المستعمر البريطاني من البلاد و كشف خفاياه .


. ورغم قلة عدد المشتغلين و المحررين بالصحيفة إلا أن العزم و الإصرار كان مرافقا لنا و لي شخصيا فقد عكست ما تلقيته في عدن في هذه الصحيفة و كنت بنفسي أجمع الأخبار و أراجعها و أبوب الصحيفة وأبحث و أنقب ، و قد تعرضت الصحيفة و أنا لبعض التهديدات ، فزادنا ذلك إصرارا . و مما تميزت به الطليعة تنوع مواضيعهادينية ، سياسية ، ثقافية ، أدبية ، و كنا نهتم بالشأن المحلي و العربي و الدولي أيضا . و عن تمويل الصحيفة ، قال الأستاذ أحمد باوزير : أنه لا توجد جهة رسمية تمول الصحيفة سوى ما تجره بعض الإعلانات التجارية من مبالغ رمزية تكاد تغطي نفقات الصحيفة ، و مع ذلك واصلت الطليعة مشوارها دون انقطاع ، حتى جاء قرار منع الصحف غير الرسمية بعد قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967م ، و إغلاق الصحيفة ثم مصادرة مطابعها .. و أضاف باوزير : و رغم المتابعات المستمرة و الحثيثة قبل و بعد الوحدة لإعادة مطابعنا و محاولة استعادة الطليعة و مواصلة صدورها إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل ..


و لا زلنا نأمل تحقيق ذلك ، و نرجو أن يكون قريبا . أما عن واقع الصحافة اليوم فقد أبدى الأستاذ باوزير استياءه لما آلت إليه الصحافة اليوم ، فهناك عدد من الصحف التي لا شأن لها إلا البحث عن الأخطاء و الاصطياد في المياه العكرة ، و ابتعدت عن الهدف الأسمى للصحافة ألا وهو المشاركة في البناء و التنمية و البعد عن المهاترات الكلامية و التشويش على القراء ، و السعي لتوحيد الصفوف و التكاتف ، بدلا من تشتيت الجهود . بعد ذلك تحدث عدد كبير من الحاضرين عن الأستاذ باوزير و تجربته الرائدة في مجال الصحافة و أنه يمثل مدرسة عريقة في حضرموت في تلك الفترة ولازال . وطرحوا أمامه عدد من التساؤلات أجاب عنها المحاضر بكل شفافية و تلقائية . و في الأمسية عرض الأستاذ باوزير نسخا من بعض أعداد صحيفة " الطليعة "


. الجدير ذكره أن الأستاذ الصحفي أحمد عوض باوزير يعكف حاليا على توثيق الطليعة بالوسائل الحديثة ، و استحداث موقع لها على الشبكة العنكبوتية مما يمكن القراء من الرجوع إلى أعدادها التي بلغت 450 عددا خلال ثمان سنوات و فهرست مواضيعها بصورة حديثة . حضر هذه الأمسية الأخ الدكتور عوض سعيد الكثيري مدير عام مديرية سيئون و الباحث جعفر محمد السقاف و الأستاذ محمد حسن بن عبيداللاه السقاف مؤسس ورئيس مركز ابن عبيداللاه السقاف و جمع من المثقفين و الأدباء و المهتمين في وادي حضرموت . الخميس 15 نوفمبر 2007