المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع
سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع كل ماله علاقه بالأمور الإقتصاديه وأمور المجتمع ، ومحاربة الفساد والمفسدين بالأدله والبراهين !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


رسالة مفتوحة إلى الأخوة الأفاضل علماء ومشايخ الإسلام ( بقلم : علي هيثم الغريب )

سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-30-2009, 02:28 PM   #1
@نسل الهلالي@
حال نشيط
 
الصورة الرمزية @نسل الهلالي@


الدولة :  الجنوب العربي المحتل
هواياتي :  حرية بلدي
@نسل الهلالي@ is on a distinguished road
@نسل الهلالي@ غير متواجد حالياً
افتراضي رسالة مفتوحة إلى الأخوة الأفاضل علماء ومشايخ الإسلام ( بقلم : علي هيثم الغريب )

رسالة مفتوحة إلى الأخوة الأفاضل علماء ومشايخ الإسلام ( بقلم : علي هيثم الغريب )
عدن – لندن " عدن برس " : 30 – 7 – 2009
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رسالة مفتوحة إلى الأخوة الأفاضل علماء ومشايخ الإسلام أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً" الأحزاب – 70 " وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى" الأنعام – 152 "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " المائدة- 8 الأساتذة الأفاضل علماء و مشايخ الإسلام في الجنوب حياكم الله بعد السلام عليكم... لاشك و أنتم تتابعون أوضاعنا و مآسينا و الجرائم التي ترتكب ضدنا من قبل نظام صنعاء باسم " الوحدة " و باسم " الدين ".. حيث وصل الانحراف السياسي بالحكم إلى الانحراف بتعاليم الدين.

و هنا فإننا نريد أن نحدثكم عن حالنا في جنوب اليمن، و إن أردتم تعبيراً صحيحاً فإننا سنحدثكم عن شيء من الانحراف الديني في اليمن و عن شيء من أسبابه. نعم أيها العالم الأجلاء.. نحن في محنه يجب على علماء المسلمين في الجنوب أن يعرفوا أسبابها، كما يجب أن يسعى كل مسلم في إزالتها بما أوتي من حول و قوة . أيها العلماء الأجلاء.. أن واجبكم ألا تنسوا حق أبناء جنوب اليمن عليكم ، و ألا تهنوا بالنصيحة و قول الحق ، و أن تعلموا إن الشعوب التي تُكفر من قِبل أنظمة همجية إنما تسلب حق البقاء في هذا الوجود . لقد سعينا نحن أبناء الجنوب إلى الوحدة سعياً، و جاهدنا بصدق من أجل الوحدة، نصبو جميعاً إلى ما تصبو إليه الأمم التي تقدر قيمة الإسلام و تعاليمه و الشرف و الكرامة.. و كنا نعتقد أن نظام صنعاء سيهيئ لهذه الوحدة رجالاً من ذوي الكفاءة و النزاهة حتى يكونوا سند الوحدة و حتى يكونوا ذخرها و فخرها، و حتى يمهدوا لها بدرايتهم و تجاربهم سبل الوصول إلى بناء دولة للوحدة .. دولة حديثة.. تظهر العروبة والإسلام في مظهرهما اللائق بهما و يقيموا الحجة أمام العالم أجمع على أن الشعب اليمني شعب ناضج و شريف. و لكن و الأسى يملأ قلوبنا نقول : لقد أستخدم النظام منظمي طوابير الشباب الذين ذهبوا بهم إلى أفغانستان، واستعانوا بالجهل و التخلف و المذهبية في الشمال، في إصدار فتاوى الاستحلال و التكفير التي استند إليها النظام في حربه ضد الجنوب عام 94م .. و اليوم تتم التعبئة على أساس أن الحراك الجنوبي السلمي يقوم به ناس ملاحدة و كفرة. فمن هو من الجنوبيين مع النظام الحالي فهو مسلم، و من لم يكن معه فهو كافر و ملحد.. و كل هذه الفتاوى جاءت لدوافع سياسية بحته و ذلك لتحقيق غاية التفرد بنهب الجنوب أرضاً و إنساناً ، و استخدام الدين كستار لتنفيذ تلك الغاية، حيث تمت تصفية الخصوم السياسيين من أبناء الجنوب بعد الوحدة بالاغتيالات و بالحرب الشاملة التي راح ضحيتها ( 12 ألف قتيل حسب الإحصاء الرسمي )، و اليوم يتم اصطناع شرعية جديدة لإطلاق الرصاص الحي على الجنوبيين الذين يطالبون بأرضهم و ثروتهم .. و السلطة مصرة على استخدام الفتاوى الدينية لقتل أبناء الجنوب و مصادرة أملاكهم، و التحكم بالثروة و الرقاب، و الدعوة للكراهية الدينية التي تستند عليها السلطة .. لإيجاد شرعية جديدة لضرب الجنوب عسكرياً.. كما يحصل في ردفان اليوم. و نبين ذلك من خلال فتوتين مشهورتين استندت إليهما السلطة عام 94م في حربها ضد الجنوب: - فتوى الدكتور عبدالوهاب الديلمي، أُذيعت الفتوى في 6 مايو 94م ( خلال الحرب ضد الجنوب ) في وسائل الإعلام الرسمية و المرئية و المسموعة- ثم نشرت في صحيفة الشورى 8 يناير 1995م، و في صحيفة عبدالمجيد الزنداني صوت الإيمان الصادرة بتاريخ 21 يونيو 1994م العدد (24) تحت عنوان : " كي لا يلتبس حكم الحرب على الأمة" ، فما جاء في تلك الفتوى :" من أغرب ما نسمعه هذه الأيام –أيام حرب 94م – أقوال يطلقها بعض الناس يشككون من ورائها في شرعية القتال. قد يكون مدخل التشكيك إلى عدم شرعية القتال هو أن الذين يقاتلون مع المرتدين مسلمون – يقصد بالمرتدين الاشتراكيين الجنوبيين و المسلمون هم أبناء الجنوب من نساء و أطفال و شيوخ – و من هذا أن يقال أن الحزب الاشتراكي هم عبارة عن عدد محصور... فلولا هؤلاء الذين نسميهم بالمسلمين ما كان لهم من قدرة على أن يحققوا شيئاً، و من أجل ذلك أجاز أهل العلم قتل هؤلاء المسلمين، لأن عدم قتل هؤلاء المسلمين يترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم ". انتهى . هكذا وظف علماء الشمال الدين لاستثارة عاطفة العامة من أبناء الشمال و استدعاء الكراهية الدينية، و التوحش بالقتل لاحتلال شعب آخر، و تمزيق كل روابط الأخوة الإسلامية و الرحمة و التآلف. بعدها عين صاحب هذه الفتوى وزيراً للعدل تقديراً له على تهييج الأسرة الشمالية ضد الأسرة الجنوبية و قتل الأبرياء من الأطفال و النساء و الشيوخ في الجنوب. كنا في الجنوب نود أن يفهم أهلنا في الشمال إننا شعب مسلم، و إن الإسلام في ظروفنا السابقة و الحاضرة فوق كل اعتبار حزبي و فوق كل شهوة شخصية، و لكنا و الأسى يملأ قلوبنا نرى أمام أعيننا جماعة من أصحاب الفتاوى الدينية المعتمدين لدى السلطة في الشمال قد دفعهم حب الظفر بالسلطة و الجاه و المال إلى شن حرب عوان استخدموا فيها فتاوى تكفيرية لا يزاولها مسلم أمام مسلم. نعم يملك الأسى قلوبنا لأني أعلم و كلكم يعلم أن لا رجاء لوحدة تقوم الزعامة فيها على إيذاء الناس في دينهم و سمعتهم و على إفساد ضمائر بعض المفتيين بالمال و الاحتيال..و اليوم يقوم أتباع السلطة من الأئمة الجدد بحرب شعواء سموها معركة من أجل حماية الدين ضد كل من يطالب بحقوقه من أبناء الجنوب، و قد أسرفوا في الطعن و التكفير و السب و الافتراء و الترغيب و الترهيب ضد أبناء الجنوب، الذين يشهد الإسلام لهم بأنهم اسلموا قبل الهجرة النبوية إلى يثرب.. - و لهذه الغاية نفسها جاءت فتوى عبدالمجيد الزنداني الصادرة في واحد محرم 1415هـ الموافق 10/ 6 / 1994م – خلال حرب 94م الظالمة ضد الجنوب، عشرين مليون مقابل ثلاثة مليون- جرى نشرها بواسطة شريط مسجل، توزيع :" تسجيلات الإيمان التابعة للشيخ الزنداني"، تحت عنوان :" واجب المسلمين نحو المعركة" ، و نشرت أجزاء منه في صحيفة " يمن تايمز" باللغة الانجليزية الصادرة بتاريخ 20 / 6 / 1994م العدد (23). قال فيها: " أن قتالنا ضد الشيوعيين هو من أجل الإسلام.. من أجل وحدة القيادة السياسية لليمنيين أن يكون لهم حكم واحد و قائد واحد.. هذه معركتنا هذه هي المعاني التي نقاتل من أجلها.. " و قال أيضاً مخاطباً الحكام العرب أن يقفوا معه ضد الجنوبيين: " كما أفتيتم بأن الجهاد في أفغانستان واجب.. فلا أقل من أن تحموا ظهور إخوانكم.. أن قتالنا قتال شرعي ضد فئة باغية ملحدة و كافرة قتالها واجب.. أننا نطلب من علماء المسلمين أن يرفعوا أصواتهم و أن يبينوا للشعوب حكمة الجهاد في اليمن.. سنسألهم عن هذه الفتوى غداً بين يدي الله .." و قال الشيخ الزنداني و هو يشرح لأهلنا في الشمال أن الله تعالى قد سخر قدرته للمحاربة إلى جانبهم. من أمثلة ذلك: في إحدى المعارك – طبعاً كل المعارك كانت تدار في المدن و القرى الجنوبية – زرع الكفرة حقولاً من الألغام و تقدم جيش المسلمين و كاد أن يقع في تلك الحقول و لكن الله أرسل رياحاً أزالت الرمال و كشفت رؤوس الألغام فعلموا أنهم أمام حقل من الألغام. و غيرها من القصص و الحكايات التي تنطلي فعلاً على شعب 75% منه أمياً و فقيراً و هنا نلفت نظركم أن رد علماء المسلمين جاء ليدين فتاوى التكفير و الاستحلال ضد الجنوبيين، و اعتبروها بحد ذاتها جريمة و حملوا أصحابها جريمة ما نجم عنها من ضحايا خاصة من الأطفال و النساء و الشيوخ. و من ذلك ما صرح به العلماء لمجلة " المسلمون" الصادرة بتاريخ 5/ 8 / 1994م العدد (496) نورد بعضاً من ما نشر : "استنكر جميع علماء الأمة ما جاء في الفتوى التي أصدرها الشيخ عبدالوهاب الديلمي أثناء الحرب اليمنية التي أباح فيها قتل النساء و الشيوخ و الأطفال للوصول إلى الأعداء زاعماً أنها قاعدة شرعية كما أورد الديلمي في حديثه لمراسل " المسلمون" العدد الماضي. و كان في مقدمة العلماء الذين استنكروا تلك الفتوى شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق و عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء و الشيخ محمد الغزالي و الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جرين عضو الإفتاء بإدارة البحوث العلمية و الإفتاء، مبينين أن الديلمي أخطى في فتواه في أكثر من وجه و أكدوا أن الديلمي ليس من أهل الفتوى المعتبرين أساساً .. و أشار العلماء إلى أنه يتحمل بفتواه مسؤولية ما أريق بسببها من دماء الأطفال و الشيوخ و النساء". و كان عبدالمجيد الزنداني قد قاد حملة ضد الوحدة قبل إعلانها في 22 مايو 1990م بل و كفرها و كفر دستورها الذي أُستفتى عليه بعد إعلان الوحدة بعام .. و لكنه تولى منصب عضوية مجلس الرئاسة الذي يسير بهذا الدستور الذي كفره. و تولى الدكتور الديلمي وزارة العدل و أقسم اليمين بموجب الدستور الذي كفره .. و هذا يعني أن المشكلة كانت سياسية بحته و أن التكفير كان سلاحاً لبث الكراهية ضد الجنوبيين و استخدام الدين للوصول إلى السلطة. و اليوم نتيجة اشتداد الرفض الشعبي الجنوبي للاستيلاء على أملاكهم و حقوقهم يسير المفتيين من أبناء الشمال على نفس الطريق.. و هنا نؤكد أن الموقف العربي العام و موقف المملكة السعودية و دول الخليج خاصة و رفضهم لحرب 94م و فرض الوحدة بالقوة و لانعدام شرعية الحرب ضد الجنوب دولياً أضطر النظام إلى مخاطبة شعب الشمال بلغته، و استبدل تسمية الحرب، بدءاً بحرب الردّة، ثم عندما أعلن الجنوبيين الانفصال بعد 25 يوماً من الحرب الفعلية، و بعد إصدار فتاوى التكفير ضد كل من هو جنوبي، جاءت التسمية الجديدة : حرب الردّة و الانفصال .. و اليوم بعد نهب الجنوب و سلب مقدراته و تغييب حقوقه يستند النظام من جديد إلى فتاوى سخرت الدين الإسلامي لإشعال الحرب و إراقة الدماء – كما يحصل الآن في ردفان و الضالع و صبيحة و يافع و أبين و حضرموت و شبوة و عدن، من أجل الاستمرار بنهب الجنوب و إشباع النزوات المتعطشة للدماء و استباحة كرامة الجنوبي و إهدار حقوقه الدينية و الإنسانية. و في بيان علماء المسلمين و شيوخ و فقهاء اليمن من أبناء الشمال، الذين لم يستطيعوا أن يخفون دوافعهم و غايتهم السياسية لضم الجنوب بالقوة و التحكم بخيراته مستقويين بالكثرة العددية و بأخطاء النظام السابق للجنوب ، و كما نورد ما جاء بهذا الشأن في رسالة العلماء و نصها : " أن ثورة سبتمبر هي الأصل الذي انبثقت عته ثورة أكتوبر، و الدستور الدائم هو نتاج لتلك الثورة الأصل. في حين أن الشطر الجنوبي من الوطن إنما اقتطعه الاستعمار من كيانه الأم، و جاءت الوحدة لإرجاع الفرع إلى أصله( للعلم أن مساحة الجنوب 330كم2 و مساحة الشمال 165كم2) و الجزء إلى كله. فالأساس الذي كان يلزم أن تقوم الوحدة عليه هو دستور الشمال و مناهجه، و القاعدة أن الأقل يندرج تحت الأكثر .. و دستورنا الدائم ليس فيه نقص و لا عيب حتى نتنازل عنه من أجل مجموعة يسيرة.." و في مذكرات تنظيم الأفغان الشماليين أوردوا خلال حرب 94م أن قتالهم ضد الجنوبيين هو أمر إلاهي. و لأن نظام الشمال و شيوخه و علماءه يطلقون مصطلحات و فتاوى يعرفون أنها كاذبة، لكن المهم أن يجروا من يقتنع بها لارتكاب جرائم القتل ضد الجنوبيين ليتحقق وجود الجريمة المنظمة من قبل الدولة نفسها و العلماء أنفسهم. أخواني العلماء الأجلاء.. أن أصحاب مشروع " الوحدة و الحرب " قد أضفوا على مشروعهم سعة الرسالة السماوية، واعتبروا أن ما تقوم به السلطة السياسية في صنعاء هو إرادة الآهية، و أن الشمال هو خليفة الله على الجنوب، و أن حربهم ضد ما يسموه الردّة و الانفصال و الحراك الجنوبي السلمي هي حرب تضاف إلى الفتوحات الإسلامية و لقد أتضح أن السمة الأولى لاحتلال الجنوب كانت الكذب على الإسلام و على المسلمين بكل معانيه، كذب في الأسباب (الردّة و الانفصال) (و علاقة الجنوبيين بالصهاينة)، و كذلك الكذب في المعلومات عن حرب الشمال ضد الجنوب تمثلت بتأسيس 400 صحيفة و مجلة رسمية لتضليل الرأي العام و إخفاء حقائق نهب ثروات الجنوب و تزييف الخطاب الإعلامي الرسمي، ثم محاولة إغراء بعض وسائل الإعلام غير الحكومية و ثم تخصيص مبالغ مالية خيالية لبعض الكتاب لاستمالتهم، أو عبر إرهاب الإعلاميين سواء بالاعتقالات أو تكييف التهم ضدهم. و لقد رافق هذه الأكاذيب ارتكاب العديد من الجرائم الجماعية و الفردية، كما ظهر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العُزل و أخذ نشطاء الحراك إلى معتقلات صنعاء و وضعهم في أقبية الأمن السياسي و الأمن القومي و الاستخبارات العسكرية و الأمن المركزي، ناهيك عن القصف الوحشي لبعض قرى ردفان و الضالع بحيث تشير التقارير الرسمية إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. بالإضافة إلى المحاكمات الصورية المخالفة لأبسط مبادئ العدالة و الالتزام بالقانون بما فيها طرد المحاميين و الإعلاميين من قاعات تلك المحاكمات أو سجنهم. و تقوم السلطة السياسية بإثارة الفتنة و أنتاج تيارات دينية جديدة في الجنوب بواسطة عبد المجيد الزنداني و الديلمي و غيرهم لخدمة النظام و استمراره في ظل تلازم معروف قديم و جديد تعيشه الشمال وفق القاعدة الاستعمارية فرق تسد. فالزنداني و الديلمي كفرا الشعب الجنوبي بأسره، و اعتبرا الجنوب دار حرب و أهل كفر، ردّة و انفصال .. و جيش الشمال هو جيش الفاتحين.. أخواني الأجلاء.. أنتم تعلمون و الكل يعلم أن الجنوبيين هم الذين اختاروا طريق الوحدة لأننا أبناء حضارة و تراث من جهة و هوية عربية نقية و صفاء أسلامي من جهة أخرى .. و ذلك لكي نتخلص من الأفكار التي أعمت بصيرتنا و أضعفت ديننا و بأننا سنلتقي في الشمال مع مسلمين لا مع مفتيين .. خاصة و إن الايدولوجيا قد منحتنا اسم آخر و وقعنا ضحية لسوء تفاهم كبيرة لم يشهدها أي قطر عربي أو أجنبي آخر.. و الشيء الآخر أن مجيء المتنفذين الشماليين إلى أرضنا بعد حرب 94م التي وصل شهدائهم منها إلى عشرة ألف و شهدائنا ألفين شخص أغلبهم من الأطفال و النساء و الشيوخ بعد أن دكوا المدن بالمدافع و الصواريخ .. كان مأساوياً لأنهم أتوا بأسلوبهم الهمجي في الحياة و بطريقة تفكيرهم، و كأنهم جاءوا لينزعوا منا كل ما نملكه من قيم و أخلاق. و تولدت في الجنوب أحكام و ثقافة همجية متتالية كان هدفها الأولي نزع الأملاك العامة و الخاصة و الاستيلاء على مقدرات الجنوب الاقتصادية و تهميش السكان الأصليين، كما قال عبدالوهاب الأنسي " سنوطن كل عام في الجنوب مليون إنسان " .. فقاموا بإنشاء المستوطنات و الإقطاعيات و استولوا على المساحات البيضاء و الخضراء. أظن أننا في الجنوب كنا قبل الحرب أكثر تحضراً، كنا نعرف كيف نتواصل مع الآخرين و نحترم المواثيق و العهود بغض النظر عن النظام الإيديولوجي الذي كانت إدارته قمعية لكنها وفرت التعليم المجاني و الرعاية الصحية و المنح الدراسية إلى الخارج و أوجدت الأعمال للشباب.. و المجتمع الجنوبي كان متحضراً بل و يمجد النظام و القانون بحكم تربيته المدنية.. و بعد .. ابتعدنا عن ذلك شيئاً فشيئاً لنصبح في الحال التي نحن عليها اليوم، و هذا الجيل الذي نراه يتظاهر يومياً في شوارع الجنوب من المهرة إلى باب المندب ، هذا لأنه لم يعش طفولة عادية تدفع به نحو حياة أفضل .. و حُرم هذا الجيل من أن يكون مشاركاً في بناء وطنه، و أن يكون له نصيب بثروته، هذا هو الذي أغضب هذا الجيل الجنوبي المندفع كالسهم نحو حقوقه المشروعة، و خلق عنده شعور الكراهية اتجاه الآخر، و أصبحوا يتساءلون سؤال الهوية: من نحن ؟!! و أين وطننا ؟!! و أين مستقبلنا ؟!! .. أنهم يشعرون بأنهم أصبحوا تحت رحمة الهمجية الآتية من الشمال، و التي دمرت فيهم كل أحساس بالوطنية و الوحدة و الديمقراطية، و كانت حملات النظام على الجنوب حافلة بكل أنواع المآسي – قتل ، عقاب جسدي و نفسي ، سجون و محاكمات – و جميعها تجري تحت تهمه واحدة هي " الردّة و الانفصال و المس بالوحدة الوطنية ". و تولى الجيش و الأمن رسم سياسات التعامل مع الجنوبيين و خطط سلبهم أراضيهم بالقوة المنظمة.. و الأرض هي أساس وجودنا .. تطعمنا و تكسينا و نأوي إليها في الحياة و الموت. و هنا نسأل أصحاب العلم هل يجب طاعة من أمر بالحرب علينا و أمر بتوزيع أراضينا و ثروتنا بين الفاتحين و أمر بتقسيم الجنوب و مدنه خاصة إلى مربعات أمنية ؟!! و أمر بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل؟!! و أمر باعتقال المواطنين و أخذهم إلى سجون صنعاء المظلمة بعيداً عن أهلهم و ذويهم أو من يساندهم ؟!! يعني هل يجب أن نطيع من يقوم بهذه الأفعال؟!! و هل الامتناع عن الطاعة في معصية جريمة ؟!! أم هو واجب عل كل جنوبي مضطهد و مظلوم أن يخرج رافضاً و محتجاً و بطريقة سلمية و ليس عن طريق العنف، فالطاعة لا تفرض إلا في معروف و لا تجوز في معصية. فإذا أمر أي متنفذ بتوزيع أراضي الجنوبيين ، فهل هذا يخالف الشريعة ؟!! و إذا كان ذلك يخالف الشريعة كيف يمكن لأحد أن يطيعه ؟!! أن الطاعة لا تجب إلا فيما تجيزه الشريعة، و هل يحق لأحد أن يأمر بما يخالف الشريعة ثم يأمرنا أن نطيعه؟!! و هل الوحدة – كما قلت أعلاه – أعلى من الشريعة ؟!! قال تعالى : " َفَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ" و من قول الرسول () " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" و قوله (): " من أمركم من الولاة بغير طاعة الله فلا تطيعوه " و قوله " لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف " و المعصية هي أن تخالف تعاليم الله عز و جل و تأمر بغيرها، حيث تجعل من الحلال حرام و من الحرام حلال. قال تعالى :"وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " و يستخلص من نص الآية أن الله عز وجل أمرهم بالصلح أولاً و ليس بالقتال و أن الآية أفادت جواز قتال كل من منع حقاً عليه.فالمفتيين الشماليين هم الذين حددوا الطائفة التي بغت !. و قالوا إن الجنوبيين هم الفئة الباغية ، فشنوا الحرب علينا و كفرونا و استحلوا أرضنا. الأخوة الأفاضل / المشائخ و العلماء في محافظات الجنوب و اليوم نحن نتشرف أن نقدم إليكم بهذا الخطاب ببيان الأسباب التي أوجبت استياء أبناء الجنوب و هذا الاضطراب الواقع في البلاد حالياً. أن هذا الاستياء العام الذي يعم الجنوب ليس مصدره إحساس عداوة للشماليين بوجه عام كما تصوره السلطة، أو كما قد يفهم من العبارات الفردية التي يعبّر بها بعض المشاركين في الاحتجاجات من إننا نريد طرد كل شمالي من أرضنا، بل جميع الأدلة التي تتخذ في سلوك الجنوبيين منذ دخول مؤسسة الغنائم العسكرية و الأمنية و القبلية الشمالية إلى أرض الجنوب في 7/7/1994م إلى هذا اليوم لا تدل إلى على أن الذي في نفوس الجنوبيين ليس هو العداوة بأي نوع كان، بل هو الإحساس الطبيعي لكل شعب أن يستقل بشؤونه و لقد أظهر شعب الجنوب في سلوكه طوال عشرة أعوام بعد الحرب التي شنت عليه عام 1994م أنه ينتظر من الحاكم معاملته على هذا السلوك المستقيم، و على التضحية الكبرى التي قدموها من أجل الوحدة ..ثم أننا في بداية رفضنا للضم بعد الحرب الظالمة قد جعلنا فاتحة رفضنا أن نتجه إلى الحاكم قبل كل شيء لنيل عطفه على الجنوب و الجنوبيين، و لكي نبين للرأي العام في الشمال أن النقطة التي تلتقي فيها منافع الشمال و استقلال الجنوب ليست نقطة معدومة، بل أن إيجادها في حيز الإمكان معتمدين في ذلك على شهادة السلطة و المعارضة و الشعب في الشمال للجنوبيين بأنهم هم الذين ضحوا من أجل الوحدة بل و هم الذين أنتجوا ثقافتها. كل ذلك ينفي بتاتاً أن الحراك الجنوب ظهر نتيجة عداوة في النفوس لكل من هو شمالي و إن كانت في الجملة بعض نتائج اليأس من الحصول على الحقوق و إعادة الأملاك و خيبة الرجاء بهذا الحكم.. و من هنا انحرفت النفوس و ظهر رد فعلها في المسيرات و المظاهرات و الاحتجاجات السلمية و مئات الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن حق سلب منهم.. و أمل أوشك أن يخيب ، فخيم الحزن على نفوس الجنوبيين رغم أنهم كانوا يعتقدوا أن ذلك من عمل مؤسسة الغنائم و الفيِّد و أن الشعب في الشمال لا يرضى بهذا المنكر .. و لكن الذي حدث عكس ذلك فخطاب السلطة السياسية وصل إلى كل بيت شمالي بأن الجنوب فرع و الشمال أصل، و كما قال الأخ الرئيس " كنا 175 ألف كم2 فأصبحنا 500 ألف كم2 " و لا شك أن هذه الثقافة هي مضادة لثقافة الوحدة .. بل أنها زرعت الاستياء في نفوس الجنوبيين. هكذا بطروا بنعمة الله و غرتهم ثروات الجنوب و ماضيه السيئ بسبب حكم الاشتراكيين و نسوا المعاهدات و حرفوها، بل و يفترون على أصحاب الحق من أبناء الجنوب و يعاقبون كل من يقول كلمة حق في وجه حاكم جائر. فهل هؤلاء شركاء وحدة ؟! و هل ينبغي أن نتبعهم و نستسلم لهم ؟! و مع الأسف رأينا بعض الفقهاء و العلماء من أبناء الشمال خاصة كيف ينقادون للسلطة و الجاه و المال بصورة عصبية.. فيتابعون السلطة على الأكاذيب و البدع و يفتون بقتل الجنوبيين لأنهم أهل ردّة و انفصال، و يطيعونها بملاحقتنا بآيات قرآنية منزلة تدينهم و لا تديننا.. و نخاف نحن أبناء الجنوب أن لم ينضم إلينا أصحاب العلم و النصح من أبناء الجنوب – أما بسبب الماضي أو الخوف من عودته – قد تحدث فتنه فنتحير منها جميعاً، و يضل فيها رأيكم و فتاويكم و حكمتكم، و يظهر من قد نزعت من قلبه الرأفة يتبعه عدد من الجهلة لا يكترثون بشيء فيزرعون الفتنة بين الجنوبيين بعد أن تصالحوا و تسامحوا بالوسائل التي يقدرون عليها اليوم. فكيف يزيد من الجنوبي أن يصمت، و هو لم يبق له في وطنه مسكن و لا راتب و لا وظيفة خالية من الرشوة و لا أمان. و كل يوم تسمعه السلطة الوعيد و العذاب و فتاوى علماءها.. ثم يدكون قرى الجنوب بالأسلحة تحت مبرر أن أبناء هذه الأرض قطاع طرق و خارجين عن النظام و الدستور. قال وهب بن منبه و هو يذكر خراب بيت المقدس " إن الدواب تذكر أوطانها فتنزع إليها، و أن هؤلاء القوم ابتغوا الكرامة من غير وجهها". أن النظام السياسي يا أخوتي في الإسلام يستخدم علينا الجيش و الأمن و القبائل الشمالية ليقتلونا و يشتموا أعراضنا و يأخذوا أموالنا و ثروتنا، و يتسلطون علينا و يتطاولون على عباد الله ليشعروهم بنوع من الرفعة عليهم .. و يمنعونا أن نبدي آراءنا بالوحدة الحالية، و الوحدة من الناحية الشرعية الاجتهاد حولها واجب بل فرض عين.. قام الفاروق عمر (رضي الله عنه ) يخطب فقال : " أيها الناس من رأى منكم فيِّ اعوجاجاً فليقومه" ، فقام له رجل و قال : "و الله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا" فقال عمر :" الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه" ، و كان عمر يقول : " أحب الناس إلي من رفع عيوبي". و أنتم تعلمون أن الجنوب بعد حرب 94م دخل بالوحدة كُرهاً، و تبعاً لقانون الفاتحين، و آلت للفاتحين أراضي و ثروة الجنوبيين ، و أصبح الجنوب فلكاً لحكام الشمال و متنفذيهم، بل و دمروا ثقافة الوحدة. و قسموا أملاكنا كما يقسم الغزاة غنائم الشعوب المحتلة. فحتى لو كان الجنوبيون – و نسأل الله العفو و المغفرة على هذا القول – من أصحاب الردّة و الانفصال، فالإسلام لا يجيز تقسيم أرض المرتدين أو حتى أرض الكفر، قال تعالى : " مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ" فكيف تريد السلطة السياسية من شباب الجنوب أن يصمتوا و قد قسمت أراضيهم بين الفاتحين من أبناء الشمال و كأنهم ورثوها عن أجدادهم، و ما يكون لهم بعد ذلك؟ الوحدة! فأين وطننا حتى أقول أن هناك وحدة؟!. عندما سئلنا عبدالمجيد الزنداني بعد الحرب عن ذلك قال : " و قد غنمنا الله أرضهم و أملاكهم و أموالهم، فقسمنا ما غنمنا بين المدافعين عن الوحدة " و الزنداني يدرك – و الله يعلم – أن هذا مخالف لشرع الله و لكنها العصبية الجاهلية، و أنه قد خالف آيات الله و سنة الرسول و حكم عمر بن الخطاب عندما رفض تقسيم أرض العراق بعد الفتح .. فالرسول () فتح مكة و لكنه لم يقسم أرضها بين الفاتحين و لم يضع عليها خراجاً، و لم يطرد أهلها من مزارعهم و مراعيهم و مساكنهم. و اليوم ما هي حجج و براهين النظام – الإسلامية و غير الإسلامية – في أخذ أراضينا و ثروتنا ؟ هل بسبب أننا كفرة ؟ هل بسبب أننا انفصاليين ؟ هل لأننا أصحاب أرض آخري تم فتحها و ضمها لدولة الشمال ؟ و إذا أفترضنا كل ذلك فهل الوحدة في أعلى مكانة من كتاب الله و سنة رسوله ؟! و هل ما قاله الزنداني و الديلمي يستند إلى النصوص المنزلة ؟! و لماذا لا يعودان ( الزنداني و الديلمي ) مفتيا النظام إلى كتاب الله؟ فنحن مسلمون و بيننا و بينهم من الله كتاب ينطق بالحق !. نعم لقد أحتكر النظام أرض الجنوب لصالح متنفذيه، و استعبد الناس أصحاب الأرض مما جعلهم يشعرون لأول مرة أنهم شعب بدون وطن، و أنهم مجرد أجزاء عند ملاكها الشماليين المتنفذين.. الذين لا يتركون لهم إلا الفتات. و زاد الغنائم في أيدي المحتلين المتنفذين زيادة كبيرة لا تساع مساحة الجنوب و ثرواته، و لما كانت الأرض كلها أملاك دولة بحكم قانون الاشتراكيين الظالم، كان القادة الشماليون يخرجون إلى أي شيء يريدون نهبه، و هم بكامل قوتهم العسكرية و الأمنية .. حتى تحولت أملاك الدولة – و هي في الأساس أملاك أبناء الجنوب – إلى أملاك خاصة للمتنفذين الشماليين و للمؤسسة الاقتصادية اليمنية التي يمتلكها نفس المتنفذين. و كانت أعظم الغنائم هي مباني و مؤسسات عدن باعتبارها كانت عاصمة الدولة الجنوبية السابقة، و شواطئها و جبالها و سواحلها و حدائقها و متنفساتها .. حتى الجبال نُجرت مثل جبل صيرة التاريخي الشهير و جبل حديد و رأس مربط و جبال التواهي و المعلا و غيرها .. و كذلك الأمر سار على المكلا و غيرها من المدن الجنوبية.. و كذلك المزارع التي كانت تحيط بعدن (60 مزرعة ) بلغ عدد ملاكها مع أفراد أسرهم (75 ألف نسمة) ثم الاستيلاء عليها بعد قتل ملاكها أو بعد أن فروا عنها خوفاً من القتل المحقق. نعم فقد كانت الغنائم عظيمة جداً و قد أغنت كل شمالي جاء للنهب و السلب.. و ازدهرت صنعاء بالبناء و العمران و تحولت المحافظات الشمالية التي كانت قبل احتلال الجنوب خالية من الطرق العادية إلى مدن تضاهي مدن بعض البلدان العربية.. و للحفاظ على هذه الغنائم فتحت الكليات العسكرية و الأمنية على طول و عرض الشمال حيث يتخرج منها الالآف سنوياً و يجري تعبئتهم ضد الجنوبيين. لهذا كتبت لكم خطابي هذا، لشعورنا أن عليكم واجباً في هذه المحنة القاسية التي يعيشها الجنوب، فأنتم لسان الشعب حقاً و وكيله حقاً و رموز أمانيه حقاً و عنوان العدالة حقاً. و نحن و الأسى يملأ قلوبنا نرى أمام أعيننا جماعة من مفتين النظام في الشمال قد دفعهم حب الظفر بغنائم الجنوب إلى أطلاق فتاوى الحرب ضدنا من جديد، و بل تدعوا إلى حرب عوان تستخدم فيها فتاوى عصبية لا يزاولها خصم مسلم أمام خصم مسلم. نعم يملك الأسى قلوبنا لآني أعلم و كلكم يعلم أن شيخنا و عالمنا غير شيخهم و عالمهم.. فعالمنا أن قال الحق فهو انفصالي و مرتدّ و عالمهم أن أفتى بقتلنا فهو وحدوي و مسلم.. و إنه لا رجاء لبلد تقوم الزعامة فيه على إيذاء الناس في أملاكهم و سمعتهم و رأيهم و على أفساد الضمائر بترغيب أو تهديد أو احتيال. فاليوم يقوم الأخ الزنداني و أتباعه من أبناء الشمال بحرب شعواء ضد الحراك الجنوبي السلمي سموها معركة الدفاع عن الوحدة ضد من لا يرى رأيهم و من لا يدين بفتاويهم السياسية، و قد أسرفوا في الفتاوى و الطعن و السب و الإرهاب، و كل واحد منهم يقول للآخر " لافض فوك " و قد قال الشيخ محمد المهدي في اللقاء الموسع لعلماء و مشائخ اليمن الذي عقد بدعوة من الشيخ الزنداني في 29/5/2009م في صنعاء عندما سألوه :" أن هذه الدعوة جاءت لمواجهة الحراك الجنوبي، فما رأيك في ذلك ؟" فأجاب: " نتمنى أن يتم احتواء الأوضاع في الجنوب بالحوار لكنه في الأخير إذ لم تكن إلا الأسنة مركباً فما حالة المضطر إلا ركوبها". و بشأن حمل السلاح ضد الحراك الجنوبي أجاب حسن شبالة رئيس جمعية الإحسان بأب : " مسألة حمل السلاح ينبغي أن تكون هناك لقاءات و مشاورات بشأنها لأن السلفيين ليسوا فصيل واحد " فرد عليهم الشيخ عبدالله بانجوى (شبوة) قائلاً : " نحمل الفاسدين الشماليين مسؤولية الدعوات الانفصالية" و أضاف : " أبناء لحج و أبين و الضالع ممن يذهبون للبحث عن وظائف في بلحاف يقضون ساعات النهار تحت الشمس فيما يأتي باصين من صنعاء محملين بمن تم توظيفهم " و قال :" هناك 70% حجم المطالبين بالانفصال ".و تبعه الشيخ عمر سالم باوزير – رئيس مؤسسة رواد الخير التنموية في حضرموت قائلاً :" أن مطالب أهل الجنوب في مظالم موجودة و ثابتة و نحن نقف مع نصرة المظلوم" . هكذا أخواني مشائخ و علماء الإسلام في الجنوب، فبعد أن حول النظام الجنوب كله إلى معتقل و امتلأت سجون صنعاء بأبناء الجنوب، و بعد أن صودرت فيه كل مظاهر الحرية و كممت الأفواه، اليوم يستخدم النظام الدين ضد الجنوب و إلى جانب الظالمين .. و هنا نتساءل: هل نظام الحكم الحالي يقوم على القرآن و السنة حتى يقف بعض الدعاة إلى جانبه أم هو نظام برلماني انتخابي و لابد أن يخضع للنقد؟ و هل يستشير الحاكم أهل العلم و أهل الحل و العقد فيقرر ما يجري في الجنوب على ضوء رأيهم؟ و هل للعلماء دور في تشكيل الحكم و الحكومة أم أنهم لا دخل لهم في شؤون الدولة و الحكم؟ فعلى الحاكم أن يطبق شرع الله في الجنوب أولا ثم نسأل كيف يمكن الدفاع عنه هذا هو الإسلام في رأينا. فحتى السلفيين الذين كانوا في اليمن أصحاب دعوة و إرشاد و خير أو كما عرفهم الجنوبيون حوّل النظام بعضهم إلى جماعة سياسية حزبية، بل و إلى مليشيات لحمل السلاح ضد الجنوبيين كما يحصل الآن في الصومال تماماً. فالجماعات الإسلامية المنظمة في اليمن قسمها النظام بعد إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م إلى أربعة أقسام ، هي :  جماعة تكفير الجنوبيين و ضرورة حمل السلاح ضدهم يقودها عبدالمجيد الزنداني و الدكتور عبدالوهاب الديلمي و عبدالعزيز الدبعي.  جماعة العنف و القتل و يقودها ضباط في الأمن.  جماعة السلفية المتطرفة و يقودها اليوم الخضر بن عبدالملك الشيباني و الدكتور عقيل المقطري و الشيخ محمد المهدي و إبراهيم قريبي و الشيخ أحمد معوضة من صنعاء.  ثم السلفيين المنضمين تحت قيادة بعض الأحزاب لضرب الحراك الجنوبي السلمي يقودهم : ياسين عبدالعزيز (تعز) و عبده محمد المقطري (تعز). الملتقى قاطعه أبرز قادة التيار السلفي من عدن و الحديدة و غيرها أمثال الشيخ يحيى الجصوري و الشيخ محمد الأمام و الشيخ عبدالعزيز البرعي و الشيخ عبدالله بن عثمان و الشيخ العدني. و قد طالب وزير الأوقاف و الإرشاد القاضي حمود الهتار الحاضرين الخروج بموقف سياسي لا بفتوى دينية. أخواني العلماء و دعاتنا الإسلاميين... إذا كنا نشكو من جور المفتيين الشماليين علينا، و على تاريخنا الإسلامي، و على حضارتنا الجنوبية بسبب لحظة حكم فرضها التقسيم العالمي على كثير من بلدان العالم – حكم الحزب الاشتراكي (1978- 1990) – فإننا أكثر شكوى اليوم و أشد ألماً من بعض دعاتنا الإسلاميين الجنوبيين، الذين قسوا على حراكنا الجنوبي السلمي، و على تاريخنا الجنوبي الشامخ و ما أنتجه من حضارة عريقة، أن الجنوب ليس هو فترة حكم الحزب الاشتراكي بل هو قاموس العرب و ذاكرة الحضارات في الشام و مصر و العراق و بلاد المغرب العربي و اندونيسيا و كل شرق آسيا و جنوب أفريقيا و غيرها... قبل الإسلام و بعده.. فعندما جاء وعد الله حملنا سيوفنا حتى وصلنا جنوب فرنسا و شرق الصين ثم حملنا كتاب الله (القرآن) و ذهبنا إلى شرق آسيا لنقول للملايين هذا هو ديننا و دخل الملايين في دين الله أفواجا .. و بينما كنا نحن ننشر الإسلام كان أهل صنعاء و تعز و ما حولهما " يتجادمون" في الشوارع لنشر المذاهب الأربعة " الزيدية،الاثنى عشرية، الإسماعيلية و الشافعية" .. و هكذا ظلوا 1250 سنة و مازالوا يتقاتلون بوحشية – كما يحصل اليوم في صعدة و عمران و بني حُشيش و حجة و حرض – فأرضنا – أرض الجنوب- اختزلت العالم العربي و الإسلامي كله .. فتصور إنساناً يمتد من حضرموت و عدن إلى جزر اندونيسيا و إلى أدغال أفريقيا البعيدة على الآف و الآف الكيلومترات ..فهل يعقل أن يتحول هذا الشعب العظيم إلى فرع لسلطة استبدادية لا تعرف إلا القتل و التكفير و هؤلاء و مع الأسف أن " المجمع السياسي – الديني" الذي أنشأته السلطة برئاسة الزنداني يبالغ كثيراً في نقده للجنوب و يضخم سلبياته و يخفي تاريخه الحقيقي، مما ساعد مؤسسة الحكم العسكرية و الأمنية و أعطاها حجة لقتل و جرح و اعتقال أبناء الجنوب و استباحة دماءهم و استحلال أراضيهم، و غيِّرة هذا المجمع لم تكن على حرمات الإسلام و تعاليمه و قيمه و مثله العليا، و لكنها غيِّرة من أجل المال و السلطة و الحزبية. فكيف يمكن للإسلام أن يتحول في ظل الصراع على السلطة إلى مجرد لعبة سياسية يستعمله الحاكم للإحاطة بالجماهير و تهميشها؟و لما أصبح الحكم يسعى إلى أثارة الكراهية بين شعب مسلم في الشمال جعلت عدواها تسري إلى الحياة الاجتماعية في الجنوب، و تدب فيه دبيب السرطان في الجسم الحي. و السلطة هي بيد السياسيين و ليس بيد الإسلام. و آفة الآفات : أن الكراهية في الشمال قد جعلت النظام يخترع أشكال تقسيميه و تجمعات دينية في الجنوب لتواجه الحراك الجنوبي السلمي و هي لابسة قناع الإسلام. و نحن نتمنى أن يوجد من يحيي الإسلام من التمزق و الجاهلية، و لكن مع الأسف أن في باطن هذه التجمعات السياسية – الدينية كانت العصابة و العصبية اللتان تدعمهما السلطة لتمزيق المجتمع الجنوبي .. و بفعل هذه السياسة الخبيثة التي يحملها النظام السياسي أخذ المنظمون سياسياً و دينياً و بتموين من السلطة يشتغلون بالبحث في الفتاوى التي تكفّر الحراك الجنوبي و أنشاء مواصفات إسلامية لخلق فرقاً إسلامية جديدة متصارعة داخل مجتمع جنوبي متجانس لم يعرف تاريخه صراعاً مذهبياً و لا طائفياً و لا دينياً. صحيح أن أبناء الجنوب حكموا بنظريات أيديولوجية و هي تخالف العقيدة الإسلامية في نظرتها إلى الإلوهية و النبوة و الآخرة. و لكنها – الايدولوجيا – لم تستطع أن تغير العقل الإسلامي العام، و ظل تأثيرها محدود، ثم أن القوانين التي كانت سارية في الجنوب لم تسقط مكانة التعاليم الإسلامية. و اليوم هكذا يريد أنصار النظام من دعاة الإسلام، ليتبوءوا مقاعدهم في السلطة يجلسون باسم " الوحدة الوهمية" لا باسم الإسلام. و ينطقون بما ينطق به الحاكم لا بما تملى به مصلحة الوطن. و هم يعلمون أن من يخرج منهم على إرادة السلطة السياسية فقد خرج على دينه. و هم راضون بحملهم هذا مبتهجين بما تمن به عليهم هذه الوطنية الفذة من حفلات المحتفلين و أموال الجنوبيين المنهوبة. و فرحين بما آتتهم هذه الفتاوى الظالمة من فوائد كثيرة و رواتب كبيرة. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3}" الصف : 2،3 "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" البقرة-44 لقد ربط دعاة الشمال السياسة بالدين، و هم أصحاب " الغاية تبرر الوسيلة" و ارتكاب الموبقات و إصدار فتاوى القتل ضد الجنوبيين للحفاظ على الوحدة .. فأي وحدة هذه التي من أجلها تستباح الدماء المحظورة و تنتهل الحرمات المصونة و تسلب الأملاك و الأموال و الأعراض المحرمة ؟ فهل هذه الوحدة هي دين الشمال الجديد ؟! و هل يعقل أن تنهب أموال المسلمين لتبنى بها مسجداً؟! و إذا بني هذا المسجد من الأملاك المنهوبة فهل تحل الصلاة فيه ؟! .. و نحن أبناء الجنوب لن نفعل ذلك و لو كان دعاة الشمال يفعلون ذلك معنا. فنحن أصحاب تاريخ عريق و نقاء عربي و تحكمنا شريعتنا الإسلامية فقط ، هم يستغلون أثنى عشر عاماً من حكم الاشتراكي (1978 - 1990) لاضطهادنا و إنكار حقوقنا، مع أنهم – دعاة الشمال- يسلكون مسلك الكفر المباح و يعملون الكبائر .. و كلهم تحكمهم المادة .. فعندما سُأل محمد المهدي في اللقاء الموسع لعلماء و مشائخ اليمن حول تلبية طلب الشيخ الزنداني بشأن حمل السلاح ضد الحراك الجنوبي السلمي رد : " إذ لم تكن إلا الأسنة مركباً فما حالة المضطر إلا ركوبها " و نحن بدورنا نرد على هذا الداعية بقول أبو العلا : إذا رام كيداً بالصلاة مقيمها فتاركها عمداً إلى الله أقرب قال أبن آدم لأخيه في قوله تعالى :" لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " (المائدة- 28). و عندما أقبل الناس على علي رضي الله عنه يسألونه ما يصنعون بعبد الرحمن أبن ملجم، قال : " إن أعش فالأمر إلي ، و إن أصبت فالأمر لكم ، فإن آثرتم أن تقتصوا فضربة بضربة، و إن تعفوا أقرب للتقوى " ، ترى لو كان الأمر هذا بيد الزنداني و الديلمي و المهدي كم كان يذهب ضحية من منطقة أو قبيلة هذا القاتل ؟!. فهؤلاء الدعاة الذين ظهروا بعد إعلان الوحدة اشتهروا بفتاوى القتل و القسوة ضد كل من هو جنوبي خاصة الدعاة المستضعفين من تعز و إب و الحديدة و صنعاء ، و ينطبق عليهم قول القرآن: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " (البقرة- 74) و يقول الشيخ محمد المهدي كذلك في رده على دعوة الانفصال التي يرفعها الجنوبيون: " أيام حكم الحزب الاشتراكي كان هناك ظلم أكبر من هذا و لم يخرجوا بالسلاح مثل اليوم، و لم يستطيعوا حتى مطالبة حقوقهم" و نقول للشيخ المهدي أن أخطاء الاشتراكي كانت تجري و الوطن بين أيدينا، لكن اليوم جاءت دولة الجمهورية العربية اليمنية و أخذت الوطن بالكامل، أيام الاشتراكي كان هناك مصنع للبيرة فُجر من قِبل المواطنين أكثر من مرة أما اليوم فهناك في عدن و المكلا و غيرها الآف الأماكن لبيع الخمور و الآف المراقص .. أيام الاشتراكي كانت المستشفيات كثيرة تفيض بها المدن و القرى و لم تخلو قرية صغيرة من مستوصف أو عيادة حتى إن عدن وحدها كان فيها ستة مستشفيات و في كل مديرية مستوصف و الأدوية و العلاجات مجانية .. و اليوم تناقصت المستشفيات إلى مستشفى واحد فقط و المواطن لا يستطيع حتى دفع ثمن رسوم زيارة الطبيب .. ( المستشفيات هي : باصهيب العسكري، الجمهورية، عبود، الصداقة، الشعب، مستشفى عدن العام) و كان يقوم عليها أطباء متخصصون، و كانت هناك سيارات للإسعاف و طائرات هيلوكبتر كان يشرف عليها العميد طيار علي محمد النقيب ( الآن منزله محتل من قِبل قائد شمالي)، أما من ناحية التعليم، فهل تصدق أن هناك في يافع قرية صغيرة اسمها (العُمري) يوجد فيها 75 طبيب متخرج من أكبر الجامعات الخارجية و إن نصفهم هربوا بعد الحرب الاحتلال عام 1994م ؟!! فنحن حاربنا الاشتراكي نتيجة الايدولوجيا التي كان يحملها و يعلم الله أن هناك الآف الشهداء من العلماء و المشائخ و التجار و غيرهم الذين واجهوا المد الاشتراكي في الجنوب .. و لولا حكم الاشتراكيين لما كنا اليوم بدون وطن، و لما كابدنا من جور أسيادكم و أخذهم الناس بالقهر بدعوى الحفاظ على الوحدة، و استيلاء السلطة العسكرية و الأمنية على محصولات بلادنا .. و أنتم تريدون ما بعد الاحتلال أن تقررون لنا ما يجب أن نتعلمه من أحكام ديننا !!! و أن تنوبوا – أنتم و سلطتكم – عنا في تقرير مصيرنا و مستقبلنا .. و تحاولون أن تصوروا لنا الماضي على ما تريدوه، تأخذوا منه ما تريدون – الآن تمجدون الاشتراكي لأنه يخدمكم – و تغيروا من ماضينا و تبدلوا ما يخدمكم في سنواتكم هذه .. إنكم تريدون أن تكتبوا لنا التاريخ بأقلام الظلمة و بأقلام عبيد المال من دعاة الإسلام في الشمال، ليقدموا لنا مسخاً مشوهاً لا يمت إلينا بصلة و لا نعرفه و لا يعرفنا .. حتى يصبح تاريخنا مثل فتاوى الزنداني و الديلمي و المهدي و غيرهم .. و نحن نعرف أنه لا دين عندكم إلا من يدفع أكثر .. أما الإسلام فهو في زعمكم نسخة من الوحدة الحالية التي تبيد أبناء الجنوب، و لا دين عندكم إلا ما تدينون به أنتم .. و لا تاريخ غير تاريخكم .. و الجنوبيون لا يزيدون على أن يكونوا فرع لكم !!! .. و في سبيل هذا تغفلون حضارتنا، و تضخمون فترة حكم الحزب الاشتراكي لتتصيدون الجنوب من خلالها .. و توجّهون خطابكم السلطوي توجيهاً مسموماً لترهبون به الجنوبيين لتقولون لهم : إذا انفصلتم سيحكمكم الحزب الاشتراكي من جديد .. و نقول لكم إن الحزب الاشتراكي هو شريككم و يعيش اليوم في صنعاء .. و تديرون معه صراعاً جديداً ضد الحراك الجنوبي السلمي .. فأنتم تريدون أن توجهوا الإسلام كله وجهة وحدوية قومية و الإسلام في نظركم هو الوحدة بين الشمال و الجنوب وهو وثبه من وثباتكم العبقرية التي جرت عام 1994م .. و من أحتل الجنوب عام 94م هو بطل قومي وحدوي جادت به الشمال على الأمة العربية .. و ما على الأمة العربية و الإسلامية إلا أن تحمي هذا المنجز العظيم الذي لم يحدث مثله في العالم .. و لا نعجب بعد ذلك إذا غدا " أصحاب الفيّد " و " السلب و النهب " أبطالاً وحدويين مع أنهم لصوص أرض و ثروة. بل إن بعض هؤلاء الدعاة جعلوا من " الوحدة " سجناً، فسجنوا أنفسهم فيها و لا يريدون أن يخرجوا منها أبداً، و قد وصف شوقي مثل هؤلاء بقوله : و لو استطاعوا في المجامع أنكروا من مات من آبائهم أو عُمِّرا فانظروا إلى دعاة الشمال كيف أصبحت دماء الجنوبيين عندهم هينة، و يحكمون علينا بأننا قطاع طرق – كما تقول لهم السلطة و إعلامها – دون أن يتحرون و يستوثقون، على الأقل يقولوا: أيجوز سلب أرض هؤلاء الجنوبيين؟ أيجوز قتلهم أم لا ؟ أيجوز أن نستخدم كثرتنا العددية لإذلالهم أم لا ؟ و هل الواجب علينا أن ننشر العدل أم نصبر حتى يستأصلنا الله من الجنوب؟! ثم إذا كنا نعيب الحزب الاشتراكي بأنه شوه الإسلام و لم يحكم بتعاليمه ، فكيف نحن اليوم نجمل وجوه الطغاة و أصحاب الفيٍّد الظلمة الذين طغوا في الجنوب، فأكثروا فيها القتل و النهب و الفساد، و الذين سفكوا دماء رجال الحراك السلمي و استحلوا الحرمات، و نحاول نحن – دعاة الإسلام – تبرير ما اقترفوه من موبقات و سيئات؟ و نحاول أن نجعل من الوحدة كمرجعية دينية لحمايتهم ؟ و لماذا نتحامل تحاملاً غير مبرر على الجنوبيين و حراكهم السلمي الذي أجمع أغلب الجنوبيين على أنه شرعي و قانوني ؟! و بالعكس أن في الحراك من السلفيين و الدعاة الإسلاميين من هو أتقى من الزنداني و الديلمي و المهدي و الدبعي و الشيباني و المخلافي، و أورع منهم ديناً، و أكثر منهم تضحية من أجل الإسلام و ليس من أجل " الزلط " .. و لا ينكر هذا منكر ، و لا يماري فيه مسلم في الجنوب و الشمال. و من المخجل أن تأتي ردود الأئمة و علماء الإسلام و مشائخه في السعودية و مصر و المغرب و موريتانيا و اندونيسيا ضد فتاوى الزنداني و الديلمي و دعاة الشمال لا يحركون ساكناً ؟!!. بل و يدافعون عن الظالمين و يبررون الجرائم التي اقترفوها .. أي أن دعاة الشمال يتولون اليوم منصب محامون الدفاع عن جرائم السلطة في الجنوب، التي يستنكرها المسلمون من خارج اليمن .. و إذا كنتم تبررون إبادة الجنوبيين لكي تطعمون عشرين جائع شمالي، فلماذا لا تذهبون لتسألون الصينيين كيف جعلوا من أربع مدن صينية فقط تغذي مليار و نصف من البشر ؟!. أخواني علماءنا و مشائخنا الأجلاء... الحق أن التواجد العسكري و الأمني الشمالي في بلادنا لم يترك عملاً يؤلم الجنوبيين إلا قام به، فالحكم – كما يقول النظام في صنعاء – محلي واسع الصلاحيات، بينما هو يتخذ إجراءات نهب الأراضي و قتل المواطنين من مركزه في صنعاء .. يقول مجالس محلية واسعة الصلاحيات لكن أراضي المحافظات الجنوبية و ثرواتها ليست ملكاً لسكان تلك المحافظات.. يقول مجالس محلية واسعة الصلاحيات لكن الأمن و القمع في الحافظات الجنوبية الست يجب أن يقاد من قِبل الأمن السياسي (المركزي)، الأمن القومي (المركزي)، الأمن المركزي (المركزي)، الاستخبارات العسكرية و الحرس الجمهوري، و لا توجد صلاحيات للأمن العام ( الشرطة المدنية ) في الجنوب سوى التحضير في مراكز الشرطة أو ملاحقة البلدية و عمال النظافة من أبناء عدن و تهامة. و نتيجة لهذه المآسي فإن الحراك الجنوبي السلمي قد أعتزم أن يحرر أرضه المغتصبة من هذه الهمجية. و مستعدين أن نتحمل المسؤولية أمام شعبنا في الجنوب و أمام خيرة رجال الأمة ( أئمة المساجد العلماء ( جمع عليم ) و المشائخ ) و نحن موقنين بأن أكبر عامل لنجاح شعب الجنوب في استعادة سيادته، و أقوى حجة نستعين بها في تعزيز وجهة نظرنا هو وجود دعاتنا الإسلاميين بين صفوفنا، لا لكي يسندونا في مطالبنا فقط و لكن لكي يصححوا أخطاء توجّهنا النظري و العملي .. و أن نسير جميعاً متحدين بالكلمة و المصير، مؤتلفة قلوبنا، و أن نعوض عن مرحلة سابقة ذهبت و كان يجب أن نكون فها معاً.. و لكن الله يفعل ما يشاء " لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ "(البقرة – 272). و نناشدكم بقول كلمة الحق في وجه الظالمين، و نصرة المظلومين من أبناء الجنوب الذين يتعرضون لحرب عسكرية و أمنية و إعلامية و عصبية واسعة، و إلى طعن في وطنيتهم و دينهم و تاريخهم و هويتهم، و نحن واثقون أن نضالنا السلمي المشروع من أجل استعادة سيادتنا على أرضنا ستلقى منكم كل تأييد و دعم بإذن الله تعالى .. و نحن نحس يومياً بكلماتكم الصادقة و مؤازرتنا في الحراك السلمي، و نحن على يقين أنه سيكون لنا في الحراك الجنوبي السلمي من نصحكم و نصائحكم الحظ الوافر و الأثر العميق في نفوسنا المتطلعة إلى غد مشرق بإذن الله. و إن ترابطنا معاً سيتحقق بإذن الله ما دام شعب الجنوب لا يطلب إلا حقه في الحياة الحرة كما جاءت في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.. و إن حراكنا لا يتناقض مع مسلمات التعاليم الإسلامية التي تدافع دائماً عن حقوق الناس و حماية النفس و العرض و المال .. و أعتقد أن مواطن يناضل في سبيل حقه لا يختلف عن إمام يحكم بالعدل .. و إن قُتل أحدهما فهو شهيد في الجنة .. نسأل الله أن يوفقكم جميعاً إلى تحقيق آمال البلاد. و تفضلوا يا أخواني بقبول تحياتنا و احترامنا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...


أخيكم في الإسلام : علي هيثم الغريب
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لَم يَبْق لِي إِلَّا وَطَن أَتَمَنَّى أَن اقْبُر فِيْه بِسَلَام وَلِأَجْل ذَلِك لَابُد أَوَّلَا أَن أَمُوْت فِيْه بِشَرَف وَأَنَا احْمِل هُوِيَّتِه صَوْتَا وَصَرْخَة وَبُنْدُقِيَّة وَرَصَاص مِن لَهَب .




وَبِدُوْن ذَلِك فَانّا فِي أَعْمَاق الْضَّيَاع إِلَى الْنُخَاع.


  رد مع اقتباس
قديم 07-31-2009, 10:37 PM   #2
عمر الذيب
شاعر السقيفه

افتراضي

لا حول ولا قوة الا بالله
والقدس تصيح عليهم لها خمسون عاما
لا اله الا الله محمد رسول الله
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة حوثية إلى العلماء موقعة باسم الإمام زيد بن علي حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 09-08-2009 01:56 AM
بعد أفطارهم في رئاسة الجمهورية يوم أمس مع الرئيسنص بيان علماء اليمن حول ما يجري في صع حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 09-06-2009 01:06 AM
رسالة مفتوحة إلى الأخوة الأفاضل علماء ومشايخ الإسلام ( بقلم : علي هيثم الغريب ) @نسل الهلالي@ سقيفة الحوار السياسي 4 08-03-2009 11:06 PM
رسالة مفتوحة إلى الأخوة الأفاضل علماء ومشايخ الإسلام ( بقلم : علي هيثم الغريب ) حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 07-30-2009 04:23 PM
ملف تسبب في اسلام الملايين مخاوي اليل سقيفة إسلاميات 3 04-20-2009 12:13 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas