12- سنن في الصيام وفي رمضان

[ابن الفخر]

من كتاب
الدروس الرمضانية
للأمة المحمدية
فضائل وأحكام

-------------------------------------------------------------

12- سنن في الصيام وفي رمضان:


1) السحور :


وهو تناول الطعام في وقت السحر، ويمتد وقته بين نصف الليل الى طلوع الفجر .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( فصل مابين صيامنا ، وصيام أهل الكتاب أكلة السحور ) رواه مسلم وأحمد و إبن حبان . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان الله وملائكته يصلون على المتسحِّرين ) رواه الإمام أحمد و إبن حبان وصححه .
وعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) رواه الشيخان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : دخلت على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يتسحّر فقال ( إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوها ) رواه النسائي.
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الى السحور في رمضان ، فقال هلّم الى الغذاء المبارك ) رواه أبوداود والنسائي . ولإبن ماجة والحاكم عن جابر مرفوعاً ( استعينوا بطعام السحر على صيام النهار . وبالقيلولة على قيام الليل ) ، وفي معنى البركة وجوه منها أن يبارك في القليل حتى تحصل الإعانة على الصوم .ومنها نفي المحاسبة على هذا الطعام . ومنها الأجر والثواب في الآخرة .


2) تعجيل الفطور وتأخير السحور :


عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال ( لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر ) رواه الشيخان . وزاد أحمد من حديث أبي ذر ( وأخّروا السحور ) .
والمعنى أن الناس لا يزالون بخير في دينهم ما فعلوا ذلك محافظين على السنة النبوية مخالفين لفعل اليهود والنصارى . والتعجيل مشروط بتيقن غروب الشمس فلا يجوز فطر من شك في الغروب وفيه ورد الوعيد الشديد فيمن أفطر قبل تحلة الصوم فعن أبي اُمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول ( بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعيَّ، فأتيا بي جبلاً وعرا ً فقالا اصعد ، فقلت : إني لا أطيقه ، فقالا : إنّا سنسهله لك ، فصعدت حتى إذا كنتُ في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، فقلت ما هذه الأصوات ؟ قالوا هذا عواءُ أهل النار . ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلّقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً قال . قلت من هؤلاء؟ قال : الذين يُفطرون قبل تحلة صومهم ) رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما . ولا تعلم مشاهدة الغروب إلاّ بسقوط قرص الشمس جميعه بموضع لا حائل فيه بينه وبين الشمس كمن كان على البحر أوفي صحراء أو على رأس الجبل . وأما من يحجب الجبل عنه الشمس فيقدر لها قدرها بما قرره العلماء الفلكيين في بلده ، وقال الإمام الشافعي ( تعجيل الإفطار مستحب ولا يكره تأخيره إلاّ لمن تعمّده ورأى الفضل فيه ) .
والأفضل تأخير السحور ما لم يقع في شك ٍ حتى يكون بينه وبين الفجر مقدار خمسين آية أي ما يساوي تقريباً عشرين دقيقة بقراءة معتدلة ، كما يسن التطيب وقت السحر .
قال صاحب الزُبَد :
وسُنّ مع علم الغروب يفطر بسرعة وعكسه التسّحرُ


3) الإفطار على التمر :


عن أنس رضي الله عنه قال ( كان رسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يفطر قبل أن يصلِّي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء ) رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن .
والحسوة هي الجرعة . قال إبن القيم ( وإنما حرص الشارع على الفطر على التمر لما فيه من الفوائد الجمة في تغذية البدن حيث يحلي الريق ويقتل الدود ، ويعيد للجسد ما فقده من الغذاء ، إضافة الى أنه فاكهة وغذاء ودواء وحلوى ) .


4) صلاة التراويح :


وتعريفها في الشرع : هي صلاة نافلة يؤديها المسلمون في شهر رمضان بعد صلاة العشاء ، وهي سنة مستحبة ، وعدد ركعاتها عشرون يسلّم من كل ركعتين(1) ، ووقتها بعد العشاء وقبل الوتر ، وسميت بذلك لأنهم يستريحون بين كل تسليمتين .
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلّى في المسجد ، وصلّى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلّوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعه عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلمّا قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشّهد فقال ( أما بعد فإنه لم يخف علىّ شأنكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) رواه البخاري ومسلم .
ثم إن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته جمع الصحابة على إمام واحد لما رآهم يصلون جماعات في المسجد، فعن عبدالرحمن بن عبدالقارىء رضي الله عنه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان الى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط . فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على واحد لكان أمثل . ثم عزم فجمعهم على اُبي بن كعب ، ثم خرجت معه ليلة اُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم قال عمر : نعِم البدعة هذه . والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ، يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أولّه ) رواه البخاري.

(1) وجوباً عند الشافعي وندباً عند غيره .

وكانوا يصلون عشرين(1) ركعة كما هو مأثور عن أكثر أهل العلم وأخرج البيهقي بسند صحيح عن السائب بن يزيد الصحابي قال ( كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة ، وكانوا يقومون بالمئين ، وكانوا يتوكأون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام ) قال الإمام النووي ( وعلى حديث السائب بن يزيد الإعتماد في عدد الركعات لقيام رمضان لأنه حديث صحيح )[ المجموع 3/527] ، ويروى ذلك عن عمر وعلي رضي الله عنهما وهو قول الثوري و إبن المبارك والشافعي وأصحاب الرأي ، قال الشافعي : وهكذا أدركت ببلدنا بمكة يصلون عشرين ركعة ) . ولهذا إتفقت المذاهب الأربعة على أن عدد التراويح وهي المراد بقيام رمضان عشرون ركعة بعشر تسليمات ثم الوتر وقال الحافظ السيوطي نقلاً عن التاج السبكي ( إن الأمر في هذا يسهل الخلاف فيه ، فإن ذلك من النوافل ، من شاء أقل ومن شاء أكثر ، قال : ولعلهم اختاروا تطويل القيام على عدد الركعات فجعلوها عشرين ، وقد إستقر العمل على هذا ) المصابيح في صلاة التراويح /15 .

5) الإكثار من تلاوة القرآن ، والذكر ، ومن فعل الخيرات ، وكثرة الجود، والتنفل من الصلاة ، والإعتكاف في المسجد لاسيما في العشر الأخيرة ، وغيرها من القربات .


ومما يكره للصائم :


الحجامة(2)،والمبالغة في المضمضة والإستنشاق ، والمضغ لنحو لبان ( و يفطر إن وصل الى الجوف من الريق المخلوط شيء) ، والقبلة لمن لم يخشى الإنزال فإن خشيه حرمت القبلة ، كما يكره تذوّق الطعام (إن لم يصل الى الجوف منه شيء وإلاّ فيفطر ). وشم ماله ريح كالريحان والعطور .


(1) وعند الإمام مالك ست وثلاثون ركعة .
(2) قال الإمام أحمد يفطر الحاجم والمحجوم ، وتكره عند الحنفية والمالكية إن كانت تُضعِف ، وعند الشافعية إلاّ


------------------------------------------------

جمع
الشيخ محمد بن عبدالله بن علي الحضرمي

مع تحياتي
ابن الفخر

[عبيدسالم باحنان]

دعاء ليلة القدر

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار).
إلهي وقف السائلون ببابك ، ولاذ الفقراء بجنابك ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك، يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك ونعمتك،
إلهي إن كنت لا تكرم في هذا الشهر إلا من أخلص لك في صيامه فمن للمذنب المقصر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه ،
إلهي إن كنت لا ترحم إلا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لا تقبل إلا العاملين فمن للمقصرين،
إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عبيدك المذنبون فارحمنا برحمتك وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ومجدك والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق النور الذاتي والسر الساري في سائر الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ،وأصلح لنا أخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ،واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
إلهنا لا تحرمنا من نبيك الشفاعة ، و اجعل التقوى لنا أربح بضاعة ، و لا تجعلنا في شهرنا هذا من أهل التفريط و الإضاعة ، و آمنا من خوفنا يوم تقوم الساعة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام ، وعلمتنا الحكمة و القران ، اللهم اجعلنا لكتابك من التالين ، و لك به من العاملين ، و بالأعمال مخلصين و بالقسط قائمين ، وعن النار مزحزحين ، و بالجنات منعمين و إلى وجهك ناظرين.
اللهم اجعلنا بتلاوة كتابك منتفعين ، وعند ختمه من الفائزين. فنسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القران الكريم ربيع قلوبنا ، ونور أبصارنا ، وشفاء صدورنا و جلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا و غمومنا ، و دليلنا إليك و إلى جناتك جنات النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أحيينا مستورين ، و امتنا مستورين ، و ابعثنا مستورين و أكرمنا بلقائك مستورين.
اللهم استرنا فوق الأرض ، واسترنا تحت الأرض و استرنا يوم العرض ، اللهم اشف مرضانا و مرضى المسلمين ، و ارحم موتانا و موتى المسلمين ، و اقض حوائجنا و حوائج السائلين.
اللهم تول أمورنا ، وفرج همومنا ، واكشف كروبنا.
اللهم أوردنا حوض نبيك سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، و اجعله لنا شفيعا ، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
ربنا فقنا عذاب النار.ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا.ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين و المسلمات ، الأحياء منهم و الأموات ، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
وأصلح ذات بيننا ، وألف بين قلوبنا ، وانصرنا على أعدائنا ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وإبصارنا وقوانا ما أحييتنا ، وبارك لنا في أزواجنا وذريتنا ما أبقيتنا ، واجعلنا شاكرين لنعمك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك
، اللهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا ، وتضع وزرنا ، وتطهر قلوبنا ،وتحصن فروجنا ، وتغفر لنا ذنوبنا ونسألك الدرجات العلا من الجنة ،
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، ونستعيذك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ،
اللهم اختم لنا بخير ، واجعل عواقب أمورنا إلى خير يا أرحم الراحمين يا كريم.
اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لنا ذنوبنا ، أن تكفر عنا سيئاتنا وأن تتولى أمرنا ، أن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ، يا مفرج الكروب فرج كربنا ، واغفر ذنبنا واستر عيبنا ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ،
اللهم هبنا نفوسا ً مطمئنة ، تؤمن بلقائك ، اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وبك منك ، لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ،
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا ً ، واجعلنا من عبادك السعداء.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين نظرت إليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم.
اللهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين تسلم عليهم الملائكة.
اللهم اجعل دعائنا خالصا ً لوجهك الكريم.
اللهم اكتب لنا حج بيتك الحرام وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام.واجعل خير أيامنا يوم لقاك ،
اللهم اجعلنا من الذين يقولون فيعلمون ، ويعلمون فيخلصون ، ويخلصون فيخلصون.ويخلصون فيقبلون ، ويقبلون فينعمون ، وينعمون ، وينعمون فيشاهدون برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ألف بين قلوب المسلمين وألف بين حكام المسلمين بكلمة الحق والدين ووفقهم للعمل بكتاب الله وسنة النبي الهادي الأمين.
اللهم صل صلاتك الكاملة وسلم سلامك التام على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم آمين تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

[ابن الفخر]

شكرا على المرور الكريم

عيدكم مبارك
وكل عام وانتم بخير

عساكم من عواده