صنعاء" هل عاد مطرودا صالح ؟

[حد من الوادي]

هل عاد مطرودا صالح ؟

2011/09/24 الساعة 21:23:19
جمال حيدره

في ظرف غامض وأجواء ملبدة بالرصاص وروائح الدم عاد إلى قصره الرئاسي صالح بعد رحلة علاجية استغرقت ما يقارب الأربعة أشهر عاش خلالها الشعب صروف المعاناة في المأكل والمشرب والحياة..

عاد صالح وعادت معه التوترات الأمنية وحمي بوصله وطيس الحرب التي كان قد غادر على إثرها البلاد في رجب الفارط متأثرا بجراحه ..عاد صالح وعادت إلى الأذهان المخاوف من انفلات الأمور إلى سحيق مظلم،لاسيما وان من تعهد بترحيله حافي القدمين ما يزال حي يرزق وقسمه بان لا يحكم صالح مادام وأفراد أسرته يرون الشمس..

يأتي ذلك التطور المفاجئ بعد أن شهدت العاصمة صنعاء في الأسبوع الماضي أبشع جرائم القتل ضد شباب الثورة السلمية ،وعقب هدنة لم يكتب لها العيش بين كل من قوات الجيش المناصرة للثورة وقوات عائلته من الأمن المركزي والحرس الجمهوري .

اجل عودة غير متوقعة وتثير سيل من الاستفهامات لدى السواد الأعظم من الناس الذين كانوا قد تيقنوا بعدم عودة صالح على اقل تقدير في هذه الظروف الاستثنائية والحساسة جدا..

البعض متفاءل وأخر قانط،فأما المتفائلون فيمنون النفس بان تحمل العودة قرار التوقيع وتجنيب الوطن ويلات حروب أهلية ،وخائفون يقولون ان في العودة تحدي جديد للمجتمع الدولي الذي يتهمه الشباب بالتواطؤ مع صالح على حساب الشعب ودماء الشهداء..

رأي أخر يذهب صوب الضن بأنه قد طرد صالح ورفعت عنه رحمة من استحضروا روحه في أرقى الشافي في العاصمة الرياض،بعد ما يئسوا أو قل وصلوا إلى طريق مسدود في إمكانية توقيعه على المبادرة الخليجية ،وهم بذلك التوقع يستندون على تصريحات الزياني الأخيرة والتي توعد فيها بقرارات حاسمة إذا لم ينزل صالح عند رغبة المجتمع الدولي ونقل السلطة في ظرف ثمانية وأربعين ساعة وفق نصوص المبادرة الخليجية المعدلة..

وتكون بذلك أي المملكة قد كسبت الشعب اليمني في الوقت بدل الضائع ،برفعها غطاء الحماية عن صالح وترك أمره لشعب طوي حتى ألان ما يقارب الثمانية الأشهر في الساحات والميادين وهو يلهج بدولة مدنية حديثة يتساوى في ظلها الجميع تحت مظلة النظام والقانون،وقد دفع في سبيل ذلك مئات الشهداء وآلاف الجرحى ..

اجل عاد صالح من المملكة دون أن يعتبر مما حدث له وهو الذي كان قد تحدى قدر الله بقوله في إحدى المقابلات المتلفزة (لن ابحث عن مسكن في جده ولن أغادر اليمن).

عاد ولاستطيع إن نتنبأ بما ينتظره غدا ،لكنا نعتقد بان الجلوس على الكرسي أمر مفرغ منه ،إذ لا عاصم اليوم من غضب شعب يتوق للحرية والعدالة والعيش الكريم..