الجنوب العربي المحتل " من فيدرالية الأقاليم إلى الإقليم الواحد تحدي لإرادة الله وإرادة شعب الجنوب

[حد من الوادي]

من فيدرالية الأقاليم إلى الإقليم الواحد تحدي لإرادة الله وإرادة شعب الجنوب

بقلم/الباحث: علي محمد السليماني:





الجنوب والشمال في القراْن الكريم
والحديث النبوي الشريف.

نسمع كثيرا سيما من قوى اليسار التقدمي وممن يسمون اْنفسهم . بالتيار القومي يتزعمهم ,, الفشل المستمر ’’ عن تبرعهم بحلول منتقصة من حق شعب الجنوب العربي ومختزلة لنضالاته البطولية وتضحياته الجسيمة ومعاناته الاْليمة ومطالبه المشروعه في التحرير والاْستقلال ’ ويستند اْصحاب ثقافة ,, اليسار التقدمي وقوى اليسار الاْممي ’’ صاحب هذا الطرح على ثوابت ترسخت في عقولهم إن شعب الجنوب مازال قاصرا عن الرشد وغير مدرك لمعاناته ’ لهذا اْختلقوا ومازالوا يختلقون الكثير من العراقيل التي تحول دون عقد لقاء جنوبي - جنوبي على طالولة واحد يجمع كل القيادات الجنوبية لتدارس وضع بلادهم وشعبهم والخروج برؤية واحدة وحامل سياسي بقيادة وطنية لاترتبط بشعارات اليسار وشعارات القومية ’وإنما ترتبط بشعب الجنوب وقضاياه الوطنية ومنها قضية انعتاقه من ربقة العبودية والاْحتلال اليمني من قبل مختلف دويلات صنعاء.

تظل مغالطات الاشقاء في مسمى ,, يمن ’’ مستمرة برغم دحض تلك المغالطات وإماطة اللثام عن تداخلها وتشابكها وفي الطريق إن شاء الله في قادم الايام ما يجلي حقيقتها التي ظلوا يسعون الى اخفائها وفقا للنظرية الصهيونية في تفسير التاريخ وتوظيفه بما يخدم اْهدافهم التوسعية ’ ولست في حاجة الى التذكير إن من يسلكون طريق الخطاْ والتدليس على شعبهم وخداعه بتلك الشعارات وتلك الحلول إنما يعالطون الله ورسوله والمؤمنون بمثل ما سبقهم من هم على شاكلتهم في مختلف العصور وهنا اْنتقل الى القراْن والسنة النبوية المطهرة’ التي اْوضحت الجنوب وا, ضحت الشمال فالى ما تيسر من سورة سباْ:-ج

قال الله عز من قائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الاْرض وله الحمد في الاْخرة وهو الحكيم الخبير ’ يعلم مايلج في الاْرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ’ وقال الذين كفروا لاتاْتينا الساعة قل بلى وربي لتاْتيكم علم1 الغيب لايعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولافي الاْرض ولا اْصغر من ذلك ولا اْكبر إلا في كتب مبين ’ ليجزي الذين اْمنوا وعملوا الصلحت 2 اْولئك لهم مغفرة ورزق كريم ’ والذين سعو 3 في ءايتنا 4 معجزين 5 اْولئك لهم عذاب من رجز اْليم ’ ويرى الذين اْوتوا العلم الذي اْنزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صرط6 العزيز الحميد ’ وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد اْفترى على الله كذبا بل الذين لايؤمنون بالاْخرة في العذاب والضلل 7 البعيد’ اْفلم يروا الى مابين اْيديهم وماخلفهم من السماء والاْرض إن نشاْ نخسف بهم الاْرض اْو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لاْية لكل عبد منيب..

لقد كان لسبإ في مسكنهم ءاية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ’ فاْعرضوا فاْرسلنا عليهم سيل العرم وبدلنا بجنتيهم جنتين ذواتي اْكل خمط واْثل وشيء من سدر قليل’ ذلك جزينهم 8 بما كفروا وهل نجزي9 إلا الكفور ’ وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظهرة10 وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واْياما ءامنين’ فقالوا ربنا بعد11بين اْسفارنا وظلموا اْنفسهم فجعلناهم اْحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لاْيت12 لكل صبار شكور ’ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاْتبعوه إلا فريقا من المؤمنين’ وماكان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالاْخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ.. الاْيات من 1-12من سورة سبإ..
كلام الله واضح ودقيق في توضيح حال القوم (سباْ) اْنعم الله عليهم بالنعم وبجنتين ’ لاْصحاب اليمين جنة .. ولاصحاب الشمال ’ جنة ’ لكنهم كفروا وشاقوا اْنفسهم
هكذا جاء كلام الله عز وجل وهو يصف الحال الذي كان عليه قوم سباْ’ وهم من فسر الرسول الكريم صلى الله عليه واْله وسلم اْن سباْ رجل له من الذرية عشرة ’ ستة تيامنوا – اْي ذهبوا الجنوب – وهم اْبناء حمير العرب القحطانية ومن ذريته لحج واْبين وعرقة والشحر والمهرة وسباْ - الشهير بالغريب -..واْربعة تشاْموا – اْي ذهبوا الشمال - وهم ابناء كهلان العرب القحطانية ومن ذريتهم كندة مذحج وهمدان والاْزد ’وبالطبع الاْرض التي تفرقوا منها ’ هي سباْ التي فيها سدهم ’ وفيها جنتيهما ’ والتي يذهب معظم المؤرخين إنها ,, ماْرب ’’ ولكنهم ظلموا اْنفسهم ’ فجعلهم الله اْحاديث ومزقهم كل ممزق ’ وهاهم القوم وهؤلاء هم السبئيين الاْصيلين ,وليس السبئيين الاْرام الذي اْقاموا مملكة معين في الجوف تقريبا عام 525ق.م على خلاف في التاْريخ بين المؤرخين ثم اْنقلب عليهم اْخوتهم المكاربة - اْي الذي يجمعون السلطتين الدينية والسياسية - في عهد كرب إيل وتر سادن المعبد الارامي ’ الذي غزا لاحقا اْرض سباْ التي هي ماْرب عام 350ق.م واْحتلها واسمى مملكته سباْ على اْسم الاْرض ’ حتى غزا مملكة حضرموت في عهد اْشعر وتر عام 150 ق.م واسمى مملكته مملكة سباْ حضرموت حتى عام 115ق.م عندما حرر الحميريون الريدانيون وطنهم حضرموت الجنوب’ ثم حرروا الشمال واْسموا اْنفسهم ملوك ذو ريدان وحضرموت وطنهم و سباْ ارض اْجدادهم و ويمنت كل الاراضي جنوب عاصمتهم ظفار الغرب والتهائم والطود والاعراب..’

اما الذي شاقوا اْخوتهم من كهلان فبقايهم منهم اليوم مستقويين بالاعاجم وانصارهم ’ بل ومنذ مائة سنة في العصر الحديث ’وهم يحاولون ويكيدون لاْخوتهم المكائد والحيل ’ حتى تمكن اْصحاب الشمال وما اْدراك ما اْصحاب الشمال ’ من الالتفاف على اْصحاب اليمين’ واْقنعوهم اْن اْرضهم ليست لهم وحدهم وانما هي للكل من اْصحاب الشمال واْصحاب اليمين ’ وخدعوهم شر خدعة حتى اْستولوا على اليمين مع الشمال ’ ليظهر مفتو الفتنة ويبيحوا اْصحاب اليمين – تعني الجنوب - غنائم حلال لاصحاب الشمال – تعني اليسار - إنني اْعرف إن الفاشلين سيقولون هذا الكلام من اْدغال التاريخ ’ واعرف إنهم قد وصلوا الى السلطة من اْدغال ’’ الغدر ’’ والانقلابات
’ ويظهر اليوم الكثير من القوى اليسارية التقدمية وحدويين, متحدين ارادة الله الواحد القهار وارادة شعب الجنوب العربي ’ بإرادة الايباك والصهيونية العالمية والماسونية, مستخدمين الكثير من ,,الدمي ’’ التي اعمتها شهوات بطونها وفروجها عن الحق وتمادوا في تحديهم لارادة الله عز وجل ’ وهاهم يقعون في شر اْعمالهم مع طبيعة الارض ومع طبيعة السكان ’ ويواجهون الويلات في تنفيذ ما اْقنعوا العالم بصوابه ’ الدولة الاتحادية بستة اْقاليم ’ وكل ماحاولوا ارضاء اْقليم غضب اْخر ’ وهكذا دواليك ’ حتى اْقتنعوا اليو بحل الاْقليمين ’ وهو ما يروج له ,,الفاشلون’’ فهل سيتغلب هؤلاء الرجال على قدرة الله والعياذ بالله من ذلك ’ فقدرة الله اْقوى من كل قدرة ..

وأود التوضيح أكثر على المغالطات الكاذبة حول مسمى ’’اليمن’’

إن التاريخ ليس منشورا فقط عندهم وانما مذكورا في القراْن الكريم وفي الاْحاديث النبوية الشريفة و مدونا في النقوش وبطون الكتب والمراجع ومعظمها في الخارج , ومهما حاول الاشقاء الاستنجاد بالنظرية الصهيونية تظل امكاناتهم اْقل من اْمكانات صنوهم من بني صهيون.
لست في حاجة الى تاْكيد المغالطات من هنا و هناك ولست في حاجة الى التاْكيد إن سباْ التي يتحدث عنها البعض من هنا وهناك وعن المسمى ,, يمن ’’ إن السبئيين هم ,, المعنيين اْرام’’ وليسوا عربا ’ وهم اخوة للعرب ساميين ’ وقد تم اْجلاؤهم اْول مرة في عهد المملكة الحميرية القضاعية التي كانت عاصمتها الاْولى حريضة اْو ريبون كما اْتخذت من ظفار الشرق عاصمة ثانية لها او الاْولى عام 3200ق.م ’ وهذه المدينة حاليا تقع في سلطنة عمان الشقيقة ’ اْما الاْرام الذي يتحدث عنهم البعض فهم معنيين تم تاْسيس مملكتهم مع ضعف مملكة حضرموت الكبرى في منطقة الجوف مما يسمى اليوم ’’ اليمن ’’ بعد اْن دبت الخلافات واْصابها الضعف نتيجة للصراعات البينية مع فيدرالياتها الشقيقات اْوسان وقتبان والنبط , وتمكن المعنيين من اْقتطاع الجوف وهو محطة لنقل تجارة عرب الجنوب ’ شعب الجنوب العربي اْرض حضرموت الكبرى واْسس معين الرهوي مملكة معين في الجوف عام 525 ق.م و ظلت محتفظة بعلاقات سلمية مع جاراتها فيدراليات مملكة حضرموت الكبرى التي كانت عاصمتها نقب الهجر (اْصبع عون) التي هي ميفعة في محافظة شبوة ثم اْنتقلت الى شبوة المدينة التاريخية والتي اْمتدت هذه المملكة في عمر الزمن منذ 1300ق.م حتى عام 150 ق.م من التقويم الحميري’ ودخلت مملكة معين الرهوي الارامي في حروب مع مملكة دومة الجندل التي انفصلت من مملكة النبط في مراحل سابقة و التي عاصمتها كانت ضراء في شبوة وهزمت تلك المملكة مملكة معين’ ليعود الجيش المنهزم بقيادة الاْمير معين الرهوي الثاني ليعسكر في صرواح وهنا يغدر سادن المعبد كرب اْيل وتر بقائد الجيش ويعلن نفسه مكربا لمعين عام 350ق.م وفي نفس العام تتوسع قواته وتغزو وادي سباْ(الارض التي ذكرها الله في القراْن والتي اسماها ابناء واحفاد سباْ بن يشجب على اْسمه وهي ماْرب اليوم) وتحتلها وتم تغيير الاْسم من مملكة معين الى مملكة سباْ انتسابا الى الارض وليس الى السلالة وبمثل هذا فعل ابرهة الحبشي عام 538م تلقب باللقب الملكي الحميري الطويل وهو ليس حميري ولايسيطر على تلك الاراض جميعها.

اما الملك ياسر يهنعم الاْول المذكور فهو ملك حضرمي من الجنوب العربي ومن قبيلة مشرقن فرع ذو ريدان وهو عدو لدود للسبئيين وليس منهم كما يغالط بعض الاشقاء في اليمن ’ والمعروف اْن الارام الذي تسموا بالسبئيين كما اسلفنا قد توسعوا بدعم الاحباش والروم وغزوا مملكة حضرموت التي انهكتها الخلافات الداخلية والحروب التي كان يغذيها هؤلاء القوم الغرباء غزوا شبوة عاصمة مملكة حضرموت غدرا وعدوانا عام 150 من التقويم الحميري’
ان المؤرخين في ما يسمى باليمن منذ قدوم حبشوش الدونمي في القرن السابع عشر الميلادي اعتنقوا النظرية الصهيونية في تفسير التاريخ واعادة كتابته وفق اْطماعهم التوسعية وخدمة مصالحهم الى درجة إن زبروا نقوشا مقلدة ونسبوها الى السبئيين ونسبوا تاريخ حميربل وحمير نفسها الى السبئيين الاْرام وهو مالم يتمكنوا منه كليا ’ ويحاولون اليوم طمس الاثار والعبث بالتراث الجنوبي والمعالم والاثار اوطمسها بما يخدم النظرية الصهيونية التي يعتنقوها لخدمة مصالحهم.

وفي عام 135 من التقويم الحميري انعقد مؤتمر حميرم في شبام الاحقاف بقيادة التبع ياسر يهنعم الاْول الريداني من رملة السبعتين في محافظة شبوة واعاد تجميع فلول الجيوش العربية الجنوبية الحضرمية من جديد وشن الحرب التحررية وطهر الجنوب العربي ثم واصل زحفه التحرري واجلاء الارام السبئيين من ماْرب وانتصر عليهم واضاف الى ملكة وسباْ عام 115 ق.م من التقويم الحميري ثم واصل ابنه التبع شمر يهرعش الحميري مهاجمة الارام حتى ظفربهم في تهامة واجلوا نهائيا من شبه جزيرة العرب واتخذ من ظفار الثانية في الغرب اْو تهامة عاصمة لمملكته واستخدم التسمية في اللقب الملكي الحميري الطويل ملك ذو ريدان وحضرموت وسباْ ويمنت والطود وتهامة والاعراب ولم يقتصر ملك هذا التبع ومن خلفه على ما يعرف (باليمن ) وبالجنوب العربي بل شمل الجزيرة العربية والخليج وبلاد الشام والعراق وجنوب بلاد فارس وعبر البحر الاْحمر واستولى على اقليم شواْ ووصلت جيوشه الى الدناكل’ واْي بلد بهذا العمق التاريخي والارث الانساني لايمكن اْن يكون اْقليما منهوبا لقوى الشر والفساد والعبث اليساري الفاشل الذي سبق له تدمير الجنوب وضياع حريته واستقلاله وايصاله الى هذه الكارثة التي يعيشها اليوم..
30ديسمبر 2014م.