المشترك واستراتيجية الحصان الميت !بقلم/ شفاء جوهر

[عليان الكندي]

هناك حكمة قديمة لدى الهنود الحمر تقول :

( اذا اكتشفت انك تركب حصانا ميتا أو على وشك الموت فان أفضل استراتيجية هى ان تنزل عنه )
الا ان الشائع في بيئة سلطه الاحتلال الحاكمه في اليمن هو أتباع استراتيجيات اخرى مثل :

شراء سوط أقوى
تغيير الفارس
تشكيل لجنة لدراسة الحصان
رفع معايير ركوب الاحصنة الميتة
تشكيل فريق عمل لانعاش الحصان
عمل دورة تدريبية لتقوية مقدره الشعب على ركوب الحصان الميت
تقديم مخصصات مالية اضافية لزيادة اداء الحصان
شراء ادوات تساعد الحصان الميت على الجري
رفع شعار ان الحصان يكون أفضل واسرع وارخص اذا كان ميتا
وكل هذه الاستراتيجيات تصب في خانة تأمين الحكم للحاكم كونها عباره عن حقن مخدره
وروشتات مهدئه تدل على ضعف وقصور في عقلية السلطه السياسية الحاكمه
كونها لاتملك القدره على رسم الرؤى الإستراتيجية الصحيحه لتفادي الأزمات والاضطرابات السياسية
قبل اشتعالها والتهابها سياسيا بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة والشعب وفي كل القضايا .
فـ المآزق الذي تعيشه اليمن اليوم نتيجةً للسياسات الرسمية القائمة على تكريس الأزمات
والانقسامات الوطنية والاجتماعية وتغذية نهج الحروب والنزاعات بهدف إطالة
عمر سلطة الفساد والاستبداد.

فهاهي الأحداث تتسارع في تتابعها , وتتشابه الليالي والأيام في أحداثها ومستجداتها
فنتيجة للطغيان الذي اتسم به نهج وسلوك سلطة الاحتلال تجاه شعب الجنوب .. قد انعكس
على تجاهلها لمطالب وتظلمات مواطنيها في الشمال ووضعها في مواجهة مع الجميع وأدى
بها للدخول من كارثة إلى أخرى ومن فشل الى آخر ، والحقائق المرة التي تواجهها السلطة اليوم
من خلال التظاهرات والمسيرات اليوميه المطالبه بتغيير النظام ! لن يجدي معها تخدير
ولا حل موضعي ، لقد فات الوقت و اتسع الخرق على الراقع وحانت ساعة الحقيقة
التي كان المستبدون يظنون أنهم معصومون منها ، وها هي عجلة المطالبة بالتغيير قد بدأت
في صنعاء بالدوران بعد أربع سنوات من إنطلاق الحراك الشعبي السلمي في الجنوب .

وبعيداً عن خلط الأوراق حول ما يجري من احتجاجات شعبية لأبناء الشمال ..
هدفها المطالبة بإجراءات إصلاحية سياسية ومحاربة الفساد التى تعيشه البلاد منذ سنوات
علاوة على الغلاء فى المعيشة والبطالة وعدم وجود عدالة اجتماعية بين المواطنين
وهذا حق طبيعى ومشروع من خلال تغيير النظام القائم وتقودها احزاب اللقاء المشترك وشركائه
اللذين لا زالوا يعيشون على أمل بأن هذا النظام قادر على التغيير والاستمرار "
وثوره الجنوب" التي يقودها الحراك الشعبي السلمي في الجنوب وهدفها التحرير والاستقلال
والتي تناضل من اجل طرد المحتل من الجنوب على اعتبار ان الوحده قد طمست الهويه والتاريخ
السياسي للجنوب و نهبت أرضه و ثروته وجعلته بقره حلوب تابع للشمال .. وان الحزبيه قد سقطت
موضوعيا في قضية الجنوب بحرب عام 1994م ، و لم تعد قضية الجنوب بعد الحرب قضية سلطه
و معارضه تخص الاحزاب .. وانما اصبحت قضيه وطنيه تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعيه
وهو مايعطي الجنوب كامل الحق في إستعادة دولته الجنوبيه .
وهذا ما يميز الحراك الجنوبي عن الاحتجاج الشمالي ".

لهذا على المشترك وشركائه اخرج القضيه الجنوبيه من الاطار الحزبي الى الاطار الوطني
فهي الان قد اصبحت بيد شعب الجنوب .. وهي قضية شعب فقد أرضه و ثروته و فقد تاريخه
السياسي و هويته لصالح غيره .
ولن تحل القضيه الوطنيه الجنوبيه تحت سقف الوحده عن طريق الاحزاب وعبر آليَّة الحوار الوطني الشامل
لان الوحده التي يريدون الحل تحت سقفها قد فشلت وماتت وانتهت ولم تعد موجوده في الواقع والنفوس بعد حرب عام 94 م
والوضع الذي يعيشه الجنوب اليوم وضع احتلال ادى الى ميلاد جيل جديد ونضال شعبي جنوبي عارم فرض نفسة على الساسة والساحه
فكيف يمكن حلها عبر اليه الحوار الوطني الشامل ؟ انه المستحيل بعينه .

وعلى العالم اجمع ان يدرك بان نظام صنعاء في صراع مع شعب وليس في صراع مع قوى سياسيه معينه
و ان هذا الصراع ليس حول ادارة الدوله او تغيير النظام .. وانما هو حول الدوله الجنوبيه ذاتها .
وان الحراك الشعبي هو الممثل الشرعي للقضيه الوطنيه الجنوبيه
وهو من يتبنى قضية الشعب الجنوبي وهو الذي يمثله . وهو حراك جنوبي لكل الجنوبيين الاحرار
على قاعدة أن الجنوب لكل الجنوبيين .
وأن الجنوبيين هم فقط المعنيين وحدهم بتحديد مستقبلهم .

تحياااااااااتي

شفاء جوهر
15\2\2011