المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


اليمن صنعاءالصبري: البلاد أمام عملية عسكرة شاملة حتى للحوار

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2010, 10:42 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

اليمن صنعاءالصبري: البلاد أمام عملية عسكرة شاملة حتى للحوار


قال بأن السلطة استنفذت كل إمكانات العودة إلى الصواب..
الناطق باسم تحضيرية الحوار الوطني: البلاد أمام عملية عسكرة شاملة حتى للحوار، ولعبة ربط القاعدة بالحراك ستضر بالوطن


11/01/2010 الصحوة نت – خاص:


قال الناطق باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني لا توجد في اليمن سلطة وإنما سلطان، حكم فردي ورَّث عناقيد من الشخصنة تشعبت على البلد بكاملها، ووضعت حجر الأساس للإنتقال من خطر انهيار السلطة
إلى خطر انهيار الدولة.

وأكد محمد يحيى الصبري في حوار – تنشر الصحوة نت نصه - بأن اليمن مقربة من الانزلاق نحو مجتمع الإغاثة و الكوارث، نتيجة الإهمال السياسي لكثير من المشكلات، التي قال بإنها تحولت إلى أزمات، ثم إلى مخاطر.

وأستبعد أن يكون مصير الحوثيين كمصير حزب الله الله، معتبرا ذلك تشبيه خاطئ.

وقال الصبري إن الحوثية ليست حزب الله ولا يمكن أن تكون حزب الله، ولا لديها قضية حزب الله، مؤكدا بأنه ليس من مصلحة الحوثي وليس من مصلحتنا كيمنيين أن نسقط مثل هذه التوصيفات، مشيرا إلى أن مصير الحوثي إذا استمر في مشروع العنف هو أمير حرب.

وأكد الناطق باسم تحضيرية الحوار الوطني بأن الأوضاع في الجنوب خطيرة جداً وهذا الخطر مصدره احتقان اجتماعي وصل لدرجة الغليان، يقابله إهمال متعمد من قبل السلطة، مؤكدا بأن هذا التجاهل و الغطرسة خلق بيئة من الرفض لكل شيء.

وقال الصبري إن هناك ثقافة تنمو في الجنوب و تتسع مساحتها، ليست ثقافة انفصالية، وإنما ثقافة رفض واعتراض، إذ لم يعد المواطن هناك يشعر أنه تبقى له شيء يخسره.

وعن دلالات الخلط بين القاعدة و الحراك وتداعياته، قال القيادي الناصري بأن السلطة كانت على درجة عالية من المهارة في خلط الأوراق، وكسبت هذه اللعبة في مرحلة سابقة، لكن مع مرور الأيام أصبحت ممارسة هذه اللعبة مضراً بالبلد أرضاً وإنساناً.

وأضاف الصبري " إن الأمريكان كانوا يريدون مبرراً لكي يرفعوا درجة الاهتمام بما يجري في اليمن وقد توفر لهم في المحافظات الجنوبية المبرر المنشود فالأحداث والمشاهد والصور التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين رفعت وتيرة الاهتمام الأمريكي السياسي والثقافي، فضلا عن العسكري إلى الحد الذي لن نستطيع أن نقاومه خلال الفترة القادمة.

مؤكداً بأن تأثير هذا المعطى لن يكون على الحراك أو الفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية فحسب وإنما سينعكس على الوطن برمته، لاسيما في ضوء الأجندة الإعلامية وعمل الإعلام والصور والمشاهد التي تنتقل عبر وكالات الأنباء المختلفة والتي تقدم ما يجري في اليمن بهذه الصورة: آلاف من الناس يخطب فيهم شخص باسم القاعدة فيقابل حديثه من قبل ذلك الحشد المسلح بالتصفيق، متسائلاً "برأيك كيف ستكون النتيجة؟!".

وقال الصبري بأن الأحداث الأخيرة في أبين فتحت أبواب استباحة الجنوب أمام القوات الدولية التي تبحث عن القاعدة وتلاحقها في كل مكان.

ونفى أن يكون ثمة اتفاقاً تحت الطاولة بين السلطة والمعارضة، وقال " للأسف الشديد لم يعد هناك مساحة للمرونة والمناورة، السلطة استنفذت كل إمكانات العودة إلى الصواب، السلطة تتحمل اليوم مسؤولية كل ما يرتكب من مجازر ودماء في حق اليمنيين، السلطة تتحمل اليوم مسئولية الآلاف المودعين في السجون، كما تتحمل مسئولية حياة وسلامة المختفين قسرا وفي مقدمتهم الصحفي محمد المقالح، الذي كشف مؤخراً عن وجوده في أحد سجون الرئاسة".

ودعا الناطق باسم تحضيرية الحوار الوطني السلطة لأن تكون شريكة للمشترك في موضوع التحضير للمؤتمر الوطني للإنقاذ، لأن تكون شريكة في مناقشة هذا المشروع. مؤكدا بأنها أصبحت اليوم عاجزة عن القيام بمهامها، "ونحن لا نريد لعجزها هذا أن يستمر كي لايؤدي إلى انهيار البلاد".

وعن حرب صعدة قال الصبري بأن الحل في صعدة لم يعد اليوم حلاً داخلياً، وهذا ما حذرنا منه مراراً وتكراراً منذ بداية هذه الحرب، رفضنا الأقلمة ورفضنا التدويل، ورفضنا أن تتوسع رقعة المواجهات العسكرية حتى لا نجد أنفسنا عاجزين عن اتخاذ قرار وقف الحرب، نحن أمام حرب ستدون في التاريخ اليمني والإقليمي على أنها من أغرب حروب اليمن وأكثرها دموية، وأنها أكثر الحروب التي ولدت حروباً.

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 01-11-2010, 10:44 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الصبري: البلاد أمام عملية عسكرة شاملة حتى للحوار

11/01/2010 الصحوة - حاوره / خالد العلواني



تعيش البلاد حالة غليان تهدد مستقبلها وفي المقابل تتصاعد الأصوات المنادية لضرورة اجراء حوار وطني صادق وشفاف للوصول إلى حلول تضمن خروج البلاد من النفق المظلم التي تمر بها.

ملامح المشهد المخيف الذي تعيشه اليمن واجواء الحوار الوطني في حوار شامل مع الاستاذ محمد الصبري الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني.. فيما يلي نص الحوار :



* يلاحظ أن البيان الختامي للجنة التحضيرية للحوار احتوى خمسة ملفات ملتهبة : اللجنة التحضيرية، حرب صعدة، القضية الجنوبية، الحقوق والحريات العامة، الحوار الوطني، هل هناك فلسفة ما وراء هذا التراتبية للملفات؟

- اجتماع اللجنة التحضيرية كحدث سياسي جاء في توقيت وطني وإقليمي ودولي يوجب على هذا المكون والإطار الوطني أن يكون قادرا على قراءة ما يجري واتخاذ الموقف إزاءه. وفي ظل هذه اللحظة التاريخية كان من الطبيعي أن تأتي الاستجابة الموضوعية من اللجنة في شكل رؤية إجمالية من كافة القضايا: حديث عن منهج اللجنة التحضيرية في عملها، قدرتها، وإمكانياتها، ومسئوليتها الوطنية تجاه الأحداث وفرزها إلى ملفات يسهل قراءتها وعرضها وبيان الموقف منها.

وفي بداية البيان كان من الطبيعي أن نستعرض بعد ثلاثة أشهر من إعلان وثيقة الإنقاذ ما الذي عملته اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وأعتقد أن التقارير التي نوقشت خلال انعقاد اللجنة نالت تقدير وتفاعل الأعضاء.

* وما المؤشرات التي خلصتم إليها من خلال الوقوف على الأداء التنظيمي والإداري للجنة؟

- أن هذا المكون الوطني سائر في موضوع الحوار بما يتلاءم مع مستجدات الأوضاع وخطورة الأزمة التي وصلت إليها البلاد.

في الجانب الإدارة تحدث عن تشكيل اللجان الحوارية الخمس التي ستعنى بمظاهر الأزمة الوطنية، وتحدث عن إعلان وثيقة الإنقاذ وتوزيعها داخليا وخارجيا، وتحدث عن الحوار الوطني مع الشخصيات المعارضة في الخارج، وتحدث عن الاتصالات الأخيرة التي جرت مع السلطة وغيرها.

* ألا ترى أن معظم المفردات التي وردت في الإطار الإداري هي مفردات سياسية أكثر من كونها إدارية أو إجرائية؟

- هذه ميزة ونقطة قوة، حيث صار للمعنى التنظيمي الداخلي بعدّ آخر غاية في الأهمية فيما يتعلق بأفق العمل الوطني للحوار في إطار اللجنة.

* وهذا البعد كان حاضرا في مسألة ترتيب ملفات البيان.؟

- ربما البيان أراد من ذلك أن يكون هناك منهج لترتيب القضايا وربما هو نقل أمين لجدول اجتماع اللجنة التحضيرية وأعتقد أن جدول اللجنة الذي عبر عنه البيان وقف أمام الأحداث بدرجة عالية من الجدية، بمعنى أننا في البيان الختامي لم ننقل سوى ما نوقش في جدول الاجتماع، وفي اعتقادي أنه من حق الرأي العام في مثل هذه الاجتماعات ذات الطابع الوطني أن يطلع على طبيعة ما يجري من مناقشات.

كانت القضية الأولى الهامة التي وقفت عليها اللجنة هي مظاهر الحرب في صعدة وإلى أين وصلت ثم الأوضاع في المحافظات الجنوبية ثم ملف الحقوق والحريات العامة، وأخيرا ملف الحوار الوطني، وفي إزاء كل ملف كان للجنة التحضيرية موقف يشبه الرؤية التي تخاطب بها الناس تجاه هذه الأحداث، وأعتقد أن هذه الأحداث ستشكل محورا للأحداث والحلول الوطنية خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة.

* عقب اجتماع اللجنة برزت ثلاثة أحداث ساخنة، عمليات عسكرية على ما سمي بمعسكرات القاعدة في الجنوب، استنساخ لعملية التشاور والحوار الوطني، دعوة الرئيس للمشترك.. في أي سياق تضعون هذه التطورات كخطوة سابقة للتعاطي معها؟

- تداعي الأحداث بعد اجتماع اللجنة التحضيرية يؤكد على حسايسة وخطورة الظرف الزمني الذي انعقدت في ظله اللجنة، لا أريد أن أزعم أن تداعي الأحداث بتلك الطريقة التي جرت كانت وليدة موقف مما صدر عن اللجنة ولكن الأحداث الثلاثة التي برزت سواء فيما يخص الجريمة التي ارتكبت في محافظة أبين تحت مبرر أن هناك قاعدة وما تلاها من عمليات عسكرية، وأعتقد أن هذا تطور خطير جدا كانت اللجنة التحضيرية قد ناقشته في اجتماعها الأخير.وتنبع الخطورة في هذا الحدث من أن المشهد في الجنوب يسير بالاتجاه الذي يضيف للأزمة تعقيدات حيث تحول ملف القضية الجنوبية إلى ملف عسكري أمني دولي.

الحدث الآخر الذي كان ملفتا،التداعيات الإجرائية أو التنظيمية للحوار تحت قبة مجلس الشورى بناء على دعوة مجلس الدفاع الوطني، ما يعني أننا أمام عملية عسكرة شاملة، عسكرة في الجنوب، وعسكرة في الشمال، وعسكرة للحوار وقد وصل النشاط في هذا الجانب إلى السطو على مسمى اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، ونفس الموضوعات والتسميات وحتى مجلس الشورى على غرار ملتقى التشاور، وجرى الحديث كذلك عن مؤتمر وطني للحوار. نحن أمام عمل أمني وعسكري حتى فيما يتعلق بالحوار.

* لماذا اعتبرتم دعوة مجلس الدفاع الوطني محاولة لعسكرة الحياة السياسية ولم تعتبروها مسعى لتسييس العسكر؟

- الموقف هنا ليس محسوبا من زاوية مدى تقييمنا لما يريده العسكر أو لا يريدونه نحن نتحدث عن الناحية الدستورية، فمجلس الدفاع الوطني لا صلة له بهذا الأمر، وبالتالي الدعوة حملت دلالات أخرى. لماذا لم يطلقها الرئيس أو الحزب الحاكم، لماذا ذهب الحوار إلى الشورى ولم يذهب إلى الإطار الشرعي الأكثر أهمية وهو البرلمان.علينا أن ندرك أن البلد تعيش أوضاع عنف وحالة من العسكرة للأزمة الوطنية.

* هل يعني التوجه نحو العسكرة أن السلطة تسعى لجر كل القضايا والملفات إلى المربع الذل تملك فيه مقومات الفعل والحركة؟

- هذا صحيح، وهذا هو ديدن كل الأنظمة والسلطات والحكومات التسلطية الضعيفة في كل الدنيا في التعاطي مع القضايا. بدلا من أن تقوم بإصلاحات وتتحمل متطلبات قضية الشراكة؛ تستخدم ما في يدها من أدوات عنف.

* لكن أليست استحقاقات العسكرة أكثر كلفة من متطلبات التغيير؟

- المتسلط لا يفهم هذا المنطق لأنه لا يستخدم مثل هذه الأدوات إلا وقد وصل إلى حالة من الجمود، والتشرنق، والانعزال عن متغيرات الواقع. النظام التسلطي في هذا البلد وصل إلى حالة في مرحلة من المراحل اعتقد عندها أنه قد عالج كل المشكلات فيما هو في الحقيقة بدأ يجني حصيلة المشكلات التي صنعها.

* ماذا عن دعوة الرئيس؟

- دعوة الرئيس حملت الكثير من الدلالات التي تعطي مؤشرا على أنه كلما ازدادت الأوضاع قتامة، صار مطلوباً صورة تلفزيونية أو إعلامية تجمع السلطة والمعارضة توحي وكأنهم شركاء فيما يجري، ومع ذلك فقد أخذت هذه الدعوة حقها من النقاش والدراسة، وكان من المناسب أن يصدر بيان من المشترك يتحدث بوضوح عن موقفه سواء فيما يتعلق باتفاق فبراير أو بالأسس والقواعد التي قام عليها ويؤكد على الشروط السابقة ويحدد موقفه من الأحداث وبالجملة اعتقد أننا شهدنا أسبوعا يكاد يكون من أخطر الأسابيع الفاصلة في التاريخ السياسي اليمني.

* يعني دعوة الرئيس للمشترك ليست سوى نوع من حملة علاقات عامة؟

- بالتأكيد والرئيس فنان ومحترف في هذا الصعيد، وللأسف الشديد هناك ممارسات سلطوية مبنية على المثل الذي يقول: «الحليب الذي لا تستيطع أن تشربه إكرعه».

* أنتم بهذا المنطق ربما تعطون أنفسكم – المشترك – أكبر من حجمها، بعبارة أخرى ما الذي قد تضيفون إن ظهرتم بجوار الرئيس في وسائل الإعلام؟

نحن في ظرفٍ، مساحة الحديث فيه عن المشكلات الحزبية والتنافس الحزبي يكاد يكون منعدما والذين يعتبرون ما يجري اليوم منافسة حزبية أو صراعا على السلطة لا يفقهون طبيعة الظرف، إما لكونهم خارج سياق ما يجري من أحداث وإما لكونهم يجرون تقييما لمواقف المعارضة واللجنة التحضيرية بناء على مواقعهم من السلطة، وهذا مسلك غير صحيح. ينبغي أن يجري تقييم المعارضة بناء على ما يصدر عنها وبحسب ما تديره مؤسساتها، والرؤى التي تصدر عنها، وتأسيساً على هذا نستطيع أن نفاخر بأننا مازلنا مساحة الضوء الوحيدة المتبقية على الصعيد الوطني، انظر إلى مساحات التنافس الوطني – إن جاز التعبير – وشاهد العنف أين هو، الاحتقانات أين هي، الفساد أين هو، وأين هي مساحة الأمل الموجودة على الصعيد الوطني. وهذا لا يعني أننا نشهد لأنفسنا ونحتكر شارة الطهر والأمل، ولكن نقول هذه مساحة ضوء انتجها اليمينيون.

* ثمة من يرى أن مساحة الضوء هذه تعاني ترهلا وأزمة فاعلية؟

- نحن في النهاية بشر ولا ندعي الكمال، ولكننا نقول إننا اليوم أصحاب دعوه وطنية رسالية مسئولة، المشترك دعا للحوار الوطني مع بداية 2008، وهو الآن في نهاية 2009 ما زال يؤكد على هذه الدعوة والنهج، ونستطيع القول أننا سرنا في هذا الطريق وأنجزنا ثقافة وطنية وانجزنا وثيقة للإنقاذ، حشدنا مختلف مكونات المجتمع لكي يلتقوا لمناقشة الحل الوطني والرؤية الوطنية ويمكننا القول كذلك أننا خلال العامين الماضيين عملنا في المربع الوطني، وفي ذات اللحظة تركنا مربع السلطة مفتوحا، لم نغلقة لكنه لم يعد هو همنا الرئيسي.

* لكنكم في نظر السلطة تفتحون ذرائع التمرد على الوقائع وجر عملية الصراع والتنافس الديموقراطي على السلطة إلى خارج الميادين الدستورية؟

- من حيث المبدأ أنا مع الدعوة إلى التمرد والعصيان المدني السلمي في المربعات القانونية والدستورية نحن مع النضال السلمي، وهو في اعتقادي سفينة النجاة الوحيدة على الصعيد الوطني وفي المقابل نحن ضد العنف والتمرد المسلح، نحن ضد الدعوات الجهوية والدعوات التقسيمية وضد فلتان سلاح الدولة.

* قلت أنكم مع التمرد السلمي، فلماذا أنت مع... ولستم طليعة العصيان المدني؟

- من قال أننا لسنا كذلك، وإلا ما التوصيف للدور والمهام والأنشطة والفعاليات التي نقوم بها.

* لستم موجودين في خارطة المعتقلات والسجون؟

- ربما السجن هو الضريبة الأقل كلفة التي نحن على أتم الاستعداد لدفعها في أي لحظة، واعتقد أن ما ندفعه ويدفعه أعضاؤنا وكل الناشطين في مجال الحقوق والحريات العامة على الصعيد الواقعي أعلى كلفة من ضريبة السجون أهلا بالسجون في سبيل الوطن والمواطن. لكن القصة لا تقاس بالسجن من عدمه، يا عزيزي الدولة اليوم لم تعد موجودة حتى نتحدث عن السجن، اليوم نحن أمام وضع خطير، الصحفي محمد المقالح يتم اختطافه بتوجيهات عليا لفترة طويلة ولا أحد يدري أين هو، أنا لست أمام دولة حتى أسجن.

* تقصد أن غياب الدولة هو السجن الحاضر والأشد وطأة؟

- بالتأكيد، فالمواطن في ظل غياب الدولة يصبح عرضة للمطاردة والخطف والاعتقال خارج القانون والإخفاء القسري، والابتزاز وفقا لتقلبات مزاج الشخصيات والقوى المتنفذة.

* أوضحت أن الأسبوع الذي أعقب اجتماعات اللجنة التحضيرية للحوار الوطني يمثل منعطفا خطيرا في حياة اليمنيين... برأيكم إلى أين ستتجه بوصلة الأحداث بناء على المشرات الأولية لهذا المنعطف؟

- هناك مؤشرات كثيرة تؤكد على أن الأسبوع التالي لاجتماع اللجنة التحضيرية كان أسبوعا فاصلا في تاريخ اليمن على الصعيد السياسي والأمني والعسكري والإقليمي والدولي، وبالتالي ينبغي علينا قراءة هذه المؤشرات بدرجة عالية من الوعي والمسئولية التاريخية والوطنية. فمنذ 13 ديسمبر يوم دعوة مجلس الدفاع الوطني للحوار وحتى اللحظة هناك تحولات في المشهد الوطني على صعيد القتل والأعمال العسكرية والأمنية، تعطي مؤشراً واضحاً على أن هذا البلد يتحول اليوم إلى مسرح للاستباحة الإقليمية والدولية.

* ارتفاع وتيرة الأعمال العسكرية وفقا للسلطة تأتي في إطار الحرب من أجل السلام؟

- الحروب هي أكثر الأعمال البشرية كراهية على مدار التاريخ فالحروب تشوه الحياة، وتحول الرجال إلى وحوش ضارية تسلب منهم أرواحهم. المشهد الأمني اليوم يدل على درجة من انحطاط الثقافة السياسية التي وصلنا إليها في اليمن بمعنى أن المصدات، مصدات الثقافة الوطنية السلمية، ثقافة الأخوة والرحمة والتعاون والتكافل، ثقافة الحب والتسامح والوئام انتهت. اليوم أصبحت ثقافة الكراهية هي السائدة لدرجة أننا لا نكتفي بقتل بعضنا وإنما نجعل الآخر يتمادى في أداء هذه المهمة.

* كيف تقرأون ما يجري في صعدة في ظل المعطيات التي استجدت مؤخراً؟

- الحل في صعدة لم يعد اليوم حلاً داخلياً، وهذا ما حذرنا منه مراراً وتكراراً منذ بداية هذه الحرب، رفضنا الأقلمة ورفضنا التدويل، ورفضنا أن تتوسع رقعة المواجهات العسكرية حتى لا نجد أنفسنا عاجزين عن اتخاذ قرار وقف الحرب، نحن أمام حرب ستدون في التاريخ اليمني والإقليمي على أنها من أغرب حروب اليمن وأكثرها دموية، وأنها أكثر الحروب التي ولدت حروباً.

* وما القانون الذي يحكم هذه الحرب في اعتقادكم؟

- قانون العنف، و الدماء، وقانون العنف سيأخذ مجراه حتى ينهي قانون السلطة، ففي قانون النزاعات وإدارة الصراعات و الحرب هناك شيئان متناقضان: قوانين السلطة وقوانين العنف، وإذا اعتمدنا قوانين العنف حتى النهاية فإنها ستقضي على السلطة، و العكس صحيح. وللأسف نحن اليوم أمام أطراف يريدون أن يدفعوا بقوانين العنف إلى النهاية حتى تنتهي السلطة.

* مربع صراع المشاريع إلى مربع صراع الوجود؟

- هذا ما حذرنا منه ونبهنا كل الأطراف لمخاطره وتداعياته. دعونا الحوثي، ودعونا السلطة، ودعونا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف جاد يبدأ من دعم اليمنيين لكي يجلسوا على طاولة حوار واحدة، لأننا نرى ما يجري في صعدة توجهاً للسير في نهج العنف حتى النهاية، الأمر الذي يجعل بإمكان هذه الحرب أن تقضي على الأخضر و اليابس في هذه البلد، وهذا يضعنا أمام سؤال : حول مسئولية أطراف الحرب تجاه وطنهم.

* الأنظمة العربية – وفقاً لهيكل – مارست تجريفاً سياسياً يستحيل معه قيام حياة سياسية أو إصلاحات حقيقية وبالتالي فإن أي تغيير منشود لن يتحقق مالم يجر تأسيساً على عقد اجتماعي جديد ينحاز لبناء دولة المؤسسات و المواطنة المتساوية، ما مدى سريان هذا التوصيف على ما يحدث في اليمن؟

- أعتقد أنه ينطبق إلى حد كبير على ما يعتمل في اليمن، مع أنه بإمكاننا أن نقول أن الأحداث التي تجري في اليمن هي أحداث جغرافيه تبعث التاريخ، فالذي في الجنوب شكل من أشكال انبعاث التاريخ، وفي الحقيقة السلطة في هذا البلد عملت ما هو أقسى من تجريف التاريخ الطبيعي لليمن.

* نفهم من كلامك أنه في حال وجود دولة وطنية قوية سيغيب البعد الجغرافي في الجنوب و البعد التاريخي في صعدة؟

- أكيد، هي عملية متعارف عليها أشبه بالقوانين الناظمة للحركة و الحياة. إذا تم تجريف الهوية الوطنية فإن الناس تلقائياً يبدأون في البحث عن هويات ما قبل الدولة للإحتماء بها، لأن الهوية الوطنية هي عامل حماية بالنسبة للناس، فالهوية الوطنية ليست مجرد شعار أو مخزون عاطفي، وإنما هي حامٍ لوجودي ووجودك إذا انتهت الهوية الوطنية فإنك ساعتها ستختار الهوية التي تناسبك وتوفر لك الحماية وأنا سأختار الهوية التي تناسبني. وبالتالي لا يمكن الحديث عن هوية وطنية إلا في ظل وجود الدولة، لاتوجد هويات تستطيع أن تحترمها وأن تنتمي إليها وأنت على ثقة وهي خارج إطار الدولة.

* وهذا ما جعلكم في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني تدعون إلى صياغة عقد اجتماعي جديد وبناء دولة الشراكة الوطنية؟

- بالضبط، وعليه نحن نقول أن اللقاء المشترك، و اللجنة التحضيرية للحوار الوطني هما مساحة الضوء الوطني ومبعث الأمل في الساحة الوطنية. نحن نسعى جاهدين لأن نوسع مساحة هذا الضوء ونلتف حوله وندعو كل اليمنيين للشراكة في النهوض بهذا العمل الوطني الحضاري، لأننا ندرك أن حقيقة هذا العمل الوطني الذي يجري ليس إلا تمسكاً بالهوية الوطنية، وتمسكاً بالحلول الوطنية.

* في تصريح لأحد قيادات اللجنة التحضيرية للحوار قال: إن رؤية الإنقاذ جاءت من أجل سد فراغ لحظة انهيار الدولة.. السؤال هنا لماذا الحديث عن انهيار الدولة وليس السلطة؟

- التفريق بين الأمرين مهم جداً حتى تتضح طبيعة المواقف وتبايناتها، نحن من بداية 2008م كان خطابنا متوجهاً نحو الحفاظ على الدولة من الانهيار، لم تعد السلطة هي محل الخصومة بيننا وبين الحزب الحاكم، لكن السلطة ظلت لأسباب شخصية وتاريخية تعتقد أن كل ما يطرحه المشترك و المعارضة يتمحور حول السلطة و السعي إليها، ومن البديهي أن الإنسان حين يواجه خطرين يبدأ فوراً بالموازنة بينهما تمهيداً لاتخاذ قرار أي الخطرين يواجه أولاً؟ ومن هذا المنطلق رفع اللقاء المشترك لواء المحافظة على الهوية الوطنية بداية 2008م بالدعوة للحوار الوطني لأننا نعتقد أنه لا توجد في اليمن سلطة وإنما سلطان، حكم فردي ورَّث عناقيد من الشخصنة تشعبت على البلد بكاملها، ووضعت حجر الأساس للإنتقال من خطر انهيار السلطة إلى خطر انهيار الدولة، وبالمناسبة النظم الفردية أو الحكومات التسلطية لا تنهار حتى تنهار الدولة قبلها، وما جرى في الصومال ليس عنا ببعيد.

* يلاحظ أن الأحداث تسبق السياسة في اليمن ألا يقلقكم هذا؟

- هذه ملاحظة صحيحة وفي اعتقادي هناك عاملين رئيسيين تجعلانا أمام وضع متناقض، الحدث فيه يسبق السياسة: أولها طبيعة العصر الذي نعيشه، بما فيه من عولمة وانفتاح القارات على بعضها، وبما فيه من إعلام صار قادراً على عمل دول داخل الدول، ومن جهة أخرى طبيعة الأحداث في هذا العصر تشهد نوعاً من السباق بين عملين: عمل الأحداث الشخصية بما فيها الاجتماعي والاقتصادي، وعمل السياسة دولاً وأحزاباً ومنظمات باعتبار مكونات تؤطر الأحداث وتحولها إلى قوانين ونظم، هناك نوع من التناقض يجري وهو أن حركة الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والأفراد تسير بوتيرة أسرع، اليوم فرد واحد مثل محمد عمير الذي ظهر على شاشة الجزيرة متحدثاً باسم القاعدة فإن الآثار التي تركها على الصعيد السياسي نتيجة لمساحة المشاهدة الإعلامية شيء مهول.

* لذلك يقولون يد واحدة لا تستطيع أن تصفق لكنها تستطيع أن تلكم؟

- بالضبط بينما في العمل السياسي باستمرار تكون حركته بطيئة غير متناسبة مع حركة الأحداث.

* ماذا عن الأسباب الذاتية البنيوية؟

- يمكن الحديث في هذا الإطار عن تخلف المؤسسات السياسية، إهمال القادة السياسيين للقضايا، وهذه إحدى القضايا التي كان للمشترك منها موقف واضح، هذه السلطة أهملت كثيراً من المشكلات، فتحولت إلى أزمات، ثم إلى مخاطر واليوم نتيجة هذا الإهمال السياسي وعدم الانتباه لطبيعة العصر صرنا على مقربة من الانزلاق نحو مجتمع الإغاثة و الكوارث.

* وما مآلات سريان معادلة سبق الأحداث للسياسة و السياسي على المشهد الوطني؟

- أعتقد أنها ستنتهي إلى السياسة، لايوجد مشروع عنف إلاَ ومصيره ينتهي إلى السياسة، ولايوجد اعتراض واحتقان اجتماعي وحركة اجتماعية مهما كانت أبعادها إلاَّ وستنتهي إلى السياسة.

* وهذا عامل مطمئن برأيكم ؟

- لا، ولكن علينا أن ندرك مسارات الأحداث في الأوطان، بما هي عليه من نتائج طبيعية، ولو أخذت النماذج السيئة و النماذج الإيجابية، وتتبعت مسارها لأدركت أن الطريق للخروج من الأوضاع البائسة هو السياسة، الحوار السياسي، العمل السياسي السلمي، القوانين السياسية، الدولة، وأوضح شاهد على هذا القانون مسار الحركة الشعبية لتحرير السودان إذا انتهت إلى مربع السياسة. مربع الحوار والاتفاق و الوفاق السياسي بعد أكثر من ثلاثين سنة من القتال..

* هل يعني هذا أن حركة الحوثي سيئول مصيرها إلى وضع شبيه لحزب الله؟

- لا،لا، هذا قياس مصدَّر وهو يحدث عادة نتيجة كسل ذهني نأخذ بعض المواصفات المتشابهة بين هذا وذاك ثم نأخذ صفة ونعممها، الحوثية ليست حزب الله ولا يمكن أن تكون حزب الله، ولا لديها قضية حزب الله، هذا تشبيه خاطئ يطيل أمد الحرب لأن كلمة»حزب الله» مفزعة إقليمياً ودولياً، وعليه ليس من مصلحة الحوثي وليس من مصلحتنا اليمنيين أن نسقط مثل هذه التوصيفات.. مصير الحوثي إذا استمر في مشروع العنف هو أمير حرب.

فيما يتعلق بملف الأحداث في الجنوب يبدو أن * هناك خللاً في التعاطي مع هذه القضية وتوصيفها؟

- الجنوب مساحة اجتماعية وجغرافية، الخطر الكبير اليوم أننا نتحدث عن المساحة الجغرافية ونغفل المساحة الاجتماعية، الجنوب وضع بشري يعاني من البؤس و التهميش ومصادرة الحقوق – وهذا لا يعني أن اليمنيين في المحافظات الجنوبية الأخرى في وضع أفضل – الفارق أننا طُبخنا على نار هادئة فيما قرب عهد المساحة الاجتماعية بدولة ونظام معين، ومجيء فترة جديدة مغايرة تماماً، أحدث فيها ما يشبه الصدمة. الناس في المحافظات يمكن إقناعهم بمظاهر الدولة بكل بساطة، هؤلاء الناس يكرهون الفوضى، فوضى الأراضي فوضى الفساد وحتى فوضى اللباس.

* وما قراءتكم لمؤشرات تطور الأحداث في الجنوب بعد دخول شبح القاعدة في المعادلة؟

- الأوضاع في الجنوب خطيرة جداً وهذا الخطر مصدره احتقان اجتماعي وصل لدرجة الغليان، يقابله إهمال متعمد من قبل السلطة، هذا التجاهل و الغطرسة خلق بيئة من الرفض لكل شيء، و اليوم هناك ثقافة تنمو في الجنوب و تتسع مساحتها، ليست ثقافة انفصالية، وإنما ثقافة رفض واعتراض، إذ لم يعد المواطن هناك يشعر أنه تبقى له شيء يخسره. الأمر الثاني : الجنوب وهو محاصر بهذه السياسات الاستعلائية الانتقامية من بعد حرب 94م فهو محاصر كذلك منذ 2007م بأساطيل إقليمية ودوليه بدرجة عالية من التسلح و التقنية و المعرفة و المعلومات، ودخول القاعدة كعامل ثالث في الجنوب ربط كيس البارود بالشرارة.

* وما دلالات الخلط بين القاعدة و الحراك وتداعياته؟

- من المعروف أن لكل منتج بصمة، كذلك الحال في دنيا السياسة، خلط الأوراق ومزج الألوان، بصمة معروف من هو صاحبها. السلطة كانت على درجة عالية من المهارة في خلط الأوراق، وكسبت هذه اللعبة في مرحلة سابقة، لكن مع مرور الأيام أصبحت ممارسة هذه اللعبة مضراً بالبلد أرضاً وإنساناً.

البصمة الثانية: هناك شيء اسمه التداعي الطبيعي للأحداث، ويظهر أن الأمريكان كانوا يريدون مبرراً لكي يرفعوا درجة الاهتمام بما يجري في اليمن وقد توفر لهم في المحافظات الجنوبية المبرر المنشود فالأحداث والمشاهد والصور التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين رفعت وتيرة الاهتمام الأمريكي السياسي والثقافي، فضلا عن العسكري إلى الحد الذي لن نستطيع أن نقاومه خلال الفترة القادمة.

* وهل سيؤثر هذا المعطى على مسار الحراك؟

- التأثير لن يكون على الحراك أو الفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية فحسب وإنما سينعكس على الوطن برمته، لاسيما في ضوء الأجندة الإعلامية وعمل الإعلام والصور والمشاهد التي تنتقل عبر وكالات الأنباء المختلفة والتي تقدم ما يجري في اليمن بهذه الصورة: آلاف من الناس يخطب فيهم شخص باسم القاعدة فيقابل حديثه من قبل ذلك الحشد المسلح بالتصفيق... برأيك كيف ستكون النتيجة.

* يعني أنت ترى ان القاعدة ليست بهذه القوة والحضور التي تبدو في الوسائط الإعلامية؟

- حقيقة أنا ما أزال في حالة صدمة من دراما الأحداث، وأعتقد أنه لو كان في البلد دولة تحترم نفسها وتؤمن بمسؤليتها لما سمحت بحصول هذا التهريج الذي يجري.

نحن أمام مساحة جغرافية فارغة والأحداث في أبين اليوم فتحت أبواب استباحة الجنوب أمام القوات الدولية التي تبحث عن القاعدة وتلاحقها في كل مكان. وهنا أعود للتأكيد بأننا حين نتحدث عن أهمية وضرورة الحوار، عندما نتحدث عن منطلقات الحورا، مساحة الضوء والهوية الوطنية فإننا نريد بهذا النهج والمسار أن نكف عن بلدنا مخاطر هذه الاستباحة التي تجري على كافة الأصعدة.

* في بيان للمشترك مؤخرا، قلتم أنكم مع الحوار الذي يمكن الشعب من معالجة كافة أزماته وصولا إلى الأمن والاستقرار.. فهلا وقفت بنا على مواصفات هذا الحوار؟

- لم يعد هذا المعنى نكرة أو موضع سؤال، فنحن في المشترك واللجنة التحضيرية قدمنا نموذجا للحوار الوطني المنشود، قدمنا وثيقة إنقاذ فتحنا الباب أمام الجميع، تواصلنا مع مختلف فئات المجتمع، جسدنا مفهوم الشراكة وشكلنا لجانا خاصة بمظاهر الأزمة الوطنية ونعد الآن لوثائق المؤتمر الوطني، هذا نموذج وطني وحضاري ونحن متمسكين به.

الغريب في هذا الأمر أن الإخوة في السلطة بدلاً من أن يقولوا : لقد أحسنتم ونحن على استعداد أن نناقش معكم هذا الامر، ذهبوا مذهبا لم يحدث في تاريخ السلطة السياسية ولا في تاريخ الأخلاق، انتحلوا مسمى اللجنة التحضيرية وإجراءتها، فقط لم يتحدثوا عن وثيقة إنقاذ وطني، وهذه نقطة تحسب لنا.

* أكدتم في ذات البيان على اعتبار اتفاق فبراير مرجعية وحيدة للحوار واشترطتم لذلك تهيئة المناخات أولا، ثم وضع آليات للحوار من قبل اللجنة التحضيرية والمؤتمر... ما الذي أردتم قوله في هذه السطور؟

- الأمر واضح، ويتعلق بمسألة رؤيتنا الشاملة للحوار من جهة، وباحترامنا لالتزاماتنا في الوثائق والاتفاقيات التي وقعناها من جهة أخرى.

* لا يعني أن ثمة اتفاقاً تحت الطاولة بينكم وبين السلطة للالتقاء في منتصف الطريق؟

- للأسف الشديد لم يعد هناك مساحة للمرونة والمناورة، السلطة استنفذت كل إمكانات العودة إلى الصواب، السلطة تتحمل اليوم مسؤولية كل ما يرتكب من مجازر ودماء في حق اليمنيين، السلطة تتحمل اليوم مسئولية الآلاف المودعين في السجون، كما تتحمل مسئولية حياة وسلامة المختفين قسرا وفي مقدمتهم الصحفي محمد المقالح، الذي كشف مؤخراً عن وجوده في أحد سجون الرئاسة.

* كما لا يعني التأكيد على مرجعية اتفاق فبراير أن اللجنة التحضيرية ستتخلى عن وثيقة الإنقاذ؟

- أبداً فالتأكيد على مرجعية اتفاق فبراير يتعلق بالمسألة السياسية ذات الصلة بين السلطة والمعارضة، هناك نوعان من الحوار المطلوب: حوار سياسي بين السلطة والمعارضة وفقا لاتفاقيات مسبقة، وحوار وطني، ونحن نقول اليوم في اللجنة التحضيرية أن المشترك حين ذهب في طريق التشاور والحوار الوطني كان ينفذ أحد بنود اتفاق الحوار السياسي.

* أعلنتم قبل سنة أو أكثر تخليكم عن ممارسة دور رجل الإطفاء، وكان ذلك فعلا، لكن هناك من يرى أنكم بهذه الخطوة انتقلتم إلى مربع دكتاتورية الفرجة ولم تستطيعوا التحول إلى ميدان الفعل، ما تعليقكم؟

- هذا حكم ظالم ومجانب للحقيقة، نحن منذ سنتين وهذا المكون الوطني – سواء المشترك أو اللجنة التحضيرية – يسير باتجاه توسيع مساحة العمل الوطني ويمتد إلى كل أرجاء الوطن، وهناك من يعمل في المقابل على تحويل اليمن مساحات للعمل الجهوي والعسكري والأمني والمناطقي.

* المشترك، التشاور الوطني، اللجنة التحضيرية للحوار، هذه البنى وفقا لرأي بعض المحللين السياسيين ليست سوى أسيجة تقيد حركة المعارضة أكثر مما تخدمها أو تخدم المواطن؟

- نحن لا نعبد المعارضة ولا نتمحور حول وسيلة أو آلية معارضة واحدة، هذه مكونات سياسية واجتماعية وطنية تؤكد على أن فاعليتنا تزداد يوما عن يوم ومعها تتسع ساحة العمل الوطني. هذه المكونات تمثل اليوم مكسبا وطنيا ونقاط قوة. أنا اليوم أتحرر من هويتي الحزبية لصالح الانتماء الوطني، اليوم أنا بهذا الاتساع أتحرر من دائرة عملي السياسي الضيق في إطار المنافسة بين السلطة والمعارضة إلى إطار الإنقاذ الوطني.

* وما محددات علاقكم بالسلطة – مشترك ولجنة تحضيرية – في ضوء الفعل السياسي المؤطر بمشروع رؤية الإنقاذ الوطني؟

- ندعو السلطة لأن تكون شريكة لنا في موضوع التحضير للمؤتمر الوطني للإنقاذ، وندعوها لأن تكون شريكة لنا في مناقشة هذا المشروع. السلطة في النهاية جزء من المجتمع. نعم هي عاجزة اليوم عن القيام بمهامها ونحن لا نريد لعجزها هذا أن يستمر كي لايؤدي إلى انهيار البلاد. لسنا من دعاة سد أبواب الحوار مع السلطة ولم نصل بعد إلى مرحلة الدعوة لإسقاطها.

* الأنظمة العربية – وفقاً لهيكل – مارست تجريفاً سياسياً يستحيل معه قيام حياة سياسية أو إصلاحات حقيقية وبالتالي فإن أي تغيير منشود لن يتحقق مالم يجر تأسيساً على عقد اجتماعي جديد ينحاز لبناء دولة المؤسسات و المواطنة المتساوية، ما مدى سريان هذا التوصيف على ما يحدث في اليمن؟

- أعتقد أنه ينطبق إلى حد كبير على ما يعتمل في اليمن، مع أنه بإمكاننا أن نقول أن الأحداث التي تجري في اليمن هي أحداث جغرافيه تبعث التاريخ، فالذي في الجنوب شكل من أشكال انبعاث التاريخ، وفي الحقيقة السلطة في هذا البلد عملت ما هو أقسى من تجريف التاريخ الطبيعي لليمن.

* نفهم من كلامك أنه في حال وجود دولة وطنية قوية سيغيب البعد الجغرافي في الجنوب و البعد التاريخي في صعدة؟

- أكيد، هي عملية متعارف عليها أشبه بالقوانين الناظمة للحركة و الحياة. إذا تم تجريف الهوية الوطنية فإن الناس تلقائياً يبدأون في البحث عن هويات ما قبل الدولة للإحتماء بها، لأن الهوية الوطنية هي عامل حماية بالنسبة للناس، فالهوية الوطنية ليست مجرد شعار أو مخزون عاطفي، وإنما هي حامٍ لوجودي ووجودك إذا انتهت الهوية الوطنية فإنك ساعتها ستختار الهوية التي تناسبك وتوفر لك الحماية وأنا سأختار الهوية التي تناسبني. وبالتالي لا يمكن الحديث عن هوية وطنية إلا في ظل وجود الدولة، لاتوجد هويات تستطيع أن تحترمها وأن تنتمي إليها وأنت على ثقة وهي خارج إطار الدولة.

* وهذا ما جعلكم في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني تدعون إلى صياغة عقد اجتماعي جديد وبناء دولة الشراكة الوطنية؟

- بالضبط، وعليه نحن نقول أن اللقاء المشترك، و اللجنة التحضيرية للحوار الوطني هما مساحة الضوء الوطني ومبعث الأمل في الساحة الوطنية. نحن نسعى جاهدين لأن نوسع مساحة هذا الضوء ونلتف حوله وندعو كل اليمنيين للشراكة في النهوض بهذا العمل الوطني الحضاري، لأننا ندرك أن حقيقة هذا العمل الوطني الذي يجري ليس إلا تمسكاً بالهوية الوطنية، وتمسكاً بالحلول الوطنية.

* في تصريح لأحد قيادات اللجنة التحضيرية للحوار قال: إن رؤية الإنقاذ جاءت من أجل سد فراغ لحظة انهيار الدولة.. السؤال هنا لماذا الحديث عن انهيار الدولة وليس السلطة؟

- التفريق بين الأمرين مهم جداً حتى تتضح طبيعة المواقف وتبايناتها، نحن من بداية 2008م كان خطابنا متوجهاً نحو الحفاظ على الدولة من الانهيار، لم تعد السلطة هي محل الخصومة بيننا وبين الحزب الحاكم، لكن السلطة ظلت لأسباب شخصية وتاريخية تعتقد أن كل ما يطرحه المشترك و المعارضة يتمحور حول السلطة و السعي إليها، ومن البديهي أن الإنسان حين يواجه خطرين يبدأ فوراً بالموازنة بينهما تمهيداً لاتخاذ قرار أي الخطرين يواجه أولاً؟ ومن هذا المنطلق رفع اللقاء المشترك لواء المحافظة على الهوية الوطنية بداية 2008م بالدعوة للحوار الوطني لأننا نعتقد أنه لا توجد في اليمن سلطة وإنما سلطان، حكم فردي ورَّث عناقيد من الشخصنة تشعبت على البلد بكاملها، ووضعت حجر الأساس للإنتقال من خطر انهيار السلطة إلى خطر انهيار الدولة، وبالمناسبة النظم الفردية أو الحكومات التسلطية لا تنهار حتى تنهار الدولة قبلها، وما جرى في الصومال ليس عنا ببعيد.

* يلاحظ أن الأحداث تسبق السياسة في اليمن ألا يقلقكم هذا؟

- هذه ملاحظة صحيحة وفي اعتقادي هناك عاملين رئيسيين تجعلانا أمام وضع متناقض، الحدث فيه يسبق السياسة: أولها طبيعة العصر الذي نعيشه، بما فيه من عولمة وانفتاح القارات على بعضها، وبما فيه من إعلام صار قادراً على عمل دول داخل الدول، ومن جهة أخرى طبيعة الأحداث في هذا العصر تشهد نوعاً من السباق بين عملين: عمل الأحداث الشخصية بما فيها الاجتماعي والاقتصادي، وعمل السياسة دولاً وأحزاباً ومنظمات باعتبار مكونات تؤطر الأحداث وتحولها إلى قوانين ونظم، هناك نوع من التناقض يجري وهو أن حركة الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والأفراد تسير بوتيرة أسرع، اليوم فرد واحد مثل محمد عمير الذي ظهر على شاشة الجزيرة متحدثاً باسم القاعدة فإن الآثار التي تركها على الصعيد السياسي نتيجة لمساحة المشاهدة الإعلامية شيء مهول.

* لذلك يقولون يد واحدة لا تستطيع أن تصفق لكنها تستطيع أن تلكم؟

- بالضبط بينما في العمل السياسي باستمرار تكون حركته بطيئة غير متناسبة مع حركة الأحداث.

* ماذا عن الأسباب الذاتية البنيوية؟

- يمكن الحديث في هذا الإطار عن تخلف المؤسسات السياسية، إهمال القادة السياسيين للقضايا، وهذه إحدى القضايا التي كان للمشترك منها موقف واضح، هذه السلطة أهملت كثيراً من المشكلات، فتحولت إلى أزمات، ثم إلى مخاطر واليوم نتيجة هذا الإهمال السياسي وعدم الانتباه لطبيعة العصر صرنا على مقربة من الانزلاق نحو مجتمع الإغاثة و الكوارث.

* وما مآلات سريان معادلة سبق الأحداث للسياسة و السياسي على المشهد الوطني؟

- أعتقد أنها ستنتهي إلى السياسة، لايوجد مشروع عنف إلاَ ومصيره ينتهي إلى السياسة، ولايوجد اعتراض واحتقان اجتماعي وحركة اجتماعية مهما كانت أبعادها إلاَّ وستنتهي إلى السياسة.

* وهذا عامل مطمئن برأيكم ؟

- لا، ولكن علينا أن ندرك مسارات الأحداث في الأوطان، بما هي عليه من نتائج طبيعية، ولو أخذت النماذج السيئة و النماذج الإيجابية، وتتبعت مسارها لأدركت أن الطريق للخروج من الأوضاع البائسة هو السياسة، الحوار السياسي، العمل السياسي السلمي، القوانين السياسية، الدولة، وأوضح شاهد على هذا القانون مسار الحركة الشعبية لتحرير السودان إذا انتهت إلى مربع السياسة. مربع الحوار والاتفاق و الوفاق السياسي بعد أكثر من ثلاثين سنة من القتال..

* هل يعني هذا أن حركة الحوثي سيئول مصيرها إلى وضع شبيه لحزب الله؟

- لا،لا، هذا قياس مصدَّر وهو يحدث عادة نتيجة كسل ذهني نأخذ بعض المواصفات المتشابهة بين هذا وذاك ثم نأخذ صفة ونعممها، الحوثية ليست حزب الله ولا يمكن أن تكون حزب الله، ولا لديها قضية حزب الله، هذا تشبيه خاطئ يطيل أمد الحرب لأن كلمة»حزب الله» مفزعة إقليمياً ودولياً، وعليه ليس من مصلحة الحوثي وليس من مصلحتنا اليمنيين أن نسقط مثل هذه التوصيفات.. مصير الحوثي إذا استمر في مشروع العنف هو أمير حرب.

* فيما يتعلق بملف الأحداث في الجنوب يبدو أن هناك خللاً في التعاطي مع هذه القضية وتوصيفها؟

- الجنوب مساحة اجتماعية وجغرافية، الخطر الكبير اليوم أننا نتحدث عن المساحة الجغرافية ونغفل المساحة الاجتماعية، الجنوب وضع بشري يعاني من البؤس و التهميش ومصادرة الحقوق – وهذا لا يعني أن اليمنيين في المحافظات الجنوبية الأخرى في وضع أفضل – الفارق أننا طُبخنا على نار هادئة فيما قرب عهد المساحة الاجتماعية بدولة ونظام معين، ومجيء فترة جديدة مغايرة تماماً، أحدث فيها ما يشبه الصدمة. الناس في المحافظات يمكن إقناعهم بمظاهر الدولة بكل بساطة، هؤلاء الناس يكرهون الفوضى، فوضى الأراضي فوضى الفساد وحتى فوضى اللباس.

* وما قراءتكم لمؤشرات تطور الأحداث في الجنوب بعد دخول شبح القاعدة في المعادلة؟

- الأوضاع في الجنوب خطيرة جداً وهذا الخطر مصدره احتقان اجتماعي وصل لدرجة الغليان، يقابله إهمال متعمد من قبل السلطة، هذا التجاهل و الغطرسة خلق بيئة من الرفض لكل شيء، و اليوم هناك ثقافة تنمو في الجنوب و تتسع مساحتها، ليست ثقافة انفصالية، وإنما ثقافة رفض واعتراض، إذ لم يعد المواطن هناك يشعر أنه تبقى له شيء يخسره. الأمر الثاني : الجنوب وهو محاصر بهذه السياسات الاستعلائية الانتقامية من بعد حرب 94م فهو محاصر كذلك منذ 2007م بأساطيل إقليمية ودوليه بدرجة عالية من التسلح و التقنية و المعرفة و المعلومات، ودخول القاعدة كعامل ثالث في الجنوب ربط كيس البارود بالشرارة.

* وما دلالات الخلط بين القاعدة و الحراك وتداعياته؟

- من المعروف أن لكل منتج بصمة، كذلك الحال في دنيا السياسة، خلط الأوراق ومزج الألوان، بصمة معروف من هو صاحبها. السلطة كانت على درجة عالية من المهارة في خلط الأوراق، وكسبت هذه اللعبة في مرحلة سابقة، لكن مع مرور الأيام أصبحت ممارسة هذه اللعبة مضراً بالبلد أرضاً وإنساناً.

البصمة الثانية: هناك شيء اسمه التداعي الطبيعي للأحداث، ويظهر أن الأمريكان كانوا يريدون مبرراً لكي يرفعوا درجة الاهتمام بما يجري في اليمن وقد توفر لهم في المحافظات الجنوبية المبرر المنشود فالأحداث والمشاهد والصور التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين رفعت وتيرة الاهتمام الأمريكي السياسي والثقافي، فضلا عن العسكري إلى الحد الذي لن نستطيع أن نقاومه خلال الفترة القادمة.

* وهل سيؤثر هذا المعطى على مسار الحراك؟

- التأثير لن يكون على الحراك أو الفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية فحسب وإنما سينعكس على الوطن برمته، لاسيما في ضوء الأجندة الإعلامية وعمل الإعلام والصور والمشاهد التي تنتقل عبر وكالات الأنباء المختلفة والتي تقدم ما يجري في اليمن بهذه الصورة: آلاف من الناس يخطب فيهم شخص باسم القاعدة فيقابل حديثه من قبل ذلك الحشد المسلح بالتصفيق... برأيك كيف ستكون النتيجة.

* يعني أنت ترى ان القاعدة ليست بهذه القوة والحضور التي تبدو في الوسائط الإعلامية؟

- حقيقة أنا ما أزال في حالة صدمة من دراما الأحداث، وأعتقد أنه لو كان في البلد دولة تحترم نفسها وتؤمن بمسؤليتها لما سمحت بحصول هذا التهريج الذي يجري.

نحن أمام مساحة جغرافية فارغة والأحداث في أبين اليوم فتحت أبواب استباحة الجنوب أمام القوات الدولية التي تبحث عن القاعدة وتلاحقها في كل مكان. وهنا أعود للتأكيد بأننا حين نتحدث عن أهمية وضرورة الحوار، عندما نتحدث عن منطلقات الحورا، مساحة الضوء والهوية الوطنية فإننا نريد بهذا النهج والمسار أن نكف عن بلدنا مخاطر هذه الاستباحة التي تجري على كافة الأصعدة.

* في بيان للمشترك مؤخرا، قلتم أنكم مع الحوار الذي يمكن الشعب من معالجة كافة أزماته وصولا إلى الأمن والاستقرار.. فهلا وقفت بنا على مواصفات هذا الحوار؟

- لم يعد هذا المعنى نكرة أو موضع سؤال، فنحن في المشترك واللجنة التحضيرية قدمنا نموذجا للحوار الوطني المنشود، قدمنا وثيقة إنقاذ فتحنا الباب أمام الجميع، تواصلنا مع مختلف فئات المجتمع، جسدنا مفهوم الشراكة وشكلنا لجانا خاصة بمظاهر الأزمة الوطنية ونعد الآن لوثائق المؤتمر الوطني، هذا نموذج وطني وحضاري ونحن متمسكين به.

الغريب في هذا الأمر أن الإخوة في السلطة بدلاً من أن يقولوا : لقد أحسنتم ونحن على استعداد أن نناقش معكم هذا الامر، ذهبوا مذهبا لم يحدث في تاريخ السلطة السياسية ولا في تاريخ الأخلاق، انتحلوا مسمى اللجنة التحضيرية وإجراءتها، فقط لم يتحدثوا عن وثيقة إنقاذ وطني، وهذه نقطة تحسب لنا.

* أكدتم في ذات البيان على اعتبار اتفاق فبراير مرجعية وحيدة للحوار واشترطتم لذلك تهيئة المناخات أولا، ثم وضع آليات للحوار من قبل اللجنة التحضيرية والمؤتمر... ما الذي أردتم قوله في هذه السطور؟

- الأمر واضح، ويتعلق بمسألة رؤيتنا الشاملة للحوار من جهة، وباحترامنا لالتزاماتنا في الوثائق والاتفاقيات التي وقعناها من جهة أخرى.

* لا يعني أن ثمة اتفاقاً تحت الطاولة بينكم وبين السلطة للالتقاء في منتصف الطريق؟

- للأسف الشديد لم يعد هناك مساحة للمرونة والمناورة، السلطة استنفذت كل إمكانات العودة إلى الصواب، السلطة تتحمل اليوم مسؤولية كل ما يرتكب من مجازر ودماء في حق اليمنيين، السلطة تتحمل اليوم مسئولية الآلاف المودعين في السجون، كما تتحمل مسئولية حياة وسلامة المختفين قسرا وفي مقدمتهم الصحفي محمد المقالح، الذي كشف مؤخراً عن وجوده في أحد سجون الرئاسة.

* كما لا يعني التأكيد على مرجعية اتفاق فبراير أن اللجنة التحضيرية ستتخلى عن وثيقة الإنقاذ؟

- أبداً فالتأكيد على مرجعية اتفاق فبراير يتعلق بالمسألة السياسية ذات الصلة بين السلطة والمعارضة، هناك نوعان من الحوار المطلوب: حوار سياسي بين السلطة والمعارضة وفقا لاتفاقيات مسبقة، وحوار وطني، ونحن نقول اليوم في اللجنة التحضيرية أن المشترك حين ذهب في طريق التشاور والحوار الوطني كان ينفذ أحد بنود اتفاق الحوار السياسي.

* أعلنتم قبل سنة أو أكثر تخليكم عن ممارسة دور رجل الإطفاء، وكان ذلك فعلا، لكن هناك من يرى أنكم بهذه الخطوة انتقلتم إلى مربع دكتاتورية الفرجة ولم تستطيعوا التحول إلى ميدان الفعل، ما تعليقكم؟

- هذا حكم ظالم ومجانب للحقيقة، نحن منذ سنتين وهذا المكون الوطني – سواء المشترك أو اللجنة التحضيرية – يسير باتجاه توسيع مساحة العمل الوطني ويمتد إلى كل أرجاء الوطن، وهناك من يعمل في المقابل على تحويل اليمن مساحات للعمل الجهوي والعسكري والأمني والمناطقي.

* المشترك، التشاور الوطني، اللجنة التحضيرية للحوار، هذه البنى وفقا لرأي بعض المحللين السياسيين ليست سوى أسيجة تقيد حركة المعارضة أكثر مما تخدمها أو تخدم المواطن؟

- نحن لا نعبد المعارضة ولا نتمحور حول وسيلة أو آلية معارضة واحدة، هذه مكونات سياسية واجتماعية وطنية تؤكد على أن فاعليتنا تزداد يوما عن يوم ومعها تتسع ساحة العمل الوطني. هذه المكونات تمثل اليوم مكسبا وطنيا ونقاط قوة. أنا اليوم أتحرر من هويتي الحزبية لصالح الانتماء الوطني، اليوم أنا بهذا الاتساع أتحرر من دائرة عملي السياسي الضيق في إطار المنافسة بين السلطة والمعارضة إلى إطار الإنقاذ الوطني.

* وما محددات علاقكم بالسلطة – مشترك ولجنة تحضيرية – في ضوء الفعل السياسي المؤطر بمشروع رؤية الإنقاذ الوطني؟

- ندعو السلطة لأن تكون شريكة لنا في موضوع التحضير للمؤتمر الوطني للإنقاذ، وندعوها لأن تكون شريكة لنا في مناقشة هذا المشروع. السلطة في النهاية جزء من المجتمع. نعم هي عاجزة اليوم عن القيام بمهامها ونحن لا نريد لعجزها هذا أن يستمر كي لايؤدي إلى انهيار البلاد. لسنا من دعاة سد أبواب الحوار مع السلطة ولم نصل بعد إلى مرحلة الدعوة لإسقاطها.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas