المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-2011, 12:51 AM   #241
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 05-16-2011, 02:25 AM   #246
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


قراءة في الغلاف وبعض الأفكار لكتاب (القائم عبد الله بن عوض مخارش) أضواء على وثائق من الأرشيف الإداري للسلطنة القعيطية

المكلا اليوم / د. عبده بن بدر15/5/2011

الكتاب من تأليف الدكتور عبد الله سعيد الجعيدي والدكتور عبد الله أحمد باصميدي العوبثاني ولعل أول ما يلفت القارئ في أول الكتاب هو العنوان الموسد على الغلاف. وأتى العنوان الرئيس في الكتاب المعني بالقراءة طويلا بعض الشيء وربما المعطيات التاريخية التي اشتغل عليها المتن فرضت نفسها على العنوان، فضلا عن حرص المتن على أن يكون العنوان معبرا عنها خير تعبير.

ووجد العنوان الرئيس نفسه يتكرر مع بعض التعديل في القسم الأول من الكتاب وفي القسم الثاني ، وقد أتى هذا التكرار المقصود على النحو الآتي: (القائم عبد الله بن عوض مخارش ومضات من سيرته وعصره- وثائق القائم عبد الله بن عوض مخارش) وإختيار العنوان وضبطه يعود إلى من يختاره ويجبره على حمل مضامين المتن بجدارة ولكل باحث نصيب من هذه القدرة وحسن الاختيار ، وله التقدير فيما اختار. كما لكل مجال معرفي خصوصية في الاختيار .

أما غلاف الكتاب ارتضى أن يزين نفسه من اليمين بصورة كوت من أكوات الريدة الشرقية والأكوات تعد علامة على ذلك الزمن الذي انقضى ولم نعد نسمع إيقاعاته بطريقة حية ومباشرة ولكن ذلك لم يحل دون قراءة المتن لذلك الزمن الذي أدرج في عالم الماضي إذ حاول المتن أن يستعيد هذا الماضي بالوسائل والوسائط التي أتيحت له وكانت هذه الوسائط علامات دالة على ذلك الزمن ومن هذه الوسائط والوسائل الوثائق والأكوات والحصون والمباني الرسمية التي لها علاقة رسمية بذلك الزمن والصور الفوتوغرافية والمقابلات الشخصية مع من كانوا شهودا على ذلك العصر بطريقة مباشرة وغير مباشرة وكل ما له صلة بذلك الماضي وبالتوسل وحسن التبصر والتأمل في كل هذا تمكن المتن من إحياء ذلك الزمن وجعل القارئ يستمع إلى بعض إيقاعه مرة ثانية.

ولا أظن أن كل القراء سوف يطربون ويتفاعلون مع كل دقاته فالبعض من هؤلاء قد لا يرغبون في سماع هذا الإيقاع برمته ولكن هذا لا يعني من يعتني بالتاريخ ويمحصه ويرضى بالموضوعية والرؤية العلمية بديلا عن الأهواء والانفعالات ، وإن كان التاريخ لا يخلو من لحظات الطيش والحماقة كما بين المتن فمخارش نفسه وهو المعني بالدرس في أحد أقسام الكتاب كان شاهدا على طيش التاريخ وبعبارة المتن الدالة على المرارة والتبرم بذلك العصر سجل المتن حكمه على العهد الثوري على النحو الآتي: " كما شاهد مخارش بداية العهد الثوري الجديد بكل عنفوانه وأخطائه وسبب له مركزه القديم من الحكم وقرابته القبلية للأسرة القعيطية بعض الأذى ورحل مخارش إلى مثواه الأخير سنة 1975م والعهد الجديد في دورة طائشة تبحث عن مستقر" (ص57)والسؤال الذي يمكن أن يلح على القارئ ونحن في عصر مختلف وإيقاع أكثر ضجيجًا وأصوات عالية تنادي بالمجتمع المدني والتعددية والديمقراطية هو هل تمكننا من التخلص من هذه الدورات الطائشة أو أننا سنطحن وستدق اعناقنا مرة ثانية في دوره من دوراتها التاريخية القادمة ؟

إن الكوت العلامة التي اختارها الغلاف ليس مبنى للسكن والاستجمام وإيثار الصحة والعافية بل هو مبنى الغرض منه غرض عسكري بدرجة أساسية ويؤدي وظيفة حربية ولا أظن أن هذه الأكوات والحصون لم تدرس دراسة معمارية وجمالية فبعدها العسكري والحربي لم يمنع من بحثها ودراستها من زوايا مختلفة وإن كانت الوظيفة النفعية الحربية سوف تملي حضورها ولكنها لن تقصي جماليتها إقصاء تاما . والأكوات لجأت إليها السلطنة القعيطية كبدائل عن المعسكرات المجهزة بالجنود والمعدات والسلاح وهي بدائل معقولة وواقعية تتناسب مع إمكانيات السلطنة القعيطية ومع إمكانية الأطراف التي من الممكن أن تواجههم وربما تفوقهم في العدة والعتاد .

ولذا نرى أن الحصون والأكوات وهي تشكل امتدادا لها من حيث الوظيفة يحرص عند بنائها أن تكون جدرانها سميكة وقاعدتها عريضة وقوية وتميل في بنائها إلى الضخامة حتى تتحمل ضربات الرصاص. كما توجد بها فتحات صغيرة في كل الواجهات لا تسمح إلا بمرور فوهات البنادق من أجل التصويب على العدو القادم ، وغالبًا ما تكون هذه الحصون على ال///////////////////////// المرتفعة أو على قمم الجبال وهذه الوضعية لها تمكن من رؤية أي قادم وهو على مسافات بعيدة حتى يتقوا شره، وبعض الحصون الكبيرة لها أبواب ضخمة وقوية تسمح بمرور الجمال والحمير لنقل المؤن إلى داخلها وبعض هذه الحصون تستطيع أن تسع العشيرة أو القبيلة في لحظات التناحر والصراع القبلي مع خصومها.

ومما يدلل على أهمية الاكوات والحصون هو إلحاح القائم مخارش على العناية بها وإصلاحها حين أصابها الخراب من جراء فعل الزمن والظروف الطبيعية ومن ضمن الوثائق التي تشير إلى العناية بهذه الوثائق الوثيقة رقم(22-26-27)وفيها يذكر أن حصن البلاد يريد إصلاحا بالكامل ويذّكر السلطان بأن فيه البنديرة (العلم)وهو شعار الدولة ورمزها وفيه الحبس(السجن)وأن كوت الميدان تخرب أيضا من جراء هطول الأمطار مما أدى إلى خروج العسكر من الكوت وافترشوا الأرض ويطالب القائم بضرورة إصلاح الأكوات المخربة وبدون إبطاء(ص114-115).

ولا أظن أن الأكوات والحصون لم تدرس دراسة فنية ومعمارية ولكن قصورنا وكسلنا من متابعة هذه الدراسات التي اعتنت بثقافة الأكوات والحصون بوصفها ثقافة معمارية لم تقتصر على(ريدة مخارش)بل منتشرة في حضرموت برمتها،وموجودة عند شعوب العالم قاطبة وربما هناك خصوصيات وهذه الخصوصيات إن وجدت تستحق الدرس الأكاديمي ، والمتن تبرع من نفسه وعرف لنا وظيفة هذه الأكوات وقال عنها إنها (حصون صغيرة تشيد على مشارف المدن أو على المناطق الإستراتيجية غير البعيدة من المدن أو وسط الساحات أو الميادين العامة وهي خط الدفاع الأولي لها(ص111-112)وبمناسبة الحديث عن الأكوات والحصون بوصفها وسائل عسكرية للدفاع في الخطوط الأولى هي سياسية عسكرية للسلطنة القعيطية، لكون هذه السياسة لا يمكن فصل عراها عن السياسة الاستعمارية البريطانية حينذاك فهي التي تقرر أين يمكن أن تكون المعسكرات وأين يمكن أن تبقى الحصون والأكوات...الخ، والطريف أن هذه الوسيلة الدفاعية ظلت ترافق السلطنة في كل مراحلها الضعيفة والقوية إلى أن أطاح بها النظام الجمهوري سنة 1967م. ولهذا الأمر دلالته الكبرى فالتابع عليه ألا يتطاول في الارتفاع إلى مستوى المتبوع.

إن الأكوات والحصون كوسائل دفاع حربية توائم تلك المجتمعات التقليدية والعشائرية وتنم عن مستوى من مستويات التفكير الحربي والعسكري. فكل مجموعة عشائرية أو قبلية تعمل لها حدودا وتعين مواقعها وبوساطة هذه الوسائل وغيرها تحمي حدودها وموقعها ، وعلى رمزية هذه الأكوات وأهميتها التاريخية إلا أن وظيفتها الدفاعية انتهت بانتهاء عصرها ولعل دخول بريطانيا إلى حضرموت كان إعلانًا كافيًا على مدى هشاشة هذه الحصون والأكوات أمام مدافع بريطانيا وطائراتها.

إن ثقافة الأكوات والحصون لم تنته من مجتمعنا فأبعادها الاجتماعية والسياسية والنفسية لازالت تلقي بظلالها على العقلية الحضرمية ونرى أن هذه الثقافة نشطت بعد حرب 1994م وكرس النظام السياسي هذه الثقافة وعمل على تدعيمها وقد استثمر هذه الثقافة في لحظة الانتخابات بوساطة العزف على النعرة القبلية والنفخ فيها وإعطاء مكانة خاصة لشيوخ القبائل وتقريبهم من السلطة المركزية والإفراط في العطايا والإكراميات لهم من أجل استغلالهم وكسب ودهم ورضاهم في اللحظات الحرجة للسلطة وهذا ما نراه في هذه الأيام العصيبة التي نمر بها.

إن هذا الدعم المعنوي للسلطة يتجلى عندما يزور هذا المسؤول الكبير هذا الحصن أو هذا الكوت لهذه القبيلة أو تلك .وهذه الزيارات هي لحظات غزل غير بريئة مع هذه القبائل التي ترى في زيارة هذا المسؤول الكبير لبيت شيخها أو لكوتها أو لحصنها بمثابة عربون محبة، والسلطة بمثل هذه المغازلات تؤخر وتفسد العلاقات المدنية والمواطنية الحقة وتستبدلها بالعلاقات القبلية الضيقة ولذا نرى أن بعض القبائل في حضرموت اجتمعت وتشاورت مع من يملكون الثروة في أفرادها وقررت إعادة بناء هذه الحصون وترميمها وبث الحياة فيها ليس لغرض تاريخي أو حضاري وثقافي يدل على مرحلة انقضت بل بوصفها رمزاً لحضور القبيلة واستمرارها وإرضاء غرورها وإذا ما استمرت مثل هذه المنازع عند هذه الجماعات بهذه الطريقة وشاعت مثل هذه الثقافة القبلية في الأجيال الصاعدة فإننا لن نتخلص من الأنظمة الاستبدادية إطلاقا لأن هذه الأنظمة في نهاية المطاف هي وليدة هذه الروح القبلية التي ترى في نفسها الأهلية والكفاءة للتسلط على الجميع وترفع شعار( أنا ومن بعدي الطوفان)

وإذا ما انتقل القارئ إلى جهة اليسار ونظر إلى الغلاف سيرى صورة فوتوغرافية لمخارش لا يظهر منها سوى الوجه والصدر دون بقية الجسم وكان حضورها المجاور للكوت يوحي للقارئ بأن ثمة علاقة بين الصورتين فهذه الصورة تعلن عن سيادة السلطنة القعيطية على كل ماله علاقة بهذا الكوت بل إن أرض الكوت متضمنة في هذه السيادة ويكفي أن يتذكر القارئ أن الريدة الشرقية قد سميت(بريدةمخارش)فالصورة تكمن رمزيتها في السيادة على المكان (الريدة)وإن كان لم يبد من المكان سوى جزء منه وهو الكوت ولعل العمامة اليافعية التي استقرت على رأس مخارش تحيل إلى السيادة أيضا وهيئتها لا تخلو من التناغم والتناسق .

أما اللحية التي حملها الوجه فقد حرص على أن تكون متناسقة وأيضا ابتعدت عن العشوائية واللا نظام وتتناسب مع الصرامة والوقار المطلوب في الصور الرسمية، ورسميتها تبدت في الزي الملقي على الكتفين وهو هنا زي (الكوت) والكوت حينذاك مثل زيا رسميا فهو لا يلبس من عامة الناس بل يلبسه من كان له مكانة القائم أو قريب من مكانته أو شخصيات رفيعة المستوى في الدولة ولعل الصورة الرباعية التي ضمت القائم عبدالله عوض مخارش مع الشيخ سيف بن علي البوعلي سكرتير السلطنة وناصر عمر مخارش والنائب أحمد باصرة تبين رسمية الصورة(ص215) ومن المناسب أن يفهم القارئ أن دلالة الصورة ورمزيتها يتوسع معناها ويثرى حين نربطها بوظيفة القائم فالقائم يمثل السلطان في المنطقة التي يعين فيها وينوب عنه في حل الكثير من القضايا والمشكلات التي تستجد في الحياة اليومية.

والقائم مخارش قد ملأ مكانه فقد كان لا يخاطب نائب لواء الشحر حسب بل يخاطب السلطان مباشرة في أغلب القضايا التي تتطلب منه حلولاً. وبسبب هذه المزية التي ربطته بالسلطان اكتسب مخارش شيئا من الاستقلالية فأصبح يبت في القضايا المستعجلة ويقرر إقامة الاتفاقات والصلح بين القبائل المندرجة ضمن حدوده ، ويجتهد في تقرير الدية لقبيلة هذا المقتول وذاك حتى يتجنب الثأر وعمل بعض التحالفات والاتفاقات لكسب ود القبائل وكسب صداقتهم حتى يتمكن من عزل خصومه وبخاصة الحموم فضلاً عن متابعته للتفاصيل في الحياة اليومية المتمثلة في المنازعات الشخصية والسرقة وهكذا يتضح أن عمل القائم ليس سهلا بل يحتاج إلى حكمة ودراية بخصوصية المجتمع المحلي وتقاليده والمزاج العام للعقلية القبلية في ذلك الزمن المنقضي وربما العناية بهذه الوظيفة الرسمية وتحسين أدائها هي التي دفعت سيف بن علي وهو سكرتير الدولة في السلطنة القعيطية إلى تأهيل القوام والنواب وعمل لهم ما يشبه الدورة العملية وذلك بتكليفهم بالعمل في محكمة السوق الجزئية والمحكمة الابتدائية بالمكلا وذلك بعد تلقي التعليمات والإجراءات المدنية والجنائية(الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في حضرموت1918- 1945م عبدالله سعيد الجعيدي رسالة ماجستير) ص198 وربما هذه الدورة التدريبية أو العملية أضافت خبرة للقائم عبدالله مخارش ومكنته من أن يحرز نجاحات في التعامل مع القبائل ومشكلاتها وبخاصة مشكلة الثأر.

وبعد هذه الالتفاتة في الغلاف وعلاماته يمكن أن يتوجه القارئ إلى بعض القضايا التي أثارها المتن التي يرى أنها مهمة وتحتاج إلى قدر من التأمل ولها علاقة بما يدور من حديث حول المجتمع المدني وعلاقة الفقهاء بالمجتمع وهل من ضرورة لتبعيتهم للسلطة أو من الأفضل بعدهم عنها وعدم تبعيتهم لها على الرغم من أن السلطة في كل زمان تحرص بقدر ما تستطيع على أن تكسب ودهم وتتجنب خصومتهم وفي لحظات حرجها الشديد مع شعبها تلح عليهم بالوقوف معها ومناصرتها ضد خصومها. وسنبدأ من تلك الحادثة التي حدثت في زمن مخارش وقد دونها في إحدى رسائله وتبين هذه الحادثة أن المسجد وما يصدر منه قد لا يلاقي ترحيبا من السلطان ، ففي الوثيقة المرقمة(25)المؤرخة 8 نوفمبر 1940م يوضح القائم مخارش للسلطان صالح مسألة فقهية حول زكاة الفطر أثارها في مسجد الريدة السيد سالم حسين البيض تتعارض مع ما هو متبع ومتعارف عليهما أوجد حالة من الارتباك عند الأهالي وآذانا صاغية عند البعض.....

وفي لهجة مخارش الشبيهة بالتقارير الأمنية يحذر السلطان من خطورة فتوى السيد البيض ويطلب تأكيد الشيخ طه باحميد من الشيخ عبدالله بكير في المكلا لوضع حد لهذا السيد لأنه حسب قوله" فعله كله مفسدة وعناد للشرع والحكومة.... ولابد من أدب للسيد بما يليق له" ويعلق المتن على هذه الحادثة بوعي عن أهمية المسجد ودوره في التأثير على الناس من رؤية مذهبية ولهذا يقول المتن :" وتكشف الوثيقة عن يقظة مخارش وإدراكه لأهمية المسجد ودوره في التأثير السلبي والإيجابي على الناس وإن ترك هذا المسجد لكل من يجد في نفسه القدرة على الفتوى وإبداء الرأي بعيدا عن المرجعيات الدينية وما هو متفق عليه في المذهب سيؤدي إلى التململ والفوضى"ص124

والسؤال الآن الذي يمكن أن يثيره القارئ الذي يتطلع إلى قدر من الحرية المعقولة والفتاوى الموثوق بها التي يمكن أن تلقى قبولا اجتماعيا لا تثير الفتن والفوضى . هل من الممكن أن نصلح أمورنا في حضرموت ونحتكم إلى مرجعية واحدة في ظل التباين في المذهبية والتعنت لها بطريقة مفرطة لا تخلو من المبالغة والاستعداء فيما ين هذه المذهبيات في المجتمع الحضرمي، أو إن هذا التباين الحاد سيظل قائما إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا – والمسالة الأخرى هي هل ينحاز الفقيه للسلطان ولقوته ويرضى بما يمليه عليه ويسوغ له الظلم والاستبداد تحت مبرر الخوف من الفتنة والفساد مقابل ما يغدق عليه هذا السلطان من أموال ورضا تام عنه وعن أنصاره أو أن من الواجب أن يبقي الفقيه على مسافة بينه وبين السلطان حتى لا يتماهى معه ولا يحق عليه القول بأنه من علماء السوء، هذه القضية الأولى ، أما القضية الثانية فهي مسالة : الشعارات التي ترفعها السلطة وبث هذه الشعارات في وثائقها وعلم الوطن وفي أغلفة الكتب المدرسية وعلى بوابات البنايات الرسمية والحزبية وعلى نبل هذه الشعارات وسموها إلا أن العمل بها في الواقع يكاد يكون غائبا إلى درجة تثير القلق والتوتر وتصبح هذه الشعارات مكان استخفاف واستهزاء بمرور الزمن من قبل الجميع

ولعل الشعارات التي رفعت في زمن الجمهوريات ولازالت في بعضها هي خير دليل على المفارقة في هذه الشعارات . وبمناسبة الشعارات ورفعها أشار المتن إلى أن الوثائق أو الرسائل التي دونها مخارش كانت خالية من شعار السلطنة القعيطية ويمكن تفسير هذا ببساطة الهيكل الإداري للسلطنة وقت كتابتها بخاصة في الألوية والقائمقامات أما في العاصمة المكلا تجد أن مراسلات السلطنة في هذه المدة قد بدأت تتحسن سواء بكتابة بعضها بالآلة الطابعة أو ما يشبه الختم يكتب فيه تاريخ الرسالة ورقمها وهذا ما يشير إليه مخارش عند الرد على الرسائل الموجهة إليه ....وتبدأ هذه الوثائق بصيغة نمطية وهي الآتي : " الحمد لله وحده تخص حضرة .....بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حرر المرقوم من أعلاه والسلام خير وعافية أخبار طرفنا ريضة (جيدة)ص70 ولا يفوت المتن التعليق على هذه الوثائق وتدوينها بهذه الطريقة الخالية من الشعارات فلا (يوجد في هذه الوثائق ولا في غيرها من الوثائق التي اطلعنا عليها المصطلحات الدينية مثل البسملة وذكر النبي والصلاة عليه وهو أمر تجده في مناطق مختلفة من اليمن وخاصة وثائق المملكة المتوكلية) ص71 ويتقدم المتن خطوة ويثبت حقيقة تاريخية بشأن السلطنة القعيطية ويصرح بالآتي : " ونعتقد أن القعيطيين ومنذ بداية محاولاتهم الأولى لتأسيس السلطنة لم يرفعوا أي شعارات دينية أو دعاوى إصلاحية أو تحيزوا لمذهب على آخر فكان النسيج الديني والثقافي موحدا في حضرموت ، لهذا فقد دخلوا ميدان السياسة بمفهوم الدنيا لمن غلب ، والبسملة وذكر النبي لا يعنيان تحيزاً مذهبياً على الإطلاق وما هذا قصدنا ولعل لهذا الابتعاد أهمية دينية في العقلية الجمعية الحضرمية استحسنت محايدة لفظة الجلالة وذكر النبي في أمور تتعلق بالسياسة ومناوراتها "ص71

وبغض النظر عن التباين بين القراء في مسألة رفع الشعار وتباين مضامينها التي تكون محملة بمضامين مذهبية أو إيديولوجية فإن الحرص على جمع الناس على قواسم مشتركة هو المهم اذا أردنا أن نبني مجتمعا خاليا من الاستبداد والظلم وغير منقوص الحريات التي تتيح للإنسان قدرا من التفكير والاستقلال الذاتي ولا يستطيع أحد أن يستقوي عليه ويرهبه باسم الايديولوجيا . وبمناسبة الحديث عن الايدولوجيا وتدخلها في قراءة التاريخ والنيل من هذه الحقائق أو تلك وتوظيف التاريخ لصالح المنتصر وإخضاعه لمنطق القوة لا قوة المنطق .كل هذا لا يعني أن المتن لا يمتلك رؤية جادة تجاه التاريخ بل إن التحليلات والتعليقات الذكية قد كشفت عن هذه الرؤية التي لا تخلو من البعد النقدي والحس التاريخي الذي يجيد فن التعامل مع الحدث التاريخي وتغليب الموضوعية على الذاتية بقدر ما يستطيع.

إن المتن يستحق الشكر والتقدير ويكفي المتن محاولته الجادة في قراءة الوثائق التي هي من أرشيف السلطنة القعيطية وهذه الوثائق أو الرسائل كانت توجه من القائم عبدالله عوض مخارش إلى السلطان صالح مباشرة وهي تدور عن ما يجري من أحداث ومنازعات بين القبائل في الديس الشرقية والبعض من هذه الوثائق يخوض في أدق التفاصيل اليومية وعليه فهذه الوثائق هي وثائق رسمية وتستحق الدرس الأكاديمي

وتمكن المتن من أن يخضعها للدرس التاريخي والأكاديمي وحولها من كومة من الأوراق المتفرقة وكل ورقة مغلقة على نفسها إلى كيان من المادة التاريخية المترابطة وربطها بسياقها التاريخي ورفع الغموض عنها لأنها كتبت باللهجة الدارجة والأهم من ذلك اكتشفت العلاقات فيما بينها وقدمها إلى القارئ بهذه الصورة المقبولة ، فألف تحية مرة أخرى للدكتور عبدالله سعيد الجعيدي والدكتور عبدالله أحمد باصميدي .
 
قديم 05-19-2011, 01:39 AM   #249
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت ائتلاف شباب حضرموت الاحرار يتبنى رؤية حضرموت إقليماً تحت الحكم الذاتي - سقيفة الشبامي

حضرموت ضد حضرموت ومجلسها - سقيفة الشبامي

قالها الحضارم في مؤتمر الاصلاح الحضرمي بسنغافورا عام 1928م رسالة مخضبه بدموع حضرم - سقيفة الشبامي

حضرموت السلطان غالب بن عوض القعيطي في لقاء نشر في صحيفة الحياة اللندنية عام 1994م - سقيفة الشبامي

حضرموت رؤية لمستقبل حضرموت (6): لنوضع معا...ماذا بعد...؟؟؟ - سقيفة الشبامي

حضرموت في أول اجتماع له .. المجلس الشعبي بالمكلا يشكل لجانا للاحياء السكنية - سقيفة الشبامي

حضرموت العربية ليست جنوبية ولايمنية حضرموت بين الشمال والجنوب - سقيفة الشبامي
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas