المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-22-2012, 01:31 AM   #591
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


“حضارمة في المهجر المصري” كتاب جديد للدكتور باحارثه

الجمعة 21 سبتمبر 2012
/ تصوير : المكلا / خاص

صدر للدكتور أحمد هادي باحارثة كتاب يحمل عنوان ( حضارمة في المهجر المصري ) ضم معلومات مهمة وجديدة عن علاقة حضرموت والحضارم بمصر هي حصيلة ثلاثة أعوام من مكوث باحارثة في جمهورية مصر العربية طالبًا للدكتوراة، ويسلط الكتاب الضوء على العلاقات الثقافية الحضرمية المصرية، ويعرض بالتحليل إنتاجات عدد من الأدباء من كتاب وشعراء ممن أثروا المكتبة المصرية بإنتاجاتهم الثقافية الأدبية والتاريخية منذ فترة ما قبل العصر الحديث حتى اللحظة المعاصرة .

صدر الكتاب عن دار حضرموت للطباعة والنشر والتوزيع، وطبع في مطابع وحدين في نحو مائتي صفحة، معززة بصور لأعلام حضرموت وآثارهم في مصر . والكتاب هو طليعة الجهود البحثية الجادة للباحث الدكتور أحمد باحارثة الذي عرفناه من أصحاب الكلمة والرأي الحر في صحافتنا المكتوبة والإلكترونية .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 09-22-2012, 01:36 AM   #592
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


نظرية باصرة حول يمنية حضرموت

9/21/2012 المكلا اليوم / كتب: صالح علي السباعي

الدكتور باصرة شخصية عامه لمع اسمه بعد غزو حضرموت والجنوب 94م، كان احد رجال الرئيس السابق المخلصين، قدم الكثير لنظام صالح حتى أن الرئيس كما يقال كان به من المعجبين، فولاه على جامعة عدن ثم جامعة صنعاء وما بينها مهمات ووزارات عديدة، رغم أن الرجل متخصص في التاريخ وهي ماده سهله تتحدث دائماً عن الماضي، لكنه عرف كيف يستثمرها لبناء مستقبله السياسي، استفاد من كل مراحل الرئيس مثله مثل غيره في تلك الحقبة ممن ركبوا الموجه.

ها هو اليوم يملئ الدنيا صراخاً وضجيج حتى بعد خروجه من الوزارة أصبح يتنقل بين السفارات والفضائيات، وهذا شأنه ليس من حق احد أن يعترض عليه، لكن من حق الآخرين الاعتراض على أحاديثه في الشأن العام الحضرمي هو أو غيره عندما ينسبون لحضرموت أشياءً ليست من تاريخها، أو يوهمون الآخرين بأنهم هم من يمثل حضرموت، وهذا هو سلوك الكثيرين من أخواننا المقيمين في صنعاء، للأسف دائما يظنون أنهم نخبه تمثل حضرموت، بينما بعضهم لا قاعدة له فيها وليست له قبيلة.

قبل أن أشاهد باصرة على قناة السعيدة نهاية الأسبوع الماضي، كنت سمعت له مقابله في البرنامج الوثائقي "هجرة الحضارم" الذي بثته قناة العربية قبل بضع سنيين، كان يتحدث من مكتبه في الوزارة في صنعاء، يومها قال أن حضرموت يمنيه، وأنها جزء من اليمن هذا ما قاله أستاذ التاريخ، وكما يبدو انه كان متأثر بكتابات الرجل الضرير "الهمداني" وأراد أن يثبت موقعه في الوزارة أو يحل محل باجمال في ذلك الوقت، وهي فرصة لمجاملة الرئيس لتثبيت ملكه على حضرموت ونهب خيراتها، الكثير ممن يعرفونه التمس له الأعذار وقالوا ماذا تريد منه أن يقول ؟ هل تريده أن يخسر الكرسي الذي لم يكن يحلم به ؟

فقلنا عذراً مقبول، لكنه اليوم أصبح خارج الكرسي ومع ذلك سمعناه بالأمس على قناة السعيدة يردد ما معناه نفس الكلام وانه حضرمي يمني من اليمن، ونحن لا اعتراض لنا على يمنية باصرة فحضرموت معروفه تتكون من خليط من البشر وربما يشعر الرجل أن دماء يمنيه تجري في عروقه، أو انه قام بفحص حمضه النووي ليكتشف ذلك، نحن نعترض على يمنية حضرموت، لأننا حسب فهمنا المتواضع عن تاريخ حضرموت أنها عاشت حروبا مريرة مع سبأ وحمير على مدى التاريخ، وأن كل مصائبها من هذا الجانب، ونعرف أن ارض الاحقاف هي موطن بنو عاد وثمود، وجدت على الأرض قبل وجود اليمن وقبل وجود سبأ بما يقارب 400 عام كما يقول بعض المؤرخين، والأمر الطبيعي هو أن الأم وجدت قبل البنت وليس العكس وبذلك تكون حضرموت هي الأصل والآخرين هم الفروع، لا أدعي بأنني ملماً بالتاريخ ولست من المهتمين كثيراً بهذه المادة، ما أنا إلاَّ مواطن بسيط من العامة لذلك أجد نفسي مضطراً للاستعانة بإخواننا الأكاديميين والباحثين في جامعات حضرموت والمهجر، وان يقدموا للجمهور الحضرمي الدليل فيما كان باصرة على خطأ أو على صواب فان كان على صواب اعتذرنا له وطالبنا بلدية المكلا بان تقيم له تمثالاً في مسرح الخور.

هذه مهمة وطنيه تقع على عاتق كل المهتمين بشأن حضرموت لأن السكوت على ما يقوم به باصرة وأتباعه من بقايا النظام في صنعاء سيكون كمن يسكت عن قول الحق "شيطاناً اخرس"، قد يقول البعض أن باصرة رجل وطني قدم الكثير لحضرموت، وأنا هنا أتسأل ماذا قدم باصرة لأبناء حضرموت ؟ أفتونا هداكم الله لأننا كمواطنين لا نرى شيئاً.

ما نعرفه أن باصرة هو صاحب نظرية "التعليم الموازي" التي اضر بها مئات آلاف الطلاب من أبناء اليمن وحضرموت على وجه الخصوص، حيث قدم هذا الرجل نظريته الشيطانية المدمرة التي تحرم أبناء الفقراء من دخول الجامعات الحكومية إلاَّ بمقابل مادي يتضاعف كل عام، هذا المقابل ليس له وعاء يصب فيه أو يرفد الخزينة العامة وإنما يذهب لشراء ذمم أساتذة المؤتمر الشعبي العام، هذه النظرية هي السبب في تكوين تنظيم أنصار الشريعة وازدياد الشباب المنحرفين نحو القاعدة وغيرها، باصرة ورئيسه كان السبب في ضياعهم وحرمانهم من التعليم ومن الحياة العادية، في الوقت الذي كان فيه باصرة بقدم مئات المنح الدراسية لأبناء المشائخ وكبار القوم في صنعاء دون استحقاق، بل انه قبل التمسك بوزارة يعشش فيها الفساد ويبيعون المنح الدراسية في وضح النهار، وقد نشرت صحيفة الوسط تقارير بكل تلك الوقائع، لكن السيد الوزير كان يتجاهل ويضع أذن من طين وأخرى من عجين ويتحدث عن النزاهة والشفافية، وكما يبدو أن الفاسدين أنواع مختلفة لكنهم جميعاً يريدون بناء العمارات والقصور.

هذا ما حققه هؤلاء في زمن بشير الخير، واعتقد أن باصرة حتى وأن نشر قائمة ناهبي الأراضي مع هلال كان يعرف انه لن يغير شيئاً وأن هلال نفسه سطا على احد البلوكات في عدن بعد أن لعب لعبته الكبرى مع بعض التجار في حضرموت تحت مسمى انجازات الاستثمار، لكن الثنائي باصرة هلال أراد أن يسجلا موقف شخصي لصالحهم ويوهمون الناس أن بعد التقرير سيأتي الإصلاح، وان أنصار القضية الجنوبية ستهدئ نفوسهم، وتناسى هؤلاء أن القضية الجنوبية ليست موقوفة على إعادة الأراضي أو الوظائف، وإنما إعادة وطن تم استباحته في وضح النهار.

السيد باصرة وآخرين مثله قدموا خدمات كثيرة لنظام صالح لعبوا بالبيضة والحجر، بل أن بعضهم تحمل شوالات الريالات إلى بيته لشراء ذمم الناس لإنجاح مرشحي المؤتمر في الانتخابات الرئاسية والمحلية عام 2006م، وهناك وقائع كثيرة يعرفها الكثيرون.

ضمن مقابلته في السعيدة وصف المناضل باعوم "بالمشاغب" وكأن الرجل كان يلعب مباراة في بارادم، وتناسى تضحيات الرجل وانه لولا باعوم لما قربكم النظام كجنوبيين من كراسي المؤسسات والوزارات، باعوم هو من اجبر النظام على تقديمكم أمام الدول والسفارات بأنكم شركاء وان ادعاءات باعوم باطله، كان الأحرى بكل المسئولين الجنوبيون في صنعاء تقديم الشكر والعرفان لباعوم وليس وصفه بهذه الأوصاف، ثم يقول انه طلب من أصدقاءه السعوديين احتواء "علي البيض"، ولا أدري ماذا يقصد بالاحتواء خصوصاً أن السيد البيض يمثل شريحة واسعة فاعله في الساحة تطالب بفك الارتباط، فمن تمثل أنت يا سيد باصرة ؟

كنا نعتقد انك ستحث أصدقاءك السعوديين على تقديم مبادرة لحل القضية الجنوبية واسترجاع الحقوق الحضرمية، وليس احتواء السيد البيض، لم تعد القضية الحضرمية - الجنوبية مرتبطة بوجود السيد البيض أو باعوم أو غيرهم القضية اليوم هي قضية شعب سيظل يناضل من اجلها حتى النهاية، نحن نعرف أن مصالحكم وضغط المكان والزمان يجبركم على ادعاء اليمننه، لكن السؤال المطروح هو هل يقبلكم مشائخ اليمن كيمنيين مساوين لهم في الحقوق والواجبات ؟ إذا كان الأمر كذلك فلا بأس لكنني اعتقد أنهم لن يلتزموا بذلك ولن يعترفوا بيمنيتك لأنهم يشعرون بأنهم الجنس الأرقى، أنت تعرف نظرتهم للحضارم والجنوبيين، هناك الكثير من الملفات في مسيرة السيد الوزير السابق، لكننا سنكتفي بما أوردناه وندعو الأخ باصرة وكل الذين يسيرون في فلكه بقول كلمة الحق واستغلال علاقاتهم بالدول والسفارات بالضغط على اليمن للاعتراف بحقوق أبناء حضرموت والجنوب، وكفى المؤمنون شر القتال.
 
قديم 09-23-2012, 12:47 AM   #593
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لمحة عن تاريخ الصحابة الحضارمة

منيرسالم بازهير

السبت 22 سبتمبر 2012 09:42


لكثير منا يجهل تاريخ حضرموت خصوصا فيما يرتبط بعصر النبوة والرسالة.. ومساهمة في تنوير النشء ولإفادة الراغب على اللإلمام بتاريخ أرضه وأسلافه أحببت أن أساهم بهذه الإطلالة الموجزة عن تاريخ هذا القطر المبارك، لكي تتحفز فيهم الهمم والعزائم فيتشبّهوا بالأسلاف، ويقتفوا آثارهم في العلوم والأعمال والأحوال والمعارف..ولذا سأركز مضمون هذا المقال في النقاط التالية:

• بيان كيفية وصول الإسلام إلى حضرموت.
• تعداد الوفود الحضرمية الوافدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
• فوائد متعلقة بتاريخ الصحابة الحضارمة.
• ذكر عمّال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت.
• ذكر بعض مناقب مشاهير الصحابة الحضارمة.
• ملخص حول حرب الردة في حضرموت.
وصول الإسلام إلى حضرموت:

إنّ أهل حضرموت كغيرهم من أهل جزيرة العرب سمعوا بالإسلام وتطوراته منذ كان مختفياً في وديان مكة إلى أنْ صار صاحب صولة وجولة يفاوضُ قريشاً على الدخول إلى مكة في العام السادس الهجري وكانت مواسم الحج ومواسم التجارة خيرُ وسيلة لسماعِ ونقلِ ما كان يدور ويحدثُ بالإضافة إلى إسلام بعض اليمنيين الذين أصبحوا في مناطقهم يدعون إلى الإسلام بناءًا على خطة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتمت الاتصالات بين الدولة الإسلامية وأقيال حضرموت بواسطة الوفود الحضرمية الوافدة في السنة التاسعة والعاشرة من الهجرة مبايعة على الإسلام وقد اشتهرتْ هذه السنة بسنة الوفود( ).

وفد وائل بن حجر الحضرمي:

ذكر بامطرف في (مختصر تاريخ حضرموت) أنّ وائل بن حجر بن ربيعة وكان أبوه مِن أقيال اليمن ـ ملوكهم ـ وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخل المسجد فأدناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه وبسطَ له رداءه وأجلسه معه، ثم صعدَ النبي صلى ا لله عليه وآله وسلم المنبر وقال: أيها الناس، هذا وائل بن حجر سيد الأقيال، أتاكم مِن أرض بعيدة ــ يعني حضرموت ــ راغباً في الإسلام، فقام وائل وقال: يا رسول الله بلغني ظهورك وأنا في ملكٍ عظيم فتركته واخترتُ دينَ الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((صدقتَ، اللهم بارك في وائل وولده))، وفي رواية ابن كثير: ((اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده)).

قال ابن الأثير: استعمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأقيال مِن حضرموت، وأصعدَهُ على منبره عند وصوله وقال ((هذا وائل سيد الأقيال)) وفي رواية عند ابن الأثير أيضاً: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له ومسح رأسه.

وبعد أنْ أمضى وائل رضي الله عنه مدّةً يسيرة في المدينة المنورة ذاقَ فيها مِن حلاوة الإيمان ما ذاقَ عادَ إلى بلاده ناشراً للدعوة بين عشيرته وقومه، فكتبَ معه الرسول ثلاثة كُتُبٍ له ولقومه ذكرها الطبراني في (معجمه الصغير) فراجعها إنْ شئتَ في الكتاب المذكور.

وفد كندة:

ترأسَ هذا الوفد الصحابي الجليل الأشعت بن قيس الكندي، وقد تألّف هذا الوفد مِن ثمانين أو ستين راكباً كما ذكره الزرقاني في (المواهب اللدنية) ناقلاً عن ابن سعد في طبقاته وابن إسحاق في (سيرته) والإمام البيهقي في (دلائل النبوة) ثم عادوا دُعاةً في بلدانهم بعد أنْ تشرّفوا بشرَفِ الصُّحبَةِ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( ).

وفد تجيب:

وهي قبيلة مِن كندة وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عددهم ثلاثة عشر رجلاً، وقد جاءوا معهم بصدقات أموالهم، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم وأكرم مثواهم، وكان منهم غلام أقبلَ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أنْ فرغ مِن استقبال جميع أفراد الوفد لأنهم تركوه حارساً على رحالهم لأنه أحدثهم سِنّاً فلما أقبلَ على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: يارسول الله أنا مِن الرهط الذين أتوك آنفاً فقضيتُ حوائجهم فاقضِ حاجتي، قال: وما حاجتك؟ قال تسأل الله عز وجل أنْ يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم أغفر له وأرحمه وأجعل غناه في قلبه)).. ثم أنهم بعد ذلك وافوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى في الموسم القادم إلا ذلك الغلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل الغلام الذي أتاني معكم؟ قالوا: يارسول الله ما رأينا مثله قط ولا حُدثنا بأقنع منه بما رزقه الله فلو أنّ الناس اقتسموا الدنيا ما نظرَ نحوها ولا التفتَ إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله إني لأرجو أنْ يموت جميعاً، فقال رجل منهم أوليس يموت الرجل جميعاً يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا فلعلّ الأجل يدركه في بعض تلك الأودية فلا يبالي الله عز وجل في أيّها هلك.

قال الإمام العلامة برهان الدين الحلبي في سيرته المشهورة بـ(السيرة الحلبية): ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجعَ مِنْ أهل اليمن وحضرموت مَن رجع عن الإسلام قامَ ذلك الغلام في قومه فذكّرهم الله والإسلام فلم يرجع منهم أحد، وجعل أبوبكر الصديق رضي الله عنه يذكر ذاك الغلام ويسأل عنه ولما بلغهُ ما قام به كَتَبَ إلى زياد بن لبيد وكان عامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت يُوصيهِ به خيراً( ).

وفد الجعفيين:

وقد وفدوا مِنْ بلد جردان بحضرموت وهي مِنْ أقدَمِ بلدان حضرموت كما ذكر السيد مرتضى الزبيدي في (تاج العروس)، وكان رئيسهم الصحابي الجليل قيس بن سلمه الجعفي رضي الله عنه وقد وَفَدَ معه جماعة مِن قومه، وكتبَ له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً جاء فيه ((مِن محمد رسول الله لقيس بن سلمه بن شرحبيل، إني استعملُك على مرّان ومواليها وحريم ومواليها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصدَّق ماله وصفَّاه))( ).

وفد الصَدِف:

روى ابن سعد عن جماعة مِن الصَّدِف بفتح الصاد وكسر الدال المهملتين قالوا قدِم وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم بضعة عشر رجلاً على قلائص لهم في أُزر وأردية فصادفوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما بين بيته وبين المنبر فجلسوا ولم يسلموا فقال: أَوَمُسلِمونَ أنتم؟ فقالوا: نعم. فقال: فهلا سلّمتم! فقاموا قياماً فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليكم السلام اجلسوا فجلسوا، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أوقات الصلاة فأخبرهم بها( )، والصدِفُ بطنٌ مِن كندة.

وهناك وفودٌ حضرمية أخرى وفدَتْ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكتفي بذكرها لكي لا يطول بنا الحديث فمنها: وفد القبائل المذحجية الساكنة في وادي حضرموت وبوادي جردان تحديدا، ومنها: وفد صداء، ووفد مهرة، ووفد رهاء، ووفد بني عوذالله( ) ، ووفد بني أود، ووفد النسيين( ).

فوائد متعلقة بتاريخ الصحابة الحضارمة:

الفائدة الأولى: وردَ أنّ الأشعث حينَ قدِمَ إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطبَ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخته قُتَيلة بنت قيس الكندي غير أنه توفي عليه الصلاة والسلام قبل أنْ تقدم عليه مِن حضرموت كما جاء ذلك في (السيرة الحلبية) في الكلام على زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم قال: ومِن جملتهن قتيلة بنت قيس الكندي أخت الأشعث بن قيس الكندي.. وأوصى عليه الصلاة والسلام بأنْ تُخيّر فإنْ شاءتْ ضرب عليها الحجاب وكانت مِن أمهات المؤمنين وإنْ شاءت الفراق فتنكح مَن شاءت فاختارت الفراق، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل حين نزل حضرموت في الردة( ).

الفائدة الثانية : ذكرَ أهل التاريخ أنّ الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه تزوج مِن أمِّ فروة بنت أبي قحافة أخت الصديق رضي الله عنه وهي أم محمد بن الأشعث كما ذكر ذلك ابن سعد في (الطبقات) وابن الأثير في (أسد الغابة) وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) وقال: وتزويج أبي بكر للأشعث بعد الفتح بثلاث سنين أو أربع( ).

الفائدة الثالثة: ذكرالسيد المؤرخ العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشامل) ناقلاً عن ابن جرير الطبري في تاريخه في سياق ذكره لأخبار الأسْوَدِ العنسي الدجال مُدّعي النبوة نزول الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى حضرموت مع أبي موسى الأشعري فأقامَ معاذ رضي الله عنه في قبيلة السكون مِن كندة وأبو موسى في السكاسك منها، ثم ذكر تزوج معاذاً رضي الله عنه إلى بني بكرة حي مِن السّكون وأنّ زوجته تُسمّى رملة فحدبوا لصهارته فيهم، وكان معاذ رضي الله عنه بها مُعجباً ولقد كان يقول فيما يدعوا الله به ((اللهم ابعثني يوم القيامة مع السّكون)) ويقول أحياناً: ((اللهم أغفر للسكون))، وذكر بامخرمة في (تاريخ عدن) ما نقله صاحب (الشامل) راوياً لذلك عن الجندي في (تاريخه) قال: وكان معاذ يتردد بين مخلافي الجند وحضرموت وعنه أخذ جماعةٌ مِن أهلها وصحبوه وتفقهوا به وخرجوا معه إلى الحجاز ثم إلى الشام وكان عمرو بن ميمون الأودي وأصله من حضرموت مِن خواص أصحابه ولم يفارقه حتى حَثَى عليه التراب بالشام سنة (18هـ)( ).

عمّال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت:

بعد إسلام أهل حضرموت أرسلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمّاله وأمرائه للمهمات التالية:
‌أ- نشر تعاليم الإسلام وبيانها للناس.
‌ب- إصدار الأحكام الشرعية وتنفيذها على الرعية.

‌ج- الإمامة في الصلاة وخطبة الجمعة إذ كان الأمراء في ذلك العهد يؤمُّون الناس للصلاة ويخطبون لهم الجمعة والعيدين.
‌د- جمع الصدقة (الزكاة) بصفتها المورد الرئيسي للدولة الإسلامية وكما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن ((فاعلمهم أنّ الله افترضَ عليهم صدقة تؤخذُ مِن أغنيائهم فترد على فقرائهم)) والحديث في الصحيحين.

وقد ذكرتْ كُتبُ التاريخ أسماء العمّال الذين أرسلهم رسول الله إلى قبائل حضرموت وهم كما قال ابن كثير في (البداية والنهاية): وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري، وعلى السكاسك ــ قبيلة من كندة ــ والسكون ومعاوية بن كنده عكاشة بن ثور بن أخضر وبعث معاذ بن جبل معلّماً لأهل البلدين اليمن وحضرموت ينتقل مِن بلد إلى بلد( ).


وذكر الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب): أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعملَ المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة القرشي المخزومي أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات كندة والصدف( ).

لمحة عن حياة الصحابي زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه :

اتفقتْ كلمةُ المؤرخين على أنّ زياداً كان عامل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على بلاد حضرموت وكان حظ أهالي حضرموت منه حظاً وافراً إذ اقتبسوا مِن أخلاقه وفضلهِ الشيء الكثيرة، ويذكر بعض مؤرخي الحضارمة أنّ أكثر مقامه بتريم وشبام ثم غيرهما مِن المواقع الرئيسية( ).

أما ترجمة هذا الصحابي الجليل فنكتفي بما ساقه الحافظ ابن حجر في (الإصابة) حيث قال: أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقام معه بمكة حتى هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة فكان يقال له: مهاجري أنصاري شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلّها وتوفي في العقد الخامس مِن الهجرة أول خلافة معاوية ( ).

من مناقب مشاهير الصحابة الحضارم:

يحسنُ بِنا في هذا المقال أنْ نعرّج على بعض محاسن مشاهير الصحابة الحضارمة فنقول: مِن مشاهير الصحابة الحضارم الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه الذي عُرف بأنه مجاب الدعوة والذي خاض البحر بكلماتٍ قالها وذلك مشهورٌ في كُتُبِ الفتوح ، وكان لَهُ أخ يُقال لَهُ مَيْمُون الحضرمي، وَهُوَ صاحب البئر التي بأعلى مكة التي تعرف ببئر مَيْمُون، وَكَانَ حفرها فِي الجاهلية( ).
ومنهم: الصحابي الجليل قيسبة بن كلثوم التجيبي رضي الله عنه كان ممن شارك في فتح مصر، وقد تبرع بخطته في أرض مصر فزيدت في مسجد الفسطاط وعُوّض عنها فأبَى أنْ يَقبل، وفي ذلك يقول الشاعر لابنه عبد الرحمن:

وأبوك سلّم داره وأباحها ** لجباه قوم ركّعٍ وسجود( )

- ومنهم شريح الحضرمي رضي الله عنه الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)) :ذاكَ رجلٌ لا يتوسدُ القرآن)) أي أنه لا ينام عن القرآن ولكن يتهجّدُ به ولا يكون القرآن متوسداً معه بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها( ).

- ومنهم الصحابي الجليل غرفة بن الحارث الكندي نزيل مصر الذي قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن شارك في فتح مصروسكنها واختط بها دارا شهد حجة الوداع وكان من كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه( ).

- ومنهم : ذهبن بن قرضم بن العجيل بن قثاث بن قمومي بن نقلل بن العيدي بن الآمري، المهري، من مهرة بن حيدان، وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان يكرمه لبعد مسافته، لأنه قدم من أرض الشحر، فلما أراد الانصراف أكرمه رسول الله وحمله، وكتب له كتاباً، فهو عندهم( ).

- ومنهم الصحابي الجليل امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكندي رضي الله عنه( )، شهد يوم اليرموك وكان على كردوس مِن كراديس الجيش، وحضر حصار حصن النجير وشارك في إخراج المرتدين مِن قومه بحضرموت ووثبَ على عمّهِ ليقتله، فقال له عمه: ويحك أتقتلني وأنا عمك! قال أنتَ عمّي واللهُ ربي! فقتله.

وقال بن السكن: كان ممن ثبتَ على الإسلام وأنكرَ على الأشعث ارتداده وأنشدَ له بن إسحاق شعراً يحرّضُ فيه قومه على الثبات على الإسلام ومِن شِعْرِهِ (مجزوء الكامل):

قف بالديار وقوف حابس ** وتأن إنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات ** الرائحات من الروامس
ماذا عليك من الوقوف ** بهالك الطللين دارس؟
يا رب باكية علي ** ومنشد لي في المجالس
أو قائل: يا فارساً ** ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا ** هلك امرؤ القيس بن عابس
وكتب إلى أبي بكر في الردة:
ألا أبلغ أبا بكر رسولا ** وبلغها جميع المسلمينا
فليس مجاورا بيتي بيوتا ** بما قال النبي مكذبينا


-ومنهم ثور بن مالك الكندي رضي الله عنه( ) ، كان في عصر النبي صلى الله عليه وآله و سلم، وصحب معاذ بن جبل باليمن واستخلفه على كندة لما بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذكرَ ذلك وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق، وذكر له خطبة لكندة لما عزموا على الردة وذكر ردّهم عليه وما كان مِن أمرهم إلى أنْ أوقع بهم المسلمون، وهو القائل من أبيات:

وقلت تحلوا بدين الرسول ** فقالوا التراب سفاها بفيكا
فأصبحت أبكي على هلكهم ** ولم اكُ فيما أتوه شريكا


- ومن الصحابيات الحضرميات اللواتي اشتهرن بالمحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهناة بنت كليب الحضرمي( ) التي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسوة ثم دَعَتْ ابنها كليب بن أسد الحضرمي رضي الله عنه فقالت: انطلقْ بهذه الكسوة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاه بها وأسلمَ، فدعا له، وقال كليب حين أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

من وشز برهوت تهوي بي عذافره ** إليك يا خير مَن يحفى وينتعلُ
تجوب بي صفصفاً غبراً مناهله ** تزدادُ عفواً إذا ما كلّت الإبلُ
شهرين أعملها نصّاً على وَجَلٍ ** أرجو بذاك ثوابَ الله يا رجلُ
أنتَ النبي الذي كُنّا نخبرهُ ** وبشَّرَتْنَا بِكَ التوراةُ والرسلُ


حروب الردة في حضرموت:

لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في 12ربيع الأول سنة (11للهجرة) على المشهور حدَثَ اضطرابٌ وارتباكٌ في أبناء الجزيرة العربية وارتدّ عن الإسلام بعض مَن لم يعهِ حقّ الوعي ولم يتمكن مِن فهمِ مبادئه مِن العرب.

أما في القُطرِ الحضرمي فقد ظهرتْ هذه الفِرَقُ المرتدة ومنهم الملوك الأربعة وهم جمد ومخوس ومشرح وأبضعة وأختهم العمردة كانوا ممن ارتدوا وشربوا الخمر وخلعوا ربقة الإسلام عن أعناقهم فقاتلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي وذكر المؤرخ علوي بن طاهر الحداد أنّ منازلهم بأعلى حضرموت( ).


فلما امتنع بعض قبائل كندة مِن تأدية الزكاة للصحابي الجليل زياد بن لبيد، ومنهم الأشعث بن قيس الكندي وجماعة معه، سار إليهم بأهل تريم وكانوا مِن قبيلة حضرموت ومِن السكون والصدف وتجيب وجماعة مِن الصحابة قدموا إلى اليمن لما علموا بامتناعهم بقيادة المهاجر بن أمية وتجمعتْ جماعة الأشعث مِن كندة في موضع لها يُسمّى محجر الزرقان فحاصرهم المسلمون ونشبت بين الفريقين معركة طاحنة أسفرت عن هزيمة المرتدين ونصرة المسلمين عليهم، ثم إنّ كندة فرّت على إثر الهزيمة التي لحقتْ بها إلى حصن النجير فالتجأت به وهو على نحو ثلاثة أميال من تريم فقاتلوهم هناك حتى تم النصر، وبعث زياد رضي الله عنه بالأسرى ومنهم الأشعث بن قيس الكندي إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فاسلم فمن عليه وزوجه أخته أم فروة كما تقدم.

وحسن إسلامه رضي الله عنه ثم شهد اليرموك بعد ذلك بالشام والقادسية وحروب العراق مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنها، وسكن الكوفة وشهد مع علي رضي الله عنه صفين( ).
وختاما نقول : بالنظر في كتب التراجم المعنية بالترجمة للصحابة تجد أنّ الصحابة الحضارمة مِن الكثرةِ بمكانٍ بحيث لا تتسعُ لبيان أحوالهم أمثال هذه العجالة وإنما تفتقر إلى كُتُبٍ مستقلة، وفي هذا الصدد يقول العلامة علوي بن طاهر الحدد: (لو استقصينا ذكرَ المحدّثين والرواة مِن الحضارم فقط وأردنا تراجمهم لاقتضى ذلك مجلداً وسطاً فكيف بما سوى ذلك) ( ) .

ولتعلم أخي القارئ الحبيب أنّ هؤلاء الحضارمة قد ساهموا بعد ذلك في كثيرٍ مِن مجالات الخدمة العالمية كتعليم القرآن والسنة في الأمصار، ونشر الإسلام في العالم إذ أنّ الكثير منهم شاركَ في فتحِ الشام ومصر والمغرب وغيرها من البلاد، وقد سبق مقالٌ عرّج على دور الحضارمة في الفتوحات الإسلامية للأستاذ الباحث محمد بن أبي بكر باذيب حفظه الله فراجعه في العدد واحد من مجلتنا هذه.
 
قديم 09-23-2012, 12:57 AM   #594
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لمحة عن تاريخ الصحابة الحضارمة

منيرسالم بازهير

السبت 22 سبتمبر 2012 09:42


لكثير منا يجهل تاريخ حضرموت خصوصا فيما يرتبط بعصر النبوة والرسالة.. ومساهمة في تنوير النشء ولإفادة الراغب على اللإلمام بتاريخ أرضه وأسلافه أحببت أن أساهم بهذه الإطلالة الموجزة عن تاريخ هذا القطر المبارك، لكي تتحفز فيهم الهمم والعزائم فيتشبّهوا بالأسلاف، ويقتفوا آثارهم في العلوم والأعمال والأحوال والمعارف..ولذا سأركز مضمون هذا المقال في النقاط التالية:

• بيان كيفية وصول الإسلام إلى حضرموت.
• تعداد الوفود الحضرمية الوافدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
• فوائد متعلقة بتاريخ الصحابة الحضارمة.
• ذكر عمّال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت.
• ذكر بعض مناقب مشاهير الصحابة الحضارمة.
• ملخص حول حرب الردة في حضرموت.
وصول الإسلام إلى حضرموت:

إنّ أهل حضرموت كغيرهم من أهل جزيرة العرب سمعوا بالإسلام وتطوراته منذ كان مختفياً في وديان مكة إلى أنْ صار صاحب صولة وجولة يفاوضُ قريشاً على الدخول إلى مكة في العام السادس الهجري وكانت مواسم الحج ومواسم التجارة خيرُ وسيلة لسماعِ ونقلِ ما كان يدور ويحدثُ بالإضافة إلى إسلام بعض اليمنيين الذين أصبحوا في مناطقهم يدعون إلى الإسلام بناءًا على خطة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتمت الاتصالات بين الدولة الإسلامية وأقيال حضرموت بواسطة الوفود الحضرمية الوافدة في السنة التاسعة والعاشرة من الهجرة مبايعة على الإسلام وقد اشتهرتْ هذه السنة بسنة الوفود( ).

وفد وائل بن حجر الحضرمي:

ذكر بامطرف في (مختصر تاريخ حضرموت) أنّ وائل بن حجر بن ربيعة وكان أبوه مِن أقيال اليمن ـ ملوكهم ـ وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخل المسجد فأدناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه وبسطَ له رداءه وأجلسه معه، ثم صعدَ النبي صلى ا لله عليه وآله وسلم المنبر وقال: أيها الناس، هذا وائل بن حجر سيد الأقيال، أتاكم مِن أرض بعيدة ــ يعني حضرموت ــ راغباً في الإسلام، فقام وائل وقال: يا رسول الله بلغني ظهورك وأنا في ملكٍ عظيم فتركته واخترتُ دينَ الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((صدقتَ، اللهم بارك في وائل وولده))، وفي رواية ابن كثير: ((اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده)).

قال ابن الأثير: استعمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأقيال مِن حضرموت، وأصعدَهُ على منبره عند وصوله وقال ((هذا وائل سيد الأقيال)) وفي رواية عند ابن الأثير أيضاً: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له ومسح رأسه.

وبعد أنْ أمضى وائل رضي الله عنه مدّةً يسيرة في المدينة المنورة ذاقَ فيها مِن حلاوة الإيمان ما ذاقَ عادَ إلى بلاده ناشراً للدعوة بين عشيرته وقومه، فكتبَ معه الرسول ثلاثة كُتُبٍ له ولقومه ذكرها الطبراني في (معجمه الصغير) فراجعها إنْ شئتَ في الكتاب المذكور.

وفد كندة:

ترأسَ هذا الوفد الصحابي الجليل الأشعت بن قيس الكندي، وقد تألّف هذا الوفد مِن ثمانين أو ستين راكباً كما ذكره الزرقاني في (المواهب اللدنية) ناقلاً عن ابن سعد في طبقاته وابن إسحاق في (سيرته) والإمام البيهقي في (دلائل النبوة) ثم عادوا دُعاةً في بلدانهم بعد أنْ تشرّفوا بشرَفِ الصُّحبَةِ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( ).

وفد تجيب:

وهي قبيلة مِن كندة وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عددهم ثلاثة عشر رجلاً، وقد جاءوا معهم بصدقات أموالهم، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم وأكرم مثواهم، وكان منهم غلام أقبلَ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أنْ فرغ مِن استقبال جميع أفراد الوفد لأنهم تركوه حارساً على رحالهم لأنه أحدثهم سِنّاً فلما أقبلَ على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: يارسول الله أنا مِن الرهط الذين أتوك آنفاً فقضيتُ حوائجهم فاقضِ حاجتي، قال: وما حاجتك؟ قال تسأل الله عز وجل أنْ يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم أغفر له وأرحمه وأجعل غناه في قلبه)).. ثم أنهم بعد ذلك وافوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى في الموسم القادم إلا ذلك الغلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل الغلام الذي أتاني معكم؟ قالوا: يارسول الله ما رأينا مثله قط ولا حُدثنا بأقنع منه بما رزقه الله فلو أنّ الناس اقتسموا الدنيا ما نظرَ نحوها ولا التفتَ إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله إني لأرجو أنْ يموت جميعاً، فقال رجل منهم أوليس يموت الرجل جميعاً يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا فلعلّ الأجل يدركه في بعض تلك الأودية فلا يبالي الله عز وجل في أيّها هلك.

قال الإمام العلامة برهان الدين الحلبي في سيرته المشهورة بـ(السيرة الحلبية): ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجعَ مِنْ أهل اليمن وحضرموت مَن رجع عن الإسلام قامَ ذلك الغلام في قومه فذكّرهم الله والإسلام فلم يرجع منهم أحد، وجعل أبوبكر الصديق رضي الله عنه يذكر ذاك الغلام ويسأل عنه ولما بلغهُ ما قام به كَتَبَ إلى زياد بن لبيد وكان عامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت يُوصيهِ به خيراً( ).

وفد الجعفيين:

وقد وفدوا مِنْ بلد جردان بحضرموت وهي مِنْ أقدَمِ بلدان حضرموت كما ذكر السيد مرتضى الزبيدي في (تاج العروس)، وكان رئيسهم الصحابي الجليل قيس بن سلمه الجعفي رضي الله عنه وقد وَفَدَ معه جماعة مِن قومه، وكتبَ له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً جاء فيه ((مِن محمد رسول الله لقيس بن سلمه بن شرحبيل، إني استعملُك على مرّان ومواليها وحريم ومواليها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصدَّق ماله وصفَّاه))( ).

وفد الصَدِف:

روى ابن سعد عن جماعة مِن الصَّدِف بفتح الصاد وكسر الدال المهملتين قالوا قدِم وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم بضعة عشر رجلاً على قلائص لهم في أُزر وأردية فصادفوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما بين بيته وبين المنبر فجلسوا ولم يسلموا فقال: أَوَمُسلِمونَ أنتم؟ فقالوا: نعم. فقال: فهلا سلّمتم! فقاموا قياماً فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليكم السلام اجلسوا فجلسوا، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أوقات الصلاة فأخبرهم بها( )، والصدِفُ بطنٌ مِن كندة.

وهناك وفودٌ حضرمية أخرى وفدَتْ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكتفي بذكرها لكي لا يطول بنا الحديث فمنها: وفد القبائل المذحجية الساكنة في وادي حضرموت وبوادي جردان تحديدا، ومنها: وفد صداء، ووفد مهرة، ووفد رهاء، ووفد بني عوذالله( ) ، ووفد بني أود، ووفد النسيين( ).

فوائد متعلقة بتاريخ الصحابة الحضارمة:

الفائدة الأولى: وردَ أنّ الأشعث حينَ قدِمَ إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطبَ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخته قُتَيلة بنت قيس الكندي غير أنه توفي عليه الصلاة والسلام قبل أنْ تقدم عليه مِن حضرموت كما جاء ذلك في (السيرة الحلبية) في الكلام على زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم قال: ومِن جملتهن قتيلة بنت قيس الكندي أخت الأشعث بن قيس الكندي.. وأوصى عليه الصلاة والسلام بأنْ تُخيّر فإنْ شاءتْ ضرب عليها الحجاب وكانت مِن أمهات المؤمنين وإنْ شاءت الفراق فتنكح مَن شاءت فاختارت الفراق، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل حين نزل حضرموت في الردة( ).

الفائدة الثانية : ذكرَ أهل التاريخ أنّ الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه تزوج مِن أمِّ فروة بنت أبي قحافة أخت الصديق رضي الله عنه وهي أم محمد بن الأشعث كما ذكر ذلك ابن سعد في (الطبقات) وابن الأثير في (أسد الغابة) وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) وقال: وتزويج أبي بكر للأشعث بعد الفتح بثلاث سنين أو أربع( ).

الفائدة الثالثة: ذكرالسيد المؤرخ العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشامل) ناقلاً عن ابن جرير الطبري في تاريخه في سياق ذكره لأخبار الأسْوَدِ العنسي الدجال مُدّعي النبوة نزول الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى حضرموت مع أبي موسى الأشعري فأقامَ معاذ رضي الله عنه في قبيلة السكون مِن كندة وأبو موسى في السكاسك منها، ثم ذكر تزوج معاذاً رضي الله عنه إلى بني بكرة حي مِن السّكون وأنّ زوجته تُسمّى رملة فحدبوا لصهارته فيهم، وكان معاذ رضي الله عنه بها مُعجباً ولقد كان يقول فيما يدعوا الله به ((اللهم ابعثني يوم القيامة مع السّكون)) ويقول أحياناً: ((اللهم أغفر للسكون))، وذكر بامخرمة في (تاريخ عدن) ما نقله صاحب (الشامل) راوياً لذلك عن الجندي في (تاريخه) قال: وكان معاذ يتردد بين مخلافي الجند وحضرموت وعنه أخذ جماعةٌ مِن أهلها وصحبوه وتفقهوا به وخرجوا معه إلى الحجاز ثم إلى الشام وكان عمرو بن ميمون الأودي وأصله من حضرموت مِن خواص أصحابه ولم يفارقه حتى حَثَى عليه التراب بالشام سنة (18هـ)( ).

عمّال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت:

بعد إسلام أهل حضرموت أرسلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمّاله وأمرائه للمهمات التالية:
‌أ- نشر تعاليم الإسلام وبيانها للناس.
‌ب- إصدار الأحكام الشرعية وتنفيذها على الرعية.

‌ج- الإمامة في الصلاة وخطبة الجمعة إذ كان الأمراء في ذلك العهد يؤمُّون الناس للصلاة ويخطبون لهم الجمعة والعيدين.
‌د- جمع الصدقة (الزكاة) بصفتها المورد الرئيسي للدولة الإسلامية وكما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن ((فاعلمهم أنّ الله افترضَ عليهم صدقة تؤخذُ مِن أغنيائهم فترد على فقرائهم)) والحديث في الصحيحين.

وقد ذكرتْ كُتبُ التاريخ أسماء العمّال الذين أرسلهم رسول الله إلى قبائل حضرموت وهم كما قال ابن كثير في (البداية والنهاية): وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري، وعلى السكاسك ــ قبيلة من كندة ــ والسكون ومعاوية بن كنده عكاشة بن ثور بن أخضر وبعث معاذ بن جبل معلّماً لأهل البلدين اليمن وحضرموت ينتقل مِن بلد إلى بلد( ).


وذكر الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب): أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعملَ المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة القرشي المخزومي أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات كندة والصدف( ).

لمحة عن حياة الصحابي زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه :

اتفقتْ كلمةُ المؤرخين على أنّ زياداً كان عامل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على بلاد حضرموت وكان حظ أهالي حضرموت منه حظاً وافراً إذ اقتبسوا مِن أخلاقه وفضلهِ الشيء الكثيرة، ويذكر بعض مؤرخي الحضارمة أنّ أكثر مقامه بتريم وشبام ثم غيرهما مِن المواقع الرئيسية( ).

أما ترجمة هذا الصحابي الجليل فنكتفي بما ساقه الحافظ ابن حجر في (الإصابة) حيث قال: أنه خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقام معه بمكة حتى هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة فكان يقال له: مهاجري أنصاري شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلّها وتوفي في العقد الخامس مِن الهجرة أول خلافة معاوية ( ).

من مناقب مشاهير الصحابة الحضارم:

يحسنُ بِنا في هذا المقال أنْ نعرّج على بعض محاسن مشاهير الصحابة الحضارمة فنقول: مِن مشاهير الصحابة الحضارم الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه الذي عُرف بأنه مجاب الدعوة والذي خاض البحر بكلماتٍ قالها وذلك مشهورٌ في كُتُبِ الفتوح ، وكان لَهُ أخ يُقال لَهُ مَيْمُون الحضرمي، وَهُوَ صاحب البئر التي بأعلى مكة التي تعرف ببئر مَيْمُون، وَكَانَ حفرها فِي الجاهلية( ).
ومنهم: الصحابي الجليل قيسبة بن كلثوم التجيبي رضي الله عنه كان ممن شارك في فتح مصر، وقد تبرع بخطته في أرض مصر فزيدت في مسجد الفسطاط وعُوّض عنها فأبَى أنْ يَقبل، وفي ذلك يقول الشاعر لابنه عبد الرحمن:

وأبوك سلّم داره وأباحها ** لجباه قوم ركّعٍ وسجود( )

- ومنهم شريح الحضرمي رضي الله عنه الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)) :ذاكَ رجلٌ لا يتوسدُ القرآن)) أي أنه لا ينام عن القرآن ولكن يتهجّدُ به ولا يكون القرآن متوسداً معه بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها( ).

- ومنهم الصحابي الجليل غرفة بن الحارث الكندي نزيل مصر الذي قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن شارك في فتح مصروسكنها واختط بها دارا شهد حجة الوداع وكان من كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه( ).

- ومنهم : ذهبن بن قرضم بن العجيل بن قثاث بن قمومي بن نقلل بن العيدي بن الآمري، المهري، من مهرة بن حيدان، وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان يكرمه لبعد مسافته، لأنه قدم من أرض الشحر، فلما أراد الانصراف أكرمه رسول الله وحمله، وكتب له كتاباً، فهو عندهم( ).

- ومنهم الصحابي الجليل امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكندي رضي الله عنه( )، شهد يوم اليرموك وكان على كردوس مِن كراديس الجيش، وحضر حصار حصن النجير وشارك في إخراج المرتدين مِن قومه بحضرموت ووثبَ على عمّهِ ليقتله، فقال له عمه: ويحك أتقتلني وأنا عمك! قال أنتَ عمّي واللهُ ربي! فقتله.

وقال بن السكن: كان ممن ثبتَ على الإسلام وأنكرَ على الأشعث ارتداده وأنشدَ له بن إسحاق شعراً يحرّضُ فيه قومه على الثبات على الإسلام ومِن شِعْرِهِ (مجزوء الكامل):

قف بالديار وقوف حابس ** وتأن إنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات ** الرائحات من الروامس
ماذا عليك من الوقوف ** بهالك الطللين دارس؟
يا رب باكية علي ** ومنشد لي في المجالس
أو قائل: يا فارساً ** ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا ** هلك امرؤ القيس بن عابس


وكتب إلى أبي بكر في الردة:

ألا أبلغ أبا بكر رسولا ** وبلغها جميع المسلمينا
فليس مجاورا بيتي بيوتا ** بما قال النبي مكذبينا


-ومنهم ثور بن مالك الكندي رضي الله عنه( ) ، كان في عصر النبي صلى الله عليه وآله و سلم، وصحب معاذ بن جبل باليمن واستخلفه على كندة لما بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذكرَ ذلك وثيمة في كتاب الردة عن بن إسحاق، وذكر له خطبة لكندة لما عزموا على الردة وذكر ردّهم عليه وما كان مِن أمرهم إلى أنْ أوقع بهم المسلمون، وهو القائل من أبيات:

وقلت تحلوا بدين الرسول ** فقالوا التراب سفاها بفيكا
فأصبحت أبكي على هلكهم ** ولم اكُ فيما أتوه شريكا


- ومن الصحابيات الحضرميات اللواتي اشتهرن بالمحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهناة بنت كليب الحضرمي( ) التي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسوة ثم دَعَتْ ابنها كليب بن أسد الحضرمي رضي الله عنه فقالت: انطلقْ بهذه الكسوة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاه بها وأسلمَ، فدعا له، وقال كليب حين أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

من وشز برهوت تهوي بي عذافره ** إليك يا خير مَن يحفى وينتعلُ
تجوب بي صفصفاً غبراً مناهله ** تزدادُ عفواً إذا ما كلّت الإبلُ
شهرين أعملها نصّاً على وَجَلٍ ** أرجو بذاك ثوابَ الله يا رجلُ
أنتَ النبي الذي كُنّا نخبرهُ ** وبشَّرَتْنَا بِكَ التوراةُ والرسلُ

حروب الردة في حضرموت:

لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في 12ربيع الأول سنة (11للهجرة) على المشهور حدَثَ اضطرابٌ وارتباكٌ في أبناء الجزيرة العربية وارتدّ عن الإسلام بعض مَن لم يعهِ حقّ الوعي ولم يتمكن مِن فهمِ مبادئه مِن العرب.

أما في القُطرِ الحضرمي فقد ظهرتْ هذه الفِرَقُ المرتدة ومنهم الملوك الأربعة وهم جمد ومخوس ومشرح وأبضعة وأختهم العمردة كانوا ممن ارتدوا وشربوا الخمر وخلعوا ربقة الإسلام عن أعناقهم فقاتلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي وذكر المؤرخ علوي بن طاهر الحداد أنّ منازلهم بأعلى حضرموت( ).


فلما امتنع بعض قبائل كندة مِن تأدية الزكاة للصحابي الجليل زياد بن لبيد، ومنهم الأشعث بن قيس الكندي وجماعة معه، سار إليهم بأهل تريم وكانوا مِن قبيلة حضرموت ومِن السكون والصدف وتجيب وجماعة مِن الصحابة قدموا إلى اليمن لما علموا بامتناعهم بقيادة المهاجر بن أمية وتجمعتْ جماعة الأشعث مِن كندة في موضع لها يُسمّى محجر الزرقان فحاصرهم المسلمون ونشبت بين الفريقين معركة طاحنة أسفرت عن هزيمة المرتدين ونصرة المسلمين عليهم، ثم إنّ كندة فرّت على إثر الهزيمة التي لحقتْ بها إلى حصن النجير فالتجأت به وهو على نحو ثلاثة أميال من تريم فقاتلوهم هناك حتى تم النصر، وبعث زياد رضي الله عنه بالأسرى ومنهم الأشعث بن قيس الكندي إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فاسلم فمن عليه وزوجه أخته أم فروة كما تقدم.

وحسن إسلامه رضي الله عنه ثم شهد اليرموك بعد ذلك بالشام والقادسية وحروب العراق مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنها، وسكن الكوفة وشهد مع علي رضي الله عنه صفين( ).
وختاما نقول : بالنظر في كتب التراجم المعنية بالترجمة للصحابة تجد أنّ الصحابة الحضارمة مِن الكثرةِ بمكانٍ بحيث لا تتسعُ لبيان أحوالهم أمثال هذه العجالة وإنما تفتقر إلى كُتُبٍ مستقلة، وفي هذا الصدد يقول العلامة علوي بن طاهر الحدد: (لو استقصينا ذكرَ المحدّثين والرواة مِن الحضارم فقط وأردنا تراجمهم لاقتضى ذلك مجلداً وسطاً فكيف بما سوى ذلك) ( ) .

ولتعلم أخي القارئ الحبيب أنّ هؤلاء الحضارمة قد ساهموا بعد ذلك في كثيرٍ مِن مجالات الخدمة العالمية كتعليم القرآن والسنة في الأمصار، ونشر الإسلام في العالم إذ أنّ الكثير منهم شاركَ في فتحِ الشام ومصر والمغرب وغيرها من البلاد، وقد سبق مقالٌ عرّج على دور الحضارمة في الفتوحات الإسلامية للأستاذ الباحث محمد بن أبي بكر باذيب حفظه الله فراجعه في العدد واحد من مجلتنا هذه.
 
قديم 09-23-2012, 01:28 AM   #595
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


سعياً إلى تفعيل دور المرجعية و معالجة المعضلات
رجالات من وادي حضرموت تلتقي في مركز ابن عبيدالله السقاف


السبت 22 سبتمبر 2012
/ تصوير : سيئون

فيما يفرضه واقع وادي حضرموت على وجه الخصوص من تدارس و تشاور التقى أمس في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون نخبة من العلماء والسادة والمشايخ والأعيان و الوجهاء من مختلف مدن الوادي و قدر حضر اللقاء الشيخ عبدالله بن سالم بن علي جابر شيخ قبيلة آل علي جابر حيث بحث الجميع مختلف القضايا ذات الطابع الأمني والإجتماعي والتوعوي وسبل تعزيز اللحمة الحضرمية و قد انتهى الجميع بإجماع إلى ضرورة مواصلة هذه اللقاءات التي يوجبها الواقع والمسؤولية الآنية والتاريخية و إعادة تفعيل دور المرجعية والالتفاف حولها للخروج من بعض المعضلات و المستجدات التي تهدد الأمن والاستقرار وتغيير نمط مسار الحياة المألوفة و القيم التربوية العريقة و للنهوض بوادي حضرموت وعمومها إلى ما يتلائم مع شخصية و كرامة الإنسان الحضرمي وسمعته المثلى و تاريخه ومجده التليد والسعي في تحقيق ذلك بجدية وبروح الفريق الواحد في مختلف السبل و سيكون لاحقاً لقاءات أخرى مع العديد من الشخصيات البارزة في وادي حضرموت.
 
قديم 09-25-2012, 01:20 AM   #596
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت …وظاهرة (التلوث الحضاري)

هنا حضرموت / أكرم باشكيل
الأحد 23 سبتمبر 2012

عند علماء المناخ باتت ( ظاهرة الإحتباس الحراري) من الظواهر المقلقة لسكان الكون الفسيح والأرض المعمورة منه حيث تزداد معدلات إرتفاح الحرارة فية نظرا للتغيرات الطارئة من لدن الإنسان في سوء الاستخدام الأمثل لكل مكونات بيئته مما ولد خلل في التوازن البيئي الفطري فكانت نتائجه كارثية بالمطلق من جراء هذا الاستخدام السيء ..!!

لعل القاريء يتساءل عن علاقة هذا بعنوان موضوعنا لا من حيث المكان ( حضرموت ) وهو جزء من هذا الكون الفسيح وإنما من حيث ظاهرة جديد طرأت على المكان (حضرموت ) فيما يمكن أن أسميها( التلوث الحضاري ) بكل ما تحمله مفردتي الجملة الأسمية من دلالات ومعاني (التلوث) و(الحضارة) ..!!

عند الحديث عن حضرموت تقفز مفردة ( الحضارة ) متماهية معها أذ أن علماء الآثار فضلا عن الانثروبولوجيا يؤكدون حد الجزم القطعي الإرتباط الوثيق بين المكان ( حضرموت) والحضارة كنتاج طبيعي لنشاط إنسان الموطن( الحضرمي ) الساكن بها .. بل يهتمون بدراسة آثارها الماثلة ماديا وروحيا الى إثبات حالة التمدن التي إنماز بها الحضرمي فباتت سمة من سمات حياته ..!!

مايقودني اليوم للحديث عن فرضية ( المتغير) في ماذهبنا إليه وهو يتسيد الواقع المعاش بل يكاد يلتهمه بسرعة مذهلة في جيلنا الجديد الذي يبدوا أنه ينسلخ شيئا فشيئا عن مكنونات جينات أجداده فيذهب لإكتساب صفات سلوكية ومعرفية بعيدة عن ماهو مألوف من خصائص أجداده الحضرميه..!!

عند الحديث عن ( التلوث الحضاري) كظاهرة تستوقفني حالة التغيير المخيف في قضيتين رئيسيتين تشكلا جذر الحضارة في أي أمة هما : البناء الروحي والهيكل المادي لها ..حيث يتمثل البناء الروحي في مجمل القيم والاخلاق وجوانب التطورالعلمي المعرفي لها من إنتاج فكري ونهضة تربوية تعليمية ..بينما الهيكل المادي في أنماط وأشكال ووسائل العمارة والتخطيط المدني السليم ووكل مايمت بصلة للتعامل السليم في إظهار عمارة الإنسان لأرضه..!!

فخلال ربع قرن من الزمن تعرضت حضرموت لحملة شرسة منظمة إزدادت وتيرتها مع لحظة الإندماج القسري الثاني مع اليمنيين حيث كان الإستهداف لمنظومة القيم فيما بات يعرف بالتلوث الأخلاقي بكل مايحمله من دلالات ومعاني فجاءت نتائجه كارثية ربما سوف نعاني منها على مدىأبعد مما أكتسبه هذا الجيل في سنيه الخوالي.. وقس ذلك على ظاهرة التلوث المادي المتمثلة في جوانب العمران وخصائص البناء والتخطيط المدني للمدن وطرق التعامل معها مدنيا وفق منظومة مكوننا الحضارية ..!!

وإذا تحدثنا عن الجانب المعرفي ومدركات خطورتها فحدث ولاحرج فإنهيار منظومة التربية ل( المدرسة الأبوية) التي قامت عليها أسس التربية ..ناهيك عن طرائق وأساليب للتعليم بالمدارس التي نراها تنتشر كإنتشار النار في الهشيم في مستويات التعليم الأدنى والأعلى فمدارس التعليم الاساسي والثانوي وكذا الجامعات تشهد إجتياحا غريبا مريبا لمفاهيم تعليمية تلوث قيمنا التعليمية التي باتت تنذر بخطر مخيف من جراء هذا الغزو وعدوى الإنتقال المستهدف الى حواضرنا فتمثلناه سلوكا ..!!

أن جل ثروتنا هي في المقام الاول من خلال هذه المنظومة القيمية الحضارية التي يرتكز عليها المجتمع حضاريا واذا لم نتدارك مانحن فيه الآن فقد نصبح غدا في خبر كان وننعي حظنا وموروثنا الحضاري الذي نضيعه اليوم تدريجيا بإكتساب خصائص جديده ملوثة ليست من موروثنا الحضاري في شيء ..!!

نحن في هذا الإطار بحاجة الى إعادة توازننا من جديد والنظر بماهو كائن بنا ويحاك ضدنا وأن نقيم له الندوات والورش والمحاضرات للتنبيه منه وإرشاد ذوي الإختصاص في البحث عن معالجات له سريعة وذات بعد مستقبلي وربما خطوتنا الأولى في إستعادة دور المدرسة الأبوية ثم في إجتراح وسائل جديدة وحديثة لطرائق تربوية في مدارسنا بالتعليم الأساسي والثانوي وإعتماد طرائق حديثة في التعليم الجامعي قائمة على البحث العلمي لا تلقين ( الملازم ) …!!!

الجميع اليوم مشترك في المسؤولية الوطنية إتجاه أمة وأجيال وحضارة يغزوها هذا الغول السرطاني في مهد دارها وليس بمنأى أي فرد منها من خطر هذا التلوث الذي تتعرض له ويكاد يقضي على كل شي جميل فيها ..وحضرموت بها من رجالاتها ما يمكنهم أن يستثيروا الهمم ويبعثوا الطاقات إتجاه الفعل الحقيقي الممنهج للوقاية من خطر هذا التلوث الحضاري الوخيم ..!!
 
قديم 09-27-2012, 01:26 AM   #597
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أعيادكم لا تعنينا!!

هنا حضرموت / د. أحمد باحارثه
الأربعاء 26 سبتمبر 2012


درجت دولتنا اليمنية سواء قبل الوحدة أو بعدها على الاحتفاء والتعطيل في ثلاثة أعياد تأتينا في ثلاثة أشهر متوالية، سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وتوصف بالأعياد الوطنية، لكننا إذا نظرنا للحدث الذي تقترن به كل مناسبة وجدناه بعيد عنا لا يعني لنا شيئًا في منطقتنا الشرقية الحضرمية، بينما لنا نحن الحضارمة أيامنا المعاصرة المجيدة التي ينبغي أن يدرج الأبرز منها في سلك الأعياد الوطنية العامة حتى تكون لنا شخصيتنا الحاضرة في هذه الدولة التي نحن نعد جزءًا كبيرًا ومهمًا منها .

فيوم 26 سبتمبر تم فيه إسقاط نظام الإمامة، وهذا النظام كان مقصورًا على المنطقة الشمالية والغربية، ومن ثم لم يمتد تأثيره السلبي الذي دعا للثورة عليه إلى شرق البلاد ولا إلى جنوبها، ولهذا فهو لا يعني لنا شيئًا يذكر ولا أثر له في واقع حياتنا بحضرموت، كما أن يومي 14 أكتوبر و30 نوفمبر هما حدثان معنية بهما المنطقة الجنوبية التي كانت تحت الاحتلال الإنجليزي العسكري والمباشر، وقد كانت المنطقة الشمالية والغربية مستقلة لا استعمار فيها، والمنطقة الشرقية الحضرمية مرتبطة بالإنجليز لكن دون تدخل مباشر أو وجود عسكري .

وإن لنا نحن الحضارم نضالاتنا ضد هذا الارتباط وسجلنا أيامًا مجيدة يجب أن يحتفى بها وأن تصبح مناسبة وطنية يحتفى بها وعيدًا وطنيًا تعطل له الإدارات أسوة بأعياد سائر المناطق، وأخص بالذكر يوم 27 ديسمبر المشهود، والذي شهد حركة نضالية اتسمت دون غيرها من الحركات في اليمن بالجماهيرية وبالسلمية رغم البطش الذي تعرضت له، ولم ترتبط بفئة معينة كالعسكر أو الثوار المسلحين .

وقد تناولت صحيفة عدنية هذا الحدث باحتفاء شديد بوصفه الأول من نوعه في المنطقة آنذاك، وهي صحيفة ( النهضة ) في عددها ( 57 ) الصادر بتاريخ 4/1/1951 ، ومما ذكرته أن أهل المكلا ” أصبحوا المثل الأول للجنوب في الكفاح من أجل الحقوق الوطنية الصريحة، أصبحوا أساتذة الوطنية لشعب الجنوب العربي … فلا يجب أن ينسى الجنوب هذا الدرس الدموي الهائل وإلا فستظل حياته منسية أبد الدهر، هذا هو الدرس الذي يمكن أن نخرج به من قصة أول مظاهرة من نوعها في حضرموت، بل والجنوب بإماراته وسلطناته ومحمياته ” .

وتحقق ما قاله كاتب الخبر فنسي الجنوب الدرس فأصبحت حياته منسية بل في حكم المنتهية إلى الأبد، لكن الغريب أن ننسى نحن بو حضرم هذا الدرس وذلك اليوم وتلك المناسبة، إن كثيرًا من مرافقنا وشوارعنا في مدينة المكلا وغيرها من المدن الحضرمية تحمل تواريخ وأعلام وغيرها من الأسماء التي لا تعنينا وننسى ما نحن معنيون به منها، وهذا جائز في سياسة البيادق المرتبكة والعرائس المتحركة .

لذا فإني أدعو أن يعلن يوم ( 27 ديسمبر ) يومًا وطنيًا لمنطقتنا الشرقية الحضرمية، وأن يحمل بعض مرافقنا وأحد أهم شوارع المكلا اسمه، بل ينبغي أن ننادي ونطالب شركاءنا في الوطن بحقه من الاحتفاء والتعطيل بوصفه عيدًا وطنيًا عامًا أسوة بسائر الأيام التي يحتفى بها لسائر المناطق والجهات اليمنية، وإلا فإن لكم أعيادكم التي لا تعنينا، ولنا أعيادنا التي نعرفها ونقدرها أو هكذا ينبغي أن نكون إزاءها .
 
قديم 09-27-2012, 01:56 AM   #598
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت وأول تعميم داخلي للجبهة القومية في 29/ ابريل /1969م" فترة عام ونصف بعد 67م"

9/26/2012 أحمدعلي باهبري


إن أبشع مايتعامل به مؤسسي و أعضاء الجبهة القومية في المقام الأول، هو خضوع عقولهم لرغباتهم الفكرية بالاشتراكية العلمية، وهذا من الضعف و التحلل الشخصي في الوازع الديني لديهم واحتقارهم لأشياء كبيرة وعظيمة عند الخالق المعبود مرتبطة بالنهج الرباني للإسلام ، وتفرغوا بعقولهم لتعظيم أشياء صغيرة وتافهة ناتجة من فكر ملحد اشتراكي علماني ،وهذا ناتج من الضعف الخلقي لديهم،وسلكوا طريق الإجبار والإكراه مع الناس على إتباع فكرهم الاشتراكي، وهذا أول تعميم داخلي على المحافظات الست لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .


تعميم داخلي حول الأوضاع التنظيمية في هذه المرحلة :-

" لقد مر تنظيم الجبهة القومية طوال السنة والنصف الماضية بمصاعب ومشاكل كبيرة وخطيرة أدت الى تمزق داخلي للتنظيم ، وأدت الى انفلات الأوضاع التنظيمية ، وحتى في المدينة المحافظة الأولى والخامسة لم يبقى من التنظيم سوى الشكل العام والارتباط باسم الجبهة القومية ، وحتى هذا الارتباط لم يبقى محدوداً ومحصوراً بالعناصر التي ارتبطت بالثورة وبالتنظيم " –

ماذكر أنفا فقد نُقل بمثل ماكُتب فهو مقطع من مقدمة التعميم الداخلي ، إن كتابة هذا التعميم من بداية الصفحة الأولى الى نهاية الصفحة الأخيرة لم تذكر فيه آية واحدة من القرآن الكريم ولا استدلال بحديث عن الرسول الأعظم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ولكن ابرزوا إيمانهم العميق والأساسي للاشتراكية العلمية، ويوصف التعميم حالة الانفلات خلال عام ونصف من بعد عام 1967م، وهذا يدل على إن الذين اغتشوا أو انخدعوا بسياسة الجبهة القومية، قد تخلوا عنها وبالأخص في عدن و حضرموت ، ولكن الرفاق قد اقروا في البند الثالث من هذا التعميم النص التالي .

ثالثاً – لقد اقر برنامج استكمال مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي على ضرورة البرنامج الفكري والتنظيمي النابع من إيماننا بالاشتراكية العلمية وهذه المسألة في هذه المرحلة تعتبرمن أهم قضايانا ، خاصة إذا ما أدركنا بأن عدم وجود وحدة فكرية بين الأعضاء ، قيادة وقواعد ، وعدم وجود وحدة فكرية تثقيف مركزي موحد ساعد الى حد كبير على تردي أوضاعنا التنظيمية الداخلية - - اقر في البرنامج .. ولقد خرجت القيادة العامة بالنسبة لهذه القضية بالتصور التالي :-

أ-الاعتماد التثقيفي على المنابع الأساسية للاشتراكية العلمية انسجاماً مع إيماننا بهذا الهدف، على أن نبداء بتدريس كتاب أصول الفلسفة الماركسية.
ب-الاعتماد على دراسة التجارب الاشتراكية المختلفة في النظرية والتطبيق بشكل عام وفي البلدان المتخلفة بشكل خاص .
ج- الإلمام الثقافي للواقع القومي، ودراسته بتجاربه المختلفة، الواقع اليمني أولا والواقع العربي ثانياً.
د- الاهتمام الكافي بالواقع وبالثقافة الوطنية في إقليم اليمن .
أما البند الرابع وقفت اللجنة التنظيمية ووضعت بداية لتنظيم المقر، وعلية توزعت المسؤوليات على النحو التالي :-

سكرتارية المقر تحت مسؤولية الأخ علي عبد العليم .
اللجنة التنظيمية المركزية تحت مسؤولية الأخ عبد الفتاح إسماعيل .
اللجنة الفكرية تحت مسؤولية الأخ عبد الفتاح إسماعيل والأخ علي عبد العليم .
لجنة المؤسسات الجماهيرية تحت مسؤلية الأخ محمد صالح عولقي والأخ محمد عشيش
لجنة العلاقات الخارجية تحت مسؤولية فيصل عبد اللطيف .

عبدالفتاح اسماعيل

" وحسفاه على وقتاً مرعلى شعباً مسالماً في تخلف وصراعات دامية وتقلبات سياسية الى يومنا هذا من وراء فكر هذا الرجل واتباعه "
إن المصابين بداء الوثوقية الزائدة وتضخيم الأشياء الاستثنائية والسيطرة عليها وفقدان المرونة الذهنية ، هم الذين يسقطون القواعد المتعارف عليها عند الشعوب المسلمة ، وذلك لتعلقهم بالأمر الشاذ الناتج منه اضرارتكون أسوأ من ماهو متوقع لهم، فالذين تميزوا في فترة من الفترات بالفكر الاشتراكي، هم الذين أوقفوا الحركة الثقافية الإسلامية السمحا ، واعتمدوا على دراسة الفكر الماركسي العلماني الاشتراكي وخدعوا بها شبابنا الذين انجروا في خطاهم ، وفي تلك الفترة 69/70 م حلت على حضرموت جفاف الى إن بلغ الحال أسوأ ، مما أدى الى استدعاء الأمم المتحدة لتقديم المساعدة .

فنقول لمن بقي منهم على قيد الحياة أذاهم مازالوا مصرين على فكرهم السابق فليتقوا الله في أهلهم وكفى تلاعب في هذا المسار او الإنحراف الى جهة مخالفة عن القرآن والسنة المحمدية .
(( إن الذي يقرأ ماكُتب عن الماضي من تاريخ الإنكسارات والرذائل فماهو إلا تذكير وتحذير من الوقوع في مستقبل مثله ))

ونقول نحن سوف نظل فيما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية ،فيجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة، وان لم نكن حاضرين عليها بل نجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا
 
قديم 09-29-2012, 01:11 AM   #599
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الجنوب ومخاطر إستدعاء تجربة دولة "اليمن الديمقراطية الشعبية

علي الكثيري

الجمعة 28 سبتمبر 2012 08:09

إذا كان السواد الأعظم من أبناء حضرموت مجمعين على رفض حالة الاخضاع والاستباحة والاستلاب المفروضة عليهم منذ حرب اجتياح الجنوب صيف عام 1994م، فإن معظمهم يرفضون في الوقت ذاته وعلى نحو قاطع العودة إلى مهالك التجربة المأساوية لدولة "اليمن الديمقراطية الشعبية" السابقة في الجنوب التي أمعنت في قهرهم وتصفية رموزهم ومرجعياتهم الدينية والعلمية والسياسية والفكرية والاجتماعية وتحويلهم إلى مجرد توابع وهوامش لا قيمة ولا موضع لها في مراكز صنع القرار الجنوبي .

أقول قولي هذا لأسمع – بضم الألف – من به صمم حقيقة أن ما يتخلل بعض فعاليات أنصار الحراك الجنوبي في وادي حضرموت من شعارات تستفز – مع سبق الإصرار – قطاعات واسعة من أبناء القبائل والسادة في الوادي، وتسترجع في مضامينها أصداء شعارات "العنف الثوري" و"الانتفاضات الفلاحية" مطلع سبعينيات القرن الماضي، بل وتتوعد هذه الشرائح الاجتماعية بفظاعات "السحل" و"القتل" و"التنكيل" و"الاستئصال"، إن ذلك كله يرتد ضرره الفتاك على زخم الحراك وفاعليته وجماهيريته في حضرموت،حيث أن تلك القطاعات الواسعة من أبناء حضرموت عموما الذين تستفزهم تلك الشعارات العدوانية،لن يقفوا مكتوفي الأيدي في وجه من يفكر في العودة بهم إلى زمن "العنف الثوري" وانتفاضات "لا قبيلي ولا كهنوتي ولا اقطاعي بعد اليوم" التي سفك من خلالها "المتطرفون الدمويون" المدعومون بخبرات استخبارات المعسكر الشيوعي دماء كوكبة نيرة من علماء حضرموت ورجالها الأفذاذ ..

نعم، نقولها بملء الفم أن الحضارمة وقد كانوا أول من خرجوا بصدور عارية رفضا لـ"الوحدة" التي تحولت إلى اجتياح عسكري،وواجهوا ببسالة منذ عام 1996م جور وغطرسة النظام وهو في عز قوته ونشوته،لن يسمحوا بأي حال من الأحوال أن يساقوا مرة أخرى على ذلك النحو الذي أرخ لنكبتهم الأولى عام 1967م، ولن يقبلوا سوى التأسيس لجنوب جديد يمكنهم من حقهم في صناعة القرار والشراكة الفاعلة والفعلية في السلطة والثروة وفق معايير المساحة والسكان والثروة والمكانة والدور التاريخي، جنوب فيدرالي ديمقراطي يعترف بثراء التنوع، تتوازن في منظوماته المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمكوناته الجغرافية والإدارية، ولا تداخله مفاعيل الإقصاء والإلغاء والصراع ودوامات العنف،وهذا كله ما نجزم بأنه توق الغالبية العظمى من الجنوبيين الذين لم تورثهم تجربة دولة "اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة في الجنوب سوى الكوارث والمآسي والجراح .

من المؤسف أن بعض القيادات التي حكمت الجنوب وشاركت في كل المآسي والفظائع وسفك دماء الجنوبيين على مدار الثلاثة والعشرين عاما التي أعقبت الاستقلال، قد فسرت مفهوم "التصالح والتسامح" الذي رفعه أبناء الجنوب على أنه تعبير عن نسيان ما اقترفوه من خطايا وكوارث، الأمر الذي جعل تلك القيادات تطمع في العودة لممارسة تسلطها عبر شعارين تصر جميعها – القيادات السابقة – على رفعهما وتضليل البسطاء بهما، وهما شعارا " فك الارتباط " الذي يعني – وفق تعريفها – " عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 22 مايو 1990م "، والشعار الثاني هو "استعادة الدولة" الذي يعني قانونيا وسياسيا عودة نظام " لا صوت يعلو فوق صوت الحزب " نظام تكميم الافواه وكبت الحريات وسطوة الحزب الواحد..لان تعريف الدولة هو : ارض وشعب ونظام حكم!!!! والاستعادة تعني عودة ما كان قائما من ارض وشعب ونظام ... في حين ان غالبية مواطني الجنوب يريدون التخلص من التبعية باسم الوحدة التي لم تتم حقيقة وانما اعلنت وذلك من خلال " الاستقلال والتحرر" وهو المصطلح الصحيح المناقض للاستعمار الذي اعترف به احد أركان نظام صنعاء.

لا شك في إن تمكين الجنوب من خلاصه مرهون بمدى قدرة الجنوبيين بكافة أطيافهم ومكوناتهم السياسية والفكرية والاجتماعية على التوحد في مواكب ثورتهم السلمية، وذاك لن يتأتى ما دام هناك من يعلن نفسه وصيا وممثلا شرعيا للجنوب مقصيا وعلى نحو صارخ القوى والمكونات الأخرى،وممعنا في الاحتكام لتلك الذهنية الإلغائية التي نكبت الجنوب،بل ان تحقيق ذلك الخلاص سيظل مستحيلا إذا ما واصل البعض غي التبني الصريح او الخفي لمشروع التجربة الجنوبية الكارثية السابقة،بتوجهاتها وهياكلها ومنظوماتها ورموزها، ذلك أن أمرا كهذا من شأنه أن يزج بالجنوب الأسير في دوامة صراعات دامية لن تقوم له بعدها قائمة .

خليق بالقيادات التي تتصارع على ركوب ثورة شعب الجنوب واغتصاب الإدعاء بقيادته وتمثيلة دون تفويض فعلي منه، ان تكف عن نهجها المدمر هذا، فقد اقترفت الجرم ذاته عشية استقلال الجنوب 30 نوفمبر 1967م عندما أقصت كافة القوى والمكونات الجنوبية واحتكرت لنفسها حق تمثيل الجنوب وتقرير مصيره لتزج به في دورات غير متناهية من الصراعات وحمامات الدم،ولتفرض على أقاليمة وحدة ضم والحاق بقوة الحديد والنار، حفرت أخاديد من الضغائن والجراح بين أبناء الجنوب،وأفضت إلى إلحاق الجنوب كله بالشمال بالآلية ذاتها .. خليق بتلك القيادات ان تدرك حقيقة أن دولتهم الآفلة لم تقتدر بسياساتها وممارساتها العابثة والمدمرة على إرساء أسس كيان جنوبي موحد قابل للديمومة، بل اخضعت معظم الجنوب للجماعات (المتمركسة) وظلت تتناحر على السلطة حتى الفرار إلى (وحدة عام 1990م)، وأن حضرموت التي جعلتها دولتهم تلك تابعة ذليلة استأسدت في أرجائها البراغيث، لن تنقاد مرة اخرى لتلك التجربة المريرة، بل ستمضي إلى خيار استقلالها، إذا ما أريد احلال متسلط جنوبي على رقاب اهلها عوضا عن متسلط شمالي، وكذلك سيكون خيار عدن والمهرة .. فهل من يعي وينتصر لمشروع جنوبي جديد يجمع ولا يفرق، يقوي ولا يضعف، يعز ولا يذل ؟ .. نأمل ذلك .

ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
 
قديم 09-30-2012, 01:28 AM   #600
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تصريح دومان

الأحد 30 سبتمبر 2012
/ تصوير : د. أحمد هادي باحارثة

قبل أيام قليلة نشرت بعض المواقع الإعلامية تصريحًا لصديقي وأخي المدرب الدولي عمر سالم دومان، بصفته رئيس المنسقية العليا لما وصفه بالثورة الشبابية السلمية في حضرموت، قال فيه: إن مناقشات تجري بين مكونات تلك الثورة لطرح خيار إقليم شرقي يضم محافظتي حضرموت والمهرة وجزءًا من محافظة شبوة كمشروع سيقدمه الثوار على طاولة ما بات يعرف بالحوار الوطني .

الحقيقة أنا لم أسمع بثورة سلمية شبابية حدثت في حضرموت، ومن ثم لا أعرف أي نتائج أسفرت عنها، ولعله يشير لنزلاء تلك الخيام المهترئة التي كثيرًا ما تسببت في إقلاق السكينة العامة بكورنيش المكلا وشوهت جماله وأخمدت بهجته، حتى زحزحوا عنها غير مأسوف عليهم، ومن ثم غاب الثوار كأن لم يكونوا حتى طلع علينا الصديق بادومان بهذا التصريح الصريح، الذي لست متأكدًا من أنه لن يذهب مع الريح .

مبادرة وحوار .. المبادرة مغرية .. ومقدموها لا تنقصهم المصداقية على علاتهم، لكن الحذر واجب، إذ إننا لا نعرف على وجه الدقة من المعني أهو المبادرة أم الحوار، فعهدنا بالقوم أنهم سماعون للقول، فهل أتت المبادرة جسرًا للمشاركة في الحوار؟ وجزرة لاتباع وحي صنعاني جديد؟ أم إنها مقصودة لذاتها وتحمل مشروعًا سياسيًا تم تبنيه من هؤلاء ويعملون لتحقيقه بغض النظر عن ما يسمى بالحوار الوطني وإنما بوصفه وسيلة من وسائل أخرى قد تتخذ لفرض المبادرة، وتحويلها إلى واقع سياسي لحضرموت أو كما عبر للمنطقة الشرقية .

إنني أتساءل بصفتي مواطنًا حضرميًا مغتمًا لحال وطني الحضرمي ومهتمًا بمستقبله، أتساءل عن مدى جدية تلك المبادرة، ومتى طرأت على الفكر الإصلاحي؟ وما مدى تأصيلها فيه؟ ومدى حضورها في مشروعهم السياسي ورؤيتهم لمستقبل حضرموت، وما هي درجة ثبات أقدامهم على هذا الطرح وقوة إيمانهم به أمام أي اعتراض محتمل من أربابهم في صنعاء؟ ،،، لكن لحظة يا باحارثة .. أمتأكد أنها أصلاً مبادرة أو هي مجرد مناقشات وربما تكون ثرثرات وأنت تسرف في التفاؤل، عمومًا سأستمد بصيص أمل من وصف دومان للمناقشات بالمشروع، والشيء الجديد هنا أن يتحدث إصلاحي قيادي – كما أحسب – عن مشروع خاص بإصلاح حضرموت بل وينسق مع محيطها في إقامته .

ويشير الخبر المقتضب إلى أن دومان أخذ عصاه وخاض بسفينته دوامات البحر حتى وصل جزيرة سقطرى بحفظ الله وسلامته، فلا ندري هل كانت الجزيرة نهاية المطاف أو أوله، هل قام بجولة مكوكية للمهرة والجزء المعني من شبوة فلقي تشجيعًا وقبولاً من شبابها أو ثوارها فأدلى بهذا التصريح، هل نستطيع أن نقول أنه ما كان لدومان أن يسلك طريقه إلى سقطرى إلا بمشروع جاد وحقيقي؟ وأنه من المستبعد أن يتوجه إلى عالم البحار إلا وقد تواصل مع سكان اليابسة في غرب حضرموت وشرقها، فلماذا إذن لا نرى تصريحًا أو بيانًا مشتركًا؟ إنني أمعن في التسآل هربًا من مغبة الإمعان في التفاؤل والثقة بالقوم، إبراء للذمة واتقاء للصدمة .

أخيرًا ناشد دومان في تصريحه من وصفهم بالقوى الثورية وكل المؤمنين بالثورة الشبابية السلمية لطرح مقترحاتهم وتصوراتهم لإخراج المشروع في صورته المتكاملة، وهي مناشدة غير موفقة على الإطلاق لسبب بسيط هو قلة المؤمنين الذين تخاطبهم المناشدة، كان ينبغي أن يوجه مناشدته لمكونات العمل السياسي والثقافي السائرة في خط حضرموت إقليمًا شرقيًا وهم يعرفونهم جيدًا، لذا فإن أول مؤشر يمكن أن يعكس جدية المشرع المطروح من قبل الإصلاحيين أو الثوريين إذا شاءوا، هو أن يمدوا أيديهم إلى أولئك ويبادروا بالجلوس معهم لإشراكهم في ما وصفه الخبر بالمناقشات الجارية حتى تجري في مجرى واحد يصب في مصلحة وخير حضرموت التي هي سفينتنا المشتركة في عباب المحيط اليمني غير الهادي .

تساؤل ختامي:

هل نأخذ منك الأمان .. يا عمر دومان .. وهل من ضمان .. أم ستفركون بنا .. كما فعلتم زمان .
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas