المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


لم يكن محمد عبدالفتاح الحضرمي يعلم أنه بتركه مرابع صباه في حضرموت وانتقاله إلى مدينة

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-20-2007, 04:48 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي لم يكن محمد عبدالفتاح الحضرمي يعلم أنه بتركه مرابع صباه في حضرموت وانتقاله إلى مدينة



بعكر.. سيرة بلون الضوء وطعم الإبداع
20/01/2007 كتب/ عبدالغني المقرمي* [email protected]








صورة إرشيفية للشاعر والمؤرخ عبدالرحمن بعكر (الصحوة نت)



لم يكن محمد عبدالفتاح الحضرمي يعلم أنه بتركه مرابع صباه في حضرموت وانتقاله إلى مدينة حيس في تهامة على موعد مع الضوء والإبداع اللذين سيتفجران يوما ما في أحد أحفاده...

ويستقر المهاجر الحضرمي في مدينة (حيس)، وتبدأ مسيرة الأسرة الكريمة في هذه المدينة العريقة بولادة الطفل (بعكر)، الذي فتح عينيه على الشمس الملتهبة، وروائح الفل، والنسيم القادم من تلك الشواطئ القريبة المسحورة.

وفي مدينة حيس تتفتق سلسلة الأسرة الكريمة، فيولد لـ(بعكر) جملة من الأبناء، منهم (علي)، ويولد لعلي عدد من الأبناء، منهم (طيب)، وينبلج الضوء في منزل (طيب) بولادة ابنه (عبدالرحمن)، فتبدأ مدينة حيس رحلة جديدة من العطاء والإبداع.

ترعرع الطفل عبدالرحمن في كنف أبيه، ودرس عليه مبادئ القراءة والكتابة، ثم حفظ عليه جملة من المتون العلمية، ثم راح يتنقل في ربوع تهامة دارسا على علماء عدد من الحواضر العلمية، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء حيث درس فيها في المدرسة العلمية، ثم عاد إلى بلده، مشتغلا بعدد من الوظائف الحكومية حتى عام 1973م حيث كان على موعد مع القدر ليبدأ مرحلة جديدة من حياته... مرحلة فيها الكثير من الابتلاء لكنها كانت بوابة واسعة ولج منها إلى عالم الإبداع.

لقد فقد حبيبتيه في هذا العام، وانطفأت شعلة الضوء في عينيه.. لكنها اشتعلت في كيانه جذوة من الإبداع لا تخبو، ولا ينطفئ لها أوار.. ولم يعش (عبدالرحمن بعكر) إثر ذلك رهين المحبسين، لأنه كان يؤمن تمام الإيمان أن العمى ابتلاء من الله، وأنه ليس نهاية العالم، ولكنه مرحلة جديدة أتاحت له أن يتحسس جوانب العطاء والإبداع في جوانب روحه المشرقة، فتحولت بذلك المعاناة إلى طاقة جبارة من العمل المتواصل، والبحث الدؤوب، والسير الحثيث، والتنقيب المستمر في كل ما أبدعته العقلية الإسلامية من فنون الفكر والأدب والمعرفة، فتحولت مرارت كده وتعبه في هذا المضمار إلى سياحات حلوة، تحدوها حلاوة الاكتشاف، ويكتنفها الرضاء المطلق بقضاء الله وقدره.

ورغم أن الحزن متأصل في النفس البشرية بكاء من الإنسان على تلك الجنة السماوية التي أخرج منها ذات خطيئة، إلا أن الله جعل شعلة الحزن في كثير من النفوس البشرية انطلاقة فاعلة نحو العودة.. انطلاقة تنشد الكمال في كل مناشطها وتجلياتها، فكانت حياتها بذلك سلسلة من العناء المستمر لإصلاح ما فسد، وجبر ما انكسر، وتقويم ما اعوج، فلا يهدأ لها بال حتى تعطي جهدها في تصحيح مسيرة الإنسانية نحو العودة...

وكذلك كان أستاذنا عبدالرحمن بعكر، ساحة من الجهاد المثابر، ملأ أيامه بالهموم النبيلة، والطموحات الكبيرة، وشعر أنه جندي في ثغرة الفكر والأدب والتاريخ، فراح يصول، ويجول ساهرا على حمى أمته، منافحا عنها تارة، وباكيا عليها تارة أخرى، ومصححا أخطائها تارة ثالثة، ومشيدا بمآثرها تارات وتارات، وهو في كل ذلك لا يمل من قلم المفكر إلا ويلجأ إلى شبابة الشاعر، ولا يمل هذه إلا ويذهب إلى يراعة المؤرخ، وما بين تعدد هذه المسارح تعددت التجليات البعكرية في أكثر من خمسة دواوين شعرية، وأكثر من ثلاثين كتابا في النقد والفكر والتاريخ والأدب.

وعلى الرغم من واقعنا الثقافي المزري الذي واجه إشراقات هذا المبدع القادمة من سهول تهامة بألوان من التهميش والتجاهل، إلا أن ذلك لم يؤثر في عطائه، فقد كان يعلم أن ذلك التجاهل، وذلك التناسي أمدهما قصير، وأن الكلمة الطيبة باقية، لأنها تستمد قوتها من قوة الله الذي جعل (أصلها ثابت وفرعها في السماء)، وأنه إن لم ينصفه هذا الجيل، فلا بد أن تنصفه الأجيال القادمة.

كان أستاذنا الجليل رحمه الله يرى في البحث والتأليف جنته الخضراء، ومتعة روحه، وجماع أنسه وملذته، فإذا ما أحس أن الكتاب الذي يؤلفه قد أخذ حقه من التنقيح والتعديل والإضافة والحذف أطلق تنهيدة عميقة راضيا بما وفقه المولى لتأليفه، لكنه كان يعلم أنه لا يزال بينه وبين القارئ أمد بعيد، فكانت تأتيه الهموم تترى بسبب عدم وجود من يرعى هذه المؤلفات المخطوطة طباعة ونشرا، وكان يتعب كثيرا في البحث عن جهات النشر الرسمية منها والأهلية، فإذا ما صدر له كتاب تنفس الصعداء، وأحس أن بنات فكره ووجدانه أخذت حظها من الحرية والانعتاق من الأدراج المظلمة إلى فضاءات الفكر والثقافة، وأنها أصبحت في متناول القارئ.

لقد التفت بعكر إلى عدد من عظماء التاريخ اليمني قديمه وحديثه، فراح ينقب في سيرهم عن أعراش الضوء، ومخايل العظمة، فألف كتابه (كواكب يمنية في سماء الإسلام)، الذي ترجم فيه لكوكبة كبيرة من أعلام الإسلام في اليمن، وحين أحس أن هذا المؤلف الجماعي لم يرو غليله في إعطاء أعلام اليمن حقهم من التعريف والتقدير؛ بدأ مرحلة أخرى من التراجم الموسعة تفرد كل علم في كتاب مستقل يأتي على كل ما عُرف من مآثره، فألف بذلك عن العلامة (أحمد بن علوان)، والفقيه المحدث (محمد بن إسماعيل الأمير)، والفقيه المجتهد (محمد بن علي الشوكاني)، والمجاهد الشهيد (محمد محمود الزبيري)، والمفكر المسلم (مالك بن نبي)، وغيرهم.

وبعد أن يكمل أستاذنا (عبدالرحمن بعكر) رحلته في عالم الكتب والمؤلفات، أغمض عينيه عن ظلمات هذه الدنيا الحالكة، ليفتحها هناك على أنوار الرضى والسكينة في جوار الملأ الأعلى عند مليك مقتدر، مخلفا وراءه خمسة عشر من الأبناء، فيهم التربوي والأديب والمثقف، ومكتبة عامرة بفنون المعرفة تدعونا إلى تجاوز مجالس التأبين التقليدية، ورسائل العزاء الميتة إلى احتفاء فاعل بهذا الميت الحي، والاهتمام بتراثه وفكره، وإيصالهما إلى الأجيال... فتلك حياة أخرى.


لقد وجد شيخنا الجليل بموته بغيته من التحرر والانطلاق في فضاء الله الواسع فكثيرا ماكان يتغنى بالحرية مرددا:


قيدها الأول لذات الجسدْ


قيدها الثاني انشغال بالولدْ


قيدها الثالثُ مالٌ لا يعدْ


قيدها الرابعُ جاه لا يُردْ


فإذا جاوزتَها أجمعَها ـ مسلماً وجهَكَ للفردِ الصمدْ


ذقتَ حرّيةَ ذاتٍ أشرقتْ ـ من فيوضاتِ (هوَ اللهُ أحدْ)


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوارخطير مع البحري يكشف حقائق خطيره(الله يستر)... ابوسيف(بلعجم) سقيفة الحوار السياسي 1 06-13-2011 12:02 PM
(نار العصبية في حضرموت)بحث ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 02-09-2011 01:34 PM
طارق الفضلي : في أول حوار صحفي بعد حرق الأعلام والصور.. حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 02-01-2011 12:57 AM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas