المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


نُبذة مُدعمة بالصور عن قرية أهالي بني بدا من قبيلة مذحج

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-2009, 02:36 AM   #1
هدير الرعد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية هدير الرعد

افتراضي نُبذة مُدعمة بالصور عن قرية أهالي بني بدا من قبيلة مذحج

بني بَدَّا


هو اسم لإحدى قرى مديرية الحداء بمحافظة ذمار في اليمن
ومن هذا الاسم؛ يَكتسب أبناء هذه القرية ألقابهم، فيكون اسم (البداي) هو الاسم الذي يأتي آخر اسم الشخص المُنتمي إلى هذه البلدة.

من خلال متابعة ذكر اسم القرية في كُتب التاريخ؛ يُلاحظ أن البعض قد ذكره بهذا اللفظ "بَدَّا" بدون همزة مُتطرفة (هو اللفظ الدارج اليوم، والبعض الآخر ذكره بهمزة مُتطرفة في آخر الاسم فيصبح " بَدَّاء".

ويقول"ابن السيرفي" ... أن كلمة "بَدَّاءٌ" تعني " فَعَّالٌ " وهو لفظ مَصروف من البَدْءِ ٌ. (أنظر: تاج العروس للمرتضى الزبيدي، ص75).

وجاء في "لسان العرب لأبن منظور" (ص 332)..قوم بُدَّاءٌ: بادونَ؛ قال:
بحَضَرِيٍّ شاقَـه بُـدَّاؤُه، لم تُلْهه السُّوقُ ولا كلاؤُه
قال ابن سيده: فأَما قول ابن أَحمر:
جَزَى اللهُ قومي بالأُبُلَّةِ نُصْـرَةً، وبَدْواً لهم حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّرَا

وجاء في كتاب "تاج العروس" للمرتضى الزبيدي؛ أن بَدَّاءُ: اسمُ جماعةٍ، منهم بدَّاء بنُ الحارث بن مُعاوية، من بني ثَوْرٍ قبيلةٍ من كِنْدة. وفي بَجيلةَ بَدَّاءُ بنُ فِتْيانِ بن ثَعْلَبَة بن مُعاوية بن زيد بن الغَوْثِ، وفي مُرادٍ بَدَّاءُ بن عامرِ بن عَوْثَبانَ بن زاهرِ بن مُرادٍ بن مذحج. (انظر تاج العروس: ص 75، 1278).

كما جاء في كتاب مُعجم البلدان لصاحبه: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي المتوفي عام (622هـ / 1225م) ، ورد ما يلي:
مصنَعَةُ بني بَدَّاءُ: من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي ... (معجم البلدان: ص 1618).

وجاء كذلك في كتاب "مُعجم البلدان للقبائل اليمنية" للمؤرخ "إبراهيم محمد المقحفي" ما يلي:
بنو بَدَّا: قرية في الحداء، تقع فيما بين سيلة (سَبَلَة) بني بخيت ، وبني قوس، في شرقي مدينة معبر. وهي منطقة غنية بالآثار، من ذلك ماجل منقور في بطن الجبل بصورة مُتقنة وهندسة دقيقة، وفي رأس الجبل حصن وبناء قديم له طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل... ثم يقول: بنو بَدَّا: من قبائل مَذحج. وهم بنو بَدَّا بن سعد بن عمرو بن سعد العشيرة... ثم هناك وفقاً لما أورده "المقحفي": بنو بَدَّا: من مُراد، وهم بنو بَدَّا بن عامر بن عوثبان... كذلك هُناك أيضاً بحسب كلام المقحفي أيضاً، بنو بَدَّا: بطن من كندة، وهم بنو بَدَّا بن الحارث بن معاوية بن كندة. كانت منازلهم بحضرموت في منطقة "حورة" ولذلك بُقال لبلدة حورة –الواقعة أسفل وادي دوعن- حورة بَدَّا. (أنظر: معجم البلدان والقبائل اليمنية، ص 143-144).

وبحسب المصادر التاريخية المتوفرة لدى المركز الوطني للمعلومات في صنعاء؛ ورد عن المركز ما يلي:
‌أ- بنو بداء: من قبائل الحداء وأهلهم من بني بخيت ولهم مصنعة عجيبة تُعرف بمصنعة بني بداء، ولها طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل، وعن صاحب "مُعجم البلدان والقبائل اليمنية" ذكر مصنعة بني بداء من حصون مشارف ذمار لبني عمران البدائي، وبداء – بنو كتاف في صعدة- منهم بداء بن الحارث بن معاوية، من بني ثور قبيلة من كندة. وفي منطقة جبلة بداء بن قتبان بن ثعلبة بن معاوية بن الغوث. وفي مُراد أيضاً، بداء بن عامر بن عوثبان بن زاهر.
‌ب- خربة شعيل: تقع في أعلى وادي أذنة وتحتوي على بقايا أبنية مُهدمة، ارتفاع الجدار فيها (1.5 متر)، وفيها مقابر تُعرف باسم مقبرة السبلة، ومقبرة الجبل ومقبرة بابل ومساحة القبر (2.4 متر)، على بعضها كتابات إسلامية تؤرخ تاريخ الوفاه.
‌ج- حيد قُنبَة: يقع في الناحية الشرقية من قرية المصنعة (بني بداء)، وهو عبارة عن حصن دفاعي شُيد في أعلى ربوة صخرية مُرتفِعة تطل على وادي حيكان، وللحصن مدخل واحد فقط في الناحية الشرقية، ومن المعالم الأثريـة الشـاخـصـة فـي القمـة بـرك مبنيـة بالحـجـارة والقضاض أكـبـرهـا ( 5 متر) طولاً ، و ( 4 متر ) عرضاً ، و ( 3 متر ) عمقاً ولها درج تصل إلى باطنها.

ملاحظة: خربة شعيل التي ورد ذكرها تواً؛ تُعرف لدى الأهالي الآن باسم خرابة شليل، وهذه الأماكن الثلاثة، هي مواقع تقع الآن في نطاق قرية بني بدا، وبحسب ما ستبينه الصور المُرفقة بهذا الموضوع.

إلى هُنا ينتهي السرد والاقتباس من المراجع التاريخية، وننتقل إلى التعليق وعرض ما تبقى عن هذه القرية مما لم يتم ذكره في (هذه المصادر)، وعندما نقول (هذه المصادر)؛ فذلك يعني بالتأكيد جهل الكاتب وعدم معرفته حتى هذه اللحظة بمصادر تاريخية أخرى تناولت هذا الموضوع بشكل أوسع.
لهذا يجد الكاتب الفرصة متاحة أمامه في نقل ما يعرفه شخصياً، بالإضافة إلى التعليق على بعض ما ورد سابقاً على نحو ما سيأتي، وسوف نبدأ بالتعليق وننتهي بالعرض.



التعليق


من خلال قراءة ما ورد في كتاب مُعجم البلدان لياقوت الحموي؛ يتبين أن تاريخ القرية، وبالتحديد (المصنعة) التي ستشاهدون صورتها بعد قليل؛ ربما يعود بناءها لآلاف السنين، فياقوت الحموي كما هو معروف توفي في الربع الأول من القرن الثالث عشرالميلادي، وربما أن كتابه المعروف باسم "معجم البلدان"، كان قد كتبه في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، أي قبل حوالي 800 عام من الآن.
فإذا كان خبر (مصنعة بني بَدَّا) قد وصل إليه في ذالك التاريخ؛ فكم كان عُمرها قبل أن يتناول ذكرها في كتابه؟.
من ناحية أخرى، ينسب الإخباريون قبيلة الحداء على وجه العموم إلى: الحداء بن مراد بن مالك وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر (هود) بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام.
لهذا؛ فإن أغلب الظن عند كاتب هذه السطور؛ هو أن أهالي قرية بني بَدَّا الذين نتحدث عنهم اليوم، هم من بني عمران بن منصور البدائي، ومن ثم يتصل نسبهم إلى: قيس ( المعروف بفارس مذحج وهو الذي قتل الأسود العنسي مدعي النبوة) بن هُبَيرة (المكشوح) بن عبد يغوث بن العُزَيْلُ بنُ سَلَمَةَ بن بَدَّا بن عامرِ بن عَوبَثَان َ بن زاهرِ بن مُرادٍ بن مذحج (مالك) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.... (هذا والله أعلم).

وأملي من أصحاب التخصص في هذا المُنتدى المرموق؛ أن يُزودونا بما يعرفونه من معلومات إضافية حول هذه النقطة بالذات.


عرض معلومات إضافية عن القرية المذكورة


تبعد قرية بني بَدَّا عن مركز المحافظة (ذمار) بحوالي 40 كم ، من جهة الشمال الشرقي. ومن أهم المواقع الأثرية الأخرى في القرية، موقع "الأهجر" الذي يقع على قمة أحد الجبال المطلة على القرية، وفيه ما تزال آثار بعض الحصون باقية وظاهرة حتى الآن.
أشهر هذه الحصون ما يُعرف لدى الأهالي هُناك بـ "حصن المنار". ويُعتقد أنه يعود إلى العهد الحميري. ومن خلال الملاحظة الأولى للمكان الذي يتربع عليه الحصن، يستطيع أي مشاهد عادي أن يستشف من خلال اختيار مكان تشييد الحصن، وسعة المكان الذي كان يحتله، وقوة التحصينات التي ضُربت حوله؛ أن من كان يقطنه لم يكن إلا من ذوي الشأن وأصحاب القرار السياسي على مستوى المنطقة ورُبما على مستوى الدولة السائدة في ذلك العهد.

ولأهمية هذا الموقع (الأهجر)؛ فقد شهد عدة زيارات لبعثات أوروبية خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت هذه البعثات في كل زيارة لها تمكث في المكان بالأسابيع، تقضيها بين المسح والحفر في أماكن متعددة من ذلك الموقع. إلا أن أحداً من أهالي المنطقة، لا يعرف أي شيء عن نتائج أعمال تلك البعثات الأثرية، وإلى أين توصلت في أبحاثها ودراساتها عن المنطقة، ولربما رشحت خزائن الهيئة العامة للآثار في يوم من الأيام عن بعض المعلومات الإضافية عن هذه المنطقة.

أما عن قرية المصنعة التي تم ذكرها في أكثر من مصدر، فهي عجيبة بالفعل. فهي تقع على رأس قمة جبلٍ شاهق قد يصل ارتفاعه على مستوى الوادي الذي يطل عليه بحوالي ( 150 متراً). وللمصنعة هذه طريقاً واحدة فقط للوصول إليها، وهي طريق منحوتة في عرض الجبل، ينتهي جزءها الأول عند باب خشبي يصل عرضه إلى حوالي (2 متر) وارتفاعه يبلغ حوالي الثلاثة أمتار. ويُعتبر هذا الباب هو المدخل الوحيد للقرية وكان يُسمى بـ"باب البلد" وحتى أواخر عقد السبعينيات من القرن المُنصرم، كان هذا الباب يُغلق عند الغروب ولا يتم فتحه إلى في صبيحة اليوم التالي، ما لم تتطلب الظروف غير ذلك.

وفي المصنعة يوجد مسجدان أثريان مبنيان بالأحجار والقضاض، هما: مسجد الكينعي، ولرُبما كان لهذا الاسم علاقة بأحد أعلام محافظة ذمار وهو الإمام: إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد الكينعي المولود في قرية الذري بمديرية جهران المجاورة لمديرية الحداء، وقد توفي في صعدة عام 1391م)، وكان عالماً وشاعراً ، اشتهر بالزهُد وغزارة العلم، وكان له الكثير من التلاميذ والأتباع (للمزيد حول هذا العالم راجع: موسوعة الأعلام للدكتور عبد الولي الشميري).

أما المسجد الآخر فهو مسجد الحاج علي، ويُقال أن اسمه هذا قد كان نسبة لمن قام ببنائه. أما عن البيوت فما تزال آثارها تتحدث عن مدى براعة الإنسان اليمني القديم في الهندسة المعمارية، إذ تمكن بأدواته وإمكاناته البسيطة، من جلب الأحجار الثقال بمُختلف أحجامها وأشكالها والاستفادة منها في البناء. وتم جلب بعض الأحجار التي تفوق في جودتها تلك التي تتوفر بين أيديهم، من أمكان بعيدة عن مكان البنيان. ومن خلال التمعن في الصور سيجد المُشاهد أن بعض هذه الأحجار غير متجانس مع طبيعة أحجار الجبل الذي بُنيت عليه تلك المنازل، وهي مُختلفة كذلك عن المنطقة المُحيطة القريبة من القرية (المصنعة).

كما تتجسد براعة الهندسة المعمارية لدى البنائين الذين بنو تلك الحصون، في تمكنهم من تأسيس قواعد تلك المباني وإقامة أساساتها على شُرفة الجبل تماماً، وكأنه يقوم ببناء دور إضافي فوق أبراج "مانهاتن" قبل تدميرها، غير مُبالي بتيارات الهواء الشديدة، ومن دون الحاجة إلى أي من احتياطات الأمان والسلامة التي نعرفها اليوم. وتتجسد هذه البراعة أيضاً، في أن تلك المباني ظلت طوال تلك القرون شامخة وصامدة أمام عوامل الطبيعة، طالها الإهمال من قبل الجهات الرسمية التي كان بإمكانها فقط إغلاق "باب البلد" الذي تحدثنا عنه، ووضع حارس على الباب لمنع أي محاولة للعبث بتلك المباني. وبعد أن تقوم بتعويض الأهالي عن قيمة الأخشاب التي كانت الحاجة إليها من قبلهم؛ أحد أهم الأسباب في نثر أسقف تلك المنازل التاريخية.

أما عن الأسباب التي أدت إلى ترك الأهالي لهذه القرية التي كانت ما تزال عامرة بأهلها حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي كما أسلفنا؛ فتتمثل في أنه في أعقاب زلزال عام 1982م الذي ضرب بعض المناطق بمحافظة ذمار استحسن سكان القرية (المصنعة)، بترك سُكناهم فيها لتخوفهم من حدوث تصدعات كبيرة في الجبل قد تؤدي إلى تهاوي المباني إلى الأسفل، هذا من جهة. كما شكلت وعورة الطريق التقليدية التي كان يسلكها الأهالي في الوصول إلى بيوتهم في قمة الجبل، واستحالة وصول السيارات إلى القمة، وأيضا ضيق مساحة القرية وعدم مقدرتها على استيعاب الزيادات الطبيعية في أعداد السكان بالقرية، وكذلك عدم صلاحيتها لاستيعاب بعض الخدمات العامة الضرورية كالمياة مثلاً، أسباباً إضافية لترك السكن فيها من جهة أخرى.
وقد انتقل الأهالي إلى هضبة مُقابلة تقع شرق المصنعة، وبنو مساكنهم الجديدة هُناك في هضبة تدعى حاليا بالصواليل ( وهو الاسم الذي كانت تُعرف به هذه الهضبة من قبل، وقد أشتق اسمها هذا من "الصَلول"، حيث كانت مُعظم مساحاتها "مصلولة" أي مرصوفة بالأحجار، لكي تكون مُهيئة وصالحة لوضع ثمار المحاصيل الزراعية فيها بعد الحصاد لتُجَفَف بفعل حرارة الشمس).

يتراوح عدد سكان قرية بني بَدَّا في الوقت الراهن بين 2500 – 3000 نسمة، وقد قدمت القرية العديد من أبنائها شُهداء في سبيل الدفاع عن الثورة اليمنية، والدفاع عن الوحدة. وتوجد في القرية الآن مدرستين تُغطي مُتطلبات أبناء القرية من الخدمات التعليمية بدءا من المرحلة الأساسية وحتى الثانوية. وفي القرية كذلك مستشفى تم إنشاءه بدعم من حكومة هولندا في أواخر عقد الثمانينيات من القرن الماضي، والمُستشفى من السعة بحيث أنه قادر في حال تشغيل كامل طاقته الاستيعابية، على تغطية احتياجات أكثر من نصف سكان مديرية الحداء. كما تتوفر حالياً في القرية خدمات الكهرباء، والطرق المُعبدة،. ومؤخراً قامت الحكومة بإقامة حاجز مائي مُهم في أعالي وادي أذنة، وقد تم بناؤه على أنقاض بقية أثر لحاجز مائي قديم جداً في تلك المنطقة، كانت السيول قد جرفت مُعظم معالمة، عدى بعض آثار مادة القضاض وبضع أحجار قليلة جداً بقيت عالقة في جنبات الجبال المُحيطة التي كانت تحُف الحاجز القديم، مثلما أنها أصبحت الآن تحُف الحاجز الجديد.

و كبقية أبناء القبائل اليمنية الأصيلة، يتميز أهالي بني بَدَّا بالمروءة، وكرم الضيافة، وإبداء روح التعاون فيما بينهم، ويتميز جل أبنائها بمستوى جيد من التعليم مكن العديد منهم بالالتحاق بوظائف مرموقة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ويشتغل بقية سكان القرية من غير الموظفين في الزراعة والمقاولات والتجارة. وتوجد بالقرية لجنة مُشكلة بتوافق الأهالي لإدارة وتنظيم المصالح الخدمية بالقرية، وتعمل بالتعاون مع أعيان القرية في الإشراف على ترشيد استخدام المصالح الخدمية والاجتماعية بالقرية كمشاريع مياه الشرب، وتحسين مستوى خدمات المستشفى، والرقابة على أداء الُمدرسين بمدارس القرية، وإدارة المكتبة العامة بالمسجد الكبير، والإشراف على تنفيذ القواعد العُرفية التي تعد بمثابة قوانين تشريعية داخلية، اتفق الأهالي على الاحتكام إليها كتابتاً في تسيير كثير من أمورهم الحياتية ومنها القواعد التي تَحُد من المغالاة في شروط الزواج والمهور، ومنع إطلاق النار خلال بعض المراسم المعروفة في الأعراس.
ومن هذه القواعد العُرفية أيضاً، قواعد الاعتداءات، كالمشاجرات التي قد تنشأ بين بعض الأهالي وما في حكمها، وغيرها من القواعد العرفية الأخرى، ذلك إلى جانب إسهامات اللجنة بالاشتراك مع أعيان القرية في حل الكثير من النزاعات والمشكلات التي قد تنشأ بين الأهالي من حينٍ لآخر، ما لم يُفضل المُتنازعين اللجوء إلى المحاكم الرسمية للبت في نزاعاتهم.

وكبقية أهالي قبائل الحداء فإن أهالي القرية ما يزالوا مُحتفظين بالعادات والتقاليد الأصيلة التي تشتهر بها تلك القبائل، وتظهر بعض مظاهر تلك العادات والتقاليد في المناسبات كالأعياد والأعراس. ففي الأعياد على سبيل المثال؛ يحرص الناس على التواصل والتزاور فيما بينهم، والسلام (المصافحة) بالأيدي في أعقاب صلاة العيد مباشرة، ويُعد هذا السلام بالأيدي من العادات التي يحرص عليها الجميع مهما كانت درجة الخصومة فيما بين بعضهم البعض. كذلك تشهد الأعراس أروع أنواع الرقصات والزوامل الشعبية الرائعة، بالإضافة إلى أنها توفر مساحة واسعة للمُنافسات الشعرية بين شعراء القرية وبعضهم البعض، أو بينهم وبين أبناء القُرى المُجاورة الذين يحلو ضيوفاً أعزاء على القرية، كما هي العادة بين هذه القبائل في مثل هذه المُناسبات.

ومن أهم ما تشتهر به قرية بني بَدَّا، واديها الجميل والفريد من نوعه في المنطقة، والذي تُحيط به سلسلة جبلية من جميع الجهات. وتُعد تلك الجبال العالية المُطلة على الوادي، بمثابة أبراج طبيعية تجعل الواقف في سفحها يتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة المليئة بالخُضرة خصوصا في فصول الربيع، والصيف، والخريف، ومن أهم المحاصيل التي تشتهر بزراعتها القرية الرمان الذي لا تضاهيه من حيث الجودة أية منتجات أخرى من الرمان في اليمن قاطبة على حد علم كاتب هذه السطور حتى هذه اللحظة. كذلك تشتهر القرية بزراعة الفرسك (الخوخ)، لكن مع الأسف فقد أُصيبت الكثير من أشجاره في عام 1998م بمرض "العُسال" ، الذي أصاب مناطق مُختلفة من اليمن في تلك الفترة، وأدى إلى تلف الكثير من أشجار الخوخ في الوادي، وإلى تراجع الإنتاج من ثمار الخوخ بشكل كبير جداً. أما وادي "حيكان" الشهير، فقد استحوذت شجرة القات على جزء كبير من الأماكن الصالحة للزارعة فيه وبنسبة تقارب 30 % تقريبا من مساحته، والنسبة الباقية ما تزال تُستغل لزراعة الحبوب والخُضار.

على أن ما يؤسف له أن القرية القديمة التي كانت تُدعى المصنعة قد تُركت بعد أن هجرها الأهالي عرضة لعوامل الطبيعة، وعبث بعض أبناء الأهالي بمعالمها المعمارية الفريدة، الأمر الذي أصبح يهدد بقائها كمعلم ثقافي وأثري يستحق اهتمام الجهات الرسمية بها، وحرص أكبر من الأهالي لترميم ما تبقى منها، وصيانتها كونها جزء من تراثهم وثقافتهم التي يعتزوا بها.



عدنان فؤاد ناصر البداي




الآن ننتقل إلى الصور


هذه صورة قديمة للقرية (المصنعة)، وقد تم التقاط هذه الصورة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وتبدوا القرية بكامل معالمها العمرانية، إذ أنها حتى ذلك الحين كان الأهالي ما يزالوا قاطنين فيها.
ويظهر في الصورة بعض مباني القرية على شرفة الجبل تماماً وبطريقة عجيبة أبقتها صامدة أمام عوامل الطبيعة حتى اليوم، وأسفل الجبل تظهر بعض "المجارين" (أماكن تجفيف وخزن محاصيل الحبوب بعد الحصاد).
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذه صورة للقرية القديمة (المصنعة) من جهة الجنوب الشرقي ، لكن يبدوا واضحاً حجم الدمار الذي لحق بها، هذه الصورة تم التقاطها في نهاية التسعينيات.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صور حديثة نسبياً يعود تاريخها إلى عام 2006م
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذه الصورة للقرية الجديدة (الصواليل) ومكان التصوير كان من على قمة الجبل الذي تقع فيه القرية القديمة (المصنعة)، ويظهر في جانب منها مسجد مسجد (الكينعي). يعود تاريخ هذه الصورة إلى أواخر التسعينيات تقريباً.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذه الصورة تم التقاطها من مسجد (الكينيعي) من نفس المكان الذي تم التقاط الصورة السابقة -مع اختلاف الوقت والتاريخ . فهذه الصورة هي من عام 2006-، وقد تم التقاطها للجانب الآخر من المكان بحيث ظهر فيها حيد (قنبة) الذي تم ذكره سابقاً.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذه الصورة لجزء من الوادي وتظهر أشجار الرمان والخوخ في موسم الخريف، والجبل المُقابل هو جبل الأهجر، الذي يحوي بعض الآثار القديمة وكان به حصن المنار الذي تحدثنا عنه في الموضوع.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صورة أخرى لجانب من الوادي.. وآخر جزء مُشاهَد في الصورة، هو بداية وادي "أذنة" الذي يختفي خلف جبل "الذنبة" من ناحية اليسار.
[IMG]http://www11.0zz0.com/2009/05/25/22/193771282.jpg[/IMG
التوقيع :
إلى من يرفع شعار التسامح ويدعوا إلى الفتنة ويبذر العداء... إلى من يرفض إصلاح البلاد إلا بالانفصال... ويرى أن لا قوة إلا بالتشرذم والانقسام... وأن لا تنمية إلا بتغيير التاريخ والهوية ولعن كل ماكان من شأن يمن الإيمان... نقول بمشاعر مليئة بالثقة والاطمئنان:

من يبذر الشر بين النــاس في ظل وحدتــهم= لن يجلب الخــير إذا ما أوقـــع الإنقسـام بــهم
فمن يرنوا إلى العلياء يستحضر الناس كلهمُ= ولن يجود بالمجد من لم يسـع في مودتــــهم

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 06-07-2009 الساعة 01:30 PM
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2009, 01:19 PM   #2
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.
.

موضوع فيه معلومات قيمة عن منطقة وقبيلة تجتمع في التسمية مع قبيلة (( بنو بدّا )) الحضرمية ، والتي يعدها النسابون ضمن التحالف القبلي لقبيلة (( تجيب )) الحضرمية والتي كانت تقطن في بمنطقة يقال لها (( كسر قشاقش )).!!

وهناك ملاحظة لا تخفي على الجميع وهي أن من عادة احفاد سكان بعض المدن اليمنية والحضرمية ، حين يفتقر الناس الى سجلات الانساب وتقاليد التسجيل لانسابهم ، عادة ما يلجأون الى استخدام اسماء القرى والبلدان في سلاسل انسابهم وجاء من جاء من بعدهم من الاحفاد وظنوابان اسم هذه البلدة او تلك القرية هي اسم احد جدودهم الذي تناسلوا منه ، وهذه الظاهرة انتشرت بعد فترة دخول اليمن وحضرموت الى الاسلام لهذا نقرأ مثلا أن (( تريم أو شبام ..... الخ )) اسماء لرجال اسسوها أو سكنوا بها قديما ..!!!

ولا يخفي علينا بأنه ايضا (( بنو بدّا )) قبيلة حضرمية قديمة تنتمي الى الاتحاد القبلي لقبيلة (( تجيب )) الحضرمية وهناك من يزعم بأن تجيب هي بطن من كندة، وأن بنو بَدَّا بن الحارث بن معاوية بن كندة
وقال صاحب تاج العروس (( اسم جماعة منهم بداء بن الحارث بن معاوية من بني ثور قبيلة من كندة .))
وقال ايضا : (( وفي بجيلة بداء بن فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث وفي مراد بداء بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن مراد )) وربما ما قصد بهم كاتب النبذة عن قرية أهالي بنو بدا )).

لهذا ننوه ان زحمة المصادر التي رجع اليها كاتب الموضوع يجب التدقيق فيها وعدم الخلط بين اسماء القبائل التي يصادف ان تتقارب او تتشابه اسماءها ، ونؤكد أن قبيلة (( بنو بدّا )) الذين يعنيهم ليسوا بنو بدّا (( حضرموت )) ...!!



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 06-07-2009 الساعة 01:28 PM
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009, 06:09 PM   #3
عرض مسمار
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عرض مسمار

افتراضي

الف شكر اخي هدير الرعد على الصور االرائعه جدا جدا عن قرية بدا صور تشرح النفس وتجلي الهموم
معلومات مهمه عن قرية بني بدا سلمت وغنمت اخوي هدير الرعد
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009, 06:25 PM   #4
الدور القبلي
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدور القبلي

افتراضي

هدير الرعد
موضوع جميل عن قريــة بدا وصور أجمل
تمتاز قرى شمال اليمن بخصوبة أراضيها
لا أنسى شكرك أخي على هذه المعلومااات القيمــــة
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 06-18-2009, 04:12 PM   #5
هدير الرعد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية هدير الرعد

افتراضي

الأخوة الكرام ..
أبو عوض الشبامي
عرض مسمار
الدور القبلي
أشكركم جميعاً على مداخلاتكم الطيبة والرائعة،
اليمن بلد سياحي من الدرجة الأولى لكن آثارنا ومعالمنا تفتقد إلى الترويج السياحي الجيد، ويصيبها الإهمال من قبل الجهات الرسمية. وفي بلد مثل اليمن الذي يفتقر إلى الثروات النفطية قياساً بجيرانه، فإن قطاع السياحة يُعد من الأمور التي ينبغي الاهتمام به والاستثمار فيه بصيانة المعالم الأثرية وإبرازها والترويج لها أمام العالم.
ثم أن كثير من إخواننا العرب لا يعرفون عن اليمن إلا السلبي منها، فيركزون على بعض المظاهر السلبية التي لا يخلوا منها أي مجتمع، ولهذا كان تركيزنا أن نقلنا صورة حية وواقعية وحقيقية عن ما هي عليه هذه القرية من عادات وتقاليد عريقة، وامتلاك أسلوب حضاري في إدارة بعض شؤونهم الحياتية. ومن هُنا كانت الاستجابة في تلبية نداء الواجب تجاه شعبنا اليمني بشكل عام. وذلك بإبراز مثل هذه المظاهر الحضارية أمام العالم، والتعريف بمعدن اليمنيين الأصيل حتى لا تظل الصورة لدى بعضهم مُقتصرة على السلبيات فقط..
  رد مع اقتباس
قديم 06-21-2009, 10:39 PM   #6
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي

الف شكر اخي هدير الرعد على ماكتبت عن قرية بدا
فعلا اليمن كنز حضاري ينتظر من يستكشفه ويعطيه حقه
ننتظ المزيد من مساهماتك
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 06-23-2009, 08:28 PM   #7
هدير الرعد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية هدير الرعد

افتراضي

أخي الكريم الدكتور أحمد با ذيب
أشكرك أخي الفاضل على تشريفك لي بزيارة هذه الصفحة، وعلى مداخلتك القيمة
في حفظ الرحمن
  رد مع اقتباس
قديم 07-30-2009, 01:46 AM   #8
همدان
حال نشيط
 
الصورة الرمزية همدان

افتراضي

شكراً لك اخي هدير الرعد على الموضوع اعلاه الرائع والذي اكثر من رائع الصور
الحقيقه اليمن يمتلك كثير من مقومات السياحه والمناطق والجزر السياحيه الخلابه ولكن للاسف لم تلقا الاهتمام المطلوب من قبل الجهات المختـصه بالسياحه
  رد مع اقتباس
قديم 08-17-2009, 11:34 AM   #9
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

أنظر أخي العزيز صاحب الإستطلاع الأكثر من رائع الذي يدل على أن اليمن قد ضم بين أجنحته أكثر من عنصر بشري يمن عربي مسلم ، وما يعيبه الرجل العاقل منا إلا من دعاء بدعوة الجاهلية التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أتركوها فإنها نتنة " كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم 0
وأما الرايات التي أقامها الإنجليز أو الأتراك ولم يعد للناس بها عهد فمن المخيل حقاً أن تحل محل رايات التحرر والتوحد 0
وهي لا شك من ثمار سلبيات مفسدين الوحدة أليس كذلك ؟
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المعالم الأثرية ,والتأريخية في اليمن قائد المحمدي تاريخ وتراث 8 02-22-2010 10:21 PM
جزا من كتاب ملخ لبعض قبائل حضرموت النار الحارقه مكتبة السقيفه 11 09-25-2009 01:52 PM
الشيخ صالح فريد يدعو مجور والحكومة للاستقالة : على خليفية انتهاك حقوق اهالي قرية كود حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 04-04-2009 12:33 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas