اليمنيون يرون المشاعر الانفصالية في الجنوب الذي يدر معظم ثروة البلاد على أنها مصدر ا

[حد من الوادي]

الاضطرابات باليمن تختبر مدى سيطرة الرئيس صالح

الإثنين , 31 أغسطس 2009

محلل بجامعة برينستون : الزعماء اليمنيون يرون المشاعر الانفصالية في الجنوب الذي يدر معظم ثروة البلاد على أنها مصدر الخطر الرئيسي

دمون نت / بيروت (رويترز) :

يقارن الرئيس علي عبد الله صالح حكم اليمن بالرقص مع الافاعي وهي العملية التي يمارسها منذ 31 عاما... لكن الثعابين في تزايد.

تولى صالح الحكم في اليمن الشمالي السابق في عام 1978 وكان ضابطا بالجيش انذاك وظل رئيسا بعد الوحدة مع اليمن الجنوبي عام 1990 ليفوز بولاية رئاسية أخرى مدتها سبع سنوات في انتخابات عام 2006.

وهيمن صالح (67 عاما) لفترة طويلة على الكيانات الديمقراطية التي اعقبت الوحدة اليمنية من خلال قاعدة نفوذه القبلية القوية بشمال البلاد وشبكات الاتباع والدعم بالقوات المسلحة وأجهزة الامن.
وقال دبلوماسي غربي في صنعاء "الرئيس نجح في التعامل بحذق مع ميزان دقيق متعدد الاوجه. انه بارع جدا في هذا."

وأضاف "انه يفهم اكثر من اي أحد اخر تغيرات المد والجزر داخل المجتمع اليمني. لهذا لا يزال موجودا."

لكن التوقعات بالنسبة لدولة صالح الفقيرة تبدو محبطة فهي تواجه تمردا شيعيا في الشمال واضطرابا انفصاليا في الجنوب ومتعصبي القاعدة الذين أرسلوا انتحاريا في مهمة فاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي.
يحتل اليمن موقعا استراتيجيا على الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية ولديه احتياطيات نفطية متقلصة وبعض الغاز الطبيعي غير أنه يواجه أزمة للمياه تعتبر بين الاسوأ على مستوى العالم فيما من المنتظر أن يتضاعف عدد سكانه البالغ 23 مليون نسمة خلال 20 عاما.

وشوهت سلسلة من حوادث خطف وقتل الاجانب صورة اليمن في الخارج مما أذكى المخاوف من أن انعدام استقراره يمكن أن يعرض الدول المجاورة والممرات الملاحية الدولية للخطر.

وقال وزير الخارجية ابو بكر القربي ان هذه المخاوف مبالغ فيها مشيرا الى تغطية الاخبار التي تخص ازمات اليمن بأسلوب ينطوي على التهويل.
وقال لرويترز هذا الشهر انه صحيح أن اليمن يواجه تحديات سياسية واستطرد قائلا انه يذكر بأن اليمن مر بعدد من الصراعات من هذا النوع منذ ثورة عام 1962.

وأضاف أن بلاده بحاجة الى استغلال نداءات الرئيس صالح للحوار مع الاحزاب السياسية ومع المستائين من الوضع الاقتصادي ووصف هذا بأنه السبب الجذري لمشاكل اليمن.
ويقدم اليمنيون اجابات متنوعة حين يطلب منهم تحديد اخطر التهديدات دموية من بين التهديدات التي لا تعد ولا تحصى التي تواجهها بلادهم.

وقال المحلل السياسي علي سيف حسن ان أسوأ ما يواجهه اليمن هو تنظيم القاعدة وأضاف أنه بدون حل صراعه مع الارهاب لا يمكن الحديث عن التنمية او اي شيء اخر.

ويقول صلاح العطار الذي يرأس الهيئة العامة للاستثمار ان الحكومة حققت مكاسب ضد المتشددين لكنه اعترف بأن القتال ضد من يسمون المتمردين الحوثيين في الشمال والاستياء في الجنوب تفاقما في العام المنصرم.
وأضاف أن هذا يمثل تهديدا لمناخ الاستثمار لكنه عبر عن ثقته في أن الحكومة تتخذ خطوات ايجابية.

وتشكو المعارضة اليمنية المتشرذمة من أنها معزولة عن عملية اتخاذ القرار وتدافع عن الحوار كحل للازمة.
وقال محمد السعدي مساعد الامين العام لحزب الاصلاح الاسلامي ان الحكومة في موقف سيء وأضاف أنها لا تستطيع حل مشكلة الحرب في الشمال او الحركة في الجنوب او الوضع الامني او الاقتصادي.

ويعتقد جريجوري يوهنسن المحلل بجامعة برينستون أن الزعماء اليمنيين يرون المشاعر الانفصالية في الجنوب الذي يدر معظم ثروة البلاد على أنها مصدر الخطر الرئيسي.
وقال "في العموم يلقى التهديد بالانفصال هنا صدى اكبر من صراع الحوثي" مضيفا أن الحكومة اليمنية لم تشعر قط بأنها معرضة لخطر مباشر من تنظيم القاعدة.

"وبما أن الحكومة مشغولة بالحرب الاهلية في الشمال والتهديدات بالانفصال في الجنوب فان أحد المخاوف أن تنظيم القاعدة حقا لا يواجه اي ضغط في المناطق القبلية."
وقال يوهنسن ان الحفاظ على محاولة صالح للمواءمة باتت أصعب حيث ان انخفاض عائدات النفط يفاقم من معاناة اليمن الاقتصادية.

وقال "حين لا يملكون المال فان النظام بكامله الذي بنوه على مدار سنوات يبدأ في التداعى لانهم غير قادرين على دعم جماعات المصالح المختلفة ضد بعضها بعضا." وأضاف "من المستحيل ممارسة الاعمال الان."
وحتى منتقدي صالح يعترفون بأنه زعيم قوي ليس له بديل واضح للعيان. لكنهم يشعرون بالقلق من أن ما وصفوه بالفساد المنهجي يقوض الدعم له ولشرعيته.

وكتب روبرت باروز وهو مراقب امريكي مخضرم في بحث صدر مؤخرا "اليمن عام 2009 تأهل كدولة فاشلة.
"اذا لم يصبح قريبا جدا دولة فاشلة في مجتمع متداع فان على نظام صالح بعد اصلاحه او من يخلفه تطبيق الاصلاحات اللازمة واستخدام احتياطيات الغاز المتواضعة بطريقة افضل من الطريقة التي استخدمت بها احتياطيات النفط منذ الثمانينات."

وهذه التحذيرات ليست جديدة وكثيرا ما بدا اليمن يتأرجح على حافة الهاوية دون ان يهوي فيها.
وقال الدبلوماسي الغربي انه يشك في أن اليمن سينزلق الى فوضى على غرار الصومال لكن تحسين حكم رشيد ضروري.

وأضاف "استطيع أن أرى ازمة انسانية خطيرة هنا مع تراجع الثروة النفطية والحكومة أقل قدرة كثيرا على توفير الدعم الاجتماعي الذي كانت توفره من خلال التوظيف في القطاع الحكومي والاعانات وكم معين من المحسوبية."
واستطرد قائلا "لكن اذا لم يبدأوا في معالجة المشاكل واستمر الفساد والمصالح الشخصية على نفس المستوى فان هذه الدولة ستواجه احتمال التدهور بقدر كبير."

من اليستير ليون
موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت