حضرموت والجنوب العربي(والإحتلال) إنذار بتحويل المسار‏ / يحيى بامحفوظ

[حد من الوادي]

إنذار بتحويل المسار‏

الاثنين 22 ديسمبر 2014 09:22 صباحاً

يحيى بامحفوظ

كغيري استمعت حينها باستغراب لتناقض التصريحات التي سبقت ما سمي بالحوار الوطني والتي تؤكد بأن لا ‏‏سقف للتحاور ولا اشتراطات مسبقة وفي ذات الوقت تؤكد على ضرورة عدم الخروج عن الثوابت الوطنية ‏‏‏"حسب ما يدّعون", و الحفاظ على وحدة اليمن، كان أول حائط اصطدم بها مؤتمر الحوار وقوى الحراك ‏الجنوبي ‏التي تتمسك بالتحرير واستعادة الدولة، واعتبرت هذه القوى أنها ليست معنية باتفاق المبادرة الخليجية، ‏واشترطت ‏للدخول في أي حوار، أن يكون تفاوضا نديا بين الدولتين, وما دون ذلك هو "حمّال اوجه ولا يمكن ‏الوثوق به", ‏ويعد أيضا اعتراف ضمني بتبعية الجنوب للشمال, وبما ان المبادرة الخليجية لم تستطع ان تفرمل ‏الثورة الجنوبية ‏لجئوا إلى محاولة ترويضها بغية عقلنتها بوهم الفيدرالية كتكتيك سياسي يهدف إلى محاصرة ‏خيارات الشعب ‏ووضعه أمام مفارقات تتناقض مع قناعاته بالترويج وبيع الأمل الزائف في ظل التعطش الجنوبي ‏للتحرر, غير ‏آبهين بما يعانيه وكأنهم يقولون له "سعادتنا مرهونة بتعاستكم".‏

لسنوات أمعنت صنعاء في التنكيل بأبناء الجنوب واتخذت من التنكيل بهم وتهميشهم مسلكا وعمقت الفجوة ‏‏‏"العميقة أصلا" بين الجنوب والشمال والتي شكل جلّها بأيدِ علية القوم وبإصرار لا مبرر له سوى استمرار ‏‏الأفعال المهينة والساخرة من أبناء الجنوب مما خلق وكون لدى الجنوبيين حقائق ثابتة تأبى التزحزح, واستمر ‏العناد البليد لينتج عنه حتى اليوم جرائم لا تغتفر ارتكبت ولا زالت تحت يافطة الحفاظ على الوحدة التي حملت ‏عدة شعارات بلهاء "الوحدة أو ‏الموت.. الوحدة خط احمر.. الوحدة راسخة ولن تزعزع الوحدة... والوحدة... ‏والوحدة...!!" طيب, كيف !؟, كيف يستقيم ذلك ‏والجنوبيين رافضيها أصلاً..!؟, بل وأصبحت الكلمة بحد ذاتها ‏رديف للظلم والمعاناة في نظرهم, هل سيستمرون في ‏احتلالهم والبطش بهم إلى ما لا نهاية و بقوة السلاح..!؟ ‏طبعا لا.. لأن المسألة ليست "حبني بالغصب" فالوحدة ‏الحالية مرفوضة.. مرفوضة.. مرفوضة.. ولا توجد أي ‏قوة على كوكب الأرض ان تفرضها بالقوة على شعب ‏يرفضها جملة وتفصيلا. ‏

لقد عانى هذا الشعب كثيرا وصبر على الظلم طويلا وبات على المجتمع الدولي ودول الجوار ان يدركوا تلك ‏‏الحقيقة، فكلما تأخر الفصل بين البلدين كان الثمن أفدح..!! فهناك بحر من الخيارات المفتوحة وبروافد عديدة ‏‏يغذي بعضها بعضا تقود إلى مآلات غير محمودة للجميع, خاصة اذ ما فلت عقال "السلمية" التي انتهجها هذا ‏الشعب و لم ‏تلقى أُذن صاغية من مجتمع دولي ليس في جدول أعماله أو أولى اهتماماته وتوجهاته أي حلول بل ‏حتى دول ‏الجوار تشيح بوجهها عن معاناتهم وتلمح لصنعاء بقمعهم تحت حجج الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة ‏أراضيه.‏

لقد بدأت بوادر خروج الأمور عن السيطرة مع تمادي المحتل في التنكيل بهذا الشعب الذي يرى استمرار هذا ‏‏الوضع أضيق عليه من أي حلول لا تتوافق مع تطلعاته, لذا فلا مفر من معالجة واستجابة سريعة لمطالب هذا ‏‏الشعب, فساعة بعد ساعة ويوم بعد يوم يزداد انجذاب تلك الخيارات نحو أبناء الجنوب وهو الأمر الذي استدعى ‏‏مفهوم "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" ليتناقله اليوم الخلف عن السلف ويلهج به الكبير والصغير, وما على ‏‏المجتمع الدولي عامة ودول الجوار خاصة إلا أن تأخذ ما يعتمل في الجنوب بجدية وبنظرة فاحصة وصحيحة، ‏‏وبعيون لا تعاني من أي حولٍ، واخذ مطالب شعب الجنوب بشكل أكثر عقلانية والأخذ بمصلحة المنطقة ‏‏ومصلحة الشعبين الجارين, طالما أن بقاء الوحدة أصبح الآن ضرباً من ضروب المستحيلات كما تقول ‏الحقائق ‏وتطورات الأوضاع في البلدين الجارين, فالمسألة ليست بما تتصوره صنعاء, واستمرارها ‏في التقليل من ‏مطالبهم بل والتقليل من شأنها بالتوازي مع تجاهل المجتمع الدولي والإقليمي قد يجر المنطقة لما لا تحمد عقباه, ‏فهل تعقلونها قبل ان تقع الفأس في الرأس..!!؟؟‏.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}