حورية مشهور : المجلس الرئاسي الإنتقالي هو الحل الذي تأخر كثيراً

[حد من الوادي]

حورية مشهور لـ«المصدر أونلاين»: المجلس الرئاسي الإنتقالي هو الحل الذي تأخر كثيراً


حوار خاص يناقش شرعية المجلس الانتقالي ومدى نجاحه

المصدر أونلاين - خاص


مقتطفات من الحوار:

• يستمد المجلس الرئاسي الانتقالي شرعيته من الشعب.. من الجماهير.... من الثورة

• إذا لم يبادر الشباب كان المفروض إما ان تبادر القوى السياسية او تبادر المعارضة بتقديم حلول ومعالجات. هذه مبادرة من قبل تكتلات ثورية ومن غير المنصف ان نهاجمها بل الأحرى ان نلتف حولها وندعمها.

• هناك تأييد "صامت" من قبل الأحزاب لأن هذه المبادرة تتفق مع توجهاتهم للتغيير والمطالبة بالتداول السلمي للسلطة
• من العدل والانصاف ان تحظى هذه المبادرة بدعم المجتمع الدولي وبفرصتها للنجاح.
• الشعب اليمني قادر على إتمام ثورته البيضاء والدفاع عنها ليثبت للعالم كله انه شعب واعي وقادر.



آخر مستجدات الساحة السياسية اليمنية جاءت من خلال إعلان تكتلات ثورية في ساحة التغيير في صنعاء مجلس رئاسي انتقالي يضم 17 فرداً من أبرز الشخصيات اليمنية.

لكن المجلس الرئاسي الانتقالي الذي أعلن عنه أحد التكتلات الشبابية في ساحة التغيير ايضا لا يزال محل تساؤل الكثيرين حول شرعيته وجديته وهل هو الاستجابة الإلهية لمعاناة الملايين من اليمنيين الذي ينتظرون الفرج لأزمة طالت وزاد من قسوتها الجمود السياسي.



الزميلة نادية السقاف رئيس تحرير يمن تايمز التقت الاستاذة حورية مشهور المرأة الوحيدة في المجلس الرئاسي وناقشت معها المجلس ومستقبل اليمن في حوار شيق ومثير للإهتمام، أجرته للمصدر أونلاين ويمن تايمز الناطقة باللغة الإنجليزية.



دعينا نبدأ من آخر التطورات، المجلس الإنتقالي الرئاسي هل يمثل حكومة بديلة ام ما هي طبيعة مهامه بالضبط؟
المجلس الإنتقالي الرئاسي لايمثل حكومة بديلة بالمعنى المتعارف عليه وإنما هو إطار مرجعي سياسي وطني سيعنى بوضع السياسات العامة للمرحلة الانتقالية وهيئاتها التي ستعنى بوضع لبنات مرحلة الدولة المدنية الحديثة.

هناك تكوينات مؤسسية أخرى للمرحلة الانتقالية آخرى سيتم الإعلان عنها وستقوم بمهام تنفيذية تفصيلية مشابهة لما تقوم بها الحكومات عادة من اهتمام بالجانب الاقتصادي والاجتماعي وتوفير الخدمات للمواطنين واهتمام بضبط

الأمن والشئون الخارجية تنفيذ العدالة والتجارة والصناعة والتموين وغيره من المهام .



إذا ما الهدف او الفائدة من هذا المجلس الرئاسي الإنتقالي؟
المجلس الرئاسي الإنتقالي هو مجلس أولاً يسد فراغ السلطة القائم والخطير والذي أدى إلى تدهور الأمور ومتوقع أن تتدهور أكثر وأكثر إذا لم يتم ملئ هذا الفراغ، وسيسعى لرسم السياسات الوطنية العامة للمرحلة الإنتقالية.



عندما ذكرت سياسات المرحلة الإنتقالية هل تعني التعديلات الدستورية وصياغة شكل البلد الجديد؟
سيكون هذا من ضمن الخطوات الإجرائية اللاحقة لتكوين المجلس الرئاسي الانتقالي وشروعه في تنفيذ برنامجه وخطته في تكوين لجنة دستورية، وهي هيئة دستورية ستتكون من خبراء الفقه الدستوري ومهمتهم إعداد دستور المرحلة القادمة وسوف تصل هذه اللجنة إلى دستور جديد لأن هناك الكثير من المتغيرات التي ستفرضها معطيات المرحلة الجديدة بمعنى وكأننا ننشئ دولة من اول وجديد أو بمعنى أدق نعيد صياغة تشكيل الدولة على أسس جديدة حيث أن النظام الفيدرالي مطروحاً وبقوة وما يترتب عليه من مبادئ وأحكام دستورية ملائمة، كذلك تغيير النظام الإنتخابي من ضمن المستجدات المطلوبة وربما الانتقال من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني.



هل ممكن أن تعطينا تصوراً أكثر دقة حول مهام وعمل واختصاصات المجلس الرئاسي الانتقالي؟
أتصور إلى أن المجلس سيكون أيضاً واجهة للتعاطي مع الخارج دولياً وإقليمياً ويقوم بصورة عامة بدور مشابه لما تقوم به رئاسة الدولة في أي بلد، ويفترض أن يهئ الظروف ويسعى لتشكيل أجهزة المرحلة الانتقالية التي ستقوم بدورها للتهيئة لبناء أجهزة الدولة المدنية الحديثة وهي الدولة المنشودة والتي هي بالأساس محور هذه الثورة وجوهرها.


حدثيني إذا عن الآليات، عن تصوركم لعمل هذا المجلس. عددكم الى الآن 17؟
أشار شباب الثورة إلى أن المجال ما زال مفتوحاً لاستيعاب بعض الشخصيات الوطنية وضمها لقوام هذا المجلس عندما احتجت بعض مكونات الساحة وهذا التشكيل ليس نهائي أو بالأصح ليس مغلقاً بالمطلق ويمكن ان يستوعب أسماء أخرى خاصة فيما لو فكر بعض الأشخاص بالإنسحاب او التحفظ ، ولكني أرى عدم تضخيمه لئلا يعيقه. وليس العبرة بالكثرة ولكن بنوعية العمل الذي ممكن أن يقوم به. ويمكن الاستفادة من أصحاب الخبرة والاختصاص وفقاً للاحتياج.


ولكن أعذريني لحد الآن انا لم استوعب تماما ما هو هذا المجلس الرئاسي ومالذي سيقوم به؟ عندما ذكرت تمثيل اليمن إقليمياً ودولياً من الممكن ان يقوم بهذا الشخص الذي سيعد بمثابة وزير الخارجية في المجلس الإنتقالي.


هذا المجلس هو مبادرة من شباب الثورة.... وهم الذين قدموا الحل الذي تأخر كثيراً في ظل الجمود والركود السياسي وفي ظل المطالب الشعبية والثورية المتنامية بضرورة وجود مجلس انتقالي، هذه هي الخطوة والمبادرة الضرورية حتى يتم بناء واستكمال اجهزة المرحلة الإنتقالية ...ولابد من تقديم المعالجات والحلول للوضع المأساوي الذي يهوى بالبلاد إلى هوة سحيقة قد لا نستطيع إنتشاله منها إذا ما تأخرت الحلول والمعالجات ومثلما سيكون واجهة سياسية داخلية سيمثل أيضاً واجهة وطنية للتعامل مع الخارج.


تحريك المياه الراكدة؟
تحريك المياه الراكدة والدفع بإتجاه حلول. لا نريد ان نبقى عند هذه النقطة....لا نريد أن نبقى "محلك سر" لا نريد ان تُهدر إمكانيات ومقومات ومقدرات البلد. نحن نريد ان نوجد حلول. ومن أجل هذا تم الإعلان عن المجلس الانتقالي وهذا هو الدور المنوط به في كبح جماع التدهور المتسارع الذي وصل إلى أبسط مقومات حياة المواطنيين ومعيشتهم اليومية ..وقد يفضي إلى تفاقم المشكلات وجر البلاد إلى دائرة العنف والصراع.


إذا المجلس الإنتقالي الرئاسي سيبدأ في التخطيط لتفاصيل المرحلة الإنتقالية؟ هل يعني هذا ان اعضاء هذا المجلس هم الذين سيشكلون هيئات ومؤسسات المرحلة الإنتقالية؟
سيتم تشكيلها بالتوافق مع كل المكونات الثورية والسياسية وكافة القوى الوطنية .


هل هناك تاريخ محدد للإعلان عن هذه الهئيات والمؤسسات؟
الوقت المتاح لعمل المجلس الانتقالي الرئاسي قصير جداً ومحدد بتسعة أشهر وبالتالي ينبغي التسريع بعقد الاجتماع الأول للمجلس وتقديم برنامجه وخطة عمله للعمل خلال هذه الفترة بما في ذلك تقديم التصورات بتشكيلات المرحلة الانتقالية المؤسسية من هئية تنفيذية (حكومة)، لجنة دستورية، لجنة عليا للانتخابات، هيئة قضائية، هئية للأمن والدفاع. كذلك اهتمام كبير بالشأن المحلي بتشجيع وتنظيم عمل الهئيات الشعبية والمجتمعية التي قد بادرت للعمل من الآن في بعض المحافظات في ظل فراغ السلطة في بعض المحافظات.


من اين يستمد هذه المجلس شرعيته ؟
من الشعب.. من الجماهير.... من الثورة


لكن الشعب لم ينتخبكم؟
المكونات الثورية هي التي منحتنا الثقة وهي جزء رئيس ومكون أساس من المكونات الشعبية وهي نبض الشعب وعقله وضميره والمعبرة عن تطلعاته في الحرية والانعتاق والتمتع بحقوقه الإنسانية الأساسية، والمجلس سيهئ لدولة مدنية ديمقراطية حديثة تشارك فيه كل فئات وشرائح المجتمع مشاركة حقيقية في اختيار ممثليها في الهيئات المنتخبة . ولا تنسي بأنهم – أقصد قادة الثورة - بإعلانهم عن هذا المجلس إنما يستجيبون لصوت الجماهير التي تخرج في مسيرات حاشدة في كل محافظات الجمهورية مطالبة بمجلس انتقالي يعالج مشاكل الوطن والمواطنيين...وإلا لماذا قامت الثورة؟


إذا كان انتم انفسكم لم يتم إحاطتكم بأنكم أعضاء في هذه المجالس وأغلب المعتصمين في الساحات لم يكونوا يعرفوا عن هذا التشكيل وعن اسماء الأعضاء فيه؟
ولكنها مسئولية تأريخية ووطنية ولا يمكن ان نتخلى عن واجبنا الآن..وينبغي الإستجابة لهذه المبادرة والسؤال الذي يمكن أن أسأله أنا الآن لماذا لم يقدم غير المؤيدين للفكرة مشروع الحل ولم يبادروا؟ المطلوب الآن الالتفاف حول هذا المجلس وتقديم الدعم والمساندة له لأنه يسعى لإخراج البلاد من المآزق ...والجميع بالطبع مدعو للمشاركة الايجابية والفاعلة في هذا التكوين الثوري وفي غيره من هيئات ومؤسسات المرحلة الانتقالية والمرحلة اللاحقة ... هو ليس مغنماً ليتم الاختلاف عليه بل هو تحدي كبير جداً.


اقدر وجهة نظرك لكن سؤالي عن الشرعية؟
إذا لم يبادر الشباب كان المفروض إما ان تبادر القوى السياسية او تبادر المعارضة بتقديم حلول ومعالجات. هذه مبادرة من قبل تكتلات ثورية ومن غير المنصف ان نهاجمها بل الأحرى ان نلتف حولها وندعمها. لماذا نقف صامتين أو مكتوفي الأيدي في حين أن الشعب يعاني الأمرين وعندما تظهر مبادرة للتقدم إلى الأمام باتجاه الحل يتم الإعترض على هذه الخطوة ونحاول الطعن فيها بدل من دعمها او تقديم البدائل للمعالجة. لمدة طويلة ظلت القوى السياسية مكبلة بكثير من القيود وبقت جامدة في محلها مترددة وخائفة دون أن تمضي قدماً أو تتقدم خطوة للأمام وحتى الأحزاب المعارضة بوزنها وخبرتها السياسية بدأت تهمس وعلى استحياء وترسل إشارات حول تشكيل المجلس الإنتقالي بعد مقابلة جون بريانن مستشار أوباما لشؤون الأمن الداخلي والإرهاب والتي جاءت بعد زيارته لصالح في الرياض وإطلاعه على أن صالح مازال متشبثاً بالسلطة ويرفض نقل السلطة، فكان ردهم مخيباً للآمال لأنهم قالوا بأنهم أُحبطوا ومن يكون قادر على الفعل والتغيير لا يحبط أبداً. وبالرغم من ذلك لم تعلن عن تشكيل المجلس وأعتقد بأنها لن تعلنه أبداً مالم تبادر قيادة الثورة من الشباب بذلك.


معك حق لإن إذا كان الجميع ينتظر الآخر ان يقوم بالخطوة الأولى لن نصل الى اي مكان..لكن في نفس الوقت إذا اردنا الحديث عن شرعية مثل هذا الكيان يجب ان تعترفي ان إعلانه بهذه الطريقة تدفعنا للتساؤل؟
البوادر الأولى من الإستطلاعات من المواقع الإلكترونية والساحات تدل على ان هذه الشرعية موجودة بالاستجابة الكبيرة وتنفس الناس الصعداء لشعورهم بأن الأمور تمضي وستفضي إلى معالجات... وهناك ارتياح عام وكبير لتشكيل المجلس لأن الأسماء التي تم إختيارها لم تكن لمعايير مناطقية أو فئوية أو جهوية أو أيدلوجية أو انتماءات سياسية وإنمالتاريخهم السياسي والوطني ولشعور الشباب أن ألامال معقودة بهم للمساعدة في انتشال البلد من هذا الوضع الذي آلت إليه.


كيف عرفتي عن هذا الإرتياح؟
من الشباب في الانترنت وفي الساحات الذين أكدوا أن هذه الآليه ستساعد في تحقيق أهداف ثورتهم. و لاشك ان هناك متحفظين على تكوين المجلس وإن لم يعترضوا على المجلس بحد ذاته وأنا بدوري أسألهم ما هي بدائلهم وماهي مشاريعهم ولماذا لم يتقدموا بها حتى الآن والوقت يمضي ومحنة الوطن تتفاقم يوماً بعد يوم. وإذا لديهم اقتراحات عملية أو إضافات أو تعديلات فهي معتبرة ومقدرة ومرحب بها، وليطرحوها. و ليس من الوطنية أو روح المسؤولية ان ننتقد او نقلل من قيمة أي مبادرة جاءت بهدف الوصول الى مخرج من هذا الواقع فقط لأجل الإنتقاد أو لأنه لم يتم استشارة الجميع دون أن نقدم الحل. والحقيقة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ومع ذلك ينبغي أن يلبي هذا الإجراء في الحل تطلعات الأغلبية وعلى الآخرين المساعدة والاستمرار بالمبادرة وطبيعة المرحلة وحساسيتها لا تحتمل التشرذم والتفرق والتمزق.


ما رايك في الأعضاء الآخرين في هذا المجلس؟ وهل تواصلتي معهم حتى الآن؟
كلها اسماء وهامات وقامات وقيادات وطنية مجربة وخبرتها طويلة في العمل الوطني والسياسي منهم من كان رئيس جمهورية ومنهم من كان رئيس وزراء وأعضاء برلمان..وغيره


ولكن ألا تعتقدي انه كان من المفترض ان تكون هناك وجوه شبابية جديدة على افتراض ان ثورة اليمن ثورة شباب؟
هم الشباب انفسهم طرحوا هذه الأسماء وعزوا هذا إلى انهم لا يريدون السلطة او تدفعهم مطامع شخصية ان يكونوا في الواجهة. والثوري هو إنسان غير نفعي يؤثر المصلحة العامة على المصالح الضيقة والأنانية، وسيستمر الشباب يلعبون أدوار هامة هذه المرحلة والمراحل اللاحقة ..ألم يقوموا هم بقيادة هذه المرحلة وهم من وضعوا ملامحها وتوجهاتها بما يعزز من مشاركتهم الفاعلة ومشاركة كل فئات الشعب في الحياة العامة وممارستهم حقوقهم المدنية والسياسية.


وماذا عن تمثيل النساء؟ إمرأة واحدة فقط مقابل 16 رجل؟
الحقيقة انا طرحت ان تمثيل النساء قليل ولا يتفق مع حجم مشاركة النساء في الثورة وأشجع أن يتم استيعاب اسم أو اسميين آخريين على الأقل في هذا المجلس من القيادات النسائية التي شاركت في الثورة ولها بصمات واضحة في العمل السياسي والوطني. كما ان هيئات المرحلة الانتقالية والمرحلة اللاحقة بالتأكيد ستشمل شخصيات نسائية كثيرة.


إذا بإمكانك ان تقترحي إضافة اسمين نسويين للإنضمام للمجلس الرئاسي من ستكونان؟
هناك نساء كُثر ومنهن من لهن أدوار مميزة وبطولية ويمكن لشباب الثورة اقتراح هذه الأسماء مثلما اقترحوا اسمي لأني لا أريد أن أفرض عليهم أسماء ... منهن السياسيات والأكاديميات والناشطات في المجتمع المدني... وإذا تشاوروا معي لن أتردد في طرح عدد من الأسماء .


من هي الفئات الغير ممثلة او موجودة في المجلس الرئاسي الإنتقالي؟
التمثيل لم يكن سياسي لأحزاب او فئوي او جغرافي انما تمثيل وطني صرف وضم شخصيات وطنية بإسمها وتاريخها السياسي والنضالي. بالرغم من ان هناك عدد من الأسماء المقترحة لها انتماءات سياسية معينة وهم أعضاء قياديون في أحزابهم أيضاً.


لكن الأحزاب لم تقف معكم في هذه المبادرة؟
صوت الأحزاب في هذه المرحلة لا يزال مبهما. هي لم تعلن حتى اللحظة انها ضد وفي نفس الوقت لم تصرح انها مع هذه المبادرة. لكن في تصوري هناك تأييد "صامت" من قبل الأحزاب لأن هذه المبادرة تتفق مع توجهاتهم للتغيير والمطالبة بالتداول السلمي للسلطة. انا مستغربة لحد الآن لماذا هم مترددون. ليكونوا أكثر جرأة و شفافية ويطرحوا لنا ما هي العوائق والصعوبات التي تقف في وجوههم من أجل طرح هذه المبادرة للتنفيذ. هل هم خائفين من حرب أهلية؟ لن تقوم حرب أهلية لأن هذا ما كان يروج له النظام وأثبت الواقع عدم صحته.


ولكن الم تكن لدى الأحزاب فكرة تكوين مجلس انتقالي ايضا؟
للأسف الشديد الأحزاب لاتقوم بمبادرات وإنما تكون تحركاتها بمثابة رد فعل. أعلنت عن مجلس انتقالي بدون تفاصيل على استحياء وخجل بعد زيارة جون بريانن لليمن ولكنها بطيئة في اتخاذ قرارات وتحصر نفسها بردود الأفعال. احزاب المعارضة اليمنية اليوم أمام تحدي تاريخي كبير ولكنها لم تقم بالمسئولية المتوقعة منها.... ما كان يتوقعه الشارع اليمني والجماهير منها ولا أعلم لماذا لم تسير قدما في هذا الإتجاه. خذي في إعتبارك ان عدد من الأعضاء المرشحين في المجلس الرئاسي كما ذكرت سابقا اعضاء في هذه الأحزاب الآن أو سابقا وإلى الآن لم يعبر أحد منهم عن تحفظه على كونه جزء من هذا المجلس ولم تعبر أحزابهم أيضا عن أي تحفظ وهذا في رأيي مؤشر إيجابي أن هناك قبول ضمني وتأييد لهذا المجلس من هذه الأحزاب. وأتوقع أن يلتحقوا بالشارع ويحظى هذا المجلس بقبولهم وتأييدهم.


مثل ما التحمت الأحزاب بالشارع بعدد تردد من قيام ثورة الشباب؟
نعم مثل ما التحموا بالشارع وبثورة الشباب سوف يحتضنوا هذه المبادرة لأنه لا خيار آخر أمامهم ولا يستطيعون أن يسبحوا ضد التيار لأن هذا أصلا ليس في صالحهم بالتأكيد. بالعكس مبادرة الشباب لهذا المجلس الرئاسي الإنتقالي قدم لإحزاب المعارضة والمجتمع الدولي خدمة كبيرة جدا... لأنه يسير باتجاه الحل لوضع حرج لا يسر عدو أو صديق ، ويتحملون هم جزء كبير من مسؤلية هذا التأخير وتكلفته العالية... وكلما تأخرنا سترتفع الكلفة أكثر وأكثر. بل انني اعتقد ان هذا المجلس قدم خدمة كبيرة للأحزاب.


كيف قدم المجلس الانتقالي خدمة للأحزاب؟
لأنها قطعت على الأحزاب ترددها وطرحتها أمام الأمر الواقع ووفرت على الأحزاب الوقت وعلى الناس المعاناة التي كان يمكن أن تطول إذا أنتظرنا الأحزاب ولم نوفر الحلول.


هل لديك رسالة توجهها للأعضاء الآخرين في المجلس؟
لم أتواصل مباشرة مع الأعضاء الآخرين وتواصلي معهم كان من خلال الإعلام أحثهم وأحث نفسي على الشروع في العمل .


وكلمتي لجميع الأعضاء ألا يترددوا وان يقوموا بمسئوليتهم حتى وإن كان لم يُشعروا من قبل ولم تتم استشارتهم في الأمر لأني أيضاً لم أُستشار واعتبرت هذا العمل تكليف وشرف كبير لي للقيام به ونحن جميعا الآن على المحك وأمام مسئوولية وتكليف وطني تاريخي والتاريخ لن يرحم أحد. لذا اشدد على أهمية أن يلتقي المجلس الرئاسي الإنتقالي في أقرب فرصة خلال هذا الأسبوع ويناقش خطواته القادمة للتسعة الأشهر القادمة لأنها فترة قصيرة جدا.


المجتمع الدولي في اكثر من مناسبة حذر ان مجلس من هذا النوع لن يتم الإعتراف به، كيف ستتعاملون مع هذا التحدي؟
ظاهرياً يبدو ذلك ولكن في المقابل وبعد تعنت رأس النظام في الاستجابة للمبادرة الاقليمية والمدعومة دولياً، والتي قدمت له حماية تمناها حسني مبارك والقذافي والآخرون، يبدو أن المجتمع الدولي سينحاز لتطلعات الشعب اليمني في الاستقرار والبناء والتنمية. أما هذا الوضع الحالي غيرالسوي مزعج للأقليم وللمجتمع الدولي مثلما هو مزعج للشعب اليمني وبالتالي لابد من تغييره وتصحيحه. والمجلس هوالآلية الصحيحة والعملية للمعالجة والحل لهذا الوضع، وعلى المجتمع الدولي أن يتعاطى معه بل وأن يعترف به ويحترم خيارات الشعب اليمني ويدعمها.



ودول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي للأسف لم يستطع تمرير مبادرته التي اقترحها ودعمها بقوة وكرسوا لها الكثير من الجهد والمال والوقت دون جدوى، وكانوا قد مارسوا الضغط على شباب الثورة وإن بصور غير مباشرة بعدم التصعيد لإعطاء الفرصة للمسار السياسي / الدستوري وفقاً لمبادرتهم والذي لم ينجح مع هكذا نظام. وبالتالي حان الأوان ان تكون هناك مبادرة وطنية تستند على الشرعية الشعبية والثورية .. ومن العدل والانصاف ان تحظى هذه المبادرة بدعم المجتمع الدولي وبفرصتها للنجاح. المجتمع الدولي اليوم استشعر خطورة الموقف وتدهور الأوضاع في البلد وإن هذا التأثير لن يكون كارثياً على اليمن فحسب ولكن ستكون له تداعياته القاسية والمؤلمة على المحيطيين الإقليمي والدولي. وبالتالي فإنهم لاشك سيسعون لتقديم الدعم والمساعدة لليمنيين من ناحية التزام قيمي واخلاقي بسبب تباطؤهم وتركهم للأمر يصل إلى ما آل إليه، وفي نفس الوقت سيحقق مصالحهم في الحفاظ على الأمن والسلامة الدولية والتي ستتأثر كثيرا في حال انهيار اليمن.



لننتقل الآن الى الجانب العملي. كمجلس رئاسي انتقالي ما هي خطتكم لتنفيذ السياسات التي ستخرجون بها. لنفترض انكم اجتمعتم وخرجتم بإستراتيجية معينة للتسعة اشهر القادمة. كيف ستنتقل هذه الخطة من الورق الى التنفيذ على الواقع؟
اعترف بأن التحديات كبيرة جدا وأنا لا أتوقع أن طريق المجلس لتحقيق برنامجه وإنفاذ أهداف الثورة سيكون مفروشاً بالورود. لكن لابد من بذل أقصى الجهود مع الشركاء الوطنيين والاقليميين والدوليين. نحن نفتقر اليوم الى ابسط مقومات الحياة مثل الكهرباء او الوقود وارتفاع الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية الأساسية ...والحقيقة أن هذا الوضع سيفقر حتى أصحاب الأعمال الذين تعطلت مصالحهم وأعمالهم وبدأوا بتسريح العمال وإغلاق تلك الأعمال فما بالكم بالشرائح الواسعة والغفيرة من الشعب اليمني ذات الدخل القليل والذي يكاد لا يلبي الاحتياجات الضرورية جداً لهم ولأسرهم.


لنفرض ان المجلس الرئاسي الانتقالي حدد قضية الكهرباء كأولوية يجب التعامل معها ولنفترض انكم في اجتماع موسع وبعد مناقشات ادركتم ان مشكلة الكهرباء ان هناك شيخ قبيلة لنفترض الشبواني على سبيل المثال هو سبب المشكلة. كيف ستحلون المشكلة؟ هل سترفعون سماعة الهاتف وتتحدثون مع الشبواني لتقولوا له: نحن المجلس الرئاسي الانتقالي قررنا ان عليك التوقف عن ضرب المحطة؟
الحقيقة أن كثير من المشكلات مفتعلة من قبل النظام وهو يقول يا أحكمكم يا اخنقكم. من 4 يونيو والشعب اليمني يعاني الويلات والتضييق بصورة أكبر على الناس للإيحاء لهم بأن الخير مرتبط بوجود الرئيس وأن السلام والاستقرار لا يأتي إلا بوجوده وهذا الكلام ينطلي على بعض الناس البسطاء والسذج.



ولكن المجلس الإنتقالي الرئاسي سيفتح قنوات اتصال مع الجهات والأطراف المختلفة في اليمن والتي تتهمها الحكومة انها تعطل المصالح العامة ويجب ان نصل معها إلى حلول هذا إذا كان لها ضلع في الموضوع وأنا أشك في ذلك. وربما كانت بعض الأطراف تمارس مثل هذه الأعمال للضغط على الحكومة للحصول على حقوقها الأساسية، ولكن دولة النظام والقانون التي نسعى إليها ينبغي هي أن تهتم بحل مشاكل المواطنين وأن تصل إليهم وتسعى لتقديم أفضل الخدمات لهم ولاتنتظر إلى حدوث المشكلات وتأخر أوقات المعالجات. وأتوقع أن يكون هناك استجابة كبيرة من هذه الأطراف مع سلطة المرحلة الانتقالية خاصة إذا ما شعروا بأنها جاءت لتلبية احتياجاتهم والتعبير عن تطلعاتهم .


لنفترض ان توقعاتك في محلها وانكم بالفعل اتفقتم مع الشبواني ايضا على سبيل المثال ان لا يتعرض للمحطة ويسهل للناس معيشتهم من خلال تواجد الكهرباء. مالذي يضمن ان لا تقوم اي جماعة مسلحة اخرى بالإعتداء على المحطة؟
هنا تأتي استراتيجية المجلس الإنتقالي والتي مهمته ان ينظم الجهود المجتمعية وأن يحي ويعزز في المجتمعات المحلية روح المسؤولية والالتزام لتستشعر واجباتها في حماية مجتمعها والدفاع من مكتسباته...لابد من إحياء التكوينات الشعبية المجتمعية وتقويتها والتنسيق بينها لكي يشعر الناس ان لهم دوراً لايستهان به في تغيير وتحسين حياتهم ويكونوا القوة الدافعة والمحركة للتغيير في مجتمعاتهم المحلية التي عانت طويلاً من التهميش والإقصاء.


والمجلس الرئاسي الإنتقالي لن ينزل الى الميدان مباشرة ويحل جميع المشاكل التي تصادف اليمنيين. بل إن دورنا استراتيجي تنظيمي تقني يشجع ويساعد المجتمعات المحلية أن تحل مشاكلها بنفسها بطريقة تشاركية تفاعلية منظمة ومدنية وطبعاً تساعدها الحكومة الانتقالية المزمع تكوينها.


المجلس الرئاسي إطار سياسي ذا طبيعة عامة يضع الرؤى والسياسات والاستراتيجيات العامة ويترك للمواطنيين حرية وضع المبادرات الذاتية لحلول ومعالجات مشاكل مجتمعاتهم المحلية. هذه العلاقة بين الحكومة والمواطن كانت غائبة ولابد من تصحيحها ليكون المواطن عنصراً فاعلاً في بناء وطنه لا متلقياً سلبياً لما يظنه هبات ومنح وعطايا من النظام وتفضلاً عليهم.


رسمتي صورة جميلة جدا لا استطيع الانتظار لكي أعيشها ولكننا جميعا ندرك ان هذه الاحلام والخطط بحاجة الى مال لكي تتحقق. من اين سيأتي المجلس الرئاسي الانتقالي بالمالي ليحقق اهدافه؟
سنحشد الجهود للعمل بالامكانيات والموارد الوطنية المحلية المتاحة، وهي ليست قليلة ولكنها كانت تُدار بصورة سيئة غير رشيدة، والإقليم والمجتمع الدولي لن يتوانى عن تقديم الدعم إذا مالمس جدية الأطراف الوطنية وعملها على أرض الواقع.



هل تقصدي ان المجلس الرئاسي سيساعد اللجان الشعبية او منظمات المجتمع المدني تقديم مشاريع للمانحين من اجل تحسين معيشتهم؟
أولاً في الشأن الاقتصادي لابد من تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ودعمه وتوفير المناخ الملائم له في العمل، والاهتمام بأصحاب الأعمال المتوسطة والصغيرة لتكبر ويكون لها إسهام حقيقي في تنمية الوطن وحول اللجان الشعبية أو الأهلية أو المجتمعية لابد من الاهتمام بمثل هذه المبادرات للقيام بواجباتها في التخفيف من الفقر.



ويمكنهم أن يحصول على الدعم من مبادراتهم الذاتية ومن دعم الحكومة ومن المانحين أيضاً وينبغي أن يكون وفقا لأولويات مثل إعادة تهيئة المناطق المتضررة من الحرب والصراعات والنزاعات المسلحة وتأثر المواطنيين الأبرياء من تلك النزاعات.



ما الذي يمكن ان يسبب فشل المجلس الرئاسي الانتقالي؟
أولاً أنا متفائلة وواثقة ان المجلس لن يفشل بإذن الله وبدعم كل المخلصين وأبناء الشعب اليمني كافة. ستكون هناك صعوبات وتحديات تعيق عمله. اول تحدي سيأتي من ما تبقى من النظام الذي سوف يقاومه لأنه سيعتبره انتزع حقاً أو استحقاقاً له وسيقاوم المجلس عن طريق ربما استهداف اعضاءه، تعطيل طرق التواصل بين الأعضاء وطرق الإتصال، منعهم من السفر الى الخارج وتقييد حركتهم في البلد وتثير لهم الكثير من المتاعب والمشكلات وهذا متوقع منه، لكن الغير متوقع والغير المفهوم هي العقبات التي قد تأتي من قبل بعض التكوينات الثورية لأن المفروض والطبيعي ان تكون القوى الداعمة وأن تعزز من الاصطفاف الوطني ولا تسعى لشق الصف، ومع ذلك أرى أن يعقد الإجماع بالتواصل والحوار معهم.


هل هناك بوادر لمثل هذه التحديات من الكيانات الثورية؟
الحقيقة هناك البعض عبر عن عدم رضاه الكامل بسبب أنهم لم يُستشاروا ولم يشاركوا في الاختيار. و في كل الأحوال أرى أن على المكونات الثورية الشبابية وقيادات الثورة التي أعلنت المجلس أن تفتح مع الجميع قنوات اتصال وتفهم وجهة نظرهم والوصول معهم الى حلول من خلال استيعاب ملاحظاتهم وأخذها بعين الاعتبار، لأن علينا ان نوسع قاعدة الدعم والالتفاف الشعبي وهذا يعطي المزيد من الإعتراف والشرعية ويسهل العمل ويحسن جودته لصالح كل فئات المجتمع. وبالتالي لابد من التواصل مع الجميع ومعالجة جميع الإشكاليات للوصول إلى أرضية عمل وتفاهم مشترك.


من الصعوبات أيضا ربما تكون تباطؤ المجتمع الدولي في التعاطي مع المجلس ودعمه. المجتمع الدولي ربما ينتظر ليرى ما إذا كان هذا الكيان قوة مؤثرة في اليمن وأنه بديل حقيقي يسد فعلاً فراغ السلطة وهذا قد يأخذ بعض الوقت الذي أرجو ألا يطول في ظل السباق مع الزمن لإنقاذ الغريق.


هم اعترفوا بالمجلس الانتقالي في ليبيا، وفي سوريا الإجراءات سارية باتجاه إعلان مجلس إنتقالي وسنراقب كيفية التعاطي معه لأنه لا يجوز في العلاقات الدولية الكيل بعشرين مكيال ينبغي العودة إلى المبادئ والقيم العالمية والإنسانية المتفق عليها...وينبغي دعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وخياراتها .


والحقيقة أنه ولفترة طويلة المجتمع الدولي ناشد وشدد على الأطراف المعنية في اليمن وأولها السلطة التي تفردت بالقرار أن تصل إلى حلول سياسية للأزمة ولم يتم ذلك ويأتي إعلان هذا المجلس كمبادرة وطنية وكجزء أساس في الحل وبالتالي ما عليهم سوى دعم الجهود الوطنية في الحل.


اذا هل تضمنين ان المجلس الرئاسي الانتقالي فعلا لن يجر البلاد الى حرب اهلية؟
الحرب الأهلية يريدها ويهئ لها النظام أو بالأصح ما تبقى من نظام بكل ما أوتي من قوة لأوهامه بأنه ربما تكون الضامن له والمبرر للبقاء في السلطة. وإذا فإنه يتحمل مسؤولية أي تصعيد أو إثارة مشكلات أو استفزازت بسبب إعلان المجلس وشروعه في أداء مهامه . ولكنني موقنة بأن الشعب اليمني قادر على إتمام ثورته البيضاء والدفاع عنها ليثبت للعالم كله انه شعب واعي وقادر.

[حد من الوادي]

حورية مشهور تعلن انسحابها من تحالف " وطن "

2011/07/22 الساعة 20:06:18
حورية مشهور
التغيير – صنعاء - خاص :

أعلنت حورية مشهور ، عضو المجلس الرئاسي الانتقالي المعلن من مجلس شباب الثورة انسحابها من تحالف "وطن" احتجاجا على موقف التحالف "السلبي" من المجلس الانتقالي .

و قالت مشهور في رسالة انسحابها – تلقى " التغيير " نسخة منها " : " أعلن عن انسحابي من تحالف وطن بسبب توقيعه على بيان معارضة تشكيل المجلس الرئاسي الانتقالي والذي أنا عضوة فيه . وإذ استغرب ورود اسم وطن في هذه الوثيقة وكيف يتم التوقيع على ذلك دون التشاور مع قيادات وطن وأنا أحدهم . والسؤال هل اجتمع وطن واتخذ هذا القرار دون علم بعض أعضائه أم أن أحد الأخوات قررت دون اللجوء إلى البقية وهذا مخالف للعمل المؤسسي " .

و أضافت " كنت أتصور أن يتم النظر للموضوع من زاويتين أولاً زاوية أن المجلس الانتقالي يلبي احتياج مطلبي شعبي ويساعد في تقديم الحلول للوضع الخطير الذي تمر به البلاد " .

و تابعت الرسالة " كما كنت أتصور أن تنظروا إليه من زاوية تمثيل امراءة في هذه المجلس وإن هذه المرأة هي أخت وزميلة لكم وتعمل معكم منذ نشوء وطن في عام 2005م ولعل هذا يكون مصدر فخر لكن لأني أنا شخصياً مدافعة صادقة عن حقوق كل امرأة في الوطن وتكون سعادتي بالغة بتمثيل النساء في أي موقع من مواقع صنع القرار وسأستمر في هذا النهج مدافعة عن حقوق الإنسان وأولهم النساء، أرجو الاحتكام إلى الموضوعية في العمل والبعد عن الشخصنة والله من وراء القصد" .