المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


مــــــدينة شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام التــــاريـــــــخيــــــه

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-2009, 03:39 AM   #1
المستقل
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية المستقل

افتراضي مــــــدينة شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام التــــاريـــــــخيــــــه

مدينة شبام التاريخيه

المقدمة
احد اهم المدن الاثريه في حضرموت مدينة( مدينة شبام ) .يقال عنها " منهاتن الشرق الأوسط " ، " شيكاغو الصحراء " و " أول ناطحات سحاب في العالم " لارتفاع مبانيها وكانها ناطحات السحاب ،تقع على مساحة ارض محدوده بين اوديه وتحاط بها مياة السيول والنخيل وزروع متنوعة وكانت عاصمه لعدة دول سادة المنطقه ويحاط بالمدينه سور متصل له مدخل واحد ويسمى (سدة شبام ) ان بيوت ومنازل المدينة المختلفة المبنية من اللبن ترتفع بشكل مثير للاعجاب ، ويترواح سمك جدران الدور الارضي للمنزل الحضرمي في شبام بين متر ونصف ومترين. وقد تكفلة لحماية مبانيها الاثريه منضمات دوليه تابعه للامم المتحده واليوم يرتادها سواح من جميع الدول الغربيه لمشاهدة الفن المعماري الذي برع فيه الحضارمه ومكوناته اللبن و التبن وهكذا بعد مرور خمسمائة عام على هذه المباني لازالت شامخه عبر العصور حتى هذا العصر الالكتروني لم يؤثر على شموخها ... هذه المدينه القابعه في احضان الربع الخالي تداعب خيال المؤرخين والفنانين وعلماء الآثار ورواة الاخبار ، عجيبه في هيكلها عظيمه في بنائها ، شامخه في بناياتها لايكاد احد يصدق انه توجد مثل هذه المدينه العملاقه الطينيه في اقصى جنوب جزيرة العرب في قلب وادي حضرموت ،وعلى مشارف صحراء الربع الخالي ، نعم انها شبام حضرموت
تاريخ مدينة شبام
تنسب شبام الى بانيها الحميري شبام بن الحارث بن حضرموت الاصغر بن سبأ الاصغر بن كعب بن سهل من زيد الجمهور ويرتفع النسب الى الهميسع بن حمير بن سبأ الاكبر من قحطان وهذه النسبه قد تكون نسبة بناء وانشاء او ربما نسبة سكنى واستيطان ، كانت من المدن المعروفه والمشهوره فيما بين القرن 14 قبل الميلاد والسادس بعد الميلاد كما ذكر ذلك المؤرخ جورجي زيدان في كتابه < العرب قبل الاسلام > وعدد مدنا كانت قائمه في تلك الفتره ذات حضاره وهي < مأرب وصرواح ومعين ونجران وصنعاء وشبوه وشبام وتريم وظفار وريدان >
مدينة شبام كما وصفها لسان اليمن الهمداني < مدينة الجميع > كانت مدينه عظيمه ممتده من سفح الجبل الجنوبي < الخبه > حتى الوادي الشمالي ومن الشرق من الموقع الذي يطلق عليه اليوم < شقيه > حتى اطراف المكان المسمى < جرب هيصم > على ارض مساحتها توازي تقريبا 12000000 اثنى عشر مليون متر مربع ،لم يسكنها غير العرب القحطانيون في الازمنه القديمه الى القرن السادس والسابع الهجري حيث خالطهم من العدنانيين جماعه من الساده العلويون وبعض من قريش
التخطيط المعماري للمدينة
يمكن القول أن مدينة شبام من حيث المساحة ورقعة المباني كانت متسعة أكثر مما هي عليه الآن إذ هدمهتها السيول وجارت عليها الحروب بالويل و الخراب و لإتقاء الخطر الأول توصل مهندسوا شبام الى فكره بنا سد(الموزع) غرب شبام عند ملتقى مياه السيول وقد تم بناؤه من الحجر والطين ولبس سطحة بملاط الرماد مواد أوليه ولكن عُملت بفكر هندسي سليم وإيادي فنية خبيرة منذ القرن العاشر الهجري ولازال صامداً حتى الوقت الراهن آيه من آيات العماره اليمنيه والتخطيط الحكيم فهو من ناحية يحمي المدينة من السيول وينظم في نفس الوقت عملية الري الزراعي بطريقة مدروسه ولهذا سمي بسد (الموزع) طوله يقارب 800 متر يمتد من الشمال الى الجنوب غربي منطقة خشامر إرتفاعه يتقارب من 4- 6 متر . ويحيط بشبام سور قديم من الطوب الطيني ولهذا يطلق عليها بالمدينة المسوره حيث يعتبر هذا السور الخارجي وسيلة مهمة للدفاع عن المدينة ويوجد بهذا السور مدخل واحد فقط للمدينة يسمى (السده) أي البوابه الكبيره وهي تتصل مباشره بفناء داخلى كبير يعتبر من المساحات الرئيسيه في مدينة شبام وتقع هذه البوابه في الطرف الجنوبي من المدينة وإن وجود هذا السور القديم يعتبر من العناصر المميزه لشبام حيث يترواح ارتفاعة من 7.5 متر الى 9 أمتار .
تقع مدينة شبام على ربوه ترابيه تحيط بها اراض زراعية من كل الجهات تقريبا ونظرا لضيق المساحة الأفقية ، أنطلق بنيانها الى عنان السماء حتى وصل في بعض الأحيان الى تسعة ادوار من الطين ونظرا لضيق المساحة فقد تم تخطيط المدينة بطريقة دقيقة ومنتظمة وكان التوسع الرأسي نتيجة ضرورية لذلك وبالرغم من ضيق المساحة وإنعكاسها على عدد السكان الإأنه يجب أن يتوفر للمدينة نوع من الرهبه حتى يشعر العدو بضآلته إزاء تلك المباني الشماخة والقوية وكذلك نظراً لأهمية شبام كان من الضروي تخطيط المباني العامة للمدينة وانحصرت تلك في المساجد والجوامع والأسواق كما توجد آثار لمستشفى شبام القديم على مقربه من زاويه السور الشمالى والشرقي للمدينة ونلاحظ بأن التلاصق الشديد للمباني أدى الى عمل دهاليز وممرات تسمح بمرو الساكنين كما لم تسمح بوجود شبكة طرقات منتظمة في المدينة . والهدف من ذلك ضمان الناحيه الأمنية والدفاعية للمدينه.

القيمة المعمارية لمدينة شبام
تتميز العمارة الطينية في مدينة شبام بالبساطة والفخامة ، وتتجلى هذه البساطة في إستخدام المواد المحلية في البناء مثل الحجر والطين والخشب وببساطة مرتبطة بالذوق الفني والإنسجام الجمالى .. كما كانت أيضا بساطة مقرونة بعلم واسع بالفطرة والتجربة بهندسه البناء في وضع نماذج فريدة ومميمزه تضمن عناصراً وظيفة تلبى حاجة البيئه والظروف المناخية والعادات والتقاليد الإجتماعية.
إن مدينة شبام ( ناطحات السحاب ) تتميز عن بقية مدن الوادي بعلو مبانيها والتى تصل الى تسع طوابق من الطين وهذا فيه نوع من الجرأه الهندسية حيث وفرت الواجهات المترتفعة ذات النتؤات البارزه مساحات كميه من الظل الذاتى والمعكوس على ساحات تلك المباني ، والى كانت معضمها تطلى بالنوره البيضاء ( الجير الكلسى ) وذلك لعكس أشعة الشمس الحارة .
إن مباني مدينة شبام بنيت من الطوب الطينى والذى يسمى ( المدر) في وادى حضرموت ... حيث يُستخدم بأحجام مختلفة في البناء بإستثناء مسجد الجامع الذى بنى في عهد هارون الرشيد حيث بنى بالطوب المحروق .. وهو طابع فريد ومميز للمسجد الإسلامي ببهو الأعمدة .. وذلك للتهوئه والإضاءه الطبيعة كما يتمثل في أنه نجح في خلق تعبير معماري جديد عن طريق تشكليل وتنظيم العناصر التركيبيية والإنشائية التى وجدت في العمارات القديمة .. حيث كانت مراكزها الرئيسية في العراق والشام ، إن هذا الإنجاز يدل على إماكانت تستلف النظر للإسلوب المعماري الذي يرجع الى الهيلنتستية والرومانية.

تصميم الوحدة المنزليه في شبام
العناصر الوظيفية المكونة للمنزل الشبامي
أن تراث إي عماره ما إنما هو أشكال إنشائية ووظيفيه ناطقة تعبر بأوضح صوره عما كانت تحتاجة ثقافة من الثقافات ، وماكان يراود أهلها من أحلام. أن المنزل الشبامي يتميز عن غيره من المنازل الأخرى في تقسيم عناصرة الوظيفية ، حيث أن :-
الدور الأرضي لايستخدم لأغراض سكنية ، اذ يحتوى على المدخل الرئيسى الذي يؤدي الى غرفة ضيقة المساحة تسمى (الضيقة) تفتح على الشارع وتستخدم كدكان أما بقية المساحة الخاصة بالدور الأرضي فيه مخصصة كمخازن للحطب والأعلاف والمواد الغذائية من تمور وحبوب وأيضا لمبيت المواشي وتسمى ( المياسم ) ، كما يوجد بادور الأرضي ممر صغير يؤدي الى سلم يرتكز على عمود يشكل دعامة المبى الأساسية يسمى ( عروس البيت ) حيث يؤدى السلم الى الأدوار العليا من المنزل ويبنى ( العروس) على طول إرتفاع المنزل من الحجرة وبقية المنزل من الطوب الطينى ، وتبلغ مساحته في المسقط 1.5 × 1.25 متر ويتم تجصيصة بالرماد، ومن الملاحظ أن في أغلب المنازل يبنى ( العروس ) من الطين
يرتفع الطابق بمعدل 4 امتار تقريبا وهذا هو المعدل الثابت لارتفاع كل طابق عن الآخر ثم يسقف كما اسلفنا بالاخشاب ليقوم عليها الطابق الثاني وفي هذا الطابق السفلي يترك فراغ يعتلي مع ارتفاع الادوار ليكون بمثابة <منور> واضاءه لداخل المنزل وللسلالم <الرقاد> ويسمى< الشمسه> للتهويه ولدخول ضوء الشمس ولمناداة اهل المنزل منه. بالإضافة الى النوافذ الطوليه أو الدائرية الصغيره في أعلى الجدار للتهوئه وخاصة في الدور الأرضي التى تنعدم فيه النوافذ.
الدور الأول من المنزل شبيه بالدور الأرضي وظيفيا حيث لايستخدم هذان الدوران للسكن وذلك للأسباب الأنفه الذكر .
في الطابق الاول من البناء يبدأ تكوين واستدارة السلالم <الرقاد> بعمل جدار قوي وسميك تعتمد عليه دورة السلم والبناء ويسمى < العروس> وهو عباره عن جدار قوي يبنى بطريقة < المعروضتين> او <السبيه ومعروضه> ونادرا مايقام معتمدا على خشب السدر <الحمر> .
الدور الثاني والثالث : تكمن الوظيفة في هذين الدورين في استقبال الضيوف والنشاطات الإجتماعية للرجال وذلك بحكم العادات والتقاليد .. وتأخذ هذه الغرف طابعا مميزا عن بقيه الغرف في الأدوار الأخرى ، وذلك بما تحتويه من زخارف ونقوش بديعة ، بالإضافة الى الإعمدة الخشبية ذات الرشاقة والمنتصبه في وسط الغرف.
يبدأ الطابق الثاني في الارتفاع والمخصص غالبا للاغنام وخزن الحبوب المستعمله يوميا لأهل المنزل ويسمى <السطوح> ومنه تتحدد احجام الغرف للطوابق العلويه بوضع مراقي للاعمده التي تعتعمد عليها اسقف وارضيات الطوابق الاخرى وتسمى <اسهم> جمع <سهم> وهو عباره عن عمود من خشب الحمر محلى بنقوش بديعه غايه في الاتقان يعلوه تاج منقوش ايضا يسمى <الكبش> يعتمد عليه سقف الغرفه وزينه ايضا للمجلس .
يرتفع البناء بعد ذلك الى الطابق الثالث وهو المخصص لمجالس الرجال و تسمى <الهابطيات> ومكونه من غرفتين غالبا احداهما كبيره ذات 4اسهم <اعمده> تكون لأجتماع الضيوف وعند الافراح والاحزان ، كذلك ،، كما انه بداخل تلك الغرف ايضا مخازن صغيره مقفله تسمى <المبارد> جمع <مبرد> لحفظ الاشياء والملابس وغيرها.
الدور الرابع والخامس : يستخدم هذان الدوران من قبل النساء ويسميان ( بالمرواح ) وتحتويان على غرف استقبال ضيوف النسياء بالإضافة الى مطبخ البيت والحمام كما يوجد في الدور الخامس ملاحق للحمامات ومدخنة من الطين تقع على التنور.
في الطابق الرابع والمخصص لمجالس النساء والتي تسمى <الطالعيات> على نفس النمط الاول ويقوم فيها المطبخ العام لأهل المنزل في غرفه مستقله به ويشتمل على جميع مستلزمات المطبخ التقليديه والباقيه الى اليوم بالرغم من وجود الادوات الحديثه ، فيوجد به تنور <تنار> او اثنان لخبز القمح او الذره وبجوارهما مكان لوضع الحطب المستعمل يوميا ويسمى <سف الحطب> وخزانه صغيره لحفظ المواد الخاصه بالطبخ وبعض الغلال وماتحتاجه الطاهيه من سمن وزبد وخلافه ، كما توجد فتحه فوق التنور بأرتفاع الجدار الى اعلى تستعمل كمنفذ لخروج الدخان للتهويه ايضا ، وفي الطبقه السفلى يوجد مخازن لحفظ الغلال والمؤن وبها ايضا مكان مخصص لــ<الرحى> و<مدق> لدق الحبوب ايضا يسمى <منحاز> وفي المخازن ايضا توجد< ازيار> جمع <زير> لحفظ التمور لأهل المنزل والمياه ايضا توضع في ازيار تسمى <جحال> جمع <جحله> ومكانها في كل حمام <طهاره> وبكل طابق من الطوابق السته الحمام <الطهاره> الخاصه به وبساكنيه
يتكون الطابق الخامس من غرف على النمط المشار اليه في الادوار الاخرى وبه مجلس كبير يسمى <المرواح> مجتمع لأهل المنزل ومستراح وبه غرف لاسقف لها اشبه بالشرفات الواسعه تسمى <الريوم> جمع <ريم> وتستعمل لتجفيف الملابس وما يحتاج تعريضه لأشعة الشمس وهي تحتوى على غرف صغيره وشرفات وسطوح متصلة بالغرف كما تحتوي على حمام صغير، ومن الملاحظ أن ( الريوم ) تنفتح نحو السماء وتوجد هناك خاصية تمت مراعاتها في تصميم المنزل الشبامي بحكم العادات والتقاليد وذلك بالرغم من ارتفاع مباني شبام وتلاصقها ببعضها البعض الإ أنه لا تتنسنى الرؤيه الافقيه للمنازل المجاورة، وفي المساء تكون متنفسا لأهل المنزل يتسامرون فيها وخاصه في الصيف حيث يكون المناخ حارا فتهب في المساء نسمات صحراويه جميله منعشه وصحيه تعوض قيظ النهار وتلطف الجو والمناخ الصحراوي الذي يلف المدينه . وفي هذه الطبقه تتجلى الوحده والتآلف والتقارب بين جميع الأسر في المدينه فأكثر المنازل ملتصق بالآخر وهكذا على مدار الخمسمائه منزل القائمه في المدينه فأبتكر الاولون طريقه لحفظ هذه الوحده والحفاظ على ستر النساء خاصه ففتحوا منافذ تسمى <المسالف> جمع <مسلف> تفضي بالوالج فيها الى المنزل الآخر خصص احداها في الطبقه الخامسه العلياء للنساء وآخر في الطبقه الثالثه للرجال.
ثم يكتمل البناء بالطابق السادس مع تقليل حجم <المدره> اللبنه عن ذي قبل ويضيق تبعا لذلك السلم <الرقاد> وتصغر الغرف نسبيا ويكون هذا الطابق خاصا برب الدار او للابناء حديثي عهد بالزواج وبه غرفتان غالبا تسمى ايضا <مراويح> جمع <مرواح> واخرى اشبه بالشرفات الواسعه وتسمى هنا <الطيرمه> ويطلق على الطابق كله <بين الطيارم> .
و للمراوح والتى هي الأدوار المخصصة للنساء في المنازل وظيفتان :
أحدهما السماح للنساء بالتنقل الى المنازل المجاورة عبر جسور ممتده بين المباني كممرات والوظيفة الأخرى هي استفادة الرجل منها للتنقل عبرها من مبنى لأخر في أوقات الحروب حينذاك ، دون الإضطرار للنزول الى الشارع ؟
كما يوجد هناك تفاوت في ارتفاعات الأدوار ، حيث يبلغ إرتفاع كل من الدور الأرضي والثاني والرابع 3.2 متر أما الدور الأول والثاني والثالث والمراويح فإنه يبلغ 2.8 متر.
أما بالنسبة لإرتفاعات المنازل ، فإن أعلى أرتفاع للمنزل يبلغ 29.15 متر كما أن أعلى أرتفاع للمنزل من مستوى سطح الوادى والمكون من ثماني طوابق يبلغ 36.5 متر ، ومتوسط ارتفاع المنازل هو خمس طوابق. كما لاحظنا بأن المساكن الأكبر ارتفاعا تقع على أطراف الرابية، حيث تشكل هذه المساكن سوراً طبيعياً للمدينة بالإضافة الى وظيفة الظل الى نوهنا بها سابقاً.


مراحل البناء المختلفة في البيت الشبامي
أولاً: الأساسيات
يبدأ البناء عاده بتحضير المواد الاوليه وهي الطين والتبن وجذوع النخيل واشجار السدر وبعض الاحجار المنحوته لعملها كأساسات سفلي المنزل ، وتهيئة الارض المزمع البناء عليها ، ثم يقوم متعهد البناء الذي يسميه الاهالي < المعلّم > بتفقد الارض وتسويتها ، وطبيعة ارض المدينه شديدة الصلابه لدرجة ان الفؤوس لا تطرقها الا بجهد وسبب شدة صلابتها كونها مقامه على انقاض بيوت قديمه وبفعل الامطار والبناء تاره والاندثار تاره اخرى حعلها على ما هي عليه الآن قويه وصلبه بصلابة الصخور .
بعد تنظيف الموقع ، تبدأ أعمال الحفر للأساس حتى أقوى طبقة ، ويصل عمق الأساس الى متر أو مترين ، وعادة الى 1.6 متر تحت سطح الأرض، ويصل عرض الحفر للأساس الى 1.5 متر أو ضعف سمك الجدار الذي على متسوى الأرض ، وبعد الأنتهاء من عملية الحفر يبسط ( الدمان ) الذي هو طبقة من روث الماشية تبلغ سمكها 3 سم ، ثم ترش فوقها طبقة من الملح ( ملح الطعام ) بسمك 8 سم ، وذلك لتقويه أرضية الأساسات ، ثم تليها رص أعود العلب ، تم توضع طبقة من الرماد .. ولتسويه الأساس توضع قطع غير مصقوله من كسارة الحجر.. وبعدها تبدأ عملية البناء بالحجر لرفع الأساس فوق سطح الأرض من 50 سم الى متر.
وتستخدم طبقة الرماد لربط الحجارة بعضها ببعض .. كما توجد حالات أخرى تستخدم فيها من الطين للربط، كما يتم في كلتى الحالتين تجصيص جدار الأساس من الخارج بالرماد والنورة أوكليهما معا ، ومما هو جدير ذكره هنا بأن سمك الحجر الجيري الخاص بالأساس يتناقص تدريجيا الى الداخل حتى يصل الى سمك الجدار المطلوب بنائه بالطوب الطينى ، كما نشير هنا بأنة توجد بعض الحالات الى يتم فيها الأستغناء عن الحجر في الأساسات والأكتفاء فقط بالطوب الطينى.

ثانياً : الجدران
تبدأ المراحل الاخرى للبناء من اعداد المواد الاوليه اللازمه له من طين وتبن وخشب ، تهيأ الارض والتي غالبا تكون قريبه من المنزل الذي سيبنى او في مساحه اوسع وسط البلده . عليها يبدأ صنع وتجفيف اللبن < المَدر> والطين المستخدم نوعان في بناء منازل شبام فهناك طين يسمى <الخرش> وهو من بقايا منزل متهدم يعاد تفتيته وصناعة اللبن <المدر> منه ويكون من القوه والمتانه بحيث يستعمل في بناء المنازل ويعطيها قوه وصلابه عن ذي قبل ، والطين الآخر هو الطين <البكر> الذي لم تدوسه قدم قط وهذا هو الغالب في بناء معظم المنازل .
تسير قوافل من الحمير الى اماكن معروفه ليجلب عليها الطين < البكر> ثم يؤتى بالتبن <التبل> وهو عباره عن قشور القمح بعد حصاده ودرسه، يكوم الطين كومه كبيره يعمل في وسطها حفره واسعه يصب فيها الماء ويرش عليه التبن ، يدخلها الرجال الاشداء فيدوسون التراب بأقدامهم ويخلطونه بأيديهم وتسمى هذه العمليه< المقلب> من قلب الطين وخلطه بالماء والتبن ، يترك قليلا حتى يختمر ثم يعاود الرجال الخلط بعد ذلك تتناقله الايدي ليوضع على خشبه معده لذلك تسمى <الرّعه> وهي عباره عن خشبه ذات اربع زوائد افقيه يحملها رجلان ينقل عليها الطين المخلوط ويسمى <طين خلب> الى موقع صنع اللبن <الصدر> يكفي ماعليها لصناعة 4الى 6 لبنات . ويسمى المكان المنقول اليه الطين مكان <ضرب المدر>.

يستلم الطين عمال آخرون بأيديهم مثابت تسمى <المِفتَل> وهو عباره عن خشبه ذات فتحتين طول كل منهما ذراع وربع وعرضها ذراع الاّ ربع <75سم*45سم> يصب فيها الطين المخلوط بالتبن ويشكل قوالب على هذا النمط ويترك تحت اشعة الشمس لحرقه لفتره حتى يجف تماما ثم يرفع من على الارض ويقلب في وضعيه جيده على شكل مثلثات ظاهرا باطنها لفتره اخرى معرضا ايضا لأشعة الشمس الحاقه . ينقل بعد ذلك ويرص بعضه فوق بعض بشكل رأسي كجدران مؤقته ويسمى <حمار المدر> ،هنا تنتهي المرحله الاولى بتوفير اللبنات <المدر> الصالحه للبناء ، يأتي بعد ذلك نقل اللبن الى موضع اساسات المنزل المقامه << وهناك طريقه عجيبه لنقل اللبن تلف بعض اكياس الارز الفارغه لفّا محكما وتربط ببعضها ثم يعمل لها سيورا منها يحملها العامل على ظهره ويشد السيور على رأسه وتسمى <المشدّه> يوضع عليها اللبن <المدر> من5 ــ 7 لبنات <مدرات> حسب قوة وقدرة العامل فيتم نقل اللبن بهذه الطريقه وايصاله الى أي ارتفاع كان في المنزل >>.
يتناول العمال اللبن <المدر>و بأشاره من <المعلم> يبدأ وضع اللبن على الاساس الحجري وتتقاطر اللبنات لتأخذ مكانها وموقعها في جدار الاساس فتوضع بشكل افقي طولي وتسمى هذه الطريقه <سَبْيِِه> وبوضع لبنتين <مدرتين > بشكلها الافقي الطولي عرضا أي <سبيتين> يقوم عليها الجدار السميك ليصبح عرضه ذراعين ونصف <150سم> يعتلي بعد ذلك الجدار قدر قامه الانسان المتوسط ويسمى < المدماك> بعد ذلك اما ان يطمر الفراغ بين الجدر بالطين وبعض الاحجار او يسقف بجذوع شجره السدر وتسمى <الحمر> ليكون اشبه بمخابئ للمؤن وتسمى <الخنون> جمع <خن>.يبدأ البناء بتكوين واستدارة السلالم <الرقاد> بعمل جدار قوي وسميك تعتمد عليه دورة السلم والبناء ويسمى < العروس> وهو عباره عن جدار قوي يبنى بطريقة < المعروضتين> او <السبيه ومعروضه> ونادرا مايقام معتمدا على خشب السدر <الحمر> .
تبنى الجدران من الطوب الطينى ( المدر ) حيث تستخدم خمسة أنواع من المقاسات للطوب الطينى ويرجع هذا الأختلاف الى الإختلاف في سمك الجدار من دور الى آخر .. ففي الدور الأرضي يكون مقاس الطوب الطينى 50.5 سم × 32.7 سم والمقاس الثاني للطوب الطينى 32.5 سم ×30.5 سم ، واذا انتقلنا الى الدور الخامس فإن المقاس هو 25.5 سم ×23 سم أما من حيث سمك الجدران فنلاحظ بأن سمك الجدران في الدور الأرضي والأول 86سم ، في الدور الثاني 69 سم ، في الدور الثالث 57 سم في الدور الرابع 46 سم ، في الدور الخامس 34.5سم ، في الدور السادس 28.5سم وفي الدور السابع 23سم
في الطابق الرابع يبدأ المعلم او متعهد البناء بتقليل حجم< المدره> طولا وعرضا ووزنا ايضا ليكون البناء على <معروضه> . حيث يبدأ الميلان قليلا بالجدران الى الداخل وتزيد نسبة الميلان في الطوابق العلويه الاخرى حتى لكأنك ترى المنزل من الخارج وبه ميلا واضحا وهذا هو سبب قوة وتماسك البنيان لفتره طويله وعدم تأثره بالعواصف والامطار. ومن هنا نستنتج بوضوح النتاقص التدريجيى لسمك الجدران والذي يؤدي بدورة الى الميول الخارجي للجدران نحو الداخل .
يرتفع البناء بوضع اللبن <المدر> فيكون على شكل< سبيه ومعروضه> والسبيه هي وضع اللبن افقيا طولا و<المعروضه> بوضعها افقيا عرضا. البناء هنا من الطين واللبن فقط وخشب شجرة السدر <الحمر> التي تشكل اخشابها بأشكال ومقاسات تفي بجميع الاغراض ومثلها ايضا شجرة الاثل التي تدخل اخشابها ايضا في بعض المنافع
عند الانتهاء من الطابق السادس هنا يكون بناء المنزل قد اكتمل لتبدأ بعد ذلك المراحل الاخرى والتي تعتبر مكمله له من صقل الجدران الداخليه من الفتحات بها بوضع طبقه من الطين وصقلها بآله خشبيه تسمى <البلد> ثم تركب الابواب والنوافذ الخشبيه وهي من خشب <الحمر> الجيد الصنع وكلها منقوشه بنقوش بديعه جميله تزيد من بهاء المنزل ورونقه وكذلك ابواب الخزانات المثبته في الجدار وتسمى <التيحه> كل ذلك غايه في الابداع والاتقان .

ثالثاً السقوف
تكمن وظيفة السقوف لحماية المباني من الداخل من عوامل الطبيعة الخارجية كالشمس والمطر والرياح .. وأطلق الشباميون على علمية بناء السقف ( بالعقد ) بعد الإنتها من بناء الجدران بالطوب الطينى يتم وضع أعواد العلب .. ونتيجة لعدم وجود الأعواد الكافية من ناحية الطول فإنه يستخدم العمود ( السهم ) والمربوع ( الساقط حيث يبدأ تثبيت العمود ( السهم ) في الأرض بأحجار صغيرة ( سفن ) ويوضع فوق العمود ذروه خشبية ( الكبش ) .. وفوق الذروه الخشبية يوضع الخشب الساقط وغالبا مايكون من عمود قوي وكبير من أشجار العلب ثم تليها علمية رص (القبال) على المربوع الكبير وذلك على أبعاد متساوية تبلغ 30سم ثم تبسط قطع خشبية صغيره تكنى بـ ( اليعبور ) لمقاومة النمل الأبيض ( الأرضة ) والذى يغطي بحصيره من سعف النخيل ( سلقه ) وفي المرحلة الأخيرة توضع طبقة من الطين . ويبلغ طول المربوع الخشبيى ( الساقط ) 3.5 متراً.


رابعاً: الحمث
إن الجدران الخارجية للمباني تتعرض كثيراً الى التآكل والتساقط ، وخاصة الإجزاء التحتية ، وذلك نتيجة لقربها من مياه المجاري والأمطار .. ولهذا نلاحظ بأن الشباميون قد أبتكروا جدار داعما من الحجر يحيط بالمنزل لتدعيم الأساس وجدران الدور الأرضي ، وبالتالى المنزل بأكمله ويكنى بـ ( الحمث) ويصل إرتفاعة الى 1.5 الى 2 متار ، ويأخذ مساحة مقطعها شكل المثلث حاد الزوايا ويساعد هذا الجدار الداعم ( الحمث ) في عدم اسر المياه أثناء الأمطار الغزيره الى أساسات المنزل والتى تسبب التشققات الموحودة في كثير من المباني

خامساً : التلبيس التجصيص :
إستخدم الشباميون التلبيس أو ( التجصيص ) . وذلك لحماية الجدران من العوامل الطبيعية المتختلفة كالأمطار والرياح والشمس ، وتتم هذه العميلة على مرحلتين
المرحلة الاولى :التجصيص بالطين والتى تتم بمحضتين المحضة الأولى والثانية .. المحضة الأولى هي خلط الطين مع التين ( التبل) المنخول ( التبن الدقيق ) ثم محضة على الجدران .. وبعد جفاف المحضة الأولى تبدأ علمية المحضة الثانية والى يخلط فيها الطين مع كمية قليله من الرمل ( النيس ) ثم محضة على الجران
المرحلة الثانية :بعد الأنتهاء من المحضتين الأولى والثانية تبدأ عملية التجصيص بالجير <النوره> بعد ان تزول ملوحة الجدران الطينيه وتسمى هذه الطريقه <الطرقه> وهي عباره عن جير <نوره> ثقيل نسبيا تسبك به الجدران وتصقل صقلا جيدا حتى تكون ملساء وناعمه بنعومة الرخام الجيد وتصقل الارضيات كذلك .. وتأتى بالتحديد بعد المحضة الثانية بفتره قصيرة وتبدأ هذه العملية من الطابق العلوي الى الطابق السفلي ونشير هنا بأن الواجهات الخلفيه للمباني يتم طرقتها بالنوره والرماد وهو من مخلفات الفحم الجيري بعد احتراقه ليكون ماده جديده تصقل وتسبك به ارضية الحمامات <الطهائر> وذلك لمنع تسرب مياه المجاري الى الجدران اما تجصيص داخل المبى فتستخدم فيه المحضة الأول ثم الطرضة بالنوره بدون رماد وبعدها تلمع الجدران بحجر القداعة الناعم ، كما يستخدم ايضا في بعض الحالات زلال البيض لإعطاء لمعان أكثر.
بعد الانتهاء من كل ذلك جميعه يبدأ البناؤون برش الجير <النوره> المخففه بالماء على الجدران من الداخل لزيادة الاضاءه والعاكسه لأشعة الشمس ثم يغطى المنزل من الخارج بطبقه من الطين ويرش عليها الرمل الناعم وتسمى هذه الطريقه <التجليد> بعده يتوج المنزل بتاج ابيض جميل من النوره ثم تتدلى على نحر المنزل قلاده بيضاء ايضا من الجير <النوره> تضفي على المنزل من الخارج المنظر الخلاب وتعطيه الشكل التقليدي الجميل.
سادساً ارضيات السطوح
تستخدم نفس الأرضيات التى تستخدم في السقوف . ولكن بإضافة النوره مع الرماد لتجصيص السطح ليكتسب مقاومة أكثر لتأثير مقاومة الأمطار ومنع تسرب المياه وعكس اشعة الشمس الحارة .
الأبواب والنوافذ
تحتل الأبواب والنوافذ أهمية خاصة في منازل شبام حيث تختلف حسب موقعها فنلاحظ بأن الدور الثاني يحتوى علىنوافذ طوليه صغيرة تبلغ مساحتها 46 سم × 23 سم وتزداد النوافذ اتساعا في الدور الثالث وتسمى ( خلاف ) ومفردها ( خلفة ) وذلك انسجاما مع الوظيفة السكنية ،وعند الإنتها من عمل فتحات النوافذ والأبواب ـ تبدأ علمية بناء وضع أعواد من العلب فوق الأبواب والنوافذ وتسمى بـ ( التياسير ) على شكل عكفى لتوزيع القوى . وفي أغلب المنازل نلاحظ وجود فتحات مستطيلة الشكل في الغرف وظيفتها تكمن في إعطاء الإضاءه والتهوية ، ومما هو ملفت للنظر في الواجهات الأمامية إنتظام ترتيب وتوزيع النوافذ بشكل ينسجم والدور الوظيفيى لها . بالإضافة الى الإعمال الزخرفية والفريدة من نوعها في الأبواب والنوافذ على شكل خشب منجور أو محفور وإن دل ذلك على شئ فإنما يدل على القدرات والمهارات الفائقة للمارسي حرفة النجارة.
أما بالنسبة لأبواب منازل شبام فهي تغلق من الداخل بواسطة أقفال من الخشب أو الحديد والباب الرئيسى للمنزل يغلق بواسطة سقاطة الباب ( المزلاج ) والذي يمر عموديا عبر كل أدوار المنزل ، ويمكن تحديد عمر المنزل بدقة بواسطة التواريخ المحفورة على الأبواب عند المدخل الرئيسى وقد تم التعرف على باب عمرة حوالى 300 سنة . يتم تركيب الباب الرئيسي للمنزل ويسمى <الضيقه> وهو باب ضخم من خشب <الحمر> لايستطيع اقل من 5رجال اشداء حمله وتركيبه مزين بنقوش دقيقه جميله ومثبت بمسامير ومتداخل بعضه في بعض تتوسطه حلقه معدنيه تسمى <القرقعه> يطرق عليها من يريد الدخول للمنزل ويعرف اهل كل منزل صوت الطرق الذي يعنيهم
التمديـــدات الصحيــــة
توجد فتحات المجاري في الواجهات الخلفية وهذا جاء عبر إختبار مدروس ومقصود ودراسة وفهم للوظيفة الخاصة بالمجاري ، حيث يتم تصريف مياه الإستعمال عبر أقنية عمودية مكشوفة على سطح الجدار الخارجي الى الأرض وتتجمع هناك في قناه مشتركة ممتده أفقيا بين المنازل وتصرف هذه المياه الى خارج سور المدينة . وهنا لنا وقفه بسيطه فلهم في انشاء الحمامات طريقه فريده من نوعها هي عباره عن فتحات طوليه للمراحيض لها مقعد من الطين اشبه بكرسي كمستراح للجالس عليه ويتميز كل مرحاض في كل طبقه بفتحه مستقله به تسمى <مخوال> بطريقه عجيبه لايتعارض نزول المخلفات منها مع الطوابق السفلى وتجتمع مخلفات جميع المراحيض اسفل المنزل من الخلف في مكان واحد يسمى <الخور> ويستعمل الطين ايضا في التطهير ويسمى <الطَّفَل> وهو مايتبقى من طين بكر في الاراضي الزراعيه بعد انحسار السيول عنها ، ولنزول المياه كذلك من الحمامات ومن الشرفات <الريوم> من فتحات اعدت لذلك تنتهي بمنافذ خشبيه تسمى <المراعيض> تعمر طويلا وهي من خشب شجرة الاثل التي تكثر في نواحي حضرموت .
المنــــــــــــــارات
منارات المساجد في شبام لها شكلان هندسيان .. المربع والأسطواني .. وتعتبر المنارة المربعة الشكل من اقدم المنارات . وعلى سبيل المثال لا الحصر .المناره الحجرية في جامع الرشيد ، حيث أنهانوع من الإبداع في فن العمارة الذي بلغ ذروته في ذلك العهد القديم ونود الإشارة هنا الى أن البناء بالطين ليس محصورا على مدن وادى حضرموت ولكن هناك مدن يمنية كثيرة مثل الضالع ومكيراس ولودر وجعار وعتق وبيحان استخدمت البناء الطينى .. الإأن مدن الوادي وخاصة شبام تميزت عن بقية المدن في أسلوب العمارة والإنشاء وفقاً لحاجة المنطقة وظروفها الإقتصادية والإجتماعية والتاريخية .

صلابة وقوة المبانى
قوة البناء غالبا ما تعتمد على الزمن نفسه فمع بناء كل طابق يترك فتره طويله بدون اعمار حتى يجف تماما بفعل اشعة الشمس الحارقه لمده لاتقل عن العام تقريبا ، وهذه الطريقه تساعد كثيرا على قوة وتماسك البناء واللبنات فتأتي الامطار الموسميه ليتعرض لها المنزل وكتجربه اولى على الصمود امامها ليظهر بعد ذلك أي خلل او وهن يراد اصلاحه ويبقى تحت وهج اشعة الشمس مايراد له ان يبقى . فأذن يكون بناء البيت الكامل الوافي لجميع شروط ومقاييس الاعمار اليمنيه الحضرميه قرابه 6 او 7 سنوات كامله .
البناء اليقليدي لمنازل مدينة شبام في وادي حضرموت والذي اشتهرت به على امتداد الوادي وعلى النطاق العالمي ايضا قديما وحديثا والذي اثبتت التقارير والاحصائيات والنشرات الصادره من الهيئات العالميه والدوليه مثل <اليونسكو> وغيرها من الهيئات ، اثبتت قوة المنازل وقدرتها على التحمل والثبات لسنوات عده بل لقرون طويله ومما يبرهن هذا وجود بعض المنازل الى يومنا هذا والتي بنيت منذ مايقارب 400 سنه واخرى تتراوح اعمارها بين 150 الى 200 عام ومنها الجديد ايضا الذي لاتتعدى سنواته الخمسين

المستشرقون والباحثون المحليون يستعرضون اسرارها
العمارة الطينية في حضرموت قيمة حضارية متجددة
كتب المصور مايكل جيز في توطئه انطباعاته عن مدينة شبام بأنها من أشهر مدن حضرموت واهم المدن التاريخية التى تحمل اسم ملكها شبام بن الحارث بن سبأالأصغر، انه بمجرد أن تدخل المدينة سيلفت انتباهك الشكل المميز للمنازل ذات الأبراج العالية والتى ترتفع نحو السماء من فوق قاعدة عريضة، الاأن هذه الأشكال المميزة والمريحة ليست لها علاقة بأفكار مجردة للعمارة ، بل أن الحاجة العملية هي التى فرضتها ، فالهدف منها هو تعزيز المباني ، لأن المادة المستخدمة في البناء ليست الصلب المتسخدم في ناطحات السحاب ، ولاالطوب ولا الاسمنت المستخدم في العمارات العاليه بل هو الطين النيئ.
وتتكون المدينة حاليا من 500 منزل و8 مساجد ويحيط بالمدينة سور طيني له بوابة كبيرة تفضى الى بوابة اخرى اصغر منها، وقد تم تصميم المباني على هيئة قلاع حصينة تبدو للناظر من أول وهله كأنها كتلة واحدة ، واضافة الى علوها الشاهق فهي قد بنيت على تل يرتفع حوالى 30 مترا عن مستوى وادي حضرموت ، وترتفع بوابتها الأساسية العريضة الى مايقارب 9.7 متر ، ويرجع تاريخ السور الذي يضم البوابة الى بداية القرن السادس عشر الميلادي ، ومن معالم المدينة حصن شبام الشهير الذي بني في القرن الثامن الميلادي أيام حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد ، ويؤكد الباحث جعفر السقاف ان الفن المعماري في وادي حضرموت مر بمراحل متعدده تمتد الى ماقبل الإسلام ، وتتجلى بعض المراحل في القطع المتخفية التى تتضمن صور وعول وبقر وغزلان وجمال وخرفان واشجار الكروم وأصنام الآلهة وتمثيل الانسان والحيوان ومشاهد من مطاردة السباع ، وصور المعابد في الوادي وعددها أكثر من عشرة معابد مبنية بالحجر المنحوت
ويضيف السقاف ان التأثير الإسلامي بدا واضحاً في المنارات والقباب والأضرحة والأربطة ، واتخذت اشكالاً هندسية تراوحت بين المثلثات والمربعات والمسدسات والمثمنات والأشكال المستديرة ومخروطية الشكل ، الإ انها كسائر الفنون الإسلامية لم ترسم الكائنات الحية ، ولعل البناء بالطين الذي يتجلى في شبام وفي سور صنعاء القديمة ايضا ومنارة جامع المحضار في تريم كان اختيارا موفقا لمقاومته للطقس والمناخ عموماً وفائدته الصحية ومقاومته للإمطار والأغراض الحربية وقتها .
الخلاصة
هذا هو فن المعمار في شبام تلك المدينه العظيمه الصامده على مدار القرون صمود الجبال بفن معمارها وقوته وعراقة بنّائيها العظام ، وما لنا الا ان نقف احتراما امام هذة العقلية الجبارة وهذة الارادة القوية في تحدي الواقع وتكيفه حسب الحاجة بفطنة وذكاء من الباني الشبامي.
المراجع
• جريدة 26 سبتمبر اليمنيه الصادره بتاريخ 23 اكتوبر 1997 العدد 776
• محمد عبدالله الحماد ،( العمارة الطينية في الجزيرة العربية) ، مجلة المدينة العربية ، عدد 99 نوفمبر / ديسمبر 2000
• طلبه كليه الهندسة ( جامعة عدن) ، ( دراسة عن مدينة شبام ) مقدمة للندوه العلمية لصيانة مدينة شبام وأثار وادي حضرموت ، فبراير 1988
• سلمى سمر الدملوجي ، ( وادي حضرموت – هندسة العمارة الطينية – مدينتا شبام وتريم ) ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر 1995
• عمر ابو بكر الشبامي ، ( شبام – حضرموت ناطحات الحساب الطينية – الاثر والتاريخ )
• كمال جلوقة ، (العمارة التقليدية والتوافق مع البيئة ) مجلة المدينة العربية ، عدد 82 يناير / فبراير 1998 منقول للفايدة
التوقيع :
كل عام وانتم بخير .وإلى اللقاء
  رد مع اقتباس
قديم 11-22-2009, 08:33 PM   #2
المحاسب
حال جديد

افتراضي

شكرا على المعلومات
مشكوووور
التوقيع :
ياحصن مول البناقل محلا ركونك
خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب
لي خربوا دار بصعر بيخربونك
خذ عشر خذ خمستعشر لا بد لك من خراب
  رد مع اقتباس
قديم 11-22-2009, 09:06 PM   #3
الذكرى عذبتني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الذكرى عذبتني


الدولة :  متواجد دايما بسقيفه الفكاهه
الذكرى عذبتني is on a distinguished road
الذكرى عذبتني غير متواجد حالياً
افتراضي


الله يعطيك العافيهـ
المستقل

اعتقد ان مدينه شبام غنيه عن التعريف ولا اعتقد انه فيه احد في اليمن لايعرفها
لانها اول ناطحات سحب في العالم

تقبلـ مروريــــــ
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 11-26-2009, 08:11 PM   #4
عبيدسالم باحنان
حال قيادي

افتراضي

تشابه اللهجات و اسمأ المدن باليمن**الاختلاف في اللهجات باليمن ولتشابه اسمأالمدن
كيف نفسر اللغة العربية الجنوبية بالشمالية ؟ هل يعني ذلك صحة المعنى أقول انه لم يكن هناك اصلا لغةعربية شمالية ولغة عربية جنوبية بل كانت هناك لهجات عربية شأنها شأن اللهجات العربية اليوم فلابد ان لاننسى ان امرئ القيس أعظم و أفصح شاعر عربي كان جنوبيا يمانيا اصيلا كما لابد ان لا ننسى ان المستشرقين و علماء اللغة الغربيين هم الذين صنفوا اللغات وكتبوا الكثير من النظريات وظنوا ان اختلاف و تنوع الخطوط في شبه الجزيرة العربية معناه وجود الكثير من اللغات العربية واطلقوا عليها اسم اللغات السامية ولا نعرف إن كانوا قد زعموا ذلك عمدا لغرض في نفس يعقوب أو انه بسبب جهلهم فكونهم ليس عربا فقد افتقروا للحد س و الحس العربي لفهم الكلمات و معانيهاالشاعر الحضرمي امرء القيس كان قريب عهد الى الاسلام اي في فترة الجاهلية
ولا نعرف ان كانوا قد زعموا ذلك عمدا لغرض في نفس يعقوب او انه بسبب جهلهم فكونهم ليس عربا فقد افتقروا للحد س و الحس ونحن نتكلم عن اللغة العربية الجنوبية المسندة ( القرن الثامن قبل الميلاد ) وما قبل هذا التاريخ !
اذا كانت مجرد لهجات فما هذا البون الشاسع بينهما ؟
فهل حقا اللغة واحد وانما هي لهجات ؟ ! كلنا يحب ذلك ولكن لا علاقة للعاطفة بالعلم والتاريخ
شبام كما جاءت عند ياقوت الحموي في معجم البلدان بانها هي ومدينة تريم سميتا باسم بانيها أي شبام بنحضرموت بن سبا الاصغر وتريم بن حضرموت بن سبا الاصغر وتوجد باليمن ثلاث مدن تحمل اسم شبام
و شام كوكبان شبام الغراس ووجد بها مومياءات في
قبور كهفية

التعديل الأخير تم بواسطة عبيدسالم باحنان ; 11-26-2009 الساعة 08:24 PM سبب آخر: تشابه
  رد مع اقتباس
قديم 11-26-2009, 09:17 PM   #5
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف

افتراضي

جزاك الله خير على الموضوع التأريخي.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دق التحيّــــة قــــدّامــــك حضرميّـــــة

  رد مع اقتباس
قديم 11-26-2009, 09:18 PM   #6
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف

افتراضي

شكرا لعمو عبيد باحنان على مداخلته الجميلة كل سنة وانت طيب ربنا يطول في عمرك .
  رد مع اقتباس
قديم 11-26-2009, 10:11 PM   #7
سجين بلاقيود
حال نشيط
 
الصورة الرمزية سجين بلاقيود

افتراضي

جزاك الله خير على الموضوع التأريخي
  رد مع اقتباس
قديم 12-31-2009, 06:58 AM   #8
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

حقيقة معلومات قيمة لمن لا يعرف أسرار هذه المدينة التاريخية لقد أمتعنا / المستقل بهذا الشرح الوافي
لك الشكر والقدير .
  رد مع اقتباس
قديم 02-26-2010, 01:56 PM   #9
الحب المستحيل
حال جديد
 
الصورة الرمزية الحب المستحيل

افتراضي

تسلم يا اخي على المعلومات الجميله ونتمنى لك التوفيق
  رد مع اقتباس
قديم 02-26-2010, 07:01 PM   #10
ماسك الفذ
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ماسك الفذ

افتراضي

الله على هالموضوع الممتاز معلومات مفيدة جدا لك مني اخي المستقل جزيل الشكر على هالنقل وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ لنا درتنا المكنونة ومدينتنا المحروسة (شبام ) وتدوم عالية شامخة في قلوبنا وفي وادينا العظيم يارب يارب
تحياتي
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas