المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


عبد الناصربعد غزوة واحتلالة صنعاء وتعز والحديدة خطاب النكبات لليمن والجنوب العربي وحضرموت (شاهد الفديو)

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-28-2013, 02:39 PM   #121
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


بعد اكثرمن خمسون سنة والحال الى الاسوى الى تار يخة الى ان وضع اليمن تحت الوصاية الدولية؟
راط لمقال للكاتب الحضرمي باشكيل يحكي وضع اليمن من سقوط الدولة العثمانية الى قيام المملكة المتوكلية الهاشمية؟

ومن ثم المتوكلية اليمنية؟
ومن ثم الجملوكية قبلية؟


بتسرب خبر وفاة أحد أعمدة النظام هل يودع( اليمن) نظام القبيلة..؟؟!!
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 11-05-2013, 12:06 AM   #122
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت والجنوب العربي والعالقون في محطة 1967 م

الاثنين 04 نوفمبر 2013 11:45 مساءً

د. عبيد البري


ليس هناك أعقد - في ما سمعت عنه أو قرأته - من الفكرة القائلة : ( العودة إلى مراجعة ما حدث في عدن عام 1967م ) !! .. ليس فقط لأن أصحاب هذه الفكرة لم يطرحوها إلا بعد قيام الثورة الجنوبية ضد الاحتلال اليمني عام 2007م ، ولكن لأن أصحابها يدركون صعوبة ذلك ، وإلا لكانوا قد طرحوها في مراحل سابقة مثل :


* الفترة التي حاولت فيها قيادة الجنوب مراجعة سياسة النظام (أي في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي) عندما طرحت فكرة التغيير أو التعديل في النهج السياسي والإجراءات الثورية خلال الفترة التي سبقتها ،

* أو عند الترتيبات لإعلان الوحدة عام 1990م ،

* أو عند ظهور نتائج فشل الوحدة "بوضوح" عام 1993م ،

* أو عند إعلان فك الارتباط عام 1994م أثـناء الحرب على الجنوب .



ولكن ماذا حدث في عام 1967م ؟! :



- كان ذلك العام هو العام الرابع للثورة المسلحة ضد الاستعمار .



- كان عاماً لاشتداد الحرب الأهلية بين الجبهة القومية للتحرير ( NLF ) من جهة ، وجبهة تحرير جنوب اليمن ( FLOSY ) من جهة أخرى للتسابق على استلام الاستقلال من بريطانيا .



- كانت NLF في عامها الخامس من تأسيسها ومن ثورتها المسلحة ، بينما FLOSY في عامها الثاني من تأسيسها ومن ثورتها السلمية .



- كانت مصر تدعم كلا الجبهتين ضد الاستعمار ، لكن المخابرات المصرية في صنعاء كانت ترغب في أن تتسلم (جبهة تحرير جنوب اليمن) السلطة من بريطانيا لتلحقها باليمن الذي كان بيد السلطة المصرية في تلك الفترة .



- خلال الشهرين الأخيرين (أكتوبر ونوفمبر) فقط ، أي في خلال أيام قليلة ، استطاعت NLF أن تستلم السلطة من جميع إمارات وسلطنات الجنوب ، بسبب الالتفاف الشعبي الكبير حول الجبهة القومية ، حيث كانت الجبهة قد أعلنت عن :



* إزالة الحدود القبلية والقضاء كلياً على مشاكل الثأر والاحتراب بين الأهالي في كل عشيرة وقبيلة .

* الحد من الصراعات والمنازعات بين الكيانات الجنوبية نقسها .. وتلك القضايا كان قد سئمها المشايخ والأمراء والسلاطين أنفسهم .



يضاف إلى ذلك عاملان على الأقل هما :


1. سقوط حكومة الاتحاد في عدن بعد حركة 20 يونيو من نفس العام .


2. إدراك السلاطين والأمراء والمشايخ لاستحالة بقاء أي كيانات صغيرة في المنطقة ، وخاصة بعد عزم بريطانيا على الرحيل عن عدن .


- في 30 نوفمبر تم الإعلان عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عاصمتها عدن ، على الحدود الدولية المعروفة للجنوب العربي ، حيث سلمت بريطانيا السلطة لــ NLF التي كانت مسيطرة على الأرض ولم تعترف بجبهة FLOSY . وأظن - من خلال التسمية فقط - أن الدولة قد أخذت كل "اسم اليمن" في (جمهورية اليمن) وانتسبت إلى الجنوب العربي في (الجنوبية) .


- عند الإعلان عن قيام دولة عصرية في الجنوب انتهى بذلك عهد السلطة التقليدية القبلية في الجنوب .


- في خلال سنتين من ممارسة الحكومة الجنوبية لمهامها حدثت الأخطاء الفادحة ... وقد يعود السبب الرئيس في ذلك إلى قصور في إدراك وخبرة القيادة الجنوبية ، أو قد يعود على الأرجح إلى وجود عناصر ضمن القيادة العليا للجبهة لا تـنتمي إلى الجنوب بقدر ما يهمها مصلحة وطنها الأصل ، فكانت النتيجة :


* تأجيج الصراع بين القوى السياسية الجنوبية باستيراد الفكر اليساري من المعارضة في الدولة اليمنية المجاورة ، الأمر الذي أدى إلى التخلص من القيادة الشرعية الجنوبية عبر انقلاب 1969م .


* استطاعت تلك القيادات السياسية التي تنتمي إلى الدولة اليمنية المجاورة ، أن تقضي على شيوخ القبائل الجنوبية .. وربما كانت بهذا تفرّغ شحنة حقدها على شيوخ قبائلها هناك الذين هجَّروها في وقت سابق إلى عدن ، ولذلك تمت تصفية مشايخ وسلاطين وأمراء الجنوب ومصادرة أملاكهم وحقوقهم السياسية .


* استطاع أصحاب الفكر اليساري من الدولة المجاورة أن يقدموا خدمة لوطنهم الأصل من خلال :


- القضاء على المؤسسات التجارية في الجنوب وتحويلها إلى صنعاء وتعز .


- تأميم المساكن لتسكين الرعايا من الدولة المجاورة حيث كان لهم وجود كثيف في عدن بدون سكن .


- تأميم الأراضي الزراعية لإفـقار أصحابها واضطرارهم إلى الهجرة عبر صنعاء .


- تسخير إمكانات الدولة لدعم المعارضة في الدول المجاورة وخصوصاً معارضة صنعاء .


- ربط دولة الجنوب بالمعسكر الاشتراكي لخلق المزيد من العداوات مع دول الإقليم العربي .


وإذا كان كل ما أشرت إليه قد جرى خلال الفترة الوجيزة المبكرة من عمر الثورة الجنوبية ، فماذا نستفيد من النظر إلى عام 1967م بعد كل هذا ؟! .. من يحاسب من ؟! .


* أليست الأولوية هي لتحرير الوطن وإعادة بنائه وتجاوز أخطاء ماضي غيرنا بتصحيح الفكر والحفاظ على الهوية الوطنية لشعبنا ؟! .


* أليس الأحرى بنا كجيل جديد الاستفادة من كل دروس الماضي والتطلع إلى مستقبل أفضل لمجتمعنا وللأجيال من بعدنا ؟! .

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
 
قديم 11-11-2013, 12:19 AM   #123
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

اليمن" بسبب خطاب وجهه الى خادم الحرمين .. حكومة اليمن تسقط اسمه من القائمة الدبلوماسية ويطلب اللجوء


بسبب خطاب وجهه الى خادم الحرمين .. حكومة اليمن تسقط اسمه من القائمة الدبلوماسية ويطلب اللجوء

الأحد 10 نوفمبر 2013 12:55 صباحاً

شبوة برس - متابعات


مستشار بعثة اليمن بالمقر الأوربي للأمم المتحدة يطلب اللجوء السياسي لسويسرا



أكد المستشار الحالي لبعثة اليمن لدى الأمم المتحدة في جنيف وسفير اليمن السابق في جنوب أفريقيا ونائب رئيس بعثتها السابق لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير "عبدالله بن أحمد النعمان"، أنه بطريقه للتوجه نحو طلب اللجوء السياسي في سويسرا ردًا على طلب حكومته إسقاط اسمه من القائمة الدبلوماسية، بعد أن وجه خطابًا مفتوحًا إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يناشده فيه التدخل لإنقاذ اليمن.

وقال السفير النعمان أحد أشد معارضي الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت- إن خطابه الذي وجهه إلى العاهل السعودي جاء بعد أن أعرب مرارًا للمسئولين في اليمن عن عدم رضاه عن المسار الحالي في البلاد.



وأضاف أنه ناشد في الخطاب العاهل السعودي بالدعوة إلى اجتماع عاجل يضم شخصيات مدنية تمثل مختلف طوائف المجتمع اليمني لتدارس الحلول لمرحلة انتقالية ووقف نزيف الدم في البلاد والمجاعة الموجودة هناك، على أن تشارك المملكة ودول الخليج بشخصيات لم تسبق لها المشاركة في أية قضايا تتعلق بالشأن اليمني.



خطاب مفتوح إلى حكيم العروبة وقلبها ونبضها عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود



بسم الله الرحمن الرحيم



خطاب مفتوح إلى حكيم العروبة وقلبها ونبضها عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله



ملك المملكة العربية السعودية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:



"وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين".



"فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين". صدق الله العظيم



يا أبانا وأخانا الكبير بحكمته وقلبه وعقله،



إنه لموقف فريد تخطوه مملكة عبدالعزيز بحكمتك وتحت قيادتك تجاه النظام السوري الوحشي وحمامات الدم المسكوب هدراً.



عهدنا على الدوام بأن تؤدي المملكة دورها الرائد بحكمة وصمت ودون بهرجة لضبط بوصلة الفوضى والانحدار في عالمنا العربي فجاء الموقف صريحاً مدوياً وأثلج الصدور وحير عقول الصادقين المخلصين بعد صمت عربي مريب وعجز فاضح.



وهنا في اليمن على حدود مملكتك الجنوبية، يسيل دم في يمنك الجريح بين العسكر، سر بلاء أمتك اليمانية، "سارقي المجد والسلطان" كما وصفهم فيلسوف المملكة الراحل الكبير عبدالله بن علي القصيمي منذ حل فيها عسكري مصر.



الدماء هنا تهدر بين أطماع قبائل مسلحة وأصحاب مصالح وأحزاب هزيلة ودولة ليس فيها رجل رشيد، وأموال مهربة وعصابات تستبيح الأعراض وتبيع آلأطفال وتختطف القاصرات لسوق الدعارة وتتاجر بالبشر والمخدرات والسلاح.



إن ما قدمته المملكة لليمن لو هيأ لها مدنياً للحكم لكان كفيلاً بانتشال الفقراء من حافة الجوع حيث يقدر عددهم بحسب المنظمات الدولية 14 مليون جائع، وهناك من يشير إلى أرقام تفوق هذا الرقم المهول.



إن القائد الحكيم المحب لشعبه لقادر على انتشال أمته من حافة الموت والهلاك الا أن سوء الطالع أراد أن يكون لليمن عسكري مسكون بجرائمه في حربي 1986 و1994 اختارته واستاجرته قوى الشر لابتزازه وتمرير جرائمها في نهب مال الفقراء وثروات الدولة ونفطها وغازها وخيراتها.



ظلت المملكة عبر عقود من الزمن تعتقد أن وجود العسكر في الحكم هو صمام الأمن والأمان وهو خطأ ما زال المهتمون بالشأن اليمني يعتقدون صوابه وأثبتت الأحداث والتجارب عكس ذلك.



إن انحدار أمتك العربية وما صاحب ذلك من بلاء لم يقع الا حيث يحكم العساكر منذ خروجهم من الثكنات في 23 يوليو 1952 وحتى اللحظة.



تدعو الدول المانحة إلى اختيار شخصيات مدنية لتولي الحكم بما في ذلك وزارتا الدفاع والداخلية وجهازا الامن القومي والأمن السياسي حيث ثبت بما لا يقبل مجالاً للشك أن الأنظمة العسكرية كانت مصدر بلاء على شعوبها ولنا في أسبانيا والبرتغال مثلاً حيث مازال أثر الحكم العسكري فاعلاً رغم مرور عقود وهو سبب تخلف أنظمتها واقتصادها مقارنة ببقية دول أوروبا التي حكمتها شخصيات مدنية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.



إن المملكة العربية السعودية مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى الدعوة لاجتماع عاجل يضم شخصيات مدنية تمثل مختلف طوائف المجتمع لتدارس الحلول لمرحلة انتقالية للخروج بحلول عاجلة لمشاكل البلد ووقف نزيف الدم المسكوب والمجاعة الجاثمة على أن تشارك المملكة ودول الخليج بشخصيات لم يسبق لها المشاركة في أية قضايا تتعلق بالشأن اليمني حيث عجز الجميع عن القيام بواجبهم واتفقت مصالح بعضهم بالسلطة القائمة.



والمملكة تدرك اليوم فشل العسكر في الحكم والتجارب ماثلة أمامنا ومدعوة كذلك الى الإصرار على تقاعد العسكر القائمين حاليا بشئون الحكم وعودة البقية الصالحة إن وجدت إلى الثكنات وإخراج المعسكرات من المدن.



إن كل المخلصين والمحبين لليمن يناشدون جلالتكم والقيادة السعودية للتعامل بحزم لانتشال شعبكم اليماني من حافة الهلاك وانتشال اليمن من قارعة الطريق.



حفظ الله جلالتكم وأمدكم بعونه وحرسكم بعينه التي لاتنام.



ابنكم ومحبكم

عبدالله بن أحمد النعمان

hجميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2013
 
قديم 11-17-2013, 01:19 PM   #124
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد من الوادي [ مشاهدة المشاركة ]

حضرموت والجنوب العربي والعالقون في محطة 1967 م

الاثنين 04 نوفمبر 2013 11:45 مساءً

د. عبيد البري


ليس هناك أعقد - في ما سمعت عنه أو قرأته - من الفكرة القائلة : ( العودة إلى مراجعة ما حدث في عدن عام 1967م ) !! .. ليس فقط لأن أصحاب هذه الفكرة لم يطرحوها إلا بعد قيام الثورة الجنوبية ضد الاحتلال اليمني عام 2007م ، ولكن لأن أصحابها يدركون صعوبة ذلك ، وإلا لكانوا قد طرحوها في مراحل سابقة مثل :


* الفترة التي حاولت فيها قيادة الجنوب مراجعة سياسة النظام (أي في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي) عندما طرحت فكرة التغيير أو التعديل في النهج السياسي والإجراءات الثورية خلال الفترة التي سبقتها ،

* أو عند الترتيبات لإعلان الوحدة عام 1990م ،

* أو عند ظهور نتائج فشل الوحدة "بوضوح" عام 1993م ،

* أو عند إعلان فك الارتباط عام 1994م أثـناء الحرب على الجنوب .



ولكن ماذا حدث في عام 1967م ؟! :



- كان ذلك العام هو العام الرابع للثورة المسلحة ضد الاستعمار .



- كان عاماً لاشتداد الحرب الأهلية بين الجبهة القومية للتحرير ( NLF ) من جهة ، وجبهة تحرير جنوب اليمن ( FLOSY ) من جهة أخرى للتسابق على استلام الاستقلال من بريطانيا .



- كانت NLF في عامها الخامس من تأسيسها ومن ثورتها المسلحة ، بينما FLOSY في عامها الثاني من تأسيسها ومن ثورتها السلمية .



- كانت مصر تدعم كلا الجبهتين ضد الاستعمار ، لكن المخابرات المصرية في صنعاء كانت ترغب في أن تتسلم (جبهة تحرير جنوب اليمن) السلطة من بريطانيا لتلحقها باليمن الذي كان بيد السلطة المصرية في تلك الفترة .



- خلال الشهرين الأخيرين (أكتوبر ونوفمبر) فقط ، أي في خلال أيام قليلة ، استطاعت NLF أن تستلم السلطة من جميع إمارات وسلطنات الجنوب ، بسبب الالتفاف الشعبي الكبير حول الجبهة القومية ، حيث كانت الجبهة قد أعلنت عن :



* إزالة الحدود القبلية والقضاء كلياً على مشاكل الثأر والاحتراب بين الأهالي في كل عشيرة وقبيلة .

* الحد من الصراعات والمنازعات بين الكيانات الجنوبية نقسها .. وتلك القضايا كان قد سئمها المشايخ والأمراء والسلاطين أنفسهم .



يضاف إلى ذلك عاملان على الأقل هما :


1. سقوط حكومة الاتحاد في عدن بعد حركة 20 يونيو من نفس العام .


2. إدراك السلاطين والأمراء والمشايخ لاستحالة بقاء أي كيانات صغيرة في المنطقة ، وخاصة بعد عزم بريطانيا على الرحيل عن عدن .


- في 30 نوفمبر تم الإعلان عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عاصمتها عدن ، على الحدود الدولية المعروفة للجنوب العربي ، حيث سلمت بريطانيا السلطة لــ NLF التي كانت مسيطرة على الأرض ولم تعترف بجبهة FLOSY . وأظن - من خلال التسمية فقط - أن الدولة قد أخذت كل "اسم اليمن" في (جمهورية اليمن) وانتسبت إلى الجنوب العربي في (الجنوبية) .


- عند الإعلان عن قيام دولة عصرية في الجنوب انتهى بذلك عهد السلطة التقليدية القبلية في الجنوب .


- في خلال سنتين من ممارسة الحكومة الجنوبية لمهامها حدثت الأخطاء الفادحة ... وقد يعود السبب الرئيس في ذلك إلى قصور في إدراك وخبرة القيادة الجنوبية ، أو قد يعود على الأرجح إلى وجود عناصر ضمن القيادة العليا للجبهة لا تـنتمي إلى الجنوب بقدر ما يهمها مصلحة وطنها الأصل ، فكانت النتيجة :


* تأجيج الصراع بين القوى السياسية الجنوبية باستيراد الفكر اليساري من المعارضة في الدولة اليمنية المجاورة ، الأمر الذي أدى إلى التخلص من القيادة الشرعية الجنوبية عبر انقلاب 1969م .


* استطاعت تلك القيادات السياسية التي تنتمي إلى الدولة اليمنية المجاورة ، أن تقضي على شيوخ القبائل الجنوبية .. وربما كانت بهذا تفرّغ شحنة حقدها على شيوخ قبائلها هناك الذين هجَّروها في وقت سابق إلى عدن ، ولذلك تمت تصفية مشايخ وسلاطين وأمراء الجنوب ومصادرة أملاكهم وحقوقهم السياسية .


* استطاع أصحاب الفكر اليساري من الدولة المجاورة أن يقدموا خدمة لوطنهم الأصل من خلال :


- القضاء على المؤسسات التجارية في الجنوب وتحويلها إلى صنعاء وتعز .


- تأميم المساكن لتسكين الرعايا من الدولة المجاورة حيث كان لهم وجود كثيف في عدن بدون سكن .


- تأميم الأراضي الزراعية لإفـقار أصحابها واضطرارهم إلى الهجرة عبر صنعاء .


- تسخير إمكانات الدولة لدعم المعارضة في الدول المجاورة وخصوصاً معارضة صنعاء .


- ربط دولة الجنوب بالمعسكر الاشتراكي لخلق المزيد من العداوات مع دول الإقليم العربي .


وإذا كان كل ما أشرت إليه قد جرى خلال الفترة الوجيزة المبكرة من عمر الثورة الجنوبية ، فماذا نستفيد من النظر إلى عام 1967م بعد كل هذا ؟! .. من يحاسب من ؟! .


* أليست الأولوية هي لتحرير الوطن وإعادة بنائه وتجاوز أخطاء ماضي غيرنا بتصحيح الفكر والحفاظ على الهوية الوطنية لشعبنا ؟! .


* أليس الأحرى بنا كجيل جديد الاستفادة من كل دروس الماضي والتطلع إلى مستقبل أفضل لمجتمعنا وللأجيال من بعدنا ؟! .

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}



علي ناصر محمد.. الغائب الحاضر في خارطة اليمن

الأحد 17 نوفمبر 2013 11:26 صباحاً

صحيفة العرب


قال الرئيس السوفييتي الأسبق بريجنيف إنه "سيرسل إلى الفضاء كل شخص يعتدي على حلفائه في اليمن الجنوبي"، وكان في الوقت نفسه يحرص على إبقاء اليمن الجنوبي متخلفا، باقتصاد متدهور، وبوضع أمني مضطرب، ضمن الصفقات الكبرى التي أجريت في المنطقة وقتها، بحيث تبقى الضغوط على السعودية ودول الخليج، بعد أن قام عبدالناصر بتكريس الانقسام النهائي بين اليمنين، وتنصيب نظامين قوميين عربيين في اليمن، شماليّ وجنوبي.



وكان أحد أهم أبناء الناصرية – اليسارية في الجزيرة العربية وقتها، المعلّم المغمور علي ناصر محمد، والذي صعد باطّراد ليصبح وزيرا للدفاع وهو في العشرينات من عمره، ثم رئيسا للوزارء ثم رئيسا للجمهورية، في خاصرة الجزيرة العربية، قبل أن يكتشف الروس ومخابراتهم أنه يسعى لفتح علاقات خارج الخطوط الاستراتيجية لهم، فيأتي القرار بالتخلص منه سريعا.



خارطة اليمن والقومي اليساري



بدأ الرئيس علي ناصر محمد حياته مدرسا، في العام 1959، بعد تخرّجه من دار المعلمين فمديرا لمدرسة "دثينة" الابتدائية، ثم انضم إلى حركة القوميين العرب في اليمن الجنوبي التي تحولت فيما بعد إلى تنظيم الجبهة القومية، وانخرط في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني حتى العام1964، وتخرج من مدرسة الصاعقة في أنشاص في مصر وأصبح عضوا في المكتب العسكري، وبعد استقلال اليمن، تم تعيينه محافظا للجزر اليمنية في العام 1967، ثم حاكما لـ "لحج"، وفي آذار – مارس من العام 1968 أصبح عضوا في القيادة العامة للجبهة القومية، ثم بعد سنة اختير وزيرا للحكم المحلي ثم وزيرا للدفاع بدءا من العام 1969 ثم جمع في أواسط السبعينات حقيبة الدفاع مع التربية، وفي العام 1971 اتفق الرفاق على تعيينه رئيسا للوزراء، وعضوا في المجلس الرئاسي الثوري، وتمت تنحية الرفاق سالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر ومحمد صالح العولقي، وأصبح علي ناصر محمد رئيسا بالوكالة ثم عُقِد مؤتمر طارئ للجبهة القومية في أكتوبر – تشرين الأول من العام 1980، وتمت تنحية عبد الفتاح إسماعيل وتعيين علي ناصر محمد رئيسا للدولة وأمينا عاما للحزب ورئيسا للوزراء.



مَا لَمْ يُرض موسكو عن علي ناصر



يقول علي ناصر: "اكتشفت أنا وعدد من رؤساء الدول الاشتراكية، أن الاتحاد السوفييتي كان حريصا على إبقاء دولنا بحالة فقر، وانعدام للتنمية والرفاهية، وقد عرض عليّ الرئيس الإثيوبي منغستو هيلا مريام وثيقة تثبت أن النفط قد اكتشف في بلاده على يد الشركات الروسية، ولكنهم أخفوا الأمر عن الحكومة الإثيوبية، بعد أن أبلغوا موسكو"، وكان انفتاح علي ناصر على دول الخليج العربية، والقرن الإفريقي، ملمحا هاما من ملامح حكمه، وربما كانت المرجعية الثقافية لمواطني اليمن الجنوبي دافعا كبيرا لبحثهم عن التنمية، وهم بمعظمهم تجار ناجحون تاريخيا من حضرموت إلى عدن.



في موسكو استقبل بريجنيف علي ناصر محمد بالقبلات، وفي الاجتماع المغلق، أخرج الرئيس الشيوعي السوفييتي خريطة للجزيرة العربية، واشار بإصبعه إلى الربع الخالي، وليس إلى اليمن الجنوبي، وقال هذه المنطقة تسبح فوق بحيرة من النفط، ونحن نريد التعاون على هذا الملف، وفهم علي ناصر أن الروس لا يريدون تقديم العون لليمن بقدر ما يريدون الضغط على السعوديين وبقية دول الخليج وبالتالي الولايات المتحدة، من خلال دفع اليمن لإثارة الإشكالات الحدودية مع السعودية وعُمان.



وحين صعد علي ناصر محمد وتسلّم القيادة السياسية والعسكرية في اليمن الجنوبي كان في "أرض المهرة" و"حضرموت" أكثر من"20" ألف مقاتل عماني مسلّح، وتوقع السوفييت من علي ناصر محمد إعادة إحياء ثورة "ظفار" التي اندلعت ضد الحكم في سلطنة عمان والبريطانيين، في الستينات في فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور والد السلطان قابوس وأخمدت في العام 1975، وهي الثورة الشيوعية التي قدّم لها الدعم الاتحاد السوفييتي وجمال عبدالناصر من خلال القيادة السياسية الاشتراكية في اليمن الجنوبي الذي بدأ علي ناصر يدرك أنه يراد له أن يكون دولة وظيفية في المنطقة، بعد أن قام العقيد الليبي معمّر القذافي بتمويل ثوار ظفار، ولكن علي ناصر محمد كان ضدّ الاستمرار في التدخّل، مما سبّب حنقا سوفييتيا كبيرا سرعان ما ترجم في تأزيم الموقف داخل قيادة الحزب الاشتراكي.



بعد انهيار سلطته في اليمن الجنوبي



تفجر الوضع في جنوب اليمن، وانقلب الحزب الحاكم على قياداته، وغادر علي ناصر محمد السلطة بعد أحداث 13 يناير- كانون الأول من العام 1986، لاجئا إلى صنعاء في اليمن الشمالي، ثم غادرها ثانية في العام 1990، وكان الصراع داخل الحزب الاشتراكي قد تسبب بغضب، وربما بارتياح، القيادة السوفييتية، التي لم تعد قادرة على تحمّل تصرفات علي ناصر محمد، بعد محاولاته الخروج عن عصا الطاعة، والانفتاح على اتجاهات مختلفة في العالم لا ترضى عنها موسكو.



رحل علي ناصر عن صنعاء إلى دمشق، ليلتزم الصمت طويلا، عند حافظ الأسد، الذي أراد الاحتفاظ بورقة يمنية، كما استضاف من قبل طيفا من المعارضات العربية والإقليمية في المنطقة، عبدالله أوجلان والجبهة الشعبية لتحرير إرتيريا والفصائل الفلسطينية المنشقة عن منظمة التحرير، والمعارضة البحرينية، والمعارضة العراقية بكامل أحزابها وشخصياتها، والمعارضون المصريون والتوانسة والجزائريون والموريتانيون، حتى شكّل جناحا مسلحا لحزب البعث في نواكشوط!



وكان على علي ناصر محمد، أن يمشي بين الألغام في مناخ سوريا المتشابك، المتمثل في الأجهزة الأمنية والفساد والمتنفذين، ولكنه ذهب إلى التشارك مع فخري كريم في مشروع المدى، وفي العام 1995 أسس في دمشق المركز العربي للدراسات الاستراتيجية.



وأصرّ خلال فترة وجوده في سوريا على الاحتفاظ بشخصية المتقاعد، رغم أنه تدخّل كثيرا في حياة اليمنيين، وحاول الظهور بمظهر الأب الذي يحنو عليهم، من خلال الأعمال الخيرية وإجراء العمليات الطبية للفقراء منهم على نفقته الشخصية، والتركيز على الجانب الثقافي لليمن الجنوبي، من خلال مراكز دراسة العمارة والفنون التي قادتها زوجته السورية ريم عبدالغني، التي كثيرا ما تمّ اتهام على ناصر محمد بأنه من خلالها قام بمصاهرة طائفة حافظ الأسد، في الوقت الذي تتحدّر فيه ريم عبدالغني ناصر محمد من أصول سنيّة في اللاذقية.



وحاول علي عبدالله صالح استثمار علاقته مع الرئيس المتقاعد، فعرض عليه عدّة مرات الترشح أمامه في الانتخابات، وتقول مصادر مقرّبة من علي ناصر محمد إنه قام في إحدى تلك المرات بعرض مبلغ خمسين مليون دولار أميركي كهدية لعلي ناصر محمد في حال قبل الترشّح لمنصب الرئاسة أمام علي عبدالله صالح، ولكنه يعلم تماما أن السلطة وأجهزة المخابرات وصناديق الاقتراع كلّها كانت تحت تصرّف صالح، فرفض مسبقا الدخول في تلك الانتخابات.



بعد ثورة اليمن



كثيرا ما تشكو الأوساط العربية من شحّ الشخصيات ذات الخبرات السياسية في الساحة العربية، وكثيرا ما قدّم السياسيون أنفسهم على أنهم ماهرون في اللعبة، ولكن كان على السياسي أن يدرك أن المكسب الأبعد لقضيته يختلف عن المكسب الشخصي، وأنّ الأول سيفضي إلى الثاني دون شك، الأمر الذي أدركه علي ناصر محمد، فحين انتفض الشعب اليمني، وازداد تعقيد المشهد في تعنّت علي عبدالله صالح وتمسّكه بالسلطة، مقابل التفكك الأمني الكبير الذي ضرب البلاد، يقول علي ناصر محمد عن ثورة جيله في 14 من أكتوبر تشرين الثاني من العام 1963 بأنها:" كانت ثورة لرجال من كافة مناطق الجنوب الذي كان يتكوّن يومها من سلطنات ومشيخات وإمارات يتجاوز عددها الـ 22… و كان لثورة 26 سبتمبر في الشمال دورها في تشكيل الخلفية والمنطلق التي ساندت الكفاح المسلح في الجنوب بالإضافة إلى تعاطف الشعب في الشمال مع ثورة أكتوبر".



وليس غريبا أن تبدأ الثورة اليمنية في مناخ الربيع من الجنوب، في تعز، ويكتب علي ناصر في مقال له عن ذكرى ثورة 11 فبراير اليمنية: " هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت من مدينة تعز في الحادي عشر من فبراير 2011م،.. بعد أن قدمت الثورة قافلة من الشهداء وطرحت قائمة طويلة من الجرحى والمعاقين ووضعت المشهد اليمني أمام متغيرات عديدة ومنعطف تاريخي، ويحق لشباب الثورة أن يحتفوا قبل غيرهم بثورتهم، فلقد كانوا العلامة الفارقة في إشعالها ودفع أثمانها الباهظة وتقبل ما لحقها من جور داخلي وضيم خارجي في صورة مشابهة لما تعرضت له الثورة الأسبق والباكورة الأوفق المتمثلة بالحراك السلمي الجنوبي الذي لا يزال يجترح أهدافه نحو تقرير المصير مثلما تجترج ثورة الشباب أهدافها التي لا يستطيع أحد أن ينكر سمو هدفها الأنبل في تحقيق الدولة المدنية المنشودة وإن كان قد جرى الالتفاف عليها، وإنه لمن الطبيعي أن تواجه الثورات التحررية الكثير من العقبات وأن توضع مختلف العصي أمام دواليبها، تماما كما حدث مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وأنتهزها فرصة لدعوة الحكومة إلى النظر بمسؤولية إلى أسر الشهداء والجرحى الذين يقفون على أبواب مجلس الوزراء لطلب العلاج، ومحاسبة ومحاكمة الذين قتلوا وجرحوا الشباب في مدينة عدن الباسلة".



فيقدّم علي ناصر محمد اليوم نفسه ضمن إطار صورة الزعيم التاريخي لليمن، مستفيدا من تضاريس وأخطاء تجربته الشخصية، ومن تجارب السياسيين اليمنيين، ومن انهيار حكم علي عبدالله صالح، وتربطه علاقات مميزة مع الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي فقد نقلت مصادر بأن الرئيس علي ناصر محمد كان قد وجّه نصيحة للرئيس هادي، يطالبه فيها بأن يغادر الرئاسة، كون الأمور لا تبشّر بخير، قائلا: " نصيحة يا أبا جلال غادر.. الأمور لا تبشّر بخير"!، بعد أن اشتكى الرئيس هادي لعلي ناصر محمد بالقول: " لقد تعبتُ كثيرا خلال الفترة التي تولّيت فيها الرئاسة" مضيفا أنه يرى أنه "يحرث في البحر بسبب ممارسات بعض السياسيين والعسكر في صنعاء، وأنه لا ينام إلا ساعة أو ساعتين".



وفي الوقت ذاته، يستمر الحكم في اليمن، ما بين التدخل الإيراني الذي تصرّ عليه طهران بدعم الحوثيين في صعدة، وتكريس دور علي سالم البيض، بينما ينفتح علي ناصر محمد على الإيرانيين بشكل مفاجئ، لمحاولة قطع الطريق على ملايين الأطنان من السلاح التي يورّدها علي سالم البيض إلى الجنوب، ويواصل دعوته إلى الحوار ما بين الأطراف كلّها في اليمن، فيظهر بمظهر الحكيم اليماني، الذي تدخّل أكثر من مرة لتجاوز الأزمات عبر فتح النوافذ بالحوار السياسي. وعمل علي ناصر محمد على إيقاف حرب الاستنزاف بين شطري اليمني، وتمكّن من إبرام مصالحة بين الجبهة الوطنية المدعومة حينها من قبل اليمني الجنوب وحكم علي عبدالله صالح في الشمال، ويحتاج اليمن والمحور العربي اليوم، توطيد اليمن بتكريس الأداء السياسي بعيدا عن السلاح ومراكز القوى، وتنتظر اليمن عملية جراحية عربية لوقف الامتداد الإيراني في أراضيه، وإلا أصبح الجنوب الفك السفلي للكماشة الإيرانية التي تعمل في الشرق والشمال.



وقد كان لافتا أن ترفع أجيالٌ صورة علي ناصر محمد، وهي لم تولد في عهده، شباب الثورة اليمنية، الذين جابوا بتلك الصور شوارع الجنوب، هتفوا لرجلٍ أثبت أنه ليس مغامرا في السياسة، وإلا لما قبل البقاء في البيت قرابة ثلاثة عقود، بقيت فيها العلاقة ما بين ناصر وصالح لغزا كبيرا يدلّ على اعتماد الاثنين كليهما مبدأ شعرة معاوية، مع أن علي ناصر محمد بقي هاجسا في ذهن علي عبدالله صالح طيلة حكمه، ونجح عبدالله صالح في تخريب علاقات علي ناصر محمد مع عدد من الدول العربية، مع أن الأخير أكّد له مرارا، وفي أكثر من مناسبة، أنه ترك اليمن وليس في باله الجلوس مكانه على كرسي الحكم، أما الأمران الثابتان اللذان يصرّ عليهما علي ناصر محمد في الإعلان عن مواقفه فهما تمسكّه بالدعوة إلى الحوار الوطني لإعلان التصالح والتمسك بوحدة اليمن في الوقت الذي يلوّح كثيرٌ من قادة الجنوب بورقة الانفصال لتحقيق المكاسب السياسية.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
 
قديم 11-30-2013, 07:37 PM   #125
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تركـة «المـُحتـل، والمُستـبــد» كــانت ثـقـيــلــة «الجبهة القومية، وجبهة التحرير»..خطــان ثوريـان لم يلتقيا..!!

عدن اون لاين/الجمهورية نت - عــادل الكثـيـر

30 - نوفمبر - 2013 , السبت 11:05 صباحا (GMT)

عانى شعبنا ردحاً من الزمن، وانقسمت إرادته كما انقسم أبناؤه إلى مجموعات حزبية اللذي عمل على تد مير روح الشعب وبث الفرقة فيه، وتحطيم قدرته على المقاومة، وإطالة زمن تفككه وإضعاف طاقاته، وما غرسه «المحتل،» لم ينته في ليلة وضحاها، بل عانى منه الثوار، وكادت الثورة أن تدفع الثمن غالياً، وإن كان ثمة ظروف يمنية وعربية هيأت للثورة، إلا أن يوميات الثورة والصمود لم تخف تلك التباينات والاختلافات بين قيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير، والتي امتدت فيما بعد إلى صراعات دموية خسر الوطن بسببها الكثير..

الظروف العربية

يقول المناضل سالم علي بن حلبوب: مما لا شك فيه أن ثورة 23 يوليو 1952م وقيادتها الوطنية ممثلة بشخص الزعيم عبدالناصر قد جذبت إليها الأحرار والثوار على مستوى الوطن العربي الكبير وبعد ظهور (الراديو) ووصوله إلى المناطق الريفية اليمنية عرف المواطن العربي واليمني على وجه الخصوص بالثورة الجزائرية وما يقدمه الشعب العربي في الجزائر من تضحيات في سبيل الحرية والاستقلال عن فرنسا من خلال إذاعة صوت العرب التي بدأت بثها في عام 1953م ثم جاء بعد ذلك مشروع بناء السد العالي والشروط المجحفة التي وضعها البنك الدولي على مصر وتأميم القناة وحرب السويس وصمــود مدينــة بور سعيد في وجه العدوان الثلاثي عام 1956م وعرف المواطن العربي عن البطل جمال وعن قاعدة عدن الاستعمارية في جنوب اليمن وعن قاعدة الحبانية في العراق وقاعدة سيرت وهويلس في ليبيا والتي تقوم الطائرات من هذه القواعد لقمع حركات التحرر في الوطن العربي ومنها مصر قلعة العروبة كما حصل أثناء العدوان الثلاثي عام 1956م وجاء قيام الوحدة المصرية السورية وثورة 14 تموز 1958م في العراق وتحطيم حلف بغداد وسحل صانعيه من الخونة.

الظروف اليمنية

وأضاف: التأثر بثورة بن عبدات في حضرموت، ثورة السلطان علي عبدالكريم في لحج عام 1958م ، ثورة السلطان محمد عيدروس العفيفي في يافع السفلى عام 1957 – 1962م، وثورة الفضلي ونفي السلطان صالح عبدالله إلى جزيرة سيشل، كما لجأ السلطان أحمد عبدالله الفضلي إلى القاهرة وإفشاله مؤتمر لندن عام 1964م، الإضرابات العمالية في مدينة عدن والزحف على المجلس التشريعي يوم 24 /9 /1962م ودور رابطة أبناء الجنوب في طرح القضية على هيئة الأمم المتحدة، وثورة يافع العليا بقيادة السلطان فضل هرهرة وأحمد أبو بكر النقيب والمصلي والجهوري، انتفاضة قبائل الصبيحة وثورة الدماني في العواذل وانتفاضة المجعلي والصالحي في دثينة، وانتفاضة الحارثي والفاطمي في بيحان، ومعركة الحميري في بلاد الواحدي، ومعركة العوالق آل أبوبكر بن فريد 1958 – 1960م، ومعركة العوالق السفلى باكازم بقيادة الشيخ مقبل باعزب، ومعركة الحواشب بقيادة السيد محمد عبيد سفيان، ومعركة بن عواس وبن عبدالدائم والشعار في الضالع.. وجاءت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م ووصل المناصرون لها من أرض الكنانة بعد أن بدأت تتكالب عليها القوى الرجعية والإمبريالية والمرتزقة الأجانب وإلى جانبهم العملاء والمرتزقة في الداخل، ونادى المنادي هنا صنعاء إذاعة الجمهورية العربية اليمنية إلى السلاح إلى الجهاد أيها الأحرار الثورة والجمهورية تناديكم وتطالبكم بالدفاع عنها، فهب الرجال من كل حدب وصوب من جنوب الوطن بقيادة الشيخ راجح غالب لبوزة القطيبي الذي قاد مجاميع المناضلين التي وصلت إلى يمن الثورة والجمهورية.

الظروف القبلية

وأردف: كان الخلاف قائماً بين مشيخة القطيبي من جهة وبين إمارة الضالع ومعها حكومة الاتحاد الفيدرالي والحكومة البريطانية ممثلة بشخص المندوب السامي بعدن من جهة ثانية، وقد تم تضمين مشيخة القطيبي ضمن إمارة الضالع في الاتحاد الفيدرالي دون أن تمنح مشيخة القطيبي حقيبة وزارية في إطار الحكومة الاتحادية الفيدرالية، فرفعت مشيخة القطيبي الحواجز الجمركية التي كانت تتحصل منها على عوائد مالية ولم يدفع لها ما تم الاتفاق عليه بين الشيخ سيف حسن علي القطيبي والأمير شعفل بن علي شائف الأميري في الاتفاقية الموقعة بينهما في 26 /5 /1962م والتي حضرها أعضاء الحكومة الاتحادية وسلاطين وأمراء ومشايخ الجنوب عامة كما يقول فرنك ايدوارد مؤلف كتاب «ذي جيش» والذي حضر الحفل بصفته قائد الكتيبة العسكرية المرابطة في الضالع.

لم توفِ إمارة الضالع في تعهداتها المالية وكذا الحكومة الاتحادية لأن أمرهما معاً بيد المستعمر وفاقد الشيء لا يعطيه خاصة فيما يتعلق بالنواحي المالية، فتم الإنذار من الشيخ سيف حسن علي القطيبي لأمير الضالع والحكومة الاتحادية بإعادة الحواجز الجمركية لمشيخة القطيبي في أراضيها وأشعر بذلك المندوب السامي كيندي تريفاسكيس الذي يقول في مذكراته (ظلال الكهرمان) إن آل قطيب مع شيخهم كانوا يضعونا في وضع لا يحسد عليه عندما يقطعون الطريق الذي يمر عبر أراضيهم إلى الضالع مما نضطر للاستجابة لمطالبهم ويتم ابتزازنا مالياً بطريقة لا نرتضيها.

دفعت الحكومة الاتحادية بالشيخ صالح العلوي المجاورة مشيخته أرض القطيبي والعلوي مشيخة مستقلة بذاتها وعضو في الحكومة الاتحادية لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة وعاصمتها القشعة ومساحتها لا تتجاوز أربعين كيلومتراً مربعاً دفعت الحكومة بالشيخ العلوي على أن يثير موضوعاً سابقاً وهو استعادة الأراضي التي استقطعها القطيبي من مشيخة العلوي على إثر التحكيم الذي وقع عليه الشيخ علي ناشر سيف العلوي والشيخ محمد صالح الأخرم القطيبي في 21 /9 /1907م بمساع حميدة قام بها السلطان أحمد فضل محسن العبدلي إثر جريمة قتل غدراً ارتكبت بحق القطيبي. أما المناطق المستقطعة من أراضي العلوي والتي أصبحت فيما بعد الاتفاقية قطيبية هي الثمير والربوة السفلى والحبيلين وهي التي وصلت يد القطيبي إلى الطريق الرئيسي الذي يربط عدن بالضالع مما دفع الحكومة البريطانية إلى أن تعقد اتفاقية حماية طرقات مع الشيخ محمد صالح الأخرم في 22 /6 /1915م وقد اعتبرت هذه الاتفاقية اعترافاً - ضمنياً - بالقطيبي من قبل الحكومة البريطانية وفك ارتباط نهائي مع إمارة الضالع ويذكر هارولد انجرامس في كتابه (العربية والجزر) أن قدرات أمير الضالع لا تمكنه أن يخضع هذه القبيلة القوية التي انهكت سلاح الجو الملكي البريطاني في حروبه المتواصلة عليها في الثلاثينيات من القرن العشرين.

تم لجوء الشيخ سيف حسن علي القطيبي ومعه مشايخ قبيلته ومنهم الشيخ راجح بن غالب لبوزة إلى منطقة جبلية وعرة (حقاص) حيث تدابروا الأمر واتخذوا قراراً لا رجعة فيه يقضي هذا القرار بتوجه المقاتلين القطيبيين إلى يمن الثورة والجمهورية كمجموعة يتقدمهم الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي والشيخ راجح بن غالب لبوزة، والشيخ عبدالحميد بن ناجي المحلائي بعد أن وفر لهم الشيخ سيف حسن القطيبي ما يوصلهم إلى قطعبة من ثمن بندقية ابن عمه محمد شايف جابر قعطبة وكان هذا في نهاية شهر مارس من عام 1963م حسب تقدير الأخ السفير الدكتور عمر سيف مقبل القطيبي في ورقته المقدمة إلى ندوة توثيق الثورة اليمنية بجزئها الثاني وبعد أن أدى المناضلون من جنوب الوطن واجبهم في جبال حجة وامضوا(6) أشهر عادوا من اليمن الجمهوري إلى الجنوب المحتل وكانت المخابرات البريطانية ترصد قدومهم أولاً بأولاً وبكل دقة، وكذا ما كان يحمله كل واحد منهم من سلاح وقنابل يدوية، ورغم أن المدافعين عن الثورة والجمهورية كانوا من جميع المناطق الجنوبية بدون استثناء إلا أن التقرير البريطاني الفصلي للفترة من 16 /10 /1963م إلى 28 /12 /1963م الموسم (الموقف القبلي وتقييم الإمكانيات) المرفوع من قيادة الشرق الأوسط البريطانية بعدن إلى وزارة الدفاع البريطانية في لندن قد اختصر على ذكر تحركات أبناء ردفان فقط وفي مقدمتهم آل قطيب وقائدهم الشيخ سيف مقبل القطيبي الذي وصفه التقرير بالقائد وكذا وصف المتعاونين معه من مثل السيد محمد عبيد سفيان (صاحب الظبيات) ومحمد صالح الحوشبي وعبدالحميد بن ناجي المحلائي ووصف التقرير في الفقرة (c) أن الشيخ راجح غالب لبوزة قد قاتل قوات الحكومة في يوم 14 أكتوبر 1963م وقتل على يد قوات الحكومة الاتحادية وكان رجلاً شجاعاً وصادقاً ويستحق الاحترام، ويذهب التقرير إلى القول إن المتمردين يحظون بدعم قائد قعطبة، أحمد الكبسي ووجود المصريين في قعطبة وجبل مريس مثار للشؤم والحيرة خاصة بعد وصول القائد المصري الجديد (مرتجي) يقصد التقرير البريطاني الفريق عبدالمحسن كامل مرتجي الذي جاء قائداً للقوات المصرية خلفاً للفريق أنور القاضي في نهاية عام 1963م والفريق مرتجي يدعم المتمردين بقوة حسب ويذهب التقرير البريطاني لوصف الثوار ثم أن الإنذار الموجه للشيخ سيف حسن علي القطيبي من وزير الأمن الداخلي في حكومة الاتحاد الفيدرالي والذي يتهم فيه الشيخ القطيبي بإرسال أبناء الاتحاد للقتال فوق أرض أجنبية ويقصد شمال الوطن في سبيل خراب وطنهم الأم (الاتحاد الفيدرالي) وتوجد الوثيقة في المتحف الحربي بصنعاء قسم 14 أكتوبر وما تمت الإشارة إليه يتطابق مع الإنذار الموجه للشيخ سيف حسن القطيبي.. وللحقيقة أن ثورة 14 أكتوبر 1963م كما اسلفنا لم تكن حصيلة استراتيجية مسبقاً بقدر ما كانت الحوادث والظروف هي التي لعبت دوراً بارزاً تمثل في الاستفادة من حركة القوميين العرب فأعلنت الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وتزامن الحدث بوجود المشير عبدالحكيم عامر ومحمد أنور السادات في صنعاء وطلب الثوار الذين كانوا يدافعون عن الثورة والجمهورية بقيادة الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي تدعيمهم بالسلاح والإمكانات الضرورية لاستمرار الثورة على أن يبت في موضوع المساعدات والدعم في القاهرة على ضوء ما أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر في خطابه بمدينة بور سعيد بيوم النصر في 23 ديسمبر 1963م واتخذت العملية صلاح الدين من تعز مقراً لها ونزلت أول دفعة سلاح لثوار ردفان عبر قعطبة حملها فخري عامر أوائل فبراير 1964م ورافق الحملة مجموعة من الثوار ومعهم قحطان الشعبي الذي وصل إلى قعطبة مع فخري عامر ثم عاد معه إلى تعز، بينما ثوار ردفان شقوا طريقهم إلى ساحة المعركة في ردفان وكانت العلاقة بين القيادة السياسية للجبهة القومية والمخابرات المصرية العامة تعيش عصرها الذهبي وقد عبر عن هذه الفترة الأستاذ قحطان محمد الشعبي للدكتور أحمد السقاف وكيل وزارة الإعلام الكويتية وسامي المنيس رئيس تحرير مجلة الطليعة الكويتية الناطقة باسم حركة القوميين العرب وذلك عندما زارا قحطان الشعبي في مكتبه بعمارة الايموبيليا بالقاهرة في صيف 1964م واللذان وجداه مجتمعاً مع بضعة ضباط من رجال المخابرات المصرية العامة.. وكان قحطان يكيل الثناء للضباط المصريين الذين يتولون تدريب الثوار في تعز ويزودونهم بالسلاح ويثني أيضاً على الشبان الذين يتعاونون معه في القاهرة، رحم الله الرئيس قحطان الشعبي الذي لم يتنكر للدور المصري تجاه ثورة 14 أكتوبر 1963م.

الجبهة القومية

- وأضاف: وللحقيقة أن الجبهة القومية لها مواقف مضيئة لابد من تسجيلها بأمانة ولدورها العظيم الذي أدته منذ اللحظات الأولى لتبنيها الثورة فقد فتحت آفاقاً رحبة أمام شباب الثورة ولعبت أجهزتها الإعلامية دوراً تعبوياً ورفعت من القضية الوطنية محلياً وعربياً، وبلورة إحساسات الثورة في قلوب الجماهير مما نتج عنه إيجاد قيادات احتلت مواقعها في العمل النضالي العسكري والسياسي، وامتازت من خلال تنظيم حركة القوميين العرب بإيجاد انضباط تنظيمي ووحدة فكرية بين أعضاءها الملتزمين لحركة القوميين العرب، وساعد هذا في توحيد صفوفها رغم ما رافق ذلك الانضباط من انقسام في مراحل لاحقة.

كما كان لفدائيي الجبهة القومية أعمال بطولية رائعة رغم الإمكانات المحدودة إلا أن الروح الثورية التي سادت بين صفوف المناضلين من رجالات الجبهة كانت من دوافع إحراز الانتصارات السريعة على جحافل المستعمر في عدن والمناطق الداخلية، وفي محاولة لا تنكر تمكنت الجبهة القومية من بلورة مفاهيمها في ميثاق وطني واستطاعت عقد مؤتمر قومي للجبهة القومية بغض النظر عن عمق هذا الميثاق أو تقصيره وعن ديمقراطيته من عدمه وهذا هو ابرز إيجابيات الجبهة القومية حتى 13 يناير 1966م.

جبهة التحرير

وأضاف: فتحت جبهة التحرير ذراعيها لكل القوى الوطنية المختلفة والهويات المتحدة في الغاية والهدف، وصعدت من خلال التنظيم الشعبي للقوى الثورية الذي يتكون من القوى الناصرية والتي كان همها الأكبر محاربة المستعمر دون التطلع إلى المناصب أو الصراع على الكراسي، وفتحت آفاقاً جديدة وإيجاد خطة عسكرية رسمت على أساس استراتيجي محكم وفقاً لأساليب الحرب الثورية أهمها: ظهور عناصر ثورية جديدة تحمل روح الشجاعة والإيمان والإخلاص، دخلت هذه العناصر في سباق مع من كان يقلل من شأنها وخاصة العناصر التي رفضت الدمج، توفرت أساليب وأسلحة جديدة قدمتها المخابرات المصرية العامة وشهدت عدن معارك عنيفة وخارقة أزعجت المستعمر وأشغلت وكالات الأنباء، وفتحت معسكرات التدريب لجميع العناصر الفدائية والعسكرية داخل تعز وكذا داخل المنطقة عدن وقام رجال العملية صلاح الدين الذين اتبعوا أسلوباً جديداً في حرب العصابات الثورية وكان توصل المهندس رائد فتحي عبدالحميد أبو طالب أحد رجال العملية صلاح الدين إلى اختراع التفجير عن بعد قد ازعج قيادة الشرق الأوسط البريطانية في عدن.

قامت جبهة التحرير باستقطاب العناصر التي لم يكن لها انتماء حزبي وكانت مستبعدة من المشاركة في العمل الوطني، وواجهت الدعايات والبلبلة المغرضة من قبل الاستعمار وركائزه في الداخل والخارج وأجهضتها بالأعمال البطولية على أرض الواقع، والرفع بالقضية لدى المحافل الدولية والأمم المتحدة والجامعة العربية والدول الصديقة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا، كما لعب قادتها السياسيون دوراً كبيراً نتيجة لمكانتهم التي كانوا يتبوؤنها في ساحة النضال السلمي من خلال مؤتمر عدن للنقابات أو حزب الشعب الاشتراكي، وظل رجال جيش التحرير والتنظيم الشعبي إلى آخر اللحظات التي حاولت السلطة البريطانية تصفيتهم بمساعدة الطيران الجوي محافظين على مواقعهم النضالية وبالذات في مناطق كرش والمنصورة ودار سعد والشيخ عثمان حتى آخر لحظة من لحظات تدخل بريطانيا براً وجواً لضرب مواقع تجمعات جيش التحرير, وسطر هذا الجيش أروع الملاحم البطولية دفاعاً عن الثورة والجمهورية خلال حرب السبعين يوماً والذي عرف بحصار صنعاء وموقعة نقيل يسلح تشهد بذلك.

سلبيات الجبهتين

وأردف: يؤخذ على بعض قادة الجبهة القومية استغلالهم تعاطف الجماهير والتحامهم بالثورة مما جعل هؤلاء القادة يميزون بين المناضلين الملتزمين لخط الثورة وبين أولئك الملتزمين لحركة القوميين العرب مما خلق تياراً مناوئاً لهذا الأسلوب ومساره، وكان هناك تيار يريد أن يجير لحركة القوميين العرب ثورة أكتوبر 1963م ودم وعرق الثوار في الساحة بينما قادتها في الخارج لا يعرفون شيئاً عما يدور في أرض المعركة بين الثوار والمستعمر والمفروض أن تسير وفق أساليب مستمدة من الواقع وليس من توجيهات تأتي من الخارج (ويقصدون حركة القوميين العرب في بيروت) والتي ظلت تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في جنوب اليمن وشؤونها وكان آخرها أحداث 13 يناير 1986م.

كانت الجبهة القومية تميز بين العضو المنتمي إلى حركة القوميين العرب وبين العضو غير المنتمي, فكانت تهتم بالأول وتهمل الثاني، ووجود أزمة ثقة بين الأعضاء وكانت هذه الأزمة مثار نزاع في صفوف الأعضاء انتقلت العدوى إلى ما بعد الاستقلال وظهرت جلياً خلال المؤتمر الرابع في زنجبار للجبهة القومية ولم يكن احد يعرف بمدى ما يكنه الأعضاء في الجبهة القومية لبعضهم، وأثبتت المراحل اللاحقة أنهم أكثر دموية حتى فيما بينهم.. ويؤخذ على تنظيم الجبهة القومية أن قيادته تحاول دوماً أن تصور للقواعد عمالة وخيانة أعدائها وانه لا يوجد من يخلص لهذا الوطن سواهم والأمثلة على ذلك كثيرة منها: التشكيك وشحن القواعد بماضي عبدالله الاصنج من الثورة المسلحة برغم أن الرجل قد تراجع عن موقفه، وتعبئة مشاعر الشباب بحقد مرير على جبهة التحرير وانها جبهة السلاطين وانتقادهم للزعيم عبدالناصر تحت مبرر جهاز المخابرات المصرية ورئيسه صلاح نصر، وانزلاق الجبهة القومية في تثبيت نفسها إلى السطو على البنوك والمؤسسات التي يملكها أجانب وقد نشرت جريدة الأنوار اللبنانية الصادرة في 20 /11 /1967م تصريحاً لأحد أعضاء الوفد المتجه إلى جنيف لمفاوضات الاستقلال مع بريطانيا, أشار فيه إلى كيف واجهت الجبهة القومية الوضع الجديد بعد 13 يناير 1966م بعد أن قطعت عليها المساعدات المصرية.

- ويؤخذ على قادة جبهة التحرير استغلالهم للثورة المسلحة استغلالاً خاطئاً وقد سخروا موارد الجبهة المالية لمصالحهم الشخصية والولاء الشخصي ويستثنى من ذلك جيش التحرير والتنظيم الشعبي والقوى الناصرية والثورية وجبهات القتال، وعملت مجموعة من جماعة الاصنج على تكريس الأساليب المزدوجة والتمييز بين أولئك الذين يدينون بالولاء للجبهة وبين الذين يدينون للاصنج وميزت بين المناضلين الذين ينتمون إلى الريف والمنتمين إلى عدن، وكانوا يسهلون أمور من ينتمي إلى عدن المدينة ويعقدون أمور من ينتمي إلى الريف، وكانت المنح الدراسية التي تعطى لجبهة التحرير يتسابق على أخذها مجموعة الاصنج في جبهة التحرير ومجموعة الجبهة القومية التي أظهرت أنها مع الدمج وتعمل لصالح الجبهة القومية سراً، وكانت تعطي للمحتكين بهذا الزعيم أو ذاك وكان الجبهة تركة أو غنيمة، ويؤخذ على مجاميع الاصنج الملتفين حوله أنهم لا يصلحون في مواكبة الزمن وهم لا يصلحون أيضاً للعمل الثوري أو كما وصفهم صاحب كتاب «الرمال المتحركة» ديفيد ليدجر كالسمك اذا خرج من البحر مات فهم لا يعرفون ابعد من نقطة دار سعد.

كانت قواعد جبهة التحرير في أدنى الانضباط التنظيمي، وفقدت الجبهة قدرتها على إيجاد الوحدة الفكرية والتنظيمية داخل صفوفها, ولذا استقل التنظيم الشعبي تنظيمياً عن جبهة التحرير.

ووجب التوضيح حول أمرين هما: قدوم قيادة حركة القوميين العرب إلى تعز، جيش الثورة العقائدي، فقد جاء إلى تعز بعد خطوة 13 يناير 1966 كل من جورج حبش ومحسن إبراهيم وهاني الهندي مرسلين من الرئيس جمال عبدالناصر الذين وصلوا إليه من بيروت يدعون أن جهاز المخابرات المصرية العامة في تعز يريد أن يفرض على الجبهة القومية وحدة مع البعثيين وهم عقدة عبدالناصر بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961م وهذا تقدم به المعارضون للدمج من قيادة الجبهة القومية إلى القيادة المركزية لحركة القوميين العرب في بيروت, فقال لهم عبدالناصر اذهبوا إلى اليمن واطلعوا على الوضع هناك, لهذا الغرض جاءوا إلى تعز وقد أخرجتهم الجماهير الوحدوية اليمنية من شمال اليمن وجنوبه من فندق الأخوة في جبل الضبوعة متسترين بهوية الموسيقار أحمد فؤاد حسن وفرقته الماسية وذلك خوفاً من الجماهير الغاضبة التي خرجت مؤيدة ومباركة لخطوة 13 يناير1966م الذي سماها المعارضون فيما بعد بالدمج القسري وعادوا إلى القاهرة وأكدوا أن حركتهم مع الدمج ولم يبق خارج الصف الوطني إلا من اسماهم مدير إذاعة صوت العرب الأستاذ أحمد سعيد بخوارج 13 يناير 1966م.. تذكرنا هذا الحدث في لقاء جمع الأخ المناضل علي ناصر محمد الرئيس الأسبق مع الأخ الفريق رجائي فارس محمد أحد ضباط المخابرات المصرية الذين اشرفوا على ثورة الجنوب وقد كنت حاضراً بينهم في ذلك اللقاء خلال شهر فبراير 2010م بالقاهرة.

أما فيما بخص جيش التحرير أو جيش الثورة العقائدي، لم تكن قيادة جبهة التحرير السياسية تشرف على جيش التحرير، وقد تدرب هذا الجيش على احدث وسائل التدريب العصرية في القاهرة وغيرها من الدول التقدمية العربية والصديقة، ويمكن أن يكون هذا الجيش هو جيش الثورة العقائدي والذي سيقوم بعمل العرض العسكري يوم الاستقلال الذي كان من المفترض حضور الزعيم الخالد الرئيس جمال عبدالناصر ومشاركته احتفالات شعبنا بيوم استقلاله والذي كان لمصر ورئيسها دور لا ينساه إلا الخائنون والجاحدون في حق الأمة العربية، لقد كان الإخوة في مجلس قيادة الثورة لجبهة التحرير ومنهم الأخ المناضل علي أحمد ناصر السلامي يعرفون عن البرنامج الاحتفالي عشية الاستقلال الذي أفسده جيش الليوي باعترافه بالجبهة القومية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع عدن اون لاين 2013©
 
قديم 12-01-2013, 01:17 PM   #126
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


المناضل عبدالله مطلق يفجر قنبلة من العيار الثقيل ويؤكد بانه ليس للشماليين أي فضل بثورة 14 أكتوبر ولم يقاتل أي أحد منهم بل كان دورهم معرقل وان الفضل الأكبر للجنوبيين في بقاء ثورة 26 سبتمبر والفضل كله لعبدالناصر ومصر فقط ((صـور))

عـــدن المنارة/رصد: سلمى النخعي ((خـاص)):

المناضل عبدالله مطلق صالح


فجر المناضل الشيخ عبدالله مطلق صالح مفاجأة تاريخية من العيار الثقيل بتأكيده بالوقائعالتاريخية الدامغة أن لثورة 14 أكتوبر الجنوبية الفضل الأكبر في دعم وبقاء مايسمى بثورة 26 سبتمبر التي قامت بتوجيه من مصر ضد الحكم الإمامي في دولة المملكة المتوكلية اليمنية..، جنباً إلى جنب المساندة الاساسية من قبل الزعيم جمال عبدالناصر والثورة المصرية.



وقال الشيخ/عبدالله مطلق (وهو أحد مشائخ منطقة حالمين بردفان)، في برنامج حديث الذكريات الذي بث الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد 1 ديسمبر2013م، عبر قناة "عـدن لايف"، بانه ليس هناك فضل أو دور لثورة 26 سبتمبر على الجنوب، وإنما كان هناك فضل لثورة 14 أكتوبر وأبناء الجنوب على ثورة 26 سبتمبر.



وأشار أن الفضل في دعم ثورة 14 أكتوبر كان للزعيم جمال عبدالناصر وللمصريين الذين تم الاتفاق معهم في عام 1956م، في اجتماع عقد بالعاصمة اللبنانية بيروت ثم بالاجتماع الثاني الذي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة على تشكيل فرع حركة القوميين العرب بالجنوب لتنظيم الثورة والعمل المقاوم والانتفاضات الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني.



ونوه أن الزعيم جمال عبدالناصر وعـد خلال هذه الاجتماعات بدعم ومساندة وتمويل نضال شعب الجنوب وثورته، حيث تم تمويل المقاتلين ودعمهم ماليا ولوجستيا..، حيث كان يتم إعطاء كل مقاتل بجبهة حالمين بردفان مثلاً 20 ريـال شهرياً كمرتب شهري، كما تم إرسال مدافع "تو هنش" و"تري هنش" وقواذف ومدافع متعددة وأسلحة مختلفة عبر الضباط المصريين..، حيث يتم نقل الأسلحة من مصر إلى تعز وقعطبه تم يسلها الضباط المصريين إلى الثوار الجنوبيين.



وأضاف أن المصريين فتحوا معسكرات لأبناء الجنوب في منطقة الحوبان وغيرها، للقتال ضد الملكيين في الجمهورية العربية اليمنية، وكذا لفك حصار صنعاء..، منوهاً إلى استشهاد عدد كبير من أبناء الجنوب والقادة المعروفين بالجبهة القومية كالبطل المناضل هاشم عمر، وكذا استشهاد القائد البطل نصر بن غالب "الردفاني"، اللذين استشهدا بمنطقة نقيل يسلح للدفاع عن صنعاء..، وغيرهم من الشهداء الجنوبيين الذي استشهدوا بوازع قومي عروبي وتقدمي الذي رفعت لواءه وشعاراته الثورة المصرية والزعيم جمال عبدالناصر.



وأكد الشيخ عبدالله مطلق بأن ليس هناك أي شمالي قاتل أو جاء للقتال إلى الجنوب من الجمهورية العربية اليمنية أو إلى جانب الجنوبيين طوال سنوات ثورة 14 أكتوبر، باستثناء من كانوا من مواليد أو عاشوا حياتهم بعدن.

أن أبناء الجنوب دعموا الجمهورية العربية اليمنية وقدموا الأموال والإيواء لمن كان يأتي إلى عـدن، أسوة بالمناضلين العرب الذين كانوا يأتوا إلى عدن وقدموا دمائهم للدفاع عنهم وحمايتهم ضد الهجمات الملكية التي كانت تسعى للفتك بصنعاء.



وأوضح المناضل عبدالله مطلق أن الشماليين كانوا يخافوا من الجنوبيين عندما كانوا يأتوا للتواصل مع الضباط المصريين إلى تعز وقعطبة للحصول على الأسلحة وكانوا يعرقلوا عمليات حصول الجنوبيين على الأسلحة ويعرقلوا الجنوبيين واعتقلوا البعض منهم لولا التدخل المستمر والداعم من الضباط المصريين الذين كانوا يقدموا للجنوبيين التسهيلات ويضغطوا بقوة على الشماليين لترك الجنوبيين..، مؤكداً أن الفضل للزعيم جمال عبدالناصر والمصريين في دعم مايسمى ثورة 26 سبتمبر، كما أن الفضل كل الفضل في دعم ومساندة نضال شعب الجنوب وثورة 14 أكتوبر، يعود لعبدالناسر، مؤكداً أن لم يحدث أبداً أن قام أي شمالي من الجمهورية العربية اليمنية أو عربي بدعم حقيقي لثورة الجنوب مهما حاول الادعاء أو تزوير التاريخ باستثناء الأخوة المصريين الذين لهم الفضل الأول والأخير في ذلك.



وأكد أن الجنوبيون ضربوا المعسكرات التي حاول الملكيين التابعين لإمام دولة المملكة المتوكلية اليمنية، إقامتها لقوات الملكيين بتسهيلات بريطانيا ودعم قوى إقليمية بالمناطق الحدودية بالقرب من مكيراس، وقعطبة والضالع، وبيحان، وأجبروهم على إغلاق تلك المعسكرات، وهزيمتها.


وتطرق إلى أن الجنوب لم يستقل بقرار دولي بل بنضال وتضحيات شعب الجنوب..، منوهاً أن بريطانيا طرحت للجنوبيين منحهم الاستقلال شرط بقاء قواعدها العسكرية، ولكن الجنوبيين رفضوا وحملوا السلاح وقاموا وضحوا طوال سنوات حتى نالوا الاستقلال الكامل في الـ 30 نوفمبر1967م، فالانجليز لم يخرجوا هكذا ولكن بقتال مرير.


وأكد في سياق حديثه عن ذكرياته عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة، أن ثورة 14 أكتوبر كانت قد بدأت قبل تاريخ 14 أكتوبر 1963م، بسنوات..، مشيراً أن منطقة حالمين والمناطق المجاورة لها في يافع وردفان والضالع كانت قد تحررت قبل ذلك..، وكانت تحت سيطرة حركة القوميين العرب والتنظيمات المتحالفة معها قبل هذا التاريخ بسنوات، ولكن جاء الاعلان عن ثورة 14 أكتوبر عام 1963م، بعد الاتفاق مع الزعيم جمال عبدالناصر والمصريين..، حيث تعهد جمال عبدالناصر بدعم الثوار وضمان استمرارية الثورة الجنوبية.


وبعد ترتيب الضباط المصريين المدربين في الكلية العسكرية بصنعاء والسفارة المصرية بصنعاء مع الضابط علي عبدالمغني على القيام بثورة 26 سبتمبر 1962م، وتحرك القوات المصرية قبل هذا التاريخ من ميناء السويس حتى تصل بالوقت المناسب إلى ميناء الحديدة لدعم علي عبدالمغني والضباط بصنعاء للانتصار لثورتهم..، فتحت عدد من المكاتب الأمنية المصرية والمعسكرات في مدينة تـعـز الشمالية، القريبة من عدن، وبعد قدوم القوات المصرية الى تعز، تم ترتيب الدعم بالسلاح والمال والدعم الاعلامي لثورة الجنوب والإعلان الرسمي عن قيام ثورة بالجنوب بتاريخ لاحق لها وهو الـ 14 أكتوبر1963م، رغم اندلاع الثورة قبل هذا التاريخ بكثير.


وأوضح أن تنظيم حركة القوميين العرب كان تنظيما حديدا وسريا وكانت كل خلية لاتعرف الخلية الأخرى، وكان الأعضاء ملتزمون بالتعليمات التي تصلهم دون نقاش، وكانت روح التضحية ونكران الذات سائدة بينهم، مؤكداً ان القيادة للحركة كانت في عدن وعلاقاتها ببيروت والقاهرة، وكانت وسائل اعلام تتناقل أخبار العمليات المسلحة للثوار في كل مكان في العالم وهو ماأعطى دفعة قوية للثوار لمواصلة نضالهم.


الصورعلى الرابط التالي

ط¹ط¯ظ† ط§ظ„ظ…ظ†ط§ط±ط© - ط§ظ„ظ…ظ†ط§ط¶ظ„ ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ„ظ‡ ظ…ط·ظ„ظ‚ ظٹظپط¬ط± ظ‚ظ†ط¨ظ„ط© ظ…ظ† ط§ظ„ط¹ظٹط§ط± ط§ظ„ط«ظ‚ظٹظ„ ظˆظٹط¤ظƒط¯ ط¨ط§ظ†ظ‡ ظ„ظٹط³ ظ„ظ„ط´ظ…ط§ظ„ظٹظٹظ† ط£ظٹ ظپط¶ظ„ ط¨ط«ظˆط±ط© 14 ط£ظƒطھظˆط¨ط± ظˆظ„ظ… ظٹظ‚ط§طھظ„ ط£ظٹ ط£ط/////ط¯ ظ…ظ†ظ‡ظ… ط¨ظ„ ظƒط§ظ† ط¯ظˆط±ظ‡ظ… ظ…ط¹ط±ظ‚ظ„ ظˆط§ظ† ط§ظ„ظپط¶ظ„ ط§ظ„ط£ظƒط¨ط± ظ„ظ„ط¬ظ†ظˆط¨ظٹظٹظ† ظپظٹ ط¨ظ‚ط§ط، ط«ظˆط±ط© 26 ط³ط¨طھظ…ط¨ط± ظˆط§ظ„ظپط¶ظ„ ظƒظ„ظ‡ ظ„ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ†ط§طµط± ظˆظ…طµط± ظپظ‚ط· ((طµظ€ظˆط±))
 
قديم 01-15-2014, 01:40 AM   #127
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت والجنوب العربي " الشهيد الخالد فيصل عبد اللطيف ألق ثورة أكتوبر وقائدها الفذ


الشهيد الخالد فيصل عبد اللطيف ألق ثورة أكتوبر وقائدها الفذ

بقلم علي الجبولي

الأربعاء 15 يناير 2014 12:52 صباحاً

الشهيد فيصل عبد اللطيف ألق ثورة 14 أكتوبر وقائدها السياسي الفذ، يظل السياسي الأبرز الذي جاء طفرة ولم تتكرر في اليمن، أما أسباب تفرد هذا المناضل والسياسي الخالد فيعود إلى :1ـ أهمية المشروع القومي الذي حمله إلى اليمن والجزيرة العربية، حينما أسس أول فرع لحركة القوميين العرب في اليمن والجزيرة العربية. 2ـ نبوغه وتعدد مجالات تألقه في ميادين الكفاح المسلح وقيادة العمل الفدائي والنضال السياسي والفكري. 3ـ دوره المتميز رغم صغر سنه في تحمل المهام الجسام في قيادة الثورة وإرساء قواعد أول دولة مستقلة عرفها الجنوب في تاريخه (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ).5ـ بشاعة جريمة اغتياله في الزنزانة، وما أسست له تلك الجريمة الغادرة من دورات عنف وتصفيات دموية بشعة نخرت كيان الجبهة القومية، وصدعت جسد الدولة، وامتدت أضرارها الفادحة لسنوات طويلة تعبث بخارطة الجنوب والوطن بكله سياسيا واجتماعيا وثقافيا وامنيا واقتصاديا.

من يجهل التاريخ يصعب عليه إن يصدق إن وادي شعب، ذلكم الوادي البائس في أقصى شمال شرق بلدة الصبيحة تدفق بكوكبة كبيرة من الزعماء والرواد والكفاءات،الذين اثروا ـ وما زالوا ـ بعطاءاتهم شتى مناحي الحياة السياسية والثقافية والقانونية والاجتماعية. والتربوية في مقدمة هذه الكوكبة الزعيمان الخالدان فيصل عبد اللطيف وقحطان الشعبي.

في هذا السفر المتواضع سنمر بمرافئ صغيرة جدا في حياة القائد السياسي الفذ لثورة 14اكتوبر الشهيد الخالد فيصل عبد اللطيف ابرز الأفذاذ الذين فاض بهم وادي شعب في أخصب وأندر طفراته، ليملأ القه سماء الوطن بكله. في دار متواضعة تعرف بـ (دار المشائخ ) في قرية شاغث بوادي شعب أقصى شمال شرق الصبيحة رأى الزعيم الفذ فيصل عبد اللطيف الشعبي النور في حزيران1936م.ومن عتبات تلك الدار التي ما تزال أطلالها باقية خطا أولى خطواته نحو آفاق الوطن اليمني بل والعربي.

درس فيصل الابتدائية في جبل حديد بمستعمرة عدن يومذاك، ثم في المدرسة المحسنية بسلطنة العبادل أكمل الإعدادية، ثم سافر إلى القاهرة لدراسة الثانوية. بمؤهل بكالوريوس في التجارة والاقتصاد من إحدى جامعات القاهرة عام 62م،وفور تخرجه عاد إلى عدن ليبدأ حياته العملية في سلطنة العبادل، ثم سكرتيرا لوزير التجارة في الحكومة الوطنية( حكومة الاتحاد الفدرالي للجنوب العربي ) التي تأسست في 11شباط 59م.

لم يلج فيصل عبداللطيف معترك السياسية ومناهضة الاستعمار مبكرا فحسب، بل تألق فيه كقائد سياسي فذ. حينما انخرط مبكرا في حركة القوميين العرب عام 56م وهو لم يزل طالبًا في إحدى جامعات القاهرة وعمره لم يتجاوز 20عاما.وفي عام60م أسس أول فرع للحركة في اليمن والجزيرة العربية.

مثله مثل ابن عمه الزعيم الخالد قحطان الشعبي ورفاقهما بفرع حركة القوميين العرب ،آمن فيصل إن تحرير الجنوب من الاستعمار لن يتحقق إلا بالكفاح المسلح، بعد أن فشلت في تحريره كل وسائل القوى السياسية التي تمسكت بالخيار السلمي والمساومات، لذا بدأ قحطان وفيصل ورفاقهما بفرع حركة القوميين العرب وحركة التحرر الوطنية اليمنية يعدون العدة لثورة مسلحة لتحرير الجنوب.

إذا كانت الثورات تفرضها ضرورة التحرر من نير الاستعمار أو اقتلاع أنظمة الفساد والاستبداد ،وإذا كان العباقرة هم من يخططون للثورات والشجعان من ينفذها فإن قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف كسرا هذه القاعدة. إذ لم يكونا العبقريين المخططين لثورة التحرير فحسب، بل كانا قائديها السياسيين ومنفذيها الجسورين، وأبرز قادا الكفاح المسلح وأبطاله حتى رحيل المحتل البريطاني، ومن ثم بناء وقيادة الدولة الوليدة.

لعب فيصل إلى جانب قحطان الشعبي ورفاقهما الوطنيين الدور الرئيس في التحضير للكفاح المسلح والعمل الفدائي والسياسي لتحرير الجنو[ب، ففي 24 فبراير 63م عقد بصنعاء لقاء عام برئاسة قحطان الشعبي،حضره مئات الوطنيين الجنوبيين من مختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم القبلية والاجتماعية والمناطقية،وبمشاركة حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي، تمخض عنه تشكيل لجنة تحضيرية برئاسة قحطان أنيط بها وضع ميثاق لكيان وطني يقود الكفاح لتحرير الجنوب المحتل. تلاه في11أغسطس 63م اجتماع في تعز برئاسة قحطان الشعبي حضره رموز وزعامات قبلية واجتماعية ومستقلون وابرز قادة حركة القوميين العرب في مقدمتهم فيصل عبد اللطيف وعبد الفتاح إسماعيل وسيف الضالعي وآخرون،صدر عنه بيان تأسيس الجبهة القومية لقيادة الكفاح المسلح والسياسي لتحرير جنوب اليمن باسم ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) التي عدلت تسميتها فيما بعد إلى ((الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل) كفصيل ثوري ينتهج الكفاح المسلح لتحرير الجنوب. انتخب الاجتماع قحطان الشعبي أمينا عاما للجبهة القومية، وفيصل عبداللطيف عضوا في القيادة العامة للجبهة.

وفي 14أكتوبر 63م خاض الوطنيون في ردفان أول معاركهم المسلحة ضد الاحتلال البريطاني استشهد فيها الشيخ راجح بن غالب لبوزة، أصدرت على إثره الجبهة القومية أول بياناتها بإعلان الثورة المسلحة ضد الاستعمار، واعتبار الشهيد راجح لبوزة أول شهدائها. قاد فيصل وإلى جانبه رفيق دربه قحطان الشعبي ونخبة من رفاقهما الكفاح المسلح بكل جدارة واقتدار، وتواصل اشتعال الكفاح المسلح في رفان وامتد إلى جبهات أخرى في الضالع ودثينة والشعيب. وفي أغسطس64م امتد الكفاح إلى الجبهة الرابعة وكان ميدانها هذه المرة مستعمرة عدن ذاتها، قلب أعتى قاعدة استعمارية في الشرق الأوسط ومركز إدارة سلطات الاحتلال البريطاني وحكومة الاتحاد الفدرالي الموالية لها.

شارك فيصل في المؤتمر الأول للجبهة القومية 22- 25 يونيو65م بمدينة تعز وانتخب عضوا في القيادة العامة للجبهة، وهو المؤتمر الذي قرر تصعيد الكفاح المسلح ومده إلى مناطق جديدة.

لعب فيصل عبد اللطيف الدور الرئيس في التحضير للعمل الفدائي في عدن وتولى قيادة جبهتها وقطاعها الفدائي خلال السنوات الأولى للثورة، وعندما كشفته أجهزة الاحتلال اضطر للاختفاء، فتناوب على قيادة العمل الفدائي رفاقه عبد الفتاح إسماعيل، نور الدين قاسم، سلطان احمد عمر، وعلي احمد السلامي، وحينما تعرض العمل الفدائي لضربة مؤلمة بكشف عديد من عناصره ووسائله، عاد فيصل إلى عدن متنكراً في أكتوبر 65م لقيادته.

لم يقتصر دور فيصل عبد اللطيف الشعبي في مرحلة الكفاح المسلح على قيادة العمل الفدائي والقيادة الميدانية عسكريا وسياسيا لحرب التحرير مع رفاقه في الجبهة القومية بل تجلى نبوغه بوضع الرؤى النظرية والفكرية والسياسية لقضية الجنوب ،ومسار نضال الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن، فرغم اعقد انشغالاته بقيادة معارك الكفاح المسلح والعمل الفدائي والسياسي اصدر أربعة كتب (( الاتحاد الفدرالي المزيف)) و(( أضواء على الثورة في جنوب اليمن المحتل )) و(( مؤتمر لندن للخيانة )). وشارك مع بعض رفاقه أعضاء اللجنة التنظيمية للجبهة القومية بوضع كتاب (( كيف نفهم تجربة اليمن الجنوبية الشعبية )).في غضون أربع سنوات فقط وعمره لم يتجاوز30عاما، ودون أن يحمل مؤهلا أكاديميا سوى البكالوريوس. أنجز هذه الأدلة السياسية والنظرية للثورة، كرؤى فكرية حول قضية كبيرة وخطيرة بحجم تحرير وطن من براثن أعتى إمبراطورية استعمارية عرفها العالم.

حينما دمجت الجبهة القومية مع منظمة التحرير,في 13يناير 66م في كيان واحد،أطلق عليه (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) كان فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي ابرز قيادات الجبهة القومية التي رفضت مشروع الدمج .

فقد كان فيصل يومها يقود العمل الفدائي في عدن، وفي اليوم الثامن للدمج كان عائدا إلى تعز ومعه محمد احمد البيشي وعبد الفتاح إسماعيل واحمد صالح الشاعر وعبدالله الخامري، وبينما وصل بعض من رفاقه إلى تعز احتجز جيش التحرير فيصل ومحمد البيشي في منطقة الحبيلين واقتادهما إلى مقر جهاز المخابرات المصرية بتعز، ثم نقلا إلى القاهرة ليظلا قرابة تسعة أشهر تحت الإقامة الجبرية بمعية قحطان الشعبي وآخرين من قادة الجبهة القومية الرافضين لمشروع الدمج، غير أن فيصل تمكن من الإفلات والسفر إلى بيروت ومنها عاد إلى اليمن، أما البيشي فظل رهن الإقامة الجبيرة حتى أفرج عنه مع الزعيم قحطان الشعبي .لم يدم دمج الجبهتين سوى بضعة أشهر، حيث رفضه غالبية المشاركين في المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد في 7حزيران 66م بمدينة جبلة،رغم غياب ابرز قادة الجبهة عن المؤتمر .وفي المؤتمر الثالث للجبهة القومية المنعقد برئاسة فيصل عبد اللطيف في قعطبة خلال 29نوفمبرـ 3 ديسمبر 66م اتخذت الجبهة القومية قرارا حاسما بالانسحاب من (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل)، وفي 12ديسمبر 66م أصدرت بيان الانسحاب رسميا.

عقب هزيمة العرب في5يونيو 67م أمام إسرائيل التي احتلت أراض عربية شاسعة في مصر وسوريا والأردن وفلسطين قرر فدائيو الجبهة القومية وثوارها المنضوين في والأمن الجيش أن يرسموا في الجنوب العربي شعاع نور يرد الاعتبار للأمة العربية. انتفض طلاب مدرسة الأمن بمساندة ضباط وجنود الأمن والجيش على قوات الاحتلال يوم 20يونيو67م وخاضوا معارك شرسة تحت القيادة الفعلية لفيصل عبد اللطيف أسفرت عن طرد القوات البريطانية من كريتر ،واستيلاء الثوار عليها لمدة 16 يوما، إلا إن الجبهة القومية تعرضت خلال تلك الانتفاضة لخسارة فادحة حينما خسرت ابرز أبطالها الشهيد عبد النبي محمد صالح مدرم ،مسئول القطاع الفدائي في كريتر، لذي استشهد في اليوم الثالث للانتفاضة على أيدي مندسين من خصوم الجبهة القومية،وهو ما تسبب بردود أفعال انتقامية ومواجهات دموية بين فصائل الثورة.

لم يكتف فيصل بما وضعه من رؤى نظرية للتعاطي مع قضية وطنه المحتل، بل آمن هذا الشاب القادم من ريف الصبيحة بأهمية سلاح الكلمة في خندق البندقية لمواجهة المستعمر،وتوعية الشعب بقيم الحرية.

يقول بلبل الثورة المبدع محمد محسن عطروش عن ولادة نشيد الثورة برع يا استعمار ((كنت ذات يوم أقوم ببروفات لبعض الأعمال الغنائية في منزلي بمحافظة أبين فإذا بطارق يقرع الباب، وحينما سئل عما يريد، قال إنه يريد رؤيتي لضرورة ملحة. فخرجت لأراه فإذا بي أمام رجل ملثم، وما إن رفع اللثام حتى كانت المفاجأة التي سررت لها, فلم يكن ذلك الرجل إلا الرئيس سالم ربيع علي ـ رحمه الله ـ... يومها قال لي سالمين إن الإخوان ويقصد قحطان وفيصل وعبد الله الخامري قد أوكلوا إليك مهمة وطنية كبيرة، لثقتهم أن ليس هناك من هو أقدر منك على القيام بها. وحينما سألته عن طبيعة هذه المهمة، قال المهمة تتمثل في عمل أنشودة وطنية حماسية تكون شعاراً لمقاومة الاستعمار وتلهب صدور الجماهير وتحمسها لقيام الثورة.وفعلاً قدمت أنموذجين لأنشودتين وطنيتين للأخ فيصل عبد الطيف،لكن فيصل قال إن بإمكانك يا محمد أن تقدم ما هو أفضل من هذين العملين وأكثر منهما تأثيراً. شارحاً لي بعض الأفكار التي يمكن أن تتضمنها الأنشودة، فكان أن عاودت الكتابة حتى وصلت إلى الصيغة النهائية لـ (( برع يا استعمار)

ويتذكر عطروش لحظات استكماله نشيد الثورة، وسفره إلى القاهرة،وعرضه على قادتها المناضلين فيصل والخامري وقحطان (( ثم قمت بتسجيلها بمدينة المنصورة في عدن، وسافرت في 63م إلى القاهرة للدراسة، وحملت نسخة من هذه الأنشودة لأعرضها على الأخوين فيصل والخامري، واللذين بدورهما أخذاني للقاء الرئيس قحطان الشعبي في منزله، لمعرفة ما إذا كانت الأغنية بالصورة المطلوبة، أم أنها تتطلب تعديلات أو تنقيحات معينة .. ما أن رآني السيد قحطان حتى أخذني بالأحضان، وقال إنني كنت على يقين بأنك أنت وحدك من يستطيع أن يقوم بهذه المهمة. وفي اللقاء كان للأخ فيصل رأيا بأنه كان ينتظر ما هو أفضل، لكن قحطان رأى إن الأغنية مستوفية الشروط المطلوبة ويمكنها أن تؤدي الغرض) .. ويتابع عطروش وصف تأثير النشيد الثوري الخالد

( برع يا استعمار برع

من ارض الأحرار برع

(( وبعد النجاح الذي حققته هذه الأغنية قال لي المناضل فيصل، لقد نجحت في جعل الأغنية ابعد من شعار للجبهة القومية، وفتحت الباب لكل مواطن لينظم إلى صفوف الثورة وهذا شيء نعتز به. المصدر ذاته).

في 4سبتمبر 67م وبعد تساقط اغلب الأمارات والسلطنات أعلن أمين عام الجبهة القومية قحطان الشعبي إن الجبهة ستفاوض بريطانيا إذا ما أعلن المندوب السامي في عدن اعتراف بريطانيا بالجبهة القومية ممثلا حقيقيا لشعب الجنوب. وفي 6نوفمبر67م أعلن الجيش العربي في الجيش البريطاني ولائه للجبهة القومية.غادر المندوب السامي ( همفري تريفلين ) عدن إلى لندن لإجراء مشاورات مع المستر( براون) وزير خارجية بلاده،بشان عرض قحطان. وما لبثت بريطانيا أعلنت في 13نوفمبر استعدادها للتفاوض حول استقلال الجنوب العربي مع بالجبهة القومية كممثل وحيد لشعب الجنوب. شكلت القيادة العامة للجبهة القومية وفد الجنوب العربي برئاسة أمينها العام قحطان الشعبي للسفر إلى جنيف للتفاوض مع بريطانيا بشان الاستقلال، كان فيصل ابرز أعضاء الوفد إلى جانب رفاقه عبد الفتاح إسماعيل، سيف الضالعي ،خالد محمد عبد العزيز،محمد احمد البيشي ،العقيد/عبدالله صالح عولقي، إلى جانب هيئة استشارية في مختلف المجالات، ضمت المقدم/حسين المنهلي،محمد احمد عقبة،المقدم/محمد احمد السياري، د. محمد عمر الحبشي،ملكة عبداللاه احمد. ابوبكر سالم قطي، عادل خليفة. وعبدالله عقبة (مترجما)،واحمد علي مسعد (سكرتيرا)،في حين ترأس الوفد البريطاني اللورد شاكلتون الوزير بلا وزارة في الحكومة البريطانية،

بعد مفاوضات شاقة امتدت من 21ــ 29 نوفمبر1967م وقع الجانبان الجنوب العربي والبريطاني يوم29نوفمبر على وثيقة استقلال الجنوب العربي ،وفي اليوم ذاته عقد الوفدان مؤتمرا صحفيا مشتركا أعلنا خلاله إن يوم30نوفمبر1967م الموافق 28شعبان1387هـ يوم استقلال الجنوب العربي وميلاد دولته المستقلة (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية).

أصدرت القيادة العامة للجبهة القومية صبيحة الاستقلال قرارا بتعيين أمينها العام قحطان محمد الشعبي رئيسا للجمهورية وقائدا أعلى للقوات المسلحة،وكلفته بتشكيل حكومة الدولة المستقلة،فتشكلت أول حكومة لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من 12 وزيرا برئاسة قحطان الشعبي : تولى فيصل عبد اللطيف الشعبي وزارة التجارة والاقتصاد والتخطيط في أول حكومة للجمهورية الوليدة،وفي 5 ابريل 1969م تولى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية.

لئن انفجر الاقتتال الأهلي قبيل الاستقلال بين شريكي الكفاح الجبهة القومية ومنظمة التحرير خلال 3-6توفمبر 67م، فان الوئام داخل المكون الواحد لم يدم سوى بضعة أشهر. هذه المرة كان الصراع بين رفاق الكفاح داخل الجبهة القومية ذاتها، حول ماهية الدولة، وأساليب إدارتها، وتحديد منهجها وسياستها الخارجية.

بدت بوادر الصراع الاحتكاكات مكشوفة بين الجناحين منذ 30يناير 68م ثم تحولت إلى مصادمات مسلحة منذ المؤتمر الرابع للجبهة القومية بمدينة زنجبار مارس 68م ، وخلال الفترة بين20مارس و14مايو 68م غدت مصادمات دموية، لتبلغ ذروتها صبيحة 22يونيو 1969م بانقلاب دموي تصفوي نفذه من وصف بـ (الجناح اليساري المتطرف) في الجبهة القومية.

تنازل صبيحة الانقلاب رئيس الجمهوريةـ والقائد الأعلى للقوات المسلحة ـ أمين عام الجبهة القومية قحطان الشعبي عن السلطة طواعية، رافضا استخدام القوة والسلطة التي بيده لإسالة قطرة دم من أجل (كرسي الحكم).الكرسي ذاته الذي سالت حوله فيما بعد وما زالت تسيل حتى يوم الناس هذا انهر من الدماء والمآسي والآلام. استقال فيصل عبد الطيف من منصبه كرئيس للوزراء ووزير للخارجية وعاد إلى منزله, ولما سئل عن دواعي استقالته قال القائد الفذ للثورة مقولته الأخيرة (سلمناهم السلطة وسنتعاون معهم إذا ما احتاجوا لنا). ورغم استقالة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومعهما صفوة قيادات الجبهة القومية والدولة لم يخجل الانقلابيون من اعتقال وتصفية قياداتهم وكوكبة من رفاقهم قادة ومسئولي الدولة وقادة الجبهة القومية وفدائيي الثورة وأبطالها. اعتقل فيصل عبد اللطيف القائد السياسي وقائد قطاعها الفدائي ، مؤسس الحركة القومية في اليمن والجزيرة العربية صبيحة الانقلاب، في البدء فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بخور مكسر لعدة أسابيع، وبذريعة الخوف من هروبه طوق الانقلابيون منزله بوحدات من الجيش، قبل أن ينقلوه إلى كوخ خشبي بدار الرئاسة بجوار زنزانة رئيس الجمهورية قحطان الشعبي. ولم تمض أشهر حتى نقل الزعيمان الخالدان إلى زنزانتين منفصلتين في معتقل الفتح بجوار زنازن كوكبة من قيادات الجبهة القومية ومناضلي حرب التحرير،منهم أخوه غير الشقيق عبد القوي محمد رشاد. وفي ليلة الخميس 1أبريل 70م أعلن الجناح الانقلابي رسميا مقتل فيصل برواية ملفقة مثيرة للغبن والاستهجان. فيصل السياسي الشاب،ألق الثورة ونجمها الساطع في زنزانته بالفتح وعمره لم يتجاوز 34عاما،والافضع إن مكان قبره ما يزال مجهولا حتى اليوم.

باغتيال فيصل خسر الوطن زعيماً وطنيا وسياسيا محنكا،ورمزاً من أنصع رموزه الفذة بشهادة خصومه قبل مواليه. باغتياله تغيرت الخارطة في جنوب الوطن سياسيا واجتماعيا وامنيا واقتصاديا وامتدت آثارها إلى شماله ،وغدا القتل والسجن والاختطاف والإخفاء وتهم الخيانة والعمالة هي اليقين, وما عداها احتمال.

يقول سالم صالح محمد مساعد أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني سابقا (( ... الشيء الخطير الذي حصل فيما بعد كان مقتل القائد الفذ فيصل عبد اللطيف في السجن في ظروف مازالت غامضة حتى الآن، واعتقد أن دمه هو الذي جر الدم في هذه التجربة.... صحيفة الخليج الإماراتية ـ العدد 7552 ــ 22 يناير2000م))ز ويصف الكاتب فريد صحبي تألق الشهيد فيصل ومكانته في الوطن (( كان زهرة هذا الوطن... كان متألقا بشخصيته الآسرة الزاخرة بالعطاء وبكل القيم والمثل والأخلاق العظيمة.كان رجل عصر،وكان أغلى الرجال.كان رجلا نادرا من أولئك الرجال الذين يعتمد عليهم في نهضة أمة ومستقبل شعب. (( الأيام ))ـ العدد( 696) - 23 فبراير 2000م)). ويتحدث عما جرته تلك الجريمة النكراء بحق ابرز زعماء ثورة الجنوب, وأعظم من أنجبهم الوطن، وما ترتب عليها من أضرار فادحة بالوطن وشعبه (( شكل اغتيال فيصل عبد اللطيف في سجنه بزنزانة الفتح بداية لظاهرة التصفيات الجسدية التي لم تتوقف، وأضرت بمسار السلطة في الجنوب. مقتل فيصل عبد اللطيف لم يكن مجرد شيء خطير وحسب، ولا حتى انعطافا في مسار الثورة اليمنية قي الجنوب، لا بل أن اغتيال فيصل عبد اللطيف شكل مقتلا للثورة اليمنية في الجنوب، وطعنة غادرة لكفاح شعب.. يوم سال دم فيصل على أرض زنزانته انساب خيط من الدم تحت القضبان ليمر عبر الزنازن إلى خارج السجن, ويمتد إلى الشارع في عدن, ثم يمتد ويمتد إلى كل مكان. إلى أبين إلى شبوة إلى حضرموت, ويظل خيط الدم ينساب في ظلام ليل طويل لعلعت فيه رصاصات الغدر, لتخترق صدور زهرات شباب الوطن وخيرة رجال هذه الأمة, ومن لم يمت بالرصاص مات بالهوان... المصدر ذاته )).أما المناضل الوطني الشيخ عبد القوي محمد رشاد فيقول ( كانت عملية اغتيال فيصل عبد اللطيف بداية للمرحلة الدموية الطويلة التي بدأت بها عملية انقلاب 22 يونيو والتي جرت في تيارها الآلاف من الشهداء والضحايا وانتصرت فيها النزعة الدموية لبعض قيادات الانقلاب) (الأيام ) ـ العدد 615 ـ 5ابريل 2000م)). وبحسرة وأسى يصف المناضل الرئيس علي ناصر محمد حنكة وتألق الشهيد فيصل عبد اللطيف، ويؤكد بأنه كان رجل دولة من طراز نادر ( كان فيصل احد الأقطاب البارزين لحركة القوميين العرب ويعود الفضل إليه في تأسيس فرع الحركة في اليمن. وكان احد القياديين البارزين في الحركة القومية ويمتلك مواهب سياسية وقيادية فذة، وهو رجل دولة من طراز نادر، ولكن الخلافات التي عصفت بقيادة الجبهة القومية لم تمهله طويلا للبقاء في الحكم والحياة للاستفادة من قدراته الكبيرة .. وقد ادخل السجن بعد خطوة 22 يونيو 69م واغتيل داخله، وكان ذلك خسارة كبيرة للثورة والوطن) (الأيام) ـ العدد(567 )ـ 15يناير 2000م )).

إنها السياسة المتخلفة في العالم المتخلف التي يحتكم فيها رفاق السلاح للسلاح وأقبية المعتقلات وما هو أشد فظاعة، متوهمين بكل بلادة أنه الطريق الأسهل لحسم الخلافات السياسية والفكرية، ليس غباء بمنطق التاريخ فحسب بل وبحتمية أن خيط الدم إذا تدفق من اجل الطيش والنزوة جر إلى أنهار دماء يصعب لجم تدفقها .

اقرأ المزيد من عدن اليوم
 
قديم 02-03-2014, 07:55 PM   #128
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الكشف عن جانب من مجازر صراعات مراكز القوى..مقبرة جماعية بصنعاء للقائم بأعمال الرئاسة بعهد السلال ووزراء وقادة ومشائخ اعدموا حينها ((الأسماء))

عــدن المنارة/خبر للأنباء:

كشف اليوم عن جانب من مجازر صراعات مراكز القوى بصنعاء، بعد أن تم الكشف عن مجزرة القادة الناصريين، والمجازر المتتالية لقتل جماعات الجبهة الوطنية، ومجازر القصف على المناطق الوسطى، وقيام مراكز القوى بصنعاء بتهريب السلاح والتخطيط من صنعاء مع الاستخبارات الدولية لتفجير الأوضاع في عدن في الـ 13 يناير 1986م..، وعمليات القصف بصواريخ "لونا" على عدن، وعمليات القتل للجنود الأسرى الجنوبيين التي لم يكشف عنها حتى الآن وغيرها.

والآن وبعد 48 سنة من إعدامه و 7 آخرين بتهمة "الخيانة العظمى"، كشف رعين، نجل القائم بأعمال الرئاسة اليمنية محمد حسن الرعيني، أثناء فترة حكم رئيس الجمهورية العربية اليمنية كما كانت تُسمى آنذاك المشير عبدالله السلال الذي كان متواجد حينها في جمهورية مصر العربية، كشف عن الموقع الحقيقي لدفنهم بعد إعدامهم في قبر واحد.




وقال الرعيني، في تصريح خاص لـ"خبر" للأنباء، "إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من سعد هادي عيسى نجل وزير الحربية في تلك الفترة أخبره خلاله بأن قبر والده ورفاقه الذين أُعدموا معه يوم 27 أكتوبر 1966م، يقع بمقبرة (ماجل الدمة) في منطقة باب اليمن بالعاصمة صنعاء".

وأضاف "إن والده ومن معه تم إعدامهم بموجب قراراً صادراً من محكمة أمن الدولة برئاسة القاضي محمد الأهنومي وعضوية قاضي آخر يُدعى الخطري، بتهمة الخيانة العظمى والتخابر مع أمريكا وإسرائيل ولبنان".

ولفت إلى أنهم طلبوا من الحكومة اليمنية القيام بإجراء فحص كشف الجينات الوراثية (DNA) على عينات من رفات والدهم والآخرين بعد العثور على موقع قبرهم الجماعي للتأكد من أن الرفات هي فعلاً تعود لوالدهم والشخصيات الأخرى، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض، كما رفضت بعض وسائل الإعلام نشر تفاصيل معلومات التعرف على موقع القبر الجماعي.




وذكر أن والده والسبعة الآخرين، هم من الذين رفضوا حكم الوصاية المصرية على اليمن عقب اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م، وهم:ــ

1 - وزير الدولة والقائم بأعمال الرئاسة محمد حسن الرعيني.
2 - وزير شئون الحربية هادي علي عيسى.
3 - قائد الشرطة العسكرية النقيب عبدالحميد الرياشي.
4 - شيخ قبائل بني الحارث الشيخ علي محسن هارون.
5 - اللواء حسين الأهجري.
6 - أحد مشائخ بني الخباط بمحافظة المحويت المقدم محمد أحمد وهاس.
7 - أحد مشائخ خولان الشيخ أحمد النيني.
8 - حسين ضيف الله العواضي.
9 - والسياف الذي ينفذ أحكام الإعدام محمد العميسي.
 
قديم 02-06-2014, 02:08 AM   #129
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اكد بان من حكموا على والدي ورفاقه بالاعدام لم يكونوا قضاة بل ضباط
نجل الشهيد الرعيني يطالب الدولة بفحص الجينات الوراثية لرفات والدة ورفاقة


2014/02/06 الساعة 01:38

الحدث - صحيفة الوسط


بعد 48 سنة من إعدامه وثمانية آخرين بتهمة كيدية من قبل التيار الجملكي في عام 1966م كشف رعين الرعيني ، نجل القائم بأعمال الرئاسة اليمنية محمد حسن الرعيني، "ابان حكم الرئيس عبدالله السلال الذي كان متواجد حينها في جمهورية مصر العربية " عن العثور على المقبرة الجماعية لوالدة ورفاقه الذين اعدموا في أكتوبر عام 1966م واكد نجل الشهيد الرعيني في تصريح خاص بالوسط نت أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من سعد هادي عيسى نجل نائب وزير الحربية آنذاك أكد فيه العثور على قبر جماعي لوالدة الشهيد محمد حسن الرعيني القائم باعمال رئيس الجمهورية والشهيد هادي سعد عيسى نائب وزير شئون الحربية والشهيد عبد الحميد الرياشي قائد الشرطة العسكرية والشيخ علي محسن هارون شيخ قبائل بني الحارث واللواء حسين الأهجري والذي انظم الى الجمهوريين وتم التآمر عليه والمقدم محمد محمد وهاس أحد مشايخ بني الخباط بمحافظة المحويت .

والشيخ أحمد النيني أحد مشايخ خولان والذي قيل بانه اعدام قبل اعدام شهداء أكتوبر 66 م وقيل بان الجثة لا توجد في المقبرة الجماعية الا انه كان من ضمن قائمة التهم الملفقة بحق الشهيد الرعيني ورفاقئة وثمانية الى جانبه والشهيد الشيخ حسين ضيف الله العواضي والشهيد محمد بن محمد العميسي والذين أُعدموا معه يوم 27 أكتوبر 1966م، والواقع في مقبرة (ماجل الدمة) في منطقة باب اليمن بالعاصمة صنعاء".واكد الرعيني بان عملية الإعدام تمت اثناء عودة الرئيس السلال الى اليمن ولم يكن غائبا اثناء تصفية الشهيد الرعيني ورفاقه مشيراً الى ان المعلومات تفيد الى ان السلال وقع على الإعدام بعد ان تم قتل الشهيد الرعيني ورفاقه من التعذيب وكمبرر اخرجوا من شوالات من داخل المدرعة في ميدان التحرير وإطلاق النار عليهم،

واكد نجل الشهيد الرعيني بان من حكموا على الرعيني ورفقاءه بالإعدام لم يكونوا قضاه بل ضباط ، مشيراً الى ان القضاة رفضوا تولي رئاسة المحكمة امن الدولة وهم القاضي العلامة ناصر الظرافي والقاضي العلامة علي السمان والقاضي غالب الشرعي.

فأضطر المصريين بتعيين وزير الداخلية الاهنومي رئيساً للمحكمة وعضوية قاضي آخر يُدعى الخطري، بتهمة كيدية بقصد التصفية الجسدية. وطالب نجل الشهيد الرعيني رعين الرعيني ان تقوم الدولة بإجراء فحص كشف الجينات الوراثية (DNA) على عينات من رفات والدهم والآخرين بعد العثور على موقع قبرهم الجماعي للتأكد من أن الرفات هي فعلاً تعود لوالدهم والشخصيات الأخرى، وقال ان هؤلاء الشهداء قتلوا ظلم وفي سبيل الدفاع عن الجمهورية وكانت دمائهم بداية لاستقلال القرار السيادي للجمهورية اليمنية عقب ثورة 26 سبتمبر من الوصاية المصرية حينذاك ،

واكد الرعيني ان السبب الرئيسي لاغتيال والدة هو مناهضته ورفاقه للوصاية المصرية على القرار السيادي في الوطن سيما وان الشهيد الرعيني كان حين اعدم يتقلد منصب القائم بأعمال رئيس الجمهورية وإدارة البلد بين عامي 65 - 66 م اثناء ما كان الرئيس السلال معتقل في مصر تحت مبرر وعكه صحيه وكانت حكومة الأستاذ النعمان والفريق حسن العمري حينذاك في السجن الحربي ووضع القاضي عبد الرحمن الارياني تحت الإقامة الجبرية في احدى الفلل التابعة للرئاسة حنذاك وتفيد المعلومات بان الرئيس الشهيد الرعيني خاض صراعات مع المصريين المتواجدين في اليمن خلال عمله كقائم بأعمال الرئيس السلال ومنها اتخذه قرارات بعيده عن الوصاية المصرية .


واتهم رعين الرعيني الاستخبارات المصرية حنذاك بالتآمر على والدة ورفاقة الثمانية لرفضهم حكم الوصاية المصرية على اليمن عقب اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م .
 
قديم 02-13-2014, 01:58 PM   #130
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الشرق الأوسط تذكر النظام السابق في اليمن بالـ 17 مليار دولار التي نهبها وأودعها حسابات سرية

الخميس 13 فبراير 2014 11:30 صباحاً

شبوة برس- خاص صنعاء


قال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن أنه من المفيد أن نذكر هذه القوى القديمة أنها تغامر بكل ما منحته من عفو، وحصانة، وأكثر من سبعة عشر مليار دولار نهبتها مخبأة في حسابات سرية غربية.



وقال الراشد : نموذج النظام ليس هو المهم، سواء أكان جمهوريا أم ملكيا، مركزيا أم فيدراليا أم كونفدراليا، اشتراكيا أم رأسماليا، الأهم من ذلك قدرة النظام على تحقيق العدالة، ورضى مواطنيه عليه.



اليمن الشمالي كان إلى عام 1962 نظام إمامة، ثم بعد انقلاب السلال صار جمهورية.



وكان اليمن الجنوبي محمية بريطانية إلى 1967 عندما قامت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وصارت نظاما ماركسيا لينينيا.



وعانى اليمنيون من تاريخ طويل من النزاع بين الجمهوريتين الشقيقتين. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتصفية تركة الحرب الباردة تلقف اليمن الشمالي الفرصة، وضم الجنوب في وحدة لم تدم احتفالاتها طويلا، ونشب نزاع دموي بين شركاء الوحدة انتهت بهزيمة القيادة الجنوبية.



وتاريخ التنازع طويل ولهذا لن يكون سهلا على الشعب اليمني أن يتجاوز تركة من الخلافات القبلية والمناطقية والشخصية إلا بالاعتراف بوجودها أولا، واحتضان فكرة الدولة الحديثة التي شاركت الأمم المتحدة في رسمها عبر مندوبها جمال بنعمر.



مشروع اليمن الجديد، فيدرالي من ستة أقاليم، مع جعل صنعاء عاصمة مستقلة إداريا.



ولا بد أن خبراء الشأن اليمني وصلوا إلى هذه الخريطة المقترحة بعد دراسة خيارات كثيرة معقدة، بين نظام الإقليمين، الجنوبي والشمالي الذي كان سيعني كونفدرالية بلا خصائص الدولة الواحدة.



ولو استمع الوسطاء لكل المطالب فإنه لا يوجد رقم يجمع عليه اليمنيون بعدد الأقاليم. ففي آخر حكم الإنجليز للجنوب أيدوا إقامة «اتحاد إمارات الجنوب العربي» لتضم 24 مشيخة.



وبالتالي قد يتقسم اليمن إلى مائة إقليم ولا يرضي الجميع، وكان لا بد من نموذج عملي يمكن تطويره أو تعديله وفق دستور يسمح بالمراجعة المستقبلية لحدود الأقاليم وصلاحياتها.



مشكلة اليمن اليوم إقامة دولة حقيقية بمؤسسات مدنية حديثة تنقذ اليمن من أربعين عاما من التخلف الإداري، لبلد كثيف السكان وقليل الموارد.


والاقتتال الطارئ ليس صدفة بل هدفه تخريب مشروع الانتقال التاريخي وبناء الدولة اليمنية الحديثة، ومن خلفه أبرزهم جماعة النظام السابق التي تمول عمليات الاقتتال والتحريض على النظام المؤقت الحالي، وتريد إفشال المشروع برمته من أجل العودة للسلطة التي اقتلعت منها.



ومن المفيد أن نذكر هذه القوى القديمة أنها تغامر بكل ما منحته من عفو، وحصانة، وأكثر من سبعة عشر مليار دولار نهبتها مخبأة في حسابات سرية غربية.



صبر اليمنيين سينفد، والقوى الكبرى أصبحت مقتنعة تماما أن المشكلة هي في القيادات السابقة ومستعدة للتحرك ضدها دوليا.



نتمنى على المخربين أن يفكروا طويلا قبل الاستمرار في دعم الرافضين، وتحريض الساكتين، وتمويل القبائل بعضها ضد بعض. إن الشعب اليمني يستحق أن يمنح فرصته في بناء دولته، والتعايش بسلام بين مكونات هذا البلد العريق، الذي أثبت أهله أنهم أكثر حضارية من غيرهم، فكانت انتفاضتهم وثورتهم سلمية، وانتقال الحكم سلميا، وكانوا فوق الثأر وضد الانتقام، ولا تزال ثورة اليمن أفضل الثورات العربية رغم محاولات داخلية وخارجية لإفشالها.



ونعتقد أن واجب مجلس التعاون أكبر لاحقا، فهو الذي رعى مطالب الشعب اليمني بالتغيير، وكان وسيطا نزيها، وشارك في رعاية الانتقال سياسيا واقتصاديا خلال العامين الماضيين. نتطلع أن يدعم المجلس مشروع تنمية اليمن وتأهيله، وربطه بالاقتصاد الخليجي، فاستقرار اليمن ضمانة لاستقرار الخليج، وهو في نهاية المطاف سيصبح عضوا في مجلس التعاون.


جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2014
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas