الفنان المرحوم الشيخ أنور أحمد قاسم ( 12 أغنية )

**نجد الحسيني** · 01-23-2010, 10:37 PM

قلّما يأتي ذكر اسم شيخ الغناء اليمني وأحد أساطينه وأساطيره من الأوائل المتأخرين الشيخ الفنّان الأستاذ أحمد عبيد قعطبي دون أن يردف من بعده اسم تاليه في الغناء الشيخ أنور أحمد قاسم..

من المعروف عند جميع الباحثين والدارسين والمستمعين والمعجبين ما قد كان للشيخ أحمد عبيد القعطبي من أثر وتأثير على الساحة الفنيّة حتى غدا ملهما لكلّ فنّان ظهر معه أو من بعد رحيله فيتبعه ولا يخالفه.. حتى بلغ الأمر بمن لا يهوى الغناء أن ركب موجة الغناء طوعا أو كرها لدهشته مما رأى من معجبين لا عدّ لهم ولا حصر و ما شهدته الساحة الفنية من اتساع بسبب زيادة الحضور الجماهيري وما تمّ استقطابه من مستمعين ومشاهدين جدد من مختلف الأعمار والأجناس والأعراق.. كلّ قد سُحر وأفتتن بأسلوب القعطبي وفنّه الذي سحر وفتن كلّ فنان وغير فنان.

كان القعطبي عملاقا ورث عن عملاق آخر - وأقصد به شيخ مشايخ طرق الغناء اليمني المطرب الفقيه صالح عبد الله العنتري - كلّ تركته التي لا تبلى من الآثار والتراث والكنوز الفنية غالية الثمن.. حتى لم يترك الشيخ القعطبي أغنية واحدة يتيمة من دفاتر شيخه العنتري إلاّ وحرص على تجديدها وإرجاع لحنها بصوته الملحون، صوت البلبل المغرّد في سماء عدن وعموم أرض السعيدة من اليمن.

هكذا صنع فناننا القدير الشيخ أنور أحمد قاسم .. وهكذا خلّف سلفه .. حتى كاد أن يكون صورة طبق الأصل بل أنه كان فعلا، ليس فقط صورة طبق الأصل إنّما أصبح أصلا ثانيا وثابتا حتى غدا الحكم شبه مستحيلا في التفريق بين النسختين.

عندما أوردت ذكر القعطبي مع العنتري للتشبيه في المقام أعترف بأنّه ظلّ للطرفين الأوّل والثاني ما يميزهما عن بعضهما سواء في العزف أو الأداء أو الصوت.. لـكن الأمر يختلف تماما مع شيخنا الفنان أنور أحمد قاسم الذي قلّد أستاذه في كلّ شيء تقريبا إن لم يك تماما حيث كان يشبهه إلى حدّ بعيد في العزف والأداء والصوت مجتمعا. وهذا شيء نادر.

ويطيب لي هنا أن أسرد مقدمة تعريف الشيخ الأستاذ الفنان محمد مرشد ناجي بالشيخ المطرب أنور أحمد قاسم في كتابه "من أغانينا الشعبية".. حيث ذكر حرفيا ما يلي:

( كلّ ما أستطيع أن أقوله عنه هو أنه نسخة صحيحة من الفنان أحمد عبيد قعطبي في كلّ شيء.. في العزف والأداء والصوت ولا وجه للغرابة في ذلك فكلاهما يتشابهان حتى في ظروفهما أيضا واحد.. فوالد القعطبي كان مطربا مشهورا وكذا والد أنور قاسم... )

انتهى بعض من أقوال فناننا المحبوب المرشدي، أطال الله بعمره.. وجميع الناس قد اتفقت على تلك الأقوال ولم يختلف عليها اثنان.

وكما أشار الفنان الأستاذ المرشدي إلى البيئة الفنية العريقة التي نشأ وترعرع فيها شيخنا.. فقد كان والد القعطبي المطرب عبيد علي بلابل كما والد أنور المطرب أحمد قاسم من المطربين المشهورين الذين ذاع وشاع صيتهم ويعدّون من رموز الطرب اليمني في زمانهما لإجادتهما كافة الألوان الغنائية اليمنية القديمة..
نقطة أخرى وجب الوقوف عندها وهي أن أخوه محفوظ أحمد قاسم كان من أبرز ضاربي الإيقاع في اليمن في زمانه، تماما كما هو الحال مع عبد الكريم عبيد قعطبي شقيق المطرب الشيخ أحمد عبيد الذي يعدّ من أشهر الضاربين بالدربوجة في اليمن.

يا ترى، هل كان ذلك التقليد وهذا التشابه المستحيل في كلّ شيء بين العملاقين أحمد عبيد و أنور قاسم سببا في بروز وشهرة الأخير.. أم العكس.؟

أعجبني الشيخ أنور قاسم في تمسكه بتراث الآباء والأجداد وامتناعه عن ركب سفينة الحداثة والتجديد في اللحن والغناء وقيامه بحرب لا هوادة فيها على كلّ من قاموا بتغيير مسار الأغنية اليمنية التليدة الطبيعي وسوقها نحو المجهول بإدخال أنغام وألحان غريبة عنها، من هذا البلد أو ذاك، ممّا أفقد الأغنية اليمنية القديمة طعمها العذب ونكهتها الحالية ومذاقها الرائع وأبعدها عن تميزها التي تميزت به على أقرانها من سائر الأمم بما حفظه تراثها من الغناء الصنعاني واليافعي والحضرمي واللحجي والبدوي والتعزي والعدني والتهامي والجبلي ومن مختلف باقي التراث اليمني الخالد.

لم يأتي رفض الشيخ أنور أحمد قاسم ومحاربته التجديد والحداثة كونه قد عجز عن مواكبة عصره.. أبدا، لأنه لو رغب بذلك لكانت له اليد العليا والكلمة الأولى ولجاء اسمه وحلّ ذكره في المركز الأوّل على باقي أقرانه.. حيث قاد المرحوم الشيخ أنور قاسم وأشرف على أول فرقة موسيقية غنائية تأسست في وزارة الثقافة في عام 1970م. وقد احتل فيها مقعد المطرب والعازف الأول والأوحد الذي لا يبارى أو يجارى في تلك الفترة الزاهرة حتى أنه قد انضم إلى هذه الفرقة بعد ذلك كلّ من أساتذة الغناء اليمني فيما بعد من أمثال المرحوم طـه عبده فارع والمرحوم محمد صالح عزّاني.. كما قدمت هذه الفرقة - التي للأسف الشديد لم تدم طويلا لأسباب مالية بحتة وضعف موارد الوزارة في ذلك الوقت - في عهده، أغاني تراثية شعبية ما تزال أنغامها تردّد إلى يومنا الحاضر وباقية ومستمرة إلى ما شاء الله تعالى مثل يا نسيم الصبا، سرى الليل، اسكان الحمى، خطر غصن القنا، متى يا كرام الحي، قال أبو زيد... وغيرها من الأغاني الخالدة.

وفي هذا ما يثبت صحة ظنوننا بأنّه لو كانت لدى الشيخ أنور أحمد قاسم رغبة بالتجديد والحداثة ونوى ذلك وعزم أمره عليه لتفوق ربما على كبار الملحنين والمجددين في اليمن مثل طـه فارع والعزاني ومحمد سعد عبد الله ومحمد عبده زيدي وغيرهم من أساطين الغناء اليمني. والله أعلم.
غنّما ظلّ الشيخ وفيّا ومخلصا لتراث الآباء والأجداد..
حسب الشيخ أنور قاسم أن قد حيّاه من قبلي على هذه الروح الوفية والمخلصة فنّان اليمن القدير الأستاذ والوالد المشهور الشيخ محمد مرشد ناجي عندما قال:

( وناحية أخرى يسرني أن أذكرها في هذا الفنان هي أنه لا يحب التهويش وإلا كان اسمه من ضمن أسماء الفنانين المجددين.. وعندما تسأله عن السبب في إحجامه عن التلحين ؟ يجيبك بأنه غير مقتنع بالذي يسمونه تجديدا للأغنية المحلية.. وما زال يدرس الأصول التي يجب أن تقوم عليها الأغنية الحديثة.. وأنا أحيي هذه الروح في أنور قاسم... وفي رأيي أن أنور قاسم هو خير من يجيد الغناء المحلي القديم.. وكان ولا يزال أحسن عازف على العود. ).

ولا يختلف رأيي عن رأي أستاذي المرشدي في الشيخ أنور قاسم وأوافقه وأتبعه فيما ذهب إليه من قول ورأي..

أمّا عن طريقة وأسلوب الشيخ أنور قاسم في العزف على العود فحدّث ولا حرج.. فإنه من أفضل وأحسن وأمهر العازفين على العود.. ولا يخرج أحدا من العارفين عن الإشادة به وبعزفه.
كفى بأساتذة الغناء اليمني فخرا إذا ما سُمي وعُرف عازف فرقتهم بأنور أحمد قاسم ويأتي على رأس هذه المجموعة أمثال الأستاذ أبو بكر سالم بالفقيه والأستاذ طـه فارع والأستاذ محمد عزّاني...

بند آخر مهم نختم بها مقالنا في هذا المقام هو ما قد كان لمطربنا القدير الشيخ أنور قاسم وفي معيته الشيخ المرشدي من فضل، بعد فضله سبحانه وتعالى، في تشجيع وظهور الفنان الأستاذ أبو بكر سالم بالفقيه إلى الجمهور وتقديمه إلى إذاعة عدن وقد سُجّل لشيخنا قيامه بالعزف للفنان بالفقيه على آلة العود.

لقد ولد الفنان أنور أحمد قاسم في مدينة الشيخ عثمان في عدن بأرض اليمن. وتوفي رحمه الله تعالى في شرخ الشباب عن عمر لا يتجاوز الخمسين سنة تقريبا وهو في قمة عطاءه وشهرته، ذلك بسبب حادث غرق، نحسبه عند الله شهيدا ولا نزكي عليه سبحانه وتعالى أحدا من عبيده.

فيما يلي بعض من أغاني الشيخ أنور أحمد قاسم من سجل تراثه الخالد والحافل بالروائع.

للتنزيل المباشر:

أنور أحمد قاسم - أمنحي الصب.rm

أنور أحمد قاسم - حبيبي قد أذقت القلب.mp3

أنور أحمد قاسم - ردت الروح.rm

أنور أحمد قاسم - متى ياكرام الحي.rm

أنور أحمد قاسم - يا نسيم الصباح.rm

الصخر لان ومن أهواه ما لانا.rm

رعا الله يوم ما كنا.rm

فدتك الجوانح.rm

ملك الفؤاد وقد هجر.rm

يا نسيم الصبا سلّم.rm

الرابط العام لتنزيل مجموعة أغاني المرحوم المطرب أنور أحمد قاسم

مجموعة أغاني المرحوم الشيخ أنور أحمد قاسم ( 12 أغنية )

إعداد و تقديم:
نجد الحسـيني

عاشق الجوهره · 01-31-2010, 01:32 PM

مبدع دائما يابوصالح
يعطيك العافيه
حسب معلوماتي ان المرحوم انور قاسم عازف عود
واسمع انه كان يعزف مع ابواصيل ايام عدن وبيروت ولكني تفاجت انه
مغني جيد وصوته جميل نورتنا اخوي نجد واكرمتنا كعادتك يابن الكرام .
دمت بعافيه
فمان الله

صالح العمودي · 01-31-2010, 02:07 PM

الأستاذ أنور قاسم يعد أحد عرابي الأستاذ ابوبكر سالم
وأفاده كثيرا في بداية الأصيل الفنية في عدن

لي عودة اخي الفاضل

وشكرا على ما تنثره هنا

**نجد الحسيني** · 02-02-2010, 10:08 AM

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الجوهره [ مشاهدة المشاركة ]

مبدع دائما يابوصالح
يعطيك العافيه
حسب معلوماتي ان المرحوم انور قاسم عازف عود
واسمع انه كان يعزف مع ابواصيل ايام عدن وبيروت ولكني تفاجت انه
مغني جيد وصوته جميل نورتنا اخوي نجد واكرمتنا كعادتك يابن الكرام .
دمت بعافيه
فمان الله

تقبل مني أخي الحبيب عاشق العود
فائق شكري وعميق تقديري
على مرورك الكريم
وحضورك المميز دوما.
أنعم الله تعالى عليك وأسعد أيامك ولياليك.