حضرموت"عاجل.. وبدون تحية إلى كيان الضرار" ضد حضرموت ومجلسها

[حد من الوادي]

عاجل.. وبدون تحية إلى كيان الضرار

المكلا اليوم / كتب: منصور باوادي2011/5/17

رغم كل ما يحدث من ممارسات سافرة تصنف في خانة البلطجة - المصطلح الذي ذاع صيته بعد ثورة مصر - من قبل بياعي الكلام ومروجي الخصام والباحثي عن موطئ قدم في ظل ثورات التحرر, رغم كل هذا الكم من ركام الكيد الذي لم يعد خفيا, ضد حضرموت ومجلسها, إلا أنني أؤكد أننا سنتخطى كل هذه الألغام التي يراد منها أن تفجر الإجماع الحضرمي وتشتت شمله, إننا قادرون على تخطيها وقادرون على أن نتفق لنتفق ونتحد, ونجتمع لنعمل ونبني لأجل حضرموت وليس لأجلنا وأجل مصالحنا.


لا يختلف الحال عندنا كما هو عند غيرنا من أشقائنا العرب والمسلمين وجود المخلصين والمتفانين الذين يبذلون ويضحون ويجتهدون ولكن ليس لأجل أوطانهم وأمتهم, ولكن إما لشهواتهم وملذاتهم ومصالحهم الشخصية, وإما لمشاريع غيرهم, هذا النوع من الوجوه رأيناه في العراق وفلسطين وأفغانستان وفي مصر وتونس أثناء الثورة, إنهم بحق مشروع تفريخ للنزاع والفرقة وشق الصف, يلبسون تآمرهم بلباس الوطنية, ويدثرون انقسامهم برداء الحرص والخوف على حضرموت, وهم ينحرونها من الوريد للوريد.

عاجل وبدون تحية.. إلى مجلس المكلا الشعبي, لقد ذكرتني بمسجد الضرار في المدينة النبوية الذي كان الغرض من إنشاءه شق الصف الإسلامي, وذكرتني أيضا بمحاولات المنافقين المتكررة لزرع الفرقة والخلاف بين المسلمين في المدينة, بعد أن أزعجهم اجتماع الأوس والخزرج تحت قيادة واحدة, ولكن الله فضح أمرهم وكشف زيفهم وأضعف كيدهم, ربما ستحكمون عليّ بالغو والتكفير والتطرف, فليس هذا بالغريب, ولست بمن يعمل لذلك وزنا, ولكني لا أرى تفسيرا لفعلتكم النكراء إلا ما ذكرت.

عاجل وبدون تحية.. إني أرى أن مصلحة حضرموت بريئة منكم براءة الذئب من دم ابن يعقوب - عليهما السلام - وما هذا بتصرف عاقل حريص على حضرموت ووحدتها وتماسكها, وخاصة في مرحلة حرجة كهذه تتطلب منكم أن تجتمعوا وتقاربوا وتسددوا, وتتخطوا مصالحكم الحزبية والشخصية, لا أن تشقوا الصف بكيان أشبه ما يكون بكيان الضرار, نعم إنكم كمن أراد أن يصلح العصا المتشققة فقطعها نصفين, أي عاقل سيصدق أن هذا التصرف هو عين الإصلاح والتقويم.

مهما ذكرتم من مبررات ومسوغات لكيانكم كيان الضرار, ومها حاولتم العبث بمشاعر الناس وحبهم لحضرموت وضربتم على هذا الوتر الحساس, ومها تغنيتم بحب حضرموت والحرص عليها, ومهما مهما قلتم من أقاويل "ومحازي" في مجلسها, فإن السوءة بادية, والطوية ظاهرة, والنية باتت أوضح من شمس الضحى.

لقد تمنيت من أستاذي العزيز عقيل والذي درست على يديه في مرحلة الثانوية الماركسية اللينيية والبروليتارية والبرجوازية و..و.. لازالت أذكر تلك المسميات التي أصنفها في مقام نواقض الوضوء وموجبات الغسل, تمنيت منه عندما أعلن تقديم استقالته والتي أتت بعد استقالة السيد باهارون مباشرة ونحن نعلم أن الأستاذ عقيل هو من رشح باهارون لرئاسة المجلس دون سبق إشعار أو إعلام أو تنسيق مع بقية أعضاء المجلس, تمنيت منه لو أوضح الأسباب الحقيقية وراء استقالته حتى نعرف ما يدور في دهاليز المجلس ونعرف من هم الذين يقفون وراء إفشال المجلس وجره إلى أحضان أحزابهم, إن كانت هذه المزاعم حقيقية, ولكني لم أسمع إلا كلاما إنشائيا عاما أشبه ما يكون بصيحات الدلال في سوق النخاسة, وإذا كان له عذر حينها من عدم ذكر الأسباب الحقيقية فما الذي يمنعه الآن ومن معه وقد أصبح في وضع يتطلب منه الإفصاح حتى نقبل بمشروعه البديل ونصطف خلفه.

إن حب حضرموت يستوجب من الأستاذ عقيل بذل كل الجهود من أجل رأب الصدع والحفاظ على مجلسها مهما كان حجم الأزمات, وليس الذهاب إلى طرف الحبل الآخر وإنشاء كيان جديد يكاد يغلب عليه نمط الاتجاه الواحد, مما يعمق الانقسام بين أبناء حضرموت, ويوسع الهوة وبالتالي يتلاشى حلم حضرموت, وإني لأرفق بأستاذنا العزيز أن يحفظ التاريخ في خزانته أنه أول من شق صف حضرموت وأول من خرق إجماعها وشتت شملها بعد أن اجتمع أبناؤها على صيغة واحدة.

لقد راودني الشك عندما رأيت هذا المجلس يغلب عليه أتباع الحراك مما ترجح لدي أن الإخوة في الحراك لم يجدوا في مجلس حضرموت السقف الذي يغطي مشروعهم ويحضنه لينطلقوا من خلاله, ليكون الإطار الخارجي لهم هو مجلس حضرموت والروح الداخلية هي روح الحراك الحزبي, فلما لم يجدوا ما كانوا يؤملونه ويطلبونه فرّوا إلى الانسحاب وتقديم الاستقالات, تمهيدا لإنشاء مجلس آخر يحقق لهم المراد والمقصود, وأتساءل : لماذا إذاً يتشدقون ويتهمون غيرهم بجر المجلس لأحزابهم ؟.

تمنيت لو أن أصحاب الحراك فكروا في خدمة حضرموت أولا قبل خدمة حراكهم, تمنيت لو أنهم تصرفوا بمسؤولية وإحساس عميق بقضية حضرموت, ولكنهم للأسف الشديد شنوا حربا شعواء على كل الاتجاهات الأخرى لانتماءاتها ونسوا أنفسهم وأنهم غارقون في الحزبية حتى مفرق رأسهم, تمنيت لو أنهم يعملوا مراجعة شاملة لمشروعهم المتصدع وأن يتفقوا على كلمة سواء ويوحدوا صفهم, وليعلموا أنهم بخطوتهم هذه يعادون حضرموت بأسرها, وقد أوقعوا أنفسهم في خانة مضادة لحضرموت, فهل تستدرك يا أستاذ عقيل زلتك وتعود لرشدك وتحفظ حضرموت من الانقسام والتجزؤ ؟ ندائي لكل شباب وأحرار حضرموت أن يلتفوا حول مجلس حضرموت وأن يساهموا في إنجاحه وإخراجه من أزمته, وأن يقفوا صفا منيعا في وجه أولئك الذين سيجعلون منا ضفة وغزة وأن يتذكروا قول الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".