العميدُ الركن/ ناصر النوبة -رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين في لقاء مع »البلاغ

[حد من الوادي]

العميدُ الركن/ ناصر النوبة -رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين في لقاء مع »البلاغ


Tuesday, 15 January 2008

للجنوب الحق في تقرير مصيره.. وقد انخرط في هذا الحراك الجنوب بكل شرائحه الإجتماعية

بعد مضي نحو عشرة أشهر على انطلاقة حركة الفعاليات الإحتجاجية السلمية التي تشهدُها المحافظات الجنوبية والذي كان لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين السبقُ في إشعال جذوة فتيلها بجملة من المطالب الحقوقية المتعلقة بشريحة المتقاعدين من أبناء المحافظات الجنوبية الذين جرى تسريحهم قسراً من أعمالهم بعد حرب صيف 94م ،


وغيرها من المطالب الحقوقية التي حددها مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين في المحافظات الجنوبية الذي يرأسه العميد ركن متقاعد/ ناصر علي النوبة، والتي أخذت مع مرور الوقت واتساع رقعة الحراك بالتنامي للوصول إلى المطالب بالأرض والثروة والقرار، وحق تقرير المصير.. وغيرها من المطالب التي خرج مئاتُ الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية للمطالبة بها بالطرق السلمية بعدَ أن عُمدت بدماء نحو سبعة شهداء وأكثر من عشرين جريحاً.. ترى ما حقيقة ذلك الحراك؟، وما هو الوجه الحقيقي لتلك المطالب؟، مَن يمثل ذلك الحراك هل هم المتقاعدون أم الأحزاب السياسية المعارضة؟،


وماذا عن دور قيادات المعارضة الجنوبية المتواجدين في الخارج في تغذية هذا الحراك؟، وماذا عن حقيقة ما يسمى بالتصالح والتسامح؟،

وهل هناك محاولات لتجيير ذلك الحراك لصالح أية جهة أو حزب سياسي؟، وماذا تعني الدعوة للإحتفال بيوم 13يناير وتخصيص ذكراه للقاءات التصالح والتسامح... و... و... وغيرها من الأسئلة التي حاولت صحيفة »البلاغ« جاهدة معرفة الإجابة عنها من خلال هذا الحوار الخاص الذي أجريناه مع العميد ركن متقاعد/ ناصر علي النوبة -رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين في المحافظات الجنوبية والذي تحدث معنا مشكوراً بكل شفافية ووضوح.


حــاوره/ غازي العلوي


> ما حقيقة ذلك الحراك والوجه الحقيقي لتلك المطالب؟.


>> لقد انبثق هذا الحراكُ الجماهيري السلمي من رحم الشعب الجنوبي، ومن خارج التكوينات السياسية »أحزاب المعارضة«، لقد أتى نتيجة للتراكمات والمعاناة الرافضة للواقع السياسي والعسكري والأمني الذي فرضته حرب 94 م الإنقلابية على الوحدة المعلنة في ٢٢ مايو 90م، والإنتصار العسكري للشمال في ٧/٧/ 94م وما نتج عنه من تدمير ونهب وتغييب لدولة الجنوب ومؤسساتها وممتلكات شعب الجنوب التي راكمها خلال القرون الماضية، وتسريح وطرد الجنوبيين من أعمالهم، وإغلاق أبواب الوظيفة في وجوه أبنائهم، وعدم قبولهم في المعاهد والكليات العسكرية، وحرمانهم من حقوقهم المكتسبة، ولم تكتف سلطة ٧ يوليو بكل ما ذكر بل عمدت بسياسة ممنهجة لطمس الهوية الجنوبية ثقافياً وتأريخياً، وتدمير المرجعيات الجنوبية السياسية والثقافية والتأريخية والدينية »الإسلام«.


ولقد بدأ هذا الحراك السلمي قبل عشرة أشهر بأعداد قليلة من المتقاعدين بقيادة مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين وصولاً إلى الإعتصام الكبير الذي شهدته ساحة الحرية بعدن في ٧/٧/ 2007م وما لحق من اعتصامات عمت كل المدن الجنوبية ليبلغ ذروته في مهرجان ذكرى ثورة اكتوبر الـ»٤٤« الذي شهدته ردفان يوم 14 اكتوبر 2007م والذي شارك فيه مئات الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية، ليأتي بعده يوم الوفاء لشهداء النضال السلمي في ردفان في يوم تشييعهم بحضور لم تشهد البلاد مثله على الإطلاق، والذي مثل رسالة واضحة للسلطة، واستفتاء شعبياً واضح الدلالات يجب على السلطة قراءة معانيه ودلالاته بشفافية.


لقد انخرط في هذا الحراك شعب الجنوب بمختلف شرائحه الإجتماعية، وتمت المشاركة فيه على أساس الهوية الوطنية بهدف إعادة الحق لأصحابه بما في ذلك حق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم بأنفسهم، وقد قدمنا في سبيل إنجاح هذا الحراك الذي استطعنا وبفضل الله سبحانه وتعالى والتفاف الجماهير حول قضيتهم العادلة نقلها إلى الرأي العام المحلي والإقليمي كوكبة من شهداء النضال السلمي والجرحى وزج بمئات المشاركين في غياهب السجون سواء من قيادة الحراك السلمي، ولا يخفى على أحد ما تعرضت له أنا وأيضاً المناضل الوطني حسن باعوم أو من الجماهير.


> ماذا عن الأهداف الحقيقية لهذا الحراك؟.


>> إن أهدافنا الرئيسية تتمثل في إحقاق حقوق الشعب الجنوبي، وفي مقدمتها هويته الوطنية، والإعتراف المحلي والدولي بها، وامتلاك الأرض والثروة، وأن له الحق في تقرير مصيره سواء في إطار إقرار مشروعية الوحدة بين دولتين لكلٍّ منها استقلالها دون ذلك، أو أن يحتفظ شعبنا بحقه من الإستقلال، وتقرير المصير، وبما تم التعبير عنه في اتفاقيات الإستقلال في الـ»30« من نوفمبر 1967م عند طرد المحتل البريطاني من أرض الجنوب.


> هل مبادرتـُكم وإسهامُكم في تصدر حركة الفعاليات السلمية الإحتجاجية في المحافظات الجنوبية تعطيكم الحق في تمثيل أبناء الجنوب؟.


>> إننا في مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين قسراً عسكريين ومدنيين لنا الشرف في إشعال جذوة هذا الحراك كمساهمين وممثلي »كادر دولة الجنوب« المحال قسراً إلى التقاعد في أننا قد أخرجنا قضية الجنوب إلى الواقع، ورفعناها إلى المستوى الشعبي الفاعل، وأثبتنا للجميع بأنها قضية حيوية تستحق المزيد من الإهتمام والحرص إنطلاقاً من وحدة شعبنا الجنوبي وحقه في السيادة والإرادة، ونحن إذ نعبِّرُ عن ذلك الإصطفاف الشعبي الجنوبي فإننا لا ندعي الواحدية ولا التفرد في تمثيل الجنوبيين مطلقاً، وأننا لا نمثل سوى قاطرة على سكة الطريق نحو الممارسة الديمقراطية إدراكاً وسلوكاً، وبالقدر الذي نعترف به لأيٍّ كان، وعلى قاعدة »الوطنُ يتسعُ لجميع أهله«، فإننا بالقدر ذاته سنظلُّ شديدي الحرص على المنطلق الوطني الواحدي.. ونحنُ لا نؤمنُ إطلاقاً بمصادرة إرادة الشعب الجنوبي عبر ادعاء تمثيله السياسي، أو أننا الوحيدون على الساحة، وأن لا وجود لسوانا أو أننا نتعصب لحزب من الأحزاب التي طمرت أفعالها في الساحة.


> هل هناك أيةُ محاولات لتجيير هذا الحراك لصالح أية جهة أو حزب سياسي؟.


>> أية محاولة لتجيير حراك شعب الجنوب -المدني السلمي- لصالح قيادات سُلطوية أو حزبية أو مشتركة أو جهوية لا بد سيكونُ مآلها الإخفاق والإخفاق المقذع لأيٍّ ممن لا يقدرون قيمة الفارق بين المطمع الحزبي والمطمع الشعبي الوطني العام، لذا ففي الوقت الذي لا نقر فيه بأي شكل من أشكال الحوارَ مع السلطة وذلك لغياب الندية المكافئة للتمثيل السياسي، لكننا نؤكد على استمرارية كفاحنا وبأن صدورنا مفتوحة للجميع في إطار إدارة حوار داخلي يمكننا جميعاً من بلوغ الغاية الوطنية الجنوبية، وبذات الوقت فإننا نرفض أية محاولة لاستمراء الخداع والإستغفال والمكابرة بألوان وطنية لأن جماهير الجنوب التي تنطلق من واقع معاناتها لم تعد تفكر إلا ببطونها وأنها هي الحكم الأول والأخير وصاحبة القول الفصل، وبكل ثبات نؤكد بأن حبل الكذب قصير، وإن هامة الحقيقة ستظل منتصبة وعالية دوماً.


> ماذا عن دور قيادات المعارضة الجنوبية المتواجدة في الخارج في هذا الحراك؟.


>> نقدرُ عالياً الدورَ الوطنيَّ البارز لقياداتنا التأريخية في الشتات، هذه الهاماتُ الكبيرةُ وهم الرئيس علي ناصر محمد، والرئيس علي سالم البيض، والرئيس حيدر أبو بكر العطاس، ودولة عبدالله عبدالمجيد الأصنج، وكوكبة كبيرة من الوزراء والقيادات المناضلة في الشتات من مختلف المراحل والمنعطفات التي مر بها الجنوب، ومن توجهات سياسية عديدة، ولا ننسى الدورَ الوطني النضالي الذي يلعبُه إخواننا المغتربون ووقوفهم إلى جانبنا من أجل إنتصار قضيتنا الجنوبية.. من هُنا نجدِّدُ الدعوةَ إلى كافة القوى الفاعلة في الحراك السلمي إلى لقاء تشاوري بهدف الإنتقال بعملنا التنظيمي إلى شكل أرقى وأشمل يستوعبُ كافةَ القوى الحية في ساحة الجنوب مجاراة للتطورات والنجاحات النضالية السلمية التي أضحت كبيرة بحجم وطننا الجنوب.


> وهل أنتم مقتنعون بذلك؟
.

>> نعم نحن مقتنعون بذلك، وقد حان الوقتُ وبدون تأخير في إثبات مثل هذا الشكل التنظيمي الكبير، وفي أقرب وقت ممكن.


> ماذا يعني لكم يوم 13 يناير؟.


>> 13 يناير رقمٌ سبق لنا أن اغتلناه وانتهينا منه ولم يعد إلا يومٌ من سائر أيامنا نتخذُ من مأساويته العبر والدروسَ بما يكفينا الحصولَ على مفتاح لإدراك جميع مآسيه.


> وماذا عن دعوات لقاءات التصالح والتسامح التي يتم عقدُها في هذا التأريخ؟.


>> بالطبع نحن لم تفاجئنا الدعوةُ التي وجهت »دون تحديد« إلى ممثلين رمزيين لمحافظات الجنوب، والتي يجهَلُ أكثرُ المدعوين الغرضَ منها وكان لها شعارُ التصالح والتسامح جبهة لاحتواء قضية الجنوب، وتسمحُ لذوي النزوع الذاتية، وحيل المتاجرة بالقضية الجنوبية باستعراض شخوصهم أبطالاً على ذمة استلاب العفوية والتلقائية التي تجلبُ بها جماهير الجنوب، ونعتبر تلك الدعوة جُزءً من مُحاولات احتواء القضية الجنوبية بقيمتها الوطنية لذلك فإننا نعلنُ رفضَنا لها ومقاطعتها جُملةً وتفصيلاً.


ألم ندع أننا قد تصالحنا، وأننا فعلاً قد أثبتنا للعالم أجمع أننا متصالحون، وأننا قد أدركنا تلك الأطرافَ التي كانت تقفُ وراء خصوماتنا السياسية السابقة، ومنها ٣١ يناير المشؤومة، فمَن يا ترى صاحب الحاجة منا إلى إذكاء روح ذكرى والإحتفال بـ»13 يناير« 2008م، ونعتبر تلك الدعوة بأنها بمثابة حربة مسنة موجهة إلى صدور أبناء الجنوب، ونعتبرها لطخة كيفما جاءت موجهة إلى وجه جميع المشاركين والنشطاء والفاعلين ضمن الحراك الجنوبي اليوم، وأن أية نتيجة لمثل ذلك اللقاء لا تصب إلا في مهب الوهم لشعبنا، وتقدم بمثابة هدية عطرة على طبق من ذهب لصالح السلطة التي تصوع لتحتل وتغتصب وتنهب حق الجنوبيين.