المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


من بعد ما أراكم ما تحبون

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-16-2003, 08:25 AM   #1
الكاز
حال جديد


الدولة :  سبحان الله وبحمده
هواياتي :  الحمد لله
الكاز is on a distinguished road
الكاز غير متواجد حالياً
افتراضي من بعد ما أراكم ما تحبون

لله الأمر من قبل ومن بعد، له في خلقه وكونه شئون، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه {واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ} (الرعد: 41).

بعد غزوة أحد وانكسار المسلمين -إلى حين- لمخالفتهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وترك الرماة أماكنهم على الجبل، وعدم ثباتهم في أماكنهم، وظنهم أن المعركة قد انتهت، وانشغالهم بالغنائم.. بعد هذا كله كان الدرس قاسيًا حينئذ؛ فقد هجم الكفار على المسلمين، وعلى قائدهم محمد صلى الله عليه وسلم، وشُجَّ وجهه، وكُسِرَت رباعيته؛ لمجرد مخالفة واحدة، وهي ترك الثغرة التي حددها الرسول للرماة على الجبل، وانشغالهم بالغنائم، ""حب الدنيا" سر الوهن وسبب الانكسار.

ثغورنا المستباحة

فكم من ثغرة حددها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركناها، وكان تركها ثغرة إلى الانكسار، وإلى صولة الكفر وجولته؟

إن ثغور الإسلام اليوم مستباحة؛ لأن البعض من العلماء، والدعاة، والأمراء، والحكام، والمربين، وأصحاب الأقلام، ورجال الإعلام، والنساء في بيوتهن، والموظفين في مكاتبهم.. قد ترك الثغرة، والجبل الذي يجب أن يحميه حتى لا يؤتَى الإسلام من قِبَله، ترك هؤلاء أماكنهم، ونزلوا يبحثون عن الغنائم والعطايا والأموال، والوظائف والكراسي والرشاوى، يبحثون عن دنيا يصيبونها، ورضوا أن يكونوا مع الخوالف، من العجزة والنساء والصبيان وأصحاب الأعذار.

كان الدرس قاسيًا لخير الناس وخير القرون، ولكنها العظة، ولكنه الدرس الذي يجب أن نتعلمه {ولَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وعْدَهُ إذْ تَحُسُّونَهُم بِإذْنِهِ حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا ومِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ولَقَدْ عَفَا عَنكُمْ واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 152).

لكن إذا انكسر المسلم؛ فلا ينبغي له أن ييئس أو يحزن؛ لأن اليأس من أخلاق الكافرين، والحزن من طبائع العاجزين، هنا يأتي القرآن ليربط على القلوب ويثبت النفوس، ويكون البيان القرآني: {هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وهُدًى ومَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ولِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ واللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * ولِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَمْحَقَ الكَافِرِينَ} (آل عمران: 138-141)، {وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ومَا ضَعُفُوا ومَا اسْتَكَانُوا واللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * ومَا كَانَ قَوْلَهُمْ إلا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين} (آل عمران: 146-148).

مخالفة واحدة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانت جديرة بتقهقر الجيش الإسلامي، وإعطاء فرصة للكافرين لأن ينالوا من قيادتهم، ويقتلوا سيد الشهداء حمزة وغيره من خيرة الصحابة.

مخالفات ارتكبتها الأمة

ونتساءل: كم مخالفة نرتكبها اليوم في حق أنفسنا وحق إسلامنا وحق أمتنا؟! والنتيجة: الفتنة التي نراها ونسمعها ونعيشها، وصدق الله إذ يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور: 63). فأي فتنة وأي عذاب أليم أكبر مما تحياه الأمة اليوم؟!

لقد ارتكبت الأمة المخالفة حين تركت الجهاد والإعداد له والتدرب عليه، وحين سمعت مقولة أعدائها عن الجهاد بأنه إرهاب.

إن ما يصيب الأمة اليوم هو حتمية طبيعية لترك الجهاد أو ترك النفرة {إلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ويَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ولا تَضُرُّوهُ شَيْئًا...} (التوبة: 39)، فالجهاد والنفرة من أسباب منع العذاب عن الأمة بيد أعدائها.

كما ارتكبت الأمة المخالفة حين تركت الإعداد للقوة، وقصرت القوة على قوة الإيمان والصلة بالله، وهو فهم خاطئ؛ لأن الإيمان القوي والصلة القوية بالله ليسا مجرد عاطفة مجردة وباردة بين الله والعبد، وإنما هي في المقام الأول الإذعان لله في كل ما أمر به ونهى عنه، والذي كتب علينا الصلاة والصيام والزكاة هو الذي كتب علينا الجهاد، والذي قال: {وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ} (النور: 56)، وهو الذي قال: {وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ومِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّكُمْ} (الأنفال: 60). ولقد اعتبر الله سبحانه وتعالى عدم إعداد القوة، وكل ما يستلزمه الجهاد.. دليلا على عدم الصدق في نية وإرادة الجهاد، فقال عز من قائل: {ولَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ولَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِين} (التوبة: 46).

لقد ارتكبت الأمة المخالفة حين تفرقت واختلفت وتنازعت، وأصبح كل حزب بما لديهم فرحين، وما يحدث للأمة من فشل ووهن وذهاب للريح هو بسبب هذا التنازع والاختلاف، والأمة أصبحت شيعًا ودولا وقوميات، والدول أصبحت أحزابًا، والأحزاب أصبحت أجنحة حمائم وصقور، وحرسا قديما وجيلا جديدا، وسنة وشيعة، وجمعيات وجماعات.. والكل أصبح يفكر بالمنطق النفعي الشخصي. هذا التفرق والتنازع هو مخالفة عن أمر الله، وكانت النتيجة تداعي الأمم على قصعة المسلمين وثرواتهم وبلدانهم؛ ولذلك فإن الوحدة فريضة إسلامية إذا أرادت الأمة أن تنهض، ويكون لها صوت مسموع وقوة مهابة وجانب مرهوب.

أصنام سقطت وأصنام يجب أن تسقط

واليوم، وبعد سقوط الأصنام في بغداد، نقول: سقوط الأصنام، ولا نقول: سقوط بغداد؛ لأن بغداد لم تسقط ولن تسقط، وستظل شامخة بمآذنها ومساجدها وقرآنها ورجالها، لقد سقطت وتهاوت أصنام كثيرة في بغداد، أول هذه الأصنام صنم الإله الأمريكي المزيف، الذي تعرى أمام العالم بكذبه وفجوره وغطرسته؛ فبرغم قوته الغاشمة؛ فإن صمود الشعب العراقي البطل هذه الأيام أثبت للعالم أن الشعوب لا تقهر، وإن قهرها جلادوها في الداخل والخارج.

يجب ألا نتهم الشعب العراقي الأعزل الذي أذله حاكمه الطاغية بعد أن جلدهم بسياط قهره، ماذا يصنع شعب شهر حاكمه كل جبروته لظلمه، ومع ذلك صمد وقاوم وسيظل؟ والذي انهزم والذي خان وطنه أولئك الطواغيت الذين يجثمون على صدور شعوبهم، يسومونهم سوء العذاب، كما صنع فرعون بالأمس البعيد.

لم تسقط بغداد، ولكن سقط صنم الظلم والاستبداد والقمع، وأصنام الذل لا بد أن تسقط وتهوي؛ لأن هذه الأصنام صنعها الظلم، والظلم عاقبته وخيمة {ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} (إبراهيم: 42)، وإن الله لينتقم من الظالم ولو بعد حين، والأمة حين تترك الظالمين يقودونها فلا بد أن تنهزم وتنكسر، وإذا أرادت الشعوب النصر فلا بد أن تسقط هذه الأصنام بمعاول الإيمان والعزة والركون إلى الله عز وجل {وقُلْ جَاءَ الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء: 81).

إن الأمة لا يمكن أن تنهض إذا اختصرت نفسها في شخص واحد، وجعلت هتافها له، وخوفها منه؛ فالشخص الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد من أسباب نكبات هذه الأمة، إن أمة تعدادها مليار ونصف المليار يجب ألا تُختَصَر وتُختَزَل في أشخاص معدودين، هم حكامها وأمراؤها وأولو الأمر منها.

إننا أمة لا تؤمن بالوحدانية والأحادية إلا لله الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.

معايير حرية الشعوب

إن حرية الشعوب ليست هي التحرر من طاغية عربي لتقع تحت طاغية أمريكي، إنما حرية الشعوب أن تختار قياداتها، لا أن يُفرَضوا عليها، وأن يصبح لهم حق تولية هؤلاء القادة وعزلهم، وأن يجد هؤلاء القادة والحكام مَنْ يقول لهم: "اتقوا الله" ولا يخافون لومة لائم.

حرية الشعوب الحقيقية أن يكون صوتها هو المسموع، ورأيها هو الأصوب، حرية الشعوب ألا تُكرَه على رأي أو دين أو فلسفة، حتى لو كان هذا الدين هو الإسلام {ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99)، {لا إكْرَاهَ فِي الدِّين} (البقرة: 256).

البشر حينما يتألهون

لقد أثبت العدوان على العراق أن الظلم والاستبداد والتسلط -عربيًّا كان أم أمريكيًّا- هو صناعة المتألهين الصغار الذين يريدون أن يُنصِّبُوا أنفسهم في مقام الألوهية، وكذبوا {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الأنبياء: 22). إن البشر حينما يتألهون يفسدون ولا يصلحون.

ولله در أبي الحسن الندوي حين قال عن هذه الأصنام وأشباهها: "ولا يزال الناس اليوم عاكفين على أصنام لهم -من أوثان منحوتة ومقبورة- ولا تزال عبادة الله مغلوبة غريبة، ولا تزال الفتنة قائمة على قدم وساق، ولا يزال إله الهوى يُعبَد، ولا يزال الأحبار والرهبان والملوك والسلاطين وأصحاب القوة والثروة والزعماء والأحزاب.. أربابًا من دون الله، تُقرَّب لها القرابين، وينصَب لها الجبين".

تُرَى هل جاء اليوم الذي تسقط فيه كل الأصنام التي تُعبَد من دون الله؟ صنم الخوف، وصنم الهوى، وصنم المادة، صنم حب الدنيا وكراهية الموت، يومها فقط تستطيع أن نقول بكل اطمئنان وثبات، {وقُلْ جَاءَ الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء: 81).

لقد كاد أن يتحقق للمسلمين ما يحبون من النصر على أعداء الله، وكان الفرح يعم الشارع المسلم كلما اندحرت القوات المعتدية، ولكن درس أحد يتكرر؛ لأنه لا يزال فينا من يريد الدنيا، وما زالت بيننا أصنام يجب أن تسقط؛ حتى يكون الجهاد والقتال في سبيل الله لا في سبيل غيره.

منقول للشيخ سيد الشامي 23/4/2003
التوقيع :
ربي العليم الاكبر
من ينصر الله سوف ينصر
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي تاريخ وتراث 12 09-07-2017 11:03 AM
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد الحضرمي التريمي سقيفـــــــــة التمـــــيّز 1 04-20-2011 01:52 AM
هل تتلاقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا الشباميين سقيفة الحوار الإسلامي 2 01-13-2011 05:41 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM
الجنوب الجديد (66 سؤال وجواب) للجنوبي / علي هيثم الغريب، حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 10-29-2010 12:35 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas