الشعر المعبّر خلال عهد تولّى

[سالم علي الجرو]

الشعر المعبّر خلال عهد ولّى

تميّز الحراك الثقافي لاسيّما الأدب الشعبي ـ الشعر منه القريب من الوجدان الشّعبي خلال فترة حكم مراحل الحزب الإشتراكي ( الجبهة القومية ، " التنظيم السياسي ـ الجبهة القومية " ـ الحزب الإشتراكي ، بالتالي:
1- أنّه شهد على مرحلة تغيير جذري في العلاقات الإجتماعية والبناء السياسي والإنحراف الثقافي من مربّع الجمود والتّقليد ومحاكاة السلاطين ( أفراد ) إلى مربّع الجماهير الكادحة حسب التصنيف الجديد في الأدبيات الجديدة لحزب من طراز جديد نحو أهداف لا تخلو من صفة الثوريّة حتّى في المعتقد والثقافة.
2- أنّه جاء ضمن فعاليّات العنف الثوري المنظّم وكان متضامنا ومناصرا ومؤيّدا:

مع الفلاّح لاهزّ رأسه با نقاتل=بغينا حقّنا ما بغينا شي ابّاطل

سالم ربيّع راسي الثّورة وهم سيقانها=واحنا اللصابع لي تقع في اطراف ليدا والرّجيل

وكان مشاركا واعتبر حينها رافدا في اتّجاه الحشد والتّوعية الجماهيرية .
برزوا شعراء كان لشعرهم الأثر في غرس مفاهيم جديدة مستوحاه من المنهج الإشتراكي ومن فلسفة الثورة القائمة على أصول الفلسفة الماركسيّة . ويمكننا الحديث عن الشعر قبل الشاعر ، بمعنى أنّ الشعر في هذه المرحلة خرج من جلده التقليدي الذي كان أسير تقاليد وصفت بالبالية في أدبيات الثورة الجديدة ، ومن باب أولى أن تكون للشاعر القفزة النوعيّة والإنحراف نحو مسار جديد وخيال آخر ومفردات أخرى وحسّ آخر يرتبط بعمال العالم: ( يا عمّال العالم اتّحدوا ").
على أنّه بقي يرمزيته كهامش للشاعر ينتقد الوضع أو يعلن موقف مضاد بالتّشفير ، كقول الشاعر مبروك العوش:

ذا فصل ما شي فرق بين الرّابعة والخامسةْ =ذلا المعلّم فضّل الجمعة على يوم الخميس

وذلك عند ما لم يتوّحد الكادر في عموم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيّة حينذاك ، فكانت الأجور والرواتب عالية في عدن ( المحافظ الأولى ) بينما في حضرموت منخفضة.

السيد :
مخرج عسى ربك يساعد من خرج=منه وعاده كم في الدنيا عويد
إحنا توكلنا على رب السماء=نشراه يا الجمال مرواحك بعيد

باسردة
إحنا معاكم في الأمور البادية=وإحنا سندكم في مخاسرها وفيد
الموت يا الجمال عند ركابها=من مات عند ركابها موته شهيد


السيد
إن جيت بجري ذا الزمان إلا تعب=وإن جيت برقد ما معي في النوم فيد
إن شي من عيالي يوفوا ما قصر=وإلا أنا تعبان من زر الرشيد

باسردة :
بك سحر في جنبك من عيون السحر=بك سحر من با جيل ما هو من حميد
لكن باعطيك المطية والقتب=سافر وعاد الشهر وأتكرم عبيد

السيد:
هذا حفا في الجول ما طيق الحفاء=يا هل الحذي الجلد سيروا لي رويد
من هو مسابق با لصحح لا سبق=ملا يلوح بإصبعه من راس حيد

باسردة :
يا الوالدة متي وموتش صابنا=موت النهاية وأنكتبتي في الجديد
كله من أبني زيد ما هو من علي=وأنتي غلطتي يوم سميتي يزيد


السيد :
برهان يا أهل المدينة كلكم=والسيف له حدين يقطعها جريد
أما الزيارة للزوايا كلهم=والملك للرحمن في عرشه وحيد

باسردة :
كيف الخبر من بعد موت الوالدة=يا ذي تشلون الزوامل والقصيد
با سايرك في الهرج ما با خالفك=عند القديمة والثلاثة هل رشيد

الشعر في هذه المرحلة

من الأفضل الحديث عن الشعر المشارك والمتضامن مع الثورة وليس الشعراء المناصرين ، ذلك أن المرحلة اتّسمت بالجماعيّة والتّكتّل ضدّ الإمبريالية في الخارج وما صنّف وسمّي بالإقطاع في الدّاخل .
1- شعر السيد/ محسن بن بوبكر البغدادي ( المحاظة الرابعة سابقا ـ شبوة حاليا ) .
2- شعر محمد صالح باسردة ( نفس المحافظة ) .
هذان الشاعران فضلا عن كونهما شاعرين شعبيين متمكنّين إلا أنهما كانا على درجة كافية من الوعي بحيث فهما طبيعة حال الظّرف ، فكانا على دراية بماهية الجبهة القومية وحيثيات صراعها مع معارضيها .
الشعر مدوّن في مواقع كثيرة يمكن للقارىء الإستعانة بقوقل ولا نرى في النّسخ واللصق رغم سهولته إلا تطويل وتمطيط ممل لا داعي له . ولعلّ أحد القراء يسعفنا برابط موضوع هنا في السقيفة أفاض فيه الأستاذ: مسرور حينما وثّق قول الشاعرين مع شرح وافٍ.

[سالم الزير]

شكرا على هذه الطرح الجميل

يا بحر من الدموع

تقبل تحياتي وتقديري

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الزير [ مشاهدة المشاركة ]

شكرا على هذه الطرح الجميل يا بحر من الدموع تقبل تحياتي وتقديري

شكرا أخي
سقف الوعي الشعبي لمعنى الثورة في اليمن الديمقراطي ( الجنوبي سابقاً ):
1- ثورة ضدّ الإمبريالية في الخارج وضد الإقطاع في الداخل .
2- ضدّ التّمايز الطبقي .
3- ثورة الكادحين ، دون معرفة من هم الكادحون، والأغلب اعتقد أن الكادحين هم العمال والفلاحين من خارج الطبقات العليا ( السادة ـ القبائل ـ المشائخ ) في النسيج الإجتماعي ، في حين أنّ الكادحين هم من يعيش على فتات مستغلّيهم من جميع الشّرائح والطبقات .

الشعراء المناهضون والمناوئون

هنا وعلى أساس هذا السقف من الوعي جاء العطاء الشّعري وأغلب الشعراء من الطبقات العليا ، ومن غير المعقول أن يقف المرء ضدّ نفسه ، ذلك أن أغلب الشعراء لا يطيقون الثورة وبالتالي يرفضون مبادئها ، لا لأنهم ضدّ أهدافها فيما يتعلّق بمناهضة الإمبريالية العالمية ، بل لأنها ألغت التّمايز الطبقي وساوت بين الجميع في الإعتبارات التي كانت خاضعة لتقليد سابق ، قاعدتها: ( غضّ الطرف أنّك من نمير .......... ) . ولذلك انقسم الشعراء:
منهم من صمت ، ومن هم من أيّد الثورة من طرف اللسان ومنهم من أيّد حقيقة وعن قناعة ، ومن هم من عارض وأودع السّجن . وسط هذا التّنوّع لا يمكن للمرء أن يجزم بأن هذا الشاعر مع أو ضد ، إلا أن وعي قليلين من لهم فراسة أو أنّهم بالقرب من مواقع القرارعرفوا القليل عن مسار الثورة في تفاصيلها الدّقيقة من حيث الإدارة:
إدارة لمشروع
إدارة لأزمات
إدارة لصراع
إدارة لتوازنات
إدارة لتناقضات
وهنا كان للشعر حضوره في حقوله المختلفة لاسيّما شعر الدّان ولعل بعض القرّاء يحفظ شيئا من القصيد الذي ألمح إلى تلك المراحل بالتّرميز والتّشفير ، وهنا يحضرني اسم الشاعر: صالح بن ربيّع .

[عيون المكلا]

عندماء يتم وضع بعض من الحقائق أمام القراء لايجب التريث أو تجاهل المهم منها ,وفي الشعر الشعبي هناك شعر وارجوزات تزعج الكثير من الجيران وفي حالة تقديمها في طرح عبر السقيفة قد تسبب لبعض من الاحراج ..كثير من الامثلة بحوزتي ..ومنها :
ما نبا وحدة وعاد اهل العمائم والسبح ....الخ
سالمين زينه بلادي ...الخ .
وياله يالوديعه ....الخ
وشعر آخر يشير لبعض من حكام الجيران بعبارات من الصعب بمكان ذكرها هنا ,عداء بعض او القليل من المدح لقائد العرب وزعيم القومية جمال عبدالناصر
استاذنا الرائع :
هناك من لم يعبأ بما يقال له من عقاب ويعتقد في نفسه انه القيادة الخارقة وينتهج نهج لايلتفت إلى مغبته ومايلبث الوقت ان يمر لم يجرؤ على نفي أو اثبات ماقاله ومافعله ..ففي الفترة التي اشرت لها قال باحريز :

لي مامعاها قوت قال اسعيد ماتلقي لبن = والوقت قنعنا الغنم ولعاد باتعرض لشاة .

رحمك الله ! كأنك تعيش حاضرنا وتردد قولك :

حالي الا نفيس والوقت نازل وطالع = ومن دفن بايحصل ناس في الشيخ يعقوب .

استاذنا :
متابعة بصمت وشكرا على مجهوداتك الراقية والمميزة والمفيدة .
بالله عليك لاتقف واكمل !
عودة بقوة وبطرح آخر بعد التأكد والبحث .

[صوت سيبان]

أستاذي الفاضل يحفظه الله ويرعاه
هنا طرقت موضوع جميل وتاريخي لحقبة من زمن ولى وذهب بحسناته وسيأته0
ومن الماضي تأخذ العبر والدروس لكي يستقيم المستقبل0
هنالك فريقين من الشعراء الشعبيين بين مؤيد ومعارض لتلك الفترة الزمنية سوى بالسلب أم بالإيجاب وكان هناك دور للمصالح الشخصية البحته
بصفتي الشخصية كما تعلم ليس لدي الوعي الثقافي بتلك الفترة لعدم معايشتي لها 0ولكن ممكن نشارك بما سمعنا ونقل لنا بأحاديث متواتره من أسلافنا
لذا أمل أن تثري الموضوع وتفتح المجال أمام المطلعين والباحثين للمشاركة بمالديهم0
أطرح بين يديك الشعراء الأتيه أسماهم من الفريقين وهذه وجبه أوليه
1)سالمين بن عمران باصره
2)حسن بالرجف العكبري
3)كرامه الحضرمي
4)باحريز1)
مبروك العوش
2)عمر أبو سالم بامسدوس
3)أحمد عمر باكردوس النوحي
4)محمد أحمد بن مدوخ البريكي
وبعدها سناتي بمجموعة أخرى من الفريقين للبحث والتدقيق وتسجيل موقف كل شاعر من تلك الأحداث

[سالم علي الجرو]

شكرا أخي صوت سيبان على المرور والإثراء .
بما أنك شاعرفسوف أدخل عليك من بوّابة الشعر وشجونه ، ولديّ سؤال:
هل الشاعريتقدم الشعر أم الشعر يتقدّم الشاعر؟

[نجم سهيل]

وهل تظنه معبراا بالفعل ياستاذنا الفاضل
وهل تتفق معي ان مرحلة العنف الثوري مثل ماتقول
هي مرحلة اسفاف ليس ادبي ولا موروث
بل في كل مناحي الحياه وان اختلفت معي ياستاذي الفاضل
فاعطني ادلتك وقل لي هذا الشعر جزل
عندها ساوافقك الراي

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم سهيل [ مشاهدة المشاركة ]

وهل تظنه معبراا بالفعل ياستاذنا الفاضل وهل تتفق معي ان مرحلة العنف الثوري مثل ماتقول هي مرحلة اسفاف ليس ادبي ولا موروث بل في كل مناحي الحياه وان اختلفت معي ياستاذي الفاضل فاعطني ادلتك وقل لي هذا الشعر جزل عندها ساوافقك الراي

لم أفهم ما تعنيه ( الضمير في الهاء " تظنّه " عائد إلى من؟ ) .

لا أختلف معك ولا أتّفق بالمطلق في الكل:

العنف الثوري ( المنظّم )

في التفسير على ما أظن هو التغيير القسري ( تغيير الظرف المادي قبل تغيير الظّرف النّوعي ) ، شريطة أن يكون منظّما . مثل هذا النّهج نجح في الصين حيث الإقطاع في اتّجاه منهج الإشتراكية حيث توفّرت الشروط وكامل المقوّمات والمؤهلات ( ظلم إقطاعي ـ طبقة واسعة من الفلاحين والعمال الفنيين ـ قاعدة صناعيّة ) ، وليتك هنا تركز على المسألة الإقتصاديّة .
من حيث تحديدك للأدب والموروث ، أتّفق معك في هذه الجزئيّة ، ذلك أنّ آدابنا وموروثنا ومعتقدنا لا تقبل تغيير بالفهم الثوري الماركسي إيّاه ، وهنا سيّدي نلتقي ونتّفق ، مع ملاحظة التركيز على الموروث الثقافي والهويّة الإسلاميّة .

سألتني سؤال وجيه ورائع عن الشعر ( هل هو جزل؟ ) .
عن نفسي لم أقرأ شعرا إلا فيما ندر وأغلب ما قرأت نظماً ، وإذا ما ركّزنا على الشعر المناهض والمناوىء خلال مرحلة الثورة ( العهد الذي ولّى ) ، فإننا نستبعد القيمة الأدبيّة والصور الفنّية ـ إن وجدت ـ ونأخذ بالجانب التحريضي الدّعائي المناصر وفي الجهة المقابلة نأخذ بالعكس .
فماذا لديك ـ سيّدي ـ من شعر وشعراء خلال المرحلة المعنيّة؟ .
أخي صوت سيبان أتى بمجموعة من الشعراء الذين عاصروا المرحلة ولم يأت بشعر للوقوف على الصورة الأدبيّة في تلك المرحلة من زاوية الشعر الشعبي .
أشكرك أخي الكريم .

[الخليفي الهلالي]

الشاعرين باسرده والسيد محسن قالا الكثير ومثلا مرحله بعدد من الألوان فقد عاصرا بداية نهوض المارد العربي (القوميه العربيه عهد ناصر)
ومرحلة هزيمة 67م ثم وفاة الزعيم القومي العربي جمال عبدالناصر وشاهدا ما آلت اليه الأمور أبان
الأنتفاضه التي صاحبت تولي الجناح اليساري للجبهه القوميه حكم جنوب اليمن عام 1969م حتى عام 1974م
كنت قد وضعت بعض من محاوره شعريه للشاعرين الراحلين باسرده والسيد في هذه السقيفة قبل فتره وقد ناتي على إعادة ما نشر ومالم ينشر هنا في متصفحك الجميل
وهي موجوده لدي النسخة الأصليه رغم أختفاء بعض الحروف والكلمات لعوامل الزمن .


تاجها ومرتاجها؛؛؛؛؛

[سقراط]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي [ مشاهدة المشاركة ]

الشاعرين باسرده والسيد محسن قالا الكثير ومثلا مرحله بعدد من الألوان فقد عاصرا بداية نهوض المارد العربي (القوميه العربيه عهد ناصر) ومرحلة هزيمة 67م ثم وفاة الزعيم القومي العربي جمال عبدالناصر وشاهدا ما آلت اليه الأمور أبان الأنتفاضه التي صاحبت تولي الجناح اليساري للجبهه القوميه حكم جنوب اليمن عام 1969م حتى عام 1974م كنت قد وضعت بعض من محاوره شعريه للشاعرين الراحلين باسرده والسيد في هذه السقيفة قبل فتره وقد ناتي على إعادة ما نشر ومالم ينشر هنا في متصفحك الجميل وهي موجوده لدي النسخة الأصليه رغم أختفاء بعض الحروف والكلمات لعوامل الزمن . تاجها ومرتاجها؛؛؛؛؛

أستاذي الخليفي لايختلف أثنان على الشاعرين الذي ذكرتهما منتظرين من سبق ذكرهما ومالهم من دور ولكن الأخ صوت سيبان تأخر علينا
منتظرين

[motr]تاجها ومرتاجها[/motr]