لاميّة الشاعر: سعيد عمر بن مرضاح

[سالم علي الجرو]

الليل يا هاجسي سجّل بالقـلمْ = والشعر لك عادات تضرب به مثال
وخص به لي هم يفهـمون الكلم = ويعدلــوا الميزان لاشافوه مال
ذولا بني مـره يجـلّوا كل هـمْ = والخصم في قاموسهم ماله مجال
وأكبر مثل في يوم مالزاهم زهم = اتعـّوذت منهم شناطيب الجبال
جو من نواحي عمد لاحريضه وثم = خلوا المناطق مثل ميدان القتال
من سالف المري وطبعه لاقــدمْ =معاد يتراجع ولاقد قال قـال
كلمته يوفيها اذا ساعة عـزمْ = وادخل ميادين البطوله والنّضال
يشهد لنا التاريخ في كل الأمـمْ = شرق وجنوب وغرب لمان الشمال
قدامنا العملاق بايرجع قـزمْ = يخضع ويستسلم وهو شاجع وفال
من زام بن قمله وجيشه لي زهمْ = ورجع ولا حقّق مراده والوصال
كل العداء من بطشنا ذاقو النّدمْ = محال يكسب من يعادينا محال
وان حد غشيم العقل عاده ماعلمْ = يقدم اذا في الرأس قبل الميم دال
هذي بلاد اجدادنا منذ القــدْ = ماباتقع مسرح لكل تايه وضال
نحمي مناطقها اذا الازم لزمْ = وتـرابها مابانبدل به بدال
مادام عاد قلوبنا تنبض بـدمْ = من يعتدي قولوا له ابشر بالـزّوال
من ما مشاء حسب العوايد والقيمْ= ماظن بانسقيه من صافي زلال
ماله خلاف الذايبي مسموم سمْ = كل من سعف له بايكلّل به كـلال
لأنا على الميثاق جددنا القسمْ = من حين ماتلاقوا دحااااميل الرجال
من شوفهم بالغصب كل كافر سلمْ = من بعد ماجادل ولافاد الجدال
لك حق ياخالد تعلى على القممْ = والصقر مايعمد سوى روس الجبال
انته ومن سعفك وكم مثلك وكمْ = ماحد حسب في شمس والا في ظلال
شرفتوا الوادي بجد تشريف جمْ = وحضرموت اتشرفت على كل حااال
لان الشرف والعز دايم والقيـمْ = يبقى لنا مكسب ويبقى رأس مال
والختم صلوا عد زوار الحـرمْ = على النّبي وآله ودبّلهـا دبـال

[سالم علي الجرو]

عادة القصائد الشعبيّة تروى ويتناقلها الناس ، إلاّ أن سعيد أراد لقصيدته التّسجيل والتّويق لأنّها ارتبطت بحدث رأى أن يدخل التاريخ:

الليل يا هاجسي سجّل بالقـلمْ = والشعر لك عادات تضرب به مثال

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر من دموع [ مشاهدة المشاركة ]

سعيد عمر بن مرضاح ، ، جعيدي من بني مرّة ( الخصم في قاموسهم ماله مجال ) عرفته ، هادىء ، مهذّب ، قليل الكلام ، شديد التركيز ، ينصت جيّدا ، شاعر إذا قد قال قال . رجاله بني مرّة استجابوا لنداء واجب الإنقاذ الذي زعزع قمم الجبال فتعوّذت منه . بعد هذا لك أن تتصور المشهد كيف كان مزلزلا ومهيبا . القصيدة قويّة وثقيلة ثقل رزانة سعيد واتّزانه وثقل عقله ، خلت من التّكلّف والتّصنع . وصف بني مرّة ـ ضمنيّا ـ بأنهم كبقيّة خلق الله ، يصمتون ويصبرون ويتوارون عن الشّرّ ، وهذا طبعهم منذ القدم ، إلاّ أنّهم إذا ما نهضوا وتقدّموا ، فلا يحلمنّ الخصم بتراجعهم: من سالف المري وطبعه لاقدم= معاد يتراجع ولاقد قال قال لاقـــدم: بمعنى إذا تقدّم كم هو رصيد لحضرموت رجال كهؤلاء ، وكم هو رصيد لها شعر كهذا ...... القصيدة خاصّة في موضوع خاصّ ، موضوعها خاص بالعشيرة إلا أنّ حضرموت كلّها فرحت بتشريف ابنائها لها ، لا أنّها تبحث عن شرّ بل لتذكّر الغافل بأنها تستند إلى رجال: يشهد لنا التاريخ في كل الامـم = شرق وجنوب وغرب لمان الشمال قدامنا العملاق بايرجع قـزم = يخضع ويستسلم وهو شاجع وفال كل العداء من بطشنا ذاقو الندم= محال يكسب من يعادينا محال وان حد غشيم العقل عاده ماعلم = يقدم اذا في الرأس قبل الميم دال هذي بلاد اجدادنا منذ القـــــــدم =ماباتقع مسرح لكل تايه وضال تحية لك يا سعيد ودمت ودام ذكر وادي عمد وحضور حضرموت

[سالم علي الجرو]

شخصية الشاعر وكذا رؤيته وفلسفته هنا في لاميّته:
1- إنتماؤه إلى بلده ، واستعداده للذود عن حياضها مهما كانت التضحيات وما يلفت الإنتباه هو الإعلان عن نفوذ صبره:

هذي بلاد اجدادنا منذ القـدم = ما باتقع مسرح لكل تايه وضال
نحمي مناطقها اذا الازم لزم = وتـرابها مابانبدّل به بدال
مادام عاد قلوبنا تنبض بــدم = من يعتدي قولوا له ابشر بالـزّوال

يخاطب المعتدي؟ من هو:
إنّ كل تائه وضال ، و لفظ: ( ضال ) هنا تعطي معنى لمشهد ظلم وسلوك ضال.
جاء في الحديث القدسي: أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ...) . ربط الظلم بالضلال ، والضّال هنا بمعنى من لا يبحث عن الحقيقة . كما هو الرّبط بين انضال والتاريخ في قصيدة سعيد الإستثنائيّة:

كلمته يوفيها اذا ساعة عـزمْ = وادخل ميادين البطوله والنّضال
يشهد لنا التاريخ في كل الأمـمْ = شرق وجنوب وغرب لمان الشمال

إذاً هو يعي أنّ البلاد ، مسرح لصراع تسير نحو المجهول
قصيدة فخر وحماسة ، تعبّر عن غضب لكنّ قائلها مستوعب المشهد تماما من حيث البعد التاريخي والبعد الآني وآفاق المستقبل:
ما باتقع مسرح لكل تايه وضال
تايه: تائه
2- وفيّ ، ولائه لقبيلته ، يتفاخر بها

ذولا بني مـرّه يجـلوا كل هــمْ = والخصم في قاموسهم ماله مجال
وأكبر مثل في يوم مالزاهم زهمْ= اتعــوّذت منهم شناطيب الجبال

3- لكن له رؤيا ، فهو ليس مع كلّ احد سواء من العشيرة أو من خارجها ، إنّه مع الذين ، يفهمون ويعدلون ، ولعل المعنى القريب يتعلّق بالغاية القريبة وهو إطلاق سراح أحد أعضاء القبيلة ، غير أنّ المعنى يرتبط بكامل المشهد ( ظلم وضلال ):

وخص به لي هم يفهــمون الكلم= ويعدلـوا الميزان لاشافوه مال

4- ملتزم بقيم

من ما مشاء حسب العوايد والقيم = ماظن بانسقيه من صافي زلال
ان الشرف والعز دايم والقيـــــــم = يبقى لنا مكسب ويبقى رأس مال

[سالم علي الجرو]

أبيات لا تحتاج إلى شهادة ولا إلى إشادة ، هي تشهد عن نفسها وتشيد بنفسها

من لاقطع بالـسّـيف بو حدّين =ولا اعتلى صهوة جواده
والله مارد السّلف والدّين = ليهو في الدّفتر زياده
وإن كان قـنصوا الوعل بو قرنين = ليهم بدوا حرب الإباده
لا والنـبي مابا تنام العين = أمّا النّصر ولاّ الشهاده

الـشـاعــر / سعـيد عـمر بـن مرضاح

[سالم علي الجرو]

سعيد إذا قد قال
ـ 1 ـ

المشكل انّا نجتمع وقت الأزمات=بس النّتيجة لاتدورعليها
قادة وزراء ورؤساء حكومات=وآمال كل شعوبنا ترتجيها

[سالم علي الجرو]

ـ 2 ـ

مانجتمع الا وتزيد الخلافات=ذي دولة تشكي وذي تشتكيها
شطّار بس نعرف نصوغ الشعارات=أمّا النتائج مااحد يرتضيها

[سالم علي الجرو]

ـ 3 ـ

لو نجتمع بممثّلين السّفارات=أفضل من القمّةْ وماتحتويها
على الأقل نحفظ ملايين وميات=لأن مصلحة شعوبنا تقتضيها

[سالم علي الجرو]

ـ 4 ـ

يكفي قمم هوجاء وكثر اجتماعات=مادام هذا طبعها مانبيها
ويكفي ترزز في الصحف والمجلات=من كذبكم ما عاد حد يشتريها

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

قمت بمسح على المنتديات ووجدت القصيدة انْتشرت ، وكلّ مشحون بالغضب استغلّها ، ووقفت على المشاركة التالية الله يخلّيك ويبقيك بخير ومتعافي ... شاش رأسي من هذه القصة...وقشعر جلدي عند قراءة القصيدة .. وليست غريبة على آل مرّة ..من غير اقصور في القبائل الأخرى أشكرك مدد بلا عدد لك مني فااائق احترااامي وتقديري شاش: لا أدري هل لها معنى أو أنه قصد: شاب رأسي

وبدوري أشارك وأكتب:
عشت يا أبا ماجد وعاشت قبيلتك وكلّ قبائل محافظة حضرموت الأبيّة ، قوّة مانعة ورادعة ضدّ أيّ انحراف في مسيرة الوطن وأيّ ظلم وتعدّي على حقوق الإنسان وعلى الممتلكات العامّة .

[سالم علي الجرو]

1 ـ

اقتباس :

كم هو رصيد لحضرموت رجال كهؤلاء ، وكم هو رصيد لها شعر كهذا ......

الرّجال هم من يقوّمون الإعوجاج كلّ من موقعه ، ولا ينقادون مثل الخراف ، فقد روي عن ابن عبيد الله السقاف أنّه وقف ( كمفتي ) إلى جانب عائلة فقيرة ، ولم يبال بقوّة النّافذين من أصحاب المال والجاه والسلطة .. وهكذا تكون وظيفة الرّاي والكلمة ... تحدد الموقف وتحمل رسالة ، في الإستقامة والنهج المعقول والمطمئن للفكر والنّفس ،ومع المنطق وطبائع الأشياء ، وآفة الفكر والثقافة أن يطوّع الإنسان الكلمة للمزاج أو المداهنة . ربمّا يكون للخوف دور ، لكنه قطعا لا يستمر مع الجماعة ، والذي يهوي بالجمع هو: الطّمع والشّره ، إذا ما كان الجهل .