الكون كله يحكمه قانون واحد

وادي عمر · 08-22-2012, 05:38 AM

مقالات

تاريخ الخبر : 21/08/2012 07:01 اّخر تحديث : 21/08/2012 07:01

الإعجاز العلمي

الكون كله يحكمه قانون واحد

أحمد محمد القنور

الحقيقة التي لا بد من الإشارة إليها أن هذا الكون العظيم الذي نحن فيه، لا نهاية له، وعلماء الفلك كلما سبروا أغوار السماء، وكلما اكتشفوا مجرة بعيدة بعيدة، تبعد عنا آلاف المليارات من السنين الضوئية، ثبت لهم يقيناً أن هذا الكون غير ثابت، ولا نهاية له، وأنه في اتساعٍ مستمر!
ولعل هذا معنى قول الله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).
الحقيقة الثانية، أن عدد المجرات المعروفة عند العلماء حتى الآن يُقدر
بـ 200 ألف مليون مجرة على الأقل! وهي تتفاوت في الحجم وفي الشكل وفي الكتلة وفي سرعة الدوران حول محورها، وكل مجرة تحوي الملايين بل المليارات من النجوم والشموس والكواكب والأفلاك، وهي أيضاً تتفاوت في الحجم، وفي الشكل، وفي الكتلة، وفي السرعة..!
ومع ذلك فإن هذا الكون الذي يحوي هذا العدد الهائل من المجرات، والنجوم، والشموس، والكواكب، والأفلاك، يحكمه قانونٌ واحد: إنه قانون الجاذبية!
هذه القانون العجيب أيها الإخوة والأخوات، أودعه الله سبحانه وتعالى بحكمته البالغة في الأرض، وفي أجرام السماء، كي تتماسك، ولو أن هذا القانون زال، لما كانت الأرض، ولما كانت السماء.
ولو زال هذا القانون، أو هذا الرباط الذي يحكم هذا الكون، لانفرط عقد الكون، ولانهارت مكوناته، ولتبعثرت وتناثرت أجزاؤه، ولانتهت الحياة..!
يبقى السؤال هنا: من الذي اكتشف وصاغ هذا القانون، وعلامَ ينص؟!
الذي اكتشف هذا القانون والذي صاغه، هو عالمٌ من أعظم العلماء والمكتشفين، إنه إسحق نيوتن. هذا العالم، أنا على يقين أنه لو قرأ القرآن الكريم، بعمق وبتدبر، لخر لله سبحانه وتعالى ساجداً خاضعاً، لما فيه من آيات كونية يستحيل عقلاً أن يقولها أو أن يصوغها رجلٌ أمي، عاش في بيئة صحراوية، تفتقر إلى العلم والتكنولوجيا!
ما قصة اكتشاف إسحق نيوتن لهذا القانون الذي صاغه؟ وكيف اكتشفه؟
وعلامَ ينص؟
قبل أن أجيب عن هذه التساؤلات لابد من مقدمة صغيرة، ولا بد من وقفة متأنية: شيخي وأستاذي الدكتور محمد راتب النابلسي حينما سئل عن سر موسوعيته، وغزارة علمه، ماذا قال؟: قال: هناك شيء في الحياة هو التأمل والملاحظة، فقد يستنبط الإنسان حقائق كثيرة من تأملاته وملاحظاته، والله عز وجل يأمرنا أن نتفكر في خلق السماوات والأرض، يقول تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار،ِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ)
من هم أولو الألباب يا رب؟ قال:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).
لسان حالهم يقول:
(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
يؤكد هذا المعنى الدقيق والرائع، الذي ذكره الدكتور النابلسي، هذه القصة التي كلكم يعرفها، وهي قصة اكتشاف إسحق نيوتن قانون الجاذبية.
يحكى أنه في يوم من الأيام، في قرية «وولزثورب» في بريطانيا، جلس العالم الألماني نيوتن الذي هو من فلتات هذا الزمان في علم الفلك والرياضيات، متأملاً، مستغرقاً في تفكير عميق وهو في الحديقة، عندما شاهد تفاحة تسقط من شجرتها إلى الأرض!
عندها بدأ يعجب للسبب الذي يجعل جميع الأجسام تسقط نحو الأرض، من فوق إلى أسفل، وأنه لا بد من وجود قوة خفية ما، تجذب جميع الأجسام..!
أخذه خاطر وقال: إنه من المحتمل الكبير، أن تكون تلك القوة الخفية التي تجذب جميع الأجسام، هي القوة ذاتها التي تحفظ القمر في مداره حول الأرض، دون أن ينحرف أو أن يميل، وهي القوة ذاتها أيضاً التي تجعل الكواكب جميعها تدور حول الشمس دون أن تنحرف عن مسارها!
بدأ نيوتن يبحث، ويفحص، وبدأ يقيم التجارب مرات ومرات، إلى أن توصل إلى نتيجة، وهي أن جميع الأجسام ابتداءً من أصغر أوراق الزهور، إلى أضخم النجوم، لا بد لها أن تجذب بعضها بعضاً بالطريقة نفسها..!
ومن هنا أخذ يبحث في شأن القوانين التي تحكم تلك القوة الجاذبة، وفي أثناء إقامته في «وولزثورب» في بريطانيا، تمكن من التوصل إلى ثلاثة اكتشافات عظيمة، غيرت مجرى العالم، وغيرت مجرى العلم والفكر، منها اكتشاف قانون الجاذبية الأرضية الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذه المقالة.
إذن الإنسان أيها الإخوة، كما قال الدكتور النابلسي: يستنبط حقائق كثيرة نتيجة تأملاته وملاحظاته، وهذا ما حصل مع نيوتن، جلس يتأمل في التفاحة، وسبب سقوطها إلى الأرض، إلى أن اكتشف حقيقة قانون الجاذبية من خلال هذا الموقف!
فما هو قانون الجاذبية؟ وعلامَ ينص؟ وما علاقة هذا القانون بقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟