المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الطب والأسره > سقيفة الأسره
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


كيف تروض الألم

سقيفة الأسره


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-27-2008, 08:44 AM   #1
روحي تحبك
حال جديد
 
الصورة الرمزية روحي تحبك

كيف تروض الألم

كيف تروض الألم


صرخة دفاع عن النفس تنطلق من عضو مصاب ماديا أو معنويا , يدفع بها عن نفسه ما يشعر به من تغير غير طبيعي نحو ما يراه أنه الأسوأ في لحظة من لحظات حياته " .. ذلكم هو الألم كل الناس يتألمون في لحظة من لحظات حياتهم, وبينما يفارق الألم بعضهم في أوقات , تراه يلاصق آخرين لأيام وربما سنوات, ومن الناس من يسكنهم الألم أبدا, ومنهم من يرى حياته كلها ألما وعذابات, ومنهم من سكن للألم وسكن الألم فيه حتى صارا كلا واحدا يتحرك ويحيا.
والألم قد يسبب القعود عن المعالي والركون إلى المقدور , وبالتهديد بالألم رجع كثير من السائرين عن دروبهم خوفا , وتنكب الحادون إلى طموحهم رعبا ووجلا
والضعفاء يسقطون مع أول وخزة للألم في طريقهم وينهارون مع أول هجماته عليهم فتراهم يعلنون الهزيمة لمجرد رؤية العدو.
والألم جابّ للفرح وناسخ للسعادة وماح للغمرة, وفي الحديث يؤتى بأنعم أهل الدنيا يوم القيامة فيغمس في النار غمسة واحده ثم يسأل هل رأيت نعيما قط ؟ هل مر بك خير قط ؟ فيقول والله ما رأيت نعيما قط ولا مر بي خير قط !!

وليس الألم كله شرا بل قد يكون الخير في الألم, إذ به يعود الغارب عن الصواب, ويؤوب به الغائب عن اللُغَاب, فكم من غافل ذكّره الألمُ فذكر, وكم من طاغ علمه الألمُ الأدب .
وحكمة الله سبحانه أن يكون الألم عدلا, وحكمة, وصلاحا للدنيا, وتسييرا لنواميس الكون الرحيبة, فالشر ليس إليه سبحانه , إذ ينظر الكثيرون للألم كشر محض, ولكنه سبحانه قدّر أن يكفر بالألم عن ذنوب المذنبين , ويرفع به درجات الآيبين, فلكأنما لسان حال المتألم العالم ببواطن الحقيقة أن يقول : هلم إلي أيها الألم الصديق !
يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " أخرجه مسلم
فأحيانا تستعصي التوبة على المرء ويتجمد قلبه تجاه الاستغفار, وبينما هو يظن الهلكة, إذ يأتيه الألم فيرقق قلبه ويدمع عينه ويؤوبه إلى ربه.

والألم هو دواء من افتقد التواضع وشق عليه سياسة نفسه لمّا تتكبر, فإنما هي جرعة من ألم مركزة حتى يصير العزيز ذليلا, والمستكبر متواضعا, والمترفع خاشعا.

ولست بحديثي هذا أمتدح الألم ولا أراه مرغوبا فيه بحال , فقد تعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يصيب المؤمنين , ولما رقى قال " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما يجد ويحاذر " كما قال في الصحيح " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل والهرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال " رواه البخاري , وكل ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم موجب من موجبات الألم .
ولكنني وددت لو رحنا في رحلة بين دروب الألم ومداراته, لنتعرف عليه عن قرب, فنقتل فينا الخوف منه, وننتصر عليه في أنفسنا وحياتنا..
فالألم موجود في الحياة وهو قرين لها ولن يفارقها حتى تقوم الساعة, وأيضا عندئذ هو لا يفارق الجميع, فأهل الجنة بلا ألم ولا حزن وأول دعواهم عند دخولها " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " وأهل النار يجمعهم الألم وتعلو بهم صيحاته " وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل " ويقول سبحانه " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " .
* * والله سبحانه قد علم الصالحين سبيل الانتصار على الألم وبين لهم كيفية إيقاف مفعولة وإماتة أثره :

أولا : ضرورة النجاح في الاختبار:
إذ يقول سبحانه " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " , فسنة الابتلاء حاصلة والمؤمن يدرك ذلك ويستعد له , والابتلاء مداره الألم , سواء كان ابتلاء في جسده أو في ماله أو في محباته , فمن اجتاز الاختبار فصبر في البلاء ورضي بالقضاء وأحسن القول لحظة الوجع فقد اجتاز المحنة وتلقفته – بحنانها - المنحة .

ثانيا: الصلابة في أول الألم :
أشد الألم أوله , وأشقه على النفس بداياته , ففي بداياته يسقط الضعفاء وينهار المكسورون , لذا كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين أن يصبروا أشد الصبر عند النزلة الأولى فقال للمرآة التي تتألم بموت ولدها " إنما الصبر عند الصدمة الأولى " رواه مسلم , ويوم أن نصح الناصح الإمام أحمد في الصبر على ضرب السوط قال له : اصبر فإنما هي الضربة الأولى وبعدها يستوى كل شىء .

ثالثا: قيْدُ الألفاظ وحَكُومة اللسان:
أخطر السقطات عند الألم أول لفظة, فمن تحكم فيها ولم يقل إلا خيرا فقد خطى أول خطوات الانتصار على الألم, ومن زل فيها فقد سقط في هوة سحيقة, لذا علم النبي صلى الله عليه وسلم أن نضبط اللسان عند المصائب والآلام ويوم أصابه مصاب ولده قال " إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول ما يغضب الرب " , بل علم أن من أصابه ألم فاسترجع وسأل الله العاقبة فيه أجره فيه وأبدله خيرا منه إذ يقول : "ما من عبدٍ تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها, إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها " أخرجه مسلم

رابعا : احتساب الألم :
إنه هو العلاج الناجع الفتاك الذي لا يبقى للألم أثرا يذكر في الحقيقة وإن بدا أثره في بعض الظواهر, إنه الاحتساب, حيث يسأل المتألم ربه أن يثيبه بألمه ثوابا وأن يكفر عنه به ذنبه وأن يرفع به درجته وأن يغفر به ذلته ,فهو عندئذ يرى الألم بلون آخر وقد يتمني بعضهم أن يطول به ألمه ليزيد ثوابه وأجره , وآخرون فاقوا هؤلاء فاصطحبوا الرضا بقضاء ربهم واستقرت نفوسهم لمصابه , فلكأنما المؤمن الراضي إذ يحتسب ألمه فيحسن احتسابه , متجرع كأسا على لذة غامرة .

وهي لذة لا يشعرها من الناس إلا المحتسبون ولا يدرك حلاوتها إلا المحبون, فيفهم عندئذ مقولة بلال عند موته " أخنق خنقك والله إني لأحبك " , ومقولة حرام بن ملحان وقد شق رأسه " فزت ورب الكعبة " , ومقولة أبي بكر يوم قالوا له يراك الطبيب فقال " قد رآني الطبيب فقال إني فعال لما أريد" , ولقد زرت أحد أساتذتي الذين علموني – وهو الشيخ عصام الشريف رحمه الله - في مرض موته , فنصحنا وقال إعلموا أنه لايصبر على الألم الشديد إلا من كان محبا صادقا لربه

خامسا : لا شكوى إلا لله
ومما يقتل الألم قلة الشكوى, والعاقل الحكيم لا يشكو إلا للقادر العليم , ومن يقدر على ذلك إلا الله وحده؟ فيفعل مثلما فعل ابن سيرين ينصح ولده فيقول له يا بني لا تشكو للناس شيئا فوالله لقد ذهبت إحدى عيني منذ عشرين عاما ولم يعلم بها أحدا أبدا إلا أنت الآن لأعلّمك !
إنها مناجاة تحصل بين صاحب الألم وربه سبحانه , يشكو له فيها مما يجد , ويبث له ما يشعر , حيث الرحمة الغامرة , والسكينة العامرة , والثواب الجزيل .
 
قديم 04-30-2008, 01:19 PM   #2
الشبامية
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الشبامية

افتراضي

اين نحن من هؤلاء

اليوم بالكاد تسمع كلمة الحمدلله

الجميع يتذمر

موضوع جميل ويستحق التثبيت تشجيع منا لااظهار المزيد من هذة المواضيع المثرية

شكرا جزيلا
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على قدر الألم ( بقلم : عمر بن عاطف جابر ) حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 10-31-2009 12:20 AM
رؤية كويتية عن الاوضاع اليمنية مؤخرا ً رهج السنابك سقيفة الحوار السياسي 16 07-09-2009 09:14 AM
هل تعرف معنى هذه المصطللحات:الحب , الثقة , التصديق , الأمل احمد شهاب الســقيفه العـامه 0 06-16-2009 12:26 PM
[غزل على ضفاف الألم ) احمد شهاب الســقيفه العـامه 0 05-27-2009 06:37 PM
الأمم المتحدة: اليمن تمر بأوضاع صعبة وتتجه نحو سنوات عجاف حد من الوادي سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع 0 04-10-2009 01:02 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas