المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-21-2012, 12:53 AM   #481
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


يا المكلا ياخير المراسي

عبد القادر محمد العيدروس الأحد 2012/05/20 الساعة 02:16:31


انشوده شنفت اذاننا لروعة ابياتها ولحنها وأدائها ولأنها تعبر ولأول مره في هدا الوقت المرير.. بالانتماء لهده البلده العظيمه التي عانت الكثير من الاهمال والعزله التي ابى الكثير إلا إن يبعد المكلا عن الاناشيد والأغاني الجميله التي تشدوا في المناسبات ويتغنى بها الناس والاداعات والقنوات والاصرار المتعمد على ابعاد حضرموت الخير عن اى تمجيد او إظهار لهذا الشان الكبير الدى هو أهم من تلك التلميعات التي توزع على مدن وقرى بتعمد -

ودائما مانسمع إن عدن عانقت صنعاء وعيبان عانق شمسان وكان احدا لم يتفهم لمشاعر هده الامه الحضرميه التي ترفد بالخير كل هده المحافظات ولم يكلف احدا من الشعراء والفنانين نفسه إن يتفاعل مع مشاعر الناس في الجزء الجنوبي الشرقي من جزيرة العرب والتي تزخر بالثروات المعدنيه والنفطيه والغازيه والذهب والمعادن والمرمروالجبس وا لرخام والباروت والكبريتوالفضه والاسماك وثروات البحر الاخرى و الثروات الاخرى والتي تكتنزها بواطن هده الأرض وبحارها و حضارة وتاريخ كبير وارث كبير من التراث العظيم ألدى صنع المعجزات الادبيه والشعريه والفنون المختلفه والرقصات العجيبه التي تبهر المشاهدين بادائها واحتوت على مكامن الشعر القديم والحديث أد تغنى كل فنانوا الجزيرة والخليج بغناء وشعر حضرموت ألدى اشجي الدنياء كلها لغزارة معانيه وقوة نصه وعمق انسانيته و في عصرنا الحديث السيد صالح بن علي الحامد وبن عبيدالله السقاف والكاف وبامخرمه وبامطرف والبيض والسيد حسين البار وشيخ البار والسيد المحضارو والفنان الكبيرحداد الكاف و الاستاد محمد جمعه خان وبن والدكتور بلفقيه والدكتور عبدالرب ادريس ومرسال وبن شامخ الفنان القدير الموسيقار احمد صالح بن غودل وعلي سعيد ومرجان وقديما الصيعرى وعبدالقادر جمعه والتوى وسعيد عبداللاه الحبشي وحديثا كنداره وباحشوان وباوزير

والكثير ممن قدمتهم اداعة المكلا المشكوره والتي سعت جاهده لنشر هده الفنون الجميله والتي لم تسعفنا الذاكره لذكرهم ومن محبي هدا التراث من بين العرب والاسيويين والافارقه والهنود أد كانت رساله واضحه تترجم معاني حضارة عظيمه حديثه وقديمه موغلة في القدم تستوحي بياناتاها من تلك الأمم التي سكنت هده الأرض الطيبه وكان عمادها القوه في النص الغنائي والشعرى وغزارته – وايضا اتقان الفنون المعماريه وتكيفها مع تراثنا وحضارتنا واعرافنا وتقاليدنا وقيمنا الانسانيه ومثل لها كيان عظيما يستشرب كل ابناء هدا البلد من معينه الكبير..

وتشكر تلك المدرسه ومديرها التي ادلت بدلوها في نهر المحبه والصدق والامانه والانتماء وترجمت مشاعر ابناء المكلا وحضرموت بتلك الكلمات الجميله التي اثارت في نفوسنا مكامن لم يكن لها الا إن تتحرك بهده الابيات وهده المشاعر الفياضه وفي خضم تلك الاحداث التي تتوالى على حضرموت وأهلها الدين لم يبخلوا بتقديم جل مايستطيعون للعنايه باخوانهم في الوطن بأكمله ولكن للاسف دلك الغل والحقد والحسد لم يترك للبعض ا ن يدلوا بدلوهم في تمجيد واظهار هدا الجزء المنسي من الوطن الحبيب إلا من ثروته فقط وتشكر الاذاعه المكلاويه التي دائبت علي اذاعة الكثير ألدى يوحي بإن حضرموت اكبر بكثير ممايتصورون ولها ارث حضارى وثقافي وثروه طائله في كل المجالات وإذاعة هده الانشودة المثيره والتي اشعلت كل مشاعرنا وحبنا للمكلا وحضرموت الحبيبة المهضومه و في هدا الوقت بالذات لاسترداد حقوقها

رغم إن أكثر من 75% من العماله في عموم الوطن يتواجدون بحضرموت ينهلون من معينها ويتقاسم ابنائها الخير والخبز الكريم معهم و يستشفوا بمستشفياتها ويتقاسم اهلها نور الكهرباء والمياه والوقود والاغديه والمواد الطبيه المخصصه لهدا البلد ولاضير في تواجد اخواننا من كل انحاء الوطن إلا إن >مسئوليه< لم يتفهموا لهده الاوضاع التي تعيشها حضرموت ويبخلوا بدفع مستحقات حضرموت التي هي في الاصل لاتكفي الحضارم فمابالك بغيرهم والعايشين معهم رغم إن دلك من ثروتها التي تقدر بمليارات الدولارات ومن خيرات حضرموت ولم ولن وطيلة العشرون سنه لم نشاهد قناة حضرموت ولا الميناء والمصفاة والطرق يرثى لها ولاالانتهاء من بناء مستشفى الامومه والطفوله ولأبناء مصحات أو مراكز طبيه أو مستشفيات وحضرموت تتقاسم الدواء والاستشفاء مع اربع محافظات اضافه للقادمين اليها من محافظات اخرى

ولم يسمح للطيران العربي والخليجي بالذات بالوصول لمطار الريان ولا تامين للطرق البر يه و البحريه ولايوجد حراسه بحريه من القرصنه الدوليه ولم نرى اى حلول لغلاء الاسماك التي هي من بحرنا والقريب جدا من سواحلنا ونشتريه بضعف مايشترى في الخارح ولم تكتمل اى خدما ت بلديه أو صحيه أو امنيه ونعاني من الزبالة والقمائم في كل مكان والتسول ألدى شوه منظر بلادنا بتلك الغرائب من البشر التي لم نعهدها من سابق وحين والطامه الكبرى ورق القات ألدى استعصت معه كل الحلول والدى جلب لنا امراض السرطان والسرقه ونهب الاموال والرشوه المقيتة وعدم المبالاه من قبل المرور ورجال الأمن ألدى ينتظر مرور سيارات القات وهدا مايهمه ومن مقتضيات مهامه الملتزم بها ادبيا وللاسف الشديد...

وما اغتيال ابنائنا من الضباط والكوادر التي تعلمت وافنت اعمارها في خدمة بلادها و اهدرت دامائها اضافة لتفريغ كل الكوادر العسكريه وخاصة الشرطه المدنيه والموسيقى النحاسيه الحضرميه ..

وكان هناك من يقول افرغوا حضرموت من كل شيء وخاصة الكوادر المتعلمه والفاهمه ولاتتركوا لها اى قائم تعتمد عليه وهده الامور مدروسه وان تغيرت الاخراجات .. ولن تفنينا ابدا هده الاشكالات بل سنتخد طريقنا لبناء هذه البلاد العظيمه لتواكب تقدمها في كل المجالات وتحفظ شبابها من الضياع والانحدار إلي الرديله ومواطن الإرهاب والانجرار وراء المتعطشين للسلطه والابتعاد عن هده الامور وان لايكونوا ضحاياء لهولاء المجرمون الدين يسعون للكسب الغير شرعي والرخيص وان كان على حساب بلادهم واهلهم ربنا يحفظ أبنائنا من هده الطائفه اللعينه وهده الشرذمه البغيضه ويحفظ بلادنا وأهلها ويستقر الأمن النفسي بين الناس وتستقر احوال المعيشه التي اتعبت الناس واضنكتها وضيعت شبابها وشاباتها وجعلتهم في دوامه لاتنتهي وعطلت مصالح الناس وارهبتهم وجعلت منهم اناس فزعين خائفين لايتحسسون مستقبلهم ولايستسيغوا حياتهم

ولايامنون على اطفالهم ونسائهم وممتلكاتهم ودينهم ودنياهم – وكل هده الامور مردها الثروه التي نهبوها هولاء اللصوص وبشهادة شرطة دبي التي صادرت اربعه مليار ومائتين مليون دولار فوائد لنفط المسيله .. وباخره مسدسات وبواخر اخرى بها من الهلاك الكثير وهدا ماظهر اما المخفي أكثر بكثيروكثير من الااموال العامه المنهوبه - وبدلا من إن يفعلوا بها المشاريع والانشاءات ويطوروا بها البلاد والعباد جعلوها وبالا على الوطن والمواطنون وزرعوا الرعب والخوف والقتل والسرقه وتفشي المخدرات والسموم القاتله والاسلحه الرهيبه الفتاكه والفساد الادارى والمالي والصرف على حاضنات المعتصمين في الشوارع المهددين لحياة الناس والمعطلين لاعمالهم ونشروا ثقافة الرعب ونشروا غسيلنا على العالم وفضحونا بين الشعوب وجعلوا منا مسخره اما شعوب الأرض –

وتوضحت ثورتهم ثورة الكراسي ونهب الاموال والسطو على اراض حضرموت والجنوب - هولاء المجرمون السفله توضحت نواياهم وعرفنا اين ثروتنا تدهب ومن يستغلها ويسرقها وينهبها قسرا ولايوجد لدينا مولدات كهربائيه ولانستطيع دفع مستحقات من يزودنا بالاناره مع العلم إن ثروتنا ستاتي لنا باكبر مولدات في العالم إن دفعت في هدا الشان وفي مكانها الصحيح لافي غرف القنادق في دبي ولم يترسمل بها قطاع الطرق وزبانية القاعدة الحمر وحاملي لواء الإرهاب والدين تستهويهم السلطه دون رادع أو مبالاة لقطاعات هدا الشعب المسكين ألدى ضاعت امواله ولم يتمكن من اى وظيفه يعمل من خلالها ليطعم اهله ودويه ..

ورب ضاره نافعه والحقيقه إن الحضارمه اتفقوا هدا الوقت أكثر من اى وقت مضى وذابت خلافاتهم من اجل حضرموت ولعل دلك خير انشاء الله .... فهذه حضرموت ... تفتخر بابنائها الكرام ..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 05-21-2012, 09:51 PM   #482
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


فنون حضـــــــــــــــــــــــــــــــرمية تراث وهوية أصالة وتاريخ ضارب في اعماق التاريخ







 
قديم 05-21-2012, 10:35 PM   #483
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحضرمة في الكتابات الإعلامية

هنا حضرموت / د. عبدالقادر علي باعيسى

الإثنين 21 مايو 2012

هل الحضرمة قضية ثقافية، أو قضية سياسية، أو قضية اجتماعية، أو قضية نفسية؟ وهل ما يتم تسطيره على صفحات المواقع الالكترونية من كتابات عن حضرموت يدخل في إطار الطرح العلمي، أو الطرح الواقعي، أو أنه مجرد تجريد عام لا وجود له إلا في الأذهان؟

الحقيقة أن اهتمام الحضارمة بأنفسهم وبلادهم لم يكن وليد اليوم، فهو موجود تحت السطح منذ فترة طويلة، ولكنه وجد المتنفس للتعبير عن نفسه الآن، وهذا شيء طبيعي، بل مطلوب أن تبحث الشعوب عن قضاياها من مناح مختلفة، غير أن ما نقرؤه عن حضرموت والحضارمة، وتحديدا منذ بداية ما يعرف بالربيع العربي كان أشبه بالظل المتحرك لا يكاد يستقر على حال واحدة في كثير من الكتابات، فهل يتم البحث عن الحضارمة وحضرموت في تلك المقالات من خلال حركتهم في التاريخ، أو من خلال حركتهم المعاصرة بما فيها حركة الشتات، أو من خلال استقراء حركتهم المستقبلية؟ وهل يتم البحث عن الحضرمي في انطلاقاته وتجاوزاته العلمية والاقتصادية، أو في ارتكانه خاملا إلى قريته وأسرته؟

ثم بعد ذلك عن أي حضرمي نتحدث؟ ثمة ألوان وصفات متعددة للحضرمي بحيث يمكن أن يدخل في إطارها ما يسمى بالصفات الثابتة والصفات المتحولة تبعا لظروف المكان والزمان، فربما قلنا على سبيل المقاربة أو المجازفة إن الحضارمة داخل حضرموت نسق مغلق من حيث محافظتهم على كثير من عاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم ومعاملاتهم وأنماط عيشهم..

إلخ، وربما قلنا بالمقاربة نفسها إن الحضارمة خارج حضرموت سياق مفتوح انطلاقا من انتشارهم في من عدد البلاد على اختلاف طبائع أهلها وعاداتهم وأديانهم، مما يقتضي المقابلة والحركة بين الداخل والخارج عند قراءة الحضارمة لا النظر إليهم بوصفهم شيئا واحدا انطلاقا مما يعشعش في الذواكر بقوة عن صفات لازبة للحضرمي وكأنه كتلة جامدة لا تتغير صفاته بتغير الأحوال والظروف، كأننا نتبع في ذلك ما يشبه المنهج المعياري الذي يقوم على تحديد خصائص معينة، ثم إخضاع الأحوال المتحركة والمتنوعة لها تناغما مع القالب أو المعيار، بعيدا عن تعقيدات الواقع وحركته، فينتج عن ذلك شيء من الحصر الذي ربما كان يعيقنا -نحن الحضارمة- عن قراءة أنفسنا بشكل أكثر منطقية وعلمية.

والواضح أن كثيرا من المقالات المبثوثة على صفحات المواقع الالكترونية الحضرمية وغيرها نتجت بفعل طبيعة اللحظة الثورية (الربيعية) التي دفعت بكثير من الكتابات الحاوية قدرا كبيرا من الإنشاء إلى السطح، وتوالت تلك المقالات بكثافة واضحة، حتى يظن القراء من جراء تكرار ذلك النمط من الكتابة أنه النمط الوحيد الذي يمثل الواقع، ويأخذون في تكراره واحدا عن آخر، حتى تشيع مراميه وتسيطر على أذهانهم، وتشكل ما يشبه الرأي العام الذي لا يمكن زحزحته بسهولة، مما يؤثر على مجرى قراءة الناس لواقعهم وأنفسهم في ابتعاد واضح عن قراءة اللحظة في ارتباطها بكثير من الأبعاد التاريخية والجغرافية والداخلية والخارجية المتعلقة بحضرموت، والتي تدعو –من جراء فهمها بعمق- للتموقع في إطار المنعطفات الزمنية الفارقة بوعي، ومن ثم النجاح بصورة أكبر.

إن ما يقود ذلك النوع من الكتابة الإنشائية هو جيش من الإعلاميين والسياسيين الذين يرمون إلى صناعة أحداث أخرى، سياسية غالبا، بمعزل عن حدث الوعي العلمي القائم على فهم المقدمات والنتائج والأسباب والمسببات. إننا في ذلك أمام نمط واحد من الكتابة عن حضرموت وأهلها، قد يكون أضعف الكتابات جميعها، لكنه يأخذ دوره المؤثر من خلال تسيده في الساحة وانتشاره فيها، في ظل غياب الكتابات المنهجية التحليلية، ولعله ساد بسبب أن منطلق القراءة بما يقوم عليه من ثراء تحليلي ومعرفي ما يزال غائما في أذهان الكثيرين، أو غائبا عنها.

لقد عملت هذه الكتابات العابرة وستعمل على توليد البطل الرومانسي الحالم في حضرموت أكثر مما تعمل على توليد البطل الواقعي المحتضن للواقع بعمق والمتفاعل معه والمدرك لأبعاده واتجاهاته الحاضرة والمستقبلية. وربما كانت هذه الكتابات غير ملومة في ذلك لأنها جاءت نتيجة كثير من النكسات والآلام وقهر الإخوة أو الشركاء، فالإحساس العميق بالضياع والتهاوي إلى حضيض الجحود والإقصاء والتنكر كان سببا وراء محاولة خلق الذات وإعادة صناعتها عبر هذه المقالات الصحفية الإعلامية.
 
قديم 05-26-2012, 12:52 AM   #484
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مملكة حضرموت القديمه

عبد القادر محمد العيدروس الجمعة 2012/05/25 الساعة 06:44:50

لعلنا وأبناء هذه الأرض الطيبه نستشعر بعظمة هذا ونستمد منه ذاكرتنا التاريخيه لنستعين به على الخروج من ازماتنا المتلاحقه ونستهدى به طريقنا المصاب بالضبابيه ..

ظهرت مملكة حضرموت قبل الميلاد باكثرمن الف عام ومازالت تطلق على مساحه كبيره في جنوب الجزيرة العربية وقد عاشت في الفترة المذكورة قبل الميلاد وذكرت بأسماء كثيرة في التوراة والكتب السماويه الاخرى واهتم بها الاوربيون كحدث في شبه جزيرة العرب ألدى تكونت كمملكه قبل وجود اى شي يذكر في هده المنطقة التي ورثت حضارة <ارم ذات ألعماد والاحقاف وأنبياء كرام مثل سيدنا هود عليه السلام وسيدنا صالح عليه السلام وعلى نبينا وحبيبنا ورسولنا وإمامنا وعظيمنا الصلاة والسلام واله وصحبه الكرام ..

وجاء في التوراة الكتاب السماوى العظيم أنها سميت باسم الابن الثالث لقحطنان ابن غابر بن شالخ وهو حضرموت ومن أهم مدنها شبوه وكانت عاصمه لهده المملكه الكبيره العظيمه ومن أهم معابدها معبد الاله سين ويقع في مدينة تحريضه او قربها وهي بوابة الوادى المبارك ولها تاريخ سنأتي إليه فيما بعد انشاء الله وكانت لحضرموت علاقات اقليميه ودوليه مع افريقيا الشرقيه والهند وعمان وفارس وجنوب شرق اسيا وأرخبيل الملايو بأكمله مثل اندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايليد والصين وجزر اليابان وأرخبيل الكوريتين واستراليا - وكانت قناء ميناء حضرموت على البحر العربي يستقبل السفن من كل ارجا العالم انداك وتنامت العلاقات التجاريه مع الهند وتدمر والآراميون وشمال افريقيا ومصر والعراق وتاريخ حضرموت لاغبا ر عليه ولاتشوبه شائبة إذ ذكر في كل الالواح والكتب القديمه والكتب السماويه

ويقال إن شبوه هي عاصمة مملكة حضرموت القديمه ويقال إن شبان ايضا هي العاصمه وجاء في التوراة ذكر شبو ه اكثر من مره ا د تناولت كثير من الصحائف القديمه هدا الاسم وتوءكد دلك تلك المعايين والسدود المائية لرى الاراضي والوديان الزراعيه الواسعة والحصون وال///////////////////////// وقربها من البحر العربي التي تطل عيه ميناء قناء التاريخي وبها معابد وقصور قديمه وخرائب تدل على عظمة تلك العاصمه لتلك المملكه العظيمه ويوجد بقايا سدود واقنيه للاستفادة من المياه وخزنها للحاجة وللسيطرة على تحويل السيول والاستفادة منها ويقال إن ميفعه لها دور كبير في تاريخ مملكة حضرموت وبها مخازن للبخور واللبان والحبوب والصبر والعسل والمروتحصينات شديدة البنيان وأسوار حصينة سورت بالحجارة الكبيره والصخور الشديدة المقاومه والمقدوده ...

وبالخشب في الابراج ويسكنها الكثير ممن يجمعون اللبان والبخور وتحميله إلي السفن الواصله من الهند والدا هبه إلي مصر بحرا وتنقله القوافل برا وعن طريق حصن الغراب وهو مضيق استخدم كميناء لتصدير الكثير من الصادرات التي تزخر بها المملكه انداك وللميناء ابراج للمراقبة وخزانات لتجميع المياه والحبوب واللبان والبخور وغيره من المواد الصالحه للتصدير ويظهر من الحصون والقلاع والنوب التي بحضرموت إن هده المملكه حضنت كل مواقعها بهده النوب والحصون والقلاع لحماية منافد المملكه وحراسة مذخراتها وأموال الناس ورعاية السفن الواصله والقوافل المهاجرة والوافدة اليها وفي الالف قبل الميلاد كان لها شان كبير وقدر عظيم من القوه والمهابة والتجارة والفنون العسكريه والعمرانية والسدود المائية لتصريف المياه وفنون الزراعه والتخزين والعلاقات الدوليه والاقليميه شانها كمملكه تقع على ساحل كبير على البحر العربي وتتجاذب التجاره مع دول المحيط والبلدان الاخرى

وارتباطها البرى بدول جزيرة العرب وحضارة الرافدين ووادى النيل ولهم ميناء في ضفار ويسمى سنهوم ويتداول البضائع مع صور بعمان وجزر كوريا موريا وسقطرى ويوءكد عمق العلاقات بدول الخليج وشرق الجزيرة العربية والعراق وازدهرت تجارته في القرن الخامس والثمانون بعد الميلاد .. مع الممالك التي تقع في جنوب الجزيرة العربية وازدهرت علاقات اجتماعيه وثقافيه وماليه وتجاريه مع جيرانها والعالم الاخر وانطلقت من تراث وثقافة ورثتها من حضارات الأنبياء والمرسلين لأقوام عظام في مستوياتهم كلها ..

بشهادة كل الكتب السماويه والأحاديث والصحائف والنقوش والحفريات وتلك الصحائف التي اثبتت كلها إن حضارة عظيمه متواجدة بهده الأرض العظيمه المباركه ارض الخير والتاريخ والثقافة والحضارة العظيمه الموروثة من امم عظيمه سكنت هدا التراب المبارك كارم ذات العماد...وكانت حضرموت في ألازمنه السحيقة التي تسبق التاريخ ارضا بكرا غير ماهوله كالكثير من قطاعات الكره الارضيه في غابر الزمان ويحتمل إن يكون قد عرفها الانسان القديم وعرفتها بعده الاجيال اللاحقة ومرت حضرموت بعصور ودول وحضارات قديمه جدا منذ ألاف السنين وهي عاد الاولى وقد ابيدت وخلفتها عاد الثانيه التي نجت مع سيدنا هود عليه السلام ولم يذكر إن شعب سكن حضرموت قبل عاد وسكن معها قوم ثمود ويقال بعدها ...

وينتسب منها قحطان ألدى انتسب إليه العرب القحطانيه نسبة بقحطان بن شالخ بن ارفخشد بن ألين بن سام بن نوح واحد ابناوءه يسمى حضرموت ولهدى سميت البلاد باسمه وقد ذكروا إن سبب تسميته بحضرموت انه كثير الموت في اعدائه اى لشجاعته اما السيد الحداد رحمه الله فقد ارجع التسميه إلي انه مهريا كديعوت وسيحوت ودلك في تاريخ حضرموت للحداد ..

وقوم عاد هم اقوام أشداء اقوياء البنيه وعمالقة وشديدو البطش كما اشار القران الكريم وكانوا يسكنون الاحقاف ونجت عاد الثانيه مع نبيهم هود عليه السلام وكانت لهم حروب شرسة مع ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام كمايقال وقد توفى سيدنا هود في المنطقة التي بها قبره بشرق حضرموت قرب بير برهوت الشهير وكانت سمات حالتهم الاجتمايه القوه والمنعة والنعمة والزراعة وتصريف المياه وبناء الجسور والسدون المنيعه والقصور والغني والبذخ والعناية بالفنون والمعمار والبيوت المنحوتة

ولقحطان المدكور بنون اخرون منهم يعرب بن قحطان الشهير في التاريخ والدى ولى اخيه حضرموت على هده الأرض التي سميت باسمه والقحطانيون ملوك قدماء مشهورون في التاريخ واسماوءهم عربيه إلاانها محرفه قليلا في لهجتها لان اول من نطق بالعربية هو يعرب بن قحطان الاخ الاكبر لحضرموت وقد مكثوا القحطانيون بحضرموت أكثر من الف سنه والبعض يذكر إن دولتهم قبل الميلاد ب 18 قرنا كما إن دولة عاد قبل الميلاد ب 22 قرنا أو يزيد تقريبا وليس تأكيدا ويذكر إن المستشرقين إن أكثر من 20 ملكان منهم المستقل بتاج حضرموت وحدها وكان لحضرموت علاقات تجاريه قويه مع من سبق ذكرهم بأعلاه وبلغت حضرموت مبلغا كبيرا ايام القحطانيون في التقدم العمراني والعسكرى والاقتصادى وكانت تصدر العطور والبخور ولهدا يسميها الموءرخين ارض اللبان

حيث كانت قوافلها تحمل اللبان وغيره من انواع العطور والطيب والبهارات والحرير المختار والتبغ الحضرمي المشهور والقطن الجيد وكثير من البهارات والحبوب والعسل والبن والمر والصبر - إلي بلاد الشام حيث لها سوق رابحه هناك وتعود محمله بالدهب والفضة والاطعمه الفاخره فقد كانت تسير قوافلها على طريقين وكلاهما يبدا من حضرموت احدهما يتجه شمالا إلي ضفار و صور و البحرين والخليج العربي وشرق نجد وشمال المدينه المنوره والثاني يتجه إلي الجنوب العربي محاذيا البحر الاحمر متجنبا صحراء نجد وهجيرها وهضاب الشاطي ووعورته والى الطريق الي مكة المكرمه ...

ومن الناحية العسكريه تدل الاثار على إن للحضارمة خبره عظيمه بالقيادة والفروسية وبنا الحصون والاستحكامات وصنع الاسلحه من سيوف ودروع وجنابي وخناجرورماح ودروع مطرزه بالدهب والفضه وغيرها..وما قبل الإسلام اصبحت حضرموت تحت الحكم الداتي لقبيلتي حضرموت وكنده ولكل منهم ملوك وأمراء وقبيلة كنده يقال لها كندة الملوك لولعها بالملك وقد جاء الإسلام وبحضرموت ملوك عديده من كنده وحضرموت ومنهم الملوك الاربعه جمدا – مشرحا – مخوصا- وابضعه وأختهم العمرده وإنما سموا ملوكا لان كل منها يمتلك واديا بأكمله وهم ملوك بني عمرو بن معاوية بن كنده والأشعث امير بني الحارث بن معاوية بن كنده بعد ابيه الملك قيس بن معد يكرب حيث رحب به النبي صلوات ربي وسلامه عليه اى بالاشعث بقوله اهلا بملوك العرب وقد كان اميرا علي كل ولايات كازخستان بعد الفتوحات التي خاضها .. -

وايضا وائل بن حجر الحضرمي من قبيلة حضرموت ألدى سماه الرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه واله وصحبه وسلم لما وفد إلي النبي حيث سماه بسيد الاقيال ا ى سيد الامراء والملوك ((( وحضرموت القحطانيه التي لها دورها وامرواءها كشرحبيل بن مره بن حجر وغيرهما ممن كانوا فد تملكوا بعض المدن الحضرميه كتريم وقسمت حضرموت كقطاعات أو مناطق تسمي محافد يختص بالنطق بطن أو بطون كشبام وجرذان وودعن وشبوه من بطون كنده السكون وهم بحضرموت الوسطى والسكاسك غرب حضرموت و في عندل وهدون وقشاقش ودمون والهجرين وريدة الدين وغيرها اما قبيلة حضرموت فلها بعض القطاعات الساحليه وتشترك مع كنده في بعضها كقطاع الكر \ بين الهجرين والقطن وتنزل الان في اوساط نهد < ...

ولنهد دور بارز في اخراج المدهب الاباضي من حضرموت وبروز مشهور بهم أد ناصرو السيد الحبيب المهاجر في انهاء هدا المذ هب واخراجه إلي الديار العمانيه حيث يعتنقه الكثير منهم هناك ..

وتتميز هده الحقبه من تاريخ حضرموت الطويل ألدى لم نستطع إن نوفيه شيئا من حقيقته البارزه لتاريخ ارض عامره وامه طاهره سطرت ملاحم تاريخيه وسنواصل التدرج في فهم الشي البسيط من تاريخ الأرض الحضرميه المعطاه والتاريخ الجليل المتوج بنور الرسالات املين اطلاع شبابنا الاخيار لتاريخ اجدادهم الامجاد وماكانوا عليه من مكانه عاليه ومرموقه وهلال يضيء لكل الأرض العتماء التي استنارت بنور الرسالات السماويه والثقافة البارزه والتاريخ الناصع والتراث المعين ألدى لاينضب والي لقاء انشاء الله لنتمتع بهدى النهج الكبير وهدا المعين ألدى لاينضب من تاريخ حضرموت الخير ......

ولقبائلها ومشائخها وساداتها وأهلها كلهم في الوادى والصحراء والهضاب والساحل تاريخ ناصع عظيم سنأتي إليه انشاء الله وبه نتعرف على اهالي حضرموت المجيده وفرسانها الكرام حاملي دعوه الخير لشعوب العالم حضرموت الخير والتاريخ والثقافة والحضارة والتراث العظيم والدعوه التي ملئت اصداء العالم تثقيفا وتعليما وتربيه وصدقا وامانه واخلاقا يشهد لها الناس في كل اركان المعموره ... وسنطرق لمدنها وفرسانها وروادها وعلمائها وقضاتها وقادة الفتوحات الاسلاميه فيها - انشاء الله ...

وسنوضح الكثير عن مدنها وساكنيها ومن حمل راية الخير فيها ... ومن المشاهد الدائمه في هده الأرض الطاهره هو قبر نبي الله هود عليه السلام وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو يبعد بحوالي 140 كيلوا متر عن مدينة سيئون ويحضرزيارته الكثير من جميع انحاء العالم وباكثر من 25 الف زائر غير الزوار من حضرموت وعمان ويقع القبر بالقرب من بير برهو ت شمال شرق سيئون وقد جاء ذكر نبي الله هود عليه السلام في القران في الايات < 65 – 69 > وانه نبي ومرسل لقوم عاد بالاحقاف والمقصود بها حضررموت وقد اورد الاستاذ عبدالله محمد الصبان الروايات التاريخيه عن وفاة النبي هود وقبره وهو من الأنبياء الثلاثه المتضحه قبورهم وهم قبر سيدنا اسماعيل فانه تحت المزراب بين الركن والبيت وقبرسيدنا هود عليه السلام في حقف من الرمل تحت جبل من جبال الاحقاف عليه شجره تندى موضعه من الحر

وقبر رسول الله سيد الاولين والاخرين وخير الانبياء والمرسلين وسيد الاطهار اجمعين صلوات ربي وسلامه عليه واله وصحبه اجمعين بيثرب اى المدينه المنوره وان هده قبورهم بحق – وقد سال داك الحضرمي الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وأرضاه عن هدا القبر وقال له اتعرف الاحقاف بحضرموت فهو هناك والله اعلم .. وذكر إن دو القرنين قد زار القبر وسيدنا سليمان بن داوود عليه السلام زاره أيضا على ظهر الريح التي نقلته ذهابا وايابا وسكنت هدا المكان وبجوار القبر قبائل عظيمه واقواما عتيده فكانت من اقوى من سكن قرب القبر تلك الاقوام التي اتصفت بالقوه والجاه والعظمه وكانوا عمالقه وجاء في الاثر للامام سيدنا علي بن أبي طالب إن شربئر في الأرض هي بئر برهنت وافضل بئر زمزم ..

وبير برهنت بها ارواح شريره ويستخرج من الجبل الاغر قربها الجوهر من العقيق الصافي ودلك في الجبل الاغر من ارض برهوت حسب ماجاء إن يعرب بن قجطان اتاه رجلا يطلب منه إن ينقب بهدا الجبل لاستخراج الجوهر والعقيق وكثير من المعادن المهمة وهي ارض الخيرات رغم مافيها من معجزات وماثر عظيمه وتبقى حضرموت غنيه بمدخراتها وماثرها وتاريخها وحضارتها العظيمه وهده ممكلة من الكثير من الممالك العظيمه التي سكنت هده الأرض الطاهر الخيره الطيبه ... في التاريخ الموغل في القدم واشراق الحضاره الكبيره بداك المكان ماهو إلا لتواجد اقواما كثيرة سكنت وديانها وهضابها ووصحاريها وسواحلها على مختلف السنين .. والحقب التاريخيه ...
 
قديم 05-27-2012, 12:37 AM   #485
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



الهوية الحضرمية بين الفرض اليمني والرفض الجنوبي

5/26/2012 المكلا اليوم / كتب: نايف نصير

كانت حضرموت ما شاء الله لها أن تكون، ثم جاء عهد فيه تقسمت إلى أقسام بيد سلطنات وجماعات مصغرة إلا أن الهوية بقيت حضرمية، حتى جاء عام 67م عام النكبة الحضرمية، وتحت أكذوبة ووهم القومية العربية تغيرت من حضرمية إلى جنوبية يمنية ثم تغيرت بفعل مجموعة من الاشتراكيين إلى هوية يمنية. في عام 97م وبعد ثلاث سنوات من الانقلاب على الوحدة السلمية، خرجت حضرموت في عاصمتها المكلا بقيادة المناضل حسن احمد باعوم رافعة شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" رافضة الوضع الذي خلفته الحرب، وسقط في تلك المظاهرة شهيدان ثم بعد انتخابات عام 2006م بدأت الاحتجاجات لأبناء الجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتصاعد تحت مطالب حقوقية، ثم تحولت هذه الاحتجاجات المطلبية الحقوقية إلى احتجاجات سياسية تطالب بحق عودة الوطن المحتل ألا وهو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عودته لأبنائه.

اصطف الكثير الكثير من أبناء الوطن تحت سقف المطالبة بالحق السياسي في تقرير مصيرهم، ولكن هناك أشياء غير مفهومة ! فكوني حضرمي يبحث عن هويته الحضرمية لينتزعها من الاحتلال، وجد نفسه ينادي إلى هوية لا تمت له بصلة، ولم يكن جزء منها ألا وهي هوية "الجنوب العربي"، ومن المعلوم أن أوسع انتشار شكله الجنوب العربي كان عام 65م ولازلنا في الإملاءات رغم غياب السلطة.

فالاسم: الجنوب العربي
العاصمة: عدن
العلم: علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرفع أيضاً علم الجنوب العربي


فما الفرق إذا بين أملاءات صنعاء وفرض الهوية اليمنية واملاءات الجنوب العربي بفرض هويتهم ورفض هويتنا ؟!.

صراحة أقولها، لا لوم على واضعي هذه الاملاءات، فهذه طبيعة الإنسان العربي الذي لم يتوحد عبر التاريخ كله إلا تحت راية دين الإسلام، ولكن اللوم علينا معشر الحضارم، وخصوصا قيادات الحراك والذي ترى احدهم كالأسد إذا لم يسمح له باعتلاء المنصة وأخذ اللاقط في أوساط حشود الحراك، ثم اختفاء تلك الروح إذا تعلق الأمر بالهوية، ثم إني أتوجه باللوم على الأب الفاضل حسن احمد باعوم وأقول له: يا أبا المناضلين، الم تخرج وخرجت معك حضرموت في عام 97م رافعين شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" ؟!

ثم إني أتوجه باللوم إلى أعيان البلاد وأشياخ قبائلنا وأقول لهم: أن الذين لا يشاركون في صناعة الحاضر وتشكيله، لن يكون لهم الفضل في صناعة المستقبل، ولعلكم نسيتم أو تناسيتم ما آل إليه الوضع بعد عام 67م، حيث أصبح من كان بالأمس مناضلا قد تحول في أعراف الدولة الناشئة مرتزقا وخائنا وكهنوتيا الخ.

اعرف أن الكثير هنا لن يعجبه الكلام وسيقول آنت تشق الصف وانته تغرد خارج السرب وأنت وأنت، ولكنها حقائق فكفى عبثا بالهوية الحضرمية، ولماذا لا يتم الإشارة إلى الهوية الحضرمية في المسمى أم أن هذا كثير علينا ؟!.

لقد هانت هويتنا في نظرنا فهنّا في أنظار الآخرين، فمن نكبة إلى نكبة، ومن احتلال إلى احتلال، ومن سقطة إلى سقطة، وعزائنا الوحيد لأنفسنا في نسيان الحاضر المرير هو التغزل في الماضي التليد الذي خلفه أجدادنا ولم نصنعه نحن.

دخلت في حوارات مع أشخاص لهم وجهات نظر شتى، سالت حراكيا حضرميا - وكلنا حراكيون - على ماذا تناضل؟ فقال: لأجل طرد الاحتلال؛ فقلت: وماذا بعد طرد الاحتلال؟ فرد علي بلهجتنا الحضرمية أولاً نطرد الاحتلال وبعدين بايقع خير !.

ثم سالت قياديا في الحراك ماذا سيكون شكل الدولة القادمة بعد التحرير؟ فقال: فدرالي برلماني، فسألته وأين الدستور ؟ فقال: مكتوب؛ واعلم علما اليقين أن الدستور الذي قصده ذلك الدستور الذي أعده نخبه من الشخصيات المثقفة، إلا انه لم يناقش ولم يقر لان هناك مناطق لم توافق عليه.

تحاورت مع أصلاحي فسألته كيف ترى ثورتكم ؟ قال: ناجحة بإذن الله، فقلت: صدقت ! فهي ناجحة من منظور كل أصلاحي وليست من منظور كل من ينتمي للجمهورية اليمنية، ولكن ما رؤيتكم لحضرموت بعد الثورة ؟ فقال: مثلها مثل بقية المحافظات؛ فقلت: أو ليس هناك مميزات كون التاريخ والثروة والأرض وو ؟ فقال لي بالحرف الواحد: ما هذه العنصرية ؟! علما انه حضرمي !.

دخلت حوارا مع حراكي جنوبي، فسألته عن نظام الحكم في الجنوب، فقال: سيقرره الشعب في حينه بعد التحرير؛ فقلت: له أن الماضي له دور في عدم توحد حاضرنا فهلا أريتني تصورك للمستقبل حتى يطمئن قلبي ؟ فقال: نظام جمهوري وعاصمته عدن فقلت: ولكني لا اقبل بعدن عاصمة إلا إذا كان مسمى الدولة حضرموت، فقال: وهل تظن أن العوالق أو أهل عدن أو المناطق الأخرى سيوافقون على أن يكونوا حضارم ؟! فقلت: له بالطبع لن نفرض عليهم أن يكونوا حضارم، ومن حقهم الرفض، ولكن، أليس من حقي أن ارفض أن تكون هويتي الجنوب العربي فلم يرد على سؤالي وغير الموضوع !.

متى سيدرك الحضارم انه من ابسط حقوقهم الحفاظ على هويتهم؟! وان المسالة ليست مسالة برميل نفط أو حبة سمك وإنما المسالة مسالة تاريخ وحاضر ومستقبل والهوية عنوان كل تلك الأزمنة.

ارث خلفه أجدادنا ولكننا لم نحافظ عليه، فلا مثقفينا قاموا بالدور المنشود في التوعية، ولا شيوخ قبائلنا قاموا بدورهم في الوقوف مع هويتهم بقوة رجالاتهم، ولا علمائنا ساندوا هويتهم علما انه لا تعارض بين هوية الأرض والتاريخ والهوية الدينية، ولا تجارنا ساهموا في دعم بقاء الهوية علما أنهم مستفيدين حين يطلق عليهم مجرد لفظة حضارم.

[email protected]
 
قديم 05-27-2012, 12:39 AM   #486
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



الهوية الحضرمية بين الفرض اليمني والرفض الجنوبي

5/26/2012 المكلا اليوم / كتب: نايف نصير

كانت حضرموت ما شاء الله لها أن تكون، ثم جاء عهد فيه تقسمت إلى أقسام بيد سلطنات وجماعات مصغرة إلا أن الهوية بقيت حضرمية، حتى جاء عام 67م عام النكبة الحضرمية، وتحت أكذوبة ووهم القومية العربية تغيرت من حضرمية إلى جنوبية يمنية ثم تغيرت بفعل مجموعة من الاشتراكيين إلى هوية يمنية. في عام 97م وبعد ثلاث سنوات من الانقلاب على الوحدة السلمية، خرجت حضرموت في عاصمتها المكلا بقيادة المناضل حسن احمد باعوم رافعة شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" رافضة الوضع الذي خلفته الحرب، وسقط في تلك المظاهرة شهيدان ثم بعد انتخابات عام 2006م بدأت الاحتجاجات لأبناء الجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتصاعد تحت مطالب حقوقية، ثم تحولت هذه الاحتجاجات المطلبية الحقوقية إلى احتجاجات سياسية تطالب بحق عودة الوطن المحتل ألا وهو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عودته لأبنائه.

اصطف الكثير الكثير من أبناء الوطن تحت سقف المطالبة بالحق السياسي في تقرير مصيرهم، ولكن هناك أشياء غير مفهومة ! فكوني حضرمي يبحث عن هويته الحضرمية لينتزعها من الاحتلال، وجد نفسه ينادي إلى هوية لا تمت له بصلة، ولم يكن جزء منها ألا وهي هوية "الجنوب العربي"، ومن المعلوم أن أوسع انتشار شكله الجنوب العربي كان عام 65م ولازلنا في الإملاءات رغم غياب السلطة.

فالاسم: الجنوب العربي
العاصمة: عدن
العلم: علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرفع أيضاً علم الجنوب العربي


فما الفرق إذا بين أملاءات صنعاء وفرض الهوية اليمنية واملاءات الجنوب العربي بفرض هويتهم ورفض هويتنا ؟!.

صراحة أقولها، لا لوم على واضعي هذه الاملاءات، فهذه طبيعة الإنسان العربي الذي لم يتوحد عبر التاريخ كله إلا تحت راية دين الإسلام، ولكن اللوم علينا معشر الحضارم، وخصوصا قيادات الحراك والذي ترى احدهم كالأسد إذا لم يسمح له باعتلاء المنصة وأخذ اللاقط في أوساط حشود الحراك، ثم اختفاء تلك الروح إذا تعلق الأمر بالهوية، ثم إني أتوجه باللوم على الأب الفاضل حسن احمد باعوم وأقول له: يا أبا المناضلين، الم تخرج وخرجت معك حضرموت في عام 97م رافعين شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" ؟!

ثم إني أتوجه باللوم إلى أعيان البلاد وأشياخ قبائلنا وأقول لهم: أن الذين لا يشاركون في صناعة الحاضر وتشكيله، لن يكون لهم الفضل في صناعة المستقبل، ولعلكم نسيتم أو تناسيتم ما آل إليه الوضع بعد عام 67م، حيث أصبح من كان بالأمس مناضلا قد تحول في أعراف الدولة الناشئة مرتزقا وخائنا وكهنوتيا الخ.

اعرف أن الكثير هنا لن يعجبه الكلام وسيقول آنت تشق الصف وانته تغرد خارج السرب وأنت وأنت، ولكنها حقائق فكفى عبثا بالهوية الحضرمية، ولماذا لا يتم الإشارة إلى الهوية الحضرمية في المسمى أم أن هذا كثير علينا ؟!.

لقد هانت هويتنا في نظرنا فهنّا في أنظار الآخرين، فمن نكبة إلى نكبة، ومن احتلال إلى احتلال، ومن سقطة إلى سقطة، وعزائنا الوحيد لأنفسنا في نسيان الحاضر المرير هو التغزل في الماضي التليد الذي خلفه أجدادنا ولم نصنعه نحن.

دخلت في حوارات مع أشخاص لهم وجهات نظر شتى، سالت حراكيا حضرميا - وكلنا حراكيون - على ماذا تناضل؟ فقال: لأجل طرد الاحتلال؛ فقلت: وماذا بعد طرد الاحتلال؟ فرد علي بلهجتنا الحضرمية أولاً نطرد الاحتلال وبعدين بايقع خير !.

ثم سالت قياديا في الحراك ماذا سيكون شكل الدولة القادمة بعد التحرير؟ فقال: فدرالي برلماني، فسألته وأين الدستور ؟ فقال: مكتوب؛ واعلم علما اليقين أن الدستور الذي قصده ذلك الدستور الذي أعده نخبه من الشخصيات المثقفة، إلا انه لم يناقش ولم يقر لان هناك مناطق لم توافق عليه.

تحاورت مع أصلاحي فسألته كيف ترى ثورتكم ؟ قال: ناجحة بإذن الله، فقلت: صدقت ! فهي ناجحة من منظور كل أصلاحي وليست من منظور كل من ينتمي للجمهورية اليمنية، ولكن ما رؤيتكم لحضرموت بعد الثورة ؟ فقال: مثلها مثل بقية المحافظات؛ فقلت: أو ليس هناك مميزات كون التاريخ والثروة والأرض وو ؟ فقال لي بالحرف الواحد: ما هذه العنصرية ؟! علما انه حضرمي !.

دخلت حوارا مع حراكي جنوبي، فسألته عن نظام الحكم في الجنوب، فقال: سيقرره الشعب في حينه بعد التحرير؛ فقلت: له أن الماضي له دور في عدم توحد حاضرنا فهلا أريتني تصورك للمستقبل حتى يطمئن قلبي ؟ فقال: نظام جمهوري وعاصمته عدن فقلت: ولكني لا اقبل بعدن عاصمة إلا إذا كان مسمى الدولة حضرموت، فقال: وهل تظن أن العوالق أو أهل عدن أو المناطق الأخرى سيوافقون على أن يكونوا حضارم ؟! فقلت: له بالطبع لن نفرض عليهم أن يكونوا حضارم، ومن حقهم الرفض، ولكن، أليس من حقي أن ارفض أن تكون هويتي الجنوب العربي فلم يرد على سؤالي وغير الموضوع !.

متى سيدرك الحضارم انه من ابسط حقوقهم الحفاظ على هويتهم؟! وان المسالة ليست مسالة برميل نفط أو حبة سمك وإنما المسالة مسالة تاريخ وحاضر ومستقبل والهوية عنوان كل تلك الأزمنة.

ارث خلفه أجدادنا ولكننا لم نحافظ عليه، فلا مثقفينا قاموا بالدور المنشود في التوعية، ولا شيوخ قبائلنا قاموا بدورهم في الوقوف مع هويتهم بقوة رجالاتهم، ولا علمائنا ساندوا هويتهم علما انه لا تعارض بين هوية الأرض والتاريخ والهوية الدينية، ولا تجارنا ساهموا في دعم بقاء الهوية علما أنهم مستفيدين حين يطلق عليهم مجرد لفظة حضارم.

[email protected]
 
قديم 05-27-2012, 12:45 AM   #487
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



الهوية الحضرمية بين الفرض اليمني والرفض الجنوبي

5/26/2012 المكلا اليوم / كتب: نايف نصير

كانت حضرموت ما شاء الله لها أن تكون، ثم جاء عهد فيه تقسمت إلى أقسام بيد سلطنات وجماعات مصغرة إلا أن الهوية بقيت حضرمية، حتى جاء عام 67م عام النكبة الحضرمية، وتحت أكذوبة ووهم القومية العربية تغيرت من حضرمية إلى جنوبية يمنية ثم تغيرت بفعل مجموعة من الاشتراكيين إلى هوية يمنية. في عام 97م وبعد ثلاث سنوات من الانقلاب على الوحدة السلمية، خرجت حضرموت في عاصمتها المكلا بقيادة المناضل حسن احمد باعوم رافعة شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" رافضة الوضع الذي خلفته الحرب، وسقط في تلك المظاهرة شهيدان ثم بعد انتخابات عام 2006م بدأت الاحتجاجات لأبناء الجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتصاعد تحت مطالب حقوقية، ثم تحولت هذه الاحتجاجات المطلبية الحقوقية إلى احتجاجات سياسية تطالب بحق عودة الوطن المحتل ألا وهو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عودته لأبنائه.

اصطف الكثير الكثير من أبناء الوطن تحت سقف المطالبة بالحق السياسي في تقرير مصيرهم، ولكن هناك أشياء غير مفهومة ! فكوني حضرمي يبحث عن هويته الحضرمية لينتزعها من الاحتلال، وجد نفسه ينادي إلى هوية لا تمت له بصلة، ولم يكن جزء منها ألا وهي هوية "الجنوب العربي"، ومن المعلوم أن أوسع انتشار شكله الجنوب العربي كان عام 65م ولازلنا في الإملاءات رغم غياب السلطة.

فالاسم: الجنوب العربي
العاصمة: عدن
العلم: علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرفع أيضاً علم الجنوب العربي


فما الفرق إذا بين أملاءات صنعاء وفرض الهوية اليمنية واملاءات الجنوب العربي بفرض هويتهم ورفض هويتنا ؟!.

صراحة أقولها، لا لوم على واضعي هذه الاملاءات، فهذه طبيعة الإنسان العربي الذي لم يتوحد عبر التاريخ كله إلا تحت راية دين الإسلام، ولكن اللوم علينا معشر الحضارم، وخصوصا قيادات الحراك والذي ترى احدهم كالأسد إذا لم يسمح له باعتلاء المنصة وأخذ اللاقط في أوساط حشود الحراك، ثم اختفاء تلك الروح إذا تعلق الأمر بالهوية، ثم إني أتوجه باللوم على الأب الفاضل حسن احمد باعوم وأقول له: يا أبا المناضلين، الم تخرج وخرجت معك حضرموت في عام 97م رافعين شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" ؟!

ثم إني أتوجه باللوم إلى أعيان البلاد وأشياخ قبائلنا وأقول لهم: أن الذين لا يشاركون في صناعة الحاضر وتشكيله، لن يكون لهم الفضل في صناعة المستقبل، ولعلكم نسيتم أو تناسيتم ما آل إليه الوضع بعد عام 67م، حيث أصبح من كان بالأمس مناضلا قد تحول في أعراف الدولة الناشئة مرتزقا وخائنا وكهنوتيا الخ.

اعرف أن الكثير هنا لن يعجبه الكلام وسيقول آنت تشق الصف وانته تغرد خارج السرب وأنت وأنت، ولكنها حقائق فكفى عبثا بالهوية الحضرمية، ولماذا لا يتم الإشارة إلى الهوية الحضرمية في المسمى أم أن هذا كثير علينا ؟!.

لقد هانت هويتنا في نظرنا فهنّا في أنظار الآخرين، فمن نكبة إلى نكبة، ومن احتلال إلى احتلال، ومن سقطة إلى سقطة، وعزائنا الوحيد لأنفسنا في نسيان الحاضر المرير هو التغزل في الماضي التليد الذي خلفه أجدادنا ولم نصنعه نحن.

دخلت في حوارات مع أشخاص لهم وجهات نظر شتى، سالت حراكيا حضرميا - وكلنا حراكيون - على ماذا تناضل؟ فقال: لأجل طرد الاحتلال؛ فقلت: وماذا بعد طرد الاحتلال؟ فرد علي بلهجتنا الحضرمية أولاً نطرد الاحتلال وبعدين بايقع خير !.

ثم سالت قياديا في الحراك ماذا سيكون شكل الدولة القادمة بعد التحرير؟ فقال: فدرالي برلماني، فسألته وأين الدستور ؟ فقال: مكتوب؛ واعلم علما اليقين أن الدستور الذي قصده ذلك الدستور الذي أعده نخبه من الشخصيات المثقفة، إلا انه لم يناقش ولم يقر لان هناك مناطق لم توافق عليه.

تحاورت مع أصلاحي فسألته كيف ترى ثورتكم ؟ قال: ناجحة بإذن الله، فقلت: صدقت ! فهي ناجحة من منظور كل أصلاحي وليست من منظور كل من ينتمي للجمهورية اليمنية، ولكن ما رؤيتكم لحضرموت بعد الثورة ؟ فقال: مثلها مثل بقية المحافظات؛ فقلت: أو ليس هناك مميزات كون التاريخ والثروة والأرض وو ؟ فقال لي بالحرف الواحد: ما هذه العنصرية ؟! علما انه حضرمي !.

دخلت حوارا مع حراكي جنوبي، فسألته عن نظام الحكم في الجنوب، فقال: سيقرره الشعب في حينه بعد التحرير؛ فقلت: له أن الماضي له دور في عدم توحد حاضرنا فهلا أريتني تصورك للمستقبل حتى يطمئن قلبي ؟ فقال: نظام جمهوري وعاصمته عدن فقلت: ولكني لا اقبل بعدن عاصمة إلا إذا كان مسمى الدولة حضرموت، فقال: وهل تظن أن العوالق أو أهل عدن أو المناطق الأخرى سيوافقون على أن يكونوا حضارم ؟! فقلت: له بالطبع لن نفرض عليهم أن يكونوا حضارم، ومن حقهم الرفض، ولكن، أليس من حقي أن ارفض أن تكون هويتي الجنوب العربي فلم يرد على سؤالي وغير الموضوع !.

متى سيدرك الحضارم انه من ابسط حقوقهم الحفاظ على هويتهم؟! وان المسالة ليست مسالة برميل نفط أو حبة سمك وإنما المسالة مسالة تاريخ وحاضر ومستقبل والهوية عنوان كل تلك الأزمنة.

ارث خلفه أجدادنا ولكننا لم نحافظ عليه، فلا مثقفينا قاموا بالدور المنشود في التوعية، ولا شيوخ قبائلنا قاموا بدورهم في الوقوف مع هويتهم بقوة رجالاتهم، ولا علمائنا ساندوا هويتهم علما انه لا تعارض بين هوية الأرض والتاريخ والهوية الدينية، ولا تجارنا ساهموا في دعم بقاء الهوية علما أنهم مستفيدين حين يطلق عليهم مجرد لفظة حضارم.

[email protected]
 
قديم 05-30-2012, 02:23 AM   #488
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


القضية انحرفت عن مسارها !

هنا حضرموت / شروق الحضرمي

الثلاثاء 29 مايو 2012

رسميا بهذة المقالة أُعلن انسحابي من النضال السياسي ..لأنه انحرف عن مساره , أصبح نضال يدعوا للجنوب العربي وليس نضال استعادة دولة ماقبل 22 مايو …جو نضالي لاتسمع به إلا عودة الجنوب العربي , وعودة الهوية الجنوبية ..الجنوب العربي أرض وتاريخ وهوية ! ..وأي أحد يردد غير ماذكرت هو في نظرهم مناطقي ويشق الصف ! ..أما أن أقول حضرموت أرض وتاريخ وهوية ..يقولون لما هذة المناطقية ؟ …

صفحاتهم مليئة بالتقديس للجنوب العربي وهم أحرار بذلك لاننكر عليهم هذا …لكن كم مرة قلت لهم ان قضيتنا سياسية وليس لها علاقة بالهوية لان كل شخص سيحتفظ بهويته ..الرد جاهز نحن جميعا جنوبيين وهويتنا الجنوب العربي ! ..وحينما أحببت أن أتباهى بتاريخ أجدادي الحضارم وهويتنا الحضرمية ..قالوا لما صفحتك أصبحت عنصرية ! نحن كلنا جنوبيين عرب ! ..لايريدون أبدا أن أي ذكر لحضرموت إلا من خلال جنوبهم العربي …

تحلمت كثيرا من أجل عدم شق الصف لكن الموضوع فاق احتمالي ..وكان المحك لأظهار الحقيقة هو حين وقفت مع أهلي بحضرموت في أزمة الكهرباء وكتبت مقالتي حضرموت لن تركع ..ياإلهي ! لما صفحتك عنصرية ولما هذة اللهجة العنصرية في المقالة ..أنت عنصرية ..نحن جنوبيين عرب والمفروض المواضيع تكتب بأسم الجنوب !! توصلت إلى أنهم لايريدون ذكر لحضرموت إلا من تحت مظلة جنوبهم !!

أدركت فعلا أننا لم نعد في قضية سياسية ..بل تحولت إلى صراع هويات ..من حقي أن أكتب كحضرمية وأفتخر بتاريخ أجدادي وأعلنتها صراحة من لديه حساسية من مسمى حضرموت لدينا مناعة من جنوبه ! أصبح جو النضال خانقاً جداً لأنه كله تقديس بجنوبهم المزعوم , وأي شخص يتحدث خارج نطاق الجنوب فهو مناطقي ويشق الصف ..عادت سياسة الرأي الواحد! وعند محاولات عديدة اقناعهم أن نتحدث بشكل سياسي وبأسم الدولة التي دخلنا بها الوحدة ..ي

قولون نحن لسنا يمنيين ..نحن جنوبيين عرب وهويتنا الجنوبية ..إذن لما عليّ أن أكون جنوبية وأنا حضرمية وهويتي حضرمية ..يأتي الرد منهم بأن الحضارم جنوبيين ومن يقول غير ذلك فهو بنظرهم يشق الصف ..عجبي ! أنتم لاترون أنفسكم يمنيين بل جنوبيين عرب ..ونحن لانرى انفسنا لايمنيين ولا جنوبيين عرب بل حضارم لايحق لأحد أن يفرض علينا أن نكون جنوبيين بالقوة ..ونحن لسنا جنوبيين ..كم أرى سيناريو 67 يتكرر لكن بصيغة أخرى ..

لغة العصر الفكر ..حينما في 67 بعض الشخصيات الحضرمية جرتنا لليمننة بقرار يوصف بغباء سياسي وحضرموت لم تكن يمنية يوما ..وها نحن بعد أكثر من أربعين عام نتساءل لما نحن يمنيين ونحن حضارم ؟..للأسف أرى أمامي محاولة لأعادة نفس السيناريو وبلغة الفكر وغسل الادمغة لبعض الحضارم على أننا جنوبيين ..وحضرموت ليست من الجنوب العربي ولم تنضم لأتحاد الجنوب العربي ..نفس خطأ 67 يتكرر والان بعض الحضارم يردد أنا جنوبي ..

نفس الشئ لاقدر الله وفرض مسمى الجنوب العربي “الله لايكتب هذا اليوم ” سيأتي جيل بعد أربعين عام وسيقول لما نحن جنوبيين ونحن حضارم ؟ لذلك المسألة أصبحت خطيرة جدا ..تحولت من قضية سياسية الى صراع هوية ..إدخال حضرموت تحت مسمى الجنوب العربي وهي لاتنتمي له ..جريمة تزوير سياسية وتاريخية في حق حضرموت أنا لن أشارك بها لذلك توقفت , وساحتمل الهجمة الكبيرة ضدي الان لكن لن احتمل اللعنات التي بعد أربعين أو خمسين سنة من جيل قادم سيعترض ويقول لما نحن جنوبيين ونحن حضارم ..

هاهي صوت اللعنات الان تحوم حول أذني من هذا الجيل الذي يقول لما نحن يمنيين ونحن حضارم ..وتدعوا على من حرم الحضارم أن يرفلوا بجنسيتهم وتاريخهم الحضرمي في أرجاء المعمورة …هم في 67 كانوا مثلكم ليسوا متقصدين بل يرون أنهم يحسنون صنعا ..مثل ماأنتم الان تقولون ” الله ..ياسلام أنا جنوبي ” هم كانوا نفس الشئ يقولون ” ياسلام أنا يمني جنوبي ” التاريخ يعيد نفسه بصيغه مختلفة اعتبرها في 67 غباء سياسي والان اعتبرها غباء فكري ! فنحن لسنا جنوبيين ..نحن حضارم ..من يريد من الحضارم أن يردد ويقول أنا جنوبي هو حر ..لكن لايأتي ليفرض علينا أن نكون جنوبيين أو أن حضرموت جنوبية ..ليس من حق أي أحد إدخال حضرموت تحت مسمى لم تتسمى به من قبل !

لذلك حين رأيت خطورة المسألة في المناداة بالجنوب العربي والهوية الجنوبية والتحدث بهما وكأنهما سمة الدولة القادمة ومحاولة فرض ذلك كأمر واقع ! , لذلك قررت رفع شعار الدفاع عن هوية آبائي وأجدادي الحضارم ..وسأسخر قلمي ضد كل من يحاول أن يلبس حضرموت ثوبا ليس ثوبها , الجونبة واليمننة ليست ثياب حضرموت ..حضرموت لاتلبس إلا ثوبا حضرمياً خالصا ..وستبقى أبد الدهر ..حضرموت حضرمية ..لا جنوبية ولا يمنية ..وحضرموت ليست ألعوبة “تتزقلون ” بها بين مرة اليمن ومرة الجنوب ! والتمادي فاق الاحتمال ..

والجهل من البعض يريدون اختزال تاريخ عمرة خمس آلاف عام تحت مسمى أوجدوه في خمسينات القرن الماضي ..ونسوه وعادوا الان يتذكروه ويريدون فرضه علينا ! بل لايريدون أن نقول أبدا نحن حضارم نقول فقط جنوبيين وغير مسموح لحضرمي أن يتحدث إلا كجنوبي !! بل وصل التمادي ..حين كان مذيع قناة ” عدن لايف ” رغم خطها الاستقلالي الرائع ..لكنها تتمادى بمسمى الجنوب العربي لدرجة ..أن أحد المتصليين الشماليين يجادل المذيع بقولة من أنتم ..رد المذيع بقوله نحن الجنوب العربي أرض وتاريخ وهوية !

نحن الجنوبيين من نشر الاسلام بالعالم !!! الحضارمة من نشر الاسلام بالعالم ياسيادة المذيع ..لانقبل أبدا أن تنسب حضارتنا الحضرمية وتاريخنا الحضرمي للجنوب المكتشف في الخمسينات !!..لما لم يقول المذيع الحضارم ..أما أنه من الان يريدون أن يكون مسمى الجنوب هو السائد ..الخطأ ليس عليهم ..الخطأ على الحضارم الذين سايروهم ..

أقول لكل حضرمي ممن يقولون أنا جنوبي ..مدينة شبام التاريخية الأثرية ..التي يأتي إليها السائح الغربي من آخر أصقاع العالم ليلتقط الصور بجانب هذة المدينة العريقة ..قل له ..أنا ابن هذة الأ رض حملوني أجدادي مسمى وهوية عمرها خمس آلاف عام ..تركتها لأجل مسمى شاع الان اكتشفوه بالخمسينات القرن الماضي ..هل تعلم ماذا سيجيبك السائح الغربي ؟ أنت مجنون ..هكذا سيقول لك ..ولأكمل لك لو هي لي لما تخليت عنها أبدا ..هذا وهو غربي ..لم نعد نسمع في حضرموت إلا يمن ..جنوب ..يمن ..جنوب ..حددوا لنا مو عد ..

متى سنسمع حضرموت في حضرموت ! لست في دعوى انفصالية أبدا ..بل لابد من تصحيح الوضع بأن الدولة القادمة تكون من إقليمين ..إقليم حضرمي وآخر جنوبي ..نحن لانصادر حقهم بجنوبهم ومسماه ..فلا يأتي أحد ليصادر حقنا بحضرموتنا ..ثم هي “قدها مخلوقة ” واسمها حضرموت هذا لمن يردد الان واسمعه كثرا “اذا خلق سميناه ” لمن يجادل في مسمى الدولة ..ولن نكون أول دولة بالعالم اسمها مركب دولة حضرموت والجنوب العربي ..

نحن حضارم وهويتنا الحضرمية ..وهم جنوبيين وهويتهم الجنوبية ..كم أتمنى أن ننطلق بحملة التوعية بالهوية الحضرمية ..وهذا مايجب أن يأخذه المثقفين على عاتقهم ..ولا نلتفت لمن سيقول أننا مناطقيين أو عنصرييين ..بل يكون جوابنا لهم لك ماتشاء من مسميات وتختار ..لاتفرضها علينا ..فأنا لاأفرض عليك شيئاً ..لن نكون جنوبيين ونحن نرى أنفسنا حضارم ..وإن قال لك هذا يشق الصف ..قل له رسميا نحن يمنيين فلنتحدث كيمنيين ..سيرفض ..قل له إذا لما عليّ أنا أتحدث كجنوبي وأنا حضرمي ..توقفت عن الحديث بالجنوب ..لأني حضرمية ..ولا أستطيع أن أكون إلا حضرمية ..فأنا لاأجيد التمثيل …
 
قديم 06-06-2012, 02:25 AM   #489
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت تاريخ حضرموت هوية حضرموت تراث حضرموت وطن حضرموت حضارة حضرموت فن حضرموت انصارالاسلام والفاتحين صحبة رسول الله والخلفاء الراشدين خسئتم ايها الطامعون والمغالطون موتو بغيظكم ستبقى حضرموت عصية على الغزاة الطامعون في سرقتها وسرقت تراثها وتاريخها ويمننتها ؟

لقد اظحكني كلمة محافظة بحرالعرب ( اليمنية ) هههههههههههههههههههههه حضرموت وبحرالعرب لاعلاقة لها بهويتكم المزورة والكاذبة ؟

نعم انتم مخاليف صنعاء؟
زمخلاف زبيد ؟
ومخلاف الجند؟
ومخلاف تهامة؟
ومخلاف رداع؟
ومخلاف ذمار؟
وسلطنة البيضاء؟

 
قديم 06-07-2012, 05:21 PM   #490
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


جولة بين منتديات وادي حضرموت

6/7/2012 4:47:21

د. عبد الله سعيد باحاج

في صباح الأربعاء 11 إبريل 2012م وصلت إلى تريم عاصمة حضرموت الثقافية والحضارية، والتي أصبحت وعن جدارة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2010م. وكان الهدف من زيارتي لتريم وبقية مناطق وادي حضرموت هو التعرف على حركة ونشاط المنتديات الثقافية فيها، وكذلك تلمس الوعي الوطني الفردي والجماهيري بالحركة السياسية الناهضة في حضرموت والرافضة لأي تغيير قادم لا يلبي طموحات وتطلعات أبناء حضرموت في الحرية والاستقلال مباشرة أو عبر مراحل متدرجة مضمونة.

وقد رافقني في تلك الجولة الاستطلاعية لمنتديات وادي حضرموت والتي استغرقت أسبوعاً كل من الأخوة الأعزاء خميس علي حمدان وحسن فرج العامري وأحمد علي باهبري وخالد علي باعلي. ولذلك فقد كانت مناسبة طيبة لعرض ما لدينا من رؤى وتصورات فيما تطرحه (جبهة إنقاذ حضرموت) والتي أعلنا عن قيامها منذ السابع عشر من سبتمبر عام 2011م، وما تطالب به هذه الجبهة من فك ارتباط عن نظام صنعاء ولكن برؤية حضرمية صميمية يضمن للحضارمة حقوقهم المستقبلية في أي تغيير قادم ودون هيمنة أو وصاية من قبل القوى السياسية الناشطة في المنطقة الغربية من الجنوب أي عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى المجاورة لها، وحتى لا نلدغ من نفس الحجر مرتين، وكما لدغنا في عام 1967م، وكانت الكارثة عظيمة ومزلزلة علينا وعليهم، ولا زلنا إلى يومنا هذا ندفع ثمنها الفادح في كافة المجالات.

وقد خرجنا من هذه الجولة الاستطلاعية برؤية أكثر وضوحاً حول ما ينشده ويرنو إليه شعب حضرموت وخاصة في قطاعاته الواعية والمستنيرة من المصير المنتظر له، وكيف أنه يتطلع إلى وضع أفضل يزيل عنه معاناة نصف قرن من البؤس والشقاء والحرمان، وأنه لا عودة مطلقاً لهيمنة القوميين ولا الاشتراكيين ولا الوحدويين ولا الإصلاحيين حتى وأن تلبسوا بلباس الحراك أو الصلاح، فكل هؤلاء قد جربهم شعبنا الحضرمي وذاق الأمرين من سنين حكمهم، وليس من الحكمة تجريب المجرب، والقبول بالجلادين ليكونوا أطباء لمعالجة أمورنا المستقبلية مهما كانت الشعارات والبلاغات التي يرفعونها. وهذا هو ما تأكد لنا خلال جولتنا الاستطلاعية هذه في وادي حضرموت.



تريم: محطة أولى:

في مساء الأربعاء وفي فندق كينيا بمنطقة عيديد بغربي مدينة تريم والذي أقمت فيه كانت أولى اللقاءات، حيث اجتمعت مع بعض نشطاء الحراك ومن بينهم الأخوة الأساتذة أحمـد سالم بلفقيه وعقيل بن حفيظ وصالح الكاف وعبد الله كرامة العامري وآخرون. وكان اللقاء ودياً للغاية تسوده مشاعر الاحترام وتكتنفه الصراحة والوضوح والشفافية. وقد دام زهاء ثلاث ساعات تبادلنا خلاله جوانب عديدة من شؤون حضرموت السياسية والاجتماعية والثقافية، وكذلك ماله علاقة بنشاط الحراك في وادي حضرموت باعتباره حركة شعبية وجماهيرية عامة تهم كل الحضارمة وبصرف النظر عن رؤيتهم لمسير هذا الحراك ورؤيته السياسية المعلنة.

وخرجنا من هذا اللقاء بتوافق عام بأنه من الضروري أن تحفظ لحضرموت مكانتها المعروفة، وأن تصان حقوقها، وألا تظلم مرة أخرى كما ظُلِمت في عام 1967م وفي عام 1990م وعلى أيدي نفر من أبنائها، وأن يكون للحضارمة حقهم المطلق والمصان والمضمون في الاختيار الحر والمباشر فيما يرنون إليه من مستقبل منتظر، وألا تفرض عليهم أي وصاية أو هيمنة من أي طرف كان.

وقد أوضحت في هذا اللقاء لهؤلاء الإخوة أننا في جبهة إنقاذ حضرموت مع النشاط العام للحراك للوصول إلى فك الارتباط، ولكننا لسنا مكوناً من مكونات الحراك الجنوبي، وإنما نحن فصيل وطني حضرمي مستقل يسعى لخير حضرموت أولاً، ثم للتعاون المثمر مع مناطق الجنوب المجاورة لنا وبما يخدم مصالح الطرفين معاً أي حضرموت والجنوب، ولنا في ذلك رؤى ودراسات تفصيلية يمكن عرضها في الوقت المناسب. كما أوضحت لهؤلاء الإخوة وبصريح العبارة أن الجنوب يمكن أن يكون جزءاً من حضرموت بحكم الجغرافيا والتاريخ، ولكن لا يمكن أبداً ومطلقاً أن تكون حضرموت جزءاً من الجنوب، لأنه لا يعقل أن الجسم الأكبر ينسب إلى الجسم الأصغر، فهذا ضد منطق الأشياء، ولسنا مجبرين على قبول ذلك. ورغم ذلك فإننا لا نسعى لجعل الجنوب تحت هيمنة حضرموت، وإنما نترك الخيار لأبناء الجنوب ليختاروا ما يناسبهم في كيفية تنظيم علاقتهم بحضرموت بلا وصاية أو هيمنة من أي طرف على الآخر، فلا شك أنه من المفيد لكلينا (حضرموت والجنوب) أن نكون على وئام وتناغم في كيفية التخطيط للمستقبل، وفي إطار الندية والاعتراف والاحترام المتبادل للحقوق والتعاون المثمر لشعبينا.

سيئون: محطة ثانية:

في صباح اليوم التالي أي الخميس التقينا في سيئون عاصمة الوادي وحاضرة آل كثير بنشطاء آخرين يحملون في وجدانهم وعقولهم وأفئدتهم الهم الحضرمي والأمل في تجاوزه. وكانت البداية مع الأستاذ العزيز عمر أحمد حسان والذي تربطه علاقة جيدة ببعض رجالات سيئون ومفكريها ومثقفيها وناشطيها. ومن خلاله التقينا بالأستاذ الأديب علي أحمد بارجاء رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتّاب في وادي حضرموت، ولي معرفة جيدة به منذ سنوات عدة، وكذلك الشيخ أحمد علي الكثيري أحد رجالات آل كثير في سيئون والأستاذ المحامي سامي جواس الناشط الحقوقي في سيئون، وانتهينا من ذلك إلى ضرورة عقد لقاءات متكررة وموسعة مع بعض الشخصيات الاجتماعية في سيئون وفي غيرها من مدن وادي حضرموت.

شبام: محطة ثالثة:

في عصر الخميس توجهنا إلى شبام العالية ذات الشموخ المعماري العريق وواجهة حضرموت الحضارية والمصنفة في اليونسكو ضمن مدن العالم التراثية، وبعد أن توقفنا قليلاً في بلدة تريس، وحيث قابلنا هناك وفي أحد مساجدها الشيخ عبد الله باعطوة وفي إطار زيارة مودة لمعرفة سابقة جمعتني به في مؤتمر الجنوبيين بالقاهرة في شتاء عام 2011م أما في شبام فقد كان هدفنا مقابلة الصحفي القدير والباحث المجتهد الأستاذ علوي عبد الله بن سميط، فوجدته كما عهدته دائماً بين أحضان الكتب والمؤلفات وفي حالة جدل ونقاش مع رفقاء له في قاعة منتدى أسسه مع رفاقه وأسموه (منتدى شبام حضرموت الثقافي)، فأكبرت فيه تلك الهمة والحيوية، خصوصاً وأنني أقبلت عليه وبرفقة زملائي الأربعة دون موعد سابق أو إخطار مسبق مني له. وأدركت حينها كم هذا الرجل حريص على المعرفة والعلم ولديه عطش دائم إلى التزود منهما. ولذلك كان حرصه الشديد على إقامة نواة طيبة لمركز معلومات وتوثيق لمنتداه، حيث لاحظت وجود أرفف وأشلاف مثبتة على الجدران وهي تنوء بحملها من الكتب والمؤلفات والمطبوعات المتراكمة عليها.

وكانت البداية الطبيعية في الحديث مع الأستاذ علوي أن يكون حول هذا المنتدى والذي جعل إحدى غرف منزله مقراً له، وهي تضحية عظيمة منه في هذا الزمن الصعب. وعلمت منه وباقتضاب الشيء المفيد حول هذا المنتدى ونشاطه والذي انطلق في عام 2004م واستضاف العديد من الباحثين والمختصين من الحضارمة والعرب والأجانب في جوانب عديدة تتعلق بشبام أو حضرموت عموماً من الناحية التاريخية والأثرية أو المعمارية أو الانثربولوجية. ومن إصدارات هذا المنتدى رغم قلة إمكاناته بل وانعدامها كتاب بعنوان (مشاهدات وانطباعات عن شبام) قام بتأليفه كل من الأستاذ علوي عبد الله بن سميط والأستاذ عبد الله سعيد بن حازم وصدر في عام 2008م. وكذلك كتيب بعنوان (شبام حضرموت: المدينة المسورة في سطور) ألفه الأستاذ علوي بن سميط وصدر في عام 2010م.

وقد أسعدني ذلك كثيراً لأنه يدل على أن هذا الرجل يحمل في عقله وفؤاده وكيانه رسالة يريد أن يبلغها للآخرين، وليس له مطمح في دور يلعبه ويجني منه الثمار أو العقار. كما أن مشاركته في العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتنموية العامة وخصوصاً في مدينته شبام تدل على عمق الانتماء للمكان، ودون أن ينسى انتمائه الأكبر لحضرموت وما يمليه عليه ذلك من واجب تجاهها.

وفي إشارة منه إلى متابعته الجيدة بما اكتبه وانشره من مقالات ومؤلفات حدثني عن بعض ذلك، وهو يتفق معي في هذا الهواء الحضرمي الذي نستنشقه جميعنا. وكذلك حدثني عن مشاهدته واستماعه لما دار في فعاليتنا الجماهيرية بالمكلا والتي نظمتها جبهة إنقاذ حضرموت في 16 يناير 2012م وعن استحسانه لما طرح فيها من أفكار عامة ومن رؤى متوازنة.

ولاشك أنني في زيارتي هذه لشبام تعرفت فيها على رجل وعلى منتدى. وكم كنت أتمنى أن يجد هذا المنتدى ومنتديات أخرى في حضرموت دعماً مادياً ومعنوياً من القادرين على ذلك في حضرموت بالوطن والمهجر وما أكثرهم من أجل رفع شأن المعرفة والوعي في ربوع حضرموت العزيزة، وهي بلا شك من سبل التنمية الجادة والسليمة لأوضاع مجتمعنا الحضرمي.

وكنت قد تعرفت على الأستاذ علوي بن سميط منذ سنوات خلت عندما زرته في منزله أو منزل أحد أقاربه في شبام - لا أذكر تماماً - وفي جولة ميدانية قمت بها لجمع معلومات مباشرة عن تطور العمران والاستيطان في حضرموت. وقد قابلته حينها مع صديق له ولي وهو الأستاذ حسين صالح باشراحيل مدير عام مكتب المغتربين في وادي حضرموت.

وقد وجدت من الأستاذ علوي حينها استقبالاً طيباً واستعداداً تلقائياً لمساعدتي في إنجاز ذلك البحث، مما حفزني على ضرورة مقابلته مرة أخرى إذا ما سقتني الظروف إليه، وهو ما حدث في هذه الزيارة.

سيئون مرة أخرى: محطة رابعة:

حضرنا صلاة الجمعة في جامع الخير في سيئون. وهذا الجامع أخذت شهرته ومكانته تتصاعد يوماً بعد يوم في سيئون وما حولها نظراً للدور الكبير الذي يقوم به خطيب هذا الجامع الشيخ صالح عبد الله باجرش والذي جعل خطبه ذات قيمة وأهمية للحاضرين. وكان موضوع الخطبة ذلك اليوم عن المعلم وكيف كان وضعه ماضياً وكيف أصبح حالياً في حضرموت. وأشار فضيلة الشيخ صالح بارك الله فيه وفي جهده الطيب كيف كان معلمو حضرموت في الماضي يحظون بالاحترام الرفيع والمكانة المرموقة في مجتمعنا وما كان يقوم به هؤلاء من دور إيجابي في التنمية الجادة والسليمة التي ينشدها الإنسان الحضـرمي، ثم كيـف أصبـح وضعه اليوم متدنياً علمياً وأخلاقياً واجتماعياً، وهو لا يستطيع أن يساهم بشكل سليم في بناء مجتمع يقوم على أسس راسخة مع المعرفة والوعي والأخلاق والقيم، والسبب في كل ذلك بلا شك هذه الأنظمة الاستبدادية والطائشة المتعاقبة على حضرموت منذ عام 1967م، والتي جعلت من التعليم ملهاة لها ومسرحاً لتجاربها وأفكارها السياسية والاجتماعية المنحرفة. وكان الشيخ صالح واضحاً وصريحاً في طرح ذلك الموضوع، ودون أن ينسى حقوق المعلم المعنوية والمادية وكيف أنها تهدر وتنتهك نهاراً جهاراً بلا رقيب أو حسيب مما ينعكس أثره الضار على مستقبل الأجيال المتلاحقة من أبناء حضرموت.

وكنا بعد صلاة الجمعة على موعد مع بعض رجالات آل كثير ومع نشطاء آخرين من أبناء سيئون ومثقفيها وكوادرها الإدارية والأكاديمية، فاجتمعنا في أحد قصور آل كثير في غربي سيئون. والتقينا هناك بالشيخ عبد الله صالح الكثيري وهو مدير عام سابق للتربية والتعليم في وادي حضرموت ويعتبر ممثلاً وراعياً لشؤون آل كثير في حضرموت. وكان معه بعض رجالات آل كثير وشخصيات اجتماعية أخرى ومنها الشيخ أحمد علي الكثيري والشيخ منصور بن حيدره والشيخ العبد باوزير والقاضي محمد علي بن طالب والطيار العسكري محمد مصعب والمدير العام السابق عصام بن حبريش وآخرون. وكانت القاعة غاصة بالحاضرين بما لا يقل عن خمسين شخصاً، مما يدل على حفاوة الاستقبال الذي استقبلنا به رغم أنه كان على عجل وبدون ترتيب مسبق بشكل كافٍ.

وكان لقاء مثمراً ومفيداً تبادلنا فيه الحديث والحوار المستفيض حول ما يمكن أن يفيد حضرموت المستقبل، خصوصاً وأننا على أعتاب مرحلة جديدة لبناء حضرموت الغد، فاستمعنا جيداً لما قاله الشيخ عبد الله صالح الكثيري من حيث الرؤية المستقبلية التي يراها وينشدها لحضرموت، وبأنها يجب أن تستعيد مكانتها المفقودة منذ عام 1967م، ومؤكداً على ضرورة أن يسعى كل الحضارمة في الوطن والمهجر بجد وإخلاص لتحقيق طموحات الشعب الحضرمي وما يصبو إليه من خير وعزة وكرامة واستقرار.

ومن جانبنا أوضحنا ولجميع الحاضرين رؤيتنا في ذلك، وحيث أننا في جبهة إنقاذ حضرموت نطالب بنص دستوري واضح وصريح يكفل لشعب حضرموت حق تقرير المصير في دستور الدولة القادمة التي ستحكم حضرموت وبصرف النظر عن كون هذه الدولة هي دولة الجنوب أو دولة أخرى تفرض علينا إقليمياً أو دولياً، فالمهم هو ضمان حقوق الحضارمة في أي تسوية سياسية قادمة، ودون أن نخفى طموحنا في أن نحصل على استقلال لدولة حضرموت إذا ما تيسر ذلك واجتمعت عليه كل القوى الحضرمية وأيدته دول الإقليم والمجتمع الدولي.

ولذلك أشرنا في طرحنا أمام الحاضرين إلى سعينا في جبهة إنقاذ حضرموت إلى جمع الصف الحضرمي وتجميع القوى الحضرمية تحت مسمى (عصبة القوى الحضرمية) لتكون مظلة واسعة يجتمع تحتها كل القوى العاملة في الساحة الحضرمية من تنظيمات سياسية وشبابية وطلابية بشرط أن تسعى إلى حق تقرير المصير لشعب حضرموت ودون أن تفرض على شعبنا أي وصاية أو تبعية لصنعاء أو لعدن. كما أن الانضمام لهذه العصبة لا يلغي كيان أي تنظيم أو مكون ينظم إليها وإنما القصد منها هو التنسيق والتعاون والتكامل في أنشطة ومساعي هذه الكيانات المنضوية للعصبة لما فيه خير حضرموت وأهلها، والمهم هو العمل لضمان حقوق الحضارمة وهويتهم وثرواتهم من أي عبث أو استغلال أو استباحة تحت مبررات زائفة وطنية أو قومية أو جنوبية أو وحدوية أو إسلامية، وكما حدث منذ عام 1967م وإلى اليوم.

وقد وجدنا في طرحنا هذا ولله الحمد ما يكفي من تجاوب واقتناع من قبل الحاضرين وتأكد لديهم سلامة المسير والرؤية التي تنتهجها جبهة إنقاذ حضرموت، وخصوصاً أننا لسنا دعاة عنف أو مسيرات طائشة أو إرهاب أرعن، وإنما نحن دعاة سلم ومحبة وإقناع، ومع يقيننا بأن شعب حضرموت على استعداد تام للجهاد والنضال من أجل استرجاع حقوقه المنهوبة منه منذ عام 1967م بالحسنى أولاً وأن لم تأت فبكل الوسائل المشروعة التي تكفل له استعادة هذه الحقوق المغتصبة، ودون تعدي على حقوق الآخرين أن كانت لهم حقاً أي حقوق.

واستمعنا إلى ملاحظات قيمة وهامة من الحاضرين ومن بينهم القاضي محمد علي بن طالب والطيار العسكري محمد مصعب والمدير العام السابق عصام بن حبريش ومن غيرهم.

وقد تركزت ملاحظاتهم واستفساراتهم حول ما تطرحه جبهة إنقاذ حضرموت في مسألة (حق تقرير المصير لشعب حضرموت) والذي تطالب به الجبهة، وكيف يمكن تنفيذه إذا ما حدث فك ارتباط والذي تطالب الجبهة بتحقيقه باعتباره خطوة أولى لتلبية مطلب الحضارمة في حق تقرير مصيرهم.

وفي هذا الصدد أشار الشيخ عبد الله صالح الكثيري إلى رسالة وصلت إليه من المستشار القانوني والمحكم الدولي بدول الخليج العربية الأستاذ عبد العزيز بن سعيد الكثيري تطرح رؤية شاملة ومدعومة بآليات تنفيذية في كيفية السعي الجاد لحفظ حقوق الحضارمة.

وفي ختام اللقاء وجه إلينا الشيخ عبد الله الكثيري دعوة كريمة بتكرار الزيارة لما فيه خير حضرموت وأهلها، كما أشار إلى أهمية القيام بزيارة لمركز ابن عبيد الله السقاف الثقافي في سيئون، وحيث أن هذا المركز يعد من المعالم الثقافية والفكرية المعروفة في سيئون بل وفي وادي حضرموت، وهو يعقد فعالياته وبانتظام في مساء كل أربعاء من كل أسبوع، ويدير شؤون هذا المركز الثقافي الأستاذ محمد حسن السقاف، وهو من الشخصيات الاجتماعية والثقافية النشطة والمعروفة في سيئون. ولم يكن لي حينها حظ في التعرف عليه، فوددت لو تعرفت عليه لاحقاً، وهو ما تم بالفعل في زيارتنا الثانية إلى وادي حضرموت، وحيث ألقيت في هذا المركز محاضرة بعنوان (الحضارمة ودورهم في تنمية وتحديث عدن والجنوب العربي من عام 1888 إلى عام 1990م). وسأترك تفاصيل ذلك لفرصة أخرى قادمة إن شاء الله تعالى.

تريم مرة أخرى: محطة خامسة:

قبل صلاة العصر من يوم الجمعة ذاتها انطلقنا وعلى عجل من سيئون إلى تريم، وحيث كنا على موعد مرتب مع بعض نشطاء الحراك وشخصيات عامة فيها. ولقد سعدت بلقاء مجدد جمعني بالأساتذة أحمد سالم بلفقيه وعقيل بن حفيظ ثم بكل من الأساتذة عبد الرحمن علي بلفقيه وصالح سعيد باحشوان وأحمد باسنبل وآخرون. وكان اجتماعنا وبرفقة زملائي الأربعة في منزل الأستاذ عقيل بن حفيظ. ودار بيننا حوار مثمر ومفيد استفدنا منه كثيراً من خلال الملاحظات التي قُدمت لنا من هؤلاء الإخوة ومن بقية الحاضرين، كما أننا تناولنا كيفية العمل على تنسيق وحدة الصف الحضرمي كخطوة ضرورية لوحدة الصف الجنوبي إذا ما رغب الجنوبيون أن يكون للحضارمة الدور الفاعل في جمع كلمة سكان هذه المنطقة من حضارمة وجنوبيين، وأن يكونوا على توجه واحد نحو فك الارتباط من نظام صنعاء، ودون وصاية أو هيمنة من طرف على آخر، ومع حفظ الحقوق المشروعة والمعروفة للحضارمة والمنتهكة منذ عام 1967م وإلى اليوم وليس منذ عام 1994م كما يدعي نشطاء الحراك الجنوبي.

وبعد صلاة المغرب رتب لنا الأستاذ عقيل بن حفيظ زيارة لمنتدى الإبداع وخدمة التراث في مدينة تريم والذي يدير شؤونه الأستاذ أحمد السري. وقد استقبلنا في هذا المنتدى بحفاوة ملحوظة من قبل رئيسه ورواده. وكانوا ساعتها ينظمون فعالية ثقافية على شكل محاضرة ألقاها الأستاذ صبري باحريش حول تاريخ ومآثر السيد العيدروس المقيم في عدن. وبعد المحاضرة والملاحظات التي قدمت حولها والردود عليها رحب بنا مرة أخرى من كان يدير الفعالية الثقافية ولا أتذكر اسمه، وطلب مني إلقاء كلمة أمام رواد المنتدى، فعبرت عن الشكر والتقدير عن نفسي وعن زملائي الأربعة المرافقين معي لما حظينا به من حسن استقبال، ومنوهاً أن جولتنا هذه في وادي حضرموت كانت من أجل التعرف على المنتديات الثقافية والاستفادة من خبراتها ونشاطها، خصوصاً وأننا في المكلا قد أقمنا منتدى باسم (منتدى حضرموت الثقافي والعلمي) وأنه يسعدنا أن نربط علاقات تعاون وعمل مثمرة في الأنشطة الثقافية بين منتدانا في المكلا ومنتديات وادي حضرموت والتي بلا شك ستصب لصالح حضرموت وما تحتاج إليه من وعي ومعرفة في العملية التنموية الطموحة والجادة.

وفي ختام زيارتنا لهذا المنتدى أخبرني الأستاذ أحمد السري رئيس المنتدى بأن هذا المنتدى هو من ضمن مجموعة من المنتديات يصل عددها إلى حوالي ثمانين منتدى تغطي معظم مناطق حضرموت، وتتم تحت رعاية شخصيات أفاضل من أهل العلم والصلاح ومن بينهم الداعية الإسلامي أبوبكر العدني المشهور ولا شك في أن لهذه المنتديات الخير الوفير الذي سيعود على حضرموت وأهلها بعونه تعالى.

ومن محاسن الصدف وترتيب القدر أنني قبيل مغادرتي لهذا المنتدى سعدت بالتعرف من جديد على صديق وزميل دراسة قديم أثناء المرحلة الثانوية وعندما كانت تسمى حينها (ثانوية المكلا) وهي المسماة اليوم (ثانوية بن شهاب). وقد فرقت بيننا الأزمنة والأحوال ولأكثر من أربعين عاماً وهو الدكتور علي المشهور وقد أصبح أستاذاً في جامعة حضرموت في قسم الكيمياء. وكان لقائي به مؤثراً أعادت إلي وإليه ذكريات عزيزة وغالية عندما كنا معاً في ثانوية المكلا خلال أعوام 1967 - 1971م.

وعندما عدت في حوالي التاسعة مساءً إلى فندق كينيا الذي أقمت فيه كان نشطاء الحراك يقيمون فعالية ثقافية في ساحة مجاورة للفندق، وبجوار خيمة للحراك وضع عليها بشكل بارز علم (الجنوب العربي) وليس علم (اليمن الديمقراطية) كما هو معتاد في بقية خيمات الحراك. وكنت أود أن أحضر هذه الفعالية لاستمع إلى ما يُطرح فيها لولا أنني كنت مجهداً وتعباً فأثرت الصعود إلى الفندق. وفي صباح اليوم التالي أي السبت قابلت الأستاذ أحمد بلفقيه وأخبرني أن الأستاذين محمد أحمد بلفخر وأحمد محمد بامعلم هما اللذان كانا يحاضران في فعالية الأمس تحت الفندق. فتأسفت بعض الشيء لأنني لم أحضر تلك الفعالية، خصوصاً وأنني كنت أود الالتقاء بهذين الأخوين العزيزين للتحية ولتجاذب أطراف الحديث حول همومنا الحضرمية المشتركة. ولكن كان إرادة المولى عز وجل ومشيئته فوق كل إرادة ومشيئة.

اللسك - البلدة - القرية: محطة سادسة:

عند ظهيرة السبت انطلقت من تريم إلى اللسك والمسماة (القرية). وهناك التقيت ببعض شباب ورجال من آل حمدان قاطني اللسك وعلى رأسهم الأستاذ هادي سليم حمدان رئيس المجلس المحلي باللسك، وكذلك الأستاذ مازن هادي حمدان وآخرون. وقد سبقني إلى هناك زميلنا العزيز الأستاذ خميس علي حمدان ورفيقنا في هذه الجولة وهو الذي رتب اللقاء العابر مع كل من التقيت بهم في اللسك. وطرحت أمامهم هموم حضرموت وكيف يمكن تجاوزها بالتعاون والصبر والمثابرة في العمل الجاد والتضحية الصادقة. وقد أسعدني في هذا اللقاءات أن علمت من الأستاذ مازن حمدان أنهم بصدد إنشاء (منتدى اللسك الثقافي) ليجمع شباب هذه البلدة الطيبة حول الخير والتوعية الجادة والمفيدة لهم ولمجتمعهم بدلاً من إنفاق أوقاتهم وأموالهم وصحتهم فيما لا ينفع بل ويضر كتعاطي القات أو المخدرات أو غيره.

وبالمناسبة فإن اللسك بلدة لا قرية وأن كانت تسمى قرية. وقد علمت أن هناك سعي طيب من أهلها أن يوصي مجلسها المحلي بإطلاق تسمية اللسك في الوثائق الرسمية والإحصائية الخاصة بها وفي كل المطبوعات الرسمية في حضرموت حين يعم مسمى اللسك وهو الأجدر بها. وارجوا أن يهتم مجلسها المحلي بذلك ويسارع إلى تنفيذه، وحيث أن اللسك اليوم بلدة يافعة يزيد سكانها عن أربعة آلاف نسمة ومعظمهم من الناشطين اقتصادياً وعلى مستوى جيد من التعليم ومنهم العديد من خريجي الجامعة، وهي غاصة بعمرانها ومنازلها وطرقها المسفلتة وبساتينها الخضراء وأشجارها الباسقة من النخيل وغيره، وبجدية أهلها واجتهادهم في طلب الرزق الحلال، مما أكسبهم احترام وتقدير من يعلم عنهم من القاصي والداني.

عينات: محطة سابعة:

بعد صلاة العصر انطلقت برفقة زميلي الأستاذ خميس علي حمدان إلى عينات ثم لحق بنا إلى هناك بقية زملائنا الثلاثة من تاربة حيث كانوا في ضيافة زميلنا الأستاذ حسين العامري. وقد استقبلنا في عينات استقبالاً طيباً وحافلاً من قبل بعض رجالات وشباب عينات، وحيث أن هذه الزيارة قد تم ترتيبها مسبقاً، وحيث تربطني بالعديد من أبناء عينات علاقات مودة ومحبة وتواصل أخوي من خلال عملي السابق كمدير عام لمكتب المغتربين في حضرموت وإشرافي على توزيع تعويضات العائدين من الكويت، وحيث يوجد في عينات ما لا يقل عن (500) شخص من هؤلاء العائدين، أي حوالي (10%) من سكانها الكلي. وكذلك كنت أعرج على عينات في كل زيارة أقوم بها إلى وادي حضرموت وخصوصاً إذا ما زرت تريم لغرض علمي أو شخصي. وكنت أحرص في كل زيارة لعينات أن ألتقي بالعزيزين الغاليين وهما الأستاذ حسين عاشور بادباه والشيخ صالح عبيد بامؤمن، وهما من العائدين من الكويت وكان لهما دوراً طيباً مع بقية زملائهم في لجنة العائدين من الكويت والتي عملت ما استطاعت على حفظ الحد الأدنى من حقوق هؤلاء العائدين رغم أن ما ضاع عليهم كان كبيراً وفادحاً.

وما أسعد به عند زيارتي لعينات وكذلك لبلدة قسم المجاورة لعينات هو أنني ألتقي فيها ببعض شباب ورجال هاتين البلدتين من طلابي عندما كنت مدرساً للجغرافيا بكلية التربية بالمكلا عامي 1990 و 1991م، ومنهم ذكراً لا حصراً في عينات الأستاذ أحمد عنبر وفي قسم الأستاذين سعيد تيسير وصالح رجب سنجل وغيرهم ممن لم أتذكر أسمائهم. وقد عرفت في هؤلاء الجدية والحرص على طلب العلم والتمسك بالأخلاق والقيم والاعتزاز بالهوية الحضرمية. وهم اليوم قد أصبحوا رجالاً يتحملون مع غيرهم مسؤولية بناء مجتمعهم بشرف وأمانة واقتدار، ويحظون باحترام كبير بين أهاليهم. وهم مصرّون على البقاء في مناطقهم تلك لخدمة بني جلدتهم رغم إغراء الإقامة في المدن الكبرى المجاورة لهم كتريم وسيئون أو البعيدة عنهم كالمكلا وغيرها.

وفي هذه الزيارة إلى عينات التقيت لأول مرة برجل فاضل من أهلها وهو الأستاذ محمد غالب الحامد رئيس المجلس المحلي بعينات. وعندما عبّرت عن اهتمامي العلمي والمعرفي بعينات من حيث استيطانها وتطورها العمراني والسكاني وكيف أنها نمت من محلة إلى قرية إلى بلدة كما هي اليوم وكيف أنها تستحق العناية والاهتمام من الباحثين الجغرافيين وغيرهم لدراستها لما فيها من تنوع جغرافي وتطور تاريخي مشهود فوجئت بالأستاذ محمد الحامد وببادرة كريمة منه يهدي إلى كتاباً مزيناً بتجليد فاخر وورق مصقول وطباعة أنيقة ويضم صفــ276ــحة من القطع الكبير وفيه صوراً وخرائط ويحمل عنوان (عينات... ماضيها وحاضرها وتاريخ باني نهضتها الشيخ أبي بكر بن سالم). ووضعه وأشرف عليه الشيخ عبد القادر حسن بن سلم، وهو من رجالات عينات البارزين، وهو الرئيس الفخري لنادي شباب عينات الرياضي والاجتماعي الذي يعد فرعه في الكويت من أبرز أندية حضرموت الرياضية في المهجر، وله سمعة طيبة كنت أعايشها عندما كنت مقيماً في الكويت للدراسة الجامعية.

وعندما تصفحت هذا الكتاب والذي صدر في بيروت عام 2005م وجدت أن فيه من الجهد الكبير الذي بذل ليكون بهذا الشكل الجميل والمضمون المفيد ويدل على عناية صاحبه ومن شاركه من أهالي عينات وغيرهم في إخراجه الإخراج الحسن والمقبول شكلاً ومضموناً، وهو جهد يذكر فيشكر. وتمنيت كثيراً لو أن كل قرية أو بلدة أو مدينة في حضرموت يتكفل أهلها من النابهين والقادرين فيها على إصدار مؤلف عنها يحوي القدر الكافي من المعلومات عن ظروفها الطبيعية والسكانية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها لأصبح لدينا موسوعة حضرمية شاملة عن القرى والبلدات والمدن الحضرمية. ولا شك أن في ذلك خدمة عظمى للتنمية المحلية وللتنمية الوطنية في حضرموت العزيزة.

واستقر مقامنا في عينات ولسويعات قليلة في مقر (منتدى عينات العلمي والثقافي) وفي قاعة محدودة المساحة من هذا المقر واجتمعنا في جلسة عمل ونقاش بدأها الأستاذ سالم مبارك باحلي رئيس المنتدى بالترحيب بنا وعرض أمامنا بالصوت والصورة وعلى جهاز البروجكتر جوانب من أنشطة المنتدى، كنا خلالها مأخوذين بدهشة وانبهار وإعجاب وتقدير عالٍ وكما قال زميلنا خالد باعلي لهذا الذي نشاهده أمامنا من الجهد الكبير المبذول لجعل هذا المنتدى بهذا المستوى المشرف والمتعدد الاهتمامات.

ومن خلال الحوار بيننا مع بقية أعضاء الهيئة الإدارية للمنتدى ومن بينهم الشاب صالح حسين عاشور بادباه وبقية زملائه ممن أعتذر عن عدم تذكر أسمائهم ومن خلال ما أهدي إلينا من مطبوعات ومطويات (بروشورات) وأقراص مدمجة (CD) عرفنا الكثير الإيجابي عن هذا المنتدى. وأحدى هذه المطبوعات بعنوان (المنتدى) وهي مجلة فصلية تصدر عن منتدى عينات. وفي عددها الخامس الذي أهدي إلينا عدة مقالات رصينة ومفيدة تحذر من خطر الشجرة الخبيثة أي شجرة القات. وهذا يعني أن لهذا المنتدى رسالة تنموية واجتماعية ودينية وأخلاقية وتربوية جديرة بالاحترام والتنويه.

والخلاصة فيما رأيناه في منتدى عينات أنه لم يكن منتدى ثقافياً أو علمياً وحسب بل هو مركزاً علمياً وثقافياً متعدد الأغراض والاهتمامات، فإلى جانب عقد الندوات والمحاضرات والمسابقات الثقافية والرياضية وحلقات النقاش وإصدار المطبوعات والنشرات يقوم هذا المنتدى بعقد ورش عمل متخصصة ودورات علمية وتدريبية للراغبين من أبناء عينات وغيرهم في تعلم استخدام الحاسوب وصيانته، وكذلك عقد دورات تعليمية لطلاب الثانوية والابتدائية للتقوية في المواد العلمية الأساسية. وكذلك إقامة مخيمات صيفية للشباب في المجالات العلمية والترفيهية والرياضية بقصد الاستفادة من أوقات الفراغ للشباب بما يخدم تنمية المجتمع في عينات وما حولها.

وكلمة شكر وتقدير واحترام ومحبة نقولها لشباب ورجالات عينات وكل أفراد مجتمعها ذكوراً وإناثاً هنيئاً لكم بهذا المنجز الحضاري الكبير، وهو ليس فخراً لعينات وحدها وإنما لحضرموت باجمعها، وينبغي أن يكون نموذجاً حياً يحتذي به ويمكن تطبيقه في كل قرى وبلدات ومدن حضرموت إذا ما أردنا حقاً أن نعيد لحضرموت حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعلينا أن نتعلم من عينات وأهلها كيف تكون التنمية الجادة بعزيمة وصبر وأخلاق الرجال لا بكثرة الأموال.

وكنت أود الالتقاء في عينات بالأستاذ العزيز أنس باحنان رئيس التجمع الوطني الحضرمي لعلاقة طيبة تربطني به ولمواصلة الحوار حول جهدنا المشترك القادم في تأسيس (عصبة القوى الحضرمية) الذي نزمع إشهارها، ولكنه حينها لم يكن موجوداً في عينات، وما تشاؤن إلا أن يشاء الله.

وبعد صلاة المغرب مباشرة غادرنا عينات البلدة بأجسادنا، بينما قلوبنا وأفئدتنا وعقولنا مع أهلها وشبابها الساعي بجد ومثابرة إلى تحقيق غدٍ أفضل رغم كل المحبطات والمعوقات التي تقف في طريقهم. وقد اعتذرنا عن قبول دعوة كريمة منهم بتناول وجبة عشاء كانت ستتيح لنا فرصة أكبر للحديث والحوار ومعرفة المزيد عن عينات ونشاط أهلها، غير أننا كنا على موعد مع بلدة أخرى عزيزة وغالية علينا ألا وهي قسم، فاعتذرنا لأهلنا في عينات عن قبول دعوتهم الكريمة واتجهنا فوراً إلى قسم.

قسم: محطة ثامنة:

وصلنا إلى قسم وشمس المغيب قد اختفت وأسدل الليل أستاره الأبدية، ودخلنا إليها بعد أن أضاءت مصابيح الكهرباء شوارعها وأحيائها، ورأيناها بلدة شابة ويافعة ونشطة بأهلها ورجالها، وبعد أن كانت لسنين طويلة قرية صغيرة خاملة الذكر عندما زرتها منذ عقدين من الزمن.

أما اليوم فبلدة قسم هي من بلدات مديرية تريم ذات النشاط البشري والحيوي المتميز، وفيها حركة تعليمية وتثقيفية وعمرانية ملحوظة بجهد أبنائها المنتشرين في بقاع كثيرة من حضرموت وخارجها. ورغم أنها لا تزال تحتاج إلى المزيد من الخدمات الأساسية والبنية التحتية إلا أن مثابرة الرجال وصبرهم وكفاحهم فيها لاشك في أنه سيبلغهم آمالهم وطموحاتهم بعون الله عز وجل.

وفي قسم التقيت بأحد طلابي السابقين بكلية التربية بالمكلا والمذكور سابقاً وهو اليوم الأستاذ سعيد تيسير، وهو يقوم بدوره الوطني والتنموي في توعية وتعليم بني بلدته ويشاركه في ذلك ثلة خيّرة من شباب قسم ومن بينهم الأستاذ مراد باعشي رئيس (ملتقى الطالب الجامعي بقسم) والذي يعتني بالتوعية الثقافية والعلمية والدينية لشباب قسم. وقد رحب بقدومنا عليهم وكنا قد وصلنا إليهم دون سابق إخطار فوجدناهم في حالة (ممارسة) لدورهم الوطني والإنساني الخلاق في توعية مواطنيهم من شباب وفتيان وفي حضن مسجد باسهل ولعله من أكبر مساجد قسم.

ولم يكن لدينا ولديهم من الوقت غير بضع دقائق للحديث والحوار كانت كافية إلى حد ما لاستمرار التواصل، حيث سمعنا صوت أذان العشاء يرتفع عالياً من مأذنة مسجد باسهل ومساجد أخرى قريبة، مما يعني أن علينا مغادرة قسم مع الوعد بالعودة إليها في فرصة لاحقة بمشية الرحمن عز وجل.

وبمغادرتنا لبلدة قسم أتممنا مهمة (غير مكتملة) في الجناح الشرقي من وادي حضرموت. وكنا نود زيارة بلدة السوم لأهميتها الحضارية والثقافية والاجتماعية وهي لا تبعد كثيراً عن قسم، غير أن الوقت والمال لم يسعفنا في ذلك فأرجأنا ذلك إلى فرصة لاحقة بعون المولى تعالى.

القطن: محطة تاسعة:

بعد توقف قصير في بلدة اللسك لأداء صلاة العشاء واستراحة في منزل الأستاذ هادي حمدان في هذه البلدة وصلنا إلى تريم مع حلول التاسعة مساءً ونزلت في فندق كينيا بتريم. وكنا على موعد في صباح اليوم التالي أي الأحد للانطلاق نحو القطن ومنها إلى وادي العين.

واقتضى الأمر ضيافة (إجبارية) من زميلنا الأستاذ حسين فرج العامري وفي منزله العامر بتاربة التي تعد بمثابة البوابة الشرقية لمدينة سيئون. وقد نمت بلدة تاربة هذه نمواً سريعاً في السنوات الأخيرة. وقد علمت من زميلنا حسين العامري أن أسمها مأخوذ من كثرة الترب أي المقابر المنتشرة حولها، رغم أن ما وجدناه من النشاط الإنساني ومن مظاهر الحياة أكثر بكثير مما يدل عليه أسمها.

وقد استنزفت منا هذه الاستضافة عند آل العامري معظم ساعات نهار الأحد. وبعد صلاة العصر انطلقنا نحو القطن فوصلنا إليها قبل أذان المغرب بحوالي ساعة كانت كافية للالتقاء بالأستاذ سالم صالح بن دهري المدير العام السابق وأحد الأساتذة المعروفين في القطن، وكذلك مع أبنه الأستاذ حلمي سالم بن دهري القاضي بالنيابة العامة بالقطن.

ورغم أن اللقاء كان قصيراً بالأستاذ سالم وأبنه حلمي إلا أنه كان كافياً لتناول وتداول ما جئنا من أجله. وقد ساعدنا في ذلك أنهما كانا على معرفة مسبقة بنشاط جبهة إنقاذ حضرموت وما ترنو إليه من أهداف لخير حضرموت. وقد أبديا اهتماماً بما طرحناه وأيدا كثير من الأفكار والمبادئ العامة التي سقناها أمامهما، وأبديا بعض الملاحظات أثناء حوارنا معهما لما فيه الصالح العام.

وقد سعدت كثيراً باتصال هاتفي مع الأستاذ حسين عبد الله الهدار أمين عام (منتدى أنصار القلم بالقطن) والذي حدثني نيابة عن رئيس هذا المنتدى الأستاذ أحمد جعفر الحبشي. وكان حديثنا منصباً على كيفية التنسيق والتعاون بين منتدانا أي منتدى حضرموت الثقافي والعلمي بالمكلا ومنتدى أنصار القلم بالقطن لما يخدم حركة الوعي والمعرفة في صفوف مجتمعنا الحضرمي وادياً وساحلاً.

ولولا ضيق الوقت المتاح أمامنا في القطن ولبعض الإرهاق والجهد الذي شعرت به خلال هذه الجولة المكوكية في وادي حضرموت لقمت بزيارة لجمعية مكافحة القات والتدخين بالقطن وهي جمعية نشطة. وتأسست منذ سنوات قليلة، وفيها من شباب القطن ممن يرفض هاتين الآفتين ويسعى إلى تخليص مجتمع القطن منهما. وهي جمعية تضم عناصر شابة جيدة من أبناء القطن تعرفت على أحدهم في المكلا وهو الأستاذ عبد الله عمر بن سلم. وقد وعدته بزيارة لهم في القطن مستقبلاً ولكني لم أتمكن من تنفيذ ذلك للظرف الخاص الذي كنا فيه. ولا زلت آمل في زيارتهم مستقبلاً إن شاء الله تعالى.

السفيل ووادي العين: محطة عاشرة وأخيرة:

بعد صلاة المغرب مباشرة توجهنا إلى بلدة السفيل في وادي العين ونزلت في ضيافة صهري الشيخ عبد الله سعيد باوزير وأبنه إبراهيم. وكنت وقتها أشعر بشيء من الحمى والتعب، ولذلك وجدت عناية طيبة من قبل زوج شقيقتي وعائلته. أما بقية الزملاء فقد عادوا إلى تاربة، ومن ثم التوجه صباح اليوم التالي إلى منطقة منوب المجاورة للقطن لإجراء مقابلة تم ترتيبها مسبقاً مع الشيخ صالح سعيد العمودي أحد قيادي الحراك هناك. وكان اللقاء معه مثمراً ومفيداً.

ومع ظهر يوم الاثنين اجتمعنا مرة أخرى في السفيل في منزل صهري الشيخ عبد الله باوزير وحضر الاجتماع الشيخ سعيـد عبد الله العوبثاني أحـد مشائخ العوابثة في وادي العين ومعه الشيخ سعيد بن بشر والأستاذ محمد عبد الرحمن باوزير مدير عام سابق في حريضة وأحد نشطاء الحراك في وادي العين.

وكان الحوار معهم يدور حول كيفية معالجة الهموم والمشاكل التي تعاني منها حضرموت وما تقدمه جبهة إنقاذ حضرموت في هذا السبيل. وقد وجدنا من هؤلاء الإخوة الكثير من التفهم والاحترام والقبول فيما طرحناه مع إبداء بعض الملاحظات منهم والتي كانت موضع اعتبار وتقدير من قبلنا.

العودة إلى المكلا:

قبيل صلاة عصر الاثنين السادس عشر من إبريل وبعد أن أمضينا قرابة الأسبوع في تجوال وترحال بين مدن وبلدات وقرى وادي حضرموت من أجل التعرف على نشاط وحركة المنتديات الثقافية فيها، وكذلك من أجل التعرف على مدى التجاوب لما طرحناه في جبهة إنقاذ حضرموت من ضرورة السعي الجاد من كل حضارمة الوطن والمهجر لجعل حضرموت في وضع أفضل وحياه كريمة وآمنة ومستقرة لشعبها الذي عانى طويلاً من الذل والشقاء والبؤس والحرمان كان لابد لنا من العودة إلى الموطن والذي هو نقطة صغيرة جداً في وطن أكبر هي حضرموت الغالية علينا جميعاً، فانطلقنا صوب المكلا وقد غمرتنا أحاسيس ومشاعر فياضة وطيبة بما انجزناه وحققناه، وهو أن لم يكن في مستوى الكمال والإنجاز التام، إلا أنه خطوة مبشرة بنجاحات قادمة بإذن الله تعالى، وحيث أننا وجدنا تجاوباً طيباً مع كل الذين قابلناهم، ولم نجد صداً أو صداماً أو عنتاً أو رفضاً، وهو ما يؤكد أن محبة حضرموت والاعتزاز بها والسعي الصادق لتقديم الخير لها هو حقاً ما يوحد الحضارمة، مهما اختلفت مشاربهم وانتماءاتهم واجتهاداتهم فكلنا حضارمة بلا شك ونسعى من أجل الخير لحضرموت العزيزة.

ومن أعلى نقطة في عقبة عبد الله غريب وشمس الأصيل تميل إلى الغروب ترآت أمامنا من بعيد المياه الزرقاء لساحل البحر الحضرمي، وهبت علينا نسائم بحرنا الندية والمنعشة وتسربت إلى خياشيمنا بل وتوغلت إلى كل خلايانا وغمرت نفوسنا وعقولنا وأفئدتنا. ومؤكدة أن هذا الهواء الحضرمي الذي نستنشقه والقادم عبر الشطآن والوديان والصحاري والقفار والجبال هو الذي يجمعنا بل ويصهرنا جميعاً في بوتقة واحدة أسمها حضرموت والتي أراد لها الله عز وجل أن تبقى خالدة في أسمها ورسمها خلود الأرض ومن عليها وإلى قيام الساعة بإذنه تعالى.

المكلا - حي السلام

في 5 مايو 2012م

[email protected]
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas