خواطر عابرة وذكريات مع هواة المراسلة !

[أبو صلاح]

خواطر عابرة وذكريات مع هواة المراسلة !

كانت شخصية الشاب في جيلنا000،و ربما جيل من قبلنا أسطورية أو حقيقية ،في الإبداع في التنوع في مختلف الأنشطة والمهارات ، البدنية والذهنية منها :الوجدانية ،والسياسية ،والأدبية والعلمية وغيرها من الأنشطة 0 على شحه في الإمكانيات مقارنة بما عليه الشباب اليوم0 وكانت المدارس والمعاهد والجامعة، والأندية والفرق الرياضية ،والمراكز الثقافية في الأحياء السكنية ،والمكتبات العامة ،مهد لًصقل هذه النشاطات وتنمية المهارات المختلفة ،تحت إشراف المدرسين والمدربين والقادة التربويين المؤهلين ،من المحليين ،أو من المبتعثين للعمل في مجال التربية والتعليم سواء في حضرموت أو عدن أو غيرها من المحافظات الجنوبية في تلك الفترة ،خاصة الأخوة المدرسين المصريين والسودانيين والفلسطينيين ،وفي سنوات متأخرة من السوريين والعراقيين 0 الذين برعوا في مجال عملهم وفي النشاطات اللاصفية والاجتماعية الأخرى ؛ ويمكن وصفهم بأنهم الصفوة أو النخبة التي كانت تمثل بلدانهم أحسن تمثيل في قوة المعرفة والأداء، والخبرة الطويلة ،والنضوج الفكري والسياسي ،والأخلاقي الرفيع ،على أنهم قد غرسوا في طلابهم ما يمتلكونه من ملكات حباهم الله بها ،فنشأ على أيديهم جيل مميز ونادر قلما تجد مثله اليوم، في مدارسنا وأنديتنا وتجمعاتنا السياسية والثقافية التي نعيشها0 ومن وجهة نظري كان الطلاب أو الشباب عموماً في تلك الفترة يرمون بأبصارهم تطلعاً اتجاه بلدان هولاء الأخوة الأشقاء العرب ومتأثرين بهم ، ولقد حاول البعض منهم في تكتم شديد وبعيد عن عيون المراقبة السياسية المحلية، خاصة في المدارس الثانوية من نقل الأفكارالتي كانوا يحملونها من بلدانهم أومن بعض الأحزاب القومية واليسارية والدينية المنتمين لها، أن يستقطبوا بعضاً من الطلاب المحتكين بهم ،أو التأثير عليهم عن طريق سبل الإقناع والميول والأتجاهات الفكرية،وتوزيع بعض الكتيبات والأدبيات التي يحملونها معهم أو يتلقونها من سفاراتهم في عدن خاصة السوريين والعراقيين والفلسطينيين من فتح والشعبية والديمقراطية التي كانت تعمل بحرية تامة في تلك الفترة0 وأرى أن ممارسة هواية المراسلة ،وجمع الطوابع البريدية والمناظر والصور ،والعملات الأجنبية وتبادل الأفكار والآراء ،والأتجاهات ، في مختلف القضايا العربية والقومية والعالمية ، هي نتائج هذا الاحتكاك الحضاري المؤثر من وجهة نظري المتواضعة 0 فكانت أول إذاعة مثلاً توجهت بمراسلتها ،وغيري أيضا من الزملاء والأصدقاء ،وربما في مناطق أخرى من حضرموت والجنوب عموماً فيما اعتقده ، كما أتذكر من الأسماء(إذاعة القاهرة) التي تمثل المنبر القومي في فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وكان البرنامج العربي الموجه إلى أسيا من القاهرة صندوق بريد رقم 325 ويذاع يوميا ،وهذا البرنامج المشهور "نادي المستمعين )موعده الساعة الثانية والنصف ظهرا بتوقيتنا الزوالي،و الذي يقدمه الإذاعي المتميز عبد الحليم البشلاوي محطة التقاء الشباب العرب من مختلف الاقطار العربية ،وفيه يتم عرض أسماء هواة المراسلة من الجنسين ،ويعد هذا البرنامج بالنسبة للكثيرين من العرب من المصادر الرئيسة لنشر أسماء هواة المراسلة والتعارف بين الجنسين ،ثم لا ننسى برنامج ( وندوة المستمعين ) من القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية من لندن، حيث الشعبية الواسعة لهذه الإذاعة في العالم العربي ،وكنت أراسلها عبر مكتبها في بيروت (صندوق بريد 3609 ) لبنان ـوكذلك إذاعة هولندا خاصة برنامج (مع المستمعين) و نجمه الإذاعي الحضرمي العدني المشهور"عبد الرحمن بلجون" وعنوان الإذاعة Radio Neder land box 222 ويتم أيضا من خلاله نشر أسماء هواة المراسلة ومايطلبه المستمعون 0 فهذه الإذاعات بالذات كانت من أقدم و أبرز ،الوسائل الناجحة للتعارف والمراسلة بين الأشقاء العرب ، قبل ثورة المعلومات الهائلة في التواصل التي بدأت في بداية التسعينات من القرن الماضي 0 ثم لا أنسى برنامج (بنك الصداقة ) من إذاعة مونت كارلو الفرنسية، وهي الأخرى كانت تقدم خدمة كبيرة أيضا لهواة المراسلة والتعارف وتبادل الطوابع البريدية من خلال برنامج (بنك الصداقة )،ولها شهرة أتذكرها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي ،وربطتني بعدد كبير من الأصدقاء والصديقات خاصة من سوريا ولبنان ،لعلي سأشير لهم لاحقاً بالاسم والعنوان إذا رأيت أن الموضوع يلقى إستحسان الحلان ،معتمدا إن شاء الله تعالى على رسائلهم التي أرشفتها وصورهم في البومات خاصة مع الطوابع البريدية ،والمناظر الجميلة لتبقى للذكريات خواطر ومنها ماتقدم والله الموفق 0 وإلى لقاء بإذن الله تعالى0 في جديد آخر

[الزين يفرض نفسه]

سقى الله ذيكـ الايام يا أستاذي

أيامكم كانت المراسلة عبر الرسائل الورقية البريدية

اما اليوم أصبحت عبر البريد الإلكتروني والسكايب والفيس بوك وغيرة ...

بصراحة شوقتنا نرجع معك الى عالم الحبر والقلم ،، ونقلّب في ذكرياتكـ الخاصة

افتح إرشيفكـ يا استاذي ونحن معكـ ، منتظرين نفحة أريج من خواطر أبا صلاح العابرة

[أبو صلاح]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزين يفرض نفسه [ مشاهدة المشاركة ]

سقى الله ذيكـ الايام يا أستاذي أيامكم كانت المراسلة عبر الرسائل الورقية البريدية اما اليوم أصبحت عبر البريد الإلكتروني والسكايب والفيس بوك وغيرة ... بصراحة شوقتنا نرجع معك الى عالم الحبر والقلم ،، ونقلّب في ذكرياتكـ الخاصة افتح إرشيفكـ يا استاذي ونحن معكـ ، منتظرين نفحة أريج من خواطر أبا صلاح العابرة

نعم أيها (الزين ) تلك ايام لها طابعها الخاص الجميل أدواتها (الحبر والقرطاس والقلم ) أظن أن ذكرياتها أجمل من البريد الإلكتروني والسكايب والفيس بوك وغيره ،وقد كان الخواص والمتميزين من الشباب هم فقط أربابها ؛أما اليوم قد سهلت ، ورخصت ،وقربت فالأمر كما تعلم ، أصبح من الممكن أن يمتطي صهوتها اي شخصاً كان ، سواء وجدت له مهارات وقدرات ،أم لم توجد فالتقنية الحديثة تقوم بالواجب وزيادة ،تصنع قلوباً وأحاسيس ومشاعر من سبئك الحديد والمعدن والخزف والورق،على هذا فالفرق واسع وكبير0
فيا عزيزي (الزين بفرض نفسه )كما يذكرني أسمك (برواية الطيب صالح (عرس الزين )كلما مررت على أسمك الجميل0
فمكاتب البريد عندنا اليوم ،أصبحت بنوك ومصارف صغيرة ،وأسواق مالية وحوانيت تشبه كثيراً البقالات ،وذهبت شخصية البريد وهيبته ورجله post man والطوابع البريدية،والتذكارية ،والرسائل العادية والمسجلة ،أوأكياس البريد الزرقاء وبدلات موظفيه المميزة ،وصناديقه الحمراء المنتشرة في المدن كباقات زهور حمراء000 ،واستبدلت بأكوام الزبالة ،وتلال من القمامة وأكياس النايلون ،وكتائب الشحاذين ،لا يتركون البريد صباحاً ومساء ،يزاحمون الموظفين والمودعين والمارين ،بل اصبح البريد ثكنة من ثكناتهم0
فياعزيزي (الزين )ذكريات وذكريات تفرق كثير جداً أسأل الله أن يجزيك خيراً ويدخل السرور دائماً على قلبك ،وأهنئك بقدوم رمضان وجميع المسلمين والله الموفق0