ابوبكر سالم بلفقيه..وحديث شامل في الذكرى الرابعة لرحيل المحضار

[باشراحيل]

	في الذكرى الرابعة لرحيل المحضار

ابوبكر سالم بلفقيه ل " الأيام" :
المحضار كان يطغى عليه جمال الأرض أي سعاد الشحرأرضنا وتربتنا وبلدنا كلها
{1-2}

حاوره في جدة: رياض عوض باشراحيل

ابوبكر سالم بلفقيه (ابوأصيل) علم خفاق , ونجم يتلألأ في سماء الأغنية العربية.. صوت أصيل ظل وفيا لفنه يبحر فيه رغم الإعصار والرياح الشديدة التي واجهته فتصدى لها بكل عزيمة وحكمة وحلم .. وهو الفنان الذي أذكى هويته في فنه وعمّق فنه بهويته واصالته , إذا غنّـى الدان اطرب القلوب والعقول والوجدان, إنه مطرب نادر حافظ على كرامة الفن والفنان في زمن السطحية والابتذال ..موهبة خلاقة مؤهلة لمخاطبة جميع الأعمار. وسيبقى هذا الصوت المنيع حياً وشباباًً لن يسمح لرياح الشيخوخة و الشيب أن تنفذ إلى أوتاره رغم انه غنى " شيبي متعّـب شبابي " .
إن الظروف المختلفة والمراحل التي مر بها ابوبكر سالم في حياته الفنية تمثل علامات مضيئة ومحطات مهمة على درب الغناء الطويل , تلك المحطات تعد جسراً يربط بين حياة الفنان وبيئته وفنه .. لذلك ارتبطت أغنيات بلفقيه بمنابع بيئية مكانية متعددة تجلت في أغنياته {بانلتقي في سعاد , شوقي إلى الغنّـاء ,لا تعذبني وألا سرت وتركت المكلا , يا طائره طيري على بندر عدن , أحبة ربا صنعاء , ماسلي قلبي ولا راض إلا معك في الرياض وغيرها }.
التقى ابوبكر سالم في بداياته الفنية بالشاعر الكبير حسين المحضار الذي هزّت أشعاره الغنائية حينذاك حضرموت كلها فردد أغنياته وانفتحت لهما طاقة القدر واستطاعا معا أن يحفرا تيارا متفردا في مسيرة الأغنية في جزيرة العرب , وأصبحت كلمات المحضار وألحانه هي المادة الخام للأغنية وموسيقى بلفقيه وصوته هو الترجمة الموسيقية لها وأضحت الأغنية المحضارية بصوت بلفقيه أغنية شامخة لا يخبو بريقها ولاينطفي ألقها , إذ لايمكن لأي صوت آخر أن يصل إلى الناس بنفس الدرجة من الأصالة والتألق الذي يحمله صوت بلفقيه إلى القلوب , ليس لأنه كان يحس إحساساً عميقاً بمعاني المحضار فحسب بل لأنه كان يعبر عنها بكل ملكاته الفنية و إيحاءاته الموسيقية وعاطفته الممزوجة في صوته العذب الذي جاء من ذات المنبع الذي جاءت منه الكلمات ومن ذات النفس العاطر الذي جاءت منه الألحان ومن ذات الآفاق التي جاءت منها الأغنية بكاملها وكان مستحيلاً على غيره أن يفعل ذلك .
أوسمة رفيعة

لقد رصع الوطن اليمني ومعه الوطن العربي صدر فناننا الكبير بالأوسمة الرفيعة تقديراً لفنه ولمكانته المتميزة في ميدان الغناء العربي ففي حين منح الوطن لبلفقيه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة حضرموت امتداداً لتكريم فخامة الرئيس له فقد منحته الجامعة العربية أيضاً وسام الرواد العرب كما كرمه ملك مملكة البحرين الشقيقة بأعلى وسام ملكي هو وسام الكفاءة من الدرجة الأولى لما قدمه من إسهامات طوال مسيرته الفنية في تطوير الأغنية العربية .
" الأيام " تنتهز هذه المناسبات العظيمة لتهنيْ فناننا الكبير ابوبكر سالم بلفقيه على النجاحات التي حققها والأوسمة الكبيرة التي أحرزها بجهده وثقافته وفنه الرفيع وتجري معه هذا الحوار الشامل الذي يأتي متزامناً مع الذكرى الرابعة لرحيل رفيق دربه الشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار فأهلاً بالبلفقيه:

** ذكرى رحيل رفيق المشوار الطويل الشاعر حسين المحضار تطل على الأبواب .. فماذا تثير لديك هذه المناسبة من الأشجان والذكريات ؟ وما تود أن تقوله فيها ؟
_ لوجدّ الزمان ودار .. ومد علينا بأشعار وأشعار .. وهلت علينا الكثير من النجوم والأقمار .. لكن ماحد كما المحضار .. هذه هي الحقيقة .. وذكرى المحضار في الواقع حاضرة فينا , كل ما مرت سنة من وفاته وذكراه أقول إن المحضار حي بدليل إن القلوب تحيا في كل سويعة وكل يوم وكل زمان بالشعر أي بشعر المحضار وفنه .
والمحضار دواء متواجد لكل الأنفاس , نفس العاشق ونفس المغترب ونفس الصوفي ونفس الأحبة , فهو يجمع الأحبة في مأدبة واحدة وهذه المأدبة مدراره معطاءة وهي دائمة إن شاء الله وخالدة إلى الأبد .
جنينة سعاد
** المحضار عبر في فنه عن افراح الإنسان واتراحه .. هل يمكن أن يجود الزمان بمثل موهبته في زمن قريب ؟

_ المحضار حي في قلوبنا وفي قلوب محبيه وقد حل في كل بقعة بل وكل زاوية من زوايا بلده , حل بها ووضع بصمته فيها وخلدها في شعره .. ونحن نتمنى طبعاً أن تظهر المواهب في هذا البلد الطيب ولكن هي الحياة هكذا فإن مثل المحضار نادر حضوره ويحتاج الوطن إلى فترة طويلة حتى تظهر شخصية مبدعة في حجمه ووزنه الإبداعي.
والمحضار أصبح الآن محسوباً على كل هم وكل فرحة لأنه فرّح الهم وهمّم الفرحة وأعطاها قيم أخرى .. وخاصة للمغترب حيث كان لتجربة الغربة عنده أثرها البليغ والعجيب .

** لقد رأيتك رأي العين خلال زيارتك الأخيرة للوطن وأنت تقف على بوابة رباط المصطفى بالشحر وتهتف بصوت عال " الله الله في سعاد " ماهي دلالة هذه العبارة والرسالة التي تود قولها خاصةً وان عدسات التصوير كانت تلتقط المشهد ؟

_ الرسالة واضحة وسعاد الزبينه وتاريخها العريق معروف وهي توأم لتريم من ناحية الثقل العلمي والنشأة الدينية التي فيها , وحسين المحضار لولا سعاد لما كان سعيد الحظ بأن يحظى بهذا الشعر وهذه المحبة وقد أعطت له الشي الكثير .. وحسين بالمقابل يحب (سعاد) حباً كثيراً وحبه مثالي ونادر لها . ودار المصطفى الآن ينشيء هذا النشيء الطيب بالعودة إلى التشريع والفقه والعلوم الشرعية عموماً وهذا أيضا يعود في الأخير للثقل العلمي للمدينة , والمحضار تلقى من علوم هذا الرباط ودرس فيه إبان نشأته وهو عاش في جنينه جميلة جنينة سعاد فتلقى فيها ما لذ وطاب من ألوان وأشكال الورود الجميلة فانعكست في إبداعه وفي شعره .
وين صندوق الكتب

** الفترة التي عشتها مع المحضار في الستينات وتنقلتم خلالها في رحلات فنية إلى أكثر من بلد ومنطقة ومنها بيروت .. هل لك أن تحدثنا عن محطات فنية توقفتم بها في تلك الرحلات ؟

_ كانت لنا بالفعل رحلات فنية أنتجت بوجوده معي العديد من أغانيه التي سجلتها ومنها " وين صندوق الكتب والطوابع " إضافة إلى ثلاث أغنيات معها في إحدى رحلاتنا , وتلك الأغنيات الأربع صاغهن على سحر جمال لبنان كمصدر الهام شعري وواقعي وما شاهده وما ذاقه من روعة وحسن في الإنسان وفي الشارع وفي الجبل وفي التفاح اللبناني وفي كل بقعة هناك , ولكنه كان يطغى عليه جمال الأرض أي سعاد الشحر أرضنا و تربتنا وبلدنا كلها .. وتجد هذا واضحاً في أنفاسه الشعرية حيث يرتبط بتربته وبأهله وعاداته في أمثاله وتعابيره وتشبيهاته الغنائية , فعندما يصف أهله تجده يقول { ووجوههم مسفره ماد خلها غلس } لن تجد مثل هذا الوصف عند غيره وعندما يصف بلده يقول { أيش لبنان وأيش العاصمة بيروت } , المحضار ليس مرقم عشق فحسب ولكنه يبحر في مخاض مجتمعه كله وعاداته يقول كلمته ويسكبها حكم ومواجهة ومغازلة من نفس الحياة وأحوالها التي عاشها ..
أنا كنت أظن أن لبنان ستؤثر عليه كثيرا , هي أثرت عليه نوع ما دون شك لأن كل إنسان يتأثر بجمال أي بلد ولكنها لم تؤثر عليه لدرجة أن تسلبه سحره وموهبته الشعرية .. واذكر بيت قاله المحضار- يرحمه الله – وكان عندنا (جورج ثابت) يكتب لنا وهو رئيس الفرقة فقال من اجل جورج ولبنان لأن هذا البلد تستحق الغزل ولبنان كلها جميله قال :
{ لبنان والحب وأنت .. ذا حلم حققته من أمتى .. ومن بهذا الحب يا جورج أفتى }
فكان الحبيب المحضار مبهوراً هناك إلا أن هذا الانبهار لم يقف سداً أمام وجدانه كما يحدث عند بعض الناس ليحجب مشاعر الحب الحقيقية لأهله بل كان يخالجه الشوق ويؤلمه الحنين والبعد عن الأهل والوطن وكلما التهبت في وجدانه نار الغربه والبعد حسب تعبيره { نار بعدك} .. سكبها في أبيات وقصائد كما في أغنيته " شلنا يابوجناحين ".

** أغنية " شلنا يابوجناحين " لها قصة حكاها المحضار مفادها انك أخذته في جولة سياحية بالسيارة في بيروت ليتمتع بخضرة وجمال البلد ثم يصفها في أغنية طلبتها منه لاستكمال عدد الأغنيات العشر المطلوب تسجيلها في تلك الرحلة..هل أغنية بوجناحين من أغنيات الرحلة التي تتحدث عنها ؟

_ لا هو كتب هذه الأغنية في زيارة سابقة لهذه التي أحدثك عنها لأن (شلنا يابوجناحين) من باكورة ما غنيت للمحضار مع أغنية (يا زارعين العنب) .. وقصة الأغنية التي حكاها صحيحة وهذا تأكيد لما كنت أقوله لك حول تأصل حب الأرض في وجدانه والتصاقه الروحي بالوطن .

الدان..وتجربة الغربة

** المعين اللحني للمحضار والتنوع والثراء الذي استودعه فنه علامة مميزة في إبداعه .. ترى ما هي المنابع أو المصبات التي تسقي هذا المعين وترفده ؟

_ تميزت حضرموت بهذا الثراء والدان الحضرمي الذي يحتاج إلى وقت طويل في تحليله لأنه يأتي من مشتقات كثيرة ففيه النفس الديني بارز لأن حضرموت كانت تهتم بعلوم التجويد والقراءات الكثيرة مثل قراءة عمرو وقراءة حفص إذ لم يكن آنذاك في المناطق المجاورة هذا الاهتمام الكبير بالمدارس الدينية وتجويد القرآن , ماعدا صنعاء وزبيد فقد كان فيهما مثل هذا الاهتمام . فهذا الفستان الجميل الذي في الدان صمم من رسوم ونقوش الطقوس الدينية المعاشة ثم يأتي البحر الجميل ويأتي العشق النقي الصافي في حضرموت .. هذه العوامل كلها خالطت الدان وخالطت الفنون الحضرمية اللحنية المميزة فنشأ هذا التنوع والثراء والتميز عند المحضار لأنه ابن البيئة .. والدان مميز إذا قارنته بأي ألحان أخرى جبليه من دوعن مثلا تجدها ألحان خفيفة وحركيه تفرضها تضاريس المنطقة , ولكن الدان المرتب الرزين دلالة على النفس والمد الطويل . أما الدانات الأخرى التي تمارس في فنوننا فهي عبارة عن تفعيلات ومشتقات .. وهذا الدان المرتب الممدود لا يغنى إلا في الوادي بتريم وسيئون وفي الساحل بالشحر والمكلا أما في المناطق الأخرى فهم يسمعون الدان أو قد يمارسون غنائه ولكنه قد لا يكون متأصلاً فيهم .. فعندنا المشقاصي والدحيفه والهبيش والشرح وغيرها كثير بحكم تضاريس حضرموت وطبيعتها الجغرافية , فولدت فنوننا معبرة عن بيئتنا بتراثها وغناها وأصالتها .

** عندما قدمت أغنيات المحضار حول تجربة الغربة نلاحظ بعض التصرف الموسيقي في اللحن وأحياناً في الكلمة .. هل هذا صحيح ؟

_ نعم هذا التصرف يبني ولا يهدم ولأن الإخراج الموسيقي مسئولية تقع على عاتقي ولابد لي من تطويع الأغنية للأذن العربية وليس للأذن المحلية لأنها محلياً معروفة , إذا أردنا للأغنية أن تخرج إلى خارج الحدود .. والمحضار –يرحمه الله- يعطيك الولادة للعمل الفني وهي أهم ما يمكن ثم يقول لك التربية عليك .. الأغنية لابد لها أن تتحضر مع الوقت والزمن لا إن تبقى كما هي عميقة في محليتها وموغلة في جذورها التي لا يستطيع أن يفهمها أو يتذوقها إلا أهلها. هذا بخصوص بعض الأغنيات التي نعمل لها عناصر تشويق للاستمتاع بها , ونزينها لنغري بها الآخر ولتتلاءم مع الذوق الشامل وتستمع لها كل أذن خارج الوطن أما البعض الآخر من الأغنيات وخاصة التراثية فنبقيها كما هي دون أي تحديث وننادي الأذن العربية أن تفهمها كما هي وتتلقاها كما ولدت , وهذه المزاوجة والمرونة مطلوبة والجمود منبوذ .

** هذا الحديث يجعلنا نتوقف قليلاً لمزيد من الاستيضاح حول موضوع تطويع الأغنية للأذن العربية ؟

_ مهمة جداً هذه المسألة لذا تجد من يقول لماذا عملتم أورغ في هذا المكان وأدخلتم جيتار هناك , نعم عملنا ذلك لأننا بحاجة إليه ونحن اتكالون دائماً نستعين بالآخر في الكثير من شؤوننا تجد المدرب في الرياضة برازيلي والسائق فلبيني ونادراً تجد توفر الأداء الوطني , هذه مغريات ونحن لازلنا في الفن بحاجة إلى التشويق والأغراء .



والى ان نلتقي مع الجزء الثاني من هذا الحوار استودعكم الله ،،،

[جمال العطاس]

رياض باشراحيل . إسم معروف في الصحافة اليمنية والحضرمية خاصة.
شق هذا الرجل طريقه بكل نجاح وكابد من المتاعب الشئ الكثير .
الملاحظ على هذا الصحافي الناجح واللبق نشاطه فهو كالنحلة في السعي ليقدّم لنا الكثير من أمور الصحافة المتميزة .
شكرا استاذ رياض ونتمنى لك دوماً من نجاح لآخر وبإنتظار الجزء الثاني
وإلى الأمام ,,,

[الشبامي]

احسنت اخي رياض على الأبداع الدائم فأنت بالفعل كما وصفك اخي جمال كالنحله في نشاطك واضيف كالشمعه في ضيائك للاخرين
فلقاء مع عملاق كأبوبكر سالم والتحاور معه ليس سهلا واختيار هذا العملاق لكم لتحاوروه ايضا وسام يحق لكم الأفتخار به فكما سمعت بأنه وفي نفس ليلة الحوار كان موجود العديد من مندوبي الصحف والمجلات الخليجيه فكان اختيار هذا الفنان الأصيل لكم لتحاوروه ايضا نابع من حبه لمسقط رأسه ولجذوره ومن علمه ايضا بتمكنكم من جعله يبحر ويعطي مايريده جمهوره هنا وهناك
بارك الله فيك اخي رياض
وامد الله بالعمر الطويل للأصيل ابوبكر سالم
وفي انتظار الجزء الثاني من هذا اللقاء

[شيخ القبايل.]

نشكر استاذنا رياض على هذا ( الموضوع المميز ) .
و ننوه بامتنان الى فناننا الكبير ابوبكر سالم بلفقيه .. الذي ارتقى ( بالاصغاء الفني ) في حضرموت الى ذروة عالية .. وصدح بالاغنية الحضرمية في كل منتديات العرب .. ومسارحهم .
و اذا كانت بعض الجهات الرسمية قد كرمته .. فان عموم الشعب قد وضع على صدره نيشان التقدير والتكريم قبل ذلك بكثير .

ولا يسعنا الا ان ننتظر بقية الموضوع ، على احر من الجمر .. !

[sabb]

هذا ما نتمناه دائما من احياء للترلث ونشر الثقافة والفكر الحضرمي اليمني ونتمني لجميع القائمين علي هذا الموقع التوفيق وان يستمروا في مثل هذه القاءات مع اعيان العلم والثقافة من يمننا السعيد واللع معكمز

[باشراحيل]

شكرا لأخواني

جمال العطاس
الشبامي المشرف العام
محمد باذيب
ساب

لتكرمكم بالمرور على الحوار وتعقيباتكم الطيبة
وملاحظاتكم العاطرة التي نعتبرها حافزا جديدا
لبذل المزيد من جهد المقل لخدمة تراثنا الفني
ولكم خالص التحية .

[الشبامي]

في انتظار الجزء الثاني اخي رياض
هل سيطول الأنتظار؟؟؟
فالجمر حار!!!!

[باشراحيل]

	ابوبكرسالم بلفقيه للأيام في الذكرى الرابعة لرحيل المحضار:{ 2 -2 } 4 سنوات ومركزه لايزال عباره عن البوم صور

حاوره في جدة: رياض عوض باشراحيل

** وكيف كان المحضار(يرحمه الله) ينظر لهذا التصرف ؟
_ المحضار كان يدرك أهمية هذه التغييرات التي تحدث لنشر الأغنية خارج بلدنا وكانت أمامنا رسالة مهمة حملناها معاً ولابد أن نوظف كافة الوسائل لأداء هذه الرسالة وتوصيلها , وتوظيف اللهجة المحلية فنياً وسيله من وسائل عديدة .. إلا اللهجة المصرية في العالم العربي ذات سبق كبير إعلامياً وسينمائياً ومسرحياً وغنائياً فالجيل العربي كله منذ الثلاثينات يفقه اللهجة المصرية ويحفظها حفظاً , ولكن لهجتنا بحاجة إلى طور إعلامي جديد وأسلوب جديد لنظهر فننا وعاداتنا ولهجاتنا الشعبية ولابد من وسائل !! .. التقارب الآن فنياً حصل وبعض مفرداتنا الغنائية أصبحت معروفة للآخر ولكن لازلنا بحاجة إلى مزيد من الجهود حتى نظهر بصورة أفضل مما نحن عليه الآن .

ننشد القربة ولاننشد الغربة

** عندما قال المحضار { ايشلون حال الربع من بعد الفراق } أو قوله { علمني الحب الطريق إزاي } .. هل يندرج قوله ايشلون وازاي في إطار اندماجنا في غنائنا مع اخواننا العرب ؟

_ نعم لأن ايشلون ليست من مفرداتنا ونحن لانقولها في احاديثنا وطالما أيشلون جاءت بمعنى السؤال كيف حال الربع .. فما المانع من استخدامها بدلاً من كيف !! ولكن لاتستغرب عندما يأتيك اليوم من يقول لماذا لم تقل كيف ؟! .. وكيف اصلاً الكاف والياء والفاء ليست موسيقية ثم أنظر للمد الجميل الذي يعطي مساحة للمطرب عند الغناء في ايشلون , واحياناً قد تأتي اضطرار التفعيلة الشعرية هذا من جانب ومن جانب آخر نحن ننشد التقارب في عاداتنا الاجتماعية , يجب ان لاننفر ما الفرق بيننا وبين بقعة تبعد عننا ألف كيلو ؟.." نحن ننشد القربة ولاننشد الغربة " .
خذ مثلاً قول المحضار : وأيشتبي عاد سلمتك مفاتيح قلبي .. ايشتبي لفظة لن تجدها غير في نجد بالمملكة ولأنه عاش في نجد لفترة من الزمن وحبّ هذه الكلمة فلم لايستعملها ويوظفها في فنه , هي فاكهة من الفواكه وتوظيف فني لجذب انتباه تلك البيئة ليستمع أهلها لهذا الفن .. لذلك فالمحضار لم يكن متزمتاً في يوم من الايام بل كان وجداناً فسيحاً وواحة خصب ونمو وتتطور والتزمت دائماً يؤدي الى النفور لكننا ننشد أن نكون أقرب مما نحن فيه وأعظم .. اما لمن يدّعون الفهم والتمسك الذي يؤذي الفن ويقود به الى الأنعزال دون معرفة بالحياة الفنية فأننا نردد ماقاله الشاعر :
{ قولوا لمن يدّعي في العلم فلسفة .. حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء }

فن الأوبريت

**الاوبريتات الغنائية للمحضار وخاصة التي تتحدث عن العادات والتقاليد في المدينة او البادية اوالريف اوغيرها من الموضوعات ..هل فكرتم في تقديم أي من تلك الاوبريتات؟

_ الشعر الوان وفنون كثيرة وهذه الاوبريتات انا أعتبرها شعراً مسرحياً وقد جرت العادة اليوم بتسميتها اوبريت والشعر المسرحي يدخل حتى في الأغنية او في بعض الفنون الشعرية الشعبية التي يتساءل فيها شخص ويرد آخر أو يستكمل معاني الأول ببراعة فائقة خذ مثلا قول الشاعر : لي تحبه وراه هو ينتسي ؟ .. هذا سؤال في الشعر يرد عليه بقوله : تفرح الا بذكره لاأنذكر .. هذا حوار اذن فهو شعر ممسرح تغذيه الحكم وتجارب الشعراء في الحياة إلا إن الاوبريت طبعاً عبارة عن مسرح وتمثيل وحوار وغناء وقضية يعالجها وهذه الأوبريتات كانت محاولة طيبة من المحضار لأنه فتح نافذة على فن جديد وكان رائداً في هذا المجال شأنه شأن الاستاذ علي أحمد باكثير في ميدان الشعر الحر حيث كان رائداً ومؤسساً لهذا الشعر ثم اتى من بعده السياب ونازك ونزار وغيرهم , وعندما نقترب من شاطيء أغنية المحضار والشاطيء لايزال بعيداً حينها سوف " نأبرت الأغنية " .

مركز المحضار

** لقد طفت بمركز المحضار في زيارتك الاخيرة .. مارأيك في المركز؟ ومادوره في حفظ تراث الشاعر وخدمته بأعتباره مرجع لفن الشاعر ؟

_ المركز كتذكار للمحضار شيء جميل يحمل اسمه ويعكس اهتمام بلدنا بمبدعيها , ولكن أريد أن يكون المركزمرجعاً حقيقياً موصّل للمحب وللباحث وللزائر أكثر مما هو عليه الآن . المحضار شاعر غنائي فمن الواجب أن يضم المركز تسجيلات لجميع إبداعاته الغنائية مع توضيح لملابسات وقصة كل أغنية او حتى الأغلبية منها ومطربها وغيرها من الملامح التاريخية للأغنية ولفنه عموماً , ولابد أن يزود بأجهزة صوتية كما هو معمول به في مراكز ومتاحف المبدعين الغنائيين في العالم العربي , ونحن على استعداد للتعاون في هذا المجال .. وعلى المطربين الذين نهلوا من مشرب المحضار تحضير أغانيهم للمركز مع توضيح مناسبة الأغنية إن كانت له ذكرى فيها أو عرف شيئاً عن قصتها بكل صدق وموضوعية وحيادية لأن المناسبة في كثير من الأحيان تسلط الضوء على الأغنية وتكشف جمال إبداعها الهندسي وبنائها الفني , والمركز الحقيقة ليس لي ولك ولا لهذا الجيل لأننا معاً نعرف فن المحضار وتاريخه وقد عاصرناه وعشنا معه ولكنه للزائر الباحث وللضيف الذي يجب أن يجد كل شيء موثقاً بالصوت والصورة وكذلك للأجيال القادمة . أما أن يضم المركز صوراً لعمه وخاله وأحفاده وأفراد أسرته عموماً دون تزويده بوثائق تعبر عن فن المحضار شعراً ولحناً وغناءً فأنه بذلك يتخلى عن دوره الرئيسي كمرجعية لفن المحضار ويصبح المركز عبارة عن البوم صور .

** هل تنوي تقديم أغنيات للمحضار في شريطك القادم ؟

_ بكل تأكيد حيث انتهيت من تنقيح أربع أغنيات وعملت اللازم الموسيقي والغنائي لتلك النصوص ولا أريدها أن تسبق إعلامياً لأنني لا أعلم إلى الآن بأي الأربع أبدأ , وأعمال حسين الحقيقة كل واحدة أحسن من الأخرى وتصعب المفاضلة بينها المهم في الأمر هو التوقيت للأغنية أي أن تغنى في الوقت المناسب لها , فلو أعدت تسجيل أغانيه القديمة التي غنيتها في الستينات يمكن بعضها تناسب هذا الوقت أكثر مما ناسبت زمنها .. والجانب المهم الآخر هو التحديث الموسيقي ما أمكن ذلك لأن الذوق ذاته يتغير ويتطور في الإنسان مع الزمن.

شيب الحب

** { شيبي متعّـب شبابي } من أغنياتكم الأخيرة التي سجلت حضورا متميزاً عند الشباب والصبيان والكهول في ألعابهم الشعبية المختلفة في المدينة والقرية والريف , وحتى في الشروحات النسائية .. فما سر ذلك ؟

_ طبعاّ الكلمة ركن مهم في النص الغنائي وهي في هذه الأغنية خفيفة وسلسة , والشيب هنا ليس لفظاً تجارياً أو مادياً أو يراد به الجسد أو الجسم ولكنه هنا شيب الحب متعّـب شبابه لأنه قد يحب الإنسان ولكنه لم يشب على أن يكون حبه مشبوباً بقيمة شبابية الحب ومن هنا جاءت شكوى الشاعر الناصر من شيب الحب .. أما قضية انتشار الأغنية فهذا صحيح بدليل أنها دائما تطلب مني في الحفلات ونغنيها ملبياً لرغبة الجمهور الحبيب وقد قيل قديما " كل يغني على ليلاه " وأن حد ركبه أو مفاصله توجعه كما حكايتي أنا بايقول شيبي متعب شبابي .
أما لحن الأغنية فهو على السيكا وقد صغناه على إيقاع الدحيفة ويركب عليها إيقاع الغية أيضا , و الختام المغاير قليلا لانسيابية اللحن فقد عملناه بهدف إحداث هزّة ولفت انتباه للشباب بالذات ففيه روح شبابية , والأغنية عادة يكون لها تصميم فني فقد تأتي لها مناسبة لتفصيل معين مثلما يفصل مصمم الأزياء البدلات والفساتين .

** هل هذا هو العمل الغنائي الأول الذي جمعك بالشاعر الناصر ؟

_ من أغنيات الشاعر التي قدمتها إلى الآن أغنيتين هما( قل الوفاء, وشيبي متعب شبابي) وكانتا في شريطي الأخير وقد غنيت شيبي لأول مرة في حفلة دبي للعام الماضي قبل خروجها في الشريط .. والحقيقة فقد أعطانا الناصر أغنية " قل الوفاء " قبل شيبي إلا أن شيبي غنيتها أولا في دبي ثم سجلتها مع قل الوفاء في الشريط .

** أبو أصيل يضاف إلى رصيدك الفني خدمتك للمطربين الشباب وتقديمك لهم إلى ساحة الغناء من خلال أشرطتك التي أصدرتها بعنوان " مشوار الأحبة " .. فهل هذا المشوار لا يزال يواصل مسيره أم توقف ؟

_ المشوار لا يزال مستمراً في سيره يطرح الحافر على الحافر وقد قدمت العديد من الأصوات الجميلة والجديرة بأن يسمعها المستمع العربي ورفدت الأغنية بدماء جديدة وكذلك ببعض الأصوات المعروفة بحضورها في الساحة , والحمد لله التجربة ناجحة وخدمت الأغنية , وحتى في زيارتي الأخيرة لليمن حظيت بجلسة غنائية في المكلا وأخرى في الحوطه شارك فيهما أغلب فناني حضرموت وثالثه في عدن أيضا , وقد لفتت نظري بعض الأصوات الموهوبة التي تستحق العناية والرعاية وتستحق أن تغني مع الفرقة الموسيقية الكاملة , ولكنني لا أستطيع أن اسميها الآن حفاظاً على مشاعر الآخرين إنما تلك الأصوات هي من حضرموت وعدن .

التخلف الموسيقي

** ما رأيك في قضية التخلف الموسيقي الذي تعاني منه الأغنية اليمنية , وانحسارها عند أدائها في الوطن وازدهارها عند أدائها في الخارج رغم ثراء الأغنية وحضارتها وقيمتها العالية في الوجدان العربي ؟

_ المعين زاخر وموجود يعطي وسيعطي أكثر وأكثر , ولكن التخلف الموسيقي الذي تتحدث عنه كان بفعل ظروف اجتماعية شاملة صعبة عاشتها البلاد في الماضي شملت كافة جوانب الحياة والموسيقى جانب منها .

** يقال أن الفن يجري كالنهر من المناطق العليا إلى المناطق الدنيا , فهل يندرج اغتراف الآخرين من معيننا الغنائي في إطار هذا المفهوم ؟

_ أنا قلت لك إن المعين زاخر نعم , ولكن اغتراف الآخرين منه هو موضوع آخر له ظروفه وأسبابه منها : أولا استذواق هذا الفن فهؤلاء استذوقوه وحبوه لقيمته الفنية والثوب الجميل الذي ظهر به أمامهم , ثانياً : عندنا مثل يقول " المال السايب يعلم السرقة " فلما رأوا إن هذا الفن سهل المنال ولا يوجد من بتابع من بعده ولا حسيب ولا رقيب تمادى بعض المطربين في الاغتراف من بحره , وعدم تقديمه كما ينبغي في بعض الأحيان لبعد هؤلاء عن واقع وبيئة إبداع هذا الفن . ولكن في الأخير هذا الاغتراف إنما يدل على مكانته ومدى تأثيره فيهم .

** قضية سرقة الأغنيات للأسف الشديد ......(قاطعني ابوبكر قبل اكتمال السؤال قائلاً...)

_ لا..لا..لا تتأسف قولها بكل صراحة سواء كان بلساني أو بلسان قلمك , قولها انه طالما والحقوق غير موجودة في البلد وحال (المبدع مدقع) وحياته صعبه لن نرى التطور الحقيقي الذي ننشده وفننا أهل له , وإنما قد نرى مزيداً من التدهور بسبب ذلك , بينما البلدان من حوالينا تتطور, كل البلدان الآن لديها القوانين التي تنظم حفظ حقوق الفنانين والمبدعين أي حقوق الملكية الفكرية والأدبية والفنية وحقوق الشركات التي تدعم الفنان وتحميه أيضا , وهذه الشركات الفنية ركن اقتصادي مهم لأنها تشغّـل العمالة المحلية وتتعامل مع شركات خارجية إنتاجية تأخذ بواسطتها حقوق المطرب اليمني لدى الآخرين وترعى المطرب المحلي وتدعم الناشيء وتبرزه إلى الساحة , مهام كثيرة لشركات الإنتاج الفني لم تحظ بعد باهتمام بعض المسئولين في الوطن.

** عودة ابوبكر سالم للتراث القديم واهتمامه به وترديده للعديد من الأغنيات من تراثنا المحلي أو من تراث الشعر العربي .. هل هي لخدمة التراث ؟ أم لأهداف أخرى ؟

_ لقد قلت إن المنبع أصيل , والمهم كيف يوظف هذا المنبع الفني , وخزانة التراث تحوي الكثير ففيها الأغنية الشعبية والأغنية الفصيحة والعاطفية والأجتماعية ثم الكم الغنائي من ألوان الشعر نفسه من أنفاس الشعر الغزلي , الرثائي , السياسي ,الاجتماعي وتوجد الأغنية الصباحية وأغاني الأطفال والأغنية العاداتية حيث يوجد في تراثنا الوطني الغناء الذي يرتبط بعادات وطقوس خاصة بالعمل فترى كيف المزارع يغني وهو يحرث الأرض والصياد وهو يصطاد في البحر والحائك وهو يحوك وينسج الملابس والساني وهو ينزح الماء من البئر والبنّـاء وهو يمارس فنون البناء بمزاج وهندسة خاصة , هذه إبداعات رياضية فنية موجودة في حياة الشعوب لابد أن نستقي من معينها . كل ذلك يمثل كياننا الفني والغنائي الذي لابد وان نهتم به لأنه صورتنا وصورة أهلنا وبلدنا .

بين بلفقيه والمحضار وباكثير

** أستاذ ابوبكر أنت تحدثت عن حب المحضار لأهله ووطنه ولم تتحدث عن حب ابوبكر سالم من خلال فنه أو حتى أحاديثه النثرية لوسائل الأعلام , فلازلنا نتذكر مذيعة إحدى الفضائيات التي وصفتك بالفنان المخضرم فقلت لها عفواً أنا محضرم اعتزازاً بأصالتك ؟

_ كلنا نحب الوطن مافي ذلك شك , ونتحدث عنه بحنيّـه مقيمة في الفؤاد لذلك أقول :
الحب صنو حشاشتي .. نطقت به شفتاي رغم إرادتي
فاللسان ترجمان القلب , حيث أن كل ما يحبه القلب تنطق به الشفاه رغم الإرادة , وحب الأرض فعلا من الأسباب الرئيسية المهمة التي جمعتني بالمحضار في الغربة ثم أثر الغربة في نفوسنا , وكان المحضار يترجم أحاسيسنا معاً وأحاسيس كل الناس على الرغم إنني اغتربت لسنين طويلة بينما هو كان يأتي إلينا في الغربة ويعود للوطن , ولكنه كان بحضوره معنا ينكش المواجع ويترجم آلام البعد والفراق والحنين والأشواق , والتذمر من أشياء كنا نعيشها في واقعنا آنذاك لم تكن طيبة للأسف .

** ألا ترى فناننا الكبير أن النوابغ في تواريخ الشعوب دائماً يلتقون في خاصية حب الأرض والوطن التي تذكي نارها الغربة ويشعلها الفراق , ألم يلتقي معكما الأستاذ علي أحمد باكثير في هذا الحب ؟

_ الأستاذ علي أحمد باكثير لم يٌعرف قدره في زمنه , وقد هاتفني إلى بيروت وكنت حينها مقيم هناك ولم أتردد على مصر بعد , وكان ذلك بعد استقلال الوطن مباشرة وقال لي في مكالمته للأسف رجعت من الوطن بخفي حنين ماعدا اسطواناتك وقد بهرتنا بعض هذه الأسطوانات والأغاني التي تحويها وقال أنا لازم اعمل لك أوبريت وسنلتقي في مصر عندما تصل إليها , ولكن لم تمر فترة وجيزة من الزمن إلا وأختاره الله إلى جواره قبل أن نلتقي .
وباكثير من النوابغ ويتمتع بذكاء خارق , وحتى بيته الشهير الذي يقول فيه :
لو ثقفت يوماً حضرمياً ** لجاءك آية في النابغينا
يصب في مجرى حب الأرض والوطن وقد أراد به أن يقيّـم النهضة الحضرمية وحضارة بلده , وقصة البيت انه سئل من أحد الأدباء فيما لو يحفظ شيئاً من قصيدة نونيّة لأحد الشعراء وكان يحفظها فأنشد القصيدة وأضاف إليها على السجية والفطرة ذلك البيت . وكان الأستاذ باكثير شاعراً له في الغزل روائع قبل أن يطرق أبواب الرواية والقصة والمسرحية التي أشتهر بها ومما أبدعه في الغزل عند وصف محبوبته أتذكر قوله :
خط في خدها الوساد نقوشاً آيةً من بدائع التذهيب
مرسل شعرها على غير ترتيب ولكن أحلى من الترتيب

إذكاء الهوية وشواهد التاريخ

** الم يكشف ذلك أن جسراً موضوعياً وفنياً يربط الثلاثي بلفقيه والمحضار وباكثير ويؤكد جهودهم النبيلة في تعميق الهوية الوطنية في إبداعاتهم ذلك مما حدا بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح أن يكرم هؤلاء بأعلى الأوسمة الوطنية ؟

_ بغض النظر عن الثلاثة وتشرفهم بتكريم فخامة الرئيس لهم بالتكريم الرفيع , وبمد النظر إلى البعيد أي إلى التاريخ قبل الأستاذ باكثير وصحبه منذ أن هام علماء حضرموت ونوابغها في بقاع شرق آسيا والهند والملايو , لقد كانوا أصحاب ثقل علمي كبير نشروا به الإسلام في اندونيسيا والهند ودول شرق أفريقيا واستقروا في تلك المهاجر. وعندما تذهب لزيارتهم تجد عاداتهم إلى هذا اليوم وعادات أبنائهم وأحفادهم هي ذاتها العادات الحضرمية , بل متأصلة فيهم بصورة أكثر مما هي موجودة في حضرموت اليوم , تجد تلك التقاليد في سنن الزواج , وتبادل الزيارات , والملابس , وفي المساجد , وفي التعليم الفقهي والتشريعي والفرائض تجدهم صفاً واحداً وكأنهم أمس غادروا البلد , كل ذلك كان بجهد هؤلاء العلماء والأدباء والمثقفين المهاجرين ظلوا متمسكين بهويتهم لم يتأثروا رغم المغريات والبلدان الجميلة التي هاجروا إليها وهذا يعود لأصالة الإنسان وحبه لأرضه وهويته .
والعبقريات كثيرة في تاريخ حضرموت واليمن عموماً وهم أولى بالإشادة والكتابة عنهم وقد سلطت الأضواء حول بعضهم والبعض الآخر بقي في الظلام , خذ مثلاً الشاعر " ابوبكر بن شهاب " عبقرية شعرية مات مغترباً في حيدر أباد. وعرفت انه يوجد من الدارسين من يرغب في تحضير شهادة الدكتوراه في شعر بن شهاب بعد مرور أكثر من قرن على رحيله .
البلد بها مخزون ثري وبها المخطوطات التي تؤكد مكانتها وتاريخها إن شاء الله تظهر مستقبلا ونتمنى أن تخرج إلى النور في دراسات وكتب منهجية علمية وتاريخية .

** ماهي الكلمة الأخيرة التي تود أن تقولها ؟

_ أنا أشكر لك هذا الأهتمام ولجريدة الأيام جريدتنا التي نستمد منها اخبارنا وأحوالنا وصورة أهلنا في الوطن ولنا لقاء آخر حسب أوعدتك أعطيك فيه الكثير من الحقائق والأمور المهمة نتقصاها خطوة بخطوة .. إذن لنا عودة أخرى والعود أحمد .

[أبوعوض الشبامي]

.

كنت حضرت للرد على موضوع باشراحيل في سقيفة عذب القوافي ( 6 اغنيات محضارية في ديوان بلفقيه )
لكن العتب على النظر والسهر فخلطت بين الموضوعين فقلت يكفي المرور هنا وهنا بعد حين نمر؟؟؟؟؟؟.

[abu iman]

أخي باشراحيل
قرأت موضوعك بشغف ، فمزيدا من مثل هذه المواضيع القيمة التي لا غنى لنا عن الإطلاع على أمثالها و نشرها أيضا و خصوصا إذا كان بأسلوبك الشيق و طروحاتك الجميلة لك مني الشكر الجزيل ، و الشكر في حقك قليل