المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!


جاء المولد 000 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
قديم 02-25-2010, 01:35 AM   #21
ابن شمال المملكة
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ابن شمال المملكة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ان كان هذا الاسلام الذي جاء ب محمد عليه السلام فإني من بري
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 01:38 AM   #22
ابن شمال المملكة
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ابن شمال المملكة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي ابو امان اليست هذه هي الجاهليه بام عينها

  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 01:41 AM   #23
ابن شمال المملكة
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ابن شمال المملكة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الى ترضى بهذا حكم بيننا

  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 07:50 AM   #24
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman [ مشاهدة المشاركة ]
يعني : أنتم فقط و من يتبعونكم أهل الوجوه البيضاء و غيركم و غيركم أهل وجوه سوداء
هذا مفهومكم ؟ أنتم فقط معكم صك إلى الجنة و غيركم في النار ؟ عدنا إلى عصور صكوك الغفران ...... لا تعليق

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[COLOR="Blue"]قد قطعتم شوط في ترك كثير من ضلالات الماضي الغابر لا داعي بالتذكير به حين كانت أقاليد الجنة - المفاتيح -مع واحد أو أتنين منكم فقط في حضرموت واليمن عموما ولاداعي لنقله من كتبهم القديمة التي أحرق بعضها الوهابيون وأبن غرامة اليافعي والأشتراكيين الذين سلطهم الله في وقت من الأوقات لغسل ذنوب القرون السابقة وفاق الناس جميعا على العلم الشرعي وأخذ بعضكم يقرأ لأول مرة كتب الحديث ويقول هذا حديث في مسلم أو البخاري وهذه والله أنها نعمة كبيرة وفرصة جعلها الله للمتأخرين أن يراجعوا الطريق وبدا أناس غير قليل يعرفون أن الماضي وأعتقاداته فيه دخن كثير ومن كانت لديه شجاعة ومنعة وحصانة تبرأ منه ، ومن كان خائفا أصبح يلعب على حبلين ويخلط ويدور ويلف وأن أراك من هذا الصنف ياعزيزي " ابو ائمان "
وأنت فيك خير واسأل الله أن تخطو الخطوة الأخرى لتبصر نور الحق0
وكلام أبن عباس رضي الله عنهما واضح ولم يقل بقولك أحد من علماء أهل السنة أننا نملك صكوك الغفران ولا حد يدخل احد [/
COLOR]الجنة ( في الغدفة )
وصحيح أن الكنائس النصرانية كانت توزع صكوك الغفران في أوربا في العصور الوسطى ، وكانت كنائس للبيض وكنائس للسود الزنوج والأفارقة النصارى هذا ماقرأته في التاريخ 0؟غير أن المسلمين ليس في دينهم هذا ؟؟
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 08:54 AM   #25
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرحةالجامع [ مشاهدة المشاركة ]
أيها الأخوة الأحباب :
____________

قلت من قبل إن معرفة الله تعالى هي علة وجودنا في هذه الدنيا ,

ولا سبيل إلى معرفته تعالى معرفة مذاق إلا عن طريق الإيمان به ثم تقوية الإيمان بمتعلقاته من

صلاة وصيام وزكاة وحج ونوافل وقربات إلى الله بالعبادات الجسدية والمادية والمجاهدات النفسية 0

وقد كان صاحب الذكرى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يهتم بإيمان أصحابه حتى لقد قال

يوما لسيدنا حارثة بن مالك الأنصاري : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله ,

قال : إن لكل قول حقيقة , فما حقيقة إيمانك ؟ قال : يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي

وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون ,

وكأني أسمع عواء أهل النار ,

فقال له مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عرفت فالزم 000

ومن هنا جاء قولهم : فلان عارف , ولم يقولوا عالم , لأن العلم غير المعرفة :

فالعلم رواية , والمعرفة دراية ,

ويقول الإمام الغزالي رضي الله عنه :

فرق أن يعلم الإنسان حد الجوع والشبع وبين أن يكون صحيحا وشبعان 0

فالمذاق الروحي غير التحصيل الفكري 0

ويقول سيدي جلال الدين الرومي :

هل قطفتم وردا من الواو والراء والدال ؟ اذهبوا فابحثوا عن حقيقة المسمى 00

وها نحن قد رأينا كيف قطع حارثة رضي الله عنه بقلبه اليقظ مفاوز الآخرة

حتى كأنه رأى الجنة والنار معاينة , فما أسعده 0

وإذا كان الله تعالى يقول :

( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) 0

فقد جعل العلم وسيلة للخشية وليس غاية في ذاته , فمن لم يصل بعلمه إلى خشية الله لا يعد

عند العارفين عالما إنما هو في نظرهم من أوعية العلم فكانوا إذا أشاروا إلى واحد من هؤلاء :

يقولون حدثنا فلان وكان من أوعية العلم , ولا يقولون : وقد كان عالما , لأنه لم يتصف بالخشية التي تصاحب العلماء0

وهذا يفسر لنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

" والله إني لأتقاكم لله واخوفكم من الله " 0

ذلك بأنه كان أعلم العلماء الذين عملوا بما علموا , فهو أخشاهم لله وأعظمهم هيبة له سبحانه ,

ولذلك قيل :

على قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم إلا من الله خائف

فآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف

أيها الأحباب :
______


لا تظنوا أن التربية الدينية يقف أثرها عند أمور الآخرة الآجلة , بل هي كذلك تتصل بحياة الأمة

الدنيوية في نواحيها المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ,

ولنقرأ في هذا المقام بعض الأبيات للسيد / محمد إقبال وهو الذي نهل من علوم أوروبا في

انجلترا وألمانيا حتى حاز أعلى الشهادات ولكنه تربى في أسرته المسلمة تربية إسلامية عالية

فلم يتنكر لدينه ولا لوطنيته فيقول في عبقريته العالمية التي يعتز بها المسلمون من عرب وعجم ,

وقد ترجم شعره إلى العربية الشيخ / الصاوي شعلان :

قال خير الخلق تاج المرسلين
كل أرض مسجد للمسلمين

أي محراب يضم الساجدين
إن تركت الأرض للمستعمرين

حرر الأرض لتبني المسجدا
لا تدع غيرك فيها سيدا

وما أروعه في توجيه المؤمن إلى الناحية الروحية التي تكسبه عز الدارين حيث يقول :

ودنيا الروح سكر بالمعاني
وصحو بالرقي والمعالي

فعش للروح في دنيا وأخرى
تفز بالعالمين بلا زوال

وإن أمسيت للأموال عبدا
فقدتهما معا في كل حال

وإن أصبحت في الأكوان حرا
فأنت من كمال إلى كمال

وكسب المال للمخلوق حق
ولكن لا تبع شرفا بمال

وإن المال قد يأتي ويمضي
وأنت وما ملكت إلى ارتحال

فهل آن لشبابنا المثقفين في الداخل أو الخاج أن يفيقوا من غفلة اللهو والمجون التي غرهم بها الشيطان

حين زين لهم حب الشهوات وجعل همتهم وقفا عليها فكأنه لا موت ولا بعث ولا نشور ,

وما أبدع ما يقوله إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله , وعجبت لمن شك في الموت وهو يرى الموتى ,

وعجبت لمن شك في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى , وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء 0

والكلام في تزكية الروح متسع , ويكفي أن نقول أن الله تعالى جعل الفلاح في تك التزكية ,

وجعل الخيبة في إهمالها فقد قال تعالى في سورة الشمس :

( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) 0

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

نلم بعد ذلك إلمامة يسيرة بتاريخ المولد المبارك والسيرة العاطرة تبركا بالمولد وصاحبه

والسيرة وصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم 0

أُختِلف في يوم المولد المبارك , فمنهم من قال إنه كان في 9 من ربيع الاول , ومنهم من قال

إنه كان في 12 منه , وقد حقق المغفور له محمود باشا الفلكي الخلاف وانتهى إلى أن المولد

كان في 9 ربيع الأول من عام الفيل , وهو يوافق 20 أبريل من سنة 571 م ,

وقال أبن عباس رضي الله عنهما إن المولد كان في عام الفيل 0

وأسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة وهي تدل على شرفه ,

وأشهر تلك الأسماء محمد وقد سُمِي به في القرآن , وأحمد وقد سُمِي به في الانجيل ,

وأحيد , وقد سُمِي به في التوراة , ومعنى أحيد أنه يحيد بنا نحن المؤمنين عن النار ,

أما اسمه في السماء فمحمود , وأما كنيته فهي أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد سُئِل جده عبد المطلب : لماذا سميت الوليد محمدا وليس هذا شائعا في العرب ,

فقال في إلهام من الله : أرجو أن يكون محمودا في الأرض والسماء 0

وقد طاف عبد المطلب بحفيده بيت الله الحرام ودعا له وكان ينشد وهو يطوف به :

الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذي الأركان

من حاسد مضطرب العيان
حتى أراه بالغ البنيان

وكان من عادة شريفات قريش أن يدفعن بأطفالهن إلى المراضع في البادية لتصح أجسادهم

وتفصح ألسنتهم , فكان من سعادة بني سعد أن الوليد الشريف استرضع فيهم ,

حيث دفعت به أمه السيدة آمنة بنت وهب القرشية إلى السيدة حليمة السعدية 0

وقد استقبل جده عبد المطلب السيدة حليمة حين جاءت تأخذ حفيده فقال لها :

مَن أنتِ ؟ قالت امرأة من بني سعد قال : ما اسمك ؟ قالت حليمة ,

فتبسم وقال بخ بخ , سعد وحلم فيهما خير الدهر وعز الأبد 0

وكانت حليمة ترقصه وتقول :

يارب إذا أعطيته فأبقه
وأعله إلى العلا وأرقه
وادحض أباطيل العدا بحقه

وتحكي حليمة من بركة الوليد الرضيع فتقول :

ألقى الله محبته في القلوب حتى أن أحدهم إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى ومَن نزل به ضر في عينيه مسح عليهما

بكفه صلى الله عليه وآله وسلم فيبرأ بإذن الله تعالى ,

وكذلك إذا أعتل لهم بعير أو شاة أو فرس فيأخذون بيده , صلى الله عليه وآله وسلم , فيمرون بها

على موضع الأذى منه أو على كله فيبرأ بإذن الله عز وجل 0

وقد كان يمس ضرع الشاة للقوم فتحلب غبوقا وصبوحا 0

وقالت أيضا : أنبت الله ببركته صلى الله عليه وآله وسلم العشب فأعشب الوادي 0

وكانت الشيماء , ويقال لها أيضا الشماء وهي أبنة حليمة تساعد أمها في حضانته ,

وكانت تقول وهي ترقصه :

هذا أخ لي لم تلده أمي
وليس من نسل أبي وعمي

فديته من مُخول مُعِم
فأنمه الله فيما تنمي

كما كانت تقول :

يا ربنا أبق أخا محمدا
حتى أراه يافعا وأمردا

ثم أراه سيدا مسودا
واكبت أعاديه معا والحدا
وأعطه عزا يدوم أبدا

وقد جال فكري مرة في شأنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله , فربطت بين أسمائه الجميلة

الدالة على كثرة حمد الناس له , وبين أسم أبيه عبد الله , وقد قامت الرسالة المحمدية على الدعوة

إلى توحيد الله , وبين اسم أمه آمنة ورسالة ابنها قامت على السلام وتحيتها السلام ,

وإنما كان حربه لإقرار الأمن والسلام , وبين اسم مرضعته حليمة , وقبيلتها بني سعد , وابنتها الشماء,

وبين اسم جاريته أم أيمن , وأخيرا قلت لا يتأتى كل ذلك مصادفة , وإنما هي عناية الله التي أحاطت

به من كل جوانبه مصداقا لقوله تعالى :

( فإنك بأعيننا ) 0

وقد تحلى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من حداثته بمكارم الأخلاق ,

وباين أترابه في نشأته , فلم يجنح إلى لهو الصبا ولعب الشباب ,

ولم تستهوه الشهوات , بل شب طاهرا مطهرا , تزينه الإستقامة في أتم صورها وأعلى قممها ,

فتحلى بالصدق والأمانة والحياء والسخاء والتوكل والرضا والذكر والشكر والحلم والصبر والعفو

والصفح والرأفة والسكينة والوقار والتواضع والإنكسار والشجاعة والنجدة والهيبة

والخشوع والخوف والرجاء والدعاء والبكاء والعبادة والجهاد والحق ,

ويجمع تلك الصفات على كثرتها قوله تعالى :

( وإنك لعلى خلق عظيم ) 0

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم متحدثا بنعمة ربه :

" أنا دعوة أبي ابراهيم " 0

ودعوة أبيه وردت تفصيلا في سورة البقرة حيث يحكي الله أمرها في قوله الكريم :

( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم *

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا

إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك

ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) 0

ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مرة اخرى :

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم

واصطفاني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار من خيار " 0

أيها الأحباب :
______

لقد تحمل صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم مشقات عظمى في سبيل الله ,

فحمى دعوة الإسلام في الأرض بنفسه وماله , وحماها معه آله الكرام وأصحابه الأعلام ,

وقد كانوا أول الأمر قلة لكنهم لم يقبلوا في دينهم الذلة فهاجروا بدينهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ,

وصبروا وصابروا ورابطوا حتى دانت لهم الأرض في المشارق والمغارب 0

ولقد تغنى ركب المهاجرين إلى الحبشة , وهم يقطعوا الفيافي والقفار ويعبرون البحار ,

فرارا بالعقيدة التي حرصوا عليها حرصهم على أرواحهم بل أشد ,

فماذا تغنى حاديهم في ذلك الركب المؤمن , إنه كان يقول بصوته الشجي الذي هون

عليهم التضحية مع عظمها :

الأهل والأوطان *** فراقهم صعب
لكنه الإيمــــان *** فداؤه القلـــب
والروح والأبدان *** فليقبل الـــرب
فليقبل الرب

ثم أنظروا كيف صور الله الصحابة الكرام في حربهم وسلمهم في كتابه الخالد

إذ يقول تعالى في سورة الفتح :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا

يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) 0

أرأيتم كيف كانوا أسودا على الأعداء ورحمة على الأصدقاء وُعبّادا في جوف الليل البهيم

حتى استنارت وجوههم من إشراق القلوب 0

ويقول تعالى في سورة الأنفال منوها بفضل المهاجرين والأنصار :

( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا

أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) 0

ومن ذلك نرى أيها الأعزاء أن الإيمان ليس كلمة تقال ثم تصحبها دعة واستكانة ,

وإنما الإيمان يقظة فوارة جياشة , وتضحيات يتلو بعضها بعضا فلا غفلة ولا بخل ولا جبن ,

إنه عمل دائب لا يني ولا يفتر , وشعلة متقدة لا تنطفئ ,

ورحمة واسعة كالطوفان الذي يقهر ما يعترضه وهو يزخر ,

وحيا الله فيلسوف الاسلام / إقبال إذ يقول :

أرى التفكير أدركه خمول
ولم تبق العزائم في اشتعال

وأصبح وعظكم من غير سحر
ولا نور يطل من المقال

وعند الناس فلسفة وفكر
ولكن أين تلقين الغزالي

وجلجلة الأذان بكل أرض
ولكن أين صوت من بلال

منائركم علت في كل جو
ومسجدا من العُبّاد خالي

أيها الأعزاء :
______

إن المسلمين الأوائل إنما ميزهم عن سائر المسلمين حرصهم على إقتفاء

أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومحاكته والتأسي به , وكان زمه صلبا لايفل

ولا يقل بل يزداد على الأيام شدة وقوة , قام ليله فقاموا , وحارب الأعداء فحاربوا ,

وسالم أهل السلم فسالموا , ورحم اليتيم فرحموه , وواسى المصاب فواسوه ,

وعاد المريض فعادوه , وقال :

" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " 0

فاستمسكوا واتحدوا ولم يختلفوا ,

وما أحوج مجتمعنا اليوم لذلك وقد تفككنا فاستضعفنا الأعداء ,

وقد حذرنا منهم صاحب الذكرى حين قال بنور الله الذي آتاه :

" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ,

قالوا ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله , قال : لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل " 0

ويقول الشيخ / علي عقل رضي الله عنه في إلهامه الفوري الذي نقلناه عنه :

فيا أمة الإسلام مذا أصابكم
أترضون للإسلام أن يتأخرا

تركتم حدود الله وهي سلامة
وأهملتوا آثار مَن هذب الورى

زعمتم بأن الغرب فجر حضارة
وما الغرب إلا بالمآثم قد جرى

أباح الربا جهرا وما حرم الزنا
وقد حلل الصهباء واستعمر الورى

إذ نحن قلنا ليس في الغرب حكمة
تقولون لولا الغرب لن نتحضرا

أرى الغرب لو للعدل كانت حروبه
لما جال في أفيائنا وتبخترا

وما هتفت بالحرب يوما ديارنا
ولا شهرت سيفا وحشرت قرى

وليت بني قومي أقاموا على الهدى
وكانوا كأسلاف لهم حكموا الثرى

ولم يجعلوا التقليد فخر حياتهم
ولم يرتدوا اللذات تاجا ومئزرا

وكانوا رجالا يحسنون أمورهم
ولا حقروا قومية لن تحقرا

وليس بحرٍ من يصافي عدوه
ويطلب منه العون إن طارئ طرا

فهل لنا من عودة إلى مجدنا الذي بلغه أوائلنا بفضل التأسي برسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم , فورثهم الله الارض وجعلهم خلفاء فيها مصداقا لقوله تعالى في سورة النور :

( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف

الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني

لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون *

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) 0



اللهم ارزقنا بعونك طاعتك وطاعة رسولك حتى نلقاك تحت لوائه مع الذين قلت فيهم في سورة الحديد :

( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم

جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم )0


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أنظروا كيف تنقل الأقوال عن الصحابة وتفسيرهم لايات الله لتعلموا أن مانقله 0 ( صاحب سرحة الجامع ) في هذا الكلام الطويل فيه ضعف وعدم أمانة تشبه ما يفعله الشيعة في كتبهم والصوفية حطاب ليل ليسوا أهلا للتلقي عنهم وأنا سأكتفي فقط بتفسير ماقاله في هذه الآية فقط ولكم أن تحكموا بعد ان تراجعوا كل ماكتبه اخونا فسحة الجامع 0

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )


ه الصفحات الطويلة وهذه عينة فقط لذوي الألباب اللهم أني بلغت ؟؟
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 09:24 AM   #26
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

يافسحة الجامع ومن معك في السقيفة تكلم أو لم يتكلم بعد :
اتقوا الله في ماتكتبونه وتنقلونه سيشهد عليكم يوم القيامة أدعوك أن كنت تريد رفعة في الدنيا والآخرة فهي بالعلم والعمل الصالح كما أخبر الله تعالى في كتابه قال تعالى : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " المجادلة(11)
ولا تغش عوام الناس وتخلط الأوراق ان كنت تريد الحق وتبحث عنه اقراء هذه المناظرة :

القيمة بعده تقوم الحجة علينا جميعا أن كنا نحب الله ورسوله ودعك من الحشو والتدليس :
مناظرة الشيخ الألباني
مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني:
حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذلك فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به(.
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به (( نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة )) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(( . لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ (( .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
)) من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد (( يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
)) خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم(( .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به (( .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .((
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم (( فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه(( .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ((
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك (( .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم : )) أبى الله أن يقبل توبة مبتدع (( .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ((
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة .....
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) وكذلك يقول الله تعالى :
(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ) أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟ ) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم( .
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 03:16 PM   #27
اولئك ابائي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية اولئك ابائي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضرمي التريمي [ مشاهدة المشاركة ]
يافسحة الجامع ومن معك في السقيفة تكلم أو لم يتكلم بعد :
اتقوا الله في ماتكتبونه وتنقلونه سيشهد عليكم يوم القيامة أدعوك أن كنت تريد رفعة في الدنيا والآخرة فهي بالعلم والعمل الصالح كما أخبر الله تعالى في كتابه قال تعالى : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " المجادلة(11)
ولا تغش عوام الناس وتخلط الأوراق ان كنت تريد الحق وتبحث عنه اقراء هذه المناظرة :

القيمة بعده تقوم الحجة علينا جميعا أن كنا نحب الله ورسوله ودعك من الحشو والتدليس :
مناظرة الشيخ الألباني
مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني:
حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذلك فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به(.
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به (( نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )) خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة )) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(( . لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ (( .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
)) من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد (( يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
)) خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم(( .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به (( .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .((
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم (( فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه(( .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ((
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك (( .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم : )) أبى الله أن يقبل توبة مبتدع (( .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ((
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة .....
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) وكذلك يقول الله تعالى :
(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ) أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟ ) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم( .
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1



بيض الله وجهك يالغالي ... وجزاك الله خير الجزاء ... وجعله في ميزان حسناتك

وثبتنا الله واياك على كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الى يوم ان نلقاه

حفظك الله ورعاك ... تقبل مروري
التوقيع :



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 03:24 PM   #28
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

أنا لا أريد أن أتطاول على المشايخ و لكني فقط أريد أن أوجه هذا الحوار المعد سلفا ليقود إلى نتيجة معروفة بعدم الجواز

اقتباس :
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .

هل يريد الشيخ أن يقول كان على رسول الله أن يقول (احتفلوا بالمولد كل عام) ؟
إذن نحن نطالبه بأن يأتي لنا بنص يقول فيه الرسول ( صلوا التراويح جماعة)
وغيرها من الأمور كمنع قطع يد السارق في عام الرمادة كل ذلك من اجتهادات عمر و جمع القرآن و تدوين الحديث وعمر لا يتلقى الوحي و لا عثمان أيضا ولكنهما فهما الدين و ما معنى الدين و أصول الدين و أنه جاء لخير البشرية فاجتهد و الإجتهاد مأمور به فغي الإسلام من أخطأ فله أجر و هذا دليل على حث المسلمين على الإجتهاد حتى كاد أن يكون فريضة و مع وجود نص قرآني ( السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما ...) فهل هناك نص أعظم من نص قرآني مع ذلك منع عمر قطع الأبدي هكذا أرادنا الإسلام أن ندرس الأمور لا أن نبحث عن نصوص جامدة.... لا تقل لي أنه صحابي و هل من حقه أن يعترض على نص قرآني لولا أنه عرف أن الإسلام دين عقل و ليس دين نصوص مغلقة رضي الله عنه ثم نقول أين النص الذي سمح لنا بقراءة المولد !!!!! ما هذا فما لم يمنعنا فيه الرسول و لم يصادم نصا فلا نبحث عن نص يجيزه أليس المثبت أولى من النفي و أنا بدوري أطالب بنص صريح يقول ( لا تقرأوا المولد لأنه شر ) هل يوجد نص كهذا ؟ إذن نحن أمام عقول و ليس أمام نصوص. فعندما يقول الله( فاستبقوا الخيرات) أو ( و ابتغوا إليه الوسيلة) هل على الرسول أن يخرج لنا كشفا مفصلا بتلك الخيرات ؟ رقم 1 كذا رقم 2 كذا ..... أم يقول لنا العموميات و انت اجتهد في التفاصيل و اسلك إلى الخير بالطرق المشروعة و ليس بما يوجد فيه نصوص لأن ذلك قيد على أنواع الخير. فهل يوجد أيام الرسول جمعيات خيرية ؟ إنها أمور مستحدثة و لكنها نافعة . لم لم يسأل أحدكم أين النص أو الحديث الشريف الذي يجيز فتح جمعيات كقوله مثلا ( أحللكم فتح جمعيات و وضع نظام داخلي لها) نحن نبحث عن النص في العبادات و ما سوى ذلك فمعظم الأحاديث بل تسعين في المائة أحاديث ظنية .

لي عودة و سأستكمل إن أردنم أو قولوا لا تستكمل فأتوقف
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 04:06 PM   #29
اولئك ابائي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية اولئك ابائي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abu iman [ مشاهدة المشاركة ]
أنا لا أريد أن أتطاول على المشايخ و لكني فقط أريد أن أوجه هذا الحوار المعد سلفا ليقود إلى نتيجة معروفة بعدم الجواز


هل يريد الشيخ أن يقول كان على رسول الله أن يقول (احتفلوا بالمولد كل عام) ؟
إذن نحن نطالبه بأن يأتي لنا بنص يقول فيه الرسول ( صلوا التراويح جماعة)
وغيرها من الأمور كمنع قطع يد السارق في عام الرمادة كل ذلك من اجتهادات عمر و جمع القرآن و تدوين الحديث وعمر لا يتلقى الوحي و لا عثمان أيضا ولكنهما فهما الدين و ما معنى الدين و أصول الدين و أنه جاء لخير البشرية فاجتهد و الإجتهاد مأمور به فغي الإسلام من أخطأ فله أجر و هذا دليل على حث المسلمين على الإجتهاد حتى كاد أن يكون فريضة و مع وجود نص قرآني ( السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما ...) فهل هناك نص أعظم من نص قرآني مع ذلك منع عمر قطع الأبدي هكذا أرادنا الإسلام أن ندرس الأمور لا أن نبحث عن نصوص جامدة.... لا تقل لي أنه صحابي و هل من حقه أن يعترض على نص قرآني لولا أنه عرف أن الإسلام دين عقل و ليس دين نصوص مغلقة رضي الله عنه ثم نقول أين النص الذي سمح لنا بقراءة المولد !!!!! ما هذا فما لم يمنعنا فيه الرسول و لم يصادم نصا فلا نبحث عن نص يجيزه أليس المثبت أولى من النفي و أنا بدوري أطالب بنص صريح يقول ( لا تقرأوا المولد لأنه شر ) هل يوجد نص كهذا ؟ إذن نحن أمام عقول و ليس أمام نصوص. فعندما يقول الله( فاستبقوا الخيرات) أو ( و ابتغوا إليه الوسيلة) هل على الرسول أن يخرج لنا كشفا مفصلا بتلك الخيرات ؟ رقم 1 كذا رقم 2 كذا ..... أم يقول لنا العموميات و انت اجتهد في التفاصيل و اسلك إلى الخير بالطرق المشروعة و ليس بما يوجد فيه نصوص لأن ذلك قيد على أنواع الخير. فهل يوجد أيام الرسول جمعيات خيرية ؟ إنها أمور مستحدثة و لكنها نافعة . لم لم يسأل أحدكم أين النص أو الحديث الشريف الذي يجيز فتح جمعيات كقوله مثلا ( أحللكم فتح جمعيات و وضع نظام داخلي لها) نحن نبحث عن النص في العبادات و ما سوى ذلك فمعظم الأحاديث بل تسعين في المائة أحاديث ظنية .

لي عودة و سأستكمل إن أردنم أو قولوا لا تستكمل فأتوقف


مافعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس بتغييرا للْحُكْم الشرعي ، وإنما هذا من باب السياسة الشرعية .

وعمر رضي الله عنه كان من سياساته الْحَزْم في الأمور ، فلما رأى الناس تَسَاهَلُوا وتَوسّعوا في أمْرِ الطلاق ألزَمهم ببعض الْحُكم ،

أي جَعل الثلاث طلقات ثلاثا ، أي : يَقَع بها الطلاق البائن .

وهذا له أصل في السُّنّة ، وهو أن يأخذ الإمام أو الحاكم والقاضي ببعض الْحُكم .

بوّب الإمام البخاري : باب مَن تَرك بعض الاختيار مَخَافة أن يَقْصُر فهم بعض الناس عنه فَيَقَعُوا في أشَدّ منه .

ثم روى بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :

يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بِكُفْر لَنَقَضْتُ الكعبة فَجَعَلْتُ لها بابين : باب يَدخل الناس ، وباب يَخْرُجُون .

هذا مِن جِهة

ومِن جهة أخرى فإن عمر رضي الله عنه هو الْمُحَدَّث الْمُلْهَم ، وهو الخليفة الراشد ، وقد أُمِرْنا أن نَـقتدي به ونأخذ بِسُنّتِه ،

كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بِسُنّتِي ، وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عَضّوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد وغيره .

وفي قولِه صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين مِن بَعدي : أبي بكر وعمر . رواه أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .

أما في حَدّ السرقة فإن الإسلام جاء بِدرء الحدود ، أي أنها تُدْفَع إلى أن تَثْبُت ثباتا بيِّنا .

والْمَجَاعَة التي كانت في زمان عمر رضي الله عنه شُبْهَة تُدفَع بها تُهمة السرقة ؛ لأن السارق في سِنِيّ المجاعة إنما ألجأه إلى السرقة الجوع والفاقة .

وهذا أيضا له أصل في سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ،

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعْرَض عن ماعِز رضي الله عنه لما جاء مُعتَرِفا بِذَنْبِه ، وصَدّ عنه ، وردّده مِرارا لعله يتوب ويستتر ،

حتى سأله : أبِكَ جُنون ؟ وأمَرَ عليه الصلاة والسلام أن يُشَمّ ، فلو كان شارِبا للخمر فإنه يُحَدّ حدّ الخمر دون الرَّجم .

بل يُشرَع في مثل هذا أن يُلقّن الحجة ، فقد قال عليه الصلاة والسلام لِماعِز رضي الله عنه : لعلك قَبّلْت ، أو غَمَزْت ، أو نَظَرت ؟ رواه البخاري .

وكل ما فعله الخلفاء مِن بعده صلى الله عليه وسلم هو موُافِق لِسُنَّتِه عليه الصلاة والسلام .

فسُنّة الخلفاء الراشدين لا تَخْرَج عن سُنّـة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي موافقة لِسُنّة النبي صلى الله عليه وسلم ،

دائرة معها حيث دارَتْ ، كما بيّن ذلك ابن حزم في " الإحكام " .

ولا يُعرَف في الصحابة رضي الله عنهم مُبْتَدِع ، فإنه كانوا على الْهُدَى المستقيم . كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .

وليس هذا من باب تغيّر الفتوى بتغيّر الزمان ، بل هو تقدير الحال .

ثم لو كان هذا من باب تغير الفتوى أو اختلافها ، فَمَن هو الذي سيكون مثل عُمر رضي الله عنه يُقدِّر الأمور كتقدير عُمر ؟

فياأخي abu iman هداك الله ماهي الشبهة التي دعت الى اقامة المولد النبوي ... .!!؟؟

فتحريمها اتي من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح

فلا تأتي ببعض الحديث وتترك بعضه ....

كمن يقول ...!!!!

قال الله تعالى : " (( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ........))
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 05:17 PM   #30
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

اقتباس :
فياأخي abu iman هداك الله ماهي الشبهة التي دعت الى اقامة المولد النبوي ... .!!؟؟ فتحريمها اتي من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا تأتي ببعض الحديث وتترك بعضه .... كمن يقول ...!!!! قال الله تعالى : " (( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ........))

بارك الله فيك يا أخي
كلامي متسلسل و متناسق و ما أوردته مجرد أمثلة حتى لا آخذ حيزا كبيرا في المشاركة و لو شئت لكتبت صفحات طويلة و ما ذكرته أعلاه مجرد محاولة إنارة و استدراك و ليس ردا فلست في مستوى الألباني و إن كان الكثيرون مختلفين معه في كثير من الأمور لأن الحوار بدا لي معد سلفا ليكون الجواب الرفض
أخي الكريم : إرجو أن يتسع صدرك للرد على بعض استفساراتي للتوضيح:
لقد قلنا سلفا هل نحن مختلفون في الإحتفال ذاته أم مختلفون في كيفية الإحتفال به فلا نخلط الأمور هداك الله و إيانا
أي مفسدة أو مفاسد في ذكر خير الأنبياء و خاتم المرسلين حبيب الله و صفيه سيدنا محمد صل الله عليه و آله سلم؟
أي خطأ في أن نجتمع لنقرأ سيرته أو ليتحدث أحدنا عن سيرته إذا كانت القراءة هي المرفوضة ؟
ألم تردد المنابر كل يوم مناقب الرسول ؟ هل في ذلك حرج؟ هل في الإجتماع للصلاة عليه مفسدة ؟
كيف نحبب الرسول إلى قلوب الأطفال فالطفل لا يدرك معاني الكلمات بل يدرك فقط بالأفعال؟
ماذا جنينا من منع ذكر ميلاد الرسول و تكراره على مسامع النشئ غير فقدانهم القدوة و اتجهوا إلى سوء السلوك؟
لماذا تطاول الغرب على رسولنا الكريم لأنهم وجدوا أننا لا نعطيه المكانة التي يستحقها حتى كلمة (سيدنا ) ينكرونها؟
أن ندرأ الامفاسد لا يعني أن نمنع طريق الخير بارك الله فيك. بل نصلح مافسد ليبقى طريق الخير سالكا، هل إذا وجدنا خفرة في الطريق نمنع الناس من المرور فيه درءا للسقوط فيها أم نردم الحفرة و نجعله سالكا لأن المشكلة ليست في الطريق بل في الحفرة التي حدثت ؟
ماذا تقصد بالشبهة الشبهة تعني الشيء المشبوه في حكم حلاله و حرامه و ليس الشبهة في الجلوس معا لذكر الله و ذكر نبيه هذا كلام عجيب بارك الله فيك السؤال معكوس ماهي الشبهة في ذكر الله و ذكر رسوله لا أدري إن كنت تقصد شيئا آخر
نسأل الله أن يوفقنا للخير بجاهه صل الله عليه و آله و سلم و بمحبتنا له


/////
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas