الرئيس اليمني: قاتل جار الله عمر ارتكب جريمته نتيجة التعبئة الخاطئة

[ابن حضرموت]

اعتبر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي جار الله عمر حادثا اجراميا، قائلا انه «منذ واقعة المدمرة الأميركية (كول) واحداث 11 سبتمبر (أيلول) ونحن نندد بالارهاب والعنف والغلو وبالمدرسة التي تربي هذا الجيل ولا تستطيع في النهاية ان تتحكم فيه». وقال امام المؤتمر الأمني الـ13 في ختام اعماله امس «انه من السهل ان تخطب وتحرض ولكن من الصعب ان تجبر من تم تحريضه على التراجع عن التعبئة الخاطئة التي تلقاها، فهذا يعتبر امرا صعبا، ولهذا من الافضل ان نربي الجيل تربية حسنة وفاضلة تعتمد على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل ما هو دائر في المجتمع وفي مؤسسات الدولة ولكن ان يكون ذلك بعيدا عن التكفير لأن التكفير حرام». واشار في هذا السياق: «سمعت احد القادة يقول اشهد ان جار الله كان يصلي فهل أنت وسيط بين البشر وخالقهم؟ هذا امر بين الانسان وخالقه عز وجل فليس هناك من وسيط بين الانسان وخالقه». وقال الرئيس اليمني «لقد قال بعضهم اشهد انه عندما اصيب جار الله عمر قال اشهد ان لا اله الا الله، وهذا امر غريب ان يصدر مثل هذ الكلام».. واضاف «لقد لقي جار الله ربه ـ رحمه الله ـ نتيجة التعبئة الخاطئة».. واضاف «لقد بلغت بعد وصولي من الحديدة بحادثة مقتل جار الله بنحو عشر دقائق ولم يحدث ان وجه الاتهام لأحد في حزب الاصلاح او غيره حتى الآن «فالمجرم الذي قتل جار الله عمر ارتكب تلك الجريمة نتيجة للتعبئة الخاطئة في ظروف معينة والتي ينبغي الاقلاع عنها بعيدا عن التطرف والغلو». ودعا المواطنين الى الاسهام والتعاون مع الاجهزة الأمنية من اجل ألا تقع الجريمة فالأمن ليس للشرطة او الحكومة ولكنه أمن المجتمع، أمن 21 مليون مواطن على هذه الرقعة من الارض». واشار الى انه «مهما بلغ عدد الاجهزة الأمنية في البلاد اذا لم يكن المواطن متعاونا فان هذه الاجهزة لن تستطيع ان تفعل شيئا، فالمواطن يكون متعاونا من اجل الحفاظ على ماله وعرضه وطمأنينته واذا لم يكن هناك أمن قوي فان الفوضى سوف تسود وسيعتدي الكبير على الصغير والقوي على الضعيف. فللسلطة حكومة على الارض من اجل فرض النظام والقانون»، وقال ان ما يوجه من اتهامات لأجهزة الأمن مجرد مكايدات».
من جانبها، ذكرت مصادر حكومية ان اجهزة الأمن اليمنية اعتقلت 15 عنصرا من جماعة علي أحمد جار الله الذي نفذ اغتيال جار الله عمر في اواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت جريدة «الوحدة» الاسبوعية امس ان معظم المقبوضين من أمانة صنعاء والبقية من عدة محافظات. وقالت المصادر ان اعتقال هذا العدد من الاشخاص جاء بناء على اعترافات ادلى بها علي جار الله في التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الأمنية معه، وان هذه العناصر كانت تخطط لتنفيذ اعمال اجرامية اخرى، ومنها ضرب منشآت حكومية واعتداءات على البعض من الاجانب.
واضافت: عثر على اسلحة مختلفة ومتفجرات بحوزة بعض المعتقلين، وان هذه المجموعة تمثل خلية تعمل في كل من تريم في محافظة حضرموت ومديرية جهران في محافظة ذمار. واشارت الى ان البعض من هذه العناصر ما يزالون مطلوبين للسلطات الأمنية حيث يقوم الأمن اليمني بتتبعهم. واكدت ان عملية التحقيق مستمرة مع قاتل جار الله عمر. لكن ذات المصادر لم تستبعد ان تكون لهذه الجماعة ارتباطات خارجية، اذ تبين ان علي جار الله سافر الى أفغانستان وتدرب هناك فيما تلقى الآخرون من جماعته تدريبات في اليمن، وان الشخص الذي كان يدربهم قبضت عليه قوات الأمن.