حضرموت والخليج الحبيب " الكويت بلد الوفاء .. لي بها قلبي اشتفى

[حد من الوادي]

الكويت بلد الوفاء .. لي بها قلبي اشتفى

10/24/2014 علي سالم اليزيدي

الكويت البلد العظيم الذي قال فيه الشاعر الفذ ومحب الكويت واهل الكويت حسين ابوبكر المحضار ( خلو سبيلي وسيبوني على ما بغيت لا تسألوني وين أبغى بغيت الكويت! ) بلد عبدالله السالم باني النهضة الحديثة والشيخ صاحب الذكرى العاطرة فهد الاحمد المناضل العربي الاصيل والذي ارتبط بعلاقات واسعه مع عدن وحضرموت وتعايش مع سكان الحامي والديس الشرقية و قصيعر وتريم وكان ودوداً وحنوناً بهم ، وكانت له روابط حميمة مع شيخ الرياضيين في عدن محمد عبدالله فارع رحمه الله وهو صاحب الفضل الاكبر في دخول اتحاد كرة القدم الجنوبي الى الاتحاد الدولي بل واستضاف الاستاذ فارع الى كأس العالم في اسبانيا 1982 على حساب الكويت .

الكويت بها خلان واهل ما تناسوا الجميل هؤلاء الرجال الكرام الذي تشرفوا وعقدوا لقاء شعبياً كبيراً برئاسة الاخ الوفي / أنور رشيد رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني بدولة الكويت والذي من خلاله طالب المجتمع الدولي بمساندة شعب الجنوب في استعادة دولة المستقلة الكامل السيادة وعاصمتها عدن وهو اللقاء الذي سلطت عليه الاضواء وشكل انفراجا جديداً وحقيقياً في قضية استعادة دولة الجنوب من خلال الحضور الكبير لمثقفين وسياسيين ومناصرين ومغتربين جنوبيين وكذا استمرار الفعاليات واستمرار المنتدى واستمرار الاصرار وتوسيع الفعاليات ورفع الصوت حتى يتحقق الحلم القريب ان شاء الله .

خطوة كبيرة لها في نفوسنا نحن ابناء الجنوب اثراً كبير وعميق بل وامتزجت بكل العواطف التي شكلتها هذه اللفتة الكويتية الحنونة وهي ليست جديدة علينا فقد عرفنا من أهل الكويت وأهلنا هناك الكثير والكثير على مر سنوات طويلة بل وكنا نرتقب مثل هذه الخطوة والتي تشرفت بها دولة الكويت واسعدنا ذلك الى ابعد الحدود ولازلنا نتذكر كيف التقينا الوفد الشعبي الكويتي برئاسة الاستاذ المناضل الوالد الدكتور أحمد الربعي رحمه الله في مدينة المكلا حين قدم الينا بعد الغزو العراقي للكويت واثناء الشدة التي لحقت بهذا البلد الكريم ، كان في ديوان المحافظة في وسط اهله واخوته من السياسيين والمثقفين والمواطنين ومحبي الكويت واهل الكويت وقال يومها ما يكفي وقد ارتبط هذا الرجل المناضل بعلاقات عميقة مع عدد من الحضارم والجنوبيين اثناء وجودهم في الكويت فهو من الوجوه العربية القومية والحداثية والوطنية الرائعة التي لا تعرف حدود ما بين العرب ونصير الحق ، كانت قد جمعته علاقات بالأستاذ عبدالله الهدار رحمه الله وكذا الاستاذ سعيد سبتي وكان يمازحهم اثناء للقاء ويستعيد ذكريات الشباب هناك وفي الشحر كان اللقاء عبارة عن مهرجان كويتياً خالصاً لهو من الدوي والتأثير ما خلد ذكرة في سعاد الزبينة وتناقلته روابط المحبة والوفاء ، نعم رفعت أعلام الكويت وصور اميرها والشعارات المرحبة وفي تلك اللحظة ومن شدة التأثر صاح المناضل المثقف والشخصية الاجتماعية الكويتية احمد الربعي مخاطبا المحتفيين والانصار بقوله : يا اهل الكويت في الشحر ودمعت عيناه من شدة التأثر والوفاء وما يراه من تضامن قلما جادت به منازل وقلوب في تلك الايام العصيبة على الكويتيين .

انها صورة للعلاقات والروابط التي لم تنقطع يوما منذ ارتبطنا وعرفنا كيف تشبه مدن الحامي والديس الشرقية وغيل باوزير و السويري في ملامحها منازل وشوارع الكويت وهو التشابه الذي مزج بين الكويت وشوارع مدنا وملامحنا التي نألفها كل يوم في المرقاب حيث تنتشر مستوطنة حضرمية في الكويت بكل قوامها وما يمتزج فيما بيننا البين في الجهراء وخيطان والسالمية والاحمدي حيث يسكب الزيت .
هي الكويت دار الوفاء والعشق وروح المحبة حيث احتضنت الطلاب الجنوبيين من يافع وعدن والمكلا وحبان والمهرة ، هناك درس وعمل صالح باعامر وسعيد سبتي وعبدالله الهدار وعمر عبدالودود الكثيري وسالم حسن ومحمد بادينار وغيرهم من الشباب الذين تشربوا افكار القومية العربية والحداثة والثقافة وانتشروا في بلدانهم بعدئذ لخدمة الوطن منطلقين من الكويت الوفية التي اتاحت لهم دون قيد ما يكفي من حرية ومناخات نشعر بها في كل شي ما بيننا البين .
نعم ( يا مودي الودائع سألك بالله وديني عالكويت )
حينما فتحت الكويت مستشفياتها لعلاج الجنوبيين منذ وقت مبكر واستقدامهم اليها ولم يقف هذا عند حد العلاج بل وتقديم المساعدة للمرافقين اثناء العلاج ونتذكر كيف كانت الفيزا تأتي في خلال اسبوع ويذهب المريض من دون متاعب ولا يحتاج هنا ان نحكي المعاناة في ما بعد لمرضانا في وطن كنا نحلم ان يشملنا بحنانه الا ان عصى الفرقة والتميز سادت وها هي قد بادت ، في كل وادي وبيت هنا الكويت وخير الكويت وذكرى الكويت فهي التي اسمعتنا ثقافة جديدة وحديثة في برامج اذاعة الكويت الصباحية والمسائية ونشرة الساعة الواحدة ظهراً وما لعبته الاذاعة في ثقافتنا ومنها سمعنا نحن في المكلا اعلان العبور لقناة السويس في 6 أكتوبر 1973 م ، وكم ارتبطت مشاعرنا بالفريق الازرق الذي احببناه مثلما احببنا فرق احيائنا ومناطقنا .

=الكويت التي سبقت في ترجمة الديمقراطية في الواقع وجعل حرية الرأي يكتب كل صباح في الصحف المتداولة التي جعلت من الكويت مناراً للديمقراطية والثقافة المتحررة من كل قيود الماضي في الوطن العربي بل وسبقت مع بيروت ومصر في مدرسة الصحافة التي علمت العرب وجعلت من هذا البلد احد ابرز بلدان الصحافة الحرة في الوطن العربي ولهذا فأنه عندما يأتي الرأي الحر والصوت العالي في استحقاق الجنوب العربي لدولة انما هو تتويج لثقافة هذا الشعب وانسانية هذا الشعب واخلاق هذا الشعب الكويتي العظيم .

انها الكويت التي تجدد الوفاء وتعانقنا عناقاً حميماً لا يدعنا لوحدنا في هذه الظروف وهي الاشارة الاولى التي جاءت من الكويت البلد النبيل ليعلن يوماً جديداً يختلف عن كل الايام يدخل بنا الى تاريخ جنوبنا وعودة الروح فينا ويغلق كل ما كان بالأمس وما مسنا من بؤس ، نسأل الله ان يزيحه عنا قريباً ، تحية ايها الاهل والاباء الكرام في الكويت نقبل جباهكم وتحية ايها الكريم الوفي أنور رشيد فأنت كبيرنا وخير الناس في جهدك وفقك الله وانجح خطواتك ان شاء الله و يا للسرور العظيم الذي نطقت به ارض الوفاء الكويت .