المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


علي سالم البيض بين الوحده و فك الارتباط

سقيفة الحوار السياسي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-02-2010, 11:50 AM   #1
عليان الكندي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عليان الكندي


هواياتي :  الجنوب العربي عدن
عليان الكندي is on a distinguished road
عليان الكندي غير متواجد حالياً
افتراضي علي سالم البيض بين الوحده و فك الارتباط

هذا المقال من احد الكتاب السوريين ردا على الهجوم على الرئيس البيض






.




علي سالم البيض بين الوحده و فك الارتباط


 الكاتب بشير البكر




لفت الانتباه في الذكرى العشرين للوحدة اليمنية الهجوم الاعلامي المرّكز ضد الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض.جاء الهجوم على هذا الرمز الذي لعب دورا اساسيا في تحقيق الوحدة من عدة جهات،من داخل الحكم ومن خارجه.وتمحورت الهجمات على نقطة اساسية تتعلق باعلانه لقرار "فك الارتباط" الذي تبناه الجنوبيون وهم في أتون حرب 1994،التي شنها ضدهم الشريك الآخر علي عبد الله صالح وحلفاؤه القبليون والجهاديون كالشيخين عبد الله بن حسين الاحمر وعبد المجيد الزنداني.
قبل كل شيء لابد من توضيح نقطتين أساسيتين:الأولى هي ان قرار "فك الارتباط" صدر في لحظة تاريخية محددة،وأملته تطورات عسكرية وظروف سياسية معينة،وجاء ضمن السياق العام للمبدأ الذي جرى التوافق عليه حينه من قبل كافة الأطراف،وهو ان من يعلن الحرب يعلن الانفصال.وبما أن الطرف الشمالي هو الذي بادر في 27 نيسان/ايريل 1994 لاستخدام القوة المسلحة في مواجهة أزمة الوحدة،فإن اتفاق الوحدة صار معلقا،لأن الحرب لم تشن للدفاع عن الوحدة بوجه الانفصال،وإنما من أجل إنهاء مشروع الشراكة الوحدوية،والانفراد به من قبل الطرف المنتصر عسكريا،وهذا ما حصل حرفيا بعد 7 تموز/يوليو 1994،وما يزال ساري المفعول حتى اليوم.
والنقطة الثانية هي ان قرار "فك الارتباط" تم اتخاذه من جانب المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب قبل الوحدة،وجرى تكليف الامين العام البيض باعلانه،وانتخابه رئيسا للدولة التي ولدت معه،ولم تعمر بسبب الحرب. وهذا أمر مسجل في وثائق رسمية يستطيع من يود الاطلاع على الحيثيات والتفاصيل العودة إليها.ولكي تتضح هذه النقطة أكثر فإن البيض لم يكن حاضرا لاجتماع المكتب السياسي الذي اتخذ القرار،فهو كان يتواجد حينذاك في المكلا،بينما جرى اتخاذ القرار بالاجماع في اجتماع المكتب السياسي في عدن.
غالبا ما يتم إغفال هاتين النقطيتين بهدف شخصنة مسألة "فك الارتباط"،وما تعمد نسب المسألة للبيض وحده،إلا من باب الاصطياد في الماء العكر،وتحويلها إلى وصمة عار تلصق به،على اساس انه "أب الانفصال"، بينما بقية رفاقه السابقين هم عبارة عن سرب من الوحدويين، الذين يسبحون بحمد الوحدة ليلا نهارا.
يمكن تصنيف الهجوم ضد البيض في عدة مستويات:الأول هو مستوى أهل الحكم في صنعاء،الذين لم تزعجهم شخصية جنوبية بقدر ما أزعجم وجود علي سالم البيض،ليس لأنه يمثل الشرعية الجنوبية فقط،بل لانه بقي بمثابة الحارس الأمين لقضية الجنوب بمعنييها الرمزي والمباشر.وقد كان الحكم في صنعاء يظن بأن حرب سنة 1994 أنهت هذا الرجل إلى الابد،وأخرجته من المعادلة كليا،ولكنه عاد بعد 15 سنة،ليحرك المياه الراكدة،ويفتح ملف القضية الجنوبية من جديد.
المستوى الثاني هو من طرف "اوركسترا" يديرها "مايسترو" يلعب اللعبة من خلف الكواليس،لكي يضفي عليها قدرا من المصداقية،لكن تحامل اصحاب هذا الاقلام على البيض،ومحاولة شيطنته تكشف في صورة جلية عن الوجه الحقيقي للمثل الرئيسي،الذي يوزع الأدوار من خلف الستارة.
أما المستوى الثالث فهو يتمثل في آراء تتأرجح بين النقد والتجريح والعفوية،ويمكن تصنيف هؤلاء في خانة فاقدي البوصلة السياسية،في خضم العاصفة العاتية،التي تضرب في الجنوب والشمال.
والسؤال الجدير بالوقوف امامه هو لماذا التركيز في كل مرة على البيض دون سواه،أليس حريا بالنقاش العام للأزمة المستفحلة منذ عشرين سنة،أن يأخذ اتجاه التوزيع العادل للمسؤوليات،ووضع الأمور في نصابها،من خلال رؤية المشهد بكامل تفاصيله،وليس اقتطاع جزئيات منه، والحكم عليها بوصفها هي الأساس؟
يمكن رؤية عدة أسباب في الهجوم على البيض:الأول،هو ان الرجل ما يزال عند الثوابت والأساسيات التي قامت عليها اتفاقية الوحدة،ومنها في صورة أساسية الشراكة المتكافئة.وهو بهذا المعنى فهو رفض منذ البداية وحتى الآن تمييع الموقف، من خلال تبني مواقف تكتيكية تؤدي لتسويات آنية،ولا تذهب نحو الجوهر.فالوحدة بالنسبة له إما ان تكون طوعية وبعيدة عن الاكراه ومنطق غالب ومغلوب،وإلا تحولت إلى هيمنة واستئثار طرف لوحده بالمشروع.والسبب الثاني هو أن البيض لم يعترف بنتائج حرب سنة 1994،وهو منذ ذلك التاريخ يعمل في اتجاه تحريك الموقف الجنوبي الداخلي على هذا الأساس،ورغم أن ظروف اقامته في سلطنة عمان أملت عليه التزام جانب الصمت الاعلامي لفترة،فهو لم ينقطع سياسيا عن الفعل والتأثير وتحريك الموقف الجنوبي،ويسجل له عارفوه الدور الذي لعبه طيلة ال 15 سنة الماضية ،على صعيد بناء موقف جنوبي في وجه مشروع الهيمنة،وهذه نقطة على قدر من الحساسية التي تحول دون الخوض في تفاصيلها،وسوف يحين الحديث عنها،عندما تتوافر الظروف السانحة.
أما السبب الثالث فهو لأن البيض يمثل المرجعية الجنوبية الشرعية.فهو الذي وقع اتفاق الوحدة باسم الجنوب سنة 1990،وهو الذي تولى اعلان قرار "فك الارتباط" سنة 1994.هذا الموقع الذي يحتله هو الذي يحفظ حق الجنوبيين من الناحيتين السياسية والقانونية.
بعيدا عن كل هذه الاعتبارات ،لنفترض ان البيض يتحمل مسؤولية كبيرة في كل ما حدث، وهذا امر لا ينكره الرجل ولا يتهرب منه،فما هي مسؤولية بقية الأطراف،ثم أليس من الإنصاف رؤية سبب الازمة في مكان آخر،وليس في قرار "فك الارتباط"،فالقرار في نهاية المطاف،كان سيتخذه أي طرف يحس بمسؤوليته التاريخية عن عمل قام به،عندما يجد انه وصل إلى طريق مسدود،فالتراجع كان لسبب وحيد هو الحيلولة دون ضياع حقوق الجنوبيين،باسم الوحدة،وهذا امر له ما يشبهه في التاريخ العالمي والعربي،ووحدة سوريا ومصر اكبر شاهد على ذلك.
هناك بديهية تكاد تصبح لازمة النقاش الأساسية،وقد صارت مثل نشارة الخشب لكثرة ما جرى عجنها،وهي تتعلق بتهمة الانفصالية التي يرمى بها البيض،وفي الحقيقة كانت هذه التهمة سوف تصح على الرجل لو كان في الطرف المقابل له وحدوي حقيقي،وطالما انه هناك اجماع لدى القاصي والداني على ان الصيغة الحالية، ابعد ما تكون عن الوحدة، فلماذا تصح تهمة الانفصالية على طرف،ويتم تكريم الطرف الآخر بشرف الوحدوية، في حين انه المسؤول عن ايصال مشروع الوحدة الى الطريق المسدود.
إذا اعترفنا جدلا ان البيض هو الانفصالي الأول،فمن هو الوحدوي الذي يقف على الطرف الآخر،وإذا صدقنا أن هناك مؤامرة على الوحدة،فمن هو الوطني الذين يستحق ان ينسب له هذا الشرف؟.
إذا كان ما يحصل في الجنوب من تنكيل بالجنوبيين وسطو على ثرواتهم،هو في سبيل الدفاع عن الوحدة فإن الرئيس صالح يستحق ان يقلد أرفع وسام باسم الوحدة،وإذا كان الجنوبيون يدافعون عن ارضهم وثرواتهم وحقهم في العيش بحرية وكرامة،فلماذا يريد حكم صنعاء منعهم من ذلك باسم الوحدة؟
إن ما لا يتم التوقف عنده اليوم بانتباه شديد وهو النتيجة المأساوية لهذا المشروع،والتي تتمثل في ولادة مشاعر من العداوة في الجنوب ضد الشمال على نحو مخيف،والمفارقة التي تستحق النظر إليها مليا ،هي انه بقدر الحماس للوحدة في سنوات الانفصال، صار الحماس للانفصال في زمن الوحدة،والمهم في ذلك هو ان هذه المشاعر تترسخ اليوم على تبلور وعي كياني هوياتي جنوبي،بدا يأخذ مداه ويفعل فعله تبعا للتمييز الصريح ضد الجنوبيين،الذين ينهشهم الفقر بينما تمول ثروات بلادهم نسبة 75 في المائة من خزائن صنعاء.
ان اكبر خطأ يرتكبه حكم صنعاء اليوم التعامل مع الجنوب مثلما تعامل مع الجماعة الحوثية،لأن القضية الجنوبية مختلفة في الشكل والمضمون،فلا يمكن حلها بعسكرة الجنوب،ولا حتى بالعودة الى مفهوم الشراكة الثلاثية الذي زعم الرئيس اليمني في خطابه الأخير،بأنه يقبل به.إن المشكلة هنا تتمثل في ان صالح اعلن قبوله بالشراكة في وقت أضحى فيه الوضع في الجنوب في مكان آخر تماما،وصار الشعار الثابت للحراك الجنوبي هو تقرير المصير.
يجب ان يكون المرء ضعيفا في الحساب والجغرافيا وعلم النفس، حتى يقتنع بأن المشاريع المطروحة من جانب صنعاء تقترب أو تهدف إلى حل أو تقدم مخرجا،ومن المؤسف ان المكابرة،والنظرة القديمة ما تزالان تحكمان سلوك الحكم اليمني.قد يكون من حقه أن يرفض الاعتراف بالمشكلة ككل،ولكن عليه أن يتساءل ايضا كم سيكلف هذا الرفض،وإلى أين سيقود،ومن سيدفع الثمن في نهاية المطاف؟.
هذه اسئلة مطروحة اليوم بقوة،ومن لا يفكر بايجاد اجوبة حقيقية وسريعة لها،سوف يتحمل نتائج تبعاتها،لأن الوضع يتطور في الجنوب على نحو لا عودة فيه للماضي،وفي وصورة لا تنفع فيها القوة العسكرية.
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas