المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب الكلام
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


" الغروب .. " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)

سقيفة عذب الكلام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-17-2008, 12:52 AM   #1
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي " الغروب .. " قصة لفيصل الزوايدي (تونس)

الغـــروب ..

أَنا مَن هَدَّه الشوقُ إليَّ ، و أَخَذَه الـهمُّ بعيدًا بعيدًا عَني .. و أَلزَمَني زَمَني ما لا أُطيق ..
فَلَيْتَ أَنسى .. وكيفَ أنسى وذا فَحيحُ ذِكرى أَطلَقَت سُـمومَها فـي دِمائي فَلا تُـجدي مَعَها الأمصالُ و إِنْ جَرَّبتُها ..و ذا هُم أَحِبَّةٌ صَدَقوا ولَكِن رَحَلوا ، بِالـمَوتِ اعتَذَروا ، و ما تُـجدي ، عِنْدَ الرحيلِ ، الـمعاذيرُ..أُفيقُ و تُفيقُ مَعي الذكرى موجِعَةً كالقَهرِ أَو كَالـمَوتِ نَفسِهِ ، أَحسِرُ عَنـي لِـحافًا بَسيطًا كانَ ليُطرُدَ البردَ و الـخوفَ عنّي .. أسيرُ نَـحوَ الـمِرآةِ فلا أرى إلا وَجهَهُ بِفَيْضِ ابتِسامَتِهِ الغامِرَةِ و الشيبِ الذي جَلَّلَهُ وَقارًا .. كانت الشعراتُ البيضاءُ بَيارِقَ الرحيلِ يَومَ اِلتَمَعَت فـي رأسِهِ تُؤذِنُ بِوَداعٍ مَـحتومٍ .. أجابَنا لا أَدري جادًّا أَمْ عابِثًا يَوْمَ سَأَلْناهُ عَن ذَلِكَ اللونِ الـجديدِ : هِيَ الشمسُ لا تَـمَلُّ شُروقًا و غُروبًا .. كَم أَشرَقَت و كَم غَرُبَت .. أَنْتَزِعُني مِن أَمامِ الـمِرآةِ فَقَد وَمَضَ بَريقٌ فـي عَينيَّ .. أَسيرُ وَجِلا إلـى الـمغسَلِ فأَغسِلُ وَجهي عَجٍلا ، مُتَجَنِّبًا النظَرَ إلى الـمِرآةِ الـمُواجِهَةِ خِشيَةَ أَنْ أَجِدَهُ قبالتي لَكِن يَدي تَـجَمَّدَت على مِقبَضِ الـحَنَفِيَّةِ ، فَقَد كانَت يَدُهُ الـمَعروقَةُ هِيَ التي تُـحكِمُ إِغلاقَ الـمِقبَضَ بِـحِرصِهِ الشديدِ على الـماءِ ، أَقتَلِعُني بِعُنفٍ و أَتَـحَرَّكُ مُتَعَثِّرًا أو مُتَبَعثِرًا.. أُغادِرُ الـمَكانَ و أُسرِعُ إلى غُرفَتـي و لَكن يَبدو أَنَّني قَد تُـهتُ إِذْ وَجدتُني فِي غُرفَتِهِ هُوَ .. كانَت رائِحته الـمُمَيَّزَةُ ما تَزالُ عَطِرَةً في الـمَكانِ .. هذا مَضجَعُهُ و تِلكَ ثِيابُهُ وذاكَ مَكتَبُهُ .. ما زالَ دفتَرُهُ مَفتوحًا على الطاولةِ ،كما تركَهُ في تلك الليلةِ فَقَد كانَ يُسَجِّلُ كل يوم أحداثَ يَومِهِ.. ترددت في مسامعي شَكواه الدَّائمَةَ مِن الزمَنِ .. ما لـي مِنْ عَدُوٍّ غيره .. قالَ هذا لـي يومًا وقد كان يُرَدِّدُهُ دَوْمًا .. أَقرَأُ فـي الصفحةِ الـمفتوحةِ أَمامي :" إِنَّـما تقتُلُنا الـحَسرَةُ .. وما جَدوى أَنْ تُسجِّلَ هزيـمَتَكَ ؟" لا أَجرُؤُ على قولِ أي كلامٍ .. تَـمامًا مِثلَ ذلكَ اليومِ .. إِذَا يَهوي الأحبَّةُ إلى الترابِ فَما كَلامٌ يُسلّيني .. أُحاوِلُ الهربَ مِنَ الـحسرَةِ خِشيَةَ أَنْ يَـمضي الوقتُ ، لا أَبـحَثُ عَن ساعَةٍ و لا أحاولُ البَحثَ عَنها فانأ اعلم أنني لن أجد واحدة .. قَد كانَ يَكرَهُ الساعاتِ بُغضًا ، يَكرَهُ حَرَكَتها لا تَتَوَقَّفُ ولا تستَريحُ و لا تَعودُ مَرَّةً .. يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ .. تَزيدُ لِيَنقُصَ ، هَكذا تَقولُ الأحجِيَةُ .. هل اِعتَقَدْتَ يَومًا أَنْ تَكونَ حَياتُكَ أُحجِيَةً ساذجَةً يَرويها الصبيانُ بِتَفَاخُرٍ ؟؟؟
أُحاوِلُ الفكاكَ مِن هذه الـمتاهةِ فَأُغادِرُ الـمكانَ نَـحوَ آخر .. إِذَا كانَ الزمانُ يَأْبـى الثبات فالأماكِنُ تَأبـى الـحَرَكَةَ .. أَسيرُ نَـحوَ غرفةِ نَومي مـرةً أخرى و أَنا أَتَوقَّعُ أَن أَجِدَها فـي مَكانِـها ، لا أَدري كَيفَ وَجدتُ نفسي في غُرفَةِ الـجلوسِ أُجيلُ البَصَرَ في أَشيائِها الـمُبَعثَرَةِ كأَحاسيسي ،الـمُشوَّشَةِ كَأََفكاري .. على صَدرِ الـحائطِ لَوحةٌ كبيرةٌ مَارَسَ الزمنُ نزواتِهِ العجيبةَ على إِطارِها الـمُذَهَّبِ فَأَحالَهُ باهِتًا .. كانتِ اللوحةُ صورةَ الفَقيدِ .. الـجاذبيةُ عنيفةٌ اِقتادَتْنـي إلـى تَأَمُّلِها بِشَغَفٍ كأنـي لا أَعرِفُ صاحبَها ..
أَقِفُ أمامَ صورَتِهِ و لَكِنّـي أَنظُرُ إليه بِإِشفاقٍ وَ حَسرَةٍ كَأَنـي أَعرِفُهُ .. أَتَأَمَّلُ عَيْنَيْهِ العَميقَتَيْنِ بِتِلكَ النظرَةِ الغائِمَةِ ... أَنظُر في الصورَةِ طَويلا و أَرحَلُ بَعيدًا بَعيدًا عَنّـي، إذ أَنسى العالـمَ مِن حَولـي و أَنسى كثيرًا مـما ظَنَنْتُ أَنـي لا أَنساه ..و لكننـي أعودُ بَغتَةً لأُفيقَ فَإذا بـالصورةِ لَـم تَكُن إلا صورَتـي أَنـا ..
  رد مع اقتباس
قديم 06-17-2008, 09:58 PM   #2
سالم محمد باعباد
غير مسجل


افتراضي

اخي فيصل الف شكر قصه جميله ابدعت فيها ايما ابداع 00 سجل اعجابي
  رد مع اقتباس
قديم 06-22-2008, 07:48 AM   #3
الصقار
حال نشيط
 
الصورة الرمزية الصقار


الدولة :  السعودية
هواياتي :  الحفاظ على البيئات البرية الطبيعية وكل ما يتعلق بها من احياء فطرية مختلفة
الصقار is on a distinguished road
الصقار غير متواجد حالياً
افتراضي

الاخ فيصل قصة رائعة واسلوب ادبي جميل
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 06-25-2008, 11:59 AM   #4
عبدالله مبارك باتيس
غير مُفعّل

افتراضي

فيصل الزوايدي

أشـتقنالك


الغـــروب ..

قصة جميلة تعبر عن الصراع بين الزمان والمكان ، تحتوي على كثير من الصور البلاغية الرائعة



الصور الزمانية

أَلزَمَني زَمَني ما لا أُطيق ..
كانت الشعراتُ البيضاءُ بَيارِقَ الرحيلِ
هِيَ الشمسُ لا تَـمَلُّ شُروقًا و غُروبًا ..
ما زالَ دفتَرُهُ مَفتوحًا على الطاولةِ
قالَ هذا لـي يومًا وقد كان يُرَدِّدُهُ دَوْمًا ..
لا أَبـحَثُ عَن ساعَةٍ
قَد كانَ يَكرَهُ الساعاتِ بُغضًا ، يَكرَهُ حَرَكَتها لا تَتَوَقَّفُ ولا تستَريحُ
يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ ..
هل اِعتَقَدْتَ يَومًا أَنْ تَكونَ حَياتُكَ أُحجِيَةً ساذجَةً
لَوحةٌ كبيرةٌ مَارَسَ الزمنُ نزواتِهِ العجيبةَ على إِطارِها الـمُذَهَّبِ


الصور المكانية

أسيرُ نَـحوَ الـمِرآةِ فلا أرى إلا وَجهَهُ
أَنْتَزِعُني مِن أَمامِ الـمِرآةِ فَقَد وَمَضَ بَريقٌ فـي عَينيَّ
أَسيرُ وَجِلا إلـى الـمغسَلِ
لَكِن يَدي تَـجَمَّدَت على مِقبَضِ الـحَنَفِيَّةِ
أَتَـحَرَّكُ مُتَعَثِّرًا أو مُتَبَعثِرًا..
إِذَا يَهوي الأحبَّةُ إلى الترابِ فَما كَلامٌ يُسلّيني
أُحاوِلُ الفكاكَ مِن هذه الـمتاهةِ فَأُغادِرُ الـمكانَ نَـحوَ آخر ..
أَسيرُ نَـحوَ غرفةِ نَومي مـرةً أخرى
أُجيلُ البَصَرَ في أَشيائِها الـمُبَعثَرَةِ كأَحاسيسي ،الـمُشوَّشَةِ كَأََفكاري
الـجاذبيةُ عنيفةٌ اِقتادَتْنـي إلـى تَأَمُّلِها بِشَغَفٍ كأنـي لا أَعرِفُ صاحبَها ..
أَقِفُ أمامَ صورَتِهِ و لَكِنّـي أَنظُرُ إليه بِإِشفاقٍ وَ حَسرَةٍ كَأَنـي أَعرِفُهُ ..


صور جميلة أخرى

أَنا مَن هَدَّه الشوقُ
فَحيحُ ذِكرى أَطلَقَت سُـمومَها فـي دِمائي
أَحِبَّةٌ صَدَقوا ولَكِن رَحَلوا ، بِالـمَوتِ اعتَذَروا
إِنَّـما تقتُلُنا الـحَسرَةُ .. وما جَدوى أَنْ تُسجِّلَ هزيـمَتَكَ
.. يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ .. تَزيدُ لِيَنقُصَ


لوحة خاصة جداً

إِذَا كانَ الزمانُ يَأْبـى الثبات فالأماكِنُ تَأبـى الـحَرَكَةَ


تسلم أخي فيصل على ما أبدعته لنا ، وبانتظار مشاركاتك القادمة.
  رد مع اقتباس
قديم 06-27-2008, 12:01 PM   #5
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم محمد باعباد [ مشاهدة المشاركة ]
اخي فيصل الف شكر قصه جميله ابدعت فيها ايما ابداع 00 سجل اعجابي

أخي سالم أعتز برأيك في القصة كثيرا و انا ممتن للثناء الباذخ و لدعمك العفوي
دمت في الخير
مع الود
  رد مع اقتباس
قديم 06-27-2008, 12:03 PM   #6
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصقار [ مشاهدة المشاركة ]
الاخ فيصل قصة رائعة واسلوب ادبي جميل


أخي الصقار أسعدني اعجابك بالقصة و أعتز برأيك كثيرا
دمت في الخير
مع الود
  رد مع اقتباس
قديم 06-27-2008, 12:06 PM   #7
فيصل الزوايدي
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله مبارك باتيس [ مشاهدة المشاركة ]
فيصل الزوايدي

أشـتقنالك


الغـــروب ..

قصة جميلة تعبر عن الصراع بين الزمان والمكان ، تحتوي على كثير من الصور البلاغية الرائعة



الصور الزمانية

أَلزَمَني زَمَني ما لا أُطيق ..
كانت الشعراتُ البيضاءُ بَيارِقَ الرحيلِ
هِيَ الشمسُ لا تَـمَلُّ شُروقًا و غُروبًا ..
ما زالَ دفتَرُهُ مَفتوحًا على الطاولةِ
قالَ هذا لـي يومًا وقد كان يُرَدِّدُهُ دَوْمًا ..
لا أَبـحَثُ عَن ساعَةٍ
قَد كانَ يَكرَهُ الساعاتِ بُغضًا ، يَكرَهُ حَرَكَتها لا تَتَوَقَّفُ ولا تستَريحُ
يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ ..
هل اِعتَقَدْتَ يَومًا أَنْ تَكونَ حَياتُكَ أُحجِيَةً ساذجَةً
لَوحةٌ كبيرةٌ مَارَسَ الزمنُ نزواتِهِ العجيبةَ على إِطارِها الـمُذَهَّبِ


الصور المكانية

أسيرُ نَـحوَ الـمِرآةِ فلا أرى إلا وَجهَهُ
أَنْتَزِعُني مِن أَمامِ الـمِرآةِ فَقَد وَمَضَ بَريقٌ فـي عَينيَّ
أَسيرُ وَجِلا إلـى الـمغسَلِ
لَكِن يَدي تَـجَمَّدَت على مِقبَضِ الـحَنَفِيَّةِ
أَتَـحَرَّكُ مُتَعَثِّرًا أو مُتَبَعثِرًا..
إِذَا يَهوي الأحبَّةُ إلى الترابِ فَما كَلامٌ يُسلّيني
أُحاوِلُ الفكاكَ مِن هذه الـمتاهةِ فَأُغادِرُ الـمكانَ نَـحوَ آخر ..
أَسيرُ نَـحوَ غرفةِ نَومي مـرةً أخرى
أُجيلُ البَصَرَ في أَشيائِها الـمُبَعثَرَةِ كأَحاسيسي ،الـمُشوَّشَةِ كَأََفكاري
الـجاذبيةُ عنيفةٌ اِقتادَتْنـي إلـى تَأَمُّلِها بِشَغَفٍ كأنـي لا أَعرِفُ صاحبَها ..
أَقِفُ أمامَ صورَتِهِ و لَكِنّـي أَنظُرُ إليه بِإِشفاقٍ وَ حَسرَةٍ كَأَنـي أَعرِفُهُ ..


صور جميلة أخرى

أَنا مَن هَدَّه الشوقُ
فَحيحُ ذِكرى أَطلَقَت سُـمومَها فـي دِمائي
أَحِبَّةٌ صَدَقوا ولَكِن رَحَلوا ، بِالـمَوتِ اعتَذَروا
إِنَّـما تقتُلُنا الـحَسرَةُ .. وما جَدوى أَنْ تُسجِّلَ هزيـمَتَكَ
.. يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ .. تَزيدُ لِيَنقُصَ


لوحة خاصة جداً

إِذَا كانَ الزمانُ يَأْبـى الثبات فالأماكِنُ تَأبـى الـحَرَكَةَ


تسلم أخي فيصل على ما أبدعته لنا ، وبانتظار مشاركاتك القادمة.

أخي عبد الله اهلا بك مجددا و شكرا لصدق مشاعرك الاخوية التي اسعدتني حقا .. و اعبر عن اعجابي ايضا بتفاعلك الراقي مع القصة و تبويبك لصورها و اعتزازي برأيك في النص و بدعمك المتواصل ... اعدك بالمزيد ان شاء الله
دمت في الخير
مع الود
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البنات في تونس خليل باكرشوم الســقيفه العـامه 0 04-18-2009 09:11 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas