متى تدخل اليمن السجل العالمي للتبرع بنخاع العظم؟؟

[الدكتور أحمد باذيب]

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية تدخل السجل العالمي لنخاع العظم. وقال الدكتور مدير ادارة المختبرات وخدمات نقل الدم بوزارة الصحة: إن الامارات هي الدولة العربية الوحيدة التي انضمت لهذا السجل العالمي حتى الآن الى جانب الولايات المتحدة، وكندا، وانجلترا، وفرنسا، وايطاليا، والمانيا، واستراليا، واسبانيا، والصين، واليابان، وسويسرا، وارمينيا، والنمسا، والمكسيك، والمجر، وليتوانيا، وبلغاريا، وهولندا، والنرويج، وبولندا، وكرواتيا، والبرتغال، وقبرص، وروسيا، والدنمارك، وفنلندا، والسويد، وسان مارينو، وتشيكيا، وسلوفينيا، وجنوب افريقيا، واليونان، والهند، وتايلاند، وتايوان، وتركيا، واورجواي.




واضاف ان هذا الانجاز جاء بعد زيارة قام بها وفد من السجل العالمي في المنظمة العالمية للتبرع بنخاع العظم (bmdw) للمختبرات المرجعية في مركز خدمات نقل الدم والأبحاث الشارقة ومن ثم تزكية من عدد من الدول الأوروبية التي أشارت بدورها بالمستوى الرفيع لخدمات نقل الدم في دولة الإمارات، والتي أعطت موافقتها لتسجيل الإمارات ضمن هذا البرنامج العالمي.

وقد أنشئت هذه المنظمة العالمية عام 1988 في مدينة ليدن بهولندا كهيئة عالمية ممثلة للدول الأعضاء المشاركين في البرامج الخاصة بنقل الخلايا الجذعية لنظام نخاع العظم ودم حبل السرة، وتعقد اجتماعاً سنوياً مرتين لمناقشة الإنجازات المتحققة في هذا المجال وكيفية تحسينها.

وأوضح الدكتور اميري ان الهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو تكاتف الجهود لجمع المتطوعين بالخلايا الجذعية لنخاع العظم ودماء حبل السرة، وذلك بغرض عمل شبكة مركزية لجمع المعلومات الخاصة بنوع وتوافق الأنسجة والمعلومات الأخرى المتعلقة بهؤلاء المتبرعين وتنسيق هذه المعلومات لتكون مادة سهلة الوصول إليها بواسطة الأطباء بالمراكز المتخصصة لعمليات زراعة الخلايا الجذعية للمرضى المحتاجين لذلك.

وقال انه في سبيل تحقيق ذلك الهدف الرئيسي فإن جمع هذه المعلومات الخاصة بالمتبرعين يحقق الكثير من الأغراض المهمة مثل ما يلي:

زيادة فرصة الحصول على المتبرع الأمثل للخلايا الجذعية بنخاع العظم ودماء حبل السرة من حيث تطابق نوع الأنسجة بين المتبرع والمريض المحتاج له من خلال وجود شبكة المعلومات التي تشمل المتبرعين على مستوى العالم.

تقليل الجهود المطلوبة للوصول للمتبرع الأمثل من خلال هذه المعلومات الموجودة مسبقاً على الشبكة الخاصة بذلك.

توفير الخيارات المتعددة لكل مريض والتي تحدد عن طريق توافق الأنسجة الذي يتم إلكترونيا على شبكة المعلومات.

توفير الإحصائيات الخاصة بعدد المتبرعين بالخلايا الجذعية ودماء حبل السرة ونوع الأنسجة الخاصة بهم، وقد أشارت الإحصائيات الأخيرة إلى أن عدد المتبرعين للخلايا الجزعية ودماء حبل السرة وصل إلى عشر ملايين ومائتان وستة وخمسون ألف متبرع.

وعن التقنية المتبقية لتطبيق برنامج توافق الأنسجة Bmdw قال انه يجرى دورياً تجديد المعلومات المخزنة في الشبكة الخاصة بالبرنامج حيث يتم إدخال المعلومات الجديدة الخاصة بالمتبرعين الجدد والتي تخص نوع أنسجة هؤلاء المتبرعين ليتم إجراء التطابق بينهم وبين أنسجة المرضى الموجودين في قائمة الانتظار لعمليات زراعة الخلايا الجذعية لنخاع العظم أو دماء حبل السرة.

كما يجري إعداد شبكة جديدة وحديثة يمكن من خلالها تبادل المرضى والمتبرعين بين المراكز المتخصصة محليا وعالميا من خلال استخدام الرسائل الإلكترونية.

وإضافة لذلك تقام فعاليات خاصة لتشجيع الجمهور على المشاركة وشرح كيفية ذلك في هذا البرنامج من خلال بث المعلومات الخاصة بذلك والإعلان عن المراكز والدول المشاركة والترحيب بالمشاركين الجدد والاحتفال السنوي باليوم العالمي للمتبرعين في يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وضمان سرية المعلومات المخزنة على الشبكة الخاصة بالبرنامج من خلال استخدام برامج صيانة المعلومات ووضع الضمانات التي تمكن من الوصول لهذه المعلومات فقط بواسطة الأشخاص والهيئات المعنية وذلك من خلال اتباع نظام خاص للاشتراك في برنامج توافق الأنسجة والذي يتم الموافقة عليه من قبل منظمة عالمية لضمان استخدام المعلومات بطريقة صحيحة وإعطاء الموافقة للأشخاص المخولين بذلك وذلك من خلال أرقام كودية سرية وخاصة بكل مركز من مراكز التبرع بالخلايا الجذعية.

وعن كيفية المساهمة في برامج التبرع بالخلايا الجذعية اوضح الدكتور امين الاميري انه على عكس عملية التبرع بالأعضاء (مثل الكلية والكبد) فإن المتبرعين بالخلايا الجذعية لنظام نخاع العظم يكونون من الأشخاص الأحياء تتم العملية مثل عملية التبرع بالدم. فإذا كان المريض المحتاج لعملية نقل الخلايا الجذعية لنخاع العظام من الأقارب (مثل الأخ أو الأخت) متطابق معه في نفس نوع الأنسجة فإنه يعتبر المتبرع الأمثل للمريض، أما إذا كان هذا النوع من المتبرعين غير متوافر فإنه يلزم البحث عن متبرع آخر مطابق في نوع الأنسجة مع المريض.

وقال إنه لهذا الغرض يتوجب على كل دولة أن تقيم مركزا وطنيا أو أكثر للتبرع بالخلايا الجذعية لنخاع العظم والذي يقوم بمهمة البحث من خلال الاتصال الكترونياً بالمراكز المحلية والعاملة من خلال الشبكة المخصصة لذلك.

ولكي تتمكن هذه المراكز الوطنية من القيام بمهمتها فإنه يتوجب عليها تجنيد واستقطاب المتبرعين الذين يمكن الاتصال بهم في حالة وجود مريض محتاج لنقل الخلايا الجذعية لنخاع العظم مطابق لنفس نوع الأنسجة مع المريض.

وعن آلية التبرع قال الدكتور اميري: إن الخطوات التالية هي المتبعة في حالة الرغبة في المساهمة في هذا البرنامج التطوعي:

* توجه المتبرع إلى أحد المراكز الوطنية حيث يقوم الطبيب بإجراء مقابلة معه للإجابة عن مجموعة من الأسئلة والتوقيع على الموافقة على إجراء فحوصات خاصة بتحديد نوع الأنسجة وإضافة هذه المعلومات على الشبكة الخاصة لاستخدامها وقت الضرورة للمريض المحتاج لنقل نخاع العظام والكشف الإكلينيكي عليه بواسطة الطبيب المختص.

* سحب عينة دم من المتبرع لإجراء الفحوصات الخاصة للتأكد من كفاءة الشخص للتبرع بالخلايا الجذعية وخلوه من الأمراض الفيروسية المعدية وكذلك تحديد فصيلة دمه.

* إعطاء المتبرع المعلومات الكافية عن عملية التبرع من خلال مقابلة مع الطبيب المختص لشرح الخطوات المتبعة في حال اختياره للتبرع وكذلك بعض المتاعب البسيطة التي قد تحدث عقب عملية التبرع وكيفية معالجتها.

فوائد البرنامج



وعن الفوائد المرجوة من هذا البرنامج العالمي قال إنها عديدة ومن ابرزها:

* التسهيل على جميع مرضى سرطان الدم ومرضى الثلاسيميا والمرضى المصابين بمختلف الأمراض السرطانية أو الوراثية الذين هم بحاجة إلى نقل وزراعة نخاع العظم أو الخلايا الجذعية أو دم حبل السرة، وذلك من خلال البحث عن متبرعين لهم على مستوى دول العالم بواسطة أنظمة الحاسب الآلي خلال دقائق.

* اجراء التنسيق بين الإمارات والدول الأخرى في شأن تبادل المتبرعين بنخاع العظم أو البحث عن متبرعين لمرضى من الإمارات في سبيل تسهيل عملية النقل والزراعة وعلاج المرضى.

* تفادي ذهاب وسفر المريض للخارج والانتظار لعدة أشهر من 3-6 أشهر في سبيل البحث عن متبرع مطابق نسيجياً معه، والآن بإمكاننا أن نبحث عن المتبرع بين مئات آلاف من المتبرعين بالعالم والاتصال بالمركز المختص بالخارج وإرسال المريض لسرعة إنجاز العملية والعلاج.

* توفير مئات الملايين على الخدمات الصحية بالدولة والتي كانت تدفع لانتظار المريض بالخارج حتى الحصول على المتبرع وأخذ العلاج.

وأشار الدكتور الاميري الى ان هذا التسجيل العالمي سيكون عاملاً مساعداً لإنشاء مركز متخصص لنقل وزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية في دولة الإمارات مستقبلاً.