09-25-2002, 08:46 AM | #1 | |||||||
مشرف سقيفة التراث
|
قصيدة النصر
قصيدة النصــــــــر
حينما كنت في مقتبل الشباب ،كنت اردد بيتا من الشعر الشعبي تلقفته أذني من أحد رواة الشعر شدني فيه ترجيعه وتنغيمه وموسيقاه ، ذلكم البيت هو قول الشاعر :ـ على خازوق باروتنا بيت وظلا … ونفقنا البضاعة وسلمنا المكلا وماكنت أدري ماخازوق ؟ ومن الذي انفق البضاعة ؟ وكيف تم تسليم المكلا ؟ ومن قائل هذا الشعر ؟ وبعد سنوات عرفت ان صاحب هذا البيت هو الشاعر الشعبي المشهور عمر محمد باعطوة ، قال ذلك عقب انتصار الكساديين على الكثيريين في معركة البقرين في 24رجب سنة 1283هـ ’ اما خازوق فهو أسم الحصن (الكوت ) المقابل لحصن (الغويزي ) المشهور ، وكلمة (سلمنا المكلا ) تعني السلامة والنجاة ، اما الامارة الكسادية فقد أنشئت عام 1115هـ في المكلا وهي أول أمارة في تاريخها دامت مائة وثلاثة وثمانين عاما،اما الأمارة الكسادية فقد انشئت عام 1115هـ في المكلا وهي اول امارة في تاريخها دامت مائة وثلاثة وثمانين عاما ، اسسها أحمد بن سالم بن صلاح الكسادي ، ولم يسعفنا المؤرخون بالكثير من أخبارهذه الامارة الا في سنواتها المتأخرة وبالذات في عهد النقيب صلاح بن محمد والذ ي قال عنه المؤرخ سعيد عوض باوزير (وكان النقيب صلاح ابن محمد اقواهم شخصية والمعهم اسما وابعدهم صيتا ، فقد كان حسن السيرة جم العدل لا يحتجب عن مظلوم ، محبا لاهل العلم والفضل ) (1) وفي عهده كانت معركة البقرين التي روى لنا تفاصيلها المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف كاتبا( وهجم ال كثير فجر يوم الثلاثاء العشرين من رجب 1283هـ على الحرشيات وأسروا قائد حاميتها الصغيرة ، وفي ظهر يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر ذاته هجموا على البقرين من ضواحي المكلا ، وكانوا يريدون قطع ماء الشرب عن المكلا لارغام حاكمها الكسادي على التسليم . وقبل ان يصل ال كثير الى مرتفعات البقرين ، كان النقيب صلاح وجنوده قد سبقوهم اليها ، والتحم الفريقان في مناوشة بنيران البنادق ، ثم دارت معركة ضارية بالسلاح الابيض حتى صباح يوم الاحد الخامس والعشرين من رجب . وعندها اندحر الجيش الكثيري ومن معه من الانصار عائد الى الشحر بطريق غيل باوزير )(2) وسجل هذا النصر المؤزر شعراء عديدون في قصائدهم من ابرزها هذه القصيدة التي نحن بصددها للشاعر محمد بن عمر باعطوة فقد ارسل قصيدة عصماء لـمعركة البقرين وانتصار الكسادي على الكثيري (3) وتتبعت اخبار الشاعر باعطوة فوجدت ذكره عند المستشرق (سارجنت ) في ( نثر وشعر من حضرموت ) ترجمة سعيد محمد دحي ، وهو حديث مجمل لا يتطرق الى التفاصيل الخاصة بالشاعر قال عنه ( الشاعر محمد عمر باعطوة _ تعتبر عائلة (باعطوة) عائلة موثقة توثيقا جيدا فقد خصص سي سنوك هو كرنجي مقالا كاملا عن هذه العائلة ودعم مقالته بقائمة وراثية توضح أنساب هذه العائلة وجذورها التي تشعبت فروعها في مختلف اجزاء حضرموت ،وقد جاء كل ذلك في حديثه المفصل عن عمر بن محمد باعطوة نفسه واشار سنوك معيبا ان ال باعطوة من طبقة المساكين ، وقام (لند برج)بتحقيق ونشر بعض قصائد باعطوة وقد قابلت احد افراد هذه العائلة في شبام وهو رجل ملم بالكتابة وهو الذي كتب لي القصيدة المنشورة هنا مع قصيدتين اخريين كانت احداهما لعوض بن عمر وقد ذكره (لندبرج) ايضا رغم وجود اختلافات واضحة بين النصين ، اما هرش HIRSCH فلدي القصيدة التي قالها باعطوة في مدحه مقابل اجر عليها ، واشار صلاح البكري الى الروح الموسيقية أو الطابع الغنائي في اشعار باعطوه وهذا صحيح اذا علمنا ان اكثر اشعار باعطوه كانت منظومة على الاغاني الشعبية خصوصا القصائد التي نظمها الباعطوة في وصف الحروب بين يافع والكثيري ). ولم تطمئن النفس الى هذه الترجمة فكان ملاذي الاستاذ الباحث عبدالله صالح حداد استوضحه المزيد عن حياة باعطوة فكتب لي مااخبره به مشافهة الاستاذ محمد عبدالقادر بامطرف في عدة نقاط قائلا ( عمر محمد باعطوة من اهالي القطن ولد بها ومات بها اخر القرن الثالث عشر الهجري ، من شعراء القصيد المشهورين ، كانت اشعاره تقيم القطر وتقعده ، أغلب اشعاره مفقودة ، أمي وعلى ثقافة شعبية عظيمة ،دلال ) . الا ان الاستاذ عبدالله حداد يستطرد في رسالته معقبا قائلا ( نختلف مع الاستاذ بامطرف حول وفاته حيث كان حيا عام 1883م . 1310 هـ عندما قابل السائح الالماني هرش وقال فيه قصيدة يحييه سجلها البكري في تاريخه السياسي ج2 صفحات 194ـ 195، ويظهر هنا ان الاستاذ بامطرف يقدر وفيات بعض الشعراء السابقين اذا لم يجد ذلك مسجلا ويخطي احيانا ). ونترك هذه الملاحظات للباحثين حتى يدلوا بدلوهم في هذا الموضوع ونورد هنا قصيدة النصر الذي تغنى به الكساديون ردحا من الزمان : ابدي بك ادعوك ياحنان يامنان ياللي رفعت السماء والسبع بانيها تغفر ذنوبي اذا تجللت بالاكفان يامنزل الغيث مع القنفان تنشيـها (4) قال العطيوي عمر لي يعدل القبان (5) راعي حليلة اذا له كام (6) يعزيها شاعر ونقاد عنده وزن للقيفان (7) صوغ المشاخص (8) في المكواة يصفيها مااليوم جد السفر باتلشع الجيلان (9) والنفس من ذي الجهة مانا مدنيها وبعد يالمعتني قم شد لي زفان (10) رض لي مدى مااكتب الورقة واغريها ارم المكلا بها لي عارض القومان (11) ابو عمر بالسيوف البتر حاميها ياعدل بين العرب ياشوكة الميزان ياللي تغوص مراكب في مراسيها عبود (12) صيح بقوم النجد والبدوان بغا بلاد الكسادي بايصفيها غلب عليها صلاح امحمد الدحان (13) بأهل الخموس (14) البوالغ اطنبوا فيها ولعاد شي (15) شمس ظلا منصف الدخان جول الدواعن رضينا ابليس لي فيها عف العطش بينهم وتعشت الكلبان من الجثث توكل الا من مثانيها اعني صلاح الكسادي مقصع (16) العمدان دولة وراس القبل داهل (17) يوطيها اقول منه طلع يمك وهو وحلان واجب اذا دخلوا الشعار تكسيها من عندكم خلنا بخرج ونا فرحان كرمتك يامؤمن المختاف مااخفيها والختم صلوا على احمد عاد ماقد كان عداد ماالغيث ينشي من مناشيها . ــــــــــــــــــــــــ الهوامش :ـ 1ـ صفحات من التاريخ الحضرمي ص 174ـ باوزير 2ـ في سبيل الحكم ص 27ـ بامطرف 3ـ رحلة الى يافع او يافع في ادوار التاريخ ص 105ـالناخبي 4ـ يقصد قطع السحاب 5ـ القبان ـ الميزان 6ـ عمل 7ـ قوافي الشعر 8ـ حلية ذهبية للزينة 9ـ الجولان :الساحات الواسعة : ولشع : تثبت بها 10ـ الجمل السريع 11ـ كناية عن الكثير جمع اقوام 12ـ عبود بن سالم الكثيري قائد الجيش الكثيري 13ـ الذي يقهقر صفوف الجيوش 14ـ الرصاص 15ـ كناية عن الدخان المنبعث من أرض المعركة 16ـ رجل ذو خبرة . 17ـ متعود . |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دوري زين : الشباب و النصر يقتسمان المتعة الإثارة و التعادل بهدفين لكل منهما - فيديو | محمد نور | السقيفه الرياضيه | 0 | 11-03-2011 01:40 AM |
شبام الحب(ديوان شعر) | ابوسعدالنشوندلي | سقيفة عذب القوافي | 11 | 05-08-2011 10:31 PM |
شبام الحب(ديوان شعر) | ابوسعدالنشوندلي | سقيفة عذب القوافي | 5 | 05-08-2011 10:28 PM |
اكثر من 80 الف علم سعودي وصور للمليك وولي عهده الأمين تزين مدرجات النصر والهلال في كر | محمد نور | السقيفه الرياضيه | 1 | 03-09-2011 04:05 PM |
النصر عاد بأحلى تنظيم .. حطم الأهلي تحطيم و ... | محمد نور | السقيفه الرياضيه | 0 | 10-17-2010 05:00 PM |
|