11-22-2011, 01:25 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
الجنوب العربي" جذور القضية الجنوبية وآفاق المستقبل
جذور القضية الجنوبية وآفاق المستقبل حياة عدن / بقلم قاسم عبد الرب صالح * القضية الجنوبية حاضره وبقوة في وجدان شعب الجنوب منذ القدم وتظهر بشكل لافت عندما يتعرض وجوده للخطر أو عند الاحتلال من قبل قوى خارجية تجده يهب تحت راية واحدة لصد تلك المخاطر سواء كان منفردا على شكل مقاومة محلية أو مجتمعا بتظافر جهود القوى الرئيسية الفاعلة فيه وما حدث في القرون الماضية خير دليل على ذلك عندما تصدى الجنوبيون للإمام القاسم عند احتلاله لبعض مناطق الجنوب حيث تحالفت كل مكونات الشعب الجنوبي وخلال فتره وجيزة من الزمن تم طرد قواته العسكرية من المناطق التي تم احتلالها من حضرموت شرقا حتى الضالع غربا وفي فترات لاحقه جرى صد هجمات البرتغاليين من قبل قبائل حضرموت كما تم مقاومة الاحتلال التركي والبريطاني منذ وطأت أقدامهم أرض الجنوب وقد تم ذلك بشكل منفرد كمقاومة محلية في بعض المناطق أو بشكل مقاومة جماعية كما حدث في منتصف القرن العشرين عندما قامت ثورة الرابع عشر من أكتوبر من عام 63م والذي توج بتحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر من العام 67م لم يجد النظام الجديد أية صعوبة في توحيد سلطنات وأمارات ومشيخات الجنوب تحت راية واحده ودستور واحد ونظام سياسي موحد كان ذلك من موجبات التطور والنمو وقد كان تجاوب شعب الجنوب كبيرا حيث أنتظم في دولة مدنية جديدة أساسها النظام والقانون كون ذلك يتجاوب مع تطلعاته في بناء دوله لها مكانتها المرموقة على الصعيد الإقليمي والعالمي. كانت القضية الجنوبية حاضرة في ذهن القيادة السياسية التي تدير البلاد بعد الاستقلال ووضعت الإجراءات الضرورية لبناء الدولة الجنوبية الجديدة من خلال بناء هياكل الدولة المدنية والعسكرية واستكمال مدها على طول وعرض الجمهورية الجديدة وشكلت السلك الدبلوماسي الذي توزع في كل بقاع الأرض تمثيلا لهذه الدولية الجنوبية الجديدة التي ترسخت أركانها في مدة قياسية قصيرة جدا وعندما ظهرت ادعاءات نظام صنعاء المرتبطة بالمفاهيم التاريخية المغلوطة حول مفهوم الوحدة حيث طرحت القيادة الجنوبية على لسان رئيسها قحطان الشعبي تسع نقاط كشرط أساسي للحوار لبناء الدولة على أسس مدنية ونبذ العصبوية القبلية التي يمثلها النظام السياسي في صنعاء وغير ذلك كأساس للحوار البناء بين الدولتين الجنوبية والشمالية على طريق تحقيق الوحدة العربية الشاملة. على الرغم من ان إزاحة القيادة السياسية الأولى للاستقلال ومجيء قيادة سياسية جديدة غلب عليها الطابع الأيدلوجي المتطرف الذي يريد من خلاله إحراق المراحل التاريخية في وقت قصير قفزت قضية الوحدة اليمنية في مركز صدارة أولويات تلك القيادة السياسية ألا أنها قد اصطدمت بالواقع السياسي والاجتماعي القائم سواء في دولة الجنوب أو دولة الشمال والتي يقف ذلك الواقع على طرفي نقيض إضافة الى العوامل الإقليمية والدولية المتعاكسة الأهداف حينها انقسمت القيادة الجنوبية الى اتجاهين الأول يريد ان يخفض من سقف الايدولوجيا وان يتعاطى بواقعية ويعيد الاعتبار لشعب الجنوب وبهذا تريد ان تعيد صياغة هذه الوحدة بعيدة عن تأثير الايدولوجيا لمتطرف بينما الطرف الآخر يريد ان يحقق الوحدة على أسس أيدلوجية مسترشدة بوحدات كانت قد تمت في ذلك الزمن بطريقة انتصار الايدولوجيا المدعوم من الخارج الإ ان عوامل محلية وإقليمية ودولية مؤثرة وفاعلة قد عجلت في تفجير الأوضاع في اليمن شمالا و جنوبا على أثر ذلك أزيحت القيادة الجنوبية المعتدلة والواقعية في الجنوب وفي نفس الوقت وصلت الى سدة الحكم في الشمال قيادة سياسية قبلية عسكرية عصبوية لا ترى في الجنوب الإ فرع ضال لابد من عودته الى حظيرة الدولة الشمالية اما في الجنوب فقد تشكلت قيادة سياسية لا زالت ترى الوحدة بين الشمال والجنوب على أسس أيدلوجي حزبي بحت وعملت من أجل ذلك بكل السبل. من المفارقات العجيبة ان كلا القيادتين السياسية في الشمال وفي الجنوب كانتا في تسابق على خلق واقع جديد كل منهم يريد ان يفرض أجندته السياسية على الآخر .... وبينما القيادة الشمالية مدعومة من قوى إقليميه تحضر لحرب ضد الجنوب كانت جزء من القيادة الجنوبية متحالفة مع قوى سياسية شمالية معارضة لنظام صنعاء مدفوعة بالتأثير الأيدلوجي حول الوحدة تحضر لحرب أيضا ضد الشمال وهكذا وقعت حرب فبراير 1979م..... ومن المفارقات أيضا ان الحرب كانت مشتعلة في عدد من الجبهات وفي أراضي الشمال الإ ان الأحزاب السياسية الشمالية والتي كانت تسمي نفسها يسارا قد تركت ارض المعركة وتداعت الى عدن لعقد مؤتمراتها الحزبية حيث توحدت تحت مسمى حوشي وبعدها وبدون إعداد مسبق او حتى أشعار منظمات الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية والقوات المسلحة تقوم قيادة الحزب بعقد اجتماع للجنة المركزية مع اللجنة المركزية لحوشي وتم دمجهما في حزب سياسي واحد وهيكل تنظيمي واحد ابتداء من المنظمة القاعدية حتى آخر نقطة قيادية في الحزب المكتب السياسي والذي شارك فيه الشماليين على قدم المساواة مع الجنوبيين في أدارة دولة الجنوب هذا الوضع الشاذ لم يلبث ان تفجر في الجنوب وجرى تعديل القيادة السياسية باتجاه جونبة رأس الحزب والدولة الجنوبية بشخصية جنوبية وهذه كانت أحدى إرهاصات وتفاعلات القضية الجنوبية في أطار التوليفة القيادية لتلك المرحلة والتي تداخلت فيها الايدولوجيا وتأثيراتها وتحميل دولة الجنوب مهام فوق طاقة الاحتمال والزج بها في صراعات الرؤى والأفكار السياسية والتي لا تتطابق مع الواقع لا من قريب ولا من بعيد وبواسطة تلك الخلطة القيادية التي لم تفرق بين مهام أدارة الدولة الجنوبية القائمة وبين إدارة حركة تحرر في أراضي الشمال ( التي تعتبر في العرف الدولي دولة أخرى) كانت الكارثة بعينها حيث ظلت النخبة السياسية الجنوبية واقعة تحت تأثير أسر الفكر الأيدلوجي الملتبس الذي يغلب عليه حالة الخيال والبعيد عن أرض الواقع وعاشت تلك النخبة مرتبكة وغير متماسكة تتنازعها الأوهام والأفكار الحالمة من جانب ومن جانب آخر تشدها ظروف الواقع الاجتماعي والسياسي ومصالح وحق شعب الجنوب العيش بأمن وسلام على أرضهم ...أدى ذلك التناقض الى زعزعة الاستقرار والسلم الاجتماعي .... وبواقع تأثير النخبة السياسية الشمالية المشاركة أصلا في أدارة الدولة الجنوبية إضافة الى عوامل إقليمية ودولية أخرى مؤثرة تفجر صراع دموي بين النخبة الحاكمة في أطار الحزب الاشتراكي انخرطت فيه المؤسسة العسكرية والأمنية كان ذلك الصراع بين نخبتين الأولي أكثرية جنوبية والثانية جنوبية شمالية كانت النتيجة هو تحطم الفكرة التي ارتكزت عليها سياسات الحزب وبذلك ثبت خطئ الرؤية السياسية لتك النخب والنتيجة كارثة يناير 86م. ان جوهر الصراع كان يدور حول أحقية القضية والجنوبية أولوياتها في الإدارة السياسية في أدارة الدولة الجنوبية وان لم تفصح عنها النخب السياسية الجنوبية صراحة عند الاصطفاف الذي تم بين الطرفين مع الأسف كلن يغلف ذلك الصراع تحت يافطات وشعارات أيديولوجية لا تسمن ولا تغني من جوع كان ضحيتها شعب الجنوب الذي كان الخاسر الأول والأخير حيث ظل يعاني مرارة الحياة وشظف العيش وتعطل التنمية والرقي والتقدم وهو يشاهدا النخب الحزبية السياسية القائمة بإدارته تعبث في مصيره ومستقبل الأجيال القادمة في صراع الأيدلوجيات والشعارات الجوفاء. ظهرت على السطح قيادة حزبية وسياسية بعد ذلك الصراع مرتبكة غير واثقة فيما تفعل وظلت أسيرة للشعارات الفارغة ولم ترتقي الى مستوى المسؤولية في استنباط العبر لتأمين العبور الآمن بدلا من ان تمسك زمام الأمور في تحقيق المصالحة والمصارحة والعودة الى شعب الجنوب للولوج في إصلاح سياسي واقتصادي شامل من خلاله أجراء مصالحة بين الفرقاء الجنوبيون المتصارعين وهم كثر من أجل ترتيب البيت الجنوبي ذهبت في طريق تحقيق الوحدة اليمنية مع نظام صنعاء العسقبلي العصبوي وهي كانت قفزه نحو المجهول دون استقراء لواقع النظام السياسي والاجتماعي والقبلي في الشمال واعتمدت على خرافة الايدولوجيا وشعاراتها الجوفاء حتى ان النخبة الحزبية الشمالية والمشاركة في أدارة الحزب والدولة في الجنوب لم تضع أية محاذير او مخاطر مثل تلك القفزة الهائلة وحقيقة أوضاع الشمال كونهم على دراية كاملة بالأوضاع هناك بل كانت من شجع وساهم في الدفع بهذا الاتجاه ...وهنا وجد شعب الجنوب نفسه ضحية يساق كما تساق الأغنام الى حظيرة الوحوش والفوضى العارمة وهكذا وجد الجنوبيون أنفسهم في مأزق جديد حلت عليهم كارثة لم يصحوا عليها الإ بعد ان شن نظام صنعاء حرب 94م وأحتل جحافل الجيش الشمالي والقبائل والمجاهدين ارض الجنوب كفاتحين وجرى نهب كل شيء وجدوه أمامهم كغنائم حرب وتقاسم المتنفذون ثرواته من نفط وغاز واسماك ومؤسسات الدولة الجنوبية من صناعية وتجارية وخدمية وتحويل العسكريين الجنوبيين الى الشارع والمعاش ألقسري وكذا عمال وموظفي القطاع العام والتعاوني الذين فقدوا وظائفهم بعد ان تملكها المقربون من السلطة كما تم د فع الآلف من الموظفين الشماليين الى الجنوب لإحلالهم بدلا من الجنوبيين الانفصاليين والذين أصبحوا يتحكمون في كل صغيره و كبيره في حياة ومعيشة الناس في الجنوب. الحراك السلمي الحامل الرئيسي لم تكن الحركة الشعبية السلمية وليدة الصدفة بل جاءت بعد معاناة شديدة تعرض لها الشعب في الجنوب جراء الإقصاء المتعمد لمنتسبي المؤسسة العسكرية الجنوبية وموظفي الدولة الجنوبية وعمال وعاملات مؤسسات القطاع العام والتعاوني بكافة أشكاله وصنوفه وتم رمي قوة عمل كانت وظيفتها تشغيل دولة الجنوب العسكرية والمدنية وأصبح الجميع تحت مظلة الفقر والإذلال والقهر وكانت تلك الضربة القاضية لكرامة الإنسان الجنوبي على أرضه وهو يشاهد ثروته يتقاسمها المتنفذون القادمون من الشمال وتوزع هبات لهذا الشيخ وذاك القائد العسكري لذوي القربى وغيرهم وبهذا أهدرت ثروات الدولة الجنوبية وبعثرت ذات اليمين وذات الشمال وأصبح الإنسان الجنوبي الذي بناء تلك المؤسسات الاقتصادية وعقارات الدولة المملوكة للقطاع العام والتعاوني مرمي على قارعة الطريق أصبح متسولا قوة أطفاله ولم يكتفي بهذا الهدر لهذه الثروات بل تعداها الى ان يفقد المواطن الجنوبي الدعم التي كانت الدولة الجنوبية تقدمه له من خلال دعم المواد الغذائية كما فقد ودفعة واحدة الرعاية الصحية التي كانت تقدم له بالمجان حيث أصبحت المستشفيات والمراكز الصحية خاوية من أية رعاية وتحولت الى أطلال لا تجد فيها شيء وقس على ذلك الخدمات الأخرى من مياه وكهرباء وبريد وتعليم وغير ذلك حيث كانت تقدم تلك الخدمات للمواطن الجنوبي في معظمها بالمجان أو بأسعار رمزية وتقوم الدولة بتحمل كافة الأعباء نيابة عنه. لم يقتصر الأمر على تلك الممارسات الغير مسئولة في مجال إدارة الدولة ولكن تعدى ذلك الى ان يجد المواطن الجنوبي بان أراضيه التي هي ثروة الأجيال القادمة توزع على الأقارب والمشايخ والقادة العسكريين والمسئولين الشماليين بمساحات خيالية حيث أصبحت ضواحي المدن الرئيسية الجنوبية قد تم توزيعها للقادمين من الشمال وجرى المتاجرة فيها وبيعها وجني الأرباح الخيالية على حساب مستقبل الأجيال القادمة وأهدرت ثروة قومية بطرفة عين . الأدهى من ذلك فقد جرى طمس الهوية التاريخية للجنوب وتاريخ نضاله وبشكل متعمد من خلال فرض مقررات دراسية أدخلت الى مدارس الجنوب ليس فقط مستبعده مقومات الوطنية الجنوبية وكذا مراحل النضال الثوري والسياسي وكفاح شعب الجنوب بل فرض على مدارس الجنوب إقصاء الهوية الجنوبية واستبدالها بهوية وتاريخ الشمال والأدهى من ذلك ان هناك ما في تلك المقررات ما يهين كرامة الشخصية الجنوبية من وصمها بالانفصالية والمرتدة أضف الى ذلك جرى تغيير واسع لأسماء الشوارع والمدارس والمرافق الأخرى التي كانت ترمز الى تمجيد مناضلي الثورة ...كل ذلك جرى بهدف محو أية آثار لدولة جنوبية أو هوية جنوبية كانت قائمه حتى تاريخ الوحدة . من المفارقات العجيبة التي أبتدعها النظام انه حال السيطرة العسكرية الكاملة على أراضي الجنوب تم التخلي عن التعهدات الدولية التي قطعها أمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر رسالة من قبل رئيس وزراء النظام والذي يقضي بان ينفذ بنود وثيقة العهد والاتفاق وان يفتح حوار مع الجنوبيين وان يحافظ على الممتلكات الخاصة والعامة وان يعيد كل موظفي الدولة الجنوبية العسكرية والمدنية الى أعمالهم وغير ذلك من التعهدات المكتوبة ولكن كل ذلك ضرب بها عرض الحائط وحول أراضي ومؤسسات الجنوب المملوكة للدولة وكذا ممتلكات المواطنين الخاصة الى غنيمة حرب جرى توزيعها على الأقارب والمتنفذين من الشماليين الذين شاركوا في الحرب وذلك استنادا للفتوى التي أصدرها علماء دين شماليين تقضي بإباحة صريحة لقتل الجنوبيين باعتبارهم مرتدين ولا نعرف ان الوحدة السياسية التي هي من صنع البشر قد تحولت الى شيء الآهي مقدس وكذا مصادرة ممتلكاتهم وهكذا جرى تحويل الجنوب وأهله الى ضيعة أضيفة الى ممتلكات نظام صنعاء وهذا ما كانوا يرمون اليه في ان الفرع عاد الى الأصل. كل ذلك أدى الى حالة من الغضب الجمعي للجنوبيين كان من شأنه ان يثمر حاله من المراجعة الصادقة للذات الجنوبية وكان لابد من البحث عن مصادر قوتهم في مواجهة مخاطر المستقبل واهتدوا الى صيغة تحالفيه جديدة تمثلت في وضع اللبنات الأساسية لرمي خلافات وصراعات الماضي الى مزبلة التاريخ والولوج في بناء صيغة تفاهمية جديدة تعتمد مبدءا التصالح والتسامح بين مكونات المجتمع الجنوبي وكان ذلك بداية الانطلاقة للخروج الى ضفاف المستقبل الآمن للأجيال القادمة عندها لم يتردد طلائع الشباب في النزول الى الشارع مطالبا بحقوقه المهدورة على شكل مسيرات شعبية سلمية كانت البداية لرسم شكل مسار التغيير ليس في الجنوب ولكن كان ذلك الهام لكل الشعوب العربية التواقة للإنعتاق من نير النظم الاستبدادية العربية . الحراك السلمي الشعبي الجنوبي ظاهره سياسية واجتماعية وشعبية عبرت عن طموحات كل مكونات المجتمع الجنوبي من خلال قيادة الشارع الجنوبي في جميع المحافظات الجنوبية دون استثناء وقدم أروع البطولات في مواجهة الة قمع السلطة واستشهد المئات من أنصاره وزج بالآلف في السجون وغير ذلك من المواجهة العنيفة من قبل النظام كل ذلك لم يثني الحراك عن مواصلة النضال السلمي رغم التضحيات الجسيمة وقدم أروع ألأمثله في الصمود والاستبسال ووقف العالم منبهر أمام تلك التضحيات التي لم يشهد لها مثيلا في هذا الزمن الأغبر وعلى الرغم من التضليل الإعلامي الموجهة لطمس الحقائق الإ ان نضالات أبناء الجنوب قد ألهمت الشعوب العربية والذي خرج الى الشارع منتفضا على أوضاعه المتردية منتهجا حراكا سلميا موجها لإسقاط النظام العربي المهترئ الذي عطل التطور وحبس طاقات الأمة ....وظل الحراك السلمي يسير قدما حتى تتحقق الأهداف التي يتطلع لها شعب الجنوب. في اليمن كانت العدوى حيث بادر الشباب الى القيام بانتفاضة شعبية سلمية في كل المدن الرئيسية مطالبة بإسقاط النظام الفاسد الذي ووجه بالعنف والقوة المفرطة والتي فاقت كل التصور وأمام هذا الزخم ألتغييري الكبير وقف الحراك في بداية الأمر في حالة ارتباك ...البعض أيد الثورة وذهب ورائها بشعاراتها والبعض الآخر وقف في المتصف وبعض البعض وقف منكفئا وكأن الأمر لا يعنيه في شيء ...هذه المواقف المتناقضة والمرتبكة كانت سببا في خلق حالة اللاقرار كاد ان يؤدي الى ضياع الرؤية والهدف للقضية الجنوبية والتي شكلت إرباكا في المواقف المختلفة للتنوع السياسي الجنوبي والتي وان اختلفت لكنها في نهاية المطاف لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يضيع الجنوبيين بوصلة الهدف النهائي. بالمقابل ظهرت بعض الأصوات النشاز وخاصة تلك القوى الشبابية المرتبطة بالأحزاب القومية والإسلامية وبعض الوجاهات القبلية المحسوبة على الثورة الشبابية وأسهبت في التصريحات الى ان ثورة الشباب قد أسكتت صوت الحراك الجنوبي السلمي وبمعنى أدق إلغاء للقضية الجنوبية بشقها السياسي وان هناك بعض التجاوزات الحقوقية من قبل النظام السابق يمكن معالجتها بعد انتصار الثورة وان أي حركت احتجاج في الجنوب خارج ما هو محدد في إعلام الثورة الشبابية المسيطر عليه من قبل القوى القبلية المنظمة الى الثورة فما هو إلا بلاطجة النظام في الجنوب كل هذا يحدث بعد ما قدم الجنوبيون آلاف الشهداء و الجرحى ومثلهم في السجون قبل ان يبدءوا ثورتهم بسنوات ومع تقديراتنا للتضحيات البطولية التي يقدمها الشباب والصمود الأسطوري أمام آلة العنف الحكومي الإ ان مفهومهم لأبعاد القضية الجنوبية غير متوازن وغير صحيح لماهية القضية الجنوبية حتى وان وجدت بعض الأصوات هنا وهناك تبدي اهتمامها بحل القضية الجنوبية حلا عادلا وإعطائها الأولوية ولكن لا يمنع بان لدي الجنوبيون شكوك مؤكده بان ذلك الطرح لمجرد الإعلام وبس ولم نسمع بان ثائر ينزع للحرية ويمنعها عن الآخرين لمجرد أوهام مقدسه مضلله ولابد من ان يكون موقف واضح لثورة الشباب في صنعاء ولن يقبل أي جنوبي تسويق الوحدة على الطريقة التي كان يتبناها النظام الفاسد. الخلاصة أثبتت التجربة ان تعدد هيئات الحراك تحت مسميات مختلفة قد ساعد على ضعف نشاط الحركة السلمية وتشتيت قواها في صراعات جانبية لا تقدم ولا تؤخر شيء للقضية الجنوبية بل ولدت إحباط لدى مناصري الحراك وهذا العمل ان أستمر سيصيب الحراك في مقتل والخوف من ان الوضع السياسي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في تطور متسارع يمكن ان نفاجئ بظهور مشاريع لقوى أخرى مدعومة إقليميا ودوليا تضع الحراك الشعبي السلمي في ذمة التاريخ لذا وحتى لا تضيع تضحيات الآلاف سدى على الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية وان يضعوا المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية الضيقة. لذا فأن المرحلة التاريخية الراهنة من نضال شعب الجنوب تتطلب ان يتوحد الحراك تحت مظلة سياسية واحدة يحدد رؤيته لتصحيح المسار التاريخي وهو الخيار الوحيد الذي سيوصل السفينة ا لى بر الأمان ان حجم ومقدار وحدة الجنوبيين سيكون هو المقدار و السقف الذين يطمحون لتحقيقه. ان حجر الزاوية التي يجب ان يلتف حولها الجميع بمختلف المسميات هو ان يتمسك الجنوبيون بحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم عبر الاستفتاء وهذا حق تقره القوانين الدولية ويتطابق مع قرارات الأمم المتحدة وان يتم ذلك عبر التهيئة والتحضير لمؤتمر وطني جنوبي جنوبي يتمثل فيه كل مكونات المجتمع الجنوبي ألمعروفه وقبل ذلك وفوق كل ذلك لا وصاية حزبية او من اي جهة كانت (وتحت أي مسمى أيدلوجي_قومي – ديني ) على عمل المؤتمر الوطني لان كل تلك المسميات قد أدت بنا الى ما نحن عليه من ضياع فالسياسات القديمة والتي تم تجريبها في الماضي قد باءت بالفشل سواء من حيث أداء الأفراد القائمين عليها او حتى خطاء. الأطروحات التي ارتكزت عليها تلك الأحزاب فلا وحدة الأداة ولا فكرة الضم والإلحاق ولا الفكر القومي ولا غيره تحت أية عباءة قبلية أو دينية ...كل هذه الأطروحات لم تعد تنفع في عالم اليوم فما على الجنوبيون الإ ان يعودوا الى جذورهم التاريخية الأصلية ويحددوا مصيرهم وفقا للمصالح الجمعية التي يرونها مناسبة ولوضع حد والى الأبد لمستقبلهم. * طيار وقائد عسكري في جيش (ج ي د ش ) سفير سابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عضو سابق مجلس الشعب الأعلى (ج ي د ش ) عضو سابق مجلس النواب اليمني منتخب في عام 1993م عضو سابق مجلس الشورى اليمني الإثنين 2011/11/21 الساعة 03:32:21 |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|