المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


التطرف....قراءة تحليلية في تعريفه

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-17-2010, 08:09 PM   #1
نبيل العوذلي
حال جديد

افتراضي التطرف....قراءة تحليلية في تعريفه

بسم الله الرحمن الرحيم
مضى اكثر من ثلاث سنوات تقريبا والعالم بأسره يتحدث عن التطرف ولم يصلون بعد الى تعريف هذا المسمى.. وانا احاول بأذن الله تعالى ان افسر بما وقع عندي من تعريف للتطرف بفضل الله تعالى وتوفيقه .. واصل كلمة التطرف هو - طرف- .. فما هي هذه الاطراف والتي ان غلبت على ارادات واحوال ومشاعر الانسان العلمية والعملية قلنا عندئذ انه متطرف - اي غلب عليه احوال وموجبات ولوازم احد الاطراف-
ببساطة انها اطراف اليمين واليسار والامام والخلف كأصل وامام اليمين وامام اليسار وخلف اليمين وخلف اليسار كفرع , وهذا يعني اننا نقصد بان لهذه الاطراف معان حسية ومعنوية تقتضيها طبائع الناس الكونية او مؤثرات الحقائق العلمية والعملية .عليهم. ..حقيقة ان كل طرف من الاطراف يستوجب موجبات ولوازم ومتضمنات ومتطابقات في طبائع الانسان وما يؤثر عليه من نقل وعقل.. ودعونا اولا نتحقق من صحة هذا الكلام وذلك بدراسة كل طرف على حده
اولا اليمين واليسار
ويحتملان مرادي اللين والشدة .. قال النبي صلى الله عليه وسلم- ان الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة-.. وهناك نوعان من اللين والشدة
1- لين محمود او مذموم
2- شدة محمودة او مذمومة
وتتحدد درجات المحمودية والمذمومية في اللين والشدة بناء على اخذ الانسان بالتناسب المحمود او المذموم بالتوافق بين
المراد الكوني والمراد الشرعي
مراد النفي ومراد الاثبات
مراد الاتصال ومراد الانفصال
مراد الجمع ومراد التفريق
وما يحدث احيانا ان الانسان يأخذ بادلة وبراهين شرعية مثلا لاتعزز المراد الكوني وتقويه بل تضعفه وتتناقض معه .. مثل ان نعتمد على ادلة في التعامل مع اليهود والنصارى متصلة بالزمكان العمري- نسبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه- والذي كانت فيه الدولة الاسلامية في اوج قوتها وعظمتها .. ونطلب من الناس التعامل بهذه الادلة مع اليهود والنصارى بينما ان الحال الذي نحن فيه اذهب الى الضعف والاستكانة بسبب نموهم الاقتصادي والعسكري العظيم مقارنة بما نحن عليه.. ولا يعني هذا اننا ننظر ونؤصل للوهن وقبول الذل .. ابدا والله .. ولكننا نبحث عن مخرج نسير به كلنا حكاما ومحكومين وليس فئة بسيطة وقليلة فقط.. وذلك لتعزيز القوة وتكثير السواد وتخويف العدو من اننا كلنا صفا واحدا وجسدا واحدا , فلا يستغل تنازعنا والذي يراهن عليه دائما تحقيقا للوعد الكوني الذي وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بان لايسلط الله تعالى علينا عدو من خارجنا الا اذا تنازعنا وصار بأسنا فيما بيننا .. وهذا ما ادركوه تماما في هذه الحقيقة الكونية ..
ولعل من المناسب مواصلة الحديث عن معان الاطراف والذي بدأنا الحديث عنهم.. في الحقيقة ان الطبائع الجبلية تعود محكماتها و ما تقتضيه وتستوجبه وتستلزمه هذه الاطراف باللزوم والمطابقة والتضمن في صفات الناس الحسية والمعنوية, الامر الذي سيساعدنا بلا شك انشاء الله تعالى على تشخيص داء التطرف وتقرير العلاج المناسب لكل نوع من التطرفات.
ثانيا
الامام والخلف
هذان الطرفان يحتملان الاقدام والتراجع ..
الاقدام المحمود كالمسارعة والمسابقة والنجدة والنهضة..
الاقدام المذموم كالعجلة والتهور والاندفاع والقاء النفس الى التهلكة..
اما ما يتعلق بالتراجع
التراجع المحمود التريث والتمهل والاناة والصبر والحلم
التراجع المذموم كالفرار والتملص والانسحاب والقعود والتثبط
وكذلك الحال للشدة واللين
الشدة المحمودة كالثبات والاغلاظ على المنافقين والمخربين والمجرمين
الشدة المذمومة كالعنف والقسوة والتنطع والغلو..
اما اللين
اللين المحمود كالعفو والتسامح والمجاوزة والرفق
اللين المذموم كالاستكانة والوهن والرهبنة والتنازل عن الحقوق المشروعةباسم التسامح
اما بقية الاطراف الاخرى فليست سوى تجميع لمعان الاطراف الاصلية المذكورة سابقا.
وحتى نتمكن باذن الله تعالى من تعريف مفهوم التطرف علينا ان نعرف الحالة السوية للانسان ليتبين لنا متى يكون عندنا تطرف
قال تعالى (( افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى اممن يمشي سويا على صراط مستقيم)).. وهذا المشي السوي حسيا ومعنويا ..الامر الذي يكشف لنا بتلازم كوني وشرعي بين الخلق والامر.. وحتى نفهم هذا المعنى المهم .. دعنا نتحقق حسيا عندما نمشي .. ماذا يتحقق في اجزاء الجسم؟
عندما نحرك الرجل اليمنى تتحرك معها دائما الذراع اليسرى.. اليس كذلك , اذا هناك توافق بين الجزء الايمن والايسر من الجسم بحيث انه دائما عندما يتحرك اعلى الجزء الايمن- الذراع اليمنى- يندفع معه اسفل الجزء الايسر- الرجل اليسر- .. والسؤال الهام هنا..هل مثل هذه الجبرية الحسية في اعضاء جسم الانسان لها ما يوافقها من جبرية معنوية في احوال الانسان الباطنية من المشاعر والارادات والافكار والعقليات ..؟
نعم هذا بالضبط ما نقصده بالتلازم بين الخلق والامر .. وهو ما سيساعدنا كثيرا على تشخيص داء التطرف وتقرير العلاجات المناسبه له باذن الله تعالى, وهو ما يعني لنا ان مشاعر الانسان الطبيعي والسوي يجب ان تكون عبارة عن تزاوجات ثنائية تتحرك في باطنه معا بانسجام سوي للشدة واللين والاقدام والتراجع وما تحتمله من مرادات محمودة او مذمومة وما تستوجبه من معان ذكرناها في كل قسم متعلق به لهذه الموجبات واللوازم كالعفو والتسامح او الوهن والاستكانة والعنف والقسوة او الرفق والاندفاع او التريث ..الخ
يمكننا ان نقيد اول فائدة من هذا الكلام كما يلي
الفائدة الاولى
ان اي علاج للتطرف في اشخاص من الناس نحو اناس اخرين يقتضي النفي الكامل لاحوال ولوازم طرف ما واثبات احوال ولوازم طرف اخر فقط يقتضي نشوء تطرف اخر-
لانك اذا ما اردت من الناس ان لايكون لهم عدو ابدا فهذا سيقودهم الى تطرف غصبا عنهم لاننا عطلنا الاستواء في سيرهم المعنوي والذي يستلزم التزاوجية الثنائية بين معان تلك الاطراف ,
اذا التطرف هو ان تغلب على الانسان موجبات ولوازم حسية ومعنوية باللزوم او التضمن او المطابقة لاحد الاطراف السابقة الذكر وما تقتضيه من معان حسية ومعنوية كالاندفاع او التعجل او العنف اوالفضاضة او الاستكانة اوالفرار او التملص او....الخ, وعندما تغلب على الانسان موجبات ولوازم احد تلك الاطراف تجده يتمسك بالادلة والبراهين النقلية- اي من الكتب السماوية بشكل عام نظرا لاننا ندرس التطرف بشكل عام- او العقلية- اي من خلال ما يصل اتليه العقل بالبصر او السمع او الحس-.. فيذهب الانسان الى الظن بان تلك الاجتهادات التي وقعت عنده انها محل الكمال والاطلاق احيانا , الامر الذي يلتبس عليه السير باستواء سوي ومستقيم حسيا ومعنويا من خلال العمل بالتناسب الغير محمود بين مرادات
1- النفي والاثبات
2- الاتصال والانفصال
3- الجمع والتفريق
فلا يحقق تحقيق التناسب المحمود بين المراد الشرعي والمراد الكوني..
اولا النفي والاثبات
وتنشا عدة حالات
اما ان يكون النفي اكثر واقوى من الاثبات فتجده يتعامل بالادلة التي تقتضي الهدم والتجريح والارهاب والتخويف والتعسير والتنفير والاختلاف والتنازع والتفريق..الخ. وهذه مشكلة كثير من الناس, وسببه عدم الاقرار بالتفاضل في مرادات الخير والشر .. اي اننا نعتقد وفق عقيدة اهل السنة والجماعة بان الخير يتفاضل وكذلك الشر يتفاضل بل ويتبعض كما في كتاب الايمان لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.. فمثلا اليوم المشكلة التي يعاني منها بعض الشباب في نظرتهم للمملكة العربية السعودية من اعتماد ادلة وموجبات النفي فقط لطرفي الشدة والاندفاع بالعنف والعجلة. فنقول لهم هل تعتقدون معنا ان السوء والشر يتفاضل ؟ بلا شك نعم لان هذا من عقيدة اهل السنة والجماعة..اي هل يمكن اعتبار موقف بعض الدول كالصين مثلا تجاه القضايا العربية مثل موقف بعض الدول الغربية والتي دائما ما تستخدم حق النقض الفيتو لالغاء اي حق يكون لنا في فلسطين او مكان اخر .. بالتأكيد لايمكن المساواة بينهما مع انهما في دائرة اللادين بالنسبة لنا .. طيب اذا سمحنا ان نحقق المفاضلة بين اللادينيين من حيث العداوة فتحقيق المفاضلة بين الدينيين بشكل عام وبين المسلمين بشكل اخص يكون اوجب بالاخذ به..اليس كذلك؟
هل يمكننا اجراء المفاضلة بين الدول الاسلامية كلها من حيث الالتزام بالاسلام الظاهر والاجتهاد قدر الامكان في تحقيقه قولا وعملا؟ اليس هناك دولة بلا شك تتميز بانها حققت احسن تناسب محمود بين الجذور الدينية والتطورالعلمي اليوم وهي المملكة؟اليس من الواجب احترام هذا التناسب بناء على اساس عقيدة ومنهجية التفاضل والتبعيض خصوصا وان الظرف الراهن يستوجب ذلك ام ان المسألة عناد او جهل

ومن الناس من يغلب عليهم موجبات الاثبات اكثر من النفي على نحو غير محمود فتجدهم يريدون تكريس الذل في الناس تارة باسم الاقدار الكونية وتارة باسم السلام والتسامح.. والامر بين هذا وذاك وبوسطية محمودة وليست مذمومة.. وما نحترمه حقيقة في دولة المملكة انها تسعى لتحقيق الوسطية المحمودة قدر استطاعتها
قال شيخ لاسلام ابن تيمية رحمه الله-
- فالواجب على المسلم ان يجتهد في ذلك بحسب وسعه فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله واقامة ما يمكنه من دينه , ومصالح المسلمين واقام فيها ما يمكنه من الواجبات واجتناب ما يمكنه من المحرمات لم يؤاخذ بما يعجز عنه فان تولية الابرار خير للامة من تولية الفجار ومن كان عاجزا عن اقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعل ما يقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للامة بخير وفعل ما يقدر عليه من الخير لم يكلف ما يعجز عنه فان قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر-
فهي ولله الحمد تكاد تكون الدولة الوحيدة من الدول الاسلامية والملتزمة بالدين الظاهر قولا وعملا..اما قد يبدو للبعض بانه تنازلات من المملكة , فهي ليست في المحكمات الاساسية كما اعلم والنبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب رسول قريش شطب بعض الكلام من وثيقة المعاهدة لم يعارض النبي صلى الله عليه وسلم لان المصلحة المتحققة كانت اكبر من مفسدة شطب بعض الكلام في وثيقة المعاهدة بين قريش والنبي صلى الله عليه وسلم
ومن الناس من يكون عنده نفي واثبات ولكن بتناسب زمكاني غير محمود لايتوافق مع الحالة الزمكانية اليوم .. ولايعني هذا اننا نريد بذلك لوي النصوص المحكمة .. فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه والقبض به ثمنا قليلا .. ولكننا نحاول ان نوفق ونجمع ونؤلف ونسدد ونقارب قدر استطاعتنا

ثم ان من الناس من قد يختبط عليه حسن الاخذ بمرادات الاتصال والانفصال القولية والعملية فيصل للحكم اناس وجماعات وحكام ودول لاينبغي وصلهم الى نفس الحكم متجاهلا عقيدة ومنهجية الاستثناء في الكتاب والسنة..فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم استثنى في معركة بدر من المشركين حينما امر الصحابة رضوان الله عليهم بعدم التعرض لهم لان احدهم قد كان له مواقف محترمة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان عليه الصلاة والسلام محاصرا في شعب ابي طالب مع ان طبيعة المعركة معقدة ولكن ردا للجميل امرهم عليه الصلاة والسلام بعدم التعرض لهم ..فااليس من حقنا ان نعمل بهذه المنهجية بيننا نحن المسلمين خصوصا لدولة كان ولازال لها من المواقف الجليلة في نصرة الدعوة في العالم بل وحتى في مواطن الزحف كافغانستان وغيرها على الاقل ردا لجميل الاباء والذين اشتغلوا ولازالوا انشاء الله في نشر الدين الصحيح في الوقت الذي اشتغلت فيه الدول الاسلامية اما بنشر البعثية او الماركسية او الناصرية او العلمانية او....الخ
قلنا ان عدم اخذ بعض الناس بالتناسبات المحمودة لمرادات الاتصال والانفصال .. وا لموجودة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى مثلا(( فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق او جاءوكم حصرت صدورهم..)) النساء 89 ... فنجد ان الله تعالى حقق للحكم الاتصال الشامل بقوله تعالى(( فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم)) الامر الذي قد يوحي بوصل كامل وشامل لهؤلاء الكفار الا ان الله تعالى يثبت الاستثناء بفصل من يتحقق عليهم (( الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق...)) . وكذلك الحال لكلام الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فتؤخذ بعقيدة الاتصال والانفصال زمكانيا بحيث يجب ان نعرف من يتصل بالحكم ومن ينفصل عنه بل قد يكون للحكم وصل لصنف معين من الناس ولكنه مقيد بالحالة الزمكانية التي عليها المسلمين ووضعهم الزمكاني بالأخذ بالمصالح والمفاسد .
كما قد يلتبس على بعض المتحمسين مراد الجمع والتفريق فيتم جمع فئة معينة للحكم بموجب شمولية الحكم مع ان موجب التفريق عليها مستوجب .. وكتاب الله تعالى يبين انه مبني على الجمع والتفريق.. قال تعالى(( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)) التوبة .. والاية تجمع للحكم كل الاعداء الكفار .. واذا ما اخذ بها المرء فانه سيقتل كل الناس البريء والمجرم المدنيين والحربيين... ولكن بالنظر الى مرادات التفريق في كتاب الله تعالى يتزن لنا العمل بالحكم(( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين)) الممتحنة.
ومن اعراض الاخذ بادلة الجمع فقط مثلا العمل باحاديث __ يبعثون على نياتهم--- وذلك بعدم اشتراط التمييز في العمليات الحربية مع ان دليل التفريق موجب للاخذ به كما قال تعالى (( ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا..)) الفتح..(( ان تطؤهم) قال السيوطي ان تهلكوهم مع الكفار (( معرة)) مضرة او اثم((لو تزيلوا)) لو تميزوا.. الامر الذي يبين لنا الله تعالى بان عدم العلم بتحقق التمييز بين المؤمنين والكافرين بل وبين المدنيين والحربيين من الكافرين انفسهم وذلك بالاخذ باية الممتحنة((لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين...)) ..بل وايضا بين المعاهدين والغير معاهدين لزوما لطاعة ولي الامر في المعروف كل ذلك يوجب علينا ضرورة الاخذ بمرادات التفريق وليس الجمع فقط...فهذا الاخذ الطرفي لحدى مرادات السنن الكونية والشرعية يسبب التطرف الى احدى الاطراف المذكورة

ومن الاخطاء التي يقع فيها بعض الناس عند اخذهم الهدي الحسي والمعنوي من كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو تصورهم ان المرادات الكونية والشرعية يجب ان يكون لها وجه واحد وهو السلامة والاستقامة دائما وابدا في كل زمكان
.. اي ينظرون الى الانسان او الحكام بصورة طوباوية مثالية ..متجاهلين ان هذا الكمال المطلق لم يجعله الله تعالى للانبياء عليهم السلام والذي يبين الله تعالى انهم يخطأون ويصيبون ..فيغفلون عن ان هناك تلازم كثيرا ما يكون في الانسان بين المعروف والمنكر وبين الحسنات والسيئات .. والدول الاسلامية عامة انما يقعون داخل هذا التلازم ..ولذا علينا ان نتعامل معهم وننظر اليهم وفق عقيدة اهل السنة والجماعة في متلازمات الخير والشر في الاشياء... هذه الدول لاتخرج عن اطار اما ان تكون
1- دولة كافرة مرتدة كما يحلو للبعض ان يسميها بسبب عقيدة الايمان والكفر بالطاغوت والتي تقتضي نفي واثبات للركنين دون مراعاة عقيدة اهل السنة في تفاضل وتبعض الايمان والكفر
الركن الاول لا اله - النفي- ويقتضي الكفر بالطاغوت
الركن الثاني الا الله - الاثبات- ويقتضي الايمان بالله
وهذا الكلام غير سليم والذي يمثل وجهة ابي محمد المقدسي .. بسبب انه يتعامل مع الايمان والكفر دون تفاضل وتبعيض خوفا من الوقوع في الارجاء .. فوقعوا فيما هو اشر منه وهو التكفير ... والحقيقة ان معالجة هذه المشكلة هو الادراك بان هناك احيانا تلازمات بين الخير والشر وبين المعروف والمنكر وبين الحسنات والسيئات ينبغي التعامل مع هذا الاعتبار وفق كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى
-وعلى هذا اذا كان الشخص او الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لايفرقون بينهما , بل اما ان يفعلوهما جميعا او يتركوهما جميعا , لم يجز ان يؤمروا بمعروف ولا ان ينهوا عن منكر بل ينظر فان كان المعروف اكثر امر به وان استلزم ما هو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف اعظم منه بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات ...-

2- ان تكون هذه الدول تجمع بين الحسنات والسيئات وبين المعروف والمنكر
وهذا هو الصحيح .. والسؤال هل حجم الحسنات والمعروف في هذه الدول وبها من حيث حماية دعوة السنة ونشرها في العالم اكثر ام العكس..؟
وللاجابة على هذا السؤال يجب النظر الى مرادات النفي والاثبات والاتصال والانفصال والجمع والتفريق والتي تقتضي التعامل مع الظرف والحال الزمكاني الذي تعيشه الامة ...فسنجد ان بعض من هذه الدول حققت التناسب المحمود بين الجذور الاسلامية وبين معالم الحضارة الكونية مقارنة ببقية الدول الاسلامية الاخرى.....والبعض الاخر قد يكون متلازماتها تتعلق بالمراد الكوني من جهة الخير والشر

ولايعني هذا اننا نريد ان نكرس الذل في الشعوب باسم هذه الموازنات..فقد قال الخليفة الراشد الصديق رضي الله عنه في اول خطاب له اطيعوني ما اطعت الله فان عصيته فلا طاعة لي ...ان احسنت فأعينوني وان اسأت فقوموني ..ولم يحدد الخليفة كيفية التقويم والذي قد يكون بالسيف لقول عمر رضي الله عنه بما معناه الحمدلله الذي جعل في امة عمر من سيقومه بسيفه

قال شيخ الاسلام رحمه الله
-- وأيما طائفة انتسبت إلى الاسلام وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة فانه يجب جهادها باتفاق المسلمين حتى يكون الدين كله لله كما قاتل أبو بكر الصديق رضى الله عنه وسائر الصحابة رضى الله عنهم مانعى الزكاة وكان قد توقف فى قتالهم بعض الصحابة ثم اتفقوا حتى قال عمر بن الخطاب لأبى بكر رضى الله عنهما كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فاذا قالوها فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله فقال له أبو بكر فان الزكاة من حقها والله لو منعونى عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها قال عمر فما هو إلا ان رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال فعلمت أنه الحق
من كتاب مجموع الفتاوى الجزء 28 صفحة 356

وهكذا بمقدار الحسنات والسيئات والمعروف والمنكر معتبرين لقواعد الجمع والتفريق والنفي والاثبات والاتصال والانفصال
نبيل العوذلي نائب رئيس الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي السلمي
القصيم بريدة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas