مرشح الموتمر أهتز في صعدة..و في عمران أرتعش وتهاوى في الجوف!!

[الدقم]

في طريقه الى المنكوبة "صعدة".. حاول المقربون من علي عبدالله صالح إشغاله بما يشغله عن الانتباه لحضور منافسه "بن شملان" بقوة على امتداد الطريق المزينة واجهاتها بصور وشعارات مرشح اللقاء المشترك.. المقربون من الرئيس حاولوا ذلك لكي لا تنكشف بلاويهم المبللة بالفشل الذريع!!


توقف صالح في "خمر" مخاطباً جماهير قليلة بكلمات متلعثمة, حملت رسالة واضحة للمعارضة. وخص القيادي المعارض الشيخ حميد الاحمر برسالة "مشفرة", باعتبار "خمر" معقل "حميد" الذي يتزعم هذه الايام موقفاً جماهيرياً قوياً لصالح تكتل المعارضة, وذلك مايزعج الفندم ويربك حسابات الحزب الحاكم, المعتمد على التحالف مع القبائل والمشائخ للسيطرة على الحكم.. لكن ثقل نجل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر اجتماعياً ونفوذه السياسي بقوة المال والوجاهة يثيران مخاوف اقطاب السلطة, وذلك ما بدا واضحا في خطابات مرشحهم "صالح" وتصريحات قيادات حزبه المتورط في نهب ثروات الوطن وضلوع كبار مسؤوليه في قضايا فساد واختلاسات فاضحة.. بقدر ما ضاعفت السخط الشعبي.. لفتت انتباه الخارج من الدول المانحة ومؤسسات الرصد والدعم والمساعدة!!


لم يكن صالح موفقاً..اختيار"صعدة" كمحطة لانطلاق حملته الانتخابية-ايضاً- لم يكن موفقا وان كان إعلام الحزب الحاكم يراها ضربة معلم.. ويقولون انها لقنت اللقاء المشترك الصفعة الاولى والدرس القاسي.. بينما الجماهير المقهورة.. من ابناء شمال الشمال هي من لقنت المؤتمر الدرس.


الحماس الذي ظهر به "صالح" وهو ينتقص مرشح المعارضة, في فاتحة مهرجاناته بمحافظة صعدة. عكس مدى الخوف والقلق الذي يعانيه الرجل والهزة العنيفة التي اصابته- الآن- عقب سنوات طويلة من الهدوء والراحة وبرود الاعصاب والاسترخاء بإفراط داخل مملكة القصر الجمهوري!!


غرور الرئيس جعله يعتقد انه مازال محبوباً لدى ابناء صعدة الطيبية وظن ان بضعة الآلاف التي احتشدت كرها في موقع المهرجان هم مواطنو وابناء المحافظة.. وعندما علم ان معظم الحاضرين جاءوا بالأمر العسكري من المعسكرات التي تحاصر كثرتها انفاس المحافظة وناسها.. استاء وغضب وقطع زيارته حانقاً.. ولا ادري ان كان يعلم ان ابناء المحافظة انقرضوا ولم يعد لهم وجود والفضل له في الانقراض العظيم.. نصف ابناء صعدة ذهبوا ضحايا الحرب الدامية التي دامت عامين ونيف تسحق المحافظة سحقاً وبيلاً.. والنصف الباقي مصفدون في الزنازن والمعتقلات, ومشردون هاربون من واقع مخيف ومستقبل مفجع.. وقد صار عدد الجنود والعساكر اكثر من عدد المنتجين في صعدة من ابنائها!!


حاول صالح دغدغة عواطف الناس ومغازلة مشاعرهم بخطاب ناري ارتد الى نحرهو قبل ان يصيب الهدف.. هذه المحاولة اليائسة سبقتها محاولات في الخفاء لشراء ذمم المصنفين في قائمة الكبار والمؤثرين وهم ليسوا سوى شخصيات محروقة أضحوا صغاراً بعد أن فقدوا تأثيرهم بالمتاجرة بمواقف أبناء قبائلهم في أسواق المزايدة والحراج السياسي..!!


ابناء صعدة- كما قال صالح- لايعرفون منافسه "بن شملان" وذلك صحيح.. لكنهم سيصوتون له لانهم يعرفون علي عبدالله صالح جيداً.. المعرفة ليست شرطاً لتسجيل المواقف.. كما هي ضرورية عند التقييم والنكاية والانتقام.. معرفة صالح لم تثمر الا مصادرة وتجاهلا وتهميشا لأبناء صعدة وحقوقهم المكفولة.. ومسك ختام المعرفة كانت الحرب الطاحنة ضد الحياة والحلم وابتسامات الامل!!


غلطة صعدة فاقمت الخطأ اليوم التالي في محافظة عمران.. حسنة المهرجان كانت حشدا جماهيريا سيستفيد منه مرشح المعارضة "بن شملان" عندما يظهر وسط حشود جماهيرية اكبر يقودها القيادي الاصلاحي "حميد الاحمر" الذي يفوق تاثير وحضور أسرته في عمران قوة ونفوذ الرئيس ودولته!!


وفي عمران كان التذبذب والارتعاش هو الاكثر بروزاً في خطاب مرشح المؤتمر للرئاسة.. وهو يستعرض بزهو خبرته بالقبائل ومعرفته للمناطق. لكن قراءته للاسماء من ورقة مكتوبة يمسكها بيده وهو يرتعش امام الكاميرا.. فضحت الموقف واثبتت العكس.. والذي كان يتفاخر بمعرفة الجغرافيا والاطلاع على التاريخ.. واذا كان صالح يحسب تفوقه في الجغرافيا والتاريخ انجازاً.. فماذا نفسر عدم المعرفة بالجيولوجيا والأحياء والاقتصاد و"متن الاجرومية".. في الوقت الذي منافسه "بن شملان" عالم في السياسة.. مهندس في الثروات.. خبير في الإدارة, ويتخاطب مع شعبه بلغة الواقع ويتعامل مع العالم بأكثر من لغة!!


"تفحيطة" صالح في صعدة غطى غبارها أجواء عمران.. وبسرعة تتجاوز الحد المسموح به في القيادة.. لم يكبح مرشح المؤتمر جماح التهور الكلامي إلا بعد 24 ساعة من محاصرة التوتر بتمارين التهدئة وألعاب التثبيط.. وعلى مشارف محافظة الجوف فرمل "صالح" خطابات الجنون الهستيري.. ضغط على أعصابه.. بلع تشنجه النفسي.. تماسك – نوعا ما – محاولا الظهور برزانة ووقار.. لكن عدم انسجام نفسية الرجل خذله أمام الميكروفون!!


الهرولة بدت كشعار للمرحلة.. تصفيق جمهور الملعب ليس سوى ممارسة لعادة متوارثة أكثر منه تناغما بين القمة والقاعدة.. لا أحد يقوى على إنكار جريمة حرمان الجوف من عطاءات الدولة المفترضة.. هي وأبنائها الأشد قهرا في تعاملات الحكومة.. لكنها ورثت الأصالة من أسلاف العرب.. وكما كانوا أصيلين مع "بن شملان".. شهامة القبيلة فرضت عليهم التعامل مع صالح كضيف.. نظرات الناس حملت رسائل العتاب المر.. وكلمات الضيف, التي نضحت بنبرات الاعتراف بالتقصير والإهمال في الواجب الرئاسي منذ ثلاثة عقود, لم تقو على اخراج الجوف من "جوف" الوضع المأساوي!!


ربما لا يصدق أحدا أن وعود صالح بالتراجع عن مسامير الجرعة القاتلة ستتحقق.. لن ينخفض سعر الديزل كما قال ولا أسعار لقمة العيش.. لا شيء هنا ينخفض إلا الرصيد الشعبي للحاكم في قلوب العامة.. حتى ذاكرة صالح خانته في الجوف.. وهو يبحث عن إسم شخص زعم صداقته القديمة.. بالتأكيد نسي صالح أبناء الشعب وليس صاحبه فقط.. الآن تبدو محاولاته لاستذكار دروس الواجب الوطني ومسؤوليات المنصب غير مجدية للخروج من المأزق بالسهولة التي اعتقدها!!

نقلا عن الشورى نت