المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!


الخفارة....!

تاريخ وتراث


إضافة رد
قديم 03-08-2020, 05:42 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي الخفارة....!

الخفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــارة
منشورات أ. الباحث أبو صلاح التاريخية
كتب أ. الباحث أبو صلاح حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان
الكثير منا يجهل نعمة الأمن والاستقرار التي حلت بديار حضرموت ،حين توقفت الصراعات القبلية والثارات ،والحكم بالأعراف القبلية ؛ فبمجرد العودة إلى كتب التاريخ وما كتب فيها من أحوال أمنية ومعيشية سابقة عاشها الحضارمة فقط قريبة من القرن الخامس عشر الهجري الحالي الذي نحن فيه ؛ يعلم أن هذه الحقائق التاريخية التي كانت شخوصها قريبة من المدن الرئيسة في حضرموت كمدينة تريم ، وسيئون ، وشبام وغيرها من قرى وادي دوعن ، وساه ، كان يسودها التعرض للسبيل والمارة ، والنهب ( الهوش ) وغير ذلك من أخلاق الجاهلية ، فكان ما يُعرف ( بالخفارة ) أحد أهم الوسائل لحفظ النفس والمال والعرض .
والخفارة : الذّمّة والعهد ، والأمان ، والحراسة و الخَفِير المُجِير تقول خَفَر الرَّجُلُ أَي أَجَارَه وكان له خَفيراً يَمْنَعُه ، وتَخَفَّر بفلان استجار به وسألَه ن يكونَ له خَفِيراً. وأخْفَرَه نَقَضَ عَهْدَه .
لكن العصبية القبلية واعرافها غالباً لا تحفظ لهذه الخفارة على الوجه الشرعي المطلوب حيث لكل مسلم فيذكر الفقهاء الخفارة بمعنى الجُعل ، أو الحراسة في بعض المواضع ؛ بينما هي كعُرف قبلي وتقليد يتم التعامل معه ليس لكل أحد من المسلمين. ومن هنا تنتهك الخفارة ، أو لا ينظر لها كمطلب شرعي .
فقد روى القاضي العلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف من أمثلة للخفارة من هذا الوجه العرفي القبلي في حضرموت ، وهذه من الحوادث التي ذكرها في كتابه الفريد (معجم بلدان حضرموت المسمى إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت – تحقيق إبراهيم أحمد المقحفي – مكتبة الارشاد – صنعاء الطبعة الأولى 1423 هـ- 2003م ص 552 -554 : منها حادثة قتل جرت في منطقة شرق تريم ، قال رحمه الله
ثم قاهر :
[ قلت قرية من مدينة تريم تقع جهة الشرق منها ] قرية لآل عبد الشيخ ، وهم قبيلة كريمة من آل تميم ، لكن جرت بينهم دويهيه ـ في الأخير ـ تصغر منها الأنامل ، ذلك أن ناصر بن سالم ـ أحد آل سلمه ـ أخذَ جملين من الحطب لآل الكاف في أيام فتنةٍ بين آل سَلَمه وآل تريم ، وكان الجَمَّال يحمل سكيناً من سالم بن عبود بن عبد الشيخ بصفة الخفارة ، فلم يُبَالِ بها ناصر بن سالم ، فلم يكن من آل عبد الشيخ إلاّ أن صَعَدوا الجبل الذي يطل على آل سلمه وأصبحوا يُطلقون عليهم الرصاص حتى حَجَز بينهم آل تميم على شرط أن يردوا الحطب ويدفعوا بندقيةً عربوناً في الخفاره ، فَسُوِّيت المسألة واندفع العار في أعرافهم ، وصادف أن وصل السيد حسين بن حامد المحضار إلى عينات واستدعى آل تميم ليتكلم معهم في كثير من الأمور ، فحضروا ولمّا نَهضَ ناصر بن سالم راجعاً إلى دمون تبعهُ سالم بن عبود ، ولمّا فصلا من عينات هَتفَ به سالم بن عبود وذَكّره بصنيعه ، فتساورا للقتال ، ولكن كان سالم أسبق لاستعداده بحشو بندقيته من قَبْل بخلاف ناصر فما كان إلا آمناً مطمئناً فسقط يتشخط في دمه ، وملأ سالم بن عبود ما صنعه فخراً عند أصحابه الذين لم يزالوا يلسعونه بقارص الكلام ، ومع غضب السيد حسين بن حامد من هذا الصنيع الذي يمس بشرفه وشرف حكومته فلولا وجوده لما انعقد صلح بين آل عبد الشيخ وآل سلمه أبداً ولكنه أجبرهم عليه ، وَفى آل سَلَمة طواعيّة وحياء فأطلبوه وبذلك انتفخ سالم بن عبود ، ولكن ضَرْبه بناقةٍ وأخرى بطعنة ففي سنة 1362 وَرَد سالم بن عبود ـ هذا ـ إلى قَسَم وبمعيته السيد عبدالله بن إبراهيم بن علوي السقاف المُلقَّب بن سحاق ، وكان ممنوعاً من دخول قَسَم لِوَحْشَةٍ بينه وبين المُقَدَّم عَبَد بن علي بن أحمد بن عبدالله بن يماني ، فلم يكن من المقدم إلاّ أن أمر بن سحاق بمغادرة قَسَم في الحال ، وكان الأمر بصفة التهديد ؛ فلم يكن بُد من الامتثال ، فرأى سالم أن شرفه قد مُسّ وخشى مَعرّة الكلام ، فحقدها
حتى مرت سيّارةً فيها المقدم وإخوانه يخفرهم أحد آل عبد الشيخ ، فلم يُبال به سالم ، وأطلق الرصاص عليهم فَأردَى السائق وواحداً من آل يماني ، ولكنه استشعر الخوف من صهره وخال أولاده وهو محمد بن علي بن عبد الشيخ ، فأفرخ روعه وطيَّبَ خاطره ، ثم لم يشعر سالم إلاّ والرصاص ينهال عليه من دار محمد بن علي بدون أن يصيبوه ، ولكنه لمّا خَفّ لأخذ بندقيته من موضع مكشوف أهلكوه ، ثم حصروا ولده ولكنه ثبت حتى قالوا له أن المسألة قد انتهت ؛ كان لآل يماني قتيل فثأروا به ، وانجلىَ العار عن الخفير من آل عبد الشيخ فكان قَتْل أبيك باباً سد منفذين وما بقي إلا أن تخرج معنا ـ إلى عينات ـ ننادي في سوقها بانفصال القضية وتمام الثار وجلاء العار وأننا من اليوم إخوة ودماؤنا واحدة ، فقال : لا يطمئن قلبي إلاّ أن تَعهّد لي خال إخواني ـ وهو محمد بن علي بن عبد الشيخ ـ فتعهَّد لهُ وأعطاه وجهه ، فاطمأن إليه ، وخَرَج من داره هو وإياه وسارا ـ هما وآل عبد الشيخ ـ معاً إلى عَيْنَات ومعهم ناس من آل يماني ،ولمّا كانوا في أثناء الطريق أشار إليهم محمد بن علي فوثبوا على بن سالم عبود وكتَّفوه ثم أَطْلَق عليه أحد آل يماني ـ وهو ابن سالم بن أحمد ـ الرصاص ، فَخرّ صريع الغدر والخيانة ، قبحهما الله . وكان الأَوْلَى إغفال القبيحة ولكن الغدر يؤلم قلبي ويحرق جوفي وقد قال أبو الطيب :
إذا أتت الإساءة من لئيمٍ
ولم أَلُم المسيء فمن ألومُ

Telegram: Contact @GNATFAWAYID
WhatsApp Group Invite
WhatsApp.com (https://chat.whatsapp.com/L5eudh8qFe0Lbqw1JGuNki)
https://www.facebook.com/alhdrv/?ref=your_pages
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas