المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > سقيفـــــــــة التمـــــيّز
سقيفـــــــــة التمـــــيّز كل ماهو مميّز وجميل يتم انتقاؤه من قبل مشرفي السقائف ووضعه هنا
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


رؤية في أرشيف ((مكاتبات السيد مصطفى المحضار ))...!!

سقيفـــــــــة التمـــــيّز


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-31-2010, 08:58 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي رؤية في أرشيف ((مكاتبات السيد مصطفى المحضار ))...!!

.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الإبحار في مكاتبات ومراسلات الحبيب مصطفى بن أحمد المحضار (1282-1374هـ). هو ابحار نحو مراسي الفكر والحكمة ، والوقوف ايضا على نبض المجتمع الحضرمي في تلك الحقبة الماضية ، نستشف فيها رؤية شيخ حكيم حلب الدهر وشرب من تجاربه ، حتى جاءت مكاتباته ومراسلاته صورا مختزلة للواقع الحضرمي من حوله .

من قراءات صاحبكم (( ابوعوض الشبامي )) في مكاتبات الحبيب مصطفى المحضار هذا ملخص لرؤية مهمة لما تميزت به مكاتبات ومراسلات السيد مصطفى المحضار من لغة حضرمية صرفة ، وتوظيف للحكمة والمثل والشعر والقول المأثور ، و عذب الانشاء ، وتأتي مكاتباته في نسق تسجيعات على السليقة ، وهي لاتخلو من قضايا تاريخية عاصرها ، وملامح فكرية وحكم حضرمية طبعت بالخصوصية الحضرمية التي ميزت مكاتباته ومراسلاته مع من عاصروه ، والسيد مصطفى المحضار كان شاعرا يشارك بالشعر في المناسبات العامة حين يكون لشعر الزامل حضورا، وما يروى له ان مرة من المرات عزمه في احد المناسبات السيد عبدالله بن شيخ آل الشيخ ابوبكر، وعندما وصل السيد مصطفى خرج الجميع في استقباله وكعادتهم طلعوا به بزامل وقيلت الاشعار في مدحه والترحيب به ثم دخل السيد عبدالله ممازحا السيد مصطفى فقال:


عادك تجي يامصطفى في خير=والقاهره تلقي ثمر مردوف
ماهي كما الشرقي وباقريان= وإلا حويبه ذي لها سنقوف

فرد عليه السيد مصطفى المحضار ردا شافيا فقال:

الليله الشاره لها حنات= حنت وباتروي مرافع رير
ويبات خالي يردف الحنات=عالقاهره ذي ماتعشي الطير


وعبارة (( ذي ماتعشي الطير )) كناية على الشح والبخل ، و تلك صفتين من الصفات التي كان يحاربهما وينهي عنهما في كثير من مراسلاته ومخاطباته ، لما عرف عن السيد مصطفى بن أحمد المحضار من كرم وسخاء منقطع النضير ، فقد كان رحمه الله محبا للضيوف والمساكين له دار بالقويرة بوادي دوعن (( ليمن )) مفتوحة للجميع دون استثناء ، وقد وصفه السيد العلامة بن عبيدالله في كتابه (( إدام القوت )) فقال عنه

(( بقية السلف وزينة الخلف كهف اليتامى وموئل الأيامى الذي امتزج الجود بلحمه ودمه وحسبك بما كان منه في الزمن الذي هرج ومرج فلقد مرت الأزمة وداره ملأى بالجفان المحفوفة بالضيفان


فما جاوزه جود ولاحل دونه = ولكن يسير الجود حيث يسير

لقد بلغني أنه باع من صلب ماله بعشرة آلاف ريال ذهبت مع الأكباد الحري والبطون الغرثى...))

وقال عنه صاحب كتاب تاج الأعراس (( كان رحمه الله يخلط جده بالهزل فرارا من دعوى العلم وميلا الى اصلاح ذات البين ، واكرام الوفود التي تتعاقب على منزله ))

وحين نشبت الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي وعم القحط حضرموت وعانت الناس من المجاعة ماعانت من ويلات ومآسي ، فتح السيد مصطفى المحضار باب داره بالقويرة على مصراعيه لإطعام الطعام فأتوه الناس من كل حدب يطلبون اغاثته وكان يقول (( رخصت الجنة في هذا الوقت ولكن أين الموفقون لذلك )).
وقد باع اثناء المجاعة جل ماله ونخيله وكلها انفقها على الفقراء والمحتاجين.

وحين نستقرئ مكاتبة السيد مصطفى المحضار فإننا نستقرئ صورة المجتمع الحضرمي في تلك السنين التي عاشها ، فيها عصفت المجاعة حضرموت وعانى الجميع من آثارها وما خلفته من فاقة وحاجة وحر الكبود الجائعة ، من تلك المكاتبات نقرأ منها مكاتبة له لبعض من اصحابه يصف الحالة التي وصل اليها الناس من ضنك وشضف العيش (( وقد كتبت لأهل مكة حين سمعنا بفخجلتهم هناك خصوصا في رمضان ، وما يزيدون فيه من الجلح والخوق ، قلت لهم : قدني المنظور في بلادي وافطاري تمره ومج قهوه ، الجملة ثلاثه أمجاج ، والخوق ما يجد عندنا ، ولكنه ما بايعجبهم بغوا الا ذي يبغوه ، وما اعتادوه ، وولفوه ، واهل تريم ما نظنهم إلا كمانا ، إلا ان كان الاخوان آل الكاف ، بغو الرطوبه والكفاف ، والفالود والحشاف ، لابأس بآل الكاف، بانعذرهم في التكلاف ، ومن اعطاه خالقه لاتعالقه....))

ويقول في مكاتبة له يصف حاله مع رمضان القويره (( وجميع الناس تعابى تعبر عليهم جازات ، وقوتهم حجزات ، إن حصل مصرا طعام ، ما حصل له إدام ، والرز تركناه ، حتى للعيال يوم مصرا بريال ، والحب ماله ظهاره ، وقد نجلس ليلتين بلا اظهاره ، ياتمر ، ياشربه ، وايش جر على الوارد من الغبه ؟؟ وايش الذي قطعه علينا ...؟؟))

كان السبب واضحا ذلك نتيجة الحصار البحري والحرب بين اساطيل الحلفاء من جهة مع الاسطول الالماني والياباني من جهة أخرى..!

وقال ايضا (( رمضان دخل وبايخرج نودي بحاجه نأكلها زينه ، فاكهه أو مطبوخه ، ولاحصلناها قط ، ما معنا الا القهوه القاره ، والشربه الحاره ، والروبه الحامضه ، وحرفوف خمير له ثلاث في سفيح ، وقطبه من بربري ، وعبورها في الحلق مري ، هذا المؤكول، وغيره حرام علينا ، والله ينظر الينا ، والعيظه إلا في الجنه ))...!!!

هكذا كان حال المجتمع الحضرمي أثناء المجاعة وهكذا كانت حياة الميسورين الذين يطعمون الناس ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)....!!


لنا عودة مع هذا الموضوع .



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas