الحوثيون يرفضون الانضمام لجبهة المشترك ويزجونه بمأزق حرج للغاية

[يماني وشامخ كياني]

الحوثيون يرفضون الانضمام لجبهة المشترك ويزجونه بمأزق حرج للغاية
الثلاثاء, 21-ديسمبر-2010
نبأ نيوز- خاص/ صعدة

أكدت مصادر سياسية معارضة لـ"نبأ نيوز" فشل جولة الحوار بين جماعة الحوثيين وأحزاب اللقاء المشترك، بعد رفض القيادة الحوثية الانضمام لجبهة عمل سياسي موحدة، وتوجيهها انتقادات لاذعة لأسلوب عمل المشترك.

وأفادت المصادر: أن الحوثيين اتهموا أحزاب المشترك- خلال الجولة الأخيرة من الحوار التي عقدت الأسبوع الماضي- بـ"الانتهازية"، وسعي أحزابها لاستغلال الحركات الأخرى (في إشارة لأنفسهم والحراك) كورقة سياسية للضغط على السلطة لمصالح حزبية تتعلق بخلافاتها الأخيرة مع السلطة حول الانتخابات.

وأضافت: أن جماعة الحوثيين انتقدت بشدة ما وصفتها بـ"المواقف المزدوجة" للمشترك، مستشهدة بصمت المشترك تجاه المعتقلين الحوثيين وخروجه بمسيرات من أجل معتقلي الحراك، مرجعة هذه "الازدواجية" إلى ما تعتقده "غياب المبدئية والمصداقية"، متهمة المشترك بالعجز وأنه يريد تحويل الحوثيين والحراك إلى "عصا يهش بها على السلطة، ومتى ما حصل على مطالبه الحزبية ألقى بها جانباً، أو كسرها"- على حد التعبير الذي تحدث به أحد القادة الحوثيين خلال اللقاء الأخير.

وتؤكد المصادر: أن جولة الحوار الأخيرة- التي شهدت نقاشات ساخنة، ومحاولات مستميتة من المشترك لتبرير مواقفه- انتهت بخروج المشترك خاوي اليدين.. وعزت إلى هذا الفشل سبب امتناع أحزاب المشترك عن إصدار أي بيان حول اللقاء، خلافاً لما جرت العادة عليه، بعد أن سبقهم الحوثيون بإصدار بيان "إنشائي" لم يتطرق إلى أي اتفاقات أو تفاصيل، قالت المصادر: أن الحوثيين تعمدوا سرعة إصداره لقطع الطريق على المشترك إذا ما أراد الإيحاء للآخرين بأنهم حلفاء يعملون معاً.

ولتأكيد تلك الرسالة "الحوثية"، فإن الجماعات الحوثية قامت بعد الاجتماع بيومين- أي السبت الماضي- باختطاف (5) خطباء مساجد في مديرية "غمر" من أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، بينهم قيادي كبير لحزب الإصلاح في صعده يدعى (صادق علي عاطف)، بجانب طرد العديد من خطباء وأئمة حزب الإصلاح من مساجد الجوف وإحلال خطباء حوثيين بدلاً عنهم.

وتعتقد مصادر سياسية أن وقوف الشيخ حميد الأحمر على رأس لجنة حوار المشترك، وتصاعد وتيرة الخلافات بين الحوثيين وقبيلة "حاشد" التي أهدرت دماء كل من يلتحق بصفوف الحوثيين، تضاف إلى أسباب رفض دخول الحوثيين في جبهة المشترك.

رفض الحوثيين للانضمام إلى الجبهة المقترحة من قبل اللقاء المشترك زج الأخير في مأزق كبير، وذلك لرفض "الحراك" أيضاً الانضمام إلى نفس الجبهة، وتصعيد حملته في الجنوب ضد أحزاب اللقاء المشترك، وخاصة الحزب الاشتراكي اليمني، وقيامه بإقصاء تنظيم "نجاح" الذي يقوده "صلاح الشنفره" من هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك والذي يوصف بأنه "يد المشترك المندسة داخل الحراك"، والتي غالباً ما كان المشترك يستعين بها لتفجير الشارع الجنوبي متى ما اشتدت خلافاته مع الحزب الحاكم، طبقاً لما يطرحه قادة الحراك بهذا الشأن.

الأمر الذي وجدت أحزاب المشترك نفسها عاجزة عن المضي برهانها في تثوير الشارع، والذي هددت به السلطة، وكان يفترض أن تباشر بإطلاق مسيراتها منذ السبت الماضي، إلاّ أن ذلك لم يحدث على خلفية رفض الحوثيين في الشمال التعاون، ومعارضة الحراك في الجنوب لأي فعاليات ينظمها المشترك..