دموع حضرمية

[عمر خريص]

دمــــــوع حـضـــرمـــــــية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الاستاذ : ناصر العقبي : ملحق الجمهورية الثقافي /الخميس 6/3/1997م ـ تعز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
يمثل الأدب الشعبي رافدا من روافد الثقافة الوطنية وتهتم الأمم جميعها بمورثاتها الثقافية في اطارها الشعبي كونها تمثل موردا ثقافيا ترده الغالبية العظمى من افراد الأمة ، وتترجم ضميرا وطنيا بتعبيراتها الخاصة التي قد ترقى بتداولاتها الى مستوى لا يستطيعه أحد .
واليمن بخصوصيتها الثقافية وتركيبها الوجداني (اللين ) تتميز عن غيرها بعطاء ابنائها الثقافي المتميز والراقي شكلا ومضمونا ، ومما لا شك فيه ان الرصيد الثقافي في بلادنا اليمنية وبالذات في شقه الادبي خصوصا الشعر الشعبي لم يلق اهتماما بحثيا يكشفه أو يقدمه للآخرين رغم ما تزخر به بلادنا من فنونه كيف لا وهو كما قيل عنها (بلد تلد الشعراء ) ، ان أي مجتمع من المجتمعات ، له مناسيبه ومستوياته الأدبية المختلفة والتي تعكس المستويات الثقافية للمجتمع كما تعكس الظروف البيئية والاجتماعية للمجتمع .
وازاء هذه المسلمة نجد ان مجتمعنا اليمني الذي مني ولفترة زمنية طويلة بتأخر ثقافي تعليمي كشفت عنه الأرقام المزعجة لمنسوب الأمية ، نجد أن انتاجه الأدبي في مستواه الشعبي (العامي ) كان كبيرا تبعا للظرف التعليمي ، الى جانب ماينشط به المثقفون ايضا في مجال الانتاج الثقافي الشعبي .
ولهذا كان لابد أن يواكب ذلك السخاء الأنتاجي حركة توثيق ونقد ونشر أدبي تحرك واقع الجمود الذي تشهده الساحة أسوة ببقية المجتمعات ، وبين يدي كتيب صغير باربعة واربعين صفحة من الحجم المتوسط موسوم بـ( دموع من حضرموت)
للأديب الشاب عمر عوض خريص من أبناء حضرموت الغالية ، مثل قراءة في الرثاء الشعبي الحضرمي كما ينجلي ذلك من عنوانه (دموع من حضرموت ) .
وقد مثل هذا الكتيب الصغير الحجم اسهاما طيبا في مجال التوثيق والنقد الأدبي لفرع هام من فروع الشعر الشعبي ألا وهو شعر الرثاء .
اختار فيه بعض القصائد الرثائية لشعراء شعبيين من حضرموت خلدوا فيها اعلاما من أعلام اليمن نذروا أنفسهم لخدمة الوطن اليمني ورفع ذكره بين الأمم ، سكبوا عليهم الدموع المختلطة بأريج الثناء وعبق التذكر معترفين لهم بفضلهم على مجتمعاتهم ووطنهم شاحذين همم غيرهم ممن (ينتظر) بأن يحذوا حذوهم من العطاء الوطني ، كما في قصيدة حسين أبو بكر المحضار في رثاء الفنان محمد جمعة خان، والتي أوردها الكتاب في الصفحتين 33ـ 34 والتي يقول فيها :ـ
فين راح الذوق عندينه معك كل ضعــــــــــن
عشرين عاما بعدها خمسة على اليوم الأخــير
لي فيه ودعك العرب قلوب يغمرها الحــــزن
واليوم أنا محــــتاج لأمثالك ومثل الباكـــــــثير
في عهد وحدتنا التي قد وحــدت كل اليــــــمن
يألــــفوا ويلحنوا ألحــــان الـوحــدة كــــــــثير
ويذكــروا أمجاد حمير أو سبا أو ذي يـــــزن
يابو علي هــت عن للوحدة ففيها كل خـــــــــير
وأهتف لها وأشدوا ولوا من تحت طيات الكفن
ماشي كما الوحـدة وربكدوب للوحدة نصـــــير
ولي بغى الفرقه وقع له من على الستره مـــرن
معاد نبغى التجـــــــزئة فقنا صحى منا الضمير
ومن وسط الدموع ـ وكما يلمس القاري ـ تنبعث الترانيم الوطنية الممجدة للقضية والمتأبطة للهم الوطني الذي عانق (الكفن ) في الحس الحضرمي الوحدوي النابض بالشعور الوطني العميق المتدفق الذي يشجع الشاعر على ان يطلب من الفنان أن يواصل الترانيم الوطنية ولو من تحت الثرى .. كما يضم المؤلف بعد مقدمة صاحبه عدة مرثيات لعدد من الشعراء امثال الشاعر عوض صالح باشراحيل والشاعر صالح منصوربانتيش والشاعر محفوظ سرور وصالح باظفاري وسالم محمد مفلح رثوا فيها اعلاما وطنية لامعة امثال : الفقيد عبدالله السلال الذي رثاه سالم مفلح بقصيدة قال فيها :ـ
اختاره الرحمن ريت الموت يأخذني شويره
لو قال لي السلال باقول له قف بعطيك غيره
عاد الوطن محتاج له لازال يشدونا عبيره
ناضلت كم كافحت حتى رد مانا في المطيره.
والفقيد محمد عبد القادر بامطرف الذي رثاه الشاعر صالح باظفاري بقوله :ـ
خــــــبر وفاتك أيها المبعوث في دنيا الأدب
عكر مزاجي حال ماسمعته وحالي به انقلب
ياحسرتي ع بو علي الموت خذ كنز الذهــب .
** جهد مشكور
وفي الأخير فان جهد الأديب الشاب عمر عوض خريص الذي بذله في جمع وتدوين هذا الكتيب الصغير الحجم العظيم الفائدة قد اتاح لنا فرصة الاطلالة على الادب الشعبي في جزء عزيز من وطننا الغالي اشتهر بالثراء الثقافي والانساني الذي ينضح بالحكمة ويشع بالنور ، وزاد من الفائدة طرح المؤلف الجيد في تعقيباته على القصائد المختارة (بعناية ) او التقديم لها واننا لنرجو أن يحذو القادرون من الادباء والشعراء حذوه في تقديم الشعر الشعبي اليمني كل حسب طاقته ومعرفته للافادة منه وربط مجتمعنا اليمني ببعضه وجدانيا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[معشور]

ينضح بالحكمه ويشع بالنور كلام صحيح ميه في الميه وشكرا على التقديم والتنويه .

[الوضّاح]

أشكرك أخي أبو محمد الشحري


لنقلك موضوع العقبي في الملحق الثقافي

و هذا من جميل المتابعة

[أبونمر]

نبارك لك خطاك ونشد على ازرك لمواصلة بحوثاتك
ونقلك للمواضيع الهادفه والبناءه في الساحه الأدبيه
تسلم يابومحمد مقدرين لك جهودك من دون شك
تسلم يابومحمد وتقبل تحياتي يالغالي

[علي فدعق الهاشمي]

سلمت وغنمت يابومحمد يالطيب الاصلي جهد ملموس تشكر عليه تستاهل الخير كله والخير يستاهلك

ولاحرمنا الله من جديدك الذي لاشك يسعد الجميع .

معرفتنا باامثالك الاخيار ومتابعتنا لمايكتبون تعتبر غنيمه


دمت بود

ولك كل تقدير

[باشراحيل]

مقال رائع جدا ومنصف ...

والاستاذ عمر خريص يستحق الثناء والاشادة بجهده ..

بمثل هذا المقال وأكثر ..

دمت مبدعا أخي ابومحمد .

[طلال بن قفله]

مشكور حبيبي ابو محمد الشحري

دائما مميز في كل شي

صراحه موضوع جميل وجهد تشكر عليه

يعطيك الف عافيه

وتقبل خالص تحياتي

[عبدالله الجعيدي]

اخي ابو محمد الشحري الف شكر لك على اهتماماتك الادبية المتعددة والمساهمة في ابراز بعض من جوانب الابداع الحضرمي والشكر موصول للاستاذ ناصر العقبي الذي اوجز بعض مما كتبت عبر صفحات جريدة الجمهورية وهكذا عهدناك محب ومخلص للادب والفن والثقافة . اكرر الشكر لك بعدد احرف كلماتك . تحياتي

[عمر خريص]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معشور

ينضح بالحكمه ويشع بالنور كلام صحيح ميه في الميه وشكرا على التقديم والتنويه .

شكرا اخي معشور
حضورك الكريم اسعدني ياغالي