دولة الجنوب العربي ألآتحادية " بعد اتفاق الرياض.. هل يبدأ العد التنازلي للإخوان؟

[حد من الوادي]

2019/11/12

بعد اتفاق الرياض.. هل يبدأ العد التنازلي للإخوان؟

توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي



كان العنوان العريض لاتفاق الرياض هو توحيد جهود الجميع للقضاء على المد الإيراني وأداتها المحلية المتمثل بالانقلاب الحوثي، وذلك من خلال تصحيح الوضع السابق التي وضعتنا فيه الحكومة الشرعية وتصويب المعركة في الاتجاه الصحيح. وقد نجح الاتفاق في شقه العسكري في نزع فتيل المواجهة العسكرية لقوى الشمال ضد الجنوبيين. ويعود الفضل في ذلك إلى المجلس الانتقالي الذي نجح في تحريك المياه الراكدة وفي توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي وفي تحديد الهدف الأساسي في حرب التحالف في تحرير الشمال وليس توجيه المعركة نحو الجنوبيين، وهو الاتجاه الخاطئ الذي حاولت بعض القوى أن تحرفه عن مساره.

الاتفاق وعر وشاق وقد حدد آلية عمل أو خارطة طريق تتابع كل شيء بدقة وبعناية فائقة. في الوقت نفسه يعد هذا الاتفاق اتفاقاً مرحلياً وبداية للحل النهائي للقضية الجنوبية وتقرير المصير للجنوبيين. وقد شمل الاتفاق في جانبه العسكري خروج كل القوات التي تحركت من مأرب والتابعين للشرعية من شبوة وأبين وبقاء قوات الحزام والنخبة في هاتين المحافظتين. على أن يتم الإعداد للمعركة الكبرى ضد الانقلاب الحوثي تشارك فيها جميع الأطراف. وقد نجح الاتفاق أيضاً في زرع عقيدة جديدة للقوات المسلحة وهي إسقاط العدو الحوثي بدلا من العقيدة السابقة وهي الإخلاص لجماعة الإخوان والحرب من أجلهم وتحقيق أهدافهم.



ما هي متطلبات المعركة الكبرى؟

بنود الاتفاق في الجانب العسكري كانت حاسمة ودقيقة ومزمنة، ولكن بالقطع هناك عقبات وعراقيل لهذا الاتفاق، وعليه كيف يمكن إنجاز الاتفاق في وجود هذه العقبات؟

لتطبيق هذا الاتفاق لابد من إصلاحات هامة فيما يسمى بالجيش الوطني، باعتباره الأداة الوحيدة القادرة على حسم المعركة ضد الانقلاب الحوثي، ومن هذه الإصلاحات هو القيام بإجراءات بنيوية في هذا الجيش لعل من أبرزها تنقية الجيش من الشوائب التي أدخلها حزب الإصلاح الإخواني وأدت إلى تعطيل كفاءة وقدرات الجيش في حسم المعركة وتحرير المناطق الشمالية من براثن الحوثيين، وهذه تعد أول خطوة لاستعادة هيبة الجيش ووقف مهزلة الفساد الجارية فيه، وهذا لن يحدث إلا بإعادة هيكلة الجيش وفقاً لأسس مهنية حديثة واستبعاد أو إلغاء كل التعيينات التي تمت على أسس عقائدية والتي تم بموجبها تعيين أئمة مساجد وقيادات إخوانية بعيداً عن مبدأ الكفاءة والمهنية.

ومن الإجراءات الضرورية والهامة هو وقف النظام المالي الحالي والذي يشجع على الفساد؛ حيث أن هذا النظام يمنح القادة العسكريين موازنات ضخمة تذهب إلى جيوبهم دون أي محاسبة، لذلك لابد من وقف هذا العبث وإهدار المال العام والتصرف في مرتبات الضباط والجنود واعتماد قوات وهمية لا وجود لها، في حين أن 70% من القوات التابعة للجيش قابعة في البيوت (حسب وزير الدفاع) وهذا وضع مؤسف. لذلك فالأمر يتطلب إصلاح هذا النظام المالي وعودة القيادات العسكرية وإنهاء البيروقراطية ومحاربة الفساد أينما وجد، ولا مكان للطائفية والمناطقية والقبلية والعنصرية في الجيش. ودون هذه التغييرات فلن نتمكن من الانتصار على الانقلاب الحوثي.



ما هو رد فعل الجماعة التي تحركّها تركيا وقطر؟

هناك قطعا أعداء لهذا الاتفاق وهي جهات معروفة بالاسم داخل اليمن وخارجه وعددهم ليس قليل وبعضهم يحتل مواقع مهمة في الحكومة الحالية، وهم تحديداً جماعة الإخوان التي تحركها تركيا وقطر، وهذه الجماعة تمكنت من السيطرة على مفاصل الدولة حتى أصبحت وباءً في جهاز الدولة يتحكم في جهازها المناعي فجعلها غير قادرة على الفعل والعمل. هذه الجماعة والمرتبطة بالمشروع التركي والقطري والذي بدأ يتلاقى مع المشروع الإيراني التي تمثله الجماعة الحوثية على أرض الواقع أصبح في مواجهة مع المشروع التي تقوده المملكة العربية السعودية والتي تمكنت بهذا الاتفاق جمع كل القوى والعناصر لتعمل سوية على هزيمة المشروع المناهض لأحلام وتطلعات الشماليين والجنوبيين على السواء.

وستعمل هذه الجماعات على تشويه الاتفاق وخلق العيوب والعراقيل ضد تنفيذه وستعمل كل ما في وسعها لإفشال هذا الاتفاق. ومشكلة هذه الجماعة عداءها المفرط للمجلس الانتقالي الذي يعبّر عن تطلعات الجنوبيين وأحلامهم لفك الارتباط مع الشمال، وهي لا تنظر للانتقالي كشريك لإسقاط الانقلاب الحوثي؛ بل على العكس فهي تنظر إلى الجماعة الحوثية كحليف استراتيجي لها، وهذه أمور كانت تدار بسرية ولكنها بدأت اليوم تظهر في العلن. وكانت نتيجة إخفاقات الشرعة التي تسبب بها الإخوان عدم تواجد الشرعية في معظم أراضي الشمال والتي سيطر على معظمها الحوثيون. أما الأراضي التي تحتلها الشرعية قليلة وهي تدار من قبل جماعة الإخوان والتي أظهرت عدم قبولها لهذا الاتفاق، وهذا ما سيزيد الأمر صعوبة عند تحرير المناطق الشمالية. المشكلة إن إحداث أي تغيير في هيكلية الجيش مرهون بنظرة الشرعية وجديتها في تنفيذ هذا الاتفاق، فإذا ما استمر الحال على هذا النحو وبنفس الآلية وبنفس التجاوزات وبنفس الأشخاص فإن الفشل الذريع سيلحق بهذا الاتفاق.



خطوات محسوبة العواقب

يبدو أن بعض الجنوبيين غير راضيين عن اتفاق الرياض، وهذا من حقهم وعليهم أن يعبروا عن آرائهم بكل صراحة وشفافية. لكن علينا التنبيه أن هذا الاعتراض الجنوبي سيتم استثماره استثماراً سلبياً وليس في صالح الجنوبيين من قبل الجماعة، وهدفهم لا يخفي على أحد فهم يريدون توجيه الأنظار إلى الجنوبيين وتحميلهم أي فشل لا سمح الله. فهذه الجماعة لها قدرات تكتيكية في التكيف مع الأحداث فلهم مقولات شهيرة لهذا التكيف مثل الشعار الذي يرفعونه اليوم "الضرورات تبيح المحظورات" بمعنى أن هذا الاتفاق بالنسبة لهم مفروضاً عليهم وما عليهم إلا مسايرته، وفي الوقت نفسه العمل على إفشاله بأيدي آخرين دون أن يكونوا في الصورة لتحميل المسئولية غيرهم من خلال تضخيم مطالب الجنوبيين على أنها خروجاً عن الاتفاق أو أنهم متمردون على الاتفاق.

وقد بدأت هذه الجماعة الدندنة ونشر الأكاذيب وتزييف الحقائق من خلال تضخيم دور مكونات الحراك الجنوبي وتقليص دور الانتقالي، وهو الذي يعود له الفضل في فرض القضية الجنوبية وإعطائها بُعداً واعترافاً إقليمياً دولياً، وهو الذي وقع الاتفاق والمكونات الأخرى جاءت لتبارك هذا الاتفاق وتعطيه صفة موافقة وتأييد كل الجنوبيين. ولكن هذه الجماعة تريد زرع الفتنة والتناقضات بين الجنوبيين وستستمر في محاولتها التي لا تنتهي، وتستدعي ضرورات السياسة وتكتيكاتها وعدم الانجرار لمكائد الإخوان الذين سيحاولون البحث عن مصيدة يوقعون بها الجنوبيين. وعليه يتطلب الأمر من الجنوبيين التمتع بالحكمة والحصافة واللعب في ملعبهم من خلال التركيز على نقاط ضعفهم وكشف نواياهم وانحرافاتهم وهي كثيرة ولا تتطلب إلا قليلا من الذكاء السياسي لتعريتها.



العد التنازلي للإخوان

نجدهم الآن مرعوبين وخائفين وترتعد فرائصهم من تنفيذ بنود الاتفاق الخاصة بالجيش، إذ أن إصلاح آلية العمل في الجيش وإخضاعه لمجهر الكفاءة والمهنية يعني بداية النهاية لهذه الجماعة التي ظلت تتكسب من وراء هذا الفساد المالي والفاحش الذي وصل إلى مليارات الدولارات. وهنا سيكون للجنوبيين دور محوري في كشف جوانب الضعف وإحراجهم ودفعهم نحو مقاتلة الحوثيين، ولكننا نتوقع أنهم سيماطلون وسيحاولون حرف البوصلة ثانية في اختلاق أعذار واهية، فالاختبار لمصداقية هذه الجماعة هو قبول التغييرات الضرورية في منظومة الجيش وفي مدى استعدادهم لمحاربة الحوثي، ولكن ما هو متوقع سيكون تركيزهم على القوات الجنوبية وحثهم على مواجهة وقتال الحوثيين ليبقوا متفرجين، بل لا نستبعد أن تأتينا منهم رصاصات الغدر والخديعة، وهذا من شيمتهم، لكن هيهات إن تصوروا أن القوات الجنوبية ستنوب عنهم في القتال ضد الحوثيين، فهم واهمون ولن تقع قواتنا في فخهم أو مصائدهم التي سيظلون ينصبونها للجنوبيين لإيقاعهم في أخطاء، لينسبوا لهم أي فشل لهذا الاتفاق؛ لذلك على الجنوبيين توخي الحذر والحيطة وأن يعملوا بإخلاص لإنجاح هذا الاتفاق وإظهار حسن النوايا.



الانتقالي هو الحليف الاستراتيجي الأول لمملكة الحزم

ما ينبغي علينا هو حصرهم في الزاوية إما قتال الحوثيين والانتصار عليهم أو أن يتركوا الجنوبيين يقررون مصيرهم، وفي كل الحالات سواء تم الانتصار على الحوثيين وهزيمتهم أو استمرار تقاعس الشماليين في قتال الحوثي، فإن أهداف المجلس الانتقالي الاستراتيجية ثابتة ولا تراجع عنها ولن يفرط في دماء آلاف الشهداء الجنوبيين ولا قلق على مستقبل قواتنا وأجهزتها الأمنية فقد جرى تثبيت عناصرها وأصبحت قوات رسمية وسيجري ترقيمها، وهذا أحد مكاسب الاتفاق.

ومما يجعلنا متفائلين أن مملكة الحزم هي التي ستشرف على تنفيذ هذا الاتفاق وهي حريصة على تحقيق إنجاز كبير يغير من المعادلة الاستراتيجية في المنطقة، وهي لن تسمح لأي طرف بالتقاعس والانحراف عن الهدف الرئيسي، والانتقالي سيكون الحليف الاستراتيجي الأول لمملكة الحزم، وفي هذا السياق فهو سيكون الطرف القريب إلى تحقيق أهداف التحالف، وهو الأكثر ثقةً لأنه كان السباق في طرد الحوثيين من الجنوب وهذا هو منتصف الطريق.

ط¨ط¹ط¯ ط§طھظپط§ظ‚ ط§ظ„ط±ظٹط§ط¶.. ظ‡ظ„ ظٹط¨ط¯ط£ ط§ظ„ط¹ط¯ ط§ظ„طھظ†ط§ط²ظ„ظٹ ظ„ظ„ط¥ط®ظˆط§ظ†طں | ط§ظ„ط£ظ…ظ†ط§ط، ظ†طھ