المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


(سيأتي يوماً ويقتص منك الزمن)

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2010, 03:36 AM   #1
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي (سيأتي يوماً ويقتص منك الزمن)

آلا ليت الشباب يعودُ يوماً فأخبره بما فعل المشيبُ
المسنون ومراحلهم العمرية

ما حملني على كتابة هذا الموضوع عن المسنين ، أنني كنت جالساً في مكتبي وطلبت من أحد الزملاء أن يحمل بعض الأوراق إلى العم ( فلان ) فقال لي يا أخي هذا رجل مُسن وكبير ولا يستطيع أن يقوم بشيء فهو ثقيل الحركة .. و... و ..و ، للأسف سمع العم (فلان ) الحديث الذي دار بيني وبين زميلي ، وارتسمت على وجهه كل آلام السنين وطلبت من زميلي الكف عن الحديث واشتد النقاش بيننا ، وكنت متوتراً إلى حدٍ كبير لماذا ؟ لأني قرأت ملامح ذلك الشيخ فتألمت لألمه ، فاسمحوا لي أن أكتب عن المسن أو الشيخ ومراحل تطور هذه الفترة العُمرية ليستفيد منها الشباب و كيفية التعامل مع الُمسن سواءُ من أهله أو من خارج إطار العائلة . سواءُ كان في العمل ، في الشارع أو في أي مكان .
هؤلاء المسنون أو الشيوخ من هم ؟ هل هم أجدادك .. أم أباؤك أم إخوانك .. أم جيرانك أم هم أنت ولمّا يصل بك قطار العمر بعد إلى أبواب الشيخوخة ؟ .
إن شيوخ اليوم هم شباب الماضي القريب لم يضنَّوا في شرخ شبابهم وزهرة أعمارهم بالجهد والاجتهاد والمثابرة ، والعطاء ، وما تراه بين يديك من إنجازات وما تنعم به من ثمرات وما تستعين به من خبرات ما هو إلا من صُنع هؤلاء .
المسنون هم أحق وأولى طوائف المجتمع بالرعاية والتوقير الذين شملتهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بإكرامهم ورعايتهم حيث قال : ( ما أكرم شاب شيخاً إلا قيض الله له من يُكرمُه عند سنه ) وقال أيضاً : ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ) وهذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يرى يهودياً مُسناً يجوب الطرقات وقد مدّ يدهُ يسأل الناس فأخرج له راتباً من بيت المال وجنبه السؤال قائلاً : للمسلمين وللناس عامة ( لقد أكلتم شبيبته ولم ترحموا شيبته ) لقد كان المسلمون السابقون يُعاملون المسنين من ذويهم وأهل مجتمعهم مسلمين وغير مسلمين من خلال نهج إسلامي قويم من خلال الراحمون يرحمهم الرحمن .
الكبر له أبعاد عديدة وقد يُعزى إلى عوامل نفسية واجتماعية مثل التغيرات الطبيعية في الجسم وما يرتبط بها من مشاكل صحية ومن ناحية أخرى قد يكون الشخص مسناً في نواحي معينة وليس كذلك في أخرى وهذه الأنواع من التناقضات قد يسبب بعض المشاكل للشخص المُسن الذي لا يعتبر نفسه مسناً ويريد الاستمرار في التفاعل مع المجتمع الذي ينظر إليه غالباً على أنه عالة على المجتمع الذي يعيش فيه وأنه أصبح عضو غير مُنتج وغير فعال . ، الشباب والشيوخ يمرون بمراحل متشابهة من حيث البطالة والتغير المتلاحق في أجسامهم وشخصياتهم واهتمام كلٍ منهم بعامل الزمن ( الشباب يحسبون الفترة التي مرت منذ ولادتهم والشيوخ يحسبون الفترة المتبقية لهم من العمر) أي الفئة الأولى تعُدُ تصاعدياً والفئة الثانية تعُدُ تنازلياً والله أعلم بموعد انتهاء العمر ، وقد نلتقي ببعض الأشخاص فنعتبرهم من المسنين لأنهم وصلوا إلى سنٍ معينةٍ وعندها يُعفون من أداء ما سبق أن حدده لهم المجتمع من مهام في سوق العمل أو في محيط أسرهم معنى هذا نراهم وقد فقدوا هويتهم الاجتماعية وأصبحوا في حكم المسنين للعمر الزمني الذي وصل بهم قطار الحياة إليه !!! وهذا معيار غير مُنصف لأنه لا يُعبر إلا عن توقعات الآخرين دون توجيه اعتبار لحقيقة أمر هذا الإنسان الذي انتقل إلى فئة المسنين بمجرد بُلُوغه قدراً زمنياً محددا . والحق يُقال أن خلايا المُسن تشيخ ولو بنسب متفاوته مثل ألوان الطيف ويمتلئ النسيج النفسي بالثقوب وتضمحل الذاكرة ولكن كل ذلك يختلف من شخص لأخر مسن ، ما هو مُهم في الموضوع والذي يجب أن يَعِيه الشباب تماماً أن المجتمع الذي نتنفس هواءه قادته من الكبار أعطوا وضحوا وتألموا ليظهر بعدهم جيلُ وفياً يضع مكانة لهؤلاء الشيوخ ... لكبير السن أبعاد نفسية يجب علينا أن نتفهمها ولا ننساها حتى وإن بدا لنا بأن صحته ومظهره يوحيان أنه على خير ما يُرام ، لقد حدثت شروخ في جدار الزمن وسقطت أوراق وأوراق من شجرة هذا الكائن العزيز وأضحت الأوراق مُلقاة على الأرض ولا تستطيع أن ترويها مياه الأنهار لترجع قوية فتية تدبُ فيه الحياة كما كانت ، المُسن الكبير لديه حساسية زائدة بذاته فيبدأ بعضهم بتذكر الماضي والإعجاب به احتجاجاً على الفترة العُمرية التي هو فيها ، أيضاً اللا مُبالاة من الذات فغالباً ما يكون موقف المسن بالمتهكم من كل شيء والساخر من كل شيء ، وقد يعمد الشيخ أو المسن إلى التركيز على ماضيه وإبراز مفاخره لتغطية ما عليه من تدهور لعلهُ يخرج من هذه الإضافة بمحصلة تُقنعْ الناس من حولِهِ أنه لا يزال ذا قيمة ، وهناك أمر في غاية الأهمية أن الشيخ أو المسن ينتابه حنين إلى بعض الأحبة والأصدقاء الذين سبقوه إلى الدار الآخرة فقد ينجرف الشيخ الكبير في بكاء عميق وقد امتلأ قلبه بالحنين الشديد إلى عزيز مات منذ سنوات بعيدة وقد يمتلك هذا المُسن نوبات من البكاء .
فن التعامل مع المُسن أو الشيخ فن صعب وبحاجة إلى صبر ومداراة ... المشكلة القائمة بين المسن ومن حوله هي مشكلة تغيير الوضع الاجتماعي .
فئة الكبار وفئة الشباب كِلا الطرفين لا يرضى بحياة التكيف للوضع الجديد الذي انتهى إليه الأمر ، الشباب في العمل يريدون أن يتنحى الكبار عن مسئولياتهم لأنهم شاخوا ويسلموها للشباب ... والشباب إذا تسلموا زمام الأمور لا يقدرون الواقع النفسي للكبار ولو أدرك الشاب للحظةٍ أنه سوف يقف هذا الموقف لكان تعامله مع المسن أو الشيخ بكل حنوٍ ولطف .
لا لإهانة المسن .. لا لشيء يمس مشاعره .. لا للاستهزاء بأفعال المسن .. لا لتحقير ما يقوله المسن ... لا لتثبيط هِمةَ المسن أو إذلاله أو تعييره بالمرض أو الفقر أو برثاثة ملابسه أو بقلة حيلته مثلما فعل زميلي هداه الله .
لا لمضايقات الشيوخ : يجب أن يجد الشيوخ لهم حماية من كل المضايقات التي تصدر من بعض الصغار والمراهقين والشباب وأن يردع كل من يحاول أن يُضايقهم وذلك من خلال تعزيز مكانة المسن وعدم لومه أو نهره أو إبداء الريب مما يصدره وآلا يحاول أحداً أن يتصيد له أخطاء خاصة لو كانت غير مقصودة ، ويحضرني موقفاً حضرته .. باختصار كنت واقفاً أمام إحدى البنايات وكانت هناك سيارة بها شيخ مُسن كان في العقد السابع من عمره أو يزيد وكان هذا المسن يقود سيارته ويمشي على مهلهِ كأنه يبحث عن عنوان بين تلك البنايات ، ووراءه شاب بكامل عنفوانه بسيارة أُخرى .. توقف الشيخ في وسط الطريق وأخذ يلتفت ذات اليمين وذات الشمال وفجأةً خرج الشاب وذهب لسيارة الشيخ الكبير وهمّ أن يضربه وقال له لولا أنك شايب لأعطيتك كفين على وجهك تصوروا ذلك المنظر لذلك المسن الكبير وقسوة ذلك الشاب وسوء تربيته هذه الحادثة لا أعممها على كل الشباب ولكن يجب أن نُقر أن في مجتمعنا كثير من هؤلاء القُساةْ الذين لا يحترمون الكبار .
نعم لاحترام الشيوخ والمسنين : بعض الشباب أو الأطفال يجدون متعتهم في الاستهزاء بالكبار والسخرية منهم والتعريض بهم في المجالس حقيقة قد يبدر من المسن ما قد يصلح أن يكون مادة للتفكه ولكن الآثار الضارة التي يتركها الضحك من المسن أو التندر به أو التفكه بما يصدر عنه من تصرفات أو كلمات أو حركات لها أثار سيئة غير مقبولة خاصة أن هذا المسن كان شاباً لم يتعود طيلة حياته إلا على الاحترام داخل وخارج المنزل وربما كان في عمله رجلاً مرموقا .
نعم لراحة المسن : إذا غفلت عيناه في مجلس أو تلاعب به النوم فيجب ألا يؤخذ هذا مأخذ الخطأ أو العيب أو ما يُثير الضحك بل يجب تركه فربما لم ينعم بالراحة كاملة في منزله وجاءته الفرصة .. فنعس ونام وأراح بدنه ونفسه فلماذا لا يُترك ويمهد له الطريق لمواصلة النوم في مكان هادئ ومريح .

هذا ولا ننسى أننا محتاجون لما أفاد منه المسنون طِوال سنيّ حياتهم من خبرات وآداب وسلوكيات وغير ذلك مما يحتاج إليه الشباب ، فما زالت طائفة منهم يجودون بالعطاء بالرغم من وطأة السنين التي تراكمت على كواهلهم ويحضرني في هذا المقام المثل السائر ( إذا ذبُلتْ الوردة فرائحتها فيها ) دعائي إلى الله أن يوفق شباب اليوم وأن يُنير بصائرهم بالهداية فيعرفوا حق المسن والشيخ عليهم فلا يتركوه كريشةٍ في مهب الريح وليتذكروا دائماً أنهم شيوخ المستقبل إن طال بهم العمر .
(( ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً ))
[/align]
صدق الله العظيم

عصام صالح عمر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة عصام صالح عمر ; 02-13-2010 الساعة 03:57 AM
  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 04:38 AM   #2
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

لن أقول سوى أنه كلام جميل نحو من ربى وعلّم وقدم خدمات كبيره
لك الشكر أخي عصام صالح عمر ؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 05:00 AM   #3
محمد عجاج
حال نشيط
 
الصورة الرمزية محمد عجاج

افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
التوقيع :
لا اله إلا الله محمد رسول الله
  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:17 AM   #4
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخليفي الهلالي [ مشاهدة المشاركة ]
لن أقول سوى أنه كلام جميل نحو من ربى وعلّم وقدم خدمات كبيره
لك الشكر أخي عصام صالح عمر ؛؛؛؛؛


أخي الخليفي الهلالي أشكرك على مرورك وبارك الله فيك واصلح ذريتك
  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2010, 07:31 AM   #5
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجاج [ مشاهدة المشاركة ]
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أستاذ محمد عجاج شكراً لمرورك ولك مني وافر التحايا والتقدير
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas