المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب النغم والفن > سقيفة اعلام ومواهب الفن اليمني
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الموسيقى والغناء في الجزيرة العربية ( فن الصوت )

سقيفة اعلام ومواهب الفن اليمني


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2010, 01:15 AM   #11
ولد زايد
حال جديد

افتراضي

يعطيك العافية
عصام صالح عمر
  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2010, 08:23 PM   #12
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

ألأستاذ الخليفي الهلالي حفظه الله

الأستاذ عاشق الجوهرةالأستاذ أبو إيمان

أولاً أشكر مُداخلتكم حول موضوع الغناء في الجزيرة العربية .

ما أود توضيحه أنه بحكم أن مكة المكرمة خاصة والحجاز عامة مُلتقى مُعظم الثقافات في العالم فذلك حريُ بأن تتلاقح الفنون وتمتزج مع بعضها ، ولكن هناك أمرُ مهم أن التراث يضل قائم ومحافظ على جذوره وأصوله التي نشأفيها حتى وإن أُضيف له فهو يضل يحتفظ بأصالته ، أنا كتبت عن فن الصوت الذي هو أساس الغناء العربي والذي انطلق من مكة المكرمة حسب المراجع إلى المدينة وازدهر هناك وكان له حُفاظه ومُجيدوه . وأجبرتموني على الدخول في أغوار ومتاهات الغناء ( في الجزيرة العربية ) .
في استهلالية كتابتي السابقة عن الموضوع ذكرت الغناء في هاته الدنيا ليس له تاريخ محدد ولكن ما أوردَتهُ الكتب والمراجع تقول أن الغناء في الجزيرة العربية من مكة ، بدايةً بالحداء ومروراً بما يُسمى بالنواح ثم ازدهر في المدينة ومن ثم اليمن ثم بقية الجزيرة العربية ، وهناك مقولة مشهورة تحضرني ( الغناء نشأ في مكة وتطور في اليمن وبكى في العراق ) . لا نغفل الذكر أن الغناء تلاقح وامتزج مع فنون أخرى مثل الفارسية وغيرها ، سأل الخليفة هارون الرشيد إبراهيم الموصلي ما هو أصل الغناء العربي يا إبراهيم فقال: معبد وابن سُريج أما نحن بسبب جوارنا بالفرس فقد أخذنا منهم بعض الشيء ، فإبن محرز ( مسلم بن محرز المكي ) أحد تلاميذ عزة الميلاء وابن مسجح ذهب إلى فارس وعند عودته رجع بترانيم وألحان ومزجها مع فن الصوت العربي الذي يخصه ومزجها أيضاً مع مختلف المدارس فهو أول من غنى بما يُسمى الرمّل وهذا منقول عن الفارسية أيام هارون الرشيد سمي بعد ذلك بمقام ( العجم ) أي بمعنى مقام غير الناطقين باللغة العربية ، واختلاط العادات والتراث من سنة الحياة وخصوصاً في الحجاز الذي يفد إليه ملاين الناس ذهاباً وإياباً وإقامةً . وأما ما ذكرته عن القرنين التاسع عشر والعشرون ، وكان هناك خليط من فنون ولهجة ً فهذا الأمر بديهي جداً واسبابه واضحة وأن الفن في الحجازاختلط مع الفن العربي الأصيل في اليمن وبدأ في الانتشار ،يعني هذا أنه لايوجد في الحجاز فن أصيل ، تطور الفن في اليمن نعم ولكن لا بُد من الشفافية في الموضوع قد يكون منشأ أي شيء في هذه الدنيا بلداً معيناً ويتطور في بلد آخر ، هذا ما حصل لفن الصوت كيف ؟ نبدأ من المدينة المنورة والعراق هاجر معبد من المدينة وزرياب من العراق كلاهما اتجها للمغرب وبعد ذلك في الأندلس ، وأما ماذكرت أن القرنين التاسع عشر والعشرين كان حال الغناء في الحجاز لم يتجاوز الحدود المحلية ، عفواً أخي العزيز لا بُد أن تكون لدينا الشفافية لهذا الموضوع ، إذا كان من وَفَدَ إلى مكة وأحضر معه من تراث بلده ونشره في مكة أيعني ذلك أنه لم يكن في مكة تراث أو فلكلور _ لا أبداً تضل مكة محتفظة بتراثها وموروثها الغنائي التي ورثته عمن سبقها فمثلاً الراحل / حسن جاوة عندما بدأ في نشر التراث أيعني ذلك هو أحضره أو جمعه ، حسن باجنيد الشهير بحسن جاوة قام بنشر الدانة المكاوية ، والمجس المكاوي ، الذي هو في الأصل تربى عليها في مكة ، وللعلم الفن المكي الدانة والرمل ويماني الكف لا يستطيع أحد إجادتها مالم يكن عاش وولد في مكة غنى بعض الفنون من اليمن وحضرموت ولكن ما نشره حسن جاوة الدانة ، والمجس ، والمجرور ، والحدري وبعض من فنون وادي فاطمة ولا يحقُ لنا أن نقول أن ليس في الحجاز فن أو تراث هذا يُعد مجافاة للحقيقة ، وأما ما ذكرته عن فترة جيل الستينات وذكرت أنهم نقلوا ألوان مختلفة من غناء بلدانهم الأصلية هذا ما لا أتفق معك فيها ذكرت على سبيل المثال طلال مداح ، ومحمد عبده ، وعبد المجيد عبدالله وعبادي الجوهر إلى آخره ...
طلال مداح هل نقل التراث الحضرمي إلى الحجاز كيف وهو مولود في مكة المكرمة وتربى في الطائف وإن كان والده حمل معه بعض الفلكلور الحضرمي إلا أن طلال لم يُغني أي لون حضرمي طلال عندما ظهر للدنيا وجد أمامه فن وتراث متعدد الجداول والينابيع . ، محمد عبده كذلك لم ينقل أي فلكلور إلا بعد أن عُرفت هويته الغنائية الأصلية بعدها بدأ في التقليد للألوان اليمنية الصنعانية على وجه التحديد وكان لذلك السبب الرئيسي تدريب صوته وتمكين راحلته على السيطرة من المقامات .
عبد المجيد لا يُذكر الآن في هذا الموقف لأني أعرف تاريخ عبد المجيد وصغر سنه ،وكذلك عبدالله رشاد هؤلاء من منطقة الحجاز بما فيها مكة وقد أضافوا ألحاناً ستصبح يوماً ما تراثاً والتاريخ يُعيد نفسه مثلما بدأ الغناء مع ابن محرز ومسجح وغيرهم .
فهل نحن بالفعل كما ذكرت أمام هجمة لتكوين حضارة وتراث لأرض ليس بها شيء هذا يا سيدي الكريم إجحاف في حق مكة نحن لا نتحدث عن الناس الذين توافدوا نحن نتحدث عن موروث ما زال عبقه منثور لهذه اللحظة .
الأستاذ أبو إيمان حسب المصادر والمراجع لم تذكر أن الغريض وُلد في اليمن ، فالغريض (ابو يزيد عبد الملك ) لقبه النساء بالغريض لأنه غض الشباب وحسن المنظر ، كان يزاول مهنة الخياطة وأرسلته السيدة سكينة إلى ابن سُريج فتعلم عليه وبعدها غار منه فطرده لما به من جمال وحسن صوت واتجه بعد ذلك إلى النائحتين المشهورتين بمكة ( حوراء ) و (بغوم) وأخذ عنهما واصبح يُعارض أستاذه بالإنتاج على كل تلاحينه فغير ابن سُريج منهجه التقليدي واتجه إلى الأغاني الخفيفة المعروفة بالإهزاج ، وعندما وُلي أمارة مكة (نافع بن علقمة ) أكثر في طلبه للغناء فأختفى عنه ثم هرب لليمن إلى أن مات فيها في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك سنة 96- 99هـ 715- 717م
الأستاذ عاشق الجوهرة / عشقتك الصحة والعافية
أشكر لك مرورك على الموضوع وشخصك الكريم أورد ملحوظة مهمة وهي عن أي حقبة من الزمن نتحدث ؟؟ ما كنت أتحدث عنه الموسيقى العربية في عهدها الأول وعن فن الصوت وأما عن المقال الذي أوردته بقلم أميمة الفردان هناك بعض الأخطاء البسيطة فيه ، محمد علي سندي عندما ظهر في الوسط الفني كان لا يُغني إلا الغناء المصري وقد تأثر به كثيراً إضافة إلى تواضع عزفه على آلة العود أتجه بعد ذلك لغناء الدانات المكية الأصيلة بكل ألوانها وعلى قدر سماعي له لم أسمعه يُغني لون المجرور.
ذُكر في المقال سعيد باخشبة والصحيح سعيد أبو خشبة
ذُكر عازف الكمان محمود حلواني ......... - ومحمود حلواني فنان سعودي كبير هو أو من نشر الأغنية السعودية في الجزيرة العربية ومن بينهم اليمن ، وهو من مواليد مكة المكرمة قضى معظم حياته في مدينة جدة وتوفي فيها . مع تمنياتي للجميع بالخير والسعادة ودمتم

عصام صالح عمر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2010, 08:36 PM   #13
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد زايد [ مشاهدة المشاركة ]
يعطيك العافية
عصام صالح عمر

يعطيك العافية يا ابن زايد أشكر مرورك
لك التقدير والثناء
  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2010, 09:02 PM   #14
صالح العمودي
حال متالّق


هواياتي :  القراءة ، الموسيقى
صالح العمودي is on a distinguished road
صالح العمودي غير متواجد حالياً
افتراضي

ياااه مقال دسم جدا

لي عودة انشاء الله
وسأحاول إشراك أطراف أخرى

تقبل تحيتي و تقديري
  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2010, 10:48 PM   #15
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام صالح عمر [ مشاهدة المشاركة ]
فأُصول فن الصوت من مكة المكرمة وانتشر بعد ذلك في الحجاز والمدينة بالتحديد بعد ذلك اليمن ودول الخليج وأصبح يمارس بضغوط إيقاعية مختلفة وبأساليب مختلفة وأزدهر فن الصوت في اليمن وكثر شعراءه وأتقنوه وحافظوا عليه ، وغنوه باللغة العربية الفصحى واللهجة الدارجة ووصل إلى الخليج العربي وأصبح هذا الفن من الفنون التي انتشرت هناك ولكن في الخليج العربي يُؤدى فن الصوت بطريقة مختلفة عن مكة واليمن ،

أحيي وأرحب بك أخي الفاضل عصام صالح عمر
وشكرا على هذا الطرح الجميل للفائدة..
واسمح لي أن أشارك أخي أبو إيمان في تعليقه وتأكيد شكوكه وتصديق ظنونه.
وأن الفقرة المقتبسة بأعلاه يدور حولها شكّ وريب في جميع النفوس وعند كلّ الدارسين والباحثين.
لا أحدا من العالمين يختلف على جمال وحلاوة اللون الحجازي.
فهو من الألحان المحببة إلى النفس..
لـكن شهرته قد برزت متأخرة بل جاءت مع ظهور الإسلام ولو أنه ليس ما ينفي حضوره قبل ذلك في العصر الجاهلي.. ولـكن حتى لو سلمنا بذلك فلن تزيد الفترة الرجعية عن قرنين أو ثلاثة.

بينما عرف اليمن الغناء والموسيقى وعزف أبناءه على آلات موسيقية متعددة قد تتشابه أو تختلف قليلا أو كثيرا عن آلات العزف في حاضرنا.

بل أنه حسب ما أورده المستشرق والمؤرخ البريطاني (هنري جورج فورمر) ودوّنه في كتابه (تاريخ الموسيقى العربية حتَّى القرن الثالث الميلادي) في تعريفه عن أصالة الموسيقى العربية وتقدمها حيث خلص إلى القول بأننا لو أخذنا بنظر الاعتبار ما نقله لنا اليونان والرومان عن الممالك العربية-كمعين وسبأ-التي كان مستوى عيشها الرفيع وترفها الباذخ مصدر حسد جيرانها بعد أن فاقت بغناها البلاد الأخرى كافة-عندئذ يحق لنا الإدعاء، بأنهم بلغوا المراتب السامية التي بلغها الساميون من قبلهم في مجال الموسيقى..

وللمعلومية فإن جزيرة العرب في الحضارات القديمة كانت تعني (اليمن) بحدودها الجغرافية الحالية وما تعاقبت عليها من ممالك كمعين وسبأ وحضرموت وحمير... الخ.

بل تذكر الروايات التأريخية بأن العزف والغناء قد ظهر على عهد عاد دون أن يتم التحديد فيما إذا كانت عاد البائدة أم عاد الثانية.. لـكن لا فرق بين الاثنين..

وقد جاء ذلك فيما ذكره المسعودي بأن الخليفة المعتمد الذي كان شغوفاً بالطرب ومحباً لأنواع اللهو، سأل يوماً عن أول من اتخذ العود فقيل له: الملك بن متوشلخ بن محويل بن عاد بن خنوع بن قيان بن آدم، ثم سرد المسعودي من أخبار وروايات أساطير الأولين عن ذلك السبب.

أما أبو فرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني فقد ذكر فيما يتعلق بأول من غنّى في الجاهلية من الرجال رجل من اليمن اسمه علس بن زيد وكان يلقب بذي جدن أي صاحب الصوت الطروب وهو أول من غنّى باليمن.

وأيضا أورد المسعودي وكذلك ذكر ابن عبد ربه أن أول من غنى من النساء هما: الجرادتان وكانتا قينتين لمعاوية بن بكر على عهد عاد.
ولـكن بما أنهما من القيان فربما يعود نسبهما إلى الفرس والروم.

وهذا يذكرني بالجاريتين اللتين عوقبتا لأجل الغناء في صدر الإسلام وقد كانتا أيضا من اليمن..

ومع ذلك فقد عرف النساء في الجزيرة العربية الغناء من قبل الجرادتين.
كما وضح ذلك (د. مصطفي بيطام) في مجلده (الغناء وأنواعه عند العرب قبل الإسلام).

تقبلوا مداخلتي بالشكر والعرفان.

مودتي
التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 02-14-2010 الساعة 10:52 PM
  رد مع اقتباس
قديم 02-16-2010, 10:38 PM   #16
ابوصالح
حال قيادي
 
الصورة الرمزية ابوصالح

افتراضي

موضوع جميل وغايه في الاهميه

مشكور اخينا عصام مجهود واضح

وفقك ربي
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 02-17-2010, 09:14 AM   #17
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوصالح [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع جميل وغايه في الاهميه

مشكور اخينا عصام مجهود واضح

وفقك ربي

الكريم / أبو صالح
مُسيت بكل خير وسعادة أشكر مرورك وإطراءك فأنتم الزاد والوقود معاً
  رد مع اقتباس
قديم 02-17-2010, 09:43 AM   #18
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

أستاذ /نجد الحسيني اليافعي

دعني أستعير من جميل لطفك شكراً إليك ومن معلوماتك ثناءً عليك فقد أوردت معلومات ربما كانت بعضها غائبة عني ولم أطلع عليها من قبل وهكذا يكون تبادل المعلومات ولن أتظاهر بذاك العلامة أو المحيط بكل ما يتعلق بالغناء فأنا في كل يومٍ أستقي معلومة من هذا وذاك . ولكن دعني أوضح لك أمراً عندما كتبت عن الغناء - كتبت عن فن الصوت ، وليس عن الغناء بشكلٍ عام وتاريخه ، كتبت عن فن الصوت في الجزيرة العربية ، ربما شخصك الكريم ذكر عن الغناء في العهود البعيدة الضاربة في التاريخ، أيضاً هذا قابل للتشكيك ، لأن هناك معلومات منافية لما ذكرته وفيما شككا فيه الأخوين ففي كتابتي الأولى للموضوع ذكرت لا يمكن أن نضبط تاريخاً معيناً نرجع إليه تاريخ الموسيقى ، فمثلاً هناك دلائل أثرية لآلة العود تعود إلى خمسة الاف سنة حيث وجد الباحثون أقدم أثر يدل على آلة العود في شمال سوريا وجدت نقوش حجرية تمثل نساء يعزفن على آلة العود . من خلال الدراسة المقارنة لمجموعة من آثار العود 1090 - 1580 ق م أي بمعنى أن تلك الفترة كان الغناء موجوداً في تلك المنطقة وهذا لا يعني أنه غير موجود في الأماكن التي ذكرتها ، إن تاريخ هذه الآلة شغل المؤرخين والباحثين في تاريخ الموسيقى العربية شغل العرب والعجم ولم يقفوا لتاريخ موحد أو قريب بينهما للغناء كون الغناء متجدر في التاريخ الحضاري للإنسان ، وقد تأكد لبعض الباحثين أن الغناء يعود لفترة غابرة في التاريخ وقد تواجد الغناء في جُل الحضارات العالمية بأشكال مختلفة ، فإذا كانت بعض المراجع تُشير أن الحضارة الصينية الأولى كان لديها بعض العيدان قبل ميلاد المسيح عليه السلام فمن المنطق أن نستنتج أنه لم يكن أصلاً موجوداً في أماكن أخرى ، أيضاً كانت آلة العود موجودة في الحضارة الهندية قبل( 2000) سنة ق م ، أيضاً الحضارة المصرية الأولى خلال الحكم الفرعوني الأول .. إذ يُرجع الباحث الأثري العراقي الأستاذ صبحي أنور رشيد أن آلة العود ترجع للعصر الأكدي ( 2150 – 2350 ق م ) حيث تم العثور على منحوتات يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد . فإذا كان الباحثون دخلوا في معمعة تاريخ الغناء فمن أنا لأثبت تاريخ معين له ، أيضاً هناك معلومة استقيتها من إحدى الكتب عن أصل الغناء في الجزيرة العربية قال أبو المنذر بن هشام : الغناء على ثلاثة أوجه النصب ، والسناد ، والهزج ، فأما النصب فغناء الفتيان ، والركبان ، وأما السناد فالثقيل الترجيع الكثير النغمات وهو ( فن الصوت ) الذي أنا بصدده وأما الهزج ، فالخفيف كله وهو الذي يستقر القلوب ويهيج الحليم ، وقيل كان أصل الغناء ومعدنه في أُمهات القرى فاشياً ظاهراً وهي المدينة والطائف ، وخيبر ، وفدك ، ووادي القرى ، ودومة الجندل ، واليمامة وهذه القرى مجامع أسواق العرب ، ويُقال أن أول من صنع العود هو ( لامك بن قاين بن آدم ) عندما بكى به على والده ، أيضاً يقال أن صانعه ( بطليموس ) الحكيم صاحب الموسيقى كما في بهجة التواريخ، وهو كتاب اللحون الثمانية . والله أعلم بحقيقة ذلك
أما ما يخص الجاريتان ، فالجاريتان وإن غنتا فلا تنسى أن أغلبهُن وحسب ما ذكرته الكتب والمراجع يُقلدن أو يحفظن لقوة ذاكرتهن ، ويحضرني موقف هاشم بن سليمان عندما وقف على بُحيرة طبرية وسمع قينتان ترددا بعض من غنائة بصحبة الوليد وقد أخطأتا في الصوت فعدل لهما وغضب الوليد ( المستطرف) ص 120
ما أود توضيحه أن الغناء وكما أسلفت في إستهلالية مقالي الأول ليس له تاريخ محدد أو حقبة زمنية محددة فكل الدلائل تُشير إلى تضارب المعلومات ، ولم يتمكن الباحثون من تحديد تاريخ معين للغناء ، ولكن فن الصوت وعلى مقاماته السبعة كانت انطلاقته من الحجاز وازدهر في المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين ومن ثم إلى باقي العالم العربي هذا ما هو مُثبت في أغلب الكتب والمراجع .
الموسيقى موجودة عند أغلب الحضارات القديمة ومتاحف العالم مملوءة بما يؤيد ذلك ، فقد عُرفت الهارب في الموسيقى السومرية وأُستعملت عند جنود الأشورين ، وربطها الهنود بمعتقداتهم ، وتقدمت عند الفرس ونهضت عند المصرين القُدامى ، وقد أمكن للعلامة الألماني ( هيكمن ) أن يُعيد الأنغام المصرية القديمة إلى الوجود مستعيناً بنسب أوتار الآلات التي وجدوها منحوتة في الحجارة ، والمتاحف حافلة بالصور وخصوصاً على الفُسيفساء مما يؤكد أن الموسيقى كانت مرموقة عند كل الحِقبْ الزمنية . ، وأتى العرب من الجاهلية بموسيقاهم التي جمعت بين البساطة ، والطرافة ، والتأثير حتى على الحيوان .
ويكفي العالم بآسره وخصوصاً العالم العربي أن الحجاز أهداهم مقام يسمى ( مقام الحجاز ) إحدى المقامات العربية الأصيلة ، ولن تجد أي بلدٍ من البلدان العربية لها مقام سمي باسمها سوى الحجاز حفظها الله
أخي نجد الحسيني : هناك مفارقات تاريخية و الموضوع عريض للغاية وقد يستهلك منا زمناً ليس بالقصير ، فالمعلومات الموجودة بحوزتي كالنهر وصعب ذكرها كي لا يمل القارئ . ومن أراد التعمق في ذلك فعليه بالكتب الموضوعة له في الأسفل .
أقدم لك اعتذاري على الإطالة دمت بخيرٍ وسعادة

عصام صالح عمر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


القوالب الموسيقية في الوطن العربي تاريخاً وتحليلاً عبد الرحمن جبقجي
الموشحات الأندلسية - المصطلح والوزن والتأثير تأليف: يونس شديفات
المقامات والضروب في الموسيقى الشرقية / محمد عبدالله
الموسيقى العربية آلاتها وأغانيها / أنطوان لفاح
الموسيقى والغناء عند العرب من الجاهلية إلى القرن العشرين / خازن عبود
أحلى الكلام وأروع الألحان / حبيب ظاهر
أطلس الآلات الموسيقية / تميم هلال
مدخل إلى تاريخ الغناء العربي / د صالح المهدي

التعديل الأخير تم بواسطة عصام صالح عمر ; 02-17-2010 الساعة 10:03 AM
  رد مع اقتباس
قديم 02-17-2010, 08:12 PM   #19
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

أستاذنا الغالي أخي وحبيبي عصام صالح عمر ،
بداية، إنه من دواعي سروري أن أعبر لك عن عرفاني وامتناني برقة أسلوبك الساحر وبلطف حوارك الفتّان..
كما أتأسف إليك لأني لم آخذ بالي من العنوان...
تاليا، شدتني العواطف حتى درجة العصبية المقيتة وليست العواطف بعلم وليست العصبية بحقّ..
هو كما ذكرته عزيزي بأن ذلك التأريخ السحيق ليس من دليل دامغ عليه سوى ما تناقلت عنه الرواة حتى بات من الأساطير..
ويكفي توجيه الله تعالى لنبيه في خالد ذكره:
- تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا.
وقوله تعالى:
-ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ.
صدق الله العظيم.
وكان رسول الله صلّ الله عليه وسلّم إذا نسب نفسه توقف عند ذكر عدنان قائلا: أما عن القرون الأولى فعلمها عند ربي.
وبهذا إنما نأخذ من الروايات شطحاتها وخرافاتها خاصة فيما يتعلق ذكره بتلك القرون الغابرة..
اقتباس :

ولكن فن الصوت وعلى مقاماته السبعة كانت انطلاقته من الحجاز وازدهر في المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين ومن ثم إلى باقي العالم العربي هذا ما هو مُثبت في أغلب الكتب والمراجع

كلاّ، أخي الحبيب، ففي هذا خلط للأمور بعض الشيء..
تلك إنما سلالم تتألف من الأصوات السبعة وليست بمقامات..
وكما عرفنا أو اطلعنا بأن كل سلم موسيقي يتألف من سبعة أصوات (دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي) تختلف في ابعادها الواحد عن الاخر مما يؤلف انواعا من السلالم وما أدرج على إطلاق مسمى الكراسي الموسيقية في نغم صاعد ونغم هابط ويتقدم هذا ويتأخر ذاك ويستبدل بين هذا وذاك.
وبما أن الأصوات قد حدّدت قطعا إلاّ أن المقامات فبإمكانك تخريجها وتفريعها وتسميتها إلى سبعين أو ربما سبعمائة... فمقام عراق وحده ربما تسلسل من أصله سبعين مقاما تقريبا ومقام الرست يدخل ضمن المقامات العراقية كمقام إلا أنه لا يعني عراقيا كذلك للرست دور في المقام الحجازي كما لمقام نهاوند دون أن يوصف الرست أو نهاوند بالحجازي.

أهم مقامين أساسيين في الشرق شكلاّ أصلا ومرتكزا لكلّ المقامات الأخرى ممّا جعل كلّ نتاج موسيقي أو غنائي من حجازي وعراقي وشامي ويماني ومصري وتركي وإيراني وهندي و... يبنى على اساس مقام اساسي من هذين المقامين هما:
العجم والنهاوند.
تماما كما يعتمد عند الغرب مقامين اثنين تتفرع منهما كلّ نتاج الموسيقى والغناء وهما:
الميجر majorترجمة للسلم الكبير والماينر minor ترجمة للسلم الصغير..
كذلك الحال في الشرق القديم حتى اليوم حيث يقابل مقام العجم لدينا مقام ميجور لديهم ومقام نهاوند المقابل لسلّم ماينور.

من خلال التعريفين تبدو لنا وتتضح عجميتهما وأنهما من الحضارة المجوسية (الفرس/الهند وغيرها من الثقافات).. ولا غرابة في ذلك لو علمنا بأن معظم نتاجنا الفكري والفلسفي والعلمي إنما امتزج بأهل بلاد فارس والهند وأيضا اليونان والرومان والبربر...
ولست بعنصري ولا طائفي ولا مذاهبي من حيث إحقاق الحقّ وردّ الحقوق إلى أصحابها والإعتراف لكلّ ذي حقّ بحقّه.
هي حضارات وثقافات دمجت ببعض وأثرى بعضها بعضا..
بل أنّ أئمتنا وفقهاءنا من المسلمين قد تشربوا من تلك البلاد ووفدوا منها ليس أقلّ من ذلك الإمام أبو حنيفة والإمام الجيلاني ومن أئمة الحديث البخاري والترمذي والنسائي وفي الطب والعلوم والفلسفة بن سينا والرازي والخوارزمي والأصفهاني وغيرهم...
كلّ أولئك وغيرهم كثر من بلاد فارس.
ومع ذلك فإنه لولا الإسلام وأن أشرقت على الأمم شمس حضارة اسلامية لما كنا سمعنا بتلك الأسماء وبقيت فارس منعزلة تتحارب بين حين وآخر مع غريمها اللدود من الروم وكانت ظلّت هكذا بين ناقر ومنقور.
بل حتى أن أدبنا العربي لم يخلو من اختلاط ودمج حتى أضحى واحدا لا تفريق بين حضارة وأختها..
وإلا فماذا تعني لك أروع أدبياتنا كألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة لابن المقفع .. معظمها من آداب وتراث المجوس.. فالعرب لم تشتهر بالروايات بل اشتهرت بالشعر (الملحون) وكان يلحّن عند تأديته.. حتى أن الروايات العربية إنما ظهرت وطبعت في عصر المأمون العباسي كعنترة وسيف بن ذي يزن وحمزة البهلوان والاميرة ذات الهمة وتغريبة بني هلال (أبو زيد الهلالي) كلّها توسعت في العصر العباسي والأندلسي وبالتحديد في عصر المأمون عندما طرأت على المسلمين ودخلت في أوساطهم حضارات بقية الأمم من يونانية ورومانية وبربرية وبابلية...الخ.
والأدهى بأن من وضع لنا قواعد لغتنا العربية وأخرج لنا نحوها وصرفها وتعلّمها إنما يعود إلى فارس.. ونظرة إلى معاجمنا وأمهات كتبنا ترشدك وتدلك على سيبويه والفيروز آباذي وغيرهم...
ربما بعض تلك الأسماء عربية الجذور لا خلط في نسبها ولـكن حتى بهذا فإنّه لا ينزع من أصحابها المولد أو النشأة أو التعلّم في بلاد فارس وكذا أرض العراقين بعربه وعجمه.

نعم، لقد اطلعت في الموسوعة الحرة بأن المقام الحجازي من الحجاز واشتهر في العراق..
صحيح عن شهرته ولـكن للتصحيح أيضا بانطلاقته من العراق.. فالعراق أكبر حضارة وثراء في العلم من أي قطر عربي آخر.. وخاصة في الفنون والموسيقى، كما في غيرها من المجالات الثقافية، استطاع العراق أن يمزج في تراثه ثقافة العراقين، عراق العرب وعراق العجم.. وأعرف بأن العراقيين من جهابذة الموسيقيين العرب وإلاّ ما تفرّع من مقام عراق 56 أو 58 مقامات.. لا شكّ في ذلك..

ربما يكون قد دخل المقام الحجازي إلى كوفة وبصرة وبغداد وهي حواضر الإسلام في تلك العصور ثم انتشر واشتهر وتفرعت عنه ذاته عدد مقامات.

القول بأن المقام الحجازي انطلق من الحجاز وازدهر في المدينة في الخلافة الراشدة ثم من بعد في العالم العربي ينفيه العلم حتى وإن سلّمت به بعض الكتب وأشاعته الأخبار.

اقتباس :
ويكفي العالم بآسره وخصوصاً العالم العربي أن الحجاز أهداهم مقام يسمى ( مقام الحجاز ) إحدى المقامات العربية الأصيلة ، ولن تجد أي بلدٍ من البلدان العربية لها مقام سمي باسمها سوى الحجاز حفظها الله

في هذه بعض من مبالغة وتجاوز على الواقع.. ليس منطقيا أن الحجاز أهدى العالم متضمنا العرب مقام يسمى الحجاز.. وليس بالضرورة أن يأخذ اسم المقام من بلده.. وإلا فمن أين الحسيني ومن أين نهاوند والرست وكرد و...
كذلك أننا لن نجد بلد من البلدان العربية مقام سمي باسمها فماذا يعني لنا إذن اسم مقام العراق وما تفرعت عنه من مقامات عراقية تزيد عن خمسين مقاما.

مقام الحجاز فرع من مقامي العجم ونهاوند كما سلف ذكره..

وفي فقرة نص لملخص من محاضرة ألقيت في جمعية الأطباء العراقيين في بريطانيا عام 2004مـ، أوجزها د. حسقيل قوغمان بأنّه في الموسيقى الشرقية يوجد نفس المقامين الموجودين في الموسيقى الغربية: العجم (المقابل لسلم ميجر) و النهاوند (المقابل لسلم ماينر). و بنفس الطريقة يجري في الموسيقى الشرقية عزف هذين المقامين او النغمين في مواقع مختلفة من السلم الموسيقي و لكن الشرقيين يسمون ذلك تصويرا للمقام. فيقال عجم على السي بيمول او عجم على الصول و هكذا الانغام او المقامات الاخرى. و لكن الموسيقى الشرقية فرعت هذين المقامين باشكال مختلفة. فاي تغيير في ترتيب الابعاد السبعة من السلم او اي تغيير في كيفية انهاء المقام جعلوها مقاما منفصلا و هكذا نشأت مقامات عديدة تختلف عن بعضها في عرف الموسيقي الشرقي مثل الحجاز و النگريز و النوا اثر و الحجاز كار و الحجاز كار كرد و اللامي و غيرها. و الموسيقى الغربية تستطيع ان تعزف من خلال المقامين جميع هذه الانغام او المقامات الشرقية ولكنها تعتبرها جزءا من المقامين الاساسيين.

في بعض من نص ملخص تلك المحاضرة موجز البلاغة ..

حتى أنّنا نجد المقام الحجازي يتفرع إلى حجاز وحجاز كار وحجاز غريب ...و... كما لا يخلو من تداخل مع الرست ونهاوند الخ...

وإنّ تطوّر الموسيقى وتنوع المقامات واختلافها لا يمنح المقام الحجازي درجة أفضل من غيره أو يجعله صاحب فضل على ثقافة الموسيقى في الشرق والغرب.

هناك عشرات العشرات بل المئات من المقامات المتنوعة في الشرق والحجازي أحدّ تلك المقامات الموسيقية بما وصل إليه العلم وما سبقت إليه من حضارات متنوعة وما لحقت بعده أيضا من ثقافات وحضارات وتمدّن وتكنولوجيا حتى اليوم كذلك ما فجّره العقل الآدمي من عبقريات بفضل الله تعالى ومنّه على عباده.

أخي الحبيب،
إنما يأتي كلامي هذا عن علم متواضع قد أكون اكتسبته .. فبداية عزفي على العود كانت على يدي والدي وعمي رحمهما الله تعالى ثم أخذت قليلا من المرحوم البامخرمة وقليلا أيضا من المرحوم عبد الله هادي سبيت.. وحتى ذلك الحين، لم يدر في خلدي بأن علم الموسيقى واسع بكلّ هذا التوسّع الخيالي حتى تقربت من الموسيقار العربي المصري أحمد أحمد صيام فتتلمذت على يديه العزف أكاديميا لأنّ كلّ هواياتي السابقة انما كانت عزفا سماعيا، ليس إلاّ.. وحتى مع الموسيقار صيام لم أكمل الدرس ولم أجيد على العزف بطريقة النوتة سواء خمس إلى سبع مقامات ربما.. وهجرت الأمر لعدم التفرّغ فهناك أولويات وأمور أخرى أكثر أهمية في حياتي.
كذلك ما درسته وحفظته من مختلف الكتب العامة منها أو المتخصصة.

الموسيقار أحمد أحمد صيام قد ذكر لي بأنه هو الذي وضع أو قدّم في أواخر الستينيات لحن النشيد الوطني الكويتي السابق وكذلك النشيد الوطني الليبي (سابقا)، وكان يحدثني كثيرا عن المرحوم أحمد قاسم وكذلك الفنان أحمد فتحي وأيضا عبادي الجوهر عندما عرف أنّي يمني.. والحقّ يقال بأنه قد أشاد كثيرا بفيلسوف موسيقى اليمن أحمد بن أحمد قاسم وكذلك بالأستاذ أحمد فتحي كذلك لم يخفي عتبه على الفنان عبادي الجوهر بسبب تركه الأكاديمية ولم يواصل دراسته رغم ما أظهره من نبوغ.
وحكايات كثيرة سردها لي عن العود ومختلف الآلات الموسيقية وعن ملوك العزف في الوطن العربي كالقصبجي والسنباطي وفريد الأطرش كنت أصغي إليه بكلّ شغف وانبهار.
قدّم لي نصيحة مفادها أنّي إذا هجرت العود يوما فسوف يهجرني (العود) سنة.. وأما هجره سنة فهجران العمر..
وقد صدقت النصيحة ها أنا بعد هجران امتد إلى عقد وعقدين أتعامل مع العود كتعامل الطفل الصغير بلعبته. ..
لا إجادة عزف ولا تذكّر مقام ولا يحزنون غير ما بقي في صدري من حفظ القراءة والكلام.
كانت هواية ثم هَوَت.

لقد أطلت عليك أخي الحبيب فمعذرة على ما سلبته من وقتك وأشكرك على منحي إيّاه بأخوة ومحبة.

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 02-17-2010 الساعة 08:34 PM
  رد مع اقتباس
قديم 02-24-2010, 09:18 AM   #20
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

الأستاذ الكريم والمحبْ / نجد الحسيني حفظه الله

أنا أعلم تماماً أن الكريم أخو الوفاء ، وأنت والله كذلك وما وصفتني به فإنما أصله أنت . وهاأنذا أعتذر بل أتأسف لتأخري بالرد عليك فالتمس لأخيك عذراً وإن لم تجد فقل : لعل لديه عذرُ لا أعلمه ، لقد قرأت بين سطورك أن في جنبيك قلباً مشبعاً بالخير والطيبة أسأل الله أن يجعلك دائماً منار فضل ومنبع برْ.
أخي نجد / لقد أهديت لي تحفتك التي أثلجت صدري وأجذلَت فؤادي تلقيتها ، وقرأتها ثم رفعت قبعتي احتراماً لمن هو مثلك .
أخي الكريم / عندما ذكرت لك فن الصوت أنا لا أقصد التون ، أو الحرف أو الصوت في السلم الموسيقي ، هناك فن مستقل بحد ذاته يسمى فن الصوت يؤدى على المقامات السبعة في قول ( صُنِعَ بسحر) وهو لون ، وكما ذكرت في كتابتي الأولى الدانة المكية ، والدان الحضرمي والصوت الخليجي إضافةً إلى الصنعاني القريب جداً للدانة المكية ، وقد أختلف تأدية هذه الألوان باختلاف الضغوط الإيقاعية وعامل الزمن والمنطقة الجغرافية . وصُنع بسحر كما تعلم أستاذي ص ، صبا ، ن نهوند ، ع عجم وهكذا ...
نعم أهم مقامين هما العجم والنهاوند وما يقابلهما في الموسيقى الغربية وقد عرجت عليهما في مقالي السابق .
لقد ذكرت لشخصك الكريم أن عموم الفن في الجزيرة العربية تلاقح مع الفن الفارسي حتى أن بعض المقامات فارسية الأصل خصوصاً في العهد الأموي والعباسي ناهيك عن الحضارات الأخرى .
ربما يكون قد دخل المقام الحجازي إلى كوفة وبصرة وبغداد وهي حواضر الإسلام في تلك العصور ثم انتشر واشتهر وتفرعت عنه ذاته عدد مقامات.أنا أتفق معك في هذا ولا جدال ولكن لمقام الحجاز السبق
ويكفي العالم بآسره وخصوصاً العالم العربي أن الحجاز أهداهم مقام يسمى ( مقام الحجاز ) إحدى المقامات العربية الأصيلة ، ولن تجد أي بلدٍ من البلدان العربية لها مقام سمي باسمها سوى الحجاز حفظها الله .
أستعرت منك هذه الجملة
شدتني العواطف حتى درجة العصبية
المقيتة وليست العواطف بعلم وليست العصبية بحقّ..

أخي نجد / أمورُ كثيرة متداخلة نعم مقام العراق واضح ولكن إذا رجعت لتحديده ستجد أن أصله سيكا مع مقام آخر لا أذكره ولكنهم يعزفونه على هنك أهل العراق وألوانهم وعلى درجات مختلفة التي اشتهروا بها ،و السيكاه كما تعرف هو المقام الذي تقف عليه علامة الربع الشرقية أي الدرجة الثالثة بالفارسية، وبعض الأغنيات تُغنى على مقام الهزام، وهو مقام فرعي تركي الأصل مشتق من مقام السيكاه أنا لا أريد أن أدخل في تحليل شئ ليس لي به علم ومن الطبيعي لكل عازف أن يبدأ بمقام معين ويبُحِرْ ليصول ويجول في أغلب المقامات سبعين أوعشرين أقل أو أكثر ومن ثم يرجع إلى المحط وهكذا وأنت سيد العارفين .
في عام 1932م وعند انعقاد مؤتمر الموسيقى الأول في القاهرة وإقرارهم بالمقامات العربية لئلا يأتي أحداً فيما بعد ويؤلف مقطوعة أو عزف ويطلق عليه مقام كان هناك شد وجذب نحو المقامات وأصولها ، فلم يوافقوا في ذلك المؤتمر على كثيرٍ من المقامات بسبب تداخلها وأقروها بصيغتها في ذلك المؤتمر ، أنا لم أُبحر كثيراً في هذا الموضوع رغم تأكيد بعض الموسيقيين لهذا الكلام .
أيضاً هناك فارق فيما بيننا لك فيه السبق فأنت درست بعضه أكاديمياً ولكني أخذته بالسماع وتركته ربما قبلك أو معك وهذا يُعطيك الأفضلية والتميز ، لقد كانت أمنيتي أن أكون موسيقياً بارزاً رغم أني كنت في تلك المرحلة أفضل من بعض الدارسين ولكن والدي رحمه الله طلب مني أن أُركز على دراستي وأن أجعل هذه هواية وبالفعل جعلتها هواية ولكن مع سبق الإصرار والتوقف .
رحم الله والدينا وأسكنهم فسيح جناته والمسلمين والمسلمات ، وتجاذب الحديث معك أخي الكريم لا يُمل لن أتركك يا نجد فأنت بالنسبة لي مرجع فالله يكون في عونك بعد هذه اللحظة فأنت والله بحق تستحق التقدير والإجلال .
وإنت الحسيني بكله

دمت بخير
عصام صالح عمر

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة عصام صالح عمر ; 02-24-2010 الساعة 09:24 AM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas