مشروعية التبرّك بالأحياء والموتى !!!!!!

[جمال العطاس]

مشروعية التبرّك بالأحياء والموتى !!!!!!

لاشك ان من أبرز الدلائل على مشروعية التبرك وندب وإستحباب التبّرك به صلى الله عليه وآله وسلم وبآثاره الشريفة بعد وفاته فضلا عن حياته مافعله خير هذه الأمة بعد رسول الله الخليفة الأول سيدنا
أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه , فإنه طلب عند وفاته أن يدفن بجوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل عند قدميه الشريفين
لماذا هذا الطلب يا أهل المكابرة والعناد والجهل ؟؟
أليس للتبرك به صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟؟ الا يسعى ( الصدّيق )
رضي الله عنه لنيل بركة المكان ؟؟ الا يوجد البقيع أيامها ؟؟
وليس هذا فقط لقد طلب وألح الفاروق سيدنا عمر ( رضي الله عنه وأرضاه ) ذلك .. فإنه ورد في صحيح البخاري إستأذن أمنا عائشة
( رضي الله عنها وأرضاها ) مرتين بعد أن طُعن أن يدفن بجوار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . فمرة أرسل ابنه عبدالله قائلا لها يستأذنك أمير المؤمنين عمر ثم قال له : إذا أنا مت فأذهبوا بجنازتي إلى بيت عائشة وقفوا بي على الباب ثم قولوا :
يستأذن عمر فأني عندها لم أعد أمير المؤمنين فإن أذنت وإلا فأدفنوني في مقابر المسلمين .. ( أنظروا إلى هذا الدرس في الأدب والأخلاق ) !!!
ماذا يقول المعارضون على التبرك بعد إصرار هاذين الطودين الشامخين والذين هم خير هذه الأمة بعد نبيها ؟؟؟
الا يريدون التبرك به صلى الله عليه وآله وسلم وبركة المكان الذين تشرّف به ؟؟
كما ان التبرّك بآثار الصالحين جائز .. وقد نقل الحافظ العراقي في ( فتح المتعال ) بسنده أن الإمام أحمد بن حنبل أجاز تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره تبركاً .. بل ان الإمام أحمد تبرّك بشرب ماء غسل قميص الإمام الشافعي وقد روى ذلك ابن تيمية !!

وفي ( تاريخ الخطيب ) : ان الإمام الشافعي كان يتبرك بزيارة قبر
الإمام أبي حنيفة مدة إقامته بالعراق , كما صح عنه انه كان يتبرك بغسالة قميص الإمام أحمد , فكان يأخذ منها مايمسح به وجهه وأعضاؤه , كما ذكره أصحاب ( الطبقات ) وغيرهم !!

وفي صحيح السيرة : انه كان مع خالد بن الوليد شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتبرك بها , وماشهد بها مشهدا
الا نصره الله ببركة هذه الشعرات كما رواه البيهقي وأبو يعلي وآخرون ..

وفي صحيح مسلم وأبي داؤد والنسائي وابن ماجه , عن أسماء بنت أبي بكر انها أخرجت جُبّة طيالسية وقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبسها , فنحن نغسلها للمرضى فتستشفي بها .

وفي ( طبقات ) ابن سعد عن ابن قسيط والعتبي : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خلا المسجد جسوا ( أي لمسوا ) رمانة المنبر التي تلي القبر بميامينهم ( أي تبركاً وتوسلا ) .
وروى ابن سعد كذلك عن عبدالرحمن بن عبدالقادر , انه رأى ابن عمر رضي الله عنهما واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المنبر , ثم يضع يده على وجهه ( أي تبركاً ) كما روي عنه انه كان يضع يده على رمانة المنبر موضع يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويمسح بها وجهه !!

كذلك ثبت أن بلالا ( رضي الله عنه ) مرّغ خديه على عتبات الحجرة الشريفة باكيا بين يدي الصحابة رضوان الله عليهم يوم عاد من الشام إلى المدينة , ثم لم يرد عليه أحد من الصحابة أو أنكر عليه

فهل يجوز بعد بيان ماسلف أن نتهم بالشرك أو تكفير أو تبديع
احدا إذا مافعل ذلك ؟؟أليس فيمن ذكرنا قدوة صالحة ؟؟حاشاهم الا ان يكونوا نعم القدوة الحسنة لنا ولكنهم ليسوا قدوة للمنحرفين والمتكسبين
وأهل الدعاوى والأراجيف وإثارة الفتن ..

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) .. إتقوا الله أيها الجاهلون .. انكم لستم كما من ذكرنا ولاتساوون قلامة ظفر أحدهم أيها الحمقاء !!!