المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


<< جديد ... زكاة المشاعر .... جديد >>

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-22-2003, 10:42 AM   #1
الكاز
حال جديد


الدولة :  سبحان الله وبحمده
هواياتي :  الحمد لله
الكاز is on a distinguished road
الكاز غير متواجد حالياً
افتراضي << جديد ... زكاة المشاعر .... جديد >>

زكاة المشاعر

تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.. وكلَّ عام وأنتم إلى

الله أقرب، وعلى طاعته أدوم.

للعيد فرحته وبهجته، ومن سنة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن ندخل السرور على بعضنا، ولكني أستميحكم عذراً إذا أثار موضوعي بعض الشجون، ولكن الهدف هو ـ صدقوني ـ إدخال السرور والسعادة على قلوبكم؛ فسامحوني..

من وريقات دفتر حياتنا نقرأ ونتذكر، فكثير منا قد رحلوا في يوم من أيام العمر.. في ساعة من ساعات الوعي العميق.. في لحظة من تلك اللحظات التي تتمزق فيها الحجب عن المعاني والأشياء؛ فتبدو أشد نضارة وأعمق مغزى، وفي رحلة الحياة كثير منا رحلوا، صاعدين هابطين في منحنى حياتهم؛ ليصلوا إلى اليوم أو اللحظة الفريدة التي تتكشف فيها أمامهم القيم والأقدار.

وكل منا قد أحس وهو يصل إلى قمة المنحنى عبث حياته الماضية، وتفاهة أيامه الخاوية وسخف ملايين اللحظات التي عاشها؛ فيعبر حدود ذاته المغلقة وتتبلور أمام عينيه المعاني والحقائق في الكون من حوله وفي داخل نفسه عبر مساحات الوجدان…

وفي أول ورقة دخلت دار رعاية اليتيمات قدراً وبلا إعداد مسبق؛ فقابلتني عيونهم البريئة المليئة بالدموع وتمسحوا بي كالقطط الصغيرة فوجدتني أقف للحظة، ثم أحملهم بحب غير مبالية بحالتهم وهيئتهم، وجلسنا معًا لساعات لم أشعر بمرورها ولم أكن أحمل معي إلا قليلا من الحلوى، ولكن ما كانوا يحرصون عليه هو أن أضمهم إلى صدري وأقبلهم، وخرجت وقد امتلأ قلبي بمشاعر فياضة وصفاء نفسي كنت أفتقده من قبل فسبحان الله ما أحوجني إليه! شعرت يومها بمدى نسياني لنعم كثيرة لا أحمدها ولا أشعر بها، أبسطها وأعظمها أن لي أبا وأما وأني لست مجهولة النسب والهوية، وأن لي من يرعاني ويضمني ويمنحني الدفء العاطفي والأمان، واكتشفت أني حقا شحيحة رغم ما أوصف به من كرم، ولكنه شح النفس وشح المشاعر.

ووالله ما يبذله الإنسان ويفيض به من قلبه على من حوله يعود إليه أضعافاً مضاعفة، ويمتلأ قلبه رضا، ويكتشف ما هو فيه من ترف نفسي وعقلي يظهر في غضبه وانشغاله بأشياء لا وزن لها ببصيرته الجديدة التي مَنّ الله بها عليه؛ فأصبح يرى بقلبه، وكل الأمور أصبح لها معنًى آخر حقيقي يلمس شغاف القلوب؛ فيمدها بالقوة التي تعينه على ما يقبله، ومرت الأيام والسنوات وكبرت اليتيمات، وأكملن تعليمهن، وبعضهن قد تزوجن ولله الحمد؛ فما المانع أن نزكي ببعض مشاعر الأمومة؛ فيخلف الله علينا في أمومتنا بالخير والبركة والنماء، ويبارك لنا في فلذات أكبادنا.

ونقلب الوريقات في دفتر حياتنا؛ فتقابلنا ورقة ثانية اسمها "كريمة" وهي فتاة معاقة ذهنيًّا تزوج أخوها وتوفي والداها، وأصبحت تعيش في حجرة صغيرة تحت السلم، حين التقيت بها كانت تعيش من عمل يدها فتساعد الجيران وتقضي حاجاتهم وتقوم بأعمال النظافة، كريمة تفهم جيداً، ولكن لا تتكلم إلا كلمات بسيطة غير مفهومة، وعلمت أنها قد أصيبت بسرطان الثدي وتم استئصاله، ولكن عاودها المرض وكنت أزورها أسبوعيًّا وبرغم كل شيء فالابتسامة لا تفارق وجهها، ولا تسمع منها سوى كلمة "يارب" ومع عودة المرض وشده فقرها أصبحت المنطقة في صدرها شديدة الالتهاب وأحضرت لها الطبيب ووقفت بجانبه وهو يغير على جرحها، وفي حياتي لن أنسى ما رأيت فلأول مرة أجد "الديدان تأكل لحم إنسان حي" فالجروح في حالة تعفن شديد؛ غالبت نفسي ودموعي، ولسان كريمة لا يلهج إلا بقول "يارب يارب" وذهبت لمعهد السرطان فلها هناك ملف، ولكنهم أجابوني بأن حالتها متأخرة؛ فذهبت لوحدة "علاج الألم" ولكن الطبيبة أخبرتني أن الألم أصبح أقوى من أي مخدر أو مسكن، وأرجع إلى كريمة فأجدها تقول "يارب يارب" ولا تبكي فتعجبت من نفسي حين آلمني "ضرسي" وصرت أبكي ولا أنام، وأكاد أفقد عقلي من الألم؛ فتعلمت الصبر من كريمة رحمها الله، وامتلأ قلبي ونفسي بالرضا.

وتقابلنا الورقة الثالثة حين ضرب الزلزال مصر امتلأت المستشفيات بالمصابين وذهبنا لزيارتهم، واستوقفنا صوت رجل يتأوه بصوت عالٍ فذهبنا تجاهه، وتحدثت أخت منا إليه عن الصبر، وأن الصبر لا جزاء له إلا الجنة وتبادلنا معه الحديث فسأل: هل سيغفر لي ربي؟ قلنا نعم؛ فأكثر من الاستغفار ومن قول: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" فظل يرددها وتركناه والتفتنا لنغادر القسم، ولكن الممرضة جرت صوبنا لتقول: إن الرجل قد أسلم روحه إلى خالقه غفر الله له ورحمه؛ فبكينا جميعاً وحمدنا الله، وازداد اليقين في قلوبنا، وملأت قلوبنا السكينة والرحمة.

وبعد.. فأحبائي، في قلب كل منا مشاعر إذا فاضت لملأت الكون حبًّا وعطفاً ورحمة وإيثارًا… فلنفرح في عيدنا، ولكن من الممكن أن نزكي من مشاعر الفرح ويشاركها فيها اليتامى، والمساكين والمرضي، ولنصحب أطفالنا بعد صلاة العيد؛ لزيارتهم لتمتلئ قلوبنا بالرحمة والرضا والحياة.

للاستاذة / سحر عبده 19/11/2003

و لا تنسونا من دعاؤكم
التوقيع :
ربي العليم الاكبر
من ينصر الله سوف ينصر
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas