الشيخ عائض القرني و ( الفكر الخارجي ) !!!

[جمال العطاس]

في جلسات أشبه ماتكون بالتحقيق يقوم الشيخ الفاضل عائض القرني بطرح الأسئلة على ثاني رجل يزعم أنه من علماء الأمة كان قد أفتى لبعض الشباب المعتوه والتافه بأن جميع حكّام المسلمين هم من الكافرين وأن الرعيّة مجموعة من العصاة المنحرفين فلذلك أفتى هو وغيره لهم بتكفير الجميع ويترتب على ذلك التكفير والتشريك والتبديع سفك دماء المسلمين حكاماً ومحكومين !!

لماذا تراجع ناصر الفهد ومن سبقه عن كل ماقاله ؟؟ أليس لأنه كان ممن يأخذون ويقراؤن النصوص وفق مفاهيمهم الضيّقة والمتحجرة ؟؟ أليس لأنه كان ومن شابهه لايملكون علماً ولا دراية ؟؟ ألم يكونون من قبل ممن يتهمون الناس في دينهم ومعتقداتهم ؟؟
ألم يبدّعون ويشرّكون الناس ويكفّرونهم حكاماً ومحكومين ؟؟هل هؤلاء كانوا من المتعقلين ؟؟ هل هم أهل لأن يكونوا من أهل العلم ؟؟ قد يقول قائل متحذلق أنهم : ( إجتهدوا ولم يصيبوا ) !!

فنقول : ان هؤلاء لم يصلوا بعد إلى مرتبة الإجتهاد والإستباط ولم يشهد لهم احدا بذلك ان مسائل التكفير والتشريك والتبديع لاتسند إلى مثل هؤلاء انما تسند لأهل العلم المعتبرين وليس للذين أخذوا علومهم من قراءاتهم السقيمة ومن ( محاضرات الكاسيت ) !!

يقول ( ناصر الفهد ) أن تكفير المسلمين هو( مذهب الخوارج ) فإنّهم يكفّرون المسلمين ويتركون عبدة الأوثان !!

ياهؤلاء ان التكفير للمسلمين لم يجوّزه الشارع الكريم ومن كان من المسلمين على المعصية لايجوز تكفيره مهما كانت هذه المعصية
إلا بكفرٍ بواح وصريح حاكما كان أم محكوماً. وليس كل أرعن أحمق متعالم يقوم بتكفير أي أحد فإن لذلك الشأن أهله الذين يبينونه .وليس كل من هب ودب .

هناك العشرات بل ربما المئات من الذين يدّعون المشيخة والذين كانت لهم أقوال بتكفير الأمة وتشريكهم وتبديعهم . هناك لايزال من هم يعتنقون الفكر الخارجي اللعين ولا يزالون يتمسكون به . وهناك من هم يحاولون ايقاظ الفتنة بين طوائف المسلمين بحجة تصحيح المعتقدات ويرمون أهل القبلة بالكفر ويتهمونهم بعبادة القبور!!

لوسئُل أجهل جاهل في هذه الأمة عن ربه لقال ( الله تبارك وتعالى )
لو سئل من المعطي؟؟ لقال ( الله تبارك وتعالى ) من الشافي ؟؟
لقال ( الله تبارك وتعالى ) ولكن المدلّسين المخادعين الضالين هم الذين يمارسون ضرب عقيدة الأمة ويتقصدون ذلك ويخططون له ويحاولون إثارة الخلاف بين طوائف المسلمين والتشكيك في معتقداتهم ويحاولون إيقاظ الفتنة ومن أيقظها فهو ( ملعون )

( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(التوبة: من الآية30)
انهم يزعمون بأن العقيدة يجب تصحيحها ويتناسون أنهم هم الذين تحتاج معتقداتهم للتصحيح , إن بعضاً من هؤلاء يمارسون أحقادهم
تحت شعار ( نصرة العقيدة ) كما يتناسون هؤلاء أن الله تبارك وتعالى قد حفظ لهذه الأمة دينها , وحفظ لها توحيدها مهما تعددت طوائفها , ويتناسون أن نبي هذه الأمة قد قال ( لاتجتمع أمتي على الضلال ) معنى ذلك أنه لايكون مع الإجماع وربما يكون الضلال( حالة ) , فإن هؤلاء الذين يكفّرون الأمة هم هذه الحالة لأنهم ليسوا إجماعاً ..

فعليهم أن يرجعون عن غيّهم ومعتقداتهم الضالة , وعلى الشباب أن لايستمعون لهؤلاء ( الخوارج الجدد ) ويجب على المجتمع محاربتهم وضربهم بشدة إن لم يتراجعون عن أفكارهم الهدامة والمنحرفة !!

لقد عانت الأمة من هذا الفكر المقيت كثيرا . فقد قتل عثمان وعلي
والكثير من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم نتيجة لتبنّي بعض المارقين لهذا الفكر الهدّام !!
ان لمن يتبنى هذه الأفكار أطماعاً في السلطة وتولي الحكم على المسلمين تحت مزاعم وشعارات دينية . انهم يريدون ويحرضّون الرعية على الخروج على الحكّام وإثارة الفتنة في مجتمعات المسلمين وإثارة الخوف وإختلال الأمن في مجتمعاتنا كي يتسنى لهم بلوغ غاياتهم ومراميهم وأطماعهم في السلطة . انهم يريدون للمجتمعات الإسلامية أن تغرق في بحور الدماء , وأن تعم الفوضاء

الا يعلم هؤلاء ان الدعاء لحكام الأمة بالهداية والصلاح أولى وأوجب من الخروج أو التحريض عليهم ؟؟ لأن الدعاء لهم
يأتي نفعه على المجتمعات , والخروج عليهم يوقظ الفتنة ويسمح لأعداء الأمة بالإنقضاض والإجهاز عليها وتدمير معتقداتها والإستيلاء على مقدراتها !!

فاليوم سقطت بعض الأقنعة وفي الطريق المزيد من تساقطها , فيامن تتمسكون بمفاهيم التكفير والتبديع والتشريك , ويامن تريدون إيقاظ الفتنة في مجتمعات المسلمين ( تباً لكم , تباً لك سحقاً سحقاً ) والحمد لله الذي هدى هؤلاء إلى الحق وتراجعوا عن أفكارهم ونسأله تعالى أن يهدي الجميع لما فيه صلاح الأمة ونفعها !!

اليكم يامن أُعجبوا بلحاهم المرسلة , ويامن أُعجِبوا بعباراتهم التي يشقشقونها , نقول لكم أن الدين ليس كثر صلاة أو صيام فقط , دعوا غروركم وعُجبكم وحذلقتكم فدين الله لاتحميه الحمقى ولا يذب عنه المتنطعين , إن من أخلص لله تبارك وتعالى وأحسن الظن به وبخلقه ومن دعا إليه على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة هم الذين يشدّون أزر الدين . . . . أحسنوا أحسنوا فإن أسأتم فقد أسأتم لأنفسكم ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) !!!!