المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


فخامة الرئيس .. ما أكثر ( العيال ) وأقـل الرجال من حولك!! وطالب بنقل العاصمة

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-13-2009, 06:06 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

فخامة الرئيس .. ما أكثر ( العيال ) وأقـل الرجال من حولك!! وطالب بنقل العاصمة


فخامة الرئيس .. ما أكثر ( العيال ) وأقـل الرجال من حولك!!


12/09/2009
محمد راوح الشيباني

نعم أخي الرئيس ما اقل الرجال المخلصين الكبار وأكثر الأوغاد العيال من حولك الذين يشيرون عليك بغير طريق الصواب والخلاص ..

ففي الوقت الذي كان يجب أن تنصب كل الجهود وتتكاتف لدعم المعركة وشد أزر الأبطال في الميدان الذين يخوضون أشرف المعارك دفاعا عن ثورتهم ونظامهم الجمهوري نجد بعض الأوباش والأوغاد والأذناب من حولك يجرونك إلى معارك كلامية جانبية تستهلك كل وقتك وتفكيرك في مناكفات وتصريحات إعلامية مريبة لتنشغل عن متابعة وتوجيه معركة الوطن الحقيقة مع رموز الفتنة والتمرد هناك في ميادين الرجولة والقتال - معركتك الحقيقة كقائد عام للقوات المسلحة أولا وكرئيس للجمهورية ثانيا ..

هناك حيث الأبطال تجود كريمة بأرواحها فداء وتضحية في ساحات الشرف والكرامة لا في صالات واجتماعات (اللجنة العامة) للمناكفات والمهاترات والفساد ..
إن كثيرا ممن حولك أخي الرئيس قد انتهت صلاحياتهم السياسية وأخلاقهم الآدمية ناهيك عن ولائهم الوطني المشكوك به لفخامتك ..

فـقد أصبحوا اليوم لا شغل لهم ولا همّ سوى افتعال وخلق المكايدات مع بقية القوى السياسية في الساحة ليشعروك بحاجتك الدائمة لبضاعتهم الكاسدة وليشغلوك عن مهامك الحقيقية..
وهؤلاء في تقديري أكثر خطورة وعدوانا على النظام والشعب والوطن من الحوثي وعصابته وأشد فتنة وتآمرا وإفسادا وتدميرا من أي خطر آخر ..

ذلك أن الحوثي قد أعلن خروجه عن شرعية الدولة وصار معروفا وبالإمكان محاصرته والقضاء عليه أجلا أو عاجلا ..
ومثله مراهقي الانفصال الذين يمكن قطع أسباب دعواتهم التي أنتجها وأوجدها أساسا بعض الأوباش من حولك وهي مطالب خدمية وحقوقية واضحة ..

لكن الخطورة الحقيقة تكمن في أمثال هؤلاء الذين أوليتهم كامل ثقتك وأسلمتهم مقاليد الأمور في البلاد باسم (المؤتمر) واستخدمتهم ذات يوم كأدوات رخيصة لمعارك سياسية أرخص مضى أجلها وزمانها ومبرراتها فإذا بهم يخـتـلقـون اليوم معارك كلامية سخيفة في الوقت الذي تحدق الأخطار بالوطن من كل حدب وصوب ..

فالحوثيون في أقصى الشمال ودعاة الانفصال في أقصى الجنوب وبينهما القاعدة في الصحاري والقفار..
وهؤلاء بدلا من الانشغال بتأمين الجبهة الداخلية ومتطلباتها من خلال تأمين احتياجات الناس من الخدمات الضرورية وأقلها ضبط الأسعار وتوفير السلع الضرورية كالغاز والمحروقات وقبلها الكهرباء نراهم يفتحون ثغرات قاتلة في الجبهة الداخلية المتماسكة - حتى الآن - وإشغال الرأي العام بسجالات عقيمة ليس هذا أوان نقاشها والردود عليها حتى وأن جاءت من خصومها ..

وعلى حكومة ( المؤتمر) أن تعي جيدا انه لم يعد هناك أحد في الوطن يقتنع بأطروحاتها العقيمة المكرورة بما في ذلك قواعدها قبل خصومها..
أما حكاية أحزاب (......الوطني ) المتحالفة معها فلا داعي لاستهبالنا بها لـفـضح حقيقتها..
إن إصرار (المؤتمر) على فتح جبهات جانبية مع الأطراف السياسية المؤثرة في الوطن هو خيانة صريحة ومشبوهة لتلك الدماء الطاهرة التي تنزف كل يوم في جبهات القتال ..

فنحن يا فخامة الرئيس نريدك رئيسا كبيرا بحجم اليمن لا مدافعا عن بلداء المؤتمر ..نريدك رمزا شامخا لكل الوطن..
ترى أين كانوا عندما أرسل الحوثيون أكثر من ألف طالب للدراسة في إيران عبر سورية حيث تم استقبالهم في نقطة تجميع من قبل مكتب تنسيق يتبع السفارة الإيرانية وتم إعطائهم جوازات سفر خاصة يدخلون بها إيران ولبنان للتدريب على مختلف الأسلحة والمتفجرات والألغام والكمائن وخطط القتال في حرب العصابات والاستنزاف في صفوف الحرس الثوري وحزب الله ثم يعودون إلى نقطة التجمع في دمشق ومنها إلى اليمن ولا يظهر أي ختم في جوازاتهم اليمنية وكأنهم ذهبوا للسياحة على نفقاتهم ..
هذه الحكومة بتصرفاتها غير المسئولة أذاقت الناس شتى أنواع العذاب والتعذيب ولا تعتقد أنها في مأمن من العقاب الشعبي الذي سيطالها ذات يوم عسى أن يكون قريبا ..

فهي من تخـتـلق الأزمات وتبتكر المصائب والموبقات لتبقى تدير البلاد بالأزمات وهي السبب الرئيسي للسخط والتذمر الشديد الذي أوجد الحراك في الجنوب وهي من تثير النقمة الدائمة والسخط العارم على رأس الدولة الذي ما كنا نتمنى أن نراه طرفا وخصما ضد بقية القوى السياسية وهو الذي يفترض به أن يكون شوكة ميزان للجميع في الوطن ولا ينساق خلف تصريحات يرددها بعض صبيان المؤتمر المسئولين عن كل المآسي والمصائب التي يمر بها ويتجرعها الوطن منذ العام 1997م يوم انفراده بالحكم لا شريك له..
إن اجتماع المؤتمر بأحزاب (...

الوطني) التي فرخها دون الإصغاء للأحزاب الحقيقية الفاعلة في الساحة هو انتحار سياسي مريع وإسقاط لآخر ورقة توت كانت تستر سوءة هذا الحزب الذي قاد ويقود الوطن من فشل إلى آخر ومن كارثة إلى أخرى في كافة المجالات بما فيها عجزه المخجل عن توفير مجرد كهرباء يستطيع توفيرها أصغر رجل أعمال في البلد خلال (45) يوما لا غير..
حزب مثل هذا هو بالتأكيد أكثر عجزا بعجائزه المعروفة عن حل أي مشكلة أخرى بحجم الوطن ..


-----------------------------------------------------------------

قال انهم سيتحولون الى قتلة إذا أصيب شقيقه بمكروه وطالب بنقل العاصمة الى حضرموت أو عدن هربا من سلاح وخطف القبائل.. توفيق الخامري لـ(نيوزيمن): الخاطفون يتجولون في العاصمة


12/09/2009
ياسر المياسي، نيوزيمن:

قال رجل الأعمال توفيق الخامري أن قضية أخيه عبدالملك المختطف فيث في بني ظبيان لا زالت دون حل إلى اليوم، رغم أن وزير الداخلية كان وعد خلال جلسة سابقة في البرلمان بالإفراج عنه خلال 48 ساعة، لكن للأسف الشديد لا زلنا إلى اليوم ونحن نتابع وزارة الداخلية التي لم تعمل شيئاً وهذا محزن جداً.

وقال الخامري في تصريح خاص لـ(نيوزيمن)إنهم لايتواصلون مع المخطوف لكنه أوضح أن هناك تهديدات تمارس ضده منها "أساليب التعذيب والتهديد بالقتل، وهي أساليب همجيه يمارسها الخاطفون بغرض الابتزاز".
وهدد بقوله "إذا حصل شيء لعبدالملك فإن الرد سيكون قوياً ومستعدين لنتحول إلى قتله".
وقال: الخاطفون يمارسون حريتهم بالتجول في العاصمة صنعاء، ولهم قنواتهم واتصالاتهم مع الجهات الأمنية، مؤكداً أن هذه المعلومات صحيحة وأنه يتحمل مسؤوليتها.

وقال أن الشييء المؤسف أن تتحول العاصمة إلى فوضى ومكان آمن للخاطفين، مما يجعلها غير مؤهلة لتكون عاصمة لليمن، وأضاف: إذا كانت الدولة عاجزة عن حماية المواطنين في العاصمة، وإذا كان هؤلاء الموجودين حول صنعاء لا يلتزمون بنظام ولا قانون، فأنا أتمنى أن تنتقل العاصمة من صنعاء إلى حضرموت أوعدن أو أي مكان أخر في اليمن يتوفر فيه الأمن.

ونوه الخامري إلى أن الرئيس اصدر عدة توجيهات لوزير الداخلية بإلقاء القبض على الخاطفين وتسليمهم إلى العدالة، لكن وكما يعرف الشعب اليمني أن وزارة الداخلية لم تسلم أي خاطف خلال كل مراحل الاختطافات، مما يضع علامة استفهام وتعجب كبيرة.

كما أكد أيضاً أن الشيء المخيف أن تعرض عليه شخصيات اعتبارية ممارسة الاختطاف كردة فعل، و قال "أن ذلك المستنقع لا يمكن النزول إليه، وان ثقافتنا أكبر من ذلك، ولا تؤمن بالاختطافات". واصفاً الأشخاص الذين يقومون بهذه الجرائم بالمرتزقة وعدم الرجولة، بل أن صفاتهم هي الخيانة والغدر وعدم المواجهة وهم متخصصون في اختطاف النساء والأطفال والناس الآمنين، وهي أخلاق غريبة على الشعب اليمني. مضيفاً أن الطريق الوحيد هوالقانون والقضاء، ونحن متمسكون به ونحن ندفع ثمن تمسكنا بالنظام والقانون .

وطالب الخامري رئيس الجمهورية بالتدخل لوضع حداً لما اسماه بالانفلات الأمني المرعب والمخيف للاقتصاد والتنمية في اليمن. وقال "أن أساليب الابتزاز التي تمارس يومياً سواً باختطاف رجال أعمال أو اختطاف أجانب، ستكون نهايتها مقيتة على الحكومة، وليست علينا نحن، حيث أن هذه الجرائم تدمر الاقتصاد اليمني بصوره شبه يوميه". وأضاف قائلاً: نأمل أن نرى اليمن وصنعاء بلا اختطافات حتى لا يتحول الناس إلى وحوش، لأنه في النهاية سوف يضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم في ظل عدم وجود قانون كفعل وردة فعل.

الجدير بالذكران اختطاف عبد الملك الخامري (30 عاماً)، والذي يعمل مديراً لفندق حده وعضو مجلس ادارة مجموعة الخامري التجارية، تم ظهر الأحد 19 يوليو الماضي من شارع حده وسط العاصمة، إلى منطقة بني ضبيان محافظة صنعاء .

  رد مع اقتباس
قديم 09-13-2009, 06:10 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لم نعد بخير يا رمضان..!!


12/09/2009
د/ سعاد سالم السبع

مرحبا بمقدمك المبارك يا شهر القرآن، جئت في وقتك؛ فما أحوجنا إليك في هذه الأيام !! نحن لم نعد بخير يا رمضان، صار بعضنا يأكل بعضا، وصارت أعمالنا بلا نتائج، وصلواتنا بلا خشوع، ووعودنا بلا عهود، ومشاعرنا متبلدة، ومواثيقنا مزيفة..
لم نعد نبالي بالحياة ولا بالممات، استوت الأفراح والأتراح في واقعنا، غابت في عيوننا الفرحة، وتلاشت من قلوبنا الرحمة، لم يعد فينا من يحس بالجار، ولا القريب منا قريب، زاد بعدنا عنا، فقل إحساسنا بنا..

جئت يا رمضان رسالة سماوية للتسامح والتصالح والوفاق، فما أحلا قدومك !! وما أجملك فسحةً للأرواح المؤمنة بطهرك وروحانيتك!!
جئت يا رمضان رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، ومن لم تغيره أيامك ولياليك فإنه قد حُرم خيرا كثيرا..

نتمنى عليك يا رمضان أن تكون فرصةً لتخليص النفوس والعقول من الحقد والحسد والكراهية ومن كدر هموم الحياة الفانية، ففيك يحلو التواصل بين المسلمين، ويعود للقلوب نبضها الخيِّر، وللعقول صفاؤها النيِّر..
فيك ساعات إجابة نرجو من الله أن نكون من الحريصين على استحضار حاجاتنا فيها، المخلصين في ابتهالاتنا حتى نوفق بقبول دعائنا، ويتحقق فينا قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد (

نتمنى أن نجد فيك أنت يا رمضان فرصة ثمينة لتنظيم حياتنا وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود الذي أنهكنا؛ فقد ألزمتنا بمواعيد محددة للإفطار والسحور، وبهذا الالتزام ستعودنا على تنظيم بقية أوقاتنا وأعمالنا وعباداتنا..
أنت يارمضان اختبار عملي لنا وضعه خالق البشر ، نتعلم فيه كيف نهذب من سلوكياتنا وأفكارنا، ونعيد النظر في بعض عاداتنا وتقاليدنا ؛ فمن تعود على النميمة منا يكف في رمضان، ومن تعود على الكسل ينشط في رمضان، ومن تعود على قطيعة رحمه يصلها في رمضان..

رمضان أنت من تساعدنا على إنماء شخصياتنا؛ فتعودنا على تحمل الجوع والعطش وضبط اللسان، وتمنحنا القدرة على تحمل المسئولية والراحة النفسية.
أنت الذي تعطي الفرصة لنا لكي نفكر في ذواتنا، ونعمل على توازن حياتنا،ذلك التوازن الذي يؤدي إلى صحتنا النفسية ، فتعمق الخشوع والإحساس بالسكينة في نفوسنا...

أنت يا رمضان من يقوي إيماننا، ويساعدنا على أن نجعل كل ميول الدنيا تحت سيطرة إراداتنا، وأنت من يرقى بإحساسنا ويمتعنا بالروحانية والقرب من الله؛ ذلك القرب الذي يغنينا عن كل متعة حسية في هذه الحياة .
رمضان يا شهر التدريب على ضبط النفس، أنت من تساعدنا على أن ننمي قدراتنا على التحكم في الذات، فلا نغضب ولا نظلم ولا نطمع في متاع زائل، وأنت من يجعلنا نشعر بالرضا عن النفس، ونحلق في فضاء السعادة الحقيقية حينما نتأمل من خلالك قدرة الله في مخلوقات هذا الكون الذي يحتوينا..

فكن معنا يا رمضان موسما للطاعات، وميقاتا لمحاسبة النفس وتطهيرها،وليجعل الله بك حياتنا رحمة ومغفرة وعتقا من النار، وليجعلنا بك جميعا من الصائمين الذين تستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... مرحبا بك يارمضان حيا معنا تحيي القرآن في قلوبنا حتى نغسل أدران نفوسنا ونعود لإنسانيتنا، فنكون جديرين بالانتساب إليك وتكون فخورا بنا ، تأتينا بخير الدارين، ونستقبلك بشوق المحبين ...أهلا يا رمضان..
[email protected] كلية التربية- جامعة صنعاء

  رد مع اقتباس
قديم 09-13-2009, 08:53 AM   #3
المستقل
شاعر السقيفه
 
الصورة الرمزية المستقل

افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
التوقيع :
كل عام وانتم بخير .وإلى اللقاء
  رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009, 02:21 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الأوهام والمتاهة لدى السلطة والمعارضة

بقلم/ دكتور/فيصل الحذيفي
الإثنين 14 سبتمبر-أيلول 2009 11:28 م
--------------------------------------------------------------------------------

الأوهام والمتاهة لدى السلطة والمعارضة

تقوم العلاقة بين السلطة والمعارضة على قاعدة :« الاتفاق على الافتراق دون حسم ». فالرئيس في مشروعه لإصلاح النظام السياسي يقترح على المعارضة التفاهم حول مشروع نظام رئاسي كامل، وكانت سبقته المعارضة إلى تحديد مطلب تغيير النظام السياسي إلى نظام برلماني كامل، وقد عززت المعارضة هذه الرؤية في مشروع الإنقاذ الوطني، فأجاب الحزب الحكم بأن هذا شأن المعارضة ولا يخص المؤتمر الشعبي العام. ونحن بدورنا نسأل السلطة والمعارضة : إذا كان كل طرف يدعو إلى رؤيته الخاصة بعيدا عن الآخر فلماذا الحوار إذا وعما سيتحاوران ؟ إن الاتفاق على تأجيل الانتخابات كان من اجل انجاز إصلاح قانون الانتخابات وإجراء تعديل دستوري فمتى سيتم انجاز المتفق عليه ؟ إننا في هذا الصدد نتحدث عن قضايا وطن يمسك بها أطراف النظام السياسي في السلطة والمعارضة تصدق عليهما المقولة الشعبية « عمياء تخضب مجنونة». الموطن اليمني يطالب السلطة والمعارضة بسرعة الجلوس إلى طاولة الحوار وطرح كل التفاصيل من اجل الاختلاف والاتفاق قبل أوان ابريل 2011م . وتجاوز « خطاب الأوهام» وتجنب «طرق المتاهة».

أولا : خطاب الأوهام

إننا بكل أسى نلمس من الطرفين تصدير خطاب الأوهام وهو الخطاب الذي يبنى على :


1 -التقية السياسية (=الكذب والنفاق). تستبطن هذه التقية محاولة إخفاء كل طرف أهدافه الحقيقة عن الآخر حتى ساعة الصفر ، وهي الساعة التي سيذهب كل منهما في خياراته منفردا ، خيارات السلطة نحو الانتخابات وفق الصيغة التي تريدها ، وخيارات المعارضة نحو الشارع والعصيان المدني. وقمة الأوهام أنهما اتفقا على إطالة أمد النزاع وترحيل المشاكل وتأجيلها عامين ليس بغرض حلها ولكن بغرض الاستفادة من الوقت لترتيب كل طرف ما يناسبه لتنفيذ خطته، فتمديد الوقت يمنح السلطة عمرا مجانيا إضافيا كان قد نفد، وتستثمره المعارضة بترتيب وضعها الاجتماعي والسياسي وتوسيع الهوة بين الشارع والسلطة وترك السلطة وحيدة تواجه مشاكل متراكمة تثقل كاهلها سواء الجنوب أو صعدة أو القاعدة أو الأزمة الاقتصادية بكل تداعياتها. والاستمرار في هذه التقية لا يخلو من استبطان المكر والخديعة.

2 -المكيدة (= الخديعة) : خديعة بعضهما من جهة و خديعة الشارع من جهة أخرى، الخديعة بينهما على أساس غياب الجدية لدى كل طرف واعتماد المناورة السياسية فقط ، وتنويم الشارع وتخويفه وإفزاعه ليتقبل في نهاية المطاف ما يتفق عليه المتصارعان أو يذهبان إليه وفقا لمصالحهما فحسب . وفي سياق الأهداف المضمرة نجد أن الرئيس يضع المعارضة في طريق متاهة تؤدي إلى تعزيز حكمه عبر الانتخابات وفق أي صيغة وإخراجها من البرلمان القادم عقابا لها واستبدالها بأحزاب أخرى حليفة له حتى لو لم يكن لها صوت شعبي واحد، وفي المقابل لقد وضعت أحزاب اللقاء المشترك الرئيس الصالح في خطوط متاهة كل مخارجها تؤدي إلى نهاية حكمه عاجلا أم آجلا ، وكلا المتاهتين – بكل أسى – تضع الوطن في خط السقوط بسقوطهما معا أو أحدهما .

فليس بوسع السلطة أن تتخلص من تكتل المعارضة في وضع ملتهب ليست حرب صعدة وحراك الجنوب وسوء الإدارة وفشل السلطة في كل سياساتها إلا ما ظهر منها عيانا وما خفي قد يكون أعظم. وكان المشترك سيبدو عاجزا عن تحيق أهدافه السياسية في منافحة الرئيس وحزبه الحاكم لو حققت السلطة منجزات حقيقية ومصالح اجتماعية ترضي المجتمع، كان بوسعه أن يستقر في الحكم إلى ما شاء الله ، الناس اليوم يضيقون ذرعا من انطفاءات الكهرباء وانعدام الماء من المدن الكبرى وهي خدمات ضرورية موجعة للناس بشكل يومي فضلا عن مشاكل أخرى أكثر تعقيدا.

3 -تغليب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة:هنا يثبت أن الشعب خارج نطاق اهتمام الطرفين، وما يقع في دائرة الاهتمام هو « السلطة والمصالح وحشد الأنصار» مع أن الشعب هو ليس حكرا للسلطة ولا للمعارضة، لأننا نعيش في مجتمع لا يكتسب شروطا موضوعية لتوطين السلوك الديمقراطي والخيارات الليبرالية. ولم يعد دور المشترك في ظل فترة التمديد سوى النفخ والتشفي بالسلطة وإذكاء التمرد وهتك الاحترام السياسي بمزيد من السخرية السياسية على الرئيس وحزبه وسلطته وقد نجحوا في تحويل كراهية السلطة إلى عقيدة سياسية تتوسع دائرتها بسبب فشل إدارتها للدولة وصناعة القرار . واليوم تبدو أحزاب المشترك غير متحمسة للمضي قدما في توافق سياسي مع السلطة لإجراء انتخابات بالطريقة المعتادة للحزب الحاكم ليمنحه مجانا تجديد الشرعية، وعدم هذا التحمس مرده إلى تحقيق أهداف تضعف السلطة من خلال توسيع دائرة التذمر الاجتماعي الداخلي لتآكل ما تبقى من شعبية مرتبطة بالوظيفة العامة المدنية والعسكرية .

ثانيا: نتائج الأوهام :ضمور المنجزات الوطنية(الديمقراطية والوحدة والثورة):

1 -فالديمقراطية لم تعد قائمة مع بقاء شخوص السلطة في الحكم دون تغيير وظهور إرهاصات التوريث ، وانتهت الديمقراطية عندما تكسرت موازين القوى عام 1994 تحت شعار الوحدة أو الموت، وعندما زورنا الانتخابات ودخل الأموات والأطفال والعسكر مشاركين في التصويت وإعادة إنتاج الحزب المهيمن.

2 -والوحدة صارت تتهددها دعوات الانفصال والتشظي الاجتماعي والمواجهة العنيفة بين السلطة والمجتمع، ويلوح في الأفق تلاشي الوحدة بمطالبة الجنوب بفك الارتباط وبسعي صعدة إلى الخروج من الدولة نحو الاستقلال المذهبي والسياسي وان تجنبوا الإعلان عن ذلك ضمن مطالبهم.

3 -والثورة لم تعد حاضرة سوى كونها حدثا تاريخيا دون أثر، فالثورة تسقط بكل أهدافها عندما يلوح في الأفق العودة إلى سلطة وراثية عبر أدوات ديمقراطية، لقد كانت هذه الحمولات السياسية من المحرمات المطلقة لدى اليمنيين لكنها أصبحت محلا للتداول منذ أن تجرأ الحاكم على مصادرة سلطة الشعب إلى الفرد والعائلة .وإذا أصبحت الديمقراطية والوحدة والثورة محل نزاع فإن تشظي الوطن يغدو بديلا على شكل مواجهات مجتمعية من علاماتها حراك الجنوب وحرب صعدة وتكتل القاعدة وتهميش الأحزاب والمجتمع المدني.

الصيرورة الحتمية : تتأرجح بين مآلات حتمية ممكنة لبقاء الجميع في بورصة السياسة والسلطة (نموذج لبنان) أو مآلات تدميرية لهدم البيت على من فيها (نموذج الصومال) وفقا للخيارات المتاحة لكلا المتصارعين:

-خيارات السلطة هي أن تتنازل من عليائها لتسعى جاهدة لترضي من تحكمهم هذه هي شرعية العقد الاجتماعي للحفاظ على الوطن من التشظي. وإذا استمرت في الاستفراد والتسلط فلترينا قدرتها العبثية في حل المشاكل المشار إليها . إن إخواننا في الجنوب هم مواطنون وان أعلنوا الانفصال ، وان إخواننا في صعدة أكانوا متمردين أو مجرمين أو شيعة اثنا عشرية أو كفروا بالله وخرجوا من الإسلام وأصبحوا يهودا أو مسيحيين أو قـردة ملاعين فهم في كل الحالات مواطنون وان رفعوا السلاح وقاتلوا ، وبالتالي فان حل هذه القضايا يتم بالتراضي لا بالحسم العسكري والقوة. إن القوة العسكرية وظيفتها حماية الوطن من الخارج ، بينما تقوم وظيفة السلطة القضائية والأمن على حماية الوطن من فتن الداخل، إن اجتثاث الحوثيين من صعدة كما ورد في خطاب الرئيس لن يتم حتى لو رمينا عليهم قنبلة نووية . إنه خطاب الوهم. إن السلطة بحربها السادسة على صعدة لا تخبرنا عن الموازنة الحقيقية اليومية المهدورة على الحرب أو الكلفة الإجمالية المرصودة لاستمرارها بغرض الحسم المفقود. ومن أين تمولها ؟ ولماذا تمول حروبا متتالية ولا تصرف فوارق رواتب موظفيها منذ العام 2006 ولا تحرك الأجور وفقا للقانون الذي أصدرته ؟ ولماذا لا ترفع الضمان الاجتماعي إلى مقدار كاف يخولها بموجب ذلك منع التسول داخل الوطن وخارجه.

-خيارات المعارضة في رؤية الإنقاذ لم نجد سوى مشروع تعديل دستوري يصعب تحقيقه وما سبقه من مقدمات في طي الوثيقة ليس سوى مجمل الخطاب المطلبي والاعتراضي منذ 2006 على السلطة ، ولم نجد أي برنامج عملي لتنفيذ هذا المشروع. ولا تزال المعارضة تنظر لنفسها بأنها منتوج الرئيس الصالح ، لأنها تدعوه إلى تهيئة المناخات وتتهم سلطته أنها لا تريد تهيئة المناخات بل أنها تحكم وفق مصالحها. إن غموض برنامج المعارضة في تحقيق المطالب والرؤية الإنقاذية جعلها تراوح خطابها الواهم بين الترهيب والترغيب والإرباك لعلها تصل مع الحاكم إلى صفقة يرفع من سلم مصالحها ويحافظ على حكمه في آن. هذا ما تقوله الوثيقة وضوحا لا إيحاء.

البعض يتساءل عما إذا أضمر الرئيس الصالح في نفسه اعتقال قادة المعارضة ، ماذا بوسعها أن تعمل ؟ إن الرهان على تدخل الخارج أو دعم القبيلة هو رهان خاسر لأن الإصلاح السياسي لا ينبغي أن يتم فيه الدخول إلى الدولة من بوابة القبيلة لنعود إلى نقطة الصفر، إن الدولة الحديثة ينبغي أن تقوم على أساس المجتمع المدني، فهل في اليمن مجتمع مدني فاعل وقوي يستطيع إزاحة السلطة ؟ أم أننا أمام نخبة فاعلة بلاجمهور مدني ؟

إن تحريك الشارع بحاجة إلى قوة اجتماعية واعية لها هدف محدد وواضح وعازمة على تحقيقه ، والناس في اليمن ليسو بهذا الوعي ، وهذا الغموض في برنامج المعارضة العملي لإنقاذ الوطن سقط من مشروع الوثيقة التي قدمت نقدا سمعناه في خطاب المعارضة السياسي واكتفى بمشروع التعديل الدستوري الطموح ولا ندري بأي كيفية سيتم تحقيقه ؟.

أخيرا : متاهات ومحاذير سياسية

الديمقراطية في نظر السلطة أن تبقى هي الحاكمة للبلاد ، ولا يعني حكم الشعب في نظرها سوى بقاء السلطة بيد من هم في السلطة . ونحن نتساءل : مالفرق في هكذا حال بين البيعة للإمام والانتخابات للسلطة القائمة ؟ فكل منهما يستند على شكل من أشكال الشرعية الصورية (بيعة أو انتخابات).

إن فتح أي خيار آخر للمواجهة مع القوى السياسية هو انتحار العاجز ، وفي السياسة لا يستعمل العنف والحرب في الداخل إلا من سلطة ضعيفة فقدت شرعيتها في الحكم بالاستفراد في القرار هكذا فعل شاه إيران فسقط حكمه. وهذه هي لب المشكلة.

إن إقامة العدل ودولة المؤسسات والاحتكام إلى الشعب بنزاهة وشفافية هي المخارج لكل الأطراف فلا حرب السلطة ضد الخارجين عليها حلا، ولا الخروج على السلطة وتمزيق الوطن حلا، ولا التمترس السياسي لتصفية الحسابات حلا ، مثل إعلان الرئيس أن الإصلاح كان كرتا مرحليا ، فقد جاء الوقت ليجعلوا هم من الرئيس الصالح كرتا مرحليا. كما أن رد الحزب الحاكم على وثيقة الإنقاذ ينبئ بأن كل طرف يعتقد أنه وحده من يملك الصواب المطلق وهي أزمة عقل سياسي خانقة .

من المعلوم أنه ليس عيبا في السياسة الرجوع إلى الشرعية الدستورية وإلى التراضي الاجتماعي ، فحين ضاق الناس ذرعا بتشاوسسكوا قاموا عليه الثورة ، وحين ضاق الصومالييون ذرعا بسياد بري قاموا عليه الثورة وليسوا بنادمين أن يعيشوا الفوضى والاقتتال بدلا من التسلط بالرغم من المآسي التي يعيشونها هكذا قال أحد الصوماليين المشردين والذي استقر به المطاف في استراليا.

تماثل سياسي: إن تقديم المعارضة لنفسها كبديل سياسي لايعني أنها ستكون بديل أفضل للسلطة الحالية - وان كان من حقها الدستوري السعي لذلك - فسلوكها هو نفس سلوك الحزب الحاكم ، وتثقفت سياسيا على يديه، تعالوا نأخذ على سبيل المثال حرية الإعلام فقط ، إن أيا من الصحفيين والكتاب يستطيع نقد الرئيس الصالح في صحف المعارضة فقط لكن أحدا لا يستطيع نقد قيادة المعارضة في صحفها أو صحف حلفائها أيضا، وفي كلا الحالتين لن ينجو كاتب النقد من استبطان العقوبة الضمنية والعلنية من كليهما، وإذا كانت أحزاب المعارضة قد دفعت بالواجهة القبلية لـ/حميد الأحمر بديلا عن أبيه فذلك مساو للسلطة بدفعها لـ/أحمد علي كبديل عن أبيه أيضا. إن أحزاب المعارضة في التشاور الوطني – مادام وطنيا بهذه التسمية – لم تشرك أشخاص كثر من خارج هذه الأحزاب من قيادات اجتماعية وازنة تنتشر في المدن والأرياف جنبا إلى جنب مع معظم القوى السياسية واكتفت بالتمثيل الرمزي.

إن معيار الولاء لدى السلطة كما هو الحال لدى المعارضة هو الحاسم في تصعيد قياداتها، ولم ننـس كيف صعَّـدت الحركة الإسلامية والقبلية في السبعينات عبد الله الحجري على حساب الأستاذ النعمان مؤسس حركة الأحرار ورائد حركة التنوير في اليمن مع ماله من فضل على التغيير السياسي الحاصل برمته منذ مطلع الأربعينات، فالولاء للأيديولوجية والانتماء السياسي والحزبي والقبلي مقدم على الكفاءة مهما بلغ شأنها وهذا ما هو حاصل في الوسط الحزبي في العالم الثالث، وبهذا المعيار السائد لم يكن بمقدور أوباما الفوز بانتخابات البلدية - وليس بالرئاسة الأمريكية لأعظم قوة في العالم.

الفارق الوحيد : أن السلطة قد خضعت للاختبار المتكرر وفشلت على مستوى الانجازات البسيطة (توفير ماء وكهرباء للمواطنين) والمعارضة بشكلها الحالي لا تزال خارج مرحلة الاختبار، فهل تكون صورة مكررة عن السلطة أم بوسعها أن تؤسس لمرحلة جديدة ؟

[email protected]

قط بكل أهدافها عندما يلوح في الأفق العودة إلى سلطة وراثية عبر أدوات ديمقراطية، لقد كانت هذه الحمولات السياسية من المحرمات المطلقة لدى اليمنيين لكنها أصبحت محلا للتداول منذ أن تجرأ الحاكم على مصادرة سلطة الشعب إلى الفرد والعائلة .وإذا أصبحت الديمقراطية والوحدة والثورة محل نزاع فإن تشظي الوطن يغدو بديلا على شكل مواجهات مجتمعية من علاماتها حراك الجنوب وحرب صعدة وتكتل القاعدة وتهميش الأحزاب والمجتمع المدني.
الصيرورة الحتمية : تتأرجح بين مآلات حتمية ممكنة لبقاء الجميع في بورصة السياسة والسلطة (نموذج لبنان) أو مآلات تدميرية لهدم البيت على من فيها (نموذج الصومال) وفقا للخيارات المتاحة لكلا المتصارعين:

-خيارات السلطة هي أن تتنازل من عليائها لتسعى جاهدة لترضي من تحكمهم هذه هي شرعية العقد الاجتماعي للحفاظ على الوطن من التشظي. وإذا استمرت في الاستفراد والتسلط فلترينا قدرتها العبثية في حل المشاكل المشار إليها . إن إخواننا في الجنوب هم مواطنون وان أعلنوا الانفصال ، وان إخواننا في صعدة أكانوا متمردين أو مجرمين أو شيعة اثنا عشرية أو كفروا بالله وخرجوا من الإسلام وأصبحوا يهودا أو مسيحيين أو قـردة ملاعين فهم في كل الحالات مواطنون وان رفعوا السلاح وقاتلوا ، وبالتالي فان حل هذه القضايا يتم بالتراضي لا بالحسم العسكري والقوة. إن القوة العسكرية وظيفتها حماية الوطن من الخارج ، بينما تقوم وظيفة السلطة القضائية والأمن على حماية الوطن من فتن الداخل، إن اجتثاث الحوثيين من صعدة كما ورد في خطاب الرئيس لن يتم حتى لو رمينا عليهم قنبلة نووية . إنه خطاب الوهم. إن السلطة بحربها السادسة على صعدة لا تخبرنا عن الموازنة الحقيقية اليومية المهدورة على الحرب أو الكلفة الإجمالية المرصودة لاستمرارها بغرض الحسم المفقود. ومن أين تمولها ؟ ولماذا تمول حروبا متتالية ولا تصرف فوارق رواتب موظفيها منذ العام 2006 ولا تحرك الأجور وفقا للقانون الذي أصدرته ؟ ولماذا لا ترفع الضمان الاجتماعي إلى مقدار كاف يخولها بموجب ذلك منع التسول داخل الوطن وخارجه.

-خيارات المعارضة في رؤية الإنقاذ لم نجد سوى مشروع تعديل دستوري يصعب تحقيقه وما سبقه من مقدمات في طي الوثيقة ليس سوى مجمل الخطاب المطلبي والاعتراضي منذ 2006 على السلطة ، ولم نجد أي برنامج عملي لتنفيذ هذا المشروع. ولا تزال المعارضة تنظر لنفسها بأنها منتوج الرئيس الصالح ، لأنها تدعوه إلى تهيئة المناخات وتتهم سلطته أنها لا تريد تهيئة المناخات بل أنها تحكم وفق مصالحها. إن غموض برنامج المعارضة في تحقيق المطالب والرؤية الإنقاذية جعلها تراوح خطابها الواهم بين الترهيب والترغيب والإرباك لعلها تصل مع الحاكم إلى صفقة يرفع من سلم مصالحها ويحافظ على حكمه في آن. هذا ما تقوله الوثيقة وضوحا لا إيحاء.

البعض يتساءل عما إذا أضمر الرئيس الصالح في نفسه اعتقال قادة المعارضة ، ماذا بوسعها أن تعمل ؟ إن الرهان على تدخل الخارج أو دعم القبيلة هو رهان خاسر لأن الإصلاح السياسي لا ينبغي أن يتم فيه الدخول إلى الدولة من بوابة القبيلة لنعود إلى نقطة الصفر، إن الدولة الحديثة ينبغي أن تقوم على أساس المجتمع المدني، فهل في اليمن مجتمع مدني فاعل وقوي يستطيع إزاحة السلطة ؟ أم أننا أمام نخبة فاعلة بلاجمهور مدني ؟

إن تحريك الشارع بحاجة إلى قوة اجتماعية واعية لها هدف محدد وواضح وعازمة على تحقيقه ، والناس في اليمن ليسو بهذا الوعي ، وهذا الغموض في برنامج المعارضة العملي لإنقاذ الوطن سقط من مشروع الوثيقة التي قدمت نقدا سمعناه في خطاب المعارضة السياسي واكتفى بمشروع التعديل الدستوري الطموح ولا ندري بأي كيفية سيتم تحقيقه ؟.

أخيرا : متاهات ومحاذير سياسية

الديمقراطية في نظر السلطة أن تبقى هي الحاكمة للبلاد ، ولا يعني حكم الشعب في نظرها سوى بقاء السلطة بيد من هم في السلطة . ونحن نتساءل : مالفرق في هكذا حال بين البيعة للإمام والانتخابات للسلطة القائمة ؟ فكل منهما يستند على شكل من أشكال الشرعية الصورية (بيعة أو انتخابات).


إن فتح أي خيار آخر للمواجهة مع القوى السياسية هو انتحار العاجز ، وفي السياسة لا يستعمل العنف والحرب في الداخل إلا من سلطة ضعيفة فقدت شرعيتها في الحكم بالاستفراد في القرار هكذا فعل شاه إيران فسقط حكمه. وهذه هي لب المشكلة.

إن إقامة العدل ودولة المؤسسات والاحتكام إلى الشعب بنزاهة وشفافية هي المخارج لكل الأطراف فلا حرب السلطة ضد الخارجين عليها حلا، ولا الخروج على السلطة وتمزيق الوطن حلا، ولا التمترس السياسي لتصفية الحسابات حلا ، مثل إعلان الرئيس أن الإصلاح كان كرتا مرحليا ، فقد جاء الوقت ليجعلوا هم من الرئيس الصالح كرتا مرحليا. كما أن رد الحزب الحاكم على وثيقة الإنقاذ ينبئ بأن كل طرف يعتقد أنه وحده من يملك الصواب المطلق وهي أزمة عقل سياسي خانقة .

من المعلوم أنه ليس عيبا في السياسة الرجوع إلى الشرعية الدستورية وإلى التراضي الاجتماعي ، فحين ضاق الناس ذرعا بتشاوسسكوا قاموا عليه الثورة ، وحين ضاق الصومالييون ذرعا بسياد بري قاموا عليه الثورة وليسوا بنادمين أن يعيشوا الفوضى والاقتتال بدلا من التسلط بالرغم من المآسي التي يعيشونها هكذا قال أحد الصوماليين المشردين والذي استقر به المطاف في استراليا.

تماثل سياسي: إن تقديم المعارضة لنفسها كبديل سياسي لايعني أنها ستكون بديل أفضل للسلطة الحالية - وان كان من حقها الدستوري السعي لذلك - فسلوكها هو نفس سلوك الحزب الحاكم ، وتثقفت سياسيا على يديه، تعالوا نأخذ على سبيل المثال حرية الإعلام فقط ، إن أيا من الصحفيين والكتاب يستطيع نقد الرئيس الصالح في صحف المعارضة فقط لكن أحدا لا يستطيع نقد قيادة المعارضة في صحفها أو صحف حلفائها أيضا، وفي كلا الحالتين لن ينجو كاتب النقد من استبطان العقوبة الضمنية والعلنية من كليهما، وإذا كانت أحزاب المعارضة قد دفعت بالواجهة القبلية لـ/حميد الأحمر بديلا عن أبيه فذلك مساو للسلطة بدفعها لـ/أحمد علي كبديل عن أبيه أيضا. إن أحزاب المعارضة في التشاور الوطني – مادام وطنيا بهذه التسمية – لم تشرك أشخاص كثر من خارج هذه الأحزاب من قيادات اجتماعية وازنة تنتشر في المدن والأرياف جنبا إلى جنب مع معظم القوى السياسية واكتفت بالتمثيل الرمزي.

إن معيار الولاء لدى السلطة كما هو الحال لدى المعارضة هو الحاسم في تصعيد قياداتها، ولم ننـس كيف صعَّـدت الحركة الإسلامية والقبلية في السبعينات عبد الله الحجري على حساب الأستاذ النعمان مؤسس حركة الأحرار ورائد حركة التنوير في اليمن مع ماله من فضل على التغيير السياسي الحاصل برمته منذ مطلع الأربعينات، فالولاء للأيديولوجية والانتماء السياسي والحزبي والقبلي مقدم على الكفاءة مهما بلغ شأنها وهذا ما هو حاصل في الوسط الحزبي في العالم الثالث، وبهذا المعيار السائد لم يكن بمقدور أوباما الفوز بانتخابات البلدية - وليس بالرئاسة الأمريكية لأعظم قوة في العالم.

الفارق الوحيد : أن السلطة قد خضعت للاختبار المتكرر وفشلت على مستوى الانجازات البسيطة (توفير ماء وكهرباء للمواطنين) والمعارضة بشكلها الحالي لا تزال خارج مرحلة الاختبار، فهل تكون صورة مكررة عن السلطة أم بوسعها أن تؤسس لمرحلة جديدة ؟

[email protected]
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صالح ل أم بي سي؟ قال أن الحراك ليس بخطورة القاعدة والحوثيين حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 10-19-2009 03:53 PM
الرئيس صالح : نحن نتخاطب مع الشارع في الجنوب وحضرموت حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 09-12-2009 01:55 AM
برلماني مؤتمري: طريقة تسيير الرئيس للأمور هي وراء ما يجري في البلاد حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 08-19-2009 12:19 AM
السباق على القصر بدأ بين الخلفاء الثلاثة المحتملين لصالح: وخفايا إعلان مرض الرئيس حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 07-25-2009 08:53 PM
الحمدي في سطور((اهداء الى استاذي العزيز رهج السنابك)) وحدوي الى الابد سقيفة الحوار السياسي 2 07-23-2009 09:51 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas