المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الصحابة : ذكر بعض الاسماء والسير ووو....((أخي شارك بذكر إسم أحد الصحابة)).

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-2008, 09:01 PM   #31
ابن سيؤن
حال قيادي
 
الصورة الرمزية ابن سيؤن

افتراضي

مشكور أخي الدور القبلي وبارك الله فيك .
التوقيع :
لاإله إلا الله الحليم الكريم, لا اله إلا الله العلي العظيم, سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم , الحمدلله رب العالمين اللهم أذهب عنا الحزن ، وازل عنا الهم ، وأطرد عنا من نفوسنا القلق ، نعوذ بك من الخوف
إلا منك ، ومن الركون إلا إليك ، ومن التوكل إلا عليك ، ومن السؤال إلا منك ، ومن الاستعانة إلا بك ، أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
  رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 10:11 AM   #32
ابورائد النعماني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية ابورائد النعماني

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابي الجليل عمّار بن ياسر



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :



يعتبر عمار من المسلمين الأوائل،الذين أسلموا بدار الأرقم، التي سميت باسم «دار الإسلام». وقد سار عمار إلى تلك الدار بعد فترة وجيزة من سماعه بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته، حيث أسلم، ورجع إلى بيته فأسلم من بعده أبوه ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله.


أدى إسلام أسرة عمار إلى سخط حلفائها من بني مخزوم، فثارت ثائرتهم ونقموا على الأسرة المسلمة، وكان من أثره أن عصفت بها عواصف المحن وهاجت عليها رزايا العذاب.


والظاهر أن قريشا أرادت من تعذيب تلك الأسرة المؤمنة تخويف وردع المسلمين الأوائل وخاصة المستضعفين منهم، الذين لا يملكون عشائر في مكة... وقد كثرت الروايات حول فنون عذاب المخزومين لأسرة ياسر، التي صمدت وصبرت حتى جاء أبو جهل إلى سمية وطعنها في قلبها وهي تأبى إلاّ الإسلام، وقتلوا زوجها ياسراً فكانا أول شهيدين في الإسلام.


أمّا عمّار فقد بلغ به العذاب إلى درجة لا يدري ما يقول، ولا يعي ما يتكلّم، وروي أنّه قال للرسول صلى الله عليه وسلم :لقد بلغ منّا العذاب كل مبلغ. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :صبراً أبا اليقظان، اللهم لا تعذّب أحداً من آل عمار بالنار.


ويقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمر بهم فيدعو بقوله: صبراً آل ياسر موعدكم الجنة.


وقد لوحظت آثار النار واضحة على ظهر عمّار حتى أواخر حياته.


وروي أن عمّار جاء،أن أفرجت عنه قريش، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله صلى الله عليه وسلم :ما وراءك؟. قال عمّار: شرّ يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال صلى الله عليه وسلم: كيف تجد قلبك؟ قال عمّار: مطمئناً بالإيمان. قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإن عادوا فعد.


ثم نزلت الآية الكريمة ( ومن كفر بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) لتقرّ هذا اللون وتمضي ما فعله عمار أمام أعدائه، وبموجب هذه الآية شرّع الإسلام مبدأ «التقية».


منذ تلك اللحظة سار عمّار على طريق الجهاد والثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهاجر الهجرتين وصلى القبلتين، وشهد بدراً واحداً وبيعة الرضوان وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبلي بلاء حسناً وهو في كل الوقائع من المقدمين في الجيش.


بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقف عمار إلى جانب أمير المؤمنين رضي الله عنه، ودافع عن حقّه في الخلافة، وكان من المقربين منه، واشترك معه في معاركه ضد الناكثين والقاسطين والمارقين. حتى كانت واقعة صفين عندما تقابل جيش أمير المؤمنين رضي الله عنه مع جيش معاوية، حيث نزل عمار إلى الميدان لقتال القوم، وهو شيخ في الرابعة والتسعين من عمره وقد نقل ابن الأثير أن عمار خرج إلى الناس يومها وهو يقول: «اللهم أنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقدف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم أنك تعلم لو أني أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم انحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت، وأني لا أعلم اليوم عملاً أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم اليوم ما هو أرضى منه لفعلته، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل.


وقد قاتل (رضوان الله عليه) حتى قُتل، وقد كان لمقتله أثراً كبيراً أزال الشبهة عند كثير من الناس، وكان ذلك سبباً لرجوع جماعة إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه والتحاقهم به، ذلك أن الجميع يعلمون أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعونهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.


وقد وردت في فضل عمّار أحاديث كثيرة، منها ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب من أن عمار استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف صوته فقال صلى الله عليه وسلم : مرحباً بالطيّب ابن الطيب ائذنوا له.


وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، أيضاً، أنّه قال: «عمّار جلدة بين عيني».


وعنه صلى الله عليه وسلم :«كم ذي طمرين ،لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن ياسر».


وقال صلى الله عليه وسلم :«لقد ملئ عمار إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه».


وقال صلى الله عليه وسلم :«إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان».


وقال صلى الله عليه وسلم لعمار: «إنّك من أهل الجنّة».


وقال صلى الله عليه وسلم :«ابن سمية لم يخيّر بين أمرين قط إلا أختار إرشدهما، فالزموا سمته».
التوقيع :

للمراسله البريديه والتعارف
[email protected]

ابورائد النعماني
  رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 10:15 AM   #33
ابورائد النعماني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية ابورائد النعماني

افتراضي

~*¤*~ حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء ~*¤*~

هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه

وسلم وأخوه من الرضاعة .



~*¤*~ الرباط الوثيق ~*¤*~

كان حمزة رضي الله عنه يعرف عظمة ابن أخيه وكماله ، وكان

على بينة من حقيقة أمره ، وجوهر خصاله.

فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه فحسب ، بل معرفة الأخ بالأخ ،

والصديق بالصديق و ذلك لأنهما من جيل واحد، وسن متقاربة.

نشأ معا وتآخيا معا ، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة.

ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق ، فأخذ حمزة رضي

الله عنه يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة ، وإفساح مكان لنفسه

بين زعماء مكة وسادات قريش..

في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على إضواء روحه التي

انطلقت تنير له الطريق إلى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من

ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق ، والى التهيؤ لمصافحة الحق

وتلقيه..

فان حمزة رضي الله عنه لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ابن

أخيه التي كانت تحمل لصاحبها مكانا عليا في أفئدة الناس

كافة ، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم.



~*¤*~ إسلام حمزة ~*¤*~

خرج حمزة رضي الله عنه في صبيحة يوم وعند الكعبة فوجد نفرا

من أشراف قريش وسادتها فجلس معهم ، يستمع لما يقولون ، وكانوا

يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..

ولأول مرة رآهم حمزة رضي الله عنه يستحوذ عليهم القلق من دعوة

ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد ، والغيظ والمرارة.

وضحك من أحاديثهم طويلا ، ورماهم بالمبالغة ، وسوء التقدير ..

ومضت الأيام ، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش

حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

ثم تتحول همهمة قريش إلى تحرش ، وحمزة رضي الله عنه يرقب

الموقف من بعيد....

وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشف في يوم قريب

.. وجاء اليوم الموعود .. وخرج حمزة رضي الله عنه من داره ،

متوشحا قوسه ، ميمما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة ،

ورياضته الأثيرة ، الصيد..

وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ، ذهب كعادته إلى

الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.

وقريبا من الكعبة ، لقيته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره

حتى قالت له :

يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا ، من أبي الحكم

بن هشام ، وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره.

واستمع حمزة رضي الله عنه جيدا لقولها ، ثم أطرق لحظة ، ثم مد

يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة

صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل..

فإن هو لم يجده هناك ، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه

ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة ، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا

من سادة قريش ..

وفي هدوء رهيب ، تقدم حمزة رضي الله عنه من أبي جهل ، ثم استل

قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق

الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة رضي الله عنه في أبي جهل :

( أتشتم محمدا ، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟ ألا فرد ذلك علي

إن استطعت )

فأسلم حمزة رضي الله عنه ، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي

عليه صدره ، وترك الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهل يلعق

دماءه النازفة من رأسه المشجوج ..

ومد حمزة رضي الله عنه يمينه مرة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق

كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد.



~*¤*~ حمزة و الإسلام ~*¤*~

عجب حمزة رضي الله عنه كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه

بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل .. ولكنه واصل رحلة

العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه

وصدقه..

وعند الكعبة ، كان يستقبل السماء ضارعا ، مبتهلا، كي يهتدي إلى الحق

وإلى الطريق المستقيم قال رضي الله عنه وهو يروي بقية النبأ :

( ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر

عظيم .. لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح

صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا

وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري

فدع الله أن يثبت قلبي على دينه )

وهكذا أسلم حمزة رضي الله عنه إسلام اليقين ..

وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذود عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..

لقد نذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله

عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم :

" أسد الله ، وأسد رسوله "



~*¤*~ جهاده ~*¤*~

أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة رضي

الله عنه..

وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين

كانت لحمزة رضي الله عنه ..

ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ، كان أسد الله ورسوله رضي الله

عنه هناك يصنع الأعاجيب..

وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها

ورجع أبو سفيان مخلوع القلب ، مطأطئ الرأس وعشرات مثلهم

من رجال قريش وصناديدها.

وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ، فراحت

تعد عدتها وتحشد بأسها ، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها ،

وصممت قريش على الحرب ..



~*¤*~ المؤامرة ~*¤*~

جاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ، ومعها حلفاؤها

من قبائل العرب ، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.وكان زعماء قريش

يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين :

الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمزة رضي الله عنه .

ولقد اختاروا قبل الخروج ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة رضي الله

عنه ، وهو حبشي ، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ، جعلوا كل

دوره في المعركة أن يتصيد حمزة رضي الله عنه ويصوب إليه ضربة قاتلة

من رمحه ، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر ، مهما يكن

مصير المعركة واتجاه القتال.

ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريته ، فقد كان الرجل واسمه وحشي

عبدا لجبير بن مطعم ، وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال

له جبير :

اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق .

ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا

إلى الهدف الذي يريدون ..

وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها ، وعمها ، وأخاها ، وابنها

وقيل لها أن حمزة رضي الله عنه هو الذي قتل بعض هؤلاء ، وأجهز

على البعض الآخر..

كانت المؤامرة و الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل

واضح وحاسم ..



~*¤*~ استشهاد أسد الله ~*¤*~

جاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وتوسط حمزة رضي الله

عنه أرض الموت والقتال ، مرتديا لباس الحرب ، وعلى صدره

ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال ..

وراح يصول ويجول ، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، ومضى يضرب

في المشركين ، وكأن المنايا طوع أمره ، يقف بها من يشاء فتصيبه

في صميمه.

وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ، وحتى أخذت

فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ، ولولا أن ترك الرماة مكانهم

فوق الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم

لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت

غزوة أحد مقبرة لقريش كلها ، رجالها ، ونسائها بل وخيلها وإبلها.

لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، واعملوا فيهم

سيوفهم الظامئة ، وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون

سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه ورأى حمزة رضي الله عنه ما

حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..

وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، ووحشي هناك

يراقبه ، ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته ..

ويصف وحشي المشهد بكلماته :

( كنت رجلا حبشيا ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها

شيئا .. فلما التقى الأنس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته

في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما

يقف امامه شيء .. فوالله اني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة

لأقتحمه أو ليدنو مني .. إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.

عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته

حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم

مات .. وأتيته فأخذت حربتي .. ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه

إذ لم يكن لي فيه حاجة .. فقد قتلته لأعتق .. فان كنت قد قتلت بحربتي

هذه خير الناس وهو حمزة .. فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت

بها شر الناس مسيلمة )

هكذا سقط أسد الله ورسوله شهيدا مجيدا.. وكما كانت حياته مدوية

كانت موتته مدوية كذلك.. فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. فقد أمرت هند بنت

عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندما

عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها

بيسراه .. مكافأة له على انجاز مهمته.. ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة

راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها.



~*¤*~ حزن النبي ~*¤*~

انتهت المعركة ، وامتطى المشركون ابلهم ، وساقوا خيلهم قافلين الى

مكة ، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعرك

ة لينظر شهداءها ..

وهناك في بطن الوادي وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله

أنفسهم .. وقف فجأة .. ونظر فوجم .. وضغط على أسنانه..

وأسبل جفنيه..

فما كان يتصور قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة

فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد

حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وسيد الشهداء..

وفتح الرسول صلى الله عليه وسلم عينيه التي تألق بريقهما كومض

القدر وقال وعيناه على جثمان عمه :

" لن أصاب بمثلك أبدا .. وما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من موقفي هذا "

ثم التفت صلى الله عليه وسلم الى أصحابه وقال :

" لولا أن تحزن صفية ويكون سنه من بعدي ، لتركته حتى يكون في

بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن

من المواطن ، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم "

فصاح أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم :

( والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم ، مثلة لم يمثلها أحد

من العرب )

ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة ، يكرمه مرة أخرى بأن يجعل من

مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد ، ويجعل الرحمة حتى

في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..

وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من إلقاء وعيده السالف

حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة :

(( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين *

واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون *

إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))

وكان نزول هذه الآيات ، في هذا الموطن ، خير تكريم لحمزة رضي الله

عنه الذي وقع أجره على الله ..

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب ، فهو لم يكن

عمه الحبيب فحسب .. بل كان أخاه من الرضاعة.. وتَربه في الطفولة

وصديق العمر كله..

وفي لحظات الوداع هذه ، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية

يودعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد شهداء المعركة جميعا..

وهكذا حمل جثمان حمزة رضي الله عنه إلى مكان الصلاة على أرض

المعركة التي شهدت بلاءه ، واحتضنت دماءه ، فصلى عليه الرسول

صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم جيء بشهيد آخر ، فصلى عليه الرسول

صلى الله عليه وسلم ثم رفع وترك حمزة رضي الله عنه مكانه ، وجيء

بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة رضي الله عنه وصلى عليهما الرسول

صلى الله عليه وسلم ..

وهكذا جيء بالشهداء.. شهيد بعد شهيد .. والرسول صلى الله عليه وسلم

يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة رضي الله عنه معه حتى صلى على

عمه يومئذ سبعين صلاة ..



~*¤*~ البكاء على حمزة ~*¤*~

انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من المعركة إلى بيته ، فسمع

في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن ، فقال صلى الله عليه

وسلم من فرط حنانه وحبه :

" لكن حمزة لا بواكي له "

ويسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه فيظن أن الرسول صلى الله عليه

وسلم يطيب نفسا إذا بكت النساء عمه ، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل

ويأمرهن أن يبكين حمزة رضي الله عنه فيفعلن…

ولا يكاد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع بكاءهن حتى يخرج إليهن ،

ويقول :

" ما إلى هذا قصدت ، ارجعن يرحمكن الله ، فلا بكاء بعد اليوم "



~*¤*~ أجمل عزاء للنبي ~*¤*~

لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة رضي

الله عنه فادحا ، وكان العزاء فيه مهمة صعبة ، بيد أن الأقدر كانت تدخر

لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء.

ففي طريقه من أحد الى داره مر صلى الله عليه وسلم بسيدة من بني دينار

استشهد في المعركة أبوها وزوجها ، وأخوها..

وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن

أنباء المعركة.. فنعوا إليها الزوج .. والأب .. والأخ..

وإذا بها تسألهم في لهفة : وماذا فعل رسول الله ؟؟

قالوا : خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين ..

قالت : أرونيه ، حتى أنظر إليه ..

ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما رأته

أقبلت نحوه تقول :

( كل مصيبة بعدك ، أمرها يهون )

لقد كان هذا أجمل عزاء ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم

لهذا المشهد الفذ الفريد ، فليس في دنيا البذل ، والولاء ، والفداء

لهذا نظير..

لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم

صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء..

في أسد الله وسيد الشهداء..
  رد مع اقتباس
قديم 07-09-2008, 11:25 AM   #34
ابن سيؤن
حال قيادي
 
الصورة الرمزية ابن سيؤن

افتراضي

سير الصحابه سير عطره وهي تاريخ مشرف وفيه من الدروس والعبر الشي الكثير أرجوا من الجميع المشاركه وتقديم المزيد عن هؤلاءالرجال خاصة وأنهم يتعرضون للطعن على الملأ على القنوات الفضائيه الشيعيعه .

[motr]شكرا لك أخي ابورائد النعماني. [/motr]
  رد مع اقتباس
قديم 07-21-2008, 04:14 PM   #35
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

بارك الله بك اخي الدور القبلي
يختم الموضوع بختم التميّز
نتمنى الأستمرار بسرد سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
كما نرجوا عدم التكرار


عثمان بن عفان

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام


إسلامه

كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية، وأسلم بعد البعثة بقليل، فكان من السابقين إلى الإسلام، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ)... (إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ)...

وهو أوّل من شيّد المسجد، وأوّل من خطَّ المفصَّل، وأوّل من ختم القرآن في ركعة، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان...

قال عثمان: (ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل)...


الحديبية

بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال: (هذه يدُ عثمان)... فقال الناس: (هنيئاً لعثمان)...


الحصار

فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه، فأغلق بابه دونهم، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله!!...

وكان يقول: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه)...(إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن)...

وعن أبي سهلة مولى عثمان: قلت لعثمان يوماً: (قاتل يا أمير المؤمنين)... قال: (لا والله لا أقاتلُ، قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً فأنا صابر عليه)...

واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال: (يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت، أصبتُ أو أخطأتُ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم)...

فلما أبَوْا قال: (اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً)... فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم...



الحياء

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أشد أمتي حياءً عثمان)... قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش، عليه مِرْطٌ لي، فأذن له وهو على حاله، فقضى الله حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى الله حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقالنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةاجمعي عليك ثيابك)...

فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف، فقلت: (يا رسول الله، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)...

فقال: (يا عائشة إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته)... وفي رواية أخرى: (ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة)...



الخلافة

كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه.

فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال: (أمّا بعد، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله، وهاجرت الهجرتين، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله، ثم أبا بكر مثله، ثم عمر كذلك، ثم استُخْلفتُ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم؟!)...



الخير

انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها، وفرس بمائة ألف، ونخلة بألف درهم، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية...


الصّلابة

لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً، وقال: (أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين)... فقال عثمان: (والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ)... فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه...



الفتنة

ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له، وكتب لهم العهد، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح.

فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى، وعليه خاتم عثمان، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !...
ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد قال له: (عثمان! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه)...



الفتوح الإسلامية

وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خـو وفارس الآخـرة، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن...



اللهم اشهد

عن الأحنف بن قيس قال: انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة، فدخلنا المسجد، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص.

فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال: (أها هنا علي؟)... قالوا: نعم.

قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له؟)... فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً، فأتيت رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: (إني قد ابتعته)...

فقال: (اجعله في مسجدنا وأجره لك)؟... قالوا: نعم قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من يبتاع بئر روْمة غفر الله له) فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: (إني قد ابتعتها)...

فقال: (اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك)؟... قالوا: نعم قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم (جيش العُسرة) فقالنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةمن يجهز هؤلاء غفر الله له)...فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً؟... قالوا: نعم قال: (اللهم اشهد اللهم اشهد)... ثم انصرف



جهاده بماله

قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين، والفرح في وجوه المنافقين.

فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال: (والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ)... فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ.

فلما رأى ذلك النبي قال: (ما هذا؟)... قالوا: أُهدي إليك من عثمان. فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده: (اللهم اعط عثمان، اللهم افعل بعثمان)...

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال: (من بعث بهذا؟)... قلت: عثمان. فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان



جيش العُسْرة

وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه...

فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول: (ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم)... مرتين



ذي النورين

لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال: (والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان)...



سهم بَدْر

أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه)...




فضله

دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال: (يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً)...

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله)... وقال: (اللهم ارْضَ عن عثمان)... وقال: (اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه)...

اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى، وأثنى عليه جميع الصحابة، وبركاته وكراماته كثيرة، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة، كثير القيام بالليل قال عثمان -رضي الله عنه-: (ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام، ولا سرقت)...




يوم الجمل

في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت: إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة)...

وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد فانصرفوا، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت: (اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه)... ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا: (يا أمير المؤمنين) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت: (اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى)...



مَقْتَله

وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل، فطلبوا منه الخروج للقتال، فكره وقال: (إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها)... فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه.

وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان: أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال: (إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي: اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة)...

فدعا بمصحف فنشره بين يديه، فقُتِلَ وهو بين يديه كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة... ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم...
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 07-28-2008, 11:37 PM   #36
الدور القبلي
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدور القبلي

افتراضي

[quote=الشبامي;274307]بارك الله بك اخي الدور القبلي
يختم الموضوع بختم التميّز
نتمنى الأستمرار بسرد سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
كما نرجوا عدم التكرار


شهادة اعتز بها اخي الشبامي مرورك اسعدني وشحذ همتي شكرًا جزيلا
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 10-12-2008, 06:05 PM   #37
نجيب
حال نشيط
 
الصورة الرمزية نجيب

افتراضي

[]align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
][®][^][®][[move=down]الصحابي الجليل حذيفه بن اليمان[/move]][®][^][®][

حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها، فقد جاء الى الرسول يسأله: (يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار)... فقال له النبي: (فأين أنت من الاستغفار ؟؟... اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)... هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-.
لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحدبأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: (أبي، أبي، انه أبي !!)... ولكن أمر الله قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال: (يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين).ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة... وبعد انتهاء المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة (حسيل بن جابر) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فزداد الرسول له حبا وتقديرا.

غزوة الخندق
عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم، دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع، وقال له: (يا حذيفة، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا!)... فذهب ودخل في القوم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء. فقام أبو سفيان فقال: (يا معشر قريش، لينظر امرؤ من جليسه؟)... قال حذيفة: (فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت: من أنت؟.. قال: فلان بن فلان)... فأمن نفسه في المعسكر، ثم قال أبو سفيان: (يا معشر قريش، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنوقريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل).ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة: (لولا عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم)... وعاد حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى.

خوفه من الشر رضي الله عنه
كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة، ولكن الشر هو المخفي، لذا فهو يقول: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. قلت: (يا رسول الله، انا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟)... قال: (نعم). قلت: (فهل من بعد هذا الشر من خير؟)... قال: (نعم، وفيه دخن).قلت: (وما دخنه؟)... قال: (قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت: (وهل بعد ذلك الخير من شر؟)... قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها). قلت: (يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك؟)... قال: (تلزم جماعة المسلمين وامامهم).
قلت: (فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟)... قال: (تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).

إخبار الرسول له بأسماء المنافقين
كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين، أعلمه بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسأله عمر: (أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين؟)... قال: (نعم، واحد)... قال: (مَن هو؟)... قال: (لا أذكره)... قال حذيفة: (فعزله كأنّما دُلَّ عليه). وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.

آخر ماسمع من النبيصلى الله عليه وسلم
عن حذيفة قال: (أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي توفاه الله فيه، فقلت: (يا رسول الله، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!)... فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال: (يا حذيفة أدْنُ منّي).فدنوتُ من تلقاء وجههِ، قال: (يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة، ومن أطعم جائعاً أراد به الله، أدخله الله الجنة، ومن كسا عارياً أراد به الله، أدخله الله الجنة)... قلتُ: (يا رسول الله، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه)... قال: (بلْ أعلنْهُ)... فهذا آخر شئٍ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).

والي المدائن
خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفا وملحا، وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر.ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: (إياكم ومواقف الفتن)... قالوا: (وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله؟)... قال: (أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه)... فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، ومنهجه في الولاية.

معركة نهاوند
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة (النعمان بن مقرن) ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول: (اذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعا (النعمان بن مقرن)، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عبدالله)... وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة. والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيدا، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا (نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان) تكريما له. ثم هجم على الفرس صائحا: (الله أكبر: صدق وعده، الله أكبر: نصر جنده)... ثم نادى المسلمين قائلا: (يا أتباع محمد، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار)... وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس.

حب التقى والزهد
قال عمر بن الخطاب لأصحابه: (تمنّوا)... فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله، فقال عمر: (لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله عزّ وجلّ)... ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال: (انظر ما يصنع)... فقسَمَهُ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال: (انظر ما يصنع)... فقَسَمه، فقال عمر: (قد قُلتُ لكم).

حكمة اقواله
لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة، فقد كان واسع الذكاء والخبرة، وكان يقول للمسلمين: (ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه).
يقول حذيفة: (أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث به غيري، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئاً، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري).
ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول: (القلوب أربعة: قلب أغلف، فذلك قلب كافر... وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق ... وقلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن... وقلب فيه نفاق وإيمان، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب... ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم، فأيهما غلب غلب)...

وفاته رضي الله عنه
لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟)... فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ).ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟)... قالوا: (نعم)... قال: (أرونيها)... فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدل خيرا منهما، أو شرا منهما).ثم تمتم بكلمات: (مرحبا بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم)... وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة.
[/font][/font]
  رد مع اقتباس
قديم 12-21-2008, 09:53 PM   #38
سميرنصير
حال جديد

افتراضي

جزاكم الله الف خير
  رد مع اقتباس
قديم 01-10-2009, 11:16 PM   #39
الدور القبلي
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدور القبلي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرنصير [ مشاهدة المشاركة ]
جزاكم الله الف خير

واياك وننتظر مشاركاتك اخي الحبيب
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب رجال حول الرسول للداعي الاسلامي خالد محمد خالد قائد المحمدي مكتبة السقيفه 61 07-26-2009 01:15 AM
مدرسة الصحابة ابوبروج سقيفة الحوار الإسلامي 3 04-11-2009 06:59 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas